
رباعي الغطرسة الأمريكية الزائف
(1)
أربعة أبواق لمنظومة امريكا الاحتلالية الاستعلائية..
كل يوم، وعلى شاشات الفضائيات العربية، نرى ونسمع أصواتًا نحاول بصعوبة متابعة أصحابها وعلى مضض، إذ تصدمنا غطرستهم المتجبرة وتعاليها المقيت على شعوب المنطقة، بلا حياء أو خجل. وهم:
* ريتشارد جوودستاين، المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط..
* توماس واريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية..
* ادولفو فرانكو المحلل الاستراتيجي للحزب الجمهوري..
* جيمس روبنز، الصحفي الأمريكي والباحث في المجلس الأعلى للسياسة الأمريكية..
يتكرر ظهورهم كأنهم رسل السماء!!
متوجون بلقب "خبراء" الشرق الأوسط..
يصولون ويجولون في فضاءات التحليل..
متحدّثين باسم «البيت الأسود» الذي لا يُعترف به إلا في صالات القرار الأمريكي الغامضة.
يتحدثون عن المقاومة الفلسطينية كما لو كانت عصابة خارجة عن القانون، يطالبونها بأن تخرج من غزة فورًا، أن تُسلم سلاحها، أن تتخلى عن السلطة والحكم، أن تستسلم للاحتلال الإسرائيلي بلا شروط.
(2)
يكررون كالببغاوات نفس العبارات:
"على أبطال المقاومة أن ينفوا إلى أي مكان آخر"..
"يجب اختفاء حماس وكل المقاومة"..
"تسليم السلاح.. الخضوع.. الاستسلام"...
وكأن الفلسطينيين ليسوا أهل الأرض، بل مجرد بقايا من جنس الهامش الذين يجب إزالتهم.
كأنهم لم يسمعوا قط عن غطاء بلاعة صرف صحي عام 1936 في حيفا، أقدم من الكيان الصهيوني نفسه، زورا وبهتانا، الذي يُسمّى "إسرائيل".
كأن الفلسطينيين يعيشون في قصور أقرب إلى قصور الضيافة الأمريكية، ينسون أن جذورهم في الأرض تمتد أعمق من أساطير الاحتلال وأوهامهم.
(3)
أما هؤلاء الذين يتحدثون باسم أمريكا فلا جذور لهم، ولا تاريخ، ولا شرعية..
هم أبناء دولة بنيت على دماء الهنود الحمر، أرضٌ اغتصبها غزاة وقاموا على أنقاضها بـ"الحلم الأمريكي".
هم مَن دمروا حضارات، وأبادوا شعوباً، والآن يأتون ليعلمونا كيف نعيش ونقاوم.
لا يمكن أن تنطلي علينا كلماتكم البراقة، ولا أوامركم المبطنة بالغطرسة والغرور.
أنتم لا تعرفوننا، ولا تعرفون عمق قضيتنا.
المقاومة ليست عصيانًا ولا خروجًا عن القانون، هي دفاع عن وجود، عن وطن، عن كرامة.
فاصمتوا، أيها المتحدثون باسم الهيمنة، لا تسخروا من آلامنا، ولا تتحدثوا عن تسليمنا كأننا مجرد أرقام تُرحّل.
التاريخ سيحكم عليكم بالهزيمة، والشعب الفلسطيني سيظل شامخًا، مهما حاولتم أن تمحو صوته أو تخرس أنفاسه.
(4)
لا تسخروا من آلامنا..
ولا تتحدثوا عن تسليمنا كأننا مجرد أرقام تُرحّل.
التاريخ سيحكم عليكم بالهزيمة
والشعب الفلسطيني سيظل شامخًا، مهما حاولتم أن تمحوا صوته أو تخرسوا أنفاسه.. فأنتم وأسيادكم واهمون
(5)
أنتم لا تمثلون إلا وجهًا من أوجه عصابة «البيت الأسود» الأمريكي، التي تدار من وراء الستار بقسوة لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.
عصابة تزرع الدمار، وتُطلق الحروب، وتغتال الأمل، تحت ستار الديمقراطية الزائفة.
هي نفسها التي ابتكرت القنابل النووية، وحطمت مدنًا، وأبادت شعوبًا، وأرسلت العالم إلى حافة الهاوية.
(6)
انتم منساقون ضمن قطيع البيت الأسود الأمريكي.. فلتعلموا أن تاريخكم الملطخ بالدم لن يبرئكم، ولن يغفر لكم ما زرعتم من خراب وألم في قلوبنا وقلوب العالم المتحضر.
ومهما علت أصواتكم.. وتغطرستكم، فإننا نرى في نهاية نفقكم المظلم نورًا لا يخبو...
نرى نور الحقيقة التي تفضح زيفكم.. وتفضحكم أمام شعوبنا وأجيالنا القادمة.
(7)
هذه ليست حرب كلمات فقط، بل معركة وجود..
وحين يحين وقت الحساب، ستكونون أنتم أول من يسقط..!!.
والأيام بيننا..!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 9 ساعات
- جريدة الرؤية
رباعي الغطرسة الأمريكية الزائف
الدكتور مجدي العفيفي (1) أربعة أبواق لمنظومة امريكا الاحتلالية الاستعلائية.. كل يوم، وعلى شاشات الفضائيات العربية، نرى ونسمع أصواتًا نحاول بصعوبة متابعة أصحابها وعلى مضض، إذ تصدمنا غطرستهم المتجبرة وتعاليها المقيت على شعوب المنطقة، بلا حياء أو خجل. وهم: * ريتشارد جوودستاين، المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط.. * توماس واريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية.. * ادولفو فرانكو المحلل الاستراتيجي للحزب الجمهوري.. * جيمس روبنز، الصحفي الأمريكي والباحث في المجلس الأعلى للسياسة الأمريكية.. يتكرر ظهورهم كأنهم رسل السماء!! متوجون بلقب "خبراء" الشرق الأوسط.. يصولون ويجولون في فضاءات التحليل.. متحدّثين باسم «البيت الأسود» الذي لا يُعترف به إلا في صالات القرار الأمريكي الغامضة. يتحدثون عن المقاومة الفلسطينية كما لو كانت عصابة خارجة عن القانون، يطالبونها بأن تخرج من غزة فورًا، أن تُسلم سلاحها، أن تتخلى عن السلطة والحكم، أن تستسلم للاحتلال الإسرائيلي بلا شروط. (2) يكررون كالببغاوات نفس العبارات: "على أبطال المقاومة أن ينفوا إلى أي مكان آخر".. "يجب اختفاء حماس وكل المقاومة".. "تسليم السلاح.. الخضوع.. الاستسلام"... وكأن الفلسطينيين ليسوا أهل الأرض، بل مجرد بقايا من جنس الهامش الذين يجب إزالتهم. كأنهم لم يسمعوا قط عن غطاء بلاعة صرف صحي عام 1936 في حيفا، أقدم من الكيان الصهيوني نفسه، زورا وبهتانا، الذي يُسمّى "إسرائيل". كأن الفلسطينيين يعيشون في قصور أقرب إلى قصور الضيافة الأمريكية، ينسون أن جذورهم في الأرض تمتد أعمق من أساطير الاحتلال وأوهامهم. (3) أما هؤلاء الذين يتحدثون باسم أمريكا فلا جذور لهم، ولا تاريخ، ولا شرعية.. هم أبناء دولة بنيت على دماء الهنود الحمر، أرضٌ اغتصبها غزاة وقاموا على أنقاضها بـ"الحلم الأمريكي". هم مَن دمروا حضارات، وأبادوا شعوباً، والآن يأتون ليعلمونا كيف نعيش ونقاوم. لا يمكن أن تنطلي علينا كلماتكم البراقة، ولا أوامركم المبطنة بالغطرسة والغرور. أنتم لا تعرفوننا، ولا تعرفون عمق قضيتنا. المقاومة ليست عصيانًا ولا خروجًا عن القانون، هي دفاع عن وجود، عن وطن، عن كرامة. فاصمتوا، أيها المتحدثون باسم الهيمنة، لا تسخروا من آلامنا، ولا تتحدثوا عن تسليمنا كأننا مجرد أرقام تُرحّل. التاريخ سيحكم عليكم بالهزيمة، والشعب الفلسطيني سيظل شامخًا، مهما حاولتم أن تمحو صوته أو تخرس أنفاسه. (4) لا تسخروا من آلامنا.. ولا تتحدثوا عن تسليمنا كأننا مجرد أرقام تُرحّل. التاريخ سيحكم عليكم بالهزيمة والشعب الفلسطيني سيظل شامخًا، مهما حاولتم أن تمحوا صوته أو تخرسوا أنفاسه.. فأنتم وأسيادكم واهمون (5) أنتم لا تمثلون إلا وجهًا من أوجه عصابة «البيت الأسود» الأمريكي، التي تدار من وراء الستار بقسوة لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية. عصابة تزرع الدمار، وتُطلق الحروب، وتغتال الأمل، تحت ستار الديمقراطية الزائفة. هي نفسها التي ابتكرت القنابل النووية، وحطمت مدنًا، وأبادت شعوبًا، وأرسلت العالم إلى حافة الهاوية. (6) انتم منساقون ضمن قطيع البيت الأسود الأمريكي.. فلتعلموا أن تاريخكم الملطخ بالدم لن يبرئكم، ولن يغفر لكم ما زرعتم من خراب وألم في قلوبنا وقلوب العالم المتحضر. ومهما علت أصواتكم.. وتغطرستكم، فإننا نرى في نهاية نفقكم المظلم نورًا لا يخبو... نرى نور الحقيقة التي تفضح زيفكم.. وتفضحكم أمام شعوبنا وأجيالنا القادمة. (7) هذه ليست حرب كلمات فقط، بل معركة وجود.. وحين يحين وقت الحساب، ستكونون أنتم أول من يسقط..!!. والأيام بيننا..!


الشبيبة
منذ يوم واحد
- الشبيبة
ترامب يلتقي نتنياهو اليوم بالبيت الأبيض.. وهدنة غزة على رأس المباحثات
الشبيبة - وكالات يستقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعد زيارته إلى البيت الأبيض الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة قبل نحو ستة أشهر. وقد عبر نتنياهو عن اعتقاده بأن مناقشاته مع الرئيس الأميركي، اليوم، ستسهم في دفع محادثات تحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، فيما يتوقع ترامب أن من الممكن التوصل لاتفاق هذا الأسبوع، وفق "العربية". إلى ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية أيضا عن مصادر لم تسمّها أن إدارة ترامب مستعدة لضمان عدم عودة الحرب في غزة بعد مهلة الـ60 يوما إذا كان ذلك مناسبا، وأن مسألة المساعدات وتوزيعها في غزة لن تشكل عقبة للتوصل لاتفاق. يأتي ذلك فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، تعثر المفاوضات في الدوحة. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أكد مسؤولون في مكتب نتنياهو أن المحادثات تمضي قدما بإيجابية بالرغم من أن "رد حماس على مقترح ويتكوف كان أقل من المأمول". كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي إن وفد التفاوض في الدوحة أبلغ نتنياهو بأن المحادثات تمضي بإيجابية. وقال نتنياهو، أمس الأحد، قبل أن يصعد طائرته متجها إلى واشنطن إن المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار لديهم تعليمات واضحة بالتوصل إلى اتفاق بشروط قبلتها إسرائيل. وأضاف: "أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج"، وأكد أنه مصمم على ضمان عودة المحتجزين في غزة والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل. وعبر ترامب عن اعتقاده أن من الممكن التوصل لاتفاق لتحرير الرهائن ووقف إطلاق النار هذا الأسبوع، الأمر الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح "عدد لا بأس به من الرهائن"، بحسب تعبيره. وأضاف في تصريحات للصحافيين قبل العودة إلى واشنطن بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في نيوجيرسي: "أعتقد أن ثمة فرصة جيدة لإبرام اتفاق مع حماس خلال الأسبوع". ويزداد الضغط الشعبي على نتنياهو للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وهي خطوة يعارضها بعض الأعضاء المتشددين في الائتلاف اليميني الحاكم بينما يدعمها آخرون منهم وزير الخارجية، جدعون ساعر. وقالت حماس يوم الجمعة إن ردها على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة "اتسم بالإيجابية"، وذلك بعد أيام قليلة من قول ترامب إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لوضع اللمسات النهائية" على هدنة مدتها 60 يوما. أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج.. هو مصمم على ضمان عودة الرهائن في غزة والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل بنيامين نتنياهو وذكر نتنياهو مرارا أنه يجب نزع سلاح حماس، وهو مطلب ترفض الحركة المسلحة مناقشته. وعبر نتنياهو عن اعتقاده بأنه وترامب سيبنيان على نتائج الحرب الجوية التي استمرت 12 يوما الشهر الماضي مع إيران، وسيسعيان إلى ضمان عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا. وأضاف أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط أتاحت فرصة لتوسيع دائرة السلام. واندلعت الحرب عندما قادت حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد واحتجاز 251 في غزة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، وإلى أزمة جوع، فضلا عن نزوح جميع سكان غزة وإلحاق الدمار بأنحاء القطاع. ويُعتقد أن حوالي 20 من المحتجزين المتبقين ما زالوا على قيد الحياة. وأُطلق سراح غالبية المحتجزين عبر مفاوضات دبلوماسية، وتمكن الجيش الإسرائيلي أيضا من إخراج بعضهم من غزة.


الشبيبة
منذ 2 أيام
- الشبيبة
إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحرب
الشبيبة - وكالات لم يعد اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة بعيدا عن أن يصبح واقعا على الأرض على ما يبدو، لكن المشكلة تظل في رفض بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– إنهاء الحرب، وهو موقف يتعارض مع موقف رئيس أركانه إيال زامير، الذي حذر من "فقدان السيطرة"، وفق "الجزيرة نت". ومع أن نتنياهو أعلن أنه سيرسل وفده المفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد، فإن بيانا صادرا عن مكتبه أكد عدم قبوله بالتعديلات التي وضعتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة. وكان المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) قد عقد بوقت متأخر أمس السبت اجتماعا لبحث رد (حماس) على مقترح وقف إطلاق. أما الاجتماع الذي عقده المجلس صباح الخميس الماضي فوصف بالصاخب و تخللته مشادة بين نتنياهو وزامير، في حين اتهم وزيرا المالية والأمن القومي المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الجيش بعدم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية، وفق ما نقلته القناة 12. وطلب نتنياهو -وفق وسائل إعلام إسرائيلية- إعداد خطة لإجلاء سكان غزة نحو جنوب القطاع، وقال إنه يريد رؤيتها عندما يعود من زيارته المقررة لواشنطن هذا الأسبوع، وهو ما عارضه زامير محذرا مما أسماه "فقدان السيطرة في القطاع". ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فقد أكد نتنياهو لسموتريتش وبن غفير أنه لن يترك غزة إلا وهي منزوعة السلاح، في حين نقلت قناة "24 نيوز" عن مكتب رئيس الحكومة أن المقترحات التي أدخلتها حماس على المقترح "غير مقبولة". ومع ذلك، يمكن القول إن هذا التوتر الحاصل داخل المجلس الأمني المصغر مدروس كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، الذي أشار إلى حدوث تحول يتعلق بقبول الشاباك والجيش والأجهزة الأمنية لصفقة التبادل الجزئية، وهي المؤسسات التي لطالما تبنت الرؤية اليمنية المتطرفة التي كانت ترفض هذا النوع من الصفقات. لكن جبارين قال -خلال مشاركته في برنامج مسار الأحداث- إن إسرائيل تبدي مرونة ظاهرة لتشتري الوقت من أميركا، وتخفف الانتقادات الداخلية والعالمية المتصاعدة، لكنها من الناحية العملية "لا تقدم تنازلات فعلية على الأرض ولا تتحدث أبدا عن نهاية الحرب، بل إنها تبحث كيفية الخروج من الصفقة وليس الانخراط فيها". وهذا هو سبب الخلاف بين نتنياهو رئيس أركانه على ما يبدو، حيث أكد الأخير أنه من المستحيل السيطرة على مليوني إنسان بقوة السلاح، في حين تقول كل وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتنياهو لم يقدم أي حل لما بعد الحرب سوى احتلال القطاع. ويحاول نتنياهو -على ما يبدو- التخلص من ورقة الضغط الوحيدة عليه حاليا المتمثلة في الأسرى، بينما تواصل الأمم المتحدة الحديث عن المخاطر المتزايدة لعملية التجويع ومنع إسرائيل إدخال المساعدات للسكان الذين يقتل منهم عشرات يوميا وهم يحاولون الحصول على قليل من الطعام لأولادهم. كما قالت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم السبت إن ائتلافا يضم أكثر من 200 منظمة إنسانية وحقوقية قال -في بيان الثلاثاء الماضي- إن الفلسطينيين في غزة أصبحوا يواجهون خيارا مستحيلا يتمثل في الموت جوعا أو الموت من أجل الحصول على الطعام. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن مسؤولين عسكريين أكدوا لنتنياهو في وقت سابق أن هدف إضعاف حماس عسكريا قد تحقق وأن الأسرى المتبقين -الذين يمثلون هاجسا متزايدا في إسرائيل- لن يعودوا دون صفقة تبادل. ولا تبدو إسرائيل قادرة على تحقيق مزيد من التقدم العسكري في القطاع بالنظر إلى العمليات المتصاعدة للمقاومة والتي قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إنها تعكس ابتكارا في التكتيكات يدفع زامير للضغط من أجل حل سياسي، لأنه يمتلك قوة يستمدها من كونه ليس مسؤولا عن فشل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. زامير يبحث عن حل سياسي والسبب في هذا أن زامير يدرك جيدا صعوبة احتلال القطاع بالنظر لما يتطلبه هذا من قوة وعدد وأثمان في الأرواح، لذلك فهو يحاول تطويق غزة من خلال العمل في الشمال والسعي لإنهاء عمليات خان يونس جنوبا ليعزل الفلسطينيين في المواصي ووسط القطاع ليبدأ استنزاف المقاومة، برأي الخبير العسكري. غير أن الحل الأمثل لزامير -برأي حنا- هو التوصل لصفقة سياسية تنهي الحرب وتمنحه فرصة إعادة ترميم الجيش الذي يتعرض لخسائر متواصلة تعزز أحاديث العسكريين السابقين عن حرب الأشباح. وإلى جانب ذلك، فإن سلسلة العلميات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة مؤخرا كسرت نشوة النصر على إيران التي كانت تعيشها إسرائيل وأعادتها للواقع الذي تعيشه في غزة، حيث تعالت أصوات المنظمات الحقوقية والإنسانية للأسلوب الذي تعتمده إسرائيل في توزيع المساعدات الإنسانية، ويرى كثيرون أن الجيش يفرض حكما عسكريا عمليا من خلال التحكم في الطعام والشراب وحركة الناس، لكنه لا يعلن ذلك رسميا حتى لا يتحمل تبعاته القانونية. لذلك، فإن المهم في الوقت الراهن ليس التصريحات وإنما ما يجري داخل الغرف المغلقة، خصوصا أن إسرائيل تتحدث عن إعادة تموضع أو انسحاب جزئي لكنها لا تتحدث أبدا عن إنهاء الحرب. ظروف الهدنة متوفرة ومع ذلك، فإن الأمور تبدو قريبة من التوصل لهدنة مؤقتة، ليس لأن ضمير نتنياهو قد استيقظ -كما يقول الباحث السياسي سعيد زياد- وإنما لأنه فشل مجددا في تحقيق أهدافه عسكريا، فضلا عن التغيرات الإقليمية التي طرأت بعد الحرب على إيران. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع التوصل لاتفاق خلال الأسبوع الجاري، لكنه لم يقدم إطارا واضحا لما سيتم في حال فشل الطرفان في التوصل لاتفاق خلال مدة الشهرين المقترحة للهدنة، كما يقول زياد. وأبدت حماس مرونة في بعض الأمور المتعلقة بانسحاب قوات الاحتلال التي يفترض أن تنسحب إلى مسافة 700 متر داخل الحدود، وأن تخرج من كافة المحاور التي استحدثتها في القطاع مع بقائها في 5 نقاط رئيسية، لكنها تصر على أن تتولى الأمم المتحدة توزيع المساعدات، وهو ما ترفضه واشنطن. وبحسب صحيفة "معاريف" فإن ترامب "سيضغط لإبرام الصفقة خلال زيارة نتنياهو التي ستبدأ لواشنطن الاثنين المقبل، حتى لو بقيت حماس في القطاع.