
هل تهدد اضطرابات الساحل المبادرة الأطلسية المغربية؟
الهجمات التي نُفذت في وقت متزامن ضد مواقع للجيش المالي في مدن كاي ونيونو ومولودو وسانداري وديبولي وغوغوي، لم تتبناها رسميا أي جهة. وتأتي في منطقة تعتبر ذات أهمية محورية في مسار مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، وفي صلب الرؤية المغربية لتحويل الأطلسي إلى منفذ استراتيجي للدول غير الساحلية. وهو ما يجعل أي زعزعة للأمن في مالي أو النيجر أو بوركينا فاسو تهديدا مباشرا للمصالح المغربية الإفريقية الناشئة.
في هذا السياق، تشير تقديرات استخباراتية وتحليلات إقليمية إلى إمكانية وجود دعم غير مباشر من جهات إقليمية، وعلى رأسها النظام العسكري الجزائري لبعض الجماعات المسلحة في المنطقة، تهدف، حسب المصادر نفسها، إلى تعطيل تموضع المغرب في العمق الإفريقي، خاصة في ظل تراجع تأثير باريس وشركائها، ونجاح الرباط في الحفاظ على علاقات طيبة مع جميع الأطراف المتصارعة في دول الساحل.
وخلف هذه الهجمات، تظهر تحولات إستراتيجية كبرى شهدتها المنطقة في السنوات الخمس الأخيرة، بعد سلسلة من الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. انقلابات أنهت عمليا النفوذ الفرنسي التاريخي، ودشنت تحالفا جديدا مع موسكو، في محاولة من هذه الدول لاستعادة سيادتها على أراضيها ومواردها الطبيعية. وبموازاة ذلك، اضطرت القوات الفرنسية إلى الانسحاب من قواعدها العسكرية.
وفي ظل عزلة مفروضة من قبل الاتحاد الإفريقي وكتلة 'إكواس' (ECOWAS) على الأنظمة العسكرية الجديدة، برز المغرب باعتباره أول حليف خارجي يُظهر تفهما لوضعها الانتقالي. بل إن وزير خارجية النيجر باكاري ياو سانغاري وصف، خلال زيارة إلى الرباط رفقة نظيريه من مالي وبوركينا فاسو، المشروع المغربي بأنه 'هبة من السماء'، مشيرا إلى أن الرباط كانت من أوائل العواصم التي قدمت دعما دبلوماسيا في وقت كانت فيه 'إكواس' تهدد بشن حرب على النيجر.
وقد أنشأت دول الساحل الثلاث تحالفا خاصا بها في شتنبر 2023 تحت اسم 'تحالف دول الساحل' (AES)لكن اعتمادها على موانئ دول 'إكواس' مثل البنين وغانا وكوت ديفوار والطوغو، يجعلها عرضة لضغوط سياسية واقتصادية. في المقابل، يكتسب المنفذ الأطلسي الذي تقترحه الرباط جاذبية متزايدة، بصفته خيارا إستراتيجيا قد يُحصن هذه الدول من الحصار ويعزز استقلاليتها التجارية.
وسط هذا السياق المحتدم، تبدو الهجمات التي ضربت مالي أبعد من مجرد عمليات إرهابية تقليدية. فهي تحمل في طياتها رسائل أمنية وجيوسياسية معقدة، تُحذر من أن مشروع المغرب في إفريقيا، المبني على الاستقرار والتكامل جنوب-جنوب، لن يكون في منأى عن الصراعات الإقليمية، خاصة حين يتقاطع مع مصالح قوى ترى في تحركات الرباط تهديدا لمجالات نفوذها التاريخية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
مالي تُفشل مخططا خطيرا لتهريب أسلحة إلى تنظيم إرهابي قادم من الجزائر
هبة بريس كشفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية عن إحباط واحدة من أكبر محاولات تهريب شحنة ضخمة من المعدات العسكرية واللوجستية، كانت موجهة إلى تنظيم إرهابي ينشط داخل الأراضي المالية، قادمة من إحدى دول الجوار في إشارة واضحة إلى الجزائر. تعاون استخباراتي وثيق بين أجهزة أمن دول الساحل ووفق بلاغ رسمي تلاه العقيد مريم ساغارا باسم الجيش المالي، فإن الشحنة التي تم حجزها تضم أسلحة ومعدات لوجستية صُنعت في دولة آسيوية، قبل أن يتم شحنها عبر إحدى دول المنطقة، من دون الكشف عن هويتها. وأضاف المصدر ذاته أن العملية جاءت ثمرة تعاون استخباراتي وثيق بين أجهزة الأمن التابعة لدول تحالف الساحل (AES)، الذي يضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وبدعم من دولة شريكة في المنطقة، مؤكداً أن هذا النجاح الأمني يعكس تنامي فعالية التنسيق بين هذه الدول لمواجهة الشبكات الإرهابية التي تحاول زعزعة استقرار المنطقة. وكشفت السلطات المالية عن تفاصيل الشحنة المحجوزة، التي ضمت معدات عسكرية متطورة، من بينها مدافع هوائية، آلاف التوربينات، وأعداد كبيرة من الأحذية والأزياء الميدانية، إضافة إلى شارات وقطع موسومة باسم التنظيم الإرهابي. كما عثرت القوات المالية على صناديق تضم قمصاناً عسكرية، في مؤشر واضح على الطابع الاحترافي لهذه العملية، التي تؤكد تورط جهات خارجية في دعم هذه الجماعات المسلحة بغرض تقويض أمن دول تحالف الساحل وإشعال الفوضى فيها. أزمة دبلوماسية حادة بين مالي والجزائر وأكدت هيئة الأركان المالية أن القضاء باشر على الفور تحقيقات معمقة لتحديد المسارات التي سلكتها هذه الشحنة والكشف عن كل الشبكات المتورطة، سواء داخل مالي أو خارجها. كما نددت القيادة العسكرية بما وصفته بـ'التدخلات الأجنبية' التي دأبت على إذكاء التوترات في المنطقة، محذّرة من مغبة الاستمرار في هذه السياسات التي تهدد السلم والأمن الإقليميين وتقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار. واختتمت السلطات المالية بلاغها بالتأكيد على أن قواتها المسلحة ستواصل بلا هوادة عمليات المراقبة والتدخل لحماية وحدة البلاد وضمان أمن المواطنين، بالتوازي مع برامج التنمية وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة من النزاعات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في سياق أزمة دبلوماسية حادة بين مالي والجزائر، بعد اتهامات متكررة من باماكو للسلطات الجزائرية بدعم التنظيمات الإرهابية الانفصالية في شمال مالي والتدخل في شؤونها الداخلية، وهي الاتهامات التي أدت إلى قطيعة تامة بين البلدين.


أخبارنا
منذ 2 أيام
- أخبارنا
مالي تجر الجزائر نحو المحاسبة الدولية بعد ضبط شحنة أسلحة موجهة للإرهاب(وثيقة)
في بيان رسمي شديد اللهجة، كشفت رئاسة الأركان العامة للجيش المالي عن إحباط محاولة كبيرة لتمرير شحنة ضخمة من المعدات اللوجستيكية نحو تنظيم إرهابي ينشط داخل التراب المالي. العملية تمت بتنسيق استخباراتي محكم بين أجهزة دول تحالف الساحل (AES)، وبدعم مباشر من دولة وصفت بالشقيقة، في إشارة يُعتقد على نطاق واسع أنها تعني المملكة المغربية. وحسب ماجاء في البيان، فإن المعدات المصادرة التي تم تصنيعها في دولة آسيوية قبل أن تشحن نحو دولة من دول الجوار، شملت عشرات الزوارق المطاطية، آلاف الألبسة والأحذية العسكرية، إضافة إلى شارات وأوسمة تحمل اسم التنظيم الإرهابي، ما يؤكد الهدف المتمثل في تقوية البنية اللوجستيكية للمسلحين. وأكد الجيش المالي في بيانه أن العملية تُطعد دليلا إضافيًا على تورط جهات أجنبية في محاولة زعزعة استقرار الدولة، في وقت فتحت فيه النيابة تحقيقًا معمقًا لكشف خيوط هذا المخطط الخطير، والجهات الإقليمية المتورطة فيه. ورغم أن البيان لم يذكر اسم الجزائر صراحة، إلا أن توقيته ومضمونه يتماشيان مع الاتهامات المتكررة لباماكو ضد النظام العسكري الجزائري، والذي تتهمه بتقديم الدعم لوجستيًا وتنظيميًا لمجموعات معادية للحكومة المالية. في ختام بلاغها وجهت رئاسة الأركان العامة للجيش المالي تحية خاصة لأجهزتها الأمنية ولكل الأطراف الصديقة التي ساهمت في هذا الإنجاز، مؤكدة أن لا تهاون مع أي محاولة تهدد استقرار مالي، ولا تساهل مع الجهات التي تتولى تمويل وتسليح الإرهاب في المنطقة، في تلميح جديد لا تخطئه العين إلى الجارة الشرقية الجزائر.


زنقة 20
منذ 2 أيام
- زنقة 20
مالي تحبط تهريب معدات إرهابية عبر حدود الجزائر
زنقة 20 | متابعة كشفت هيئة الأركان العامة للجيوش في مالي ،عن إحباط عملية تهريب كمية ضخمة من المعدات اللوجستية كانت موجهة إلى تنظيم إرهابي ينشط على الأراضي المالية، وقد عبرت هذه الشحنة إحدى دول الجوار، يعتقد أنها الجزائر، وفقا لمصادر مطلعة. وأفادت الهيئة في بيان رسمي لها، أن العملية جاءت نتيجة تنسيق استخباراتي محكم بين دول تحالف الساحل (AES)، وبدعم مباشر من دولة شقيقة لم تُسمّ. وأكدت هيئة الاركان العامة للجيوش بمالي، أن الشحنة التي صُنعت في دولة آسيوية، جرى إرسالها إلى المنطقة عبر دولة في الجوار، حيث تم اعتراضها قبل وصولها إلى وجهتها النهائية. وتضمنت الشحنة حسب البيان، المصادرة 20 زورقا مطاطيا و4000 عمامة، ثمأكثر من 7000 قطعة من الأحذية واللباس العسكري، إلى جانب آلاف الشارات والرموز التي تحمل اسم التنظيم الإرهابي. واشار البيان المالي إلى أن هذه العملية تشكل دليلا جديداً على تورط جهات أجنبية في دعم الجماعات المتطرفة في الساحل، مؤكداًفي الوقت ذاته أن تحقيقات قضائية قد فُتحت لكشف ملابسات العملية وتحديد الجهات المسؤولة. هذا، وتعد هذه العملية ضربة قوية لمحاولات زعزعة الاستقرار في مالي والمنطقة، حيث أثنت القيادة العسكرية على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لتحالف الساحل على اليقظة وسرعة التحرك ضد اي محاولة ارهابية تهدد امن الشعب المالي.