
كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟
ما قبل التحول: صعود بشق الأنفس وقرارات مصيرية
خاض المنتخب العراقي مرحلة التصفيات الأولية أمام منتخبات قطر والأردن ولبنان، في مجموعة كانت محفوفة بالتحديات. ولعل أبرز لحظاتها كانت معركة الهند التي شهدت فوزًا صعبًا على المنتخب القطري بهدف نادر من كريم محمد علاوي، هدفٌ لم يكن جماليًا بقدر ما كان حاسمًا. هذه النتيجة دفعت الاتحاد العراقي إلى اتخاذ قرار استراتيجي بالمشاركة في بطولة الرئيس الكوري، بعد تلقي دعوة من الجهة المنظمة.
وبحسب الكاتب الصحافي أسعد الدلفي، جاءت هذه الدعوة في توقيت مثالي، خاصة وأنها وقعت في يونيو 1985 ، ما وفر أرضية مناسبة لاختبار التشكيلة، وتقييم مدى جاهزيتها للمرحلة الحاسمة من التصفيات.
بطولة الرئيس الكوري: معمل الاختبار الحقيقي
ضمت البطولة 12 فريقًا من القارات الخمس، ووقع المنتخب العراقي في المجموعة الثانية إلى جانب نادي بانكو البرازيلي ونادي ليرس البلجيكي، وهي أسماء تنتمي إلى مدارس كروية مختلفة، ما أتاح فرص احتكاك ثمينة للاعبين.
وفي أول اختبار، فاز المنتخب العراقي على ليرس البلجيكي بخمسة أهداف لهدفين ، سجلها كريم صدام (هدفين)، كريم محمد علاوي، سمير شاكر، وناطق هاشم. كان الفوز رسالة طمأنة إلى الجماهير، لكنها لم تكن كافية للحكم على استقرار الفريق.
في المواجهة الثانية أمام بانكو البرازيلي، تعادل المنتخب 2-2 ، في مباراة وصفت بالقوية. اللافت أن كريم محمد علاوي – المدافع – سجل هدفًا جديدًا، ما عزز سمعته كمفاجأة هجومية غير متوقعة.
بفضل فارق الأهداف، تصدر العراق المجموعة وتأهل إلى الدور الثاني، حيث اصطدم بثلاثة فرق أخرى: منتخب كندا، نادي هوركان الأرجنتيني، وكوريا الجنوبية الأولمبي.
الأداء التصاعدي والضربة الكورية
حقق العراق فوزًا كاسحًا على كندا 6-1 ، ثم انتصارًا مقنعًا على هوركان الأرجنتيني 5-2، لتبدأ الآمال تتزايد بقدرة الفريق على الذهاب بعيدًا. لكن المفاجأة وقعت في اللقاء الثالث، حين خسر أمام المنتخب الأولمبي الكوري الجنوبي بهدف نظيف، ما جعله يحتل المركز الثاني في مجموعته، ويواجه منتخب كوريا الجنوبية الوطني في نصف النهائي.
في هذه المواجهة، خسر العراق 0-2، ما أثار تساؤلات كبيرة حول قدرة المنتخب على مواصلة مشوار التصفيات، خاصة في ظل ضعف الأداء الدفاعي.
في مباراة تحديد المركز الثالث، عاد العراق لملاقاة بانكو البرازيلي، وتعادلا سلبيًا، قبل أن يخسر "أسود الرافدين" بركلات الترجيح 4-5، ويكتفي بالمركز الرابع.
الخلاصات الفنية.. والدروس السياسية
يقول الكاتب أسعد الدلفي إن المشاركة في هذه البطولة لم تكن فقط تجربة تنافسية، بل كانت معسكرًا تدريبيًا حقيقيًا، كشف مكامن الخلل وأبرز نقاط القوة. سجل المنتخب 21 هدفًا في سبع مباريات، لكن مرماه تلقى 10 أهداف ، ما أظهر الحاجة الماسة إلى ترميم المنظومة الدفاعية، لا سيما مع عودة عدنان درجال واستمرار غياب حسين سعيد.
لكن رغم الهزيمتين في الأدوار الإقصائية، فإن الانسجام بين اللاعبين والتنوع في مدارس اللعب التي واجهوها منح العراق تجربة فريدة من نوعها، أثمرت لاحقًا في التصفيات النهائية لكأس العالم.
لم يكن تأهل العراق إلى مونديال 1986 ضربة حظ، ولا مجرد نتيجة لسلسلة انتصارات داخل التصفيات. كان نتاجًا مباشرًا لاستثمار دقيق في الخبرة والاحتكاك، و بطولة الرئيس الكوري كانت الخطوة التي سبقت القفزة. في كرة القدم، كما في السياسة، القرار الاستباقي قد لا يصنع الفوز فورًا، لكنه يمنحك مفاتيح المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 17 ساعات
- الجريدة
أحمد هايل مدرباً لـ «العربي»
أكد المدرب الوطني أحمد هايل أنه يسعى لعكس صورة حضارية ومميزة عن المدرب الأردني في الكويت، من خلال عمله مدربًا عامًا لفريق النادي العربي الكويتي لكرة القدم. وأعلن هايل رسميًا قبل قليل اتفاقه مع النادي العربي الكويتي للعمل مدربًا عامًا لفريق كرة القدم خلال الموسم الكروي الجديد. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية اليوم، إنه سيغادر إلى الكويت خلال الساعات القليلة المقبلة للالتحاق بعمله إلى جانب المدير الفني البرتغالي الذي تم التعاقد معه حديثًا. وأبدى هايل، الذي سبق أن أشرف على تدريب المنتخب الوطني الأولمبي وناديي الفيصلي والحسين إربد، سعادته بالعمل في الكويت، لافتًا إلى أن النادي العربي ليس غريبًا عليه، خاصةً وأنه سبق أن احترف كلاعب في صفوف الفريق الكويتي قبل أن يغادره بسبب الإصابة، ليعود إليه اليوم مدربًا في هذه المرحلة. وبيّن المدرب الأردني أنه عاقد العزم على العمل بجد واجتهاد مع العربي، لتأكيد كفاءة المدرب الأردني علميًا وعمليًا، كما أنه يسعى لإبراز التطور الكبير الذي شهدته الكرة الأردنية، مستشهدًا بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة في تاريخه. يُشار إلى أن أحمد هايل نجح في قيادة فريق الحسين إربد في ختام الموسم الكروي الماضي لتحقيق لقب دوري المحترفين، علمًا بأنه كان أحد أبرز نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم في سنوات سابقة.


اليوم الثامن
منذ يوم واحد
- اليوم الثامن
كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟
شكل تأهل العراق إلى نهائيات كأس العالم 1986 لحظة فارقة في تاريخ الكرة العراقية، وفتح الباب أمام تساؤلات لا تزال تُطرح حتى اليوم: ما الذي صنع الفارق في تلك التصفيات؟ وأين بدأ التحول الفعلي في أداء المنتخب؟ الصحافي أسعد الدلفي يعود في سردٍ توثيقي إلى واحدة من أبرز المحطات التحضيرية آنذاك: بطولة الرئيس الكوري لعام 1985 ، والتي يرى فيها كثيرون أنها كانت التجربة المفتاحية التي وضعت منتخب "أسود الرافدين" على طريق التأهل. ما قبل التحول: صعود بشق الأنفس وقرارات مصيرية خاض المنتخب العراقي مرحلة التصفيات الأولية أمام منتخبات قطر والأردن ولبنان، في مجموعة كانت محفوفة بالتحديات. ولعل أبرز لحظاتها كانت معركة الهند التي شهدت فوزًا صعبًا على المنتخب القطري بهدف نادر من كريم محمد علاوي، هدفٌ لم يكن جماليًا بقدر ما كان حاسمًا. هذه النتيجة دفعت الاتحاد العراقي إلى اتخاذ قرار استراتيجي بالمشاركة في بطولة الرئيس الكوري، بعد تلقي دعوة من الجهة المنظمة. وبحسب الكاتب الصحافي أسعد الدلفي، جاءت هذه الدعوة في توقيت مثالي، خاصة وأنها وقعت في يونيو 1985 ، ما وفر أرضية مناسبة لاختبار التشكيلة، وتقييم مدى جاهزيتها للمرحلة الحاسمة من التصفيات. بطولة الرئيس الكوري: معمل الاختبار الحقيقي ضمت البطولة 12 فريقًا من القارات الخمس، ووقع المنتخب العراقي في المجموعة الثانية إلى جانب نادي بانكو البرازيلي ونادي ليرس البلجيكي، وهي أسماء تنتمي إلى مدارس كروية مختلفة، ما أتاح فرص احتكاك ثمينة للاعبين. وفي أول اختبار، فاز المنتخب العراقي على ليرس البلجيكي بخمسة أهداف لهدفين ، سجلها كريم صدام (هدفين)، كريم محمد علاوي، سمير شاكر، وناطق هاشم. كان الفوز رسالة طمأنة إلى الجماهير، لكنها لم تكن كافية للحكم على استقرار الفريق. في المواجهة الثانية أمام بانكو البرازيلي، تعادل المنتخب 2-2 ، في مباراة وصفت بالقوية. اللافت أن كريم محمد علاوي – المدافع – سجل هدفًا جديدًا، ما عزز سمعته كمفاجأة هجومية غير متوقعة. بفضل فارق الأهداف، تصدر العراق المجموعة وتأهل إلى الدور الثاني، حيث اصطدم بثلاثة فرق أخرى: منتخب كندا، نادي هوركان الأرجنتيني، وكوريا الجنوبية الأولمبي. الأداء التصاعدي والضربة الكورية حقق العراق فوزًا كاسحًا على كندا 6-1 ، ثم انتصارًا مقنعًا على هوركان الأرجنتيني 5-2، لتبدأ الآمال تتزايد بقدرة الفريق على الذهاب بعيدًا. لكن المفاجأة وقعت في اللقاء الثالث، حين خسر أمام المنتخب الأولمبي الكوري الجنوبي بهدف نظيف، ما جعله يحتل المركز الثاني في مجموعته، ويواجه منتخب كوريا الجنوبية الوطني في نصف النهائي. في هذه المواجهة، خسر العراق 0-2، ما أثار تساؤلات كبيرة حول قدرة المنتخب على مواصلة مشوار التصفيات، خاصة في ظل ضعف الأداء الدفاعي. في مباراة تحديد المركز الثالث، عاد العراق لملاقاة بانكو البرازيلي، وتعادلا سلبيًا، قبل أن يخسر "أسود الرافدين" بركلات الترجيح 4-5، ويكتفي بالمركز الرابع. الخلاصات الفنية.. والدروس السياسية يقول الكاتب أسعد الدلفي إن المشاركة في هذه البطولة لم تكن فقط تجربة تنافسية، بل كانت معسكرًا تدريبيًا حقيقيًا، كشف مكامن الخلل وأبرز نقاط القوة. سجل المنتخب 21 هدفًا في سبع مباريات، لكن مرماه تلقى 10 أهداف ، ما أظهر الحاجة الماسة إلى ترميم المنظومة الدفاعية، لا سيما مع عودة عدنان درجال واستمرار غياب حسين سعيد. لكن رغم الهزيمتين في الأدوار الإقصائية، فإن الانسجام بين اللاعبين والتنوع في مدارس اللعب التي واجهوها منح العراق تجربة فريدة من نوعها، أثمرت لاحقًا في التصفيات النهائية لكأس العالم. لم يكن تأهل العراق إلى مونديال 1986 ضربة حظ، ولا مجرد نتيجة لسلسلة انتصارات داخل التصفيات. كان نتاجًا مباشرًا لاستثمار دقيق في الخبرة والاحتكاك، و بطولة الرئيس الكوري كانت الخطوة التي سبقت القفزة. في كرة القدم، كما في السياسة، القرار الاستباقي قد لا يصنع الفوز فورًا، لكنه يمنحك مفاتيح المستقبل.


الرأي
منذ 5 أيام
- الرأي
خسارة أولى لـ «الأولمبي»
خسر منتخب الكويت الأولمبي لكرة القدم مباراته الودية الأولى في معسكره المقام في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك أمام فريق نادي مالية كفر الزيات 1-3. ويستعد «الأزرق الأولمبي»، في المعسكر الذي يستمر حتى 21 يوليو الجاري، لخوض تصفيات كأس آسيا تحت 23 سنة، حيث أوقعته القرعة ضمن المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات اليابان وأفغانستان وميانمار المضيف وتنطلق مبارياتها مطلع سبتمبر المقبل. ومباراة أمس، هي الأولى من بين 4 تجارب ودية سيخوضها المنتخب في المعسكر حيث تنتظره مواجهتان يومي 17 و20 الجاري مع منتخب مصر للشباب الذي يستعد لخوض نهائيات كأس العالم المقررة في تشيلي سبتمبر المقبل. وقبل ذلك، يلتقي «الأزرق الأولمبي» مع نادي الجونة، الأحد المقبل.