
الذكاء الاصطناعي يختصر طريق الشفاء... ويحرّر الأطباء من «ورق الملفات»
لم تعد الملفات الورقية المتراكمة ضرورة حتمية في المستشفيات؛ إذ بات الذكاء الاصطناعي يتولى مهمة جمع وتحليل البيانات الطبية، وتقديم ملخصات لحظية تسهم في اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.
تجربة مستشفى «هيوستن ميثوديست» في الولايات المتحدة تقدم نموذجاً واضحاً لهذا التحوّل
في المستشفى، تُنتج إقامة مريض واحد لمدة 10 أيام نحو 3000 صفحة من السجلات، تشمل الملاحظات السريرية، التاريخ الدوائي، نتائج الفحوصات، وغيرها. هذا الكم من الوثائق كان يتطلب وقتاً وجهداً من الطاقم الطبي لمراجعته يدوياً، ما انعكس على كفاءة الرعاية.
البرنامج الجديد الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأ بإنتاج ملخصات طبية لحظية، تُستخدم عند تغيير المناوبات، وتُساهم في تحديد موعد الخروج المتوقع للمريض، وتحليل العوائق المحتملة. وتقول الدكتورة جنيفير جاروماهوم، مديرة التمريض في فرع ويلوبروك بالمستشفى: «كنا نقضي ساعة في كل اجتماع لمناقشة حالة واحدة... اليوم نحصل على صورة شاملة في دقائق».
تُنتج إقامة مريض واحد لمدة 10 أيام نحو 3000 صفحة من السجلات (الشرق الأوسط)
كما سمح البرنامج للممرضات بقضاء وقت أطول داخل غرف المرضى بدلاً من التعامل مع الملفات، وهو ما رفع من مستوى التفاعل الإنساني مع المرضى وعائلاتهم.
تحليل أولي للنتائج أظهر أن دقة الملخصات التي ينتجها البرنامج تصل إلى نحو 95 في المائة. وفي شهر واحد، تم رصد أكثر من 34 ألف عائق محتمل لخروج المرضى، كما حدد البرنامج الفئات الأكثر عرضة للنقل إلى العناية المركزة، بنسبة تزيد بخمسة أضعاف عن الطرق التقليدية.
البرنامج لا يكتفي بتلخيص البيانات، بل يقترح مصطلحات طبية دقيقة، ويستخرج معلومات قديمة مخفية في السجلات، ما يعزز استجابة الفرق الطبية في الطوارئ، ويوفّر للأطباء صورة شاملة في لحظات حرجة.
تؤكد إدارة المستشفى أن المرحلة التالية من البرنامج ستركّز على تخفيف الأعباء الإدارية عن الأطباء، وتمكينهم من تخصيص وقت أكبر لتقديم رعاية صحية عالية الجودة.
وتقول الدكتورة جاروماهوم: «تطوير النظام اعتمد على ملاحظات الطواقم الطبية نفسها، وهو ما جعله أكثر دقة وقابلية للتحسين. قدرة البرنامج على التعلّم السريع وتقديم نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة كانت مذهلة».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 33 دقائق
- العربية
حصري مجموعة "ألاميدا" المصرية تعتزم دخول السوق السعودية في 2026
تستعد أكبر مجموعة مستشفيات خاصة مصرية لدخول السوق السعودية خلال العام المقبل 2026، حيث تفاضل بين عدد من المدن السعودية الرئيسية كنقطة انطلاق بحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي لمجموعة "ألاميدا" نيراچ ميشرا لـ "العربية Business". وقال ميشرا، إن مجموعته تعتزم إنشاء مستشفى بسعة 200 سرير في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة. تعد "ألاميدا" للرعاية الصحية، أكبر مجموعة طبية مملوكة للقطاع الخاص في مصر من حيث السعة السريرية، وهي المالكة لمستشفيات دار الفؤاد والسلام الدولي المصرية. وأضاف ميشرا في مقابلة مع "العربية Business"، على هامش مؤتمر ومعرض صحة أفريقيا، الذي انعقد في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، أن "ألاميدا" تدرس عدة فرص في الرياض وجدة والدمام، وبمجرد الانتهاء من الدراسات واتخاذ القرار النهائي ستقوم بالإعلان عنه. "لا نستطيع الإفصاح حالياً عن الاستثمارات المرصودة للمشروع المرتقب في المملكة، لكن نأمل أن يكون هناك إمكانية للإعلان عن تفاصيل المشروع بشكل رسمي بحلول 2026"، بحسب ميشرا. وأوضح الرئيس التنفيذي للمجموعة أن المستشفى المستهدف في المملكة سيركز على خدمات الرعاية المركزة، مع إمكانية إضافة خدمات الرعاية طويلة الأمد. وحول إمكانية تنفيذ المستشفى المستهدف بالشراكة مع شريك سعودي أو عربي، قال ميشرا "هذا يعتمد على الصفقة.. لم نتخذ قرارا نهائيا بعد، لكن كل الخيارات مطروحة سواء عبر شراكة أو ملكية كاملة". شهد قطاع الرعاية الصحية السعودية استثمارات ضخمة، مع إطلاق "رؤية 2030"، والتي تستهدف رفع نسبة تغطية التأمين الصحي إلى 100%، حيث ارتفع إجمالي التغطية التأمينية للمستفيدين من التأمين الصحي بالمملكة إلى 13 مليون مستفيد عام 2024. وقال ميشرا، إن مجموعته تنظر للسوق السعودية باعتبارها سوقا استراتيجية وواعدة لها، وتمثل أولوية استراتيجية في توسعاتها الإقليمية. تعتبر مجموعة ألاميدا، التي تأسست في مصر عام 1999، أكبر مقدم خدمة صحية في مصر، إذ تمتلك 4 مستشفيات كبرى بالسوق المصرية بسعة 1023 سريراً. التوسع في أفريقيا تدرس مجموعة ألاميدا افتتاح مجمع عيادات خارجية تمثيلية في كينيا قبل نهاية الربع الثالث من العام الجاري، وفقاً لميشرا، والذي قال "بجانب كينيا، تعتزم المجموعة افتتاح مكتب تمثيلي وعيادات خارجية في نيجيريا وتنزانيا قبل نهاية الربع الرابع.. نأمل أن نعلن عن أخبار إيجابية قريباً". وفي وقت سابق قال ميشرا لـ"العربية Business" إن مجموعته ترصد 245 مليون دولار لتنفيذ مشروعات صحية جديدة في مصر وكينيا وتنزانيا والسعودية خلال عامين. التوسع في مصر قال ميشرا إن مجموعة "ألاميدا" تخطط لتنفيذ توسعات لإضافة 72 سريراً لمستشفياتها في مصر خلال الفترة المقبلة. وأضاف: "لدينا حالياً طاقة استيعابية تبلغ 1023 سريراً موزعة على مستشفياتنا المختلفة، ونعمل على إضافة 40 سريراً في مستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر، و32 سريراً في فرع مدينة نصر". وذكر الرئيس التنفيذي أن مجموعته قامت مؤخراً بعقد شراكة مع مجموعة طلعت مصطفى، أكبر مطور عقاري في مصر، لإدارة وتشغيل مستشفى "مدينتي"، وهو ما سيضيف 200 سرير للمجموعة بنهاية 2026، ليصبح إجمالي الطاقة الاستيعابية 1400 سرير تقريباً. وتستهدف ألاميدا افتتاح المستشفى الجديدة بمدينتي خلال عام 2027 بإجمالي استثمارات تتجاوز 5 مليارات جنيه (100 مليون دولار)، بحسب بيان صادر عن مجموعة طلعت مصطفى نهاية مارس الماضي. وكشف ميشرا، أن الشراكة الموقعة مع مجموعة طلعت مصطفى تتضمن إنشاء مجمع عيادات ضمن مشروع "SouthMed" بالساحل الشمالي. وتعتزم "ألاميدا" التوسع في قطاع العيادات خارج محافظة القاهرة، خلال الفترة المقبلة، بحسب ميشرا، والذي أوضح أن المجموعة لديها 5 عيادات حالياً في محافظات أسيوط، والإسماعيلية، والسويس، والمنصورة، والزقازيق، وخلال 4 إلى 5 أشهر ستفتتح عيادات جديدة في الإسكندرية، والغردقة، وبني سويف. وحول نية المجموعة للاستحواذ على مستشفيات قائمة أو الاستثمار في قطاعات أخرى غير الرعاية الصحية، قال ميشرا "نحن نركز بشكل كامل على قطاع الرعاية الصحية، لا توجد لدينا أي نية حالياً للتوسع خارج هذا المجال. "ومع ذلك، ندرس فرص استحواذ جديدة في مصر ضمن القطاع الطبي، بناءً على التقييم والفرص المتاحة".


صحيفة سبق
منذ 4 ساعات
- صحيفة سبق
دواء جديد يعطي أملا لمرضى السكري من النوع الأول
أظهرت نتائج تجربة أن المصابين بداء السكري من النوع الأول الذين يحتاجون إلى إنقاص الوزن قد يستفيدون من عقار "سيماجلوتايد" الرائج المركب من الببتيد الشبيه بالغلوكاجون-1، والمعتمد حاليا لمرضى السكري من النوع الثاني فقط. و"سيماجلوتايد" هو العنصر النشط في عقاري "أوزيمبيك" و"ريبلسوس" لمرض السكري من شركة "نوفو نورديسك"، بالإضافة إلى علاج إنقاص الوزن "ويجوفي". وقال مشرف الدراسة فيرال شاه بكلية الطب بجامعة إنديانا في اجتماع الجمعية الأميركية للسكري في شيكاغو إن 36 مريضا ممن حُقنوا بسيماجلوتايد أسبوعيا مع الأنسولين المعتاد قضوا وقتا أطول في نطاق السكر المستهدف في الدم وفقدوا وزنا أكثر من 36 مريضا مماثلا تناولوا عقارا وهميا مع الأنسولين في أول تجربة سريرية لاختبار عقار نوفو "نورديسك" على مرضى السكري من النوع الأول والسمنة. وكان جميع المرضى يستخدمون أنظمة توصيل الأنسولين الآلية وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 أو أعلى، وهو ما يدخل في نطاق السمنة. وحقق ثلث المرضى في مجموعة "سيماجلوتايد" جميع الأهداف الثلاثة للدراسة، وهي نسبة السكر في الدم في النطاق المستهدف من 70 إلى 180 مليغراما في الديسيلتر، وانخفاض سكر الدم، وانخفاض وزن الجسم بنسبة خمسة بالمئة على الأقل. وكان متوسط فقدان الوزن مع سيماجلوتايد تسعة كيلوغرامات. وأفاد تقرير الدراسة المنشورة في دورية إيفيدينس التابعة لمجموعة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين بعدم تحقيق أي شخص في مجموعة الدواء الوهمي الأهداف الثلاثة كلها. وذكر شاه في بيان "نأمل أن تشجع تجربتنا القطاع على إجراء تجربة موافقة تنظيمية حتى يتسنى توفير هذا الدواء كمساعد للعلاج بالأنسولين لتحسين إدارة داء السكري من النوع الأول".


الشرق الأوسط
منذ 18 ساعات
- الشرق الأوسط
ما أفضل الكربوهيدرات لخسارة الوزن... وشيخوخة صحية؟
هناك قاعدة مألوفة لدى كل من يتبع حمية غذائية لإنقاص الوزن، وهي أن تجنب الكربوهيدرات أمرٌ لا غنى عنه. ويُعدّ الاستغناء عن أطعمة مثل الخبز والمعكرونة والبطاطس ركيزةً أساسيةً في أنظمة إنقاص الوزن منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، ولا يُظهر هذا التوجه نحو تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات أي علامات على التراجع. ولكن، كما تُظهر دراسة جديدة، فإن الكربوهيدرات لا تُزوّد الجسم بمصدر طاقة حيوي لوظائف الدماغ والعضلات وجميع الأنسجة الأخرى بشكل سليم فحسب، بل إنها تُمثّل أيضاً مفتاح الشيخوخة الصحية، حسب النوع الذي نختاره. وحلّلت الدراسة، التي أجراها علماء في جامعتي تافتس وهارفارد في الولايات المتحدة، الأنظمة الغذائية لأكثر من 47 ألف امرأة، ووجدت أن تناول أنواع معينة من الكربوهيدرات «الجيدة» يرتبط بصحة أفضل بكثير في سن الشيخوخة. وكانت النساء اللواتي تناولن الكربوهيدرات الأكثر صحة، أكثر عرضة لتجنب أي أمراض خطيرة بحلول سن السبعين، بما في ذلك أمراض القلب والتدهور المعرفي. وفي هذا الإطار، قالت لورا ساذرن، اختصاصية التغذية ومؤسسة «لندن فود ثيرابي»، بحسب صحيفة «تليغرف»: «لا تقتصر أهمية الكربوهيدرات على كونها مصدراً للطاقة فحسب، بل تُزودنا أيضاً بكميات هائلة من العناصر الغذائية، بما في ذلك الألياف والمواد الكيميائية النباتية والفيتامينات والمعادن». وأضافت: «إنها ضرورية لمساعدتنا على النمو مع تقدمنا في السن، ولكن من حيث فوائدها الصحية، فإن بعضها يُقدم فوائد تفوق بكثير فوائد غيرها». تُعدّ الكربوهيدرات واحدة من ثلاث مغذيات رئيسية، إلى جانب البروتين والدهون، وتوصي الإرشادات الغذائية الحالية بأن نحصل على ما نسبته 45 إلى 65 في المائة من سعراتنا الحرارية اليومية منها. ولكن أي نوع منها هو الأفضل لنا؟ وجدت الأبحاث الجديدة أن تناول الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات في منتصف العمر يرتبط بزيادة احتمالية شيخوخة صحية بنسبة 6 إلى 37 في المائة. هذه هي الكربوهيدرات «الجيدة» التي يجب أن نعطيها الأولوية في نظامنا الغذائي. وأوضحت ساذرن أن «الكربوهيدرات الجيدة هي تلك التي تخضع لمعالجة بسيطة، ويفضل أن تكون أطعمة كاملة، مما يعني أن عناصرها الغذائية لم تُفقد خلال التصنيع». وتحتوي هذه الأطعمة على الألياف، مما يعني أن أجسامنا تستغرق وقتاً أطول بكثير في هضمها، مما يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم، ويمنحنا شعوراً بالشبع لفترة أطول. في المقابل، ارتبطت الكربوهيدرات من السكريات المضافة والحبوب المكررة والبطاطس والخضراوات النشوية بانخفاض احتمالات الشيخوخة الصحية بنسبة 13 في المائة. وأضافت ساذرن: «مع الكربوهيدرات البيضاء أو المكررة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والأرز، تُفقد معظم عناصرها الغذائية وأليافها، لذلك لا تضطر أجسامنا إلى بذل جهد كبير لتكسيرها. هذا يعني أنها تُسبب ارتفاعاً حاداً في سكر الدم». للسكريات المضافة والخضراوات النشوية مثل البطاطس والذرة والقرع تأثير مماثل على سكر الدم، ومع مرور الوقت، يمكن أن تُسبب هذه الارتفاعات التهاباً مزمناً، مما يؤدي إلى مشاكل صحية، بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني. من أهم فوائد الكربوهيدرات عالية الجودة احتواؤها على الألياف، والتي «تمتد آثارها المفيدة لتشمل صحة الأمعاء، بما في ذلك صحة الدماغ والتمثيل الغذائي»، وفقاً للدكتورة سامي جيل، اختصاصية التغذية المُسجلة والمتحدثة باسم الجمعية البريطانية لاختصاصيي التغذية. وأظهرت دراسة رائدة شملت 185 دراسة رصدية و58 تجربة سريرية أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني وسرطان القولون بنسبة 16 - 24 في المائة. وإذا اتسمت الشيخوخة بالالتهاب، فإن «الألياف تُعاكس العمليات المُسببة للالتهابات بفضل تأثيراتها المُضادة للالتهابات»، كما توضح الدكتورة جيل. إحدى طرق تحقيق ذلك هي من خلال ميكروبيوم الأمعاء. وتُغذي الألياف القابلة للتخمير، مثل البريبايوتكس - بما في ذلك التفاح والتوت والشوفان - بكتيريا الأمعاء النافعة، وفي المقابل، تُطلق مُركبات مفيدة في الأمعاء، بما في ذلك الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs). ووفق الدكتورة جيل، «أظهرت الدراسات أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة يُمكنها تنظيم إنتاج المُركبات المُسببة للالتهابات، مثل السيتوكينات». وأوضحت ساذرن أن هذا هو السبب في أن الحميات منخفضة الكربوهيدرات، مثل أتكينز والكيتو و«الكارنيفور دايت» ليست صحية. والكربوهيدرات عالية الجودة غنية أيضاً بالمواد الكيميائية النباتية، وهي مواد كيميائية مفيدة تنتجها النباتات. وقالت جيل: «يمكن لهذه المواد أيضاً أن تخفف الالتهاب من خلال عملها كمضادات للجذور الحرة وحماية الخلايا من التلف». على الرغم من أن الحميات منخفضة الكربوهيدرات جداً قد تنجح بالتأكيد على المدى القصير، فإنها ليست فقط غير مستدامة - حيث ستستعيد الوزن بمجرد إعادة إدخال الكربوهيدرات - ولكنها أيضاً غير ضرورية. واستعرض تحليل شامل نُشر في المجلة البريطانية للتغذية تجارب عشوائية محكومة قارنت بين الحميات منخفضة الكربوهيدرات وقليلة الدهون. وكشفت النتائج عن أنه على الرغم من أن الحميات منخفضة الكربوهيدرات أدت إلى فقدان وزن أكبر بشكل طفيف على المدى القصير، فإن الاختلافات كانت ضئيلة وغير ذات دلالة سريرية. وكانت الآثار طويلة المدى على الحفاظ على الوزن متشابهة بين نوعي الحميات. وأشارت دراسات أخرى إلى أن حمية الكيتو، التي تقتصر على تناول الكربوهيدرات بين 20 و50 غراماً يومياً بهدف إحداث حالة الكيتوزية، حيث يحرق الجسم الدهون بشكل أساسي للحصول على الطاقة بدلاً من الكربوهيدرات، قد تُسبب آثاراً صحية خطيرة. ففي إحدى الدراسات، لم يقتصر الأمر على انخفاض استهلاك متبعي حمية الكيتو اليومي من الألياف إلى نحو 15 غراماً يومياً - أي نصف الكمية التي توصي بها هيئة الخدمات الصحية الوطنية - بل انخفضت لديهم أيضاً مستويات بكتيريا الأمعاء «بيفيدوباكتيريوم»، المرتبطة بقوة المناعة. بدلاً من ذلك، يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي متنوع قدر الإمكان. وقالت ساذرن: «من المعروف أن الالتزام بالحميات منخفضة الكربوهيدرات أمر صعب للغاية. إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك بشكل صحي، فإن تناول الكربوهيدرات عالية الجودة سيضمن لك الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاج إليها، ويحافظ على شعورك بالشبع، ويمنحك الكثير من الطاقة». قالت ساذرن إن التنوع أساسي عند اختيار الفاكهة والخضراوات، وكذلك ضمان الحصول على مجموعة متنوعة من الألوان. وأضافت: «البوليفينولات التي تُعطي النباتات لونها تُعطينا أيضاً العناصر الغذائية اللازمة لتقليل الالتهابات والأمراض المزمنة، لذلك يجب أن نأخذ في الاعتبار عدد الألوان التي تناولناها خلال الأسبوع». وعلى الرغم من أن جميع الفواكه والخضراوات تُزودنا بالفيتامينات والمعادن والألياف، فإن بعضها يحتوي بشكل طبيعي على نسبة أعلى من السكر أو النشا، مما يُسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم. وأوضحت ساذرن بإعطاء الأولوية للخيارات منخفضة السكر. وتقول: «بالنسبة للفاكهة، تشمل هذه المنتجات فاكهة البساتين مثل التفاح والكمثرى، بالإضافة إلى الكرز والتوتيات. يجب تقليل تناول الفاكهة الاستوائية ذات الطعم الحلو مثل المانغو والموز والأناناس». وأضافت: «كما أن الإفراط في تناول الخضراوات النشوية، مثل البطاطا الحلوة والقرع والذرة، قد يعني استهلاك الكثير من السعرات الحرارية، وقد يؤثر على مستويات السكر في الدم». وتابعت: «بدلاً من ذلك، تناولْ كميات كبيرة من الخضراوات الورقية، والخضراوات الصليبية مثل البروكلي والملفوف، والثوميات مثل الكراث والبصل، وغيرها من الخيارات غير النشوية، بما في ذلك الهليون والجزر والفلفل والطماطم والباذنجان والكوسة - جميعها منخفضة الكربوهيدرات وتحتوي على ألياف أكثر». أوضحت ساذرن أن «البقوليات، بما في ذلك الفاصوليا والبازلاء والحمص والعدس والفول السوداني، تُعد من أفضل مجموعات الأطعمة التي يمكننا تناولها لصحتنا». وقالت: «إذا نظرت إلى المناطق الزرقاء - الأماكن في العالم التي يعيش فيها الناس أطول فترة - فستجد أن البقوليات تحتوي على كميات كبيرة في كل نظام غذائي». للبقوليات فوائد جمة، حيث أظهرت مراجعة منهجية رئيسية لـ32 دراسة أن تناول كميات أكبر من البقوليات ارتبط بانخفاض بنسبة 6 في المائة في خطر الوفاة من جميع الأسباب، وانخفاض بنسبة 9 في المائة في خطر الوفاة بالسكتة الدماغية. وشرحت ساذرن أنها «غنية جداً بالألياف، وهي ممتازة لصحة الأمعاء وتساعدنا على الشعور بالشبع». وتحتوي على البروتين، الذي يُبطئ إطلاق الكربوهيدرات، بالإضافة إلى الحديد والبوتاسيوم. كما أنها مضادة للالتهابات بشكل كبير. على الرغم من أن البقوليات غنية بالنشويات، فإنها غنية بالنشا المقاوم، وهو نوع لا يُهضم بالكامل في الأمعاء الدقيقة ولا يُسبب ارتفاعاً حاداً في سكر الدم، كما هو الحال في الأطعمة الأخرى الغنية بالنشويات. واقترحت ساذرن إضافة البقوليات إلى الوجبات كلما أمكن، وقالت: «ضع كيساً من العدس في صلصة بولونيز، أو أضف الفاصوليا إلى أطباق المعكرونة، أو الحمص بالزيت والملح لتناوله كوجبة خفيفة بدلاً من رقائق البطاطس». على الرغم من لذة الخبز الأبيض والأرز والمعكرونة والمعجنات، فإنها من أسوأ الأسباب لارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير. كما أنها فقيرة بالعناصر الغذائية، وغالباً ما تكون مُعالجة بشكل كبير، وفي حالة المعجنات والكعك وغيرهما من الحلويات البيضاء القائمة على الكربوهيدرات، فهي مليئة بالسكر والدهون والسعرات الحرارية. وقالت جيل: «التكرير يعني إزالة الطبقة الخارجية الغنية بالألياف، والتي تُسمى النخالة، ونواة الحبوب الغنية بالعناصر الغذائية، والتي تُسمى الجرثومة». وتضيف: «تحتوي الحبوب الكاملة على نحو 75 في المائة من العناصر الغذائية أكثر من الحبوب المكررة». يعزز استبدال النوع البني أو البري بالأرز الأبيض فوائده الصحية بشكل كبير؛ ويُعدّ وعاء من الشوفان المقطع خياراً أفضل بكثير لوجبة الإفطار من حبوب الإفطار؛ كما تعد الحبوب القديمة، مثل الحنطة السوداء والكينوا، بديلاً لذيذاً وصحياً للمعكرونة. وأشارت ساذرن إلى أن الكينوا خيارها الأول دائماً، نظراً لمحتواها من البروتين. وقالت: «إذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن المعكرونة البيضاء، فتناولها مع بروتين اللحوم أو الأسماك أو الفاصوليا، وبعض الدهون المفيدة من زيت الزيتون، لإبطاء تأثيرها على نسبة السكر في الدم، وتناولها مع بعض الخضراوات أو سلطة كبيرة لتقليل حجم الحصة».