logo
الانقسام يتعمق بإسرائيل.. والجيش ينتظر القرار الأخير في غزة

الانقسام يتعمق بإسرائيل.. والجيش ينتظر القرار الأخير في غزة

سكاي نيوز عربيةمنذ 3 ساعات
لكن ما يزيد المشهد تعقيدا هو التجاذب الحاد بين المؤسسة الأمنية والعسكرية من جهة، ورئاسة الحكومة المتمسكة بخياراتها السياسية من جهة أخرى.
بحسب مصادر إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن العملية العسكرية " عربات جدعون" قد استوفت أهدافها، بعد أن سيطر على نحو 70بالمئة من قطاع غزة ، ويقف الآن على مشارف قرارات تتعلق باحتلال مناطق إضافية في حال فشل مفاوضات الهدنة. الجيش مستعد، لكن ينتظر قرارا سياسيا حاسما.
في المقابل، يلوّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بخيار توسيع العمليات، مع الإصرار على أن حماس تتحمل مسؤولية فشل المسار السياسي. وقد أعلن أن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي، متهمًا الحركة بأنها ترفض الصفقة من أجل الحفاظ على قوتها وإعادة تسليح نفسها.\
فجوة متسعة داخل الحكومة والمجتمع الإسرائيلي
القرار بشأن المرحلة المقبلة لا يتوقف فقط على تعقيدات الملف التفاوضي، بل يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالصراعات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل. إذ تصاعدت الخلافات بين نتنياهو من جهة، وحلفائه من الأحزاب اليمينية المتشددة – وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش – من جهة أخرى، الذين هددوا بإسقاط الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق يسمح لحماس بالبقاء في السلطة.
القناة الثانية عشرة الإسرائيلية كشفت أن بن غفير أجرى اتصالات هاتفية مع وزراء في حزب "الليكود"، لمحاولة التأثير عليهم ومنع تمرير صفقة تتضمن وقف إطلاق النار مقابل إطلاق المحتجزين.
وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن عشرة وزراء في الحكومة قد يعارضون أي اتفاق يُبرم دون "حسم" عسكري كامل.
مأزق تفاوضي في الدوحة
على الصعيد التفاوضي، تمر المفاوضات الجارية في الدوحة بحالة جمود واضحة، وسط تعقيدات تتعلق بمطالب إسرائيلية بالإبقاء على وجود عسكري على 40 بالمئة من مساحة القطاع، بعمق يصل إلى ثلاثة كيلومترات.
وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع. في محاولة لتجاوز العقبات، ذكرت صحيفة " إسرائيل هيوم" أن الحكومة الإسرائيلية ستعرض خطة جديدة تتضمن ثلاث نقاط رئيسية: إعادة انتشار القوات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار، تنظيم آلية إيصال المساعدات، وضمان إشراف دولي عليها.
ورغم هذا، لم تُخفِ هيئة البث الإسرائيلية تحذيرات الجيش من أن خطة إنشاء "مدينة إنسانية" في رفح لإيواء سكان القطاع قد تُفشل مفاوضات التبادل، وتكلّف خزينة الدولة ما يصل إلى 5 مليارات دولار، في وقت تعاني فيه إسرائيل من أزمة مالية حادة بعد سنتين من الحرب.
الجيش يفضل الحل السياسي
أشار الكاتب والمحلل السياسي شلومو غانور، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، إلى وجود رغبة لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية بإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل. وأضاف أن أغلب استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تؤيد هذه المقاربة، حيث يُظهر أكثر من 70% بالمئة من الإسرائيليين دعمهم لإنهاء الحرب، واستعادة المحتجزين عبر صفقة.
مع ذلك، فإن نتنياهو، بحسب غانور، لا يغلق الباب أمام المفاوضات، لكنه في الوقت ذاته يحاول المناورة سياسيًا بين مطالب المؤسسة الأمنية وضغوط الجناح اليميني، وسط توتر متزايد في الشارع الإسرائيلي الرافض لإطالة أمد الحرب.
نتنياهو، الذي يدرك اقتراب دورة الانتخابات المقبلة، يسعى، بحسب غانور، إلى الحفاظ على تماسك حكومته حتى نهاية العام الحالي، عبر احتواء التهديدات القادمة من حلفائه اليمينيين، وتأجيل أي انفجار سياسي قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف.
مشروع المدينة الإنسانية
من أبرز القضايا المثيرة للجدل في الساعات الأخيرة، تقرير موقع "واللا" الإسرائيلي الذي كشف أن الحكومة تفكر جديا بإنشاء "مدينة إنسانية" في رفح، بكلفة تصل إلى 5 مليارات دولار، لإيواء سكان غزة.
غير أن هذا المشروع قوبل بتحذيرات شديدة من الجيش الإسرائيلي، نظرًا لما قد يسببه من ضرر سياسي وإنساني، واحتمال استخدامه كورقة ضغط في المفاوضات.
وبينما ترى بعض الجهات داخل الحكومة أن المشروع قد يُستخدم كوسيلة لترهيب حماس، يربطه مراقبون – وفقًا لغانور – بخطط يمينية تهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه، وإعادة بناء مستوطنات إسرائيلية مكانهم.
وهي فكرة وصفها غانور بـ"الخيالية وغير القابلة للتحقيق" نظرًا لتبعاتها القانونية، والأمنية، والأخلاقية.
خارطة ما بعد الحرب
في حال تم التوصل إلى اتفاق، فإن الرؤية الإسرائيلية لما بعد الحرب تبدو واضحة بحسب ما أعلنه نتنياهو. وتشمل هذه الرؤية:
نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل.
تحويل قطاع غزة إلى منطقة منزوعة السلاح.
إدارة مدنية مؤقتة يقودها الجيش الإسرائيلي لحين تشكيل هيئات فلسطينية محلية مستقلة عن السلطة الفلسطينية.
ضمان عدم عودة غزة لتكون قاعدة لهجمات ضد إسرائيل.
هذه التصورات، وإن كانت تلقى دعمًا داخل بعض الدوائر الأمنية والسياسية، إلا أنها تفتقر إلى إجماع دولي، وتواجه رفضًا فلسطينيًا قاطعًا، كما أن نجاحها يتطلب موافقة إقليمية غير مضمونة، ومظلة دولية لم تتضح معالمها بعد.
عند تقاطع المعادلات الأمنية والسياسية، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه أمام أكثر اللحظات حرجًا في مسيرته السياسية: هل يختار المسار الذي تفضله المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي بإنهاء الحرب عبر صفقة تبادل؟ أم يخضع لضغوط شركائه المتشددين ويستمر في حرب مفتوحة قد تكلف إسرائيل المزيد سياسيًا واقتصاديًا؟
تبدو الأيام المقبلة حاسمة، ليس فقط لمصير المحتجزين في غزة، بل لمستقبل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وشكل العلاقة مع الفلسطينيين في اليوم التالي بعد الحرب. والقرار، في النهاية، سيكون اختبارًا لمعادلة طالما أجاد نتنياهو التلاعب بها: البقاء السياسي أم المجازفة الوطنية؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‌‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة
‌‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سبوتنيك بالعربية

‌‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة

‌‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة ‌‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة سبوتنيك عربي أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ثلاثة جنود وإصابة ضابط بجروح خطيرة باستهداف دبابتهم شمالي قطاع غزة. 14.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-14T19:30+0000 2025-07-14T19:30+0000 2025-07-14T19:30+0000 غزة قطاع غزة العدوان الإسرائيلي على غزة إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم حركة حماس أخبار العالم الآن العالم وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إن "الحدث وقع الساعة 12:00 ظهرًا في جباليا شمالي قطاع غزة"، مشيرا إلى أن الانفجار وقع داخل دبابة، ولا يزال الجيش يحقق بأسباب الانفجار".وأقر البيان بـ"انتحارجندي ثالث خلال عشرة أيام"، مشيرا إلى أن "الجندي من لواء ناحال وكان يقاتل في قطاع غزة".وأفادت وسائل إعلام مصرية، في وقت سابق اليوم، بأن "رئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، عقد لقاءات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووفود المفاوضات للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".وقال الإعلام المصري، إن "اللقاءات والاتصالات المصرية تهدف إلى دفع الجهود الحالية لوقف إطلاق النار في غزة وتذليل العقبات التي تعوق التوصل إلى اتفاق".وأكد أن "الوسطاء المصريين والقطريين والولايات المتحدة يكثفون اتصالاتهم ولقاءاتهم مع الأطراف كافة لدفع جهود التوصل إلى التهدئة بقطاع غزة".ووفقا لوسائل الإعلام، "اتفقت مصر وقطر تتفقان على أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينين والمحتجزين الإسرائيليين".واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة، يوم 18 مارس/ آذار الماضي، بعد توقف لنحو شهرين، وتحديدا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 كانون الثاني/يناير، عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي باتخاذ "إجراء قوي ضد "حماس"، ردًا على رفضها إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار".بالمقابل، حمّلت حركة حماس، نتنياهو وحكومته المسؤولية كاملة عن "الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وتعريض الأسرى في غزة إلى مصير مجهول". غزة قطاع غزة إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي غزة, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حركة حماس, أخبار العالم الآن, العالم

جهود دولية  لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة
جهود دولية  لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

جهود دولية لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة

دخلت المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني دون تحقيق تقدم، في حين يسعى الوسطاء إلى تضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل، التي قال الدفاع المدني إن ضرباتها على القطاع المحاصر خلفت أكثر من 20 قتيلاً. وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع الماضي، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل إلى هدنة مدتها 60 يومًا يتخللها الإفراج عن الرهائن. وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إن الوسطاء يبحثون عن "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض. وفي الوقت ذاته، اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمّد "إفشال" جهود الوسطاء، في ظل عدم رغبته في التوصل إلى "أيّ اتفاق" لوقف إطلاق النار في غزة. وقالت في بيان إن "نتنياهو سعى إلى إفشال جولات التفاوض، الواحدة تلو الأخرى، ولا يرغب في التوصل إلى أي اتفاق". وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 22 شخصًا على الأقل الاثنين في ضربات إسرائيلية. أما الجيش الإسرائيلي، فقال إن قواته دمرت "مباني وبنى تحتية" تستخدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في" الشجاعية "و"الزيتون" بمدينة غزة. وأفادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها استهدفوا "ناقلة جنود" في شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. سبق ذلك نشر "سرايا القدس"، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، مشاهد من استهداف "موقع قيادة وسيطرة" للجيش الإسرائيلي شرق الشجاعية في مدينة غزة أيضًا. وكان مصدر فلسطيني مطلع قد كشف سابقًا أن حماس رفضت مقترحات إسرائيلية تشمل "إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو ليس انسحابًا"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه حماس". وفي المقابل، اتهم مسؤول إسرائيلي الحركة برفض "تقديم تنازلات" وشن "حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات". وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعرب عن أمله في التوصل إلى "تسوية" خلال الأسبوع الحالي بشأن الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا بين إسرائيل وحركة حماس. قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس إن مسعفين نقلوا "12 شهيدًا وعشرات المصابين" في استهداف إسرائيلي لمنازل وخيام النازحين في خان يونس. وأدت إحدى الغارات على خيمة في خان يونس إلى مقتل والدي طفل وأشقائه الثلاثة، ونجا الطفل لأنه كان خارج الخيمة يجلب الماء، وفقًا لما روى عمه لوكالة فرانس برس. وبحسب بصل، تم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس. انطلقت الحرب في قطاع غزة بعد أن شنت حركة حماس هجومًا غير مسبوق في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 رهينة خطفهم مقاتلو حماس في هجوم أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف وعمليات عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 58,386 فلسطينيًا في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لأحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وأكد بنيامين نتنياهو أنه سيكون مستعدًا لمحادثات حول وقف إطلاق نار دائم فقط بعد التوصل إلى هدنة، عندما تتخلى حماس عن سلاحها. ويواجه رئيس الوزراء ضغوطًا متزايدة لإنهاء الحرب، في ظل تزايد الخسائر البشرية في صفوف الجيش، والاستياء الشعبي من عدم حل قضية الرهائن على وجه الخصوص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store