
كيف يرى الذكاء الاصطناعي نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
بالتزامن مع المواجهة الإسرائيلية ــ الإيرانية المستمرة، تتوقع خمسة من أصل ستة من أفضل روبوتات الذكاء الاصطناعي حرباً خفية طويلة الأمد، تتميز بغارات جوية وهجمات إلكترونية ومعارك بالوكالة، لكنها لا تصل حد الحرب الشاملة، بينما يتوقع "
تشات جي بي تي
" وحده حلّاً دبلوماسياً قريباً، مع مفاوضات واتفاق نووي.
وأجرى موقع إميرج التقني مقارنة بين أبرز روبوتات الذكاء الاصطناعي من حيث تحليل النتائج المحتملة للحرب باستخدام وظائف البحث على الويب، وتفعيل قدراتها على التفكير العميق، وجعلها تعمل بوصفها خبراء في الجغرافيا السياسية، والحرب العالمية، وصراعات الشرق الأوسط. واتفقت الروبوتات على العواقب الوخيمة للحرب الشاملة، وتردد الولايات المتحدة في التدخل المباشر، وحسابات البقاء العقلانية لدى كلا الجانبين. وشملت التحذيرات المتكررة مخاطر سوء التقدير، وضرورة الالتزام بالجدول الزمني النووي، واحتمالية قيام الجماعات بالوكالة بتصعيد غير مرغوب فيه. وراوحت توقعات الجدول الزمني بين ثلاثة أشهر وسنتين من الصراع المستمر منخفض الشدة.
في ما يلي أبرز ما توقعته روبوتات الذكاء الاصطناعي الستة حول مآلات حرب إسرائيل وإيران:
1. "جيميناي": تصعيد مطول ومُتحكّم فيه بين عام واثنين
نقل الموقع عن روبوت الدردشة جيميناي من "
غوغل
" أن الصراع سوف يظل متقلباً، وسيُعاد تقييمه مع كل ضربة، وستواصل إسرائيل استراتيجية "جزّ العشب" المتمثلة في الضربات التكتيكية المتكرّرة. وحذّر من أن الخطوط الحمراء قد تتآكل مع مرور الوقت، مما قد يزيد من خطر التصعيد غير المقصود.
2. "كلود": حملة عسكرية مستمرة
أجاب روبوت كلود من شركة أونثروبيك أن حاجة إيران إلى الرد تضاف إلى فرصة إسرائيل لاتخاذ إجراء حاسم لتسببا قتالاً ممتداً بين الطرفين، مع تحذيرات من حسابات استراتيجية خاطئة أو ضربات استباقية. وقال "كلود": "لا يمكن لإيران قبول تدهور برنامجها النووي من دون رد، بينما ترى إسرائيل أن الفرصة الحالية هي الأمثل لاتخاذ إجراء حاسم".
تكنولوجيا
التحديثات الحية
ويكيبيديا تغضب محرّريها بميزة الملخصات المولّدة بالذكاء الاصطناعي
3. "تشات جي بي تي": حل دبلوماسي
اختار روبوت تشات جي بي تي من "أوبن إيه آي" التفاؤل من خلال القول إن رد إيران المُنضبط ولجوءها إلى الأمم المتحدة يُشيران إلى تفضيل الدبلوماسية. وتوقّع مفاوضات هادئة عبر عُمان وقطر، مع اتفاق نووي مُحدّث محتمل خلال أسابيع بحسبه. وهذا هو التقييم الأكثر تفاؤلاً بين الروبوتات الستة.
4. "غروك": صراع محدود مع اشتعالات دورية بين ثلاثة وستة أشهر
ذكّر روبوت غروك من "إكس إيه آي" بأن السوابق التاريخية تفضّل تجنّب الحرب الشاملة وهيمنة الردع العقلاني. لكنه حذّر من احتمالات غير متوقعة قد تشمل ضربات عالية الخسائر أو دخول جهات فاعلة جديدة، مثل دول الخليج أو روسيا، إلى الساحة.
5. "مانوس": تصعيد مُدبَّر وحرب خفية من سنة إلى سنتين
الفكرة الرئيسية لتحليل وكيل الذكاء الاصطناعي مانوس من شركة مونيكا هي استمرار نمط الضربات الإسرائيلية المُستهدِفة وردات الفعل الإيرانية بالوكالة. وستُساعد قنوات الاتصال غير المباشرة على تجنّب سوء فهم كارثي.
6. "ديبسيك": صراع سري طويل الأمد بين إسرائيل وإيران قد يصل إلى عام
الفكرة الرئيسية التي أجاب بها روبوت ديبسيك من هاي فلاير هو كون إيران مقيدة استراتيجياً، ومن غير المرجح أن تنخرط في حرب مباشرة. وبحسبه، الحرب السيبرانية والأعمال بالوكالة سوف تشتدّ من دون تدخل عسكري أميركي مباشر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
صراع الشركات الكبرى على عباقرة الذكاء الاصطناعي
في وادي السيليكون، تنشغل ألمع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي في الحديث عما يُعرف بـ"القائمة"، وهي مجموعة منتقاة تضم أكثر الباحثين والمهندسين تميزاً وموهبة. هذه القائمة يجرى إعدادها منذ أشهر من قِبل مارك زوكربيرغ الصورة مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ مارك زوكربيرغ مبرمج إلكتروني أميركي ومؤسس موقع فيسبوك، أشهر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم، قبل أن يصبح اسمه "ميتا". أسّس "فيسبوك" مع عدد من زملائه أثناء دراسته في جامعة هارفارد عام 2004، ووصل عدد مستخدميه إلى مليار عام 2012، ووصلت ثروة مارك زوكربيرغ، وفق تقديرات فوربس، في مارس 2025 نحو 216 مليار دولار. الذي يسعى لاستقطاب هؤلاء النجوم للعمل في مشروعه الجديد في شركة ميتا . وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، تضم القائمة أسماء بارزة مثل الباحث في الرؤية الحاسوبية واللغة متعددة الوسائط لوكاس باير، والمتخصص في تقنيات التعرف التلقائي على الكلام يو تشانغ، والخبير في التعلم الآلي واسع النطاق ميشا بيلينكو. كلهم يحملون شهادات دكتوراه من جامعات عريقة مثل بيركلي وكارنيغي ميلون. معظمهم قضوا سنوات في شركات بارزة مثل "أوبن إيه آي" في سان فرانسيسكو و"ديبمايند" التابعة لـ"غوغل" في لندن، وهم في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات من العمر. هذه المواهب لم تحظَ بهذا القدر من الاهتمام والتقدير من قبل، وتحولت الآن إلى "كنوز" نادرة تتنافس عليها شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر مليارات الدولارات في الثورة المقبلة. زوكربيرغ وخطته لجذب نجوم الذكاء الاصطناعي في قلب هذا السباق المحموم في قطاع الذكاء الاصطناعي، يقود مارك زوكربيرغ حملة استقطاب لهؤلاء الباحثين الموهوبين، ويعرض حزم تعويض تصل إلى 100 مليون دولار لبعض النجوم الاستثنائيين. الهدف هو تكوين فريق "الذكاء الفائق" ، وهو مشروع يسعى لتطوير ذكاء اصطناعي متفوق على الذكاء البشري، وهو توجه طموح وجريء يعكس رغبة "ميتا" في أن تكون في طليعة السباق التكنولوجي بعد إخفاق نموذجها الأخير الذي أُطلق في إبريل/ نيسان الماضي. يشبه أحد المرشحين الذين تواصلت معهم "وول ستريت جورنال" هدف "ميتا" بـ"نقل دم" من أفضل مختبرات الذكاء الاصطناعي في البلاد إلى مختبر الشركة الجديد. لكن مجتمع الباحثين في هذا المجال محدود، والولاءات بينهم تتجاوز إطار الشركات، حيث يتبادلون المعلومات ويخططون مستقبلاً مشتركاً، ويتفاوض بعضهم ككتل، في حين يحصل آخرون على عروض مغرية للبقاء في شركاتهم الأصلية. يقود فريق "الذكاء الفائق" في "ميتا" ألكسندر وانغ، البالغ من العمر 28 عاماً، ابن فيزيائيين مهاجرين من الصين يعملان في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو. بدأ وانغ اهتمامه بريادة الأعمال منذ الصف التاسع، حين أنشأ مع صديق له مستند "غوغل" يضم أفكاراً لمشاريع ناشئة. وفي خطوة غير مسبوقة، دفعت "ميتا" هذا الشهر 14 مليار دولار مقابل حصة في شركته "سكيل إيه آي"، مما يجعل هذه الصفقة من بين الكبريات في تاريخ وادي السيليكون. أما لوكاس باير الذي انضم حديثاً إلى فريق "ميتا"، فنشأ في بلجيكا وكان يحلم بتصميم ألعاب فيديو. تخرج في الهندسة الميكانيكية، لكنه سرعان ما اتجه إلى الذكاء الاصطناعي بعد إدراكه أن الفيزياء الكمومية ليست مجاله. عندما تقدم لوظيفة مهندس برمجيات في "غوغل" قبل أكثر من عقد رفض طلبه، مما دفعه لمتابعة دراسة الدكتوراه، متخصصاً في الرؤية الحاسوبية وإدراك الروبوتات. حين بدأ مسيرته المهنية، تلقى عروضاً من معظم مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى باستثناء "ميتا" التي لم ترد عليه. لكنه اليوم يتلقى اتصالات مباشرة من مارك زوكربيرغ نفسه. بعد ست سنوات قضاها باحثاً رئيسياً في "غوغل برين" و"ديبمايند"، أسس مكتب "أوبن إيه آي" في زيورخ، قبل أن ينضم مع زملائه إلى "ميتا". كبار المسؤولين التنفيذيين، مثل سام ألتمان (أوبن إيه آي) وإيلون ماسك (إكس إيه آي) وسوندار بيتشاي (غوغل)، يشاركون مباشرة في جهود جذب الباحثين، من خلال دعوات للعب البوكر أو لقاءات عشاء خاصة. زوكربيرغ يشرف شخصياً على مجموعات دردشة مع مسؤولين في "ميتا" لمتابعة استراتيجيات التوظيف واختيار أفضل الوسائل للتواصل مع المرشحين، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال". وفي هذا السياق، فإن مختبرات بارزة مثل "أنثروبيك" و"أوبن إيه آي"، تتخذ إجراءات أمنية صارمة لحماية الاكتشافات البحثية. الباحثون يعملون في طوابق مغلقة، غالباً ما تُسدل فيها الستائر لمنع الرصد. وفي شركة "سيف سوبر إنتليجنس"، يُطلب من المتقدمين للمقابلات ترك هواتفهم داخل قفص "فاراداي" لمنع إرسال واستقبال إشارات لاسلكية، وذلك خشيةً من التجسس الصناعي. هذا القلق دفع مسؤولي "أنثروبيك" لدعوة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحدث إلى الموظفين حول المخاطر المحتملة التي قد يتعرضون لها. تكنولوجيا التحديثات الحية وادي السيليكون يتوشح بالبزة العسكرية الأميركية الاستثمار في الكفاءات البشرية مع الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي، يُعامل الباحثون اليوم كنجوم دوري كرة السلة الأميركي، إلا أن تقييم أدائهم وعائد الاستثمار منهم يختلفان بسبب غموض أبحاثهم وتعقيدها. يعتمد الرؤساء التنفيذيون على مؤشرات مثل عدد الأوراق البحثية وعدد الاقتباسات كمقياس لجودة العمل. وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإن زوكربيرغ نفسه يغوص في قراءة الأوراق البحثية، ويبحث بين سطورها عن المهندسين والعلماء الأكثر موهبة، ويشارك في مجموعات دردشة خاصة مع مسؤولي التوظيف لوضع استراتيجيات جذبهم، مع التركيز على التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو "واتساب". المهارات المطلوبة لا تقتصر على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب، بل تشمل إلماماً عميقاً بالرياضيات المتقدمة، مثل حساب التفاضل والتكامل، والجبر الخطي، ونظرية الاحتمالات، وشهادات دكتوراه من جامعات مثل بيركلي وستانفورد وكارنيغي ميلون ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث لا تتجاوز معدلات القبول 1%. ترى شركات التكنولوجيا أن دفع رواتب ضخمة لفرق الذكاء الاصطناعي هو استثمار منطقي مقارنة بالتكاليف الهائلة للبنية التحتية اللازمة لتشغيل هذه التقنيات، والتي تشمل مراكز البيانات والعتاد الإلكتروني المكلف. خلال العام الحالي، تخطط "ميتا" لاستثمار نحو 70 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، بينما تنفق "أمازون" و"مايكروسوفت" و"ألفابت" مبالغ مماثلة أو أكبر. ومع ذلك، يوضح المطلعون في هذا المجال أن الباحثين لا يجذبهم المال فقط، بل توفر الشركات الكبرى البيئة المناسبة للابتكار من خلال توفير القدرة الحاسوبية والبيانات والبنية التحتية والتجارب الحرة. التحديات على الرغم من العروض المغرية، يواجه زوكربيرغ صعوبات في جذب بعض كبار النجوم، بسبب سجل "ميتا" المتأخر في الذكاء الاصطناعي التوليدي. بعد إطلاق نموذج Llama 4 من دون ضجة كبيرة، ابتعد بعض الباحثين عن المشروع، بل وحذفوه من سيرهم الذاتية. كما لم يستطع زوكربيرغ إقناع إيليا سوتسكيفر، الشريك المؤسس لـ"أوبن إيه آي"، ومدير الأبحاث مارك تشين، بالانضمام إلى "ميتا". يتسم مجتمع الباحثين في الذكاء الاصطناعي بترابط شديد، حيث يعيش بعضهم معاً في بيوت جماعية في سان فرانسيسكو، يتبادلون الأفكار والأوراق العلمية التي قد تحمل سر الاختراق الكبير المقبل. على سبيل المثال، الطالب بيل بيبلز، الذي أتم أطروحته في بيركلي عام 2023، شكر زميله تيم بروكس على التشابه في اهتماماتهما البحثية. كلاهما انضم إلى "أوبن إيه آي"، وقادا مشروع مولّد الفيديو النصي "سورا" عام 2024، قبل أن ينتقل بروكس إلى "ديبمايند"، بينما بقي بيبلز في "أوبن إيه آي" رغم محاولات "ميتا" لاستقطابه.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
"غروك" فشل في التحقق من صحة معلومات حول حرب إيران وإسرائيل
مع تقليص منصات التكنولوجيا اعتمادها على مدققي الحقائق البشريين، يتزايد استخدام المستخدمين لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بحثاً عن معلومات موثوق بها، لكن ردودها غالباً ما تكون مضلّلة. مثلاً أظهرت دراسة أن روبوت الدردشة غروك من شركة إكس إيه آي، التي يملكها إيلون ماسك، يعاني "عيوباً" في التحقق من صحة المعلومات حول الحرب بين إسرائيل وإيران. وأفادت الدراسة الصادرة عن مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي، التابع للمجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي، بأن "التحقيق في أداء غروك خلال الأيام الأولى من الصراع الإسرائيلي الإيراني يكشف عن عيوب وقيود كبيرة في قدرة روبوت الدردشة على توفير معلومات دقيقة وموثوق بها ومتسقة خلال أوقات الأزمات". وأظهر الروبوت صعوبة في التحقق من المعلومات، بما في ذلك تلك المؤكدة مسبقاً، وتحليل الصور الزائفة، وتجنب الادعاءات غير المثبتة. وحلّل المختبر نحو 130 ألف منشور بلغات مختلفة على منصة " إكس "، حيث دُمج "غروك"، فوجد التحليل أنه يواجه صعوبة في التحقق من المحتويات المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويقول الباحثون إنه ارتكب أخطاءً سابقة في التحقق من معلومات تتعلق بأزمات مثل التصعيد العسكري الهندي الباكستاني الأخير واحتجاجات في لوس أنجليس. روبوت يغير رأيه في الدقيقة ذاتها وجدت الدراسة كذلك أنه، بعد الضربات الانتقامية الإيرانية على إسرائيل، قدّم "غروك" ردوداً متباينة تماماً على أسئلة مماثلة حول فيديو مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي لمطار مُدمّر حصد ملايين المشاهدات على "إكس". وذكرت الدراسة أن الروبوت تذبذب، أحياناً في الدقيقة نفسها، بين إنكار تدمير المطار وتأكيد تضرّره من الضربات. وفي بعض الردود، أشار إلى صاروخ أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن كمصدر للضرر. وفي ردود أخرى، أخطأ في تحديد المطار المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي وقال إنه مطار في بيروت وغزة وطهران. تكنولوجيا التحديثات الحية توفير روبوت الدردشة غروك على "تليغرام" بعد اتفاق مع "إكس إيه آي" "غروك" لا يميز بين الحقيقة والفبركة عندما شارك المستخدمون مقطع فيديو آخر مُولّداً بالذكاء الاصطناعي يُصوّر مباني تنهار بعد غارة إيرانية مزعومة على تل أبيب، ردّ "غروك" بأنه يبدو حقيقياً. وعندما سأل المستخدمون حسابات "إكس" المُدارة بالذكاء الاصطناعي لشركتي الذكاء الاصطناعي "بيربليكسيتي" و"غروك" عن صحة مزاعم كاذبة، مفادها بأن الصين أرسلت طائرات شحن عسكرية إلى طهران لتقديم الدعم، أجابت خطأً بأن هذه المزاعم صحيحة، وفقاً لمنظمة نيوزغارد المُختصة بمراقبة المعلومات المُضلّلة. وفي الشهر الماضي، أثار "غروك" انتقادات واسعة لإدراجه نظرية "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب أفريقيا، وهي نظرية مؤامرة يمينية متطرفة، في استفسارات غير ذات صلة. وأرجعت "إكس إيه آي" سبب الرد إلى "تعديل غير مصرح به"، لكن سبق أن روّج ماسك لادعاء لا أساس له من الصحة بأن قادة جنوب أفريقيا "يدفعون علناً نحو الإبادة الجماعية" للبيض.


العربي الجديد
منذ 4 أيام
- العربي الجديد
هل اقتربنا من "موت الإنترنت"؟
في عام 2022، أصدرت الشرطة الأوروبية تقريراً بعنوان "مواجهة الحقيقة؟ تطبيق القانون وتحدي التزييف العميق"، واقتبس منه لاحقاً موقع عبارة مفادها "الخبراء يقدرون أن نحو 90% من المحتوى الرقمي سيكون مولداً اصطناعياً في غضون عام 2026". المفارقة الأولى أن هذا الاقتباس لم نجده في التقرير، وربما هذا ما قربنا خطوة نحو نظرية "الإنترنت الميت" التي تُصنف على أنها نظرية مؤامرة، بدأت في النصف الثاني من مطلع الألفية. النظرية تفترض أنه بسبب تطور الذكاء الاصطناعي والمحتوى المزيف، سيفقد الإنترنت مصداقيته بوصفه مصدر معلومات، وسينتهي الأمر بهجرانه كلياً منهلاً للمعرفة، لأننا سنكون أمام محتوى لانهائي يولده الذكاء الاصطناعيّ، محتوى المفترض أن يهيمن العام المقبل، لكن المؤشرات تقول إن "موت الإنترنت" قد يكون أقرب. يبدو أن أول منصة قد تدخل "الموت" هي Pinterest، تطبيق الصور الشهير الذي عانى مستخدموه بكثرة انتشار المحتوى المزيف الذي هيمن عليه، ما دفع المنصة إلى محاولة مواجهة المشكلة تحت اسم "الشفافية" عبر إطلاق تاغ أو تصنيف للصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي، ما يتيح تفاديها أو عدم رؤيتها. لكن، قبل ذلك، عانت المنصة نفسها مشكلة طرد المستخدمين وحجبهم. والسبب، خطأ في الذكاء الاصطناعي المسؤول عن تصنيف الصور. يتزامن هذا التفسير مع كم البروباغاندا والصور والأخبار المزيفة التي بدأت منذ الحرب على أوكرانيا وتضاعفت مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، الأمر الذي وصفه جان كلود غولدستاين، المدير التنفيذي لشركة CREOpoint المختصة بتقييم المصداقية الرقمية بأنه "سيصبح أسوأ، قبل أن يتحسن". هذا التصريح كان في عام 2023، ويبدو أن غولدستاين، لم يتوقع أن يشارك دونالد ترامب فيديو مولّداً بالذكاء الاصطناعي عن تحويل غزة إلى منتج سياحيّ كبير. تنامت الظاهرة في الآونة الأخيرة مع انتشار الـBrain rot، والـAI Slop. ملايين الفيديوهات عن كائنات غريبة ومحادثات هاتف مزورة بهدف الضحك. وفيديوهات للمشاهير تتغير فيها أشكالهم، بل حتى فيديوهات لانمساخات كافكاوية، يتحول فيها أحدهم إلى شطيرة مثلاً. نحن أمام محتوى مولّد عبر الذكاء الاصطناعي، ازداد بعد ظهور "تشات جي بي تي". محتوى وصف بأنه "يخنق الإنترنت"، وأصبح تفاديه أصعب منذ قرّرت "ميتا" التخفيف من شروط الرقابة على المحتوى. الحروب والأحداث التي تشهدها المنطقة وما ترافق معها من صور وفيديوهات مزيفة وأخرى مولّدة عبر الذكاء الاصطناعي، ربما تسرع في هذه موت الإنترنت، خصوصاً أن عمليات التحقق من الزائف والمولّد بالذكاء الاصطناعي ونتائج هذا التحقق، لا تنال الانتشار نفسه ولا الشهرة نفسها التي تنالها الصورة المزيفة. والمثال الأبرز هو صورة البابا فرانسيس وهو يرتدي معطفاً لافتاً للانتباه، وتم تداولها لفترة قبل نفي صحتها. اللافت أن من ولّد الصورة لم يكن رجل دعاية، أو منظمة سياسية أو دينية، بل بابلو إكزافييه، عامل بناء من شيكاغو، كان يتسلى من دون أي هدف. الملاحظ إذن أن مصدر الفيديوهات المزيفة لا يهدد انتشارها ولا كميتها، بل يهدد علاقتنا بـ "الإنترنت" نفسه، بل يمكن القول إن منصات التواصل الاجتماعي بأنواعها، تحولت إلى ساحات حروب حقيقية، تخوضها دول وحكومات ومشاهير، ضمن ما يمكن تسميته بالـHypnocracy، أو الحكم عبر التنويم المغناطيسي، عبر بث عدد لانهائي من العلامات والصور التي تصل قدرتها التأثيرية حد تنويمنا مغناطيسياً. أحد أعراض هذا الشكل من "الحكم" هو ما يسمى الـDoom scrolling، أي إمضاء ساعات طويلة في تصفح الريلات، الآلاف منها الحقيقية والمزيفة والمصممة بدقة، كي "تستعمر" انتباهنا. تكنولوجيا التحديثات الحية تسريب 16 مليار كلمة مرور يضع ملايين مستخدمي الإنترنت في خطر يبدو أن أول خطوة أبعد نحو " موت الإنترنت" بدأت مع "غوغل"، الذي بدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر ملخصات عن نتائج البحث في كل صفحة، ما يعني أن المستخدم لن يضغط على الرابط ليقرأ، وسيكتفي بالملخص، ما يشير إلى أن الانتباه الآن محط صراع حتى قبل "استعماره". منذ لحظة البحث الأولى، تختصر عملية التصفح إلى قراءة ملخّص سريع عما نريد، عملية تدفع الإنترنت أكثر نحو "المقبرة"، ولعلّها تعيد إلينا السيادة على انتباهنا.