logo
ماذا بعد وقف إطلاق النار؟

ماذا بعد وقف إطلاق النار؟

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

المعلومات العامة عن حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران معروفة على نطاق واسع للأطراف الداخلة في الحرب ولمناصريهم أيضاً، فلا داعي للدخول في تفاصيل مسيرة الحرب، إلا أن هناك الكثير من الأسرار ما زالت غاطسة في لج من الظلام، ربما تُعرف بعضها قريباً، وربما لا تُعرف أبداً.
الطرف الإسرائيلي يرى أنه انتصر، ويحتفل بذلك الانتصار، والطرف الإيراني يرى أنه انتصر، وأيضاً يحتفل بذلك الانتصار، وهو أمر طبيعي من أجل تسويق ما حدث لكل جمهور على حدة.
من طرف آخر، فإن فكرة حساب الأرباح والخسائر لكلا الطرفين مادياً ومعنوياً، بشكل موضوعي، من المبكر الحديث حولها. ما يلفت هو الكم الهائل من التحليلات في وسائل التواصل الاجتماعي التي نظرت، وخاصة إلى الأيام الأخيرة من الحرب، نظرة تهكمية، ومن الصعب معرفة هذا التوجه، وهذا الموقف السلبي، إلا من خلال رؤية الموضوع من زاوية عدم الثقة، أو عدم القدرة على تفسير الأحداث بشكل منطقي، والارتباك الذي صاحب نهايات ذلك الاشتباك المميت.
الآن أكثر الأسئلة جدية: هل هذا وقف إطلاق نار أو هو هدنة مؤقتة إلى حين؟ واضح من بعض التصريحات أنه هدنة مؤقتة، ثم السؤال الأكثر أهمية: هل سوف نجد طريقاً للتفاوض حول القضايا الأساسية التي بسببها انطلقت هذه الحرب، وهي ثلاثية النووي، والأسلحة الباليستية، والتدخل في الجوار؟ حتى كتابة هذه السطور لا يبدو أن هناك طريقاً لبدء التفاوض من أجل الوصول إلى حل دائم.
اختبر الاثنان اللذان دخلا في الصراع قوة بعضهما، فلم تستطع إسرائيل أن تحقق كل أهدافها، ولأول مرة اختبرت وقوع الصواريخ على أرضها بكثافة، وأيضاً في إيران لأول مرة اختبرت هذا الكم من قوة النار وقوة المعلومات التي يبدو أنها اخترقت صفوف النظام الإيراني!
وأيضاً لأول مرة انتقلت حرب بالوكالة أو الوكلاء، إلى حرب الأصالة، وبالتالي لم تعد هناك هوامش للمناورة لأي طرف من الأطراف، وماذا يريد من الآخر! المؤكد، حسب طبيعة الأشياء، أن تكون هناك تساؤلات في كلا البلدين بعد حين، ومن الصعب توقع مسيرة الارتدادات على ما حصل في داخل كل منهما.
بطبيعة الحال هناك موقف عربي، وأيضاً إلى حد كبير عالمي، تبلور مؤخراً، يشجب ما يحدث في غزة من تصفية عرقية، وأيضاً مطالبة العالم بعد تجربة مريرة، بحل القضية الكبرى في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية.
لقد سقطت أوهام القوة المفرطة التي يمكن بها التغلب النهائي على الآخر، حدثت جروح، وربما جروح عميقة، ولكنها لم تحدث الفرق المطلوب من أي فريق ضد الآخر.
الانتهاء من القضية الكبرى في الشرق الأوسط يحتاج إلى قناعة في واشنطن التي يبدو أنها لم تصل إليها حتى الآن. هذه القناعة يجب أن تواكبها أيضاً إرادة سياسية أميركية أولاً، وأوروبية ثانياً، من أجل إرساء أسس السلام في هذه المنطقة.
صحيح أن ما جرى في الاثني عشر يوماً هو حرب أساساً بين إسرائيل وإيران، ولكن الصورة التي هي أوسع أن هناك صراعاً عالمياً، صراع قوى أكبر من طرفَي المعادلة الإسرائيلية - الإيرانية. طرفا هذا الصراع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (مع فوارق المواقف البينية)، والصين وروسيا من جهة أخرى (مع فوارق المواقف البينية).
هاتان القوتان الكبريان لهما مصالح، ولكن حجم قوتهما تمنعانهما من الصراع الساخن، فتحتاجان إلى وكلاء، وهم وكلاء أيضاً لهم مشروعات حقيقية أو واهمة في إقليمهم.
الصراع بين الولايات المتحدة والصين هو ليس صراعاً تقليدياً، كما حدث بين الأولى والاتحاد السوفياتي في السنوات السابقة، هو صراع حول التقدم التقني الذي يجب أن تتفوق فيه قوة على أخرى.
وما دام الصراع المباشر ممتنعاً، فإن صراعاً بالوكالة يمكن أن ينشب. وليس سراً أن الأطراف الكبرى قد مدت المتصارعين بالدعم السياسي أو المادي، ومتى ما حلت المشاكل الكبرى بين تلك الأطراف، يمكن حل مشاكل صراع الوكلاء الذين يتخيلون أنهم مستقلون.
المشهد أيضاً له تفاصيل أخرى، وإن كانت جانبية، ولكنها موجودة. لقد بدأت «غربان» وسائل التواصل تحاول أن تصيح بالويل والثبور لدول الخليج، كما صرخ بعضهم ليلة الثالث والعشرين من هذا الشهر بأن هناك صواريخ «تهطل على دول الخليج»! في موقف يذكرنا بنفس موقف «الغربان» الذين جفت حناجرهم في عام 1990، عندما احتُلت الكويت.
هذا يدل على رغبة دفينة لتدمير الأمن في هذه الدول. هذا يعني أن هناك تمنيات من البعض، تقول ما دام بعض البلدان العربية قد خربت، فلماذا لا تخرب البلدان الأخرى؟ وهو تصور مرضي، ولكننا خبرناه في السابق، وأيضاً وجدناه من جديد في الأزمة الأخيرة.
دول الخليج دخلت في الغالب إلى ما يمكن أن يسمى مرحلة ما بعد الحداثة، وقدمت نموذجاً في التنمية له آفاق إيجابية كثيرة، واتخذت خطوات سياسية واقتصادية لتقوية الجسور، وجذب دول أخرى لهذا النموذج، سواء سوريا الجديدة أو الأردن أو مصر أو حتى العراق، والحفاظ على هذا النموذج يحتاج إلى عمل منظم، أساسه تمتين الروابط، والتجاوز عن الصغائر.
فمن الضروري أخذ العبر والتحوط، والحديث عن محور خليجي تنسيقي أكثر صلابة وأكثر وضوحاً؛ فالمنطقة ما زالت حبلى بالصراعات، سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي، فـ«عسكرة المذاهب والأديان» سوف تبقى معنا لفترة، كما الصراع على النفوذ. لهذا السبب، فإن دول الخليج محتم عليها أن تذهب بعيداً في التنسيق العسكري والاقتصادي والجيوسياسي، مع الاعتماد على النفس، من أجل الابتعاد عن تلك الصراعات المميتة التي خفتت، ولكن في الغالب هذا الخفوت سوف يكون مؤقتاً؛ فما زالت النار تحت الرماد.
آخر الكلام: السلوك السياسي الأميركي في الأزمة لافت؛ إذ سمحت للأطراف أن تختبر بعضها، وبعد إجهاد الطرفين تقدمت للإنقاذ!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي يطالب ترمب بـ«احترام خامنئي» إذا كان يرغب في التوصل لاتفاق
عراقجي يطالب ترمب بـ«احترام خامنئي» إذا كان يرغب في التوصل لاتفاق

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

عراقجي يطالب ترمب بـ«احترام خامنئي» إذا كان يرغب في التوصل لاتفاق

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء يوم الجمعة، إنه إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يرغب في التوصل لاتفاق فإن عليه الكف عن أسلوبه غير المحترم وغير اللائق تجاه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. The complexity and tenacity of Iranians is famously known in our magnificent carpets, woven through countless hours of hard work and patience. But as a people, our basic premise is very simple and straightforward: we know our worth, value our independence, and never allow anyone... — Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) June 27, 2025 وشدد عراقجي في منشور على منصة «إكس»، على أن «الشعب الإيراني لا يقبل التهديدات والإهانات»، مشيراً إلى أن «إيران لن تتردد في الكشف عن قدراتها الحقيقية إذا أقدم البعض مدفوعاً بأوهامه على ارتكاب أخطاء جسيمة، وقال: «حسن النية يُقابل بحسن النية والاحترام يولد الاحترام». جاءت تصريحات عراقجي رداً على منشور لترمب على منصته «تروث سوشيال» قال فيها إنه كان يعلم على وجه الدقة مكان الزعيم الأعلى الإيراني لكنه لم يسمح لإسرائيل أو للجيش الأميركي بقتله. وأضاف مخاطبا خامنئي: «أنقذتك من موت بشع ومهين وكان عليك أن تشكرني». وتابع أنه منع إسرائيل من توجيه ضربة قاضية في طهران كانت ستسفر عن مقتل كثير من الإيرانيين. وقال ترمب «لماذا يقول ما يُسمى بالمرشد الأعلى، بكل صراحة وحماقة إنه انتصر في الحرب مع إسرائيل، وهو يعلم أن تصريحه كذب، فهو ليس كذلك. بصفته رجلاً مؤمناً، لا يُفترض به أن يكذب. لقد دُمِّرت بلاده، ودُمّرت مواقعه النووية الثلاثة»، في إشارة إلى مواقع فوردو ونطنز وأصفهان.

تركيا: يجب البقاء متأهبين لاحتمال انهيار وقف النار بين إسرائيل وإيران
تركيا: يجب البقاء متأهبين لاحتمال انهيار وقف النار بين إسرائيل وإيران

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

تركيا: يجب البقاء متأهبين لاحتمال انهيار وقف النار بين إسرائيل وإيران

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مساء الجمعة، إن "المنطقة بحاجة لأن تكون في حالة تأهب قصوى لاحتمال انهيار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتجدد الهجمات المتبادلة". وأضاف فيدان في مقابلة مع قناة "أ خبر" التركية، أن "الحرب انتهت بعد 12 يوماً، لكن هناك وقف إطلاق نار مبرم بناء على افتراض القضاء على القدرة النووية الإيرانية"، مؤكداً ضرورة "استمرار فترة الصمت الحالية، وجعلها دائمة، من خلال الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة". وذكر فيدان، في التصريحات التي أوردتها وكالة "الأناضول"، أن كلا الجانبين لديهما الرغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن الأوروبيين لديهم أيضاً "عملية يرغبون في المضي بها مع الإيرانيين". كما لفت إلى أن تركيا "تتابع عن كثب جميع التطورات في المنطقة، وتشارك فيها في معظم الأحيان كوسيطة". "منشآت إيران النووية تعرضت لأضرار بالغة" وأضاف فيدان في تصريحاته، أنه "نتيجة للعملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة، أصبح من الواضح أن المنشآت النووية في إيران تعرضت لأضرار بالغة، وأصبحت غير صالحة للاستخدام". وتابع فيدان قائلاً: "يمكننا الآن أن نتحدث عن ضربة كبيرة للغاية استهدفت البرنامج النووي" لإيران. ولكنه أكد أن "التحدي الأكبر أمامنا هو المفاوضات"، متسائلاً: "عندما تجلس إيران إلى الطاولة، هل سيقتصر الأميركيون على القضية النووية، أم سيطرحون ملفات أخرى؟ إذا طرحوا ملفات أخرى، فلا أعتقد أن الإيرانيين سيناقشونها". وأعرب فيدان عن اعتقاده بأنه ستكون هناك مفاوضات وجهود للتوصل إلى "تفاهم مشترك"، على غرار التوافق الذي كان قائماً خلال فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وأضاف: "لكن لا أعتقد أنه سيتم النظر بإيجابية في الوقت الحالي، بعد مرور 12 يوماً على الحرب، إلى العروض التي تطالب باستسلام شامل، وتشمل إزالة القدرات غير النووية أيضاً". وشدد وزير الخارجية التركي على أن الحرب بين إيران وإسرائيل لا تؤثر على البلدين فحسب، بل تشمل تداعياتها المنطقة أيضاً.

متى يتعلم اليمين الإسرائيلي الدرس؟
متى يتعلم اليمين الإسرائيلي الدرس؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

متى يتعلم اليمين الإسرائيلي الدرس؟

الآن وبعد أن صمت دوي الصواريخ وهجمات الطائرات المتبادلة، بين طهران وتل أبيب، هل من نتيجة مؤكدة ينبغي أن يخلص إليها اليمين الإسرائيلي، الذي أدمن أوهام القوة العسكرية، من دون أن يفكر عميقاً في معنى ومبنى السلام؟ يحيد يمين الحرب عن فهم معنى «الشالوم» دينياً وإيمانياً، ومن منطلق توراتي، ما يعني أن هناك من يتلاعب بالمقدرات الروحية، ويسخرها لصالح أهداف سياسية ضيقة. تعني كلمة «شالوم» الطمأنينة والأمان، لكن من الجلي أنه يتعذر الحصول عليهما من دون عدالة ترد الحقوق لأصحابها، وصدق مع الذات، لا يتخذ من المناجل والسيوف أدوات للعيش. لثمانية عقود، لم تتعرَّض المدن الإسرائيلية لقصفات جوية مؤثرة، كما تعرضت الأسبوعين الماضيين، وعليه فإن السؤال المطروح على مائدة النقاش: ما الذي خلفته الصواريخ الإيرانية؟ صباح الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) الحالي، كتب الصحافي الإسرائيلي أورن زيف، يقول: «سواء صمد وقف إطلاق النار أم لا، فإنه يحق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن ينسب لنفسه إنجازاً رئيسياً واحداً، وهو تحطيم شعور الإسرائيليين بالحصانة». مثيرة هي الأقدار التي خُلقت في الداخل الإسرائيلي، مشاهد مطابقة لما تابعه العالم من مآسٍ في غزة. الناس الفارون بملابس النوم مع أطفالهم، وممتلكاتُهم بين أيديهم، الرعبُ والذعر في عيونهم، والخوف على محياهم، والتكدس في الملاجئ تحت الأرض، هذا رغم الرقابة الذاتية المشددة التي قمعت، إلى حد كبير، وسائل الإعلام الغربية والشرقية ومنعتها عن نقل الصورة كاملة. والشاهد أن هذه الحرب التي أودت بحياة نحو ثلاثين شخصاً إسرائيلياً، جعلت الآلاف من الإسرائيليين، خصوصاً في تل أبيب وضواحيها، يشعرون بخوف حقيقي على حياتهم، كما أن غالبيتهم رسخ يقينهم بأن القبة الحديدية لن تفلح في توفير الأمان المطلق. منذ استيلائها على الأراضي الفلسطينية، لم تعرف إسرائيل أو تذق معنى الطمأنينة، أو تهنأ بالسلام الباطني والخارجي معاً، سواء من جراء الحروب الكبرى من الدول المجاورة، أو بسبب إطلاق النار والطعن، والانتفاضات، وجولات القتال مع «حماس» و«حزب الله». غير أن هذه المرة بدا الأمر مختلفاً، إذ لم يعد مجرد قلق وجودي، كما هي الحال دوماً، بل أضحى خوفاً شخصياً آنياً، خصوصاً بعد أن شعر الجميع أن الموت بات حاضراً في قلب البلاد، والشعور به قريب جداً، في صوت انفجار صاروخي، أو تحت ركام الدمار الذي تخلفه الضربات التي لم تُعترَض. هل أدرك اليمين الإسرائيلي المتطرف، أن الحياة عبر العداء للآخر، من مآلاتها موتٌ مشابه؟ الثابت أن ما كان يمكن قمعه أو إدارته سابقاً من خلال مظاهر الروتين، أصبح الآن يتطلب مواجهة مباشرة. إن القتل وتدمير المنازل وتعطيل الحياة اليومية، كلها تشير إلى نتيجة وأجندة واحدة. نتيجةٌ مفادها أن إسرائيل لم تعد مكاناً صالحاً للعيش الإنساني؛ الأصلُ فيه السلام، والاستثناء هو الحرب. أثبتت الهجمات الصاروخية الإيرانية، أن إسرائيل لا تتمتع بالحصانة المطلقة، حتى وإن تدرعت بمنظومات «باتريوت» و«ثاد» و«حيتس» الصاروخية المضادة، ولهذا كان من الطبيعي للغاية أن يتسرب الخوف والقلق والسخط، عبر النفوس، ويدفع ذلك الكثيرين إلى التفكير في الهجرة العكسية، عبر المنافذ البرية، ومنها إلى الدول التي يحملون جنسياتها، الأمر الذي يعد بالنسبة إلى إسرائيل، خسارة أشد هولاً. متى تنفتح أعين اليمين الإسرائيلي على الحقيقة المُرَّة، وهي أن ما يهدد الدولة العبرية، في حقيقة الحال، ليست إيران ولا «حماس»، لكن غطرستها، وهو ما تقرره الناشطة اليسارية الإسرائيلية، أورلي نُويْ، قبل بضعة أيام. نُويْ تعتبر أنه على مدى نحو 80 عاماً، أثبتت انتصارات الجيش الإسرائيلي العسكرية، أنها انتصارات مزعومة باهظة الثمن... لماذا؟ باختصار، لأن كلَّ انتصارٍ يدفعُ إسرائيلَ إلى هوة أعمق من العزلة والتهديد والكراهية. خلقت نكبة سنة 1948 أزمة لاجئين لا تزال حاضرة ولو أدبياً وقانونياً، ومهدت الطريق لنظام الفصل العنصري القائم حتى الساعة، وأدى انتصار سنة 1967 إلى احتلال لا يزال يغذي المقاومة الفلسطينية، وأدخل إسرائيل في دائرة انكسار حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، بينما عملية 7 أكتوبر سنة 2023، تحولت إلى إبادة جماعية جعلت إسرائيل دولة منبوذة عالمياً. «الأمة التي تستعرض عضلاتها خمسين عاماً ستتعب في النهاية»، هكذا خبر إسحق رابين النائب اليساري السابق يوسي ساريد. أدرك رابين أن العيش إلى الأبد بحد السيف، على عكس وعد نتنياهو المرعب، ليس خياراً قابلاً للتطبيق. الغطرسة العمياء لن تقود اليمين الإسرائيلي إلى الحياة... السلام أنفع وأرفع من الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store