logo
إيران تشيع 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين

إيران تشيع 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين

الجزيرةمنذ 3 ساعات

طهران – بعد 4 أيام من الهدنة التي وضعت حدا للهجوم الإسرائيلي، تشيع إيران 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين الذين اغتالتهم تل أبيب خلال حرب استمرت 12 يوما، في مشهد مهيب أرادت له الجمهورية الإسلامية أن يكون "بيعة للمستقبل" وأن يؤسس لمرحلة جديدة "تربك حسابات الأعداء".
وقبل سويعات من انطلاق المراسم الرسمية في ساحة "الثورة الإسلامية" وسط العاصمة، إذ شيع مئات آلاف الإيرانيين التوابيت المغطاة بالعلم الإيراني نحو ساحة "الحرية" غربي طهران، قال علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني الأعلى إن الحدث "ليس مجرد تشييع بل بيعة مع المستقبل، سينهض خلاله ألف قائد من كل قطرة دم أريقت".
وفي منشوره على منصة إكس، رأى شمخاني أن فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الذي بدأته إسرائيل بالنار انتهى بتوسلها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد أن ردت إيران بقوة وغضب و"بجنود لبسوا دروعا بظهور عارية".
وعلى وقع هتاف المشيعين الغاضبين بـ"الموت لإسرائيل ودماء الشهداء ستخط النصر"، ينثر الحاج "محمد رضا" (68 عاما) ورودا على موكب التشييع، ويقول إن ولده البكر سبق أن قتل في الحرب العراقية الإيرانية وإنه جاء ليواسي ذوي القتلى الذين نذروا حياتهم دفاعا عن الوطن.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول محمد رضا إن "الكيان الصهيوني أخطأ تقدير ردة الفعل الإيرانية على المستويين الرسمي والشعبي لكن لا بد من تدفيعه ثمن مقامراته، وإنه على ثقة من أن دماء الأبرياء في إيران ولبنان وغزة ستُعجل من زوال الاحتلال"، وفق تعبيره.
وأرادت طهران في المراسم الجارية تحت عنوان "شهداء السيادة" توحيد القادة العسكريين والعلماء النوويين.
تهديد وجودي
ورغم إعلان وقف إطلاق النار، يحذر مهران (26 عاما) وهو طالب في كلية العلوم السياسية بجامعة طهران، من أن الهدنة الحالية هشة وقابلة للاشتعال في أي لحظة، خاصة مع استمرار أسباب الحرب الجوهرية، وذلك رغم أن الجولة السابقة من المواجهة كشفت عن نقاط ضعف خطيرة لدى الجانبين.
وفي حديث للجزيرة نت على هامش مراسم التشييع، يقول مهران إن إسرائيل جاءت لتقضي على تهديد تراه وجوديا، فقد وضعت خطة محكمة بمساعدة وتنسيق أميركي مباشر بدأت بتحريك آلاف الخلايا النائمة داخل إيران، تزامنا مع هجوم إلكتروني متقدم تبعه استهداف الرادارات بمقاتلات الشبح وإرباك ما تبقى منها بآلاف الطائرات المسيرة الصغيرة، لتجعل سماء إيران مكشوفة أمام قواتها الجوية.
وختم بمطالبة سلطات طهران بالوفاء بما وعدت به الشعب حول رفع مستوى البلاد الردعي في حال تعرضت لتهديد وجودي، مؤكدا أنه لا بد من التلويح بما يخشاه العدو وتنفيذ التهديد لردعه، لأنه في حال تكرار الهجوم الإسرائيلي المدعوم بأحدث التسليحات الغربية وعلى رأسها الصناعة الأميركية قد لا تسنح فرصة لتعويض عامل الزمن.
وليس بعيدا عن الجموع الغفيرة، تقف عجوز متشحة بالسواد ترفع صورة طفلة تقول إنها لإحدى ضحايا الهجوم الإسرائيلي على طهران، متسائلة "بأي ذنب قتلت؟"، مضيفة أن هذه الطفلة وغيرها من المدنيين لم يحملوا سلاحا، إلا أنهم لم يسلموا من الغدر الإسرائيلي.
وفي حديثها للجزيرة نت، أضافت العجوز، أن "هؤلاء القادة دافعوا عن حدودنا أمام الأعداء واليوم يدفعون ثمن مواجهة الكيان المغتصب للأرض الفلسطينية"، مطالبة برد أشد "إذا حاول العدو تحويل سماء طهران إلى لبنان أو سوريا أو غزة ثانية".
من جهته، يقول محمد رضا (71 عاما) وهو من المحاربين القدامى وأحد جرحى الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) إنه جاء إلى هذه المراسم لإدانة الموقف الأميركي من العدوان الأخير على إيران حيث طالب الرئيس دونالد ترامب باستسلام إيران غير المشروط وإنهاء برنامجها النووي، معتبرا أن الحرب الحقيقية كانت بين أميركا وإيران وأن الأخيرة قادرة على دك العمق الإسرائيلي بسهولة حيثما ما تشاء، على حد قوله.
ردع نووي
وفي حديث للجزيرة نت، يتساءل محمد رضا "هل استسلمت إيران بالطريقة التي أعلنها ترامب؟" ليرد مباشرة "لا. هذا لن يحصل"، مضيفا أن ترامب كان يظن بعد هجمات إسرائيل أن تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات ليفرض شروطه في الحوارات اللاحقة، لكن هذا المطلب لم يُقبل فحسب، بل تم تعليق تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى وقع ضجيج مكبرات الصوت في تقاطع "نواب" في شارع الحرية، يواصل محمد رضا حديثه بأن إيران الآن لم تتخلَ عن برنامجها النووي ولم يتم تفكيك منشآتها النووية؛ وبالطبع لا يمكن إنكار أن هذه المنشآت تضررت جزئيا، لكن النقطة المهمة التي يجب التطرق إليها هي الحفاظ على مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب البالغ 400 كيلوغرام، وهذا العامل الردعي مع معدات التخصيب لا يزال متاحا للجمهورية الإسلامية.
ويختتم حديثه بمطالبة بلاده بصناعة القنبلة النووية، موضحا أنه "لو كانت إيران فعلتها من قبل لما أقدم العدو على مهاجمتنا واغتيال كبار قادتنا العسكريين وعلماءنا النوويين".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين

الجزيرة

timeمنذ 30 دقائق

  • الجزيرة

الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين

أصيب فلسطينيان اثنان واعتقل آخرون -اليوم السبت- خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في الضفة الغربية ، بينها جنين و نابلس و الخليل. وقالت مصادر للجزيرة إن جرافات الاحتلال دمرت عددا من المنازل في مدينة جنين، واعتقلت عددا من الفلسطينيين في قرى عوريف وبيتا وعصيرة القبلية ومادما وزاواتا المحيطة بالمدينة. كما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب المبرح على فلسطيني، واحتجزت آخرين، في عمليات دهم واسعة شنتها بالحي الشرقي بجنين. واقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي برفقة جرافة عسكرية، وداهمت منازل، واحتجزت عددا من المواطنين واستجوبتهم، وسط تدمير واسع للممتلكات. كما دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية في منطقة البيادر في مدينة جنين، ونشرت فرق المشاة في شارع نابلس. ويدخل عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يومه الـ159، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية، حيث وصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 40 شهيدا، وعشرات المصابين والمعتقلين. وفي بلدة دورا في الخليل جنوب الضفة الغربية، دهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شبانا فلسطينيين في نابلس، عقب اقتحامها المدينة الليلة الماضية. وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة ، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة

شهدت إسرائيل اليوم السبت احتجاجات أمام مقر إقامة عدد من المسؤولين للمطالبة بإبرام صفقة تبادل واتفاق لوقف إطلاق النار يتيح إعادة المحتجزين من غزة، في حين أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد لممثليهم أن الانتصار الوحيد لا يتحقق إلا بإعادة أبنائهم. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتسجيل تجمعات للمحتجين أمام منازل مسؤولين من بينهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير التعليم يوآف كيش للمطالبة بصفقة تبادل أسرى. ودعت عائلات الأسرى إلى مظاهرات واسعة في القدس وتل أبيب، وقالت إن وزير الخارجية الأميركي اجتمع أمس بممثلين عن العائلات وأكد التزامه بإعادة المحتجزين، ونقلت عنه قوله إن "الانتصار الوحيد بغزة سيتحقق عند إعادة المخطوفين فقط". وأوضحت العائلات أنها أكدت لروبيو أن ثمة فرصة متاحة لإعادة جميع المحتجزين "ضمن صفقة شاملة واحدة، دون مراحل أو دفعات أو اتفاقات جزئية". وفي إشارة إلى مماطلة الحكومة الإسرائيلية بإبرام الاتفاق، قالت العائلات "انتظرنا بما فيه الكفاية، وحان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة وإعادة الجميع دفعة واحدة". وقالت والدة الجندي الإسرائيلي ماتان، الأسير في غزة، إنه حان الوقت لعودة كل المختطفين وجميع الجنود إلى بيوتهم. وتُقدر إسرائيل وجود 50 محتجزا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- يواصل الإبادة بغزة استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، والاستمرار في السلطة. وأظهر استطلاع لصحيفة معاريف أن 59% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى مقابل وقف القتال والانسحاب، مقابل 34% يؤيدون استمرار القتال مفترضين أن الضغط العسكري سيؤدي لعودة الأسرى. وعبر 48% من الإسرائيليين عن اعتقادهم أن استمرار الحرب في غزة خلفه أسباب سياسية، فيما يرى 37% أن استمرار الحرب يأتي لاعتبارات أمنية. وتشن إسرائيل حرب إبادة في غزة بدعم أميركي، خلفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ودمار واسع وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

فجوة "صارخة" في توزيع الملاجئ في القدس
فجوة "صارخة" في توزيع الملاجئ في القدس

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

فجوة "صارخة" في توزيع الملاجئ في القدس

أظهرت معطيات نُشرت على الموقع الرسمي لبلدية الاحتلال في القدس تفاوتا كبيرا في توزيع الملاجئ العامة بين شطري المدينة، إذ يتركز 550 ملجأ في غربي القدس المحتل عام 1948 حيث الغالبية اليهودية، مقابل 51 فقط في شرقيها المحتل عام 1967، الذي يقطنه نحو 40% من السكان، غالبيتهم من الفلسطينيين. وبرزت هذه الفجوة بشكل صارخ خلال المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، والتي شهدت قصف إسرائيل بمئات الصواريخ الإيرانية، حيث أُصيب بعض المنازل، واندلعت النيران في أخرى، داخل الأحياء الفلسطينية من شعفاط والطور والزعيم والعيساوية ووادي الجوز شمال وشرق القدس المحتلة، جراء تساقط شظايا صواريخ اعتراضية. وتشير البيانات، وفق بيان لمؤسسة "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية، إلى أن البلدية -واستجابة لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية- جهزت 45 موقف سيارات تحت الأرض لاستخدامها كملاجئ عامة، لكنها خصصتها جميعا لغربي المدينة. وبحسب الأرقام، تضم المدينة 186 ملجأ عاما، جميعها في غربي المدينة، في حين لا توجد ملاجئ عامة من هذا النوع شرقي المدينة سوى تلك الموجودة في المدارس، والتي تُعتبر أقل أمانا. ويبلغ عدد الملاجئ الإجمالي في مدينة القدس 611 ملجأ، منها 550 في غربي المدينة، مقابل 51 فقط في شرقيها، أي ما نسبته 8% فقط من مجمل الملاجئ، حيث يقطن 40% من السكان فيها. ويثير هذا التفاوت الحاد في توزيع البنى التحتية للطوارئ -وفقا لعير عميم- مخاوف من تمييز ممنهج في توفير الحماية، خاصة في ظل التصعيدات الأمنية المتكررة وغياب خطط واضحة تضمن أمن جميع سكان المدينة على قدم المساواة. ووفق تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلي لعام 2024 يبلغ عدد سكان المدينة مليون نسمة، من بينهم نحو 400 ألف فلسطيني جميعهم في الشطر الشرقي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store