
من ذكريات الأتاري إلى رئاسة لجنة وطنية: حكاية سبأ البوسعيدي
في هذا السياق، برزت تجارب نسائية رائدة في المنطقة، تتقدمها المهندسة سبأ البوسعيدي، التي صنعت لنفسها مكانة فريدة كأول امرأة في الشرق الأوسط تتولى رئاسة لجنة وطنية للرياضات الإلكترونية، ممثلةً سلطنة عُمان. لم تكن رحلتها مع الألعاب الإلكترونية وليدة مصادفة، بل بدأت من الطفولة، حين كانت أصوات الأزرار وشاشات "الأتاري" و"سيغا" تشكل جزءاً من ذاكرة جيل كامل، تربّى على التحدي والتشويق والمنافسة.
منذ تلك اللحظات الأولى، وُلد الشغف الذي تطور مع الزمن إلى التزام مهني وقيادي، جعل من البوسعيدي شخصية محورية في بناء الحضور العُماني في الساحة الدولية، وفي دعم مشاركة المرأة العربية ضمن قطاع لطالما افتقر إلى التوازن بين الجنسين.
تتحدث البوسعيدي عن البدايات بحنين بالغ، فتصف كيف كانت الألعاب الإلكترونية بالنسبة لها أكثر من مجرد وسيلة تسلية، بل مساحة لبناء الحلم وتعلّق مبكر بعوالم التكنولوجيا. كان جهاز "الأتاري" جزءاً من طفولتها، ثم جاء "سيغا" بعوالمه الساحرة التي فتحت أبواب الخيال، وجعلت من كل تحدٍ رقمي تجربة مليئة بالشغف والبهجة.
كانت تلك الأيام تُمثل امتداداً حقيقياً لشخصيتها الفضولية والطموحة، حيث كانت الألعاب تربط بين شغف الطفولة وطموحات المستقبل.
ومع توليها رئاسة اللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، واجهت سبأ تحديات فعلية، أبرزها غياب السلطنة عن الاتحادات الدولية، وضعف التمثيل الخارجي. غير أنها لم تنظر إلى هذه المعوقات كمعوقات، بل كفرص لبناء حضور فعّال ومؤسسي.
وبفضل الرؤية الاستراتيجية والعمل المنظم، تمكّنت في فترة قصيرة من ضم اللجنة إلى ستة اتحادات دولية، ورفعت عدد المنتخبات العُمانية المشاركة في البطولات الخارجية إلى أكثر من 20 بطولة، لتضع عُمان على خارطة الرياضات الإلكترونية الدولية.
ولأن التمكين لا يكون من دون شمولية، أولت البوسعيدي اهتماماً كبيراً للعنصر النسائي في هذا المجال، مؤكدة أن دعم المرأة في الألعاب الإلكترونية ليس مجاملة شكلية، بل هو حاجة حقيقية لضمان التنوع والاستدامة.
فقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة مشاركة النساء العربيات، وهو ما عكسته المشاركة اللافتة للاعبات في بطولات إقليمية ودولية مثل الدوري العربي، بطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية (IESF)، وبطولة غرب آسيا لكرة القدم الإلكترونية (eWAFF)، وغيرها.
ولعبت لجنة المرأة والمساواة في الاتحاد العربي – التي ترأسها البوسعيدي – دوراً محورياً في بناء إطار عملي وشامل لتمكين المرأة على كل المستويات. لم يعد دورها مقتصراً على التنافس كلاعبة فحسب، بل أصبح شاملاً للتدريب، التحكيم، الإدارة، التحليل الفني، والتنظيم. وهو ما يعكس نضوج التجربة النسائية في هذا القطاع، ويؤكد أن تمثيل المرأة لم يعد مجرد حلم، بل واقع آخذ بالتوسع والنضج.
ولأن التغيير لا يُبنى بالكلام فقط، أطلقت اللجنة مجموعة من المبادرات النوعية التي تستهدف تعزيز الحضور النسائي في الرياضات الإلكترونية، أبرزها إقامة ورش عمل تخصصية للاعبات والكوادر النسائية، تنظيم بطولات نسائية (حضورية وعن بعد)، دعم المنتخبات الوطنية النسائية، وتسجيل اللاعبات في الأندية. وترى البوسعيدي أن هذا التمكين لا يعود بالنفع على الأفراد فحسب، بل على القطاع ككل، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
كذلك تُقرّ أن الفجوة بين الجنسين في هذا القطاع بدأت تتقلص فعلاً، بفضل عوامل عديدة أبرزها زيادة الدعم المؤسسي، وتوسّع فرص التأهيل والمشاركة، وظهور نماذج نسائية ناجحة ومُلهمة. كما تشيد بالدور المتنامي للثقافة المجتمعية، وخصوصاً في سلطنة عُمان، حيث يتزايد الوعي بدور المرأة، في ظل توجّه الدولة نحو التحول الرقمي، وتمكين الشباب والنساء على حد سواء، عبر التعليم، والرعاية المؤسسية، وتكامل الأدوار بين الأسرة والمؤسسات.
أما عن الرسالة التي توجهها الى الفتيات العربيات الطامحات لاحتراف الألعاب الإلكترونية أو العمل في هذا القطاع، فتعبّر البوسعيدي عن فخرها العميق بما حققته اللاعبات العُمانيات من تقدم وتطور ملحوظين، وتؤكد أن التميز يتطلب الالتزام، والانضباط، والعمل الجماعي، والدخول إلى هذا المجال بروح احترافية. وترى أن النجاح في هذا القطاع ليس حكراً على أحد، بل هو متاح لكل من يمتلك الشغف والرغبة في التعلم والتطوير.
وتختم حديثها برسالة أمل وطموح، مفادها أن ما يُبنى اليوم من إنجازات ليس آنياً، بل يُمهّد لجيل جديد يحمل الراية، ويواصل التقدم في ساحات العالم الرقمية، ممثلاً وطنه، ورافعاً علمه، ليكون مصدر إلهام وفخر للأجيال المقبلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
من ذكريات الأتاري إلى رئاسة لجنة وطنية: حكاية سبأ البوسعيدي
لم تعد الرياضات الإلكترونية مجرد ساحة للترفيه أو متنفساً حصرياً للشباب، بل تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى قطاع تنافسي عالمي، يحمل فرصاً واعدة للتميّز والإبداع، ويشكّل مجالاً حيوياً لتمكين المرأة العربية. إذ باتت النساء جزءاً أساسياً من هذا المشهد المتسارع، ليس كلاعبات محترفات فحسب، بل أيضاً كصانعات قرار، ومدربات، ومهندسات نظم، ومحللات فنيات، ومُنظمات بطولات. في هذا السياق، برزت تجارب نسائية رائدة في المنطقة، تتقدمها المهندسة سبأ البوسعيدي، التي صنعت لنفسها مكانة فريدة كأول امرأة في الشرق الأوسط تتولى رئاسة لجنة وطنية للرياضات الإلكترونية، ممثلةً سلطنة عُمان. لم تكن رحلتها مع الألعاب الإلكترونية وليدة مصادفة، بل بدأت من الطفولة، حين كانت أصوات الأزرار وشاشات "الأتاري" و"سيغا" تشكل جزءاً من ذاكرة جيل كامل، تربّى على التحدي والتشويق والمنافسة. منذ تلك اللحظات الأولى، وُلد الشغف الذي تطور مع الزمن إلى التزام مهني وقيادي، جعل من البوسعيدي شخصية محورية في بناء الحضور العُماني في الساحة الدولية، وفي دعم مشاركة المرأة العربية ضمن قطاع لطالما افتقر إلى التوازن بين الجنسين. تتحدث البوسعيدي عن البدايات بحنين بالغ، فتصف كيف كانت الألعاب الإلكترونية بالنسبة لها أكثر من مجرد وسيلة تسلية، بل مساحة لبناء الحلم وتعلّق مبكر بعوالم التكنولوجيا. كان جهاز "الأتاري" جزءاً من طفولتها، ثم جاء "سيغا" بعوالمه الساحرة التي فتحت أبواب الخيال، وجعلت من كل تحدٍ رقمي تجربة مليئة بالشغف والبهجة. كانت تلك الأيام تُمثل امتداداً حقيقياً لشخصيتها الفضولية والطموحة، حيث كانت الألعاب تربط بين شغف الطفولة وطموحات المستقبل. ومع توليها رئاسة اللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، واجهت سبأ تحديات فعلية، أبرزها غياب السلطنة عن الاتحادات الدولية، وضعف التمثيل الخارجي. غير أنها لم تنظر إلى هذه المعوقات كمعوقات، بل كفرص لبناء حضور فعّال ومؤسسي. وبفضل الرؤية الاستراتيجية والعمل المنظم، تمكّنت في فترة قصيرة من ضم اللجنة إلى ستة اتحادات دولية، ورفعت عدد المنتخبات العُمانية المشاركة في البطولات الخارجية إلى أكثر من 20 بطولة، لتضع عُمان على خارطة الرياضات الإلكترونية الدولية. ولأن التمكين لا يكون من دون شمولية، أولت البوسعيدي اهتماماً كبيراً للعنصر النسائي في هذا المجال، مؤكدة أن دعم المرأة في الألعاب الإلكترونية ليس مجاملة شكلية، بل هو حاجة حقيقية لضمان التنوع والاستدامة. فقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة مشاركة النساء العربيات، وهو ما عكسته المشاركة اللافتة للاعبات في بطولات إقليمية ودولية مثل الدوري العربي، بطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية (IESF)، وبطولة غرب آسيا لكرة القدم الإلكترونية (eWAFF)، وغيرها. ولعبت لجنة المرأة والمساواة في الاتحاد العربي – التي ترأسها البوسعيدي – دوراً محورياً في بناء إطار عملي وشامل لتمكين المرأة على كل المستويات. لم يعد دورها مقتصراً على التنافس كلاعبة فحسب، بل أصبح شاملاً للتدريب، التحكيم، الإدارة، التحليل الفني، والتنظيم. وهو ما يعكس نضوج التجربة النسائية في هذا القطاع، ويؤكد أن تمثيل المرأة لم يعد مجرد حلم، بل واقع آخذ بالتوسع والنضج. ولأن التغيير لا يُبنى بالكلام فقط، أطلقت اللجنة مجموعة من المبادرات النوعية التي تستهدف تعزيز الحضور النسائي في الرياضات الإلكترونية، أبرزها إقامة ورش عمل تخصصية للاعبات والكوادر النسائية، تنظيم بطولات نسائية (حضورية وعن بعد)، دعم المنتخبات الوطنية النسائية، وتسجيل اللاعبات في الأندية. وترى البوسعيدي أن هذا التمكين لا يعود بالنفع على الأفراد فحسب، بل على القطاع ككل، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. كذلك تُقرّ أن الفجوة بين الجنسين في هذا القطاع بدأت تتقلص فعلاً، بفضل عوامل عديدة أبرزها زيادة الدعم المؤسسي، وتوسّع فرص التأهيل والمشاركة، وظهور نماذج نسائية ناجحة ومُلهمة. كما تشيد بالدور المتنامي للثقافة المجتمعية، وخصوصاً في سلطنة عُمان، حيث يتزايد الوعي بدور المرأة، في ظل توجّه الدولة نحو التحول الرقمي، وتمكين الشباب والنساء على حد سواء، عبر التعليم، والرعاية المؤسسية، وتكامل الأدوار بين الأسرة والمؤسسات. أما عن الرسالة التي توجهها الى الفتيات العربيات الطامحات لاحتراف الألعاب الإلكترونية أو العمل في هذا القطاع، فتعبّر البوسعيدي عن فخرها العميق بما حققته اللاعبات العُمانيات من تقدم وتطور ملحوظين، وتؤكد أن التميز يتطلب الالتزام، والانضباط، والعمل الجماعي، والدخول إلى هذا المجال بروح احترافية. وترى أن النجاح في هذا القطاع ليس حكراً على أحد، بل هو متاح لكل من يمتلك الشغف والرغبة في التعلم والتطوير. وتختم حديثها برسالة أمل وطموح، مفادها أن ما يُبنى اليوم من إنجازات ليس آنياً، بل يُمهّد لجيل جديد يحمل الراية، ويواصل التقدم في ساحات العالم الرقمية، ممثلاً وطنه، ورافعاً علمه، ليكون مصدر إلهام وفخر للأجيال المقبلة.


صدى البلد
منذ 5 أيام
- صدى البلد
تحولات في سوق العمل السعودي.. وتامر حسني يُشعل حفل كأس العالم للألعاب الإلكترونية
شهد سوق العمل في المملكة العربية السعودية تحولات استراتيجية كبرى، جعلته أحد أبرز الوجهات الجاذبة للكوادر العالمية. تامر حسني يكشف عن موعد طرح أحدث ألبوماته بدعيلكم من كل قلبي.. تامر حسني يشكر الأطباء المساهمين في عمليات ابنه شكرا على اللي عملته.. سارة وفيق تشكر تامر حسني لمساندته لها في وفاة والدتها وأفاد جمال الوصيف، مراسل "القاهرة الإخبارية" من الرياض، أن السياسات والتشريعات الحديثة التي أطلقتها وزارة العمل بالتعاون مع مختلف القطاعات، أسهمت في استقطاب استثمارات ضخمة وشركات كبرى، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030. تمكين المرأة السعودية وتوسيع فرص التوظيف أوضح التقرير أن السنوات الأخيرة شهدت قفزة ملحوظة في نوعية الوظائف المتاحة، مع تركيز خاص على توطين فرص العمل، وتمكين المرأة السعودية عبر قرارات ومبادرات شجعت على مشاركتها في سوق العمل. وتشمل هذه المبادرات توفير إجازة أمومة مدفوعة الأجر لمدة 12 أسبوعًا، ما عزز من التوازن بين الحياة المهنية والأسرية وخفض معدلات البطالة. كما أشار المراسل إلى أن قطاع العقارات شهد نقلة تنظيمية بفضل قرارات ولي العهد، مما ساهم في استقرار الأسعار وتحفيز السوق. كأس العالم للألعاب الإلكترونية ينطلق من الرياض تستعد العاصمة الرياض لاستضافة بطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية 2025، في الفترة من 7 يوليو إلى 24 أغسطس، بمشاركة نحو 2000 لاعب محترف من مختلف أنحاء العالم. وستُقام الفعاليات في أربع صالات رئيسية، إضافة إلى منطقة مخصصة للنهائيات والمهرجانات. تامر حسني يُشعل الأجواء في حفل الافتتاح في أجواء احتفالية كبرى، يُحيي الفنان المصري تامر حسني حفل افتتاح البطولة، التي تصل قيمة جوائزها إلى أكثر من 70 مليون دولار، وتتضمن منافسات لأكثر من 24 لعبة، و25 بطولة دولية، ما يجعلها أضخم حدث عالمي في تاريخ الرياضات الإلكترونية.


صدى البلد
منذ 7 أيام
- صدى البلد
غداً.. انطلاق منافسات البطولة العربية لكرة السلة للسيدات مصر 2025
تنطلق غداً الثلاثاء منافسات البطولة العربية لمنتخبات كرة السلة سيدات - مصر 2025، والتي تقام فى الفترة من 1 إلى 8 يوليو المقبل في صالات استاد القاهرة الدولي. ويشارك في البطولة 4 دول وهى كل من الجزائر وتونس والأردن بالإضافة إلى مصر المستضيفة. وأكد محمد فتحى نائب رئيس اتحاد كرة السلة، ومدير البطولة العربية أن البطولة تأتي ضمن خطة إعداد المنتخب المصري لكرة السلة للسيدات، لمنافسات البطولة الأفريقية بكوت ديفوار 2025، وزيادة الانسجام بين اللاعبين قبل بطولة أفريقيا. وأضاف فتحي أن الاتحاد العربي للعبة على ثقة تامة في مصر، في الخروج بالبطولة بالشكل الأمثل، مشددًا أن المنتخبات المشاركة قوية للغاية وهو ما ينبئ بقوة المنافسات بين الدول المشاركة.وطالب فتحي الجماهير بالحضور وتحفيز اللاعبات، لأن الحضور الجماهيري أمر مهم للغاية لإنجاح الحدث.