
السياح يتوافدون إلى أفغانستان... و«طالبان» تتطلع لاستقبالهم بحرارة
عبر الطائرات أو الدراجات النارية أو المنازل المتنقلة أو حتى الدراجات الهوائية، بدأ السياح استكشاف أفغانستان؛ إذ يغامر المسافرون المنفردون ومجموعات الرحلات السياحية تدريجياً بدخول بلدٍ كان حتى وقتٍ قريب يعاني ويلات الحروب والإرهاب.
نائب وزير السياحة قدرة الله جمال يتحدث مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل يوم الاثنين 2 يونيو 2025 (أ.ب)
وحكومة «طالبان»، التي استولت على السُلطة قبل أكثر من 3 سنوات ولم تحظ حتى الآن باعتراف رسمي من أي دولة، ترحب بهم بكل حفاوة.
وقال قدرة الله جمال، نائب وزير السياحة الأفغاني، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية الأحد: «الشعب الأفغاني ودود ومضياف، ويتطلع إلى استقبال السياح من دول أخرى والتفاعل معهم».
متنزه «بند أمير» الوطني ببحيراته الزرقاء الخلابة ومنحدراته الشاهقة بولاية باميان وسط أفغانستان يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 (أ.ب)
وأضاف: «السياحة تجلب كثيراً من الفوائد لأي بلد، ونحن نضع هذه الفوائد في حساباتنا، ونسعى لأن تستفيد أمتنا منها بشكل كامل».
صحيح أن السياحة تعدّ إحدى الصناعات الحيوية التي تدر مليارات الدولارات في كثير من البلدان، لكن عزلة أفغانستان عن الساحة الدولية، التي يعزى جزء كبير منها إلى القيود التي تفرضها حركة «طالبان» على النساء والفتيات، أدت إلى بقاء جزء كبير من سكان البلاد، البالغ عددهم 41 مليون نسمة، غارقين في فقر مدقع. وبينما تكافح الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية، فإن الإمكانات المربحة للسياحة لم تغب عن أنظارها.
وأضاف جمال: «نحن نجني حالياً قدراً كبيراً من الإيرادات من هذه الصناعة، ونأمل أن تنمو بشكل أكبر في المستقبل»، مشيراً إلى أن الأموال التي ينفقها الزوار يمكن أن تصل إلى شرائح متعددة من المجتمع مقارنةً بعائدات القطاعات الأخرى. وتابع: «نحن متفائلون بأن يتحول هذا القطاع إلى اقتصاد ضخم، يجلب فوائد كثيرة، ويلعب دوراً مهماً في تقوية اقتصادنا الوطني».
نساء يزرن «ضريح سخي شاه مردان» في كابل بأفغانستان يوم الأربعاء 7 يونيو 2023 (أ.ب)
الحصول على تأشيرات سياحية لأفغانستان يجري بسهولة وسرعة، وتتوفر رحلات جوية منتظمة من مراكز العبور الرئيسية، مثل دبي وإسطنبول، مرات عدة في الأسبوع، وقد أنشأت الحكومة معهداً تدريبياً مخصصاً للرجال فقط لتأهيلهم للعمل في مجال الضيافة والسياحة.
ورغم أن عدد الزوار لا يزال قليلاً مقارنةً بالمأمول، فإنه في ازدياد، حيث زار أفغانستان نحو 9 آلاف سائح أجنبي العام الماضي، بينما زارها نحو 3 آلاف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وفق جمال.
يسير القرويون بالحقول بالقرب من محراب تمثال بوذا العملاق الذي دمرته «طالبان» عام 2001 في باميان بأفغانستان يوم السبت 17 يونيو 2023 (أ.ب)
وعلى مدى 4 عقود من النزاعات المستمرة، كان هذا البلد، المعروف بجباله الشاهقة ووديانه العميقة وتاريخه العريق الممتد لآلاف السنين، مغلقاً تقريباً أمام السياح.
وقد أثار استيلاء «طالبان» على الحُكم من حكومة مدعومة من الولايات المتحدة في أغسطس (آب) 2021 دهشة العالم، وتسبب في دفع الآلاف من الأفغان إلى الفرار، لكن مع انتهاء التمرد، توقفت تقريباً الهجمات الدامية من تفجيرات انتحارية وهجمات متكررة.
يستمتع الطلاب الأفغان بالـ«آيس كريم» في طريق العودة إلى المنزل من المدرسة بمنطقة جوزارا بولاية هيرات يوم 29 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
ومع ذلك، لا يزال بعض الهجمات يحدث، فتنظيم «داعش خراسان» لا يزال نشطاً في أفغانستان، وقد قتل مسلحون في مايو (أيار) 2024 ستة أشخاص، بينهم 3 سياح إسبان، في هجوم بمنطقة باميان، أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد، حيث فجّرت «طالبان» تماثيل بوذا العملاقة المنحوتة في الجبال عام 2001.
وعلى الرغم من أن الدول الغربية لا تزال تنصح رعاياها بعدم السفر إلى أفغانستان، فإن الانخفاض في مستوى العنف مقارنةً بـ20 عاماً من الوجود العسكري بقيادة الولايات المتحدة، أمر لا يمكن إنكاره، وهو أمر تحرص الحكومة على التأكيد عليه.
وقال جمال: «لقد مرّت أفغانستان بسنوات طويلة من الحرب والمعاناة، والآن نريد من السياح أن يأتوا ويروا التقاليد والعادات الحقيقية للأفغان، وأن يفهموا طبيعة الحياة الأفغانية، وإبداع الشعب، وصموده»، مشيراً إلى أن هناك «أمناً شاملاً في جميع أنحاء أفغانستان».
ويشكك النقاد في مدى أخلاقية زيارة الأجانب أفغانستان بغرض السياحة في ظل وجود حكومة تمارس التمييز الشديد ضد نصف سكان البلاد؛ إذ تُمنع الفتيات والنساء من التعليم بعد المرحلة الابتدائية، كما أن عدداً قليلاً فقط من المهن مسموح لهن بممارستها، ولا يُسمح للنساء بدخول الحدائق أو المتنزهات أو صالات الألعاب الرياضية. وقد أُغلقت صالونات التجميل، وتفرض السلطات قيوداً على زي النساء، بما في ذلك ضرورة تغطية وجوههن في الأماكن العامة، وهو مرسوم لا يلتزم به كثير من النساء، لا سيما في كابل.
وقال بعض الزوار إنهم فكروا بالفعل في الجانب الأخلاقي للزيارة، لكنهم في النهاية أرادوا رؤية الوضع بأنفسهم.
وقالت إيلاري غوميز، وهي فرنسية من أصول بيروفية، إنها وزوجها البريطاني، جيمس ليديارد، ناقشا على مدى عام ما إذا كان من المناسب عبور أفغانستان ضمن رحلتهما بالسيارة من المملكة المتحدة إلى اليابان. وأضافت: «بعض الأمور لم يكن مريحاً أخلاقياً».
لكن عند وصولهما إلى كابل، قالا إنهما وجدا شعباً ودوداً ومضيافاً، ومناظر طبيعية خلابة، ولم يشعرا بأن وجودهما يمثل دعماً لحكومة «طالبان». وقال ليديارد: «عندما تسافر، فإنك تضع المال في أيدي الناس، لا في أيدي الحكومة».
معاملة النساء نقطة حساسة بشكل خاص بالنسبة إلى المسؤولين، وقد رفض جمال التعليق بشكل مفصل على هذا الموضوع، مكتفياً بالقول إن الزوار، رجالاً ونساء، مرحب بهم في أفغانستان.
وأضاف: «أولئك الذين يحترمون قوانيننا وتقاليدنا قد أتوا بالفعل، ويمكنهم الاستمرار في القدوم».
يقف أفراد أمن من «طالبان» حراساً خارج مسجد عند معبر «إسلام قلعة» الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو 2025 في خضمّ عمليات ترحيل مستمرة للأفغان من إيران (أ.ف.ب)
وعلى الرغم من أن القيود تُطبق بصرامة على النساء الأفغانيات، فإنها أقل صرامة بكثير على الأجنبيات، فبينما يجب عليهن ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، إلا إنه غالباً ما يُسمح لهن بدخول مناطق محظورة على الأفغانيات مثل المتنزهات، ونادراً ما تُطلب منهن تغطية وجوههن.
وقال جمال إن فتح البلاد أمام الزوار الأجانب هو أيضاً وسيلة لبناء الجسور. وأوضح: «إنها طريقة رائعة لتعزيز التفاعل بين شعوب الدول المختلفة، كما أنها تساعد على بناء العلاقات الدولية، وتفيد التجارة أيضاً».
وتابع: «عندما يأتي الأجانب إلى هنا، يتعلم الأفغان منهم الكثير أيضاً، فإلى جانب تعزيز التجارة، فإن السياحة تساعد على تعزيز التفاهم المتبادل، والتبادل الثقافي، وتنمية المهارات من خلال التعلم المتبادل».
واختتم جمال قائلاً: «إن رؤية السائح الأجنبي البلاد بأمّ عينيه تخلق تقارباً، وتبني العلاقات، وتعزز الثقة بين الشعوب، فحينها سيحترم الناس ثقافة بعضهم بعضاً، وستتقلص المسافة بينهم. ولذا؛ فهذه ليست تنمية اقتصادية فقط، بل تجلب أيضاً فوائد روحية وسياسية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 8 ساعات
- الرياض
استراتيجية لتنويع الدخل وبناء اقتصاد مستداممواسم السعودية.. تعزيز الهوية وجذب الزوار
أصبحت مواسم السعودية منصة رئيسة لتعزيز الهوية الثقافية وجذب الزوار، وقد تم إطلاق برامج لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية بالتعاون مع مؤسسات دولية، إلى جانب تطوير مناطق مثل العلا والبحر الأحمر وأمالا كمشاريع نوعية تمثل نماذج عالمية في الدمج بين الاستدامة والابتكار والتجربة السياحية الفاخرة، حيث أكدت د. نوف الغامدي -عضو مجلس إدارة المركز الوطني للدراسات والبحوث- أن السياحة في المملكة لم تعد مجرد نشاط ترفيهي موسمي أو خيارًا محدودًا للمقيمين، بل تحوّلت في ظل رؤية 2030 إلى أداة اقتصادية استراتيجية تعكس تحولًا بنيويًا في فلسفة الدولة تجاه تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد مستدام، مبينةً أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبدعم مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- شهدت السياحة الداخلية قفزات نوعية في تطوير البنية التحتية للمطارات، وتحسين شبكات الطرق، وإطلاق مواسم سياحية متعددة، وفتح التأشيرات السياحية لمواطني أكثر من 60 دولة، فضلًا عن تعزيز البيئة التنظيمية عبر إطلاق هوية "روح السعودية" وإنشاء صندوق التنمية السياحي وتفعيل أنظمة الدعم والتمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع. توجه وطني وقالت د. نوف الغامدي: إن هذه التحولات لم تأتِ ضمن مسار منفصل، بل هي جزء من توجه وطني يعترف بأن السياحة تُمثّل رافعة اقتصادية شاملة، ليس فقط من حيث خلق الوظائف المباشرة وغير المباشرة والتي تجاوزت 836 ألف وظيفة حتى عام 2024، بل من حيث قدرتها على تحريك قطاعات الاقتصاد الأخرى المرتبطة مثل النقل، والتقنية، والضيافة، والفنون، والخدمات المالية، كما تسهم في رفع مساهمة الناتج المحلي غير النفطي وتخفيف الضغط على الميزان التجاري من خلال تقليل التسرب المالي الناتج عن السياحة الخارجية، مضيفةً أن الأثر الاقتصادي لا يتوقف عند المؤشرات الكبرى، بل يمتد إلى إعادة توزيع التنمية على مستوى المناطق، حيث تُسهم السياحة في إحياء المناطق التاريخية، وتمكين المجتمعات الريفية، واستثمار المواقع الطبيعية من جبال، وسواحل، وصحارى في صناعة تجارب سياحية وطنية تُعيد تعريف الجغرافيا الاقتصادية للمملكة. تحديات جوهرية وأوضحت د. نوف الغامدي أنه لا تزال السياحة الداخلية تواجه تحديات جوهرية، من أبرزها ارتفاع أسعار الإقامة والمرافق مقارنة بوجهات خارجية منافسة، وضعف التكامل بين الجهات المعنية بالسياحة والترفيه والخدمات البلدية والنقل إلى جانب نقص التجارب السياحية المتكاملة التي تجمع بين الترفيه والثقافة والبيئة والمغامرة، فضلًا عن محدودية تسويق بعض الوجهات الواعدة رقميًا، وضعف المحتوى البصري المؤثر، وتواضع جودة الخدمات السياحية في بعض المناطق نتيجة نقص الكوادر المؤهلة في مجالات الفندقة وخدمة العملاء، وهذا التباين بين الطموح والتحدي يعكس الحاجة إلى منهجية اقتصادية متكاملة تعالج التشوهات السعرية، وتستهدف تحسين جودة تجربة الزائر، وتوسع في تقديم خدمات سياحية تناسب مختلف الشرائح والدخل، وتبني نموذجًا يستند إلى البيانات والتحليلات الذكية لتخطيط وتوجيه الاستثمارات. قاعدة متينة وأبانت د. نوف الغامدي أن ما تحقق حتى الآن يمثل قاعدة متينة يمكن البناء عليها، حيث تم إنجاز تحسينات كبيرة في البنية التحتية، وتم تفعيل أدوات التمويل السياحي، كما أصبحت مواسم السعودية منصة رئيسية لتعزيز الهوية الثقافية وجذب الزوار، وتم إطلاق برامج لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية بالتعاون مع مؤسسات دولية، إلى جانب تطوير مناطق مثل العلا والبحر الأحمر وأمالا كمشاريع نوعية تمثل نماذج عالمية في الدمج بين الاستدامة والابتكار والتجربة السياحية الفاخرة، مضيفةً أن كل ذلك يعكس إدراكًا رسميًا بأن السياحة ليست قطاعًا خدميًا تقليديًا، بل قطاع اقتصادي عابر للقطاعات، يربط بين النمو والهوية، وبين العائد والاستدامة، وبين العرض الثقافي والقيمة الاقتصادية، وأن الاستثمار فيه لا يُقاس فقط بمؤشرات الزوار، بل بقدرته على توليد فرص طويلة الأمد، ورفع جودة الحياة، وتعزيز الصورة الذهنية للمملكة أمام العالم. تحفيز المنافسة وذكرت د. نوف الغامدي أنه في الطريق نحو رفع مساهمة القطاع السياحي إلى 10 % من الناتج المحلي كما تستهدف رؤية 2030، لا بد من توسيع دائرة الحلول، عبر تحفيز المنافسة بين مزودي الخدمات، وتقديم تجارب سياحية شاملة، وتفعيل منصات وطنية لإدارة البيانات السياحية، وتطوير المحتوى الإعلامي والترويجي، وبناء حوكمة متكاملة بين القطاعين العام والخاص، وربط التخطيط السياحي بالتخطيط الإقليمي والبلدي، بما يضمن تكامل المسارات وتحقيق الأثر التنموي المطلوب، مؤكدةً على أن السياحة اليوم لم تعد مجرد وجهة، بل مشروع وطني يعكس قوة المملكة الناعمة، ويعزز من حضورها الاقتصادي والثقافي إقليميًا ودوليًا، ويفتح نافذة حقيقية نحو اقتصاد مستقبلي أكثر تنوعًا واستقرارًا. تطور ملحوظ وتحدث عبدالكريم الذيابي -صحافي- قائلاً: إن السياحة السعودية تشهد تطوراً ملحوظاً، انعكس على مضاعفة الوجهات السياحية وتطوير المنتزهات والمواقع وتحسين الخدمات وإثراء التحارب، وجودة خيارات السكن كالشقق المخدومة والفنادق والمنتجعات، مبيناً أن إجمالي عدد السياح المحليين والوافدين من الخارج في 2024، وصل إلى حوالى 116 مليون سائح، طبقاً للتقرير الاحصائي الذي اعلنته وزارة السياحة، وقد بلغ إجمالي الإنفاق السياحي في المملكة للسياحة المحلية والوافدة من الخارج بلغ نحو 284 مليار ريال، ما يعكس قوتها على المشهد العالمي، مستطرداً أن السياحة السعودية باتت عنصرًا مهمًا في تنويع مصادر الدخل، كخلق آلاف الوظائف، وتنشيط الاستثمار في قطاعات الضيافة، والخدمات، والتجزئة، إلى جانب تحفيز تطوير البنية التحتية ورفع جودة الحياة في عدد من المدن والمناطق. الوضع تغيّر وأوضح عبدالكريم الذيابي أن السياحة الداخلية في السابق كانت تواجه تحديات كثيرة من أبرزها ضعف البنية التحتية في بعض الوجهات، ومحدودية خيارات الترفيه وغياب التسويق السياحي المؤثر، مما دفع بعض المواطنين إلى تفضيل السفر الخارجي، لكن الوضع تغيّر اليوم، حيث بدأت المملكة تجني ثمار الاستثمار في هذا القطاع، من خلال موسم الرياض، وموسم جدة، وموسم العلا، وتطوير مناطق الدرعية وجزر البحر الأحمر، والطائف والباحة والنماص وأبها، والأحساء إضافةً إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة وفتح التأشيرات السياحية للسياح من مختلف دول العالم، وتستند السياحة الداخلية إلى مقومات متعددة، أبرزها التنوع الجغرافي والمناخي، ووفرة المواقع التراثية والتاريخية، والفعاليات المتنوعة التي جعلت من السياحة تجربة متكاملة للأسرة والزائر. خيار اقتصادي وقالت نورة مروعي عسيري -مرشده سياحية بعسير-: إن السياحة بشكل عام خيار اقتصادي مهم جداً للتنويع في المصادر في ظل وجود المتغيرات العالمية، مضيفةً أن تجارب الكثير من الدول التي تعتمد بشكل كلي على السياحة تعد نموذج مهم لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة في القطاع السياحي والاستفادة من كل مقومات السياحة لدينا، مبينةً أن التنوع الجغرافي والمُناخي والعمق التاريخي والثقافي التي تتميز به المملكة ورقة رابحة بدون شك وضعته القيادة الحكيمة نصب عينها لتحقيق المستهدفات بداية من تنمية الانسان الذي هو محور التنمية في الرؤية الواعدة، منوهةً أنه بمتابعة مؤشرات التدفق السياحي وحسب الإحصائية الأخيرة ووفق معدل النمو في دول العشرين مما أدى لارتفاع عدد السياح الذين زاروا أكثر من مدينة في المملكة مما أدى إلى زيادة الانفاق بإطالة الإقامة، أضف إلى ذلك أن المملكة تعد الأكثر أماناً والأنسب للعائلات، وبالتالي فإن هذه المعدلات في النمو مبشرة بمستقل زاهر لقطاع السياحة والفرص الواعدة فيه للشباب والشابات، هي فرص تستحق منهم دخول هذا السوق بشرط الحصول على التأهيل والتدريب المناسب؛ لأن سوق السياحة يتطلب جهد كبير لدخول المنافسة العالمية.


الرياض
منذ 8 ساعات
- الرياض
المسار السياحي
يوفر المسار السياحي الرابط بين مناطق ومدن وقرى جنوب المملكة، رحلة أسبوعية ترفيهية تشهد فيها العائلات والأسر تنوعًا في مظاهر الطبيعية الخلابة، ويُمكن الزوار من الاستمتاع بالجبال الشاهقة والأودية الخضراء؛ بدءًا من ضواحي الطائف، مرورًا بقرى ميسان وبني مالك وثقيف والمندق والباحة وبلحمر وبلسمر والنماص وصولًا إلى منطقة عسير أبها. ويضفي الطريق السياحي جملة من المميزات والمقومات السياحية النادرة، والتضاريس الجغرافية المتناثرة على طول طريق السفر، إضافة إلى مشاهد القرى الزراعية التي تتمتع بكثرة الوديان، والمحميات الطبيعية، التي تمنح الزائر فرصة للتخييم في البرية، وذلك في أبرز أجزاء سلسلة جبال السروات الحاضنة لأروع الإطلالات الطبيعية جنوبي المملكة.


عكاظ
منذ 10 ساعات
- عكاظ
حزم الحقائب.. حزم الأعصاب !
لا يكفي اليوم أن تحزم حقيبتك قبل السفر، عليك أن تحزم أعصابك أيضاً، فرحلات هذا الزمن تحلّق بأجنحة القلق والتوتر للوصول لوجهات الاستجمام وقد لا تصل إليها! السماء لم تعد صافية، والمطارات أصبحت تُشبه أحوال الطقس.. مزاجية ومرهقة.. صار المسافر يتفقّد نشرات الأخبار أكثر من درجات الحرارة، ويقرأ تصريحات وزراء الدفاع قبل توقّعات الأرصاد. وجهات كثيرة تحوّلت من «وجهات سياحية» إلى «نقاط توتر»، والسائح بات يراجع الجغرافيا السياسية قبل أن يختار مقعده على الطائرة! تقول الإحصاءات إن 79% من وكالات السفر لاحظت زيادةً في الطلب على إلغاء الرحلات الخارجية أو تغييرها، وهذه النسبة تقول الكثير: هناك من أدرك أن راحة البال لم تعد تُباع بتذكرة سفر! صحيح أن وتيرة التوتر العالمي شهدت شيئاً من الهدوء مؤخراً، ونأمل أن يستمر، لكن القلق لا يزال مسافراً معنا، يرافقنا في كل خطوة، من بوابة المطار إلى باب الفندق! وما يزيد الطين بلّة؛ أن الأخبار تتحدث عن موجات حرّ غير مسبوقة في أوروبا خلال الشهرين المقبلين، بالتزامن مع تزايد السرقات، والاحتيال، وضعف الترحيب، وتفشي العنصرية، واستغلال السائح، أي أننا نفر من الحر إلى الحر! في المقابل، داخل السعودية، لا تنشغل بكل ما ذكرناه سابقاً، إنما تنشغل بصناعة لحظات دافئة تجمع العائلة، وذكريات تُروى بهدوء، بعيداً عن المُنغصات، فالداخل أصبح بديلاً مضموناً عن توترات الخارج، خاصة أن المملكة اليوم تزخر بخيارات لا تقل سحراً عن غيرها! تبحث عن البراد والتاريخ؟ الجنوب بكل وجهاته يرحّب بك. تبحث عن البحر والشواطئ؟ منتجعات البحر الأحمر، جدة بانتظارك. صحيح أن هناك غلاء أسعار في السياحة المحلية، وبعضها غير مبرر، لكن كثيراً منه يمكن تفاديه بتغيير سلوك الحجز. كما نحرص على الحجز المبكر للرحلات الخارجية، فلنفعل ذلك داخليّاً لنحصل على عروض تنافسية ونختار ما يناسبنا! وفي وقت باتت فيه نشرات الملاحة تسبق الإعلانات السياحية، وتحوّل العالم إلى نشرات عاجلة، تبقى السياحة الداخلية خياراً فيه من الأمان ما لا يُقارن، ومن الراحة ما لا يُدفع ثمنه بالدولار، إنما بالاطمئنان! لا تأشيرات، لا مواعيد ضائعة، لا مطارات تغلق فجأة، فقط وجهة تعرفك كما تعرفها.. السعودية! أخبار ذات صلة