
الإمارات : مخاطر خفية للذكاء الاصطناعي في دعم الصحة النفسية
قالت: "بدأت أستخدمه خلال المواقف الصعبة عاطفيًا في العمل، في العائلة وحتى في العلاقات." وأضافت: "أحب كيف يحلل كل شيء وكأنه يقرأ أفكاري. إنه يمنحني منظورًا آخر، وأحب الطمأنينة التي أحصل عليها منه. يجعلني أشعر أن مشاعري صحيحة."
بمرور الوقت، بدأت سارة تستخدم ChatGPT للتفكير في عاداتها وشخصيتها. قالت: "أصبح مثل المدرب، يساعدني على فهم نفسي بشكل أفضل." وأضافت: "أحب أن أذهب إلى العلاج يومًا ما حتى لو كان ذلك من أجل الوعي الذاتي فقط. ومع ذلك، يمكن أن يكون العلاج باهظ الثمن وخارج الميزانية أحيانًا. إنه أمر مريح حقًا أن يكون لدي شيء خاص، سري، ومتاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. خاصة عندما أشعر بنوبة هلع قادمة."
مخاوف ومخاطر خفية
يقول الخبراء إن الاتجاه المتزايد للشباب الذين يلجأون إلى ChatGPT للحصول على الدعم النفسي"ليس مفاجئًا" ولكنه "مثير للقلق للغاية" لعدة أسباب. قال الدكتور ألكسندر ماتشادو، أخصائي علم النفس العصبي السريري في عيادة هاكيني للصحة النفسية في دبي: "ليس من المستغرب أن يتجه المزيد من الشباب إلى منصات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT للحصول على الدعم العاطفي". وأضاف: "إنه سهل، ومجهول، ومتاح دائمًا، نوعًا ما مثل وجود صديق في جيبك."
ومع ذلك، يكمن الخطر الحقيقي مخفيًا، حسب الدكتور وليد العومر، أخصائي الطب النفسي في مستشفى ميد كير رويال التخصصي في القصيص. قال: "من المقلق أن بعض روبوتات الدردشة تقدم نفسها كمعالجين." وأضاف: "بينما قد يكون المستخدمون [في البداية] على دراية بأنهم يدردشون مع روبوت، فإن الكثيرين، وخاصة الشباب، يمكن أن ينجرفوا بسهولة ويبدأوا في الشعور بأنهم يتحدثون إلى شخص حقيقي أو حتى محترف مرخص."
وأضاف أن هذه مشكلة لأن الذكاء الاصطناعي لا يميز دائمًا الخط الفاصل بين الحزن اليومي ومشكلة الصحة العقلية الخطيرة.
قال: "بما أن روبوتات الدردشة تفتقر إلى المؤهلات لتشخيص أو علاج حالات الصحة العقلية الخطيرة، فإنها لا تستطيع ربط المستخدمين بالرعاية البشرية عندما يحتاج الشخص حقًا إلى دعم خبير في الصحة العقلية." وأضاف: "بينما قد يقدم روبوت الدردشة شعورًا قصيرًا بالراحة، فإنه قد يؤخر أيضًا الأشخاص عن السعي للحصول على المساعدة المهنية التي يحتاجونها حقًا، مما يتركهم يشعرون بمزيد من العزلة."
وردد الدكتور ألكسندر تعليقاته، قائلاً إن هناك الكثير من دراسات الحالة التي تثبت مدى خطورة هذا الاتجاه. قال: "على سبيل المثال، أنهى رجل في بلجيكا حياته بعد أن تأثر بروبوت، وحاول صبي صغير في المملكة المتحدة ذات مرة اغتيال الملكة بناءً على نصيحة الذكاء الاصطناعي." وأضاف: "توضح هذه الحالات مدى خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي غير المنظم للحصول على الدعم العاطفي."
فوائد الدعم "الفوري"
على الرغم من المخاوف الواضحة، يتفق الخبراء على أن هناك بعض الفوائد لوجود الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم الصحة النفسية. قال الدكتور وليد: "أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الوصول إليها في أي وقت، وهو ما قد يجده المستخدمون مفيدًا بشكل خاص خلال ساعات الليل المتأخرة عندما يمكن أن تكون المشاعر طاغية." وأضاف: "بالنسبة لجيل نشأ على الخدمات عند الطلب، فإن توفر الدعم "في أي وقت" يعد إنجازًا حقيقيًا. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم الصحة النفسية يوفر شعورًا بالسرية ومساحة غير قضائية."
وأضاف الدكتور ألكسندر أنه بينما لا يمكن للأدوات أن تحل محل المعالج، إلا أنها يمكن أن تساعد في بعض المواقف. قال: "إنه سهل، ومجهول، ومتاح دائمًا، نوعًا ما مثل وجود صديق في جيبك." وأضاف: "ولكن من المهم أن تتذكر أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التكيف كما يفعل الإنسان. استخدمه كأداة، ولكن لا تدعه يسيطر."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
«السلامة الغذائية» تعتزم إنتاج 3 آلاف ملكة نحل خلال الخريف
أكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية عزمها إنتاج 3 آلاف ملكة نحل إماراتية من الجيل العاشر خلال موسم الخريف القادم في الفترة ما بين أكتوبر ونوفمبر ليصل إجمالي عدد الملكات التي تم إنتاجهن منذ بداية العام الجاري إلى نحو 5300 ملكة، وأوضحت الهيئة أنها أنتجت في موسم الربيع ما يقارب 2300 ملكة نحل، ويأتي ذلك في إطار جهود هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية المستمرة في تطوير سلالة النحل الإماراتية لضمان استدامة تربية النحل في الدولة وتقليل الاعتماد على استيراد خلايا النحل من الخارج، ما سيسهم في دعم الأمن الغذائي بطريقة مستدامة. وفي إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي بقيمة العسل الإماراتي ومكانته الفريدة، أعدَّت الهيئة فيديو توعوياً يستعرض تنوع العسل المنتج في مختلف بيئات الدولة، حيث تختلف النكهات باختلاف التضاريس من جبال العين وصحراء أبوظبي إلى شواطئ القرم، وتشمل أبرز الأنواع: عسل السمر، عسل السدر، عسل الغاف، عسل القرم، وعسل الزهور البرية. كما يسلط الفيديو الضوء على دور النحالين وملكات النحل في إنتاج هذا الرحيق الثمين، ويبرز جهود الهيئة في تطوير سلالة النحل الإماراتية، وأهمية العسل كمصدر طبيعي غني بمضادات الأكسدة وذي فوائد صحية متعددة. ويحمل الفيديو رسالة توعوية مفادها أن حماية النحل تمثل سلوكاً حضارياً يضمن استدامة التنوع البيولوجي والأمن الغذائي في الدولة. وأصدرت الهيئة دليلاً علمياً متكاملاً بعنوان «النحل وتربية نحل العسل في دولة الإمارات»، وهو أول إصدار علمي من نوعه محلياً، يسلط الضوء على التنوع الحيوي لأنواع النحل، وأساليب الإدارة المستدامة للخلايا، والتحديات البيئية التي تواجه قطاع تربية النحل في الدولة. وقد أُرفق الإصدار بكتيّب توعوي مخصص للأطفال لتعريفهم بأهمية النحل وطرق إنتاج العسل بأسلوب مبسّط وتعليمي.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
فيروس إداري بلا لقاح.. البيروقراطية تدمّر الرعاية الصحية
في زمنٍ تُنقذ فيه الأرواح بقرارات دقيقة وسريعة، ما زال هناك فيروس إداري خفي يفتك من الداخل، لا بالجسد... بل بالأداء. إنه فيروس البيروقراطية، لا يُرى تحت المجهر، ولا يظهر في التحاليل، لكنه ينهش قلب المؤسسات الصحية بهدوء وثبات. والأخطر أنه ما زال منتشراً داخل بعض المستشفيات... في بلد قطعت فيه الحكومة أشواطاً غير مسبوقة في اجتثاث البيروقراطية من الجذور. حين تسبق الحكومة القطاع... شيء ما خطأ. دولة الإمارات، بقيادة حكومتها الرشيدة، قدّمت نموذجاً عالمياً في القضاء على التعقيد الإداري. منصة واحدة لكل الخدمات. توقيع رقمي معتمد. لا حاجة لورق، لا انتظار، لا موافقات متسلسلة. دبي اليوم تُدار بلغة السرعة، بالكفاءة، بالرقمنة، بفرق تعرف أن القرار البطيء هو قرار مرفوض. فكيف نقبل أن تتشبث بعض المؤسسات الصحية بأساليب متكلّسة، تقاوم التفويض، وتُعطّل الابتكار بحجج «الإجراءات»؟ مستشفى يتأخر فيه القرار... هو مستشفى يعاني. حين يُصاب مستشفى بفيروس البيروقراطية، يتحوّل من مؤسسة علاج إلى مؤسسة انتظار. ملف بسيط يحتاج 5 تواقيع. جهاز عاجل لا يُشترى إلا بعد 3 اجتماعات. قرار تطوير يُجمد بانتظار الموافقة من «المجموعة». والمريض في كل ذلك... ينتظر. الضرر لا يُقاس بالوقت فقط... بل بالثقة. الفريق الطبي يفقد حماسه حين يرى الإدارة تتردّد. الموظفون يشعرون بالعجز حين تعوقهم اللوائح بدل أن تمكّنهم. والمريض، وهو الأهم، يشعر أن الرعاية متأخرة، وأن النظام يعامله كرقم، لا كإنسان. الحكومة فتحت الباب... فهل نتقدم؟ حين تُقدّم الإمارات حلولاً حكومية رقمية في دقائق، لا يمكن لمؤسسة صحية أن تطلب من المريض «ختماً» أو انتظار لجنة! حين تُعلن دبي أنها ستكون المدينة الأذكى والأسرع عالمياً، لا يجوز أن يُدار مستشفى فيها وكأنه جهاز حكومي في التسعينات. البيروقراطية في المستشفى ليست ضعفاً إدارياً... بل خطراً صحياً. والمطلوب ليس إلغاء الإجراءات، بل تبسيطها، وتسريعها، وتحويلها إلى قرارات مسؤولة تُتخذ في وقتها. القيادة الذكية لا تنتظر... بل تُفوّض. والنظام الذكي لا يعطّل... بل يُسرّع.


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
فاطمة المدني أول إماراتية تدرس الدكتوراه في الطب السريري
تخطّ الباحثة الإماراتية، فاطمة عدنان المدني، مساراً علمياً فريداً في جامعة إمبريال كوليدج لندن، كأول إماراتية تلتحق ببرنامج الدكتوراه في الطب السريري (Clinical Medicine)، وهو تخصص نادر يجمع بين الهندسة الطبية الحيوية، والطب الجزيئي، وتقنيات الأعضاء على رقائق (Organ-on-Chips)، في خطوة علمية تُجسّد حضور الإمارات في ميدان البحث العلمي العالمي المتقدم. وتحب فاطمة منذ صغرها علوم الطب والهندسة، وقادها الشغف بهذا النوع من العلوم إلى التميّز الأكاديمي في جامعة إمبريال كوليدج، ونالت درجة البكالوريوس في الهندسة الطبية الحيوية، ثم الماجستير في الطب الجزيئي، لتغوص لاحقاً في مجالات بحثية متقدمة، مثل استخدام الخلايا الجذعية، وتقنيات الميكروفلوريديك، وتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد لمحاكاة الأعضاء البشرية، وهو مجال طبي حديث وله أهمية كبيرة. وقالت فاطمة المدني لـ«الإمارات اليوم»: «أؤمن بأهمية التكامل بين التخصصات، فالهندسة لا تنفصل عن الطب، بل تُمكّننا من فهم أعمق لجسم الإنسان وآلية الأمراض المعقدة، وأسعى إلى تطوير حلول علمية تُسرّع اكتشاف الأدوية وتُقلّل من التجارب الحيوانية، عبر تقنيات محاكاة ذكية وفاعلة». وأفادت بأن مشروعها البحثي الحالي يركّز على تطوير تقنيات «الأعضاء على رقائق»، باستخدام الخلايا الجذعية، وهي أدوات بحثية متقدمة تُستخدم لتصميم أنظمة تحاكي الوظائف الحيوية للأعضاء البشرية، وتُسهم في تطوير الطب الشخصي، عبر ابتكار حلول علاجية مصممة حسب الخصائص البيولوجية لكل مريض. وتسعى فاطمة إلى نقل هذا التقدّم العلمي إلى دولة الإمارات، ليكون جزءاً من مشروع وطني للنهوض بالرعاية الصحية والبحث العلمي، مؤكدة أن الإمارات تمتلك بيئة محفّزة على الابتكار، وتحتضن المواهب الشابة، ما يؤهلها لتكون رائدة إقليمياً في علوم الطب الحيوي. وعبّرت فاطمة المدني عن فخرها بتمثيل وطنها طالبةً مبتعثةً في واحدة من أصعب البيئات البحثية عالمياً، قائلة: «كلمات قادتنا المُلهِمة ترافقني في كل محطة، وأدعو كل طالب وطالبة، خصوصاً المبتعثين، إلى أن يضعوا الوطن نُصب أعينهم، وأن يتحلوا بالإصرار رغم التحديات، متمسكين بقيمهم الأصيلة وشغفهم بالعلم». وتمثّل المدني نموذجاً مُشرقاً للكفاءة الإماراتية العلمية، ورسالة حية لقدرة أبناء الوطن على خوض غمار التميّز العالمي في مجالات علمية دقيقة تحتاج إلى عزيمة، ودقة، وشغف لا ينضب. مسيرة فاطمة ليست قصة فردية فحسب بل جزء من رؤية وطنية شاملة، تؤمن بأن الاستثمار في العقول الشابة هو رأس المال الحقيقي لبناء المستقبل، وترسيخ مكانة الإمارات منارةً علميةً وإنسانيةً على الساحة الدولية.