
هل اقتربنا من "موت الإنترنت"؟
النظرية تفترض أنه بسبب تطور
الذكاء الاصطناعي
والمحتوى المزيف، سيفقد الإنترنت مصداقيته بوصفه مصدر معلومات، وسينتهي الأمر بهجرانه كلياً منهلاً للمعرفة، لأننا سنكون أمام محتوى لانهائي يولده الذكاء الاصطناعيّ، محتوى المفترض أن يهيمن العام المقبل، لكن المؤشرات تقول إن "موت الإنترنت" قد يكون أقرب.
يبدو أن أول منصة قد تدخل "الموت" هي Pinterest، تطبيق الصور الشهير الذي عانى مستخدموه بكثرة انتشار المحتوى المزيف الذي هيمن عليه، ما دفع المنصة إلى محاولة مواجهة المشكلة تحت اسم "الشفافية" عبر إطلاق تاغ أو تصنيف للصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي، ما يتيح تفاديها أو عدم رؤيتها. لكن، قبل ذلك، عانت المنصة نفسها مشكلة طرد المستخدمين وحجبهم. والسبب، خطأ في الذكاء الاصطناعي المسؤول عن تصنيف الصور.
يتزامن هذا التفسير مع كم البروباغاندا والصور والأخبار المزيفة التي بدأت منذ الحرب على أوكرانيا وتضاعفت مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، الأمر الذي وصفه جان كلود غولدستاين، المدير التنفيذي لشركة CREOpoint المختصة بتقييم المصداقية الرقمية بأنه "سيصبح أسوأ، قبل أن يتحسن". هذا التصريح كان في عام 2023، ويبدو أن غولدستاين، لم يتوقع أن يشارك دونالد ترامب فيديو مولّداً بالذكاء الاصطناعي عن تحويل غزة إلى منتج سياحيّ كبير.
تنامت الظاهرة في الآونة الأخيرة مع انتشار الـBrain rot، والـAI Slop. ملايين الفيديوهات عن كائنات غريبة ومحادثات هاتف مزورة بهدف الضحك. وفيديوهات للمشاهير تتغير فيها أشكالهم، بل حتى فيديوهات لانمساخات كافكاوية، يتحول فيها أحدهم إلى شطيرة مثلاً. نحن أمام محتوى مولّد عبر الذكاء الاصطناعي، ازداد بعد ظهور "تشات جي بي تي". محتوى وصف بأنه "يخنق الإنترنت"، وأصبح تفاديه أصعب منذ قرّرت "ميتا" التخفيف من شروط الرقابة على المحتوى.
الحروب والأحداث التي تشهدها المنطقة وما ترافق معها من صور وفيديوهات مزيفة وأخرى مولّدة عبر الذكاء الاصطناعي، ربما تسرع في هذه موت الإنترنت، خصوصاً أن عمليات التحقق من الزائف والمولّد بالذكاء الاصطناعي ونتائج هذا التحقق، لا تنال الانتشار نفسه ولا الشهرة نفسها التي تنالها الصورة المزيفة. والمثال الأبرز هو صورة البابا فرانسيس وهو يرتدي معطفاً لافتاً للانتباه، وتم تداولها لفترة قبل نفي صحتها. اللافت أن من ولّد الصورة لم يكن رجل دعاية، أو منظمة سياسية أو دينية، بل بابلو إكزافييه، عامل بناء من شيكاغو، كان يتسلى من دون أي هدف.
الملاحظ إذن أن مصدر الفيديوهات المزيفة لا يهدد انتشارها ولا كميتها، بل يهدد علاقتنا بـ "الإنترنت" نفسه، بل يمكن القول إن منصات التواصل الاجتماعي بأنواعها، تحولت إلى ساحات حروب حقيقية، تخوضها دول وحكومات ومشاهير، ضمن ما يمكن تسميته بالـHypnocracy، أو الحكم عبر التنويم المغناطيسي، عبر بث عدد لانهائي من العلامات والصور التي تصل قدرتها التأثيرية حد تنويمنا مغناطيسياً. أحد أعراض هذا الشكل من "الحكم" هو ما يسمى الـDoom scrolling، أي إمضاء ساعات طويلة في تصفح الريلات، الآلاف منها الحقيقية والمزيفة والمصممة بدقة، كي "تستعمر" انتباهنا.
تكنولوجيا
التحديثات الحية
تسريب 16 مليار كلمة مرور يضع ملايين مستخدمي الإنترنت في خطر
يبدو أن أول خطوة أبعد نحو " موت الإنترنت" بدأت مع "غوغل"، الذي بدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر ملخصات عن نتائج البحث في كل صفحة، ما يعني أن المستخدم لن يضغط على الرابط ليقرأ، وسيكتفي بالملخص، ما يشير إلى أن الانتباه الآن محط صراع حتى قبل "استعماره". منذ لحظة البحث الأولى، تختصر عملية التصفح إلى قراءة ملخّص سريع عما نريد، عملية تدفع الإنترنت أكثر نحو "المقبرة"، ولعلّها تعيد إلينا السيادة على انتباهنا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
زوكربيرغ يكشف عن فريق "الذكاء الفائق"
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، عن تأسيس فريق جديد تحت اسم "مختبرات ميتا للذكاء الفائق" لقيادة أعمال الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في مذكرة داخلية وجّهها إلى موظفيه، وكشفت عن تفاصيلها "بلومبيرغ" و"سي إن بي سي" الاثنين. وقال زوكربيرغ في المذكرة إن "ميتا" بدأت العمل على تطوير الجيل المقبل من نماذج الذكاء الاصطناعي، وأضاف أنه "مع تسارع وتيرة التقدم في هذا المجال، بدأ تطوير الذكاء الفائق يلوح في الأفق. أعتقد أن هذه ستكون بداية حقبة جديدة للبشرية، وأنا ملتزم تماماً بتمكين شركة ميتا من الريادة في هذا المجال". وأوضح أن المشروع الجديد سيجمع تحت مظلتها فرق المنتجات والمؤسسات ومجموعة FAIR البحثية، إلى جانب مختبر جديد مخصص لتطوير النماذج المتقدمة. وسيتولى الرئيس التنفيذي السابق لشركة سكيل إيه آي، ألكسندر وانغ، قيادة الفريق الجديد بصفته رئيس الذكاء الاصطناعي في "ميتا"، بعدما انضم إلى "ميتا" في صفقة بمليارات الدولارات خلال الأسابيع الأخيرة. وذكرت "بلومبيرغ" أن الرئيس التنفيذي السابق لشركة غيتهاب، نات فريدمان، سيتعاون مع وانغ في قيادة المشروع. كما أعلنت "ميتا" عن تعيين 11 موظفاً جديداً من الخبراء في الذكاء الاصطناعي، بينهم موظفون سابقون في شركات أنثروبيك وغوغل وأوبن إيه آي. تسعى "ميتا" لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي مقارنة بشركات منافسة، إذ قدّم زوكربيرغ عروض توظيف ضخمة تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات لجذب المواهب. كما أجرت الشركة محادثات للاستحواذ على شركات ناشئة في هذا المجال، بينها مختبر "الآلات الفكرية" التابع لميرا موراتي، و"بيربليكسيتي"، وشركة "الذكاء الخارق الآمن" التي أسسها إيليا سوتسكيفر، غير أن أياً من هذه المحادثات لم يصل إلى مرحلة العرض الرسمي. ويرى كبار الباحثين أن "الذكاء الفائق" هو مستقبل الذكاء الاصطناعي. وصرحت "أوبن إيه آي" و"غوغل" وغيرهما من الشركات بأن الهدف المباشر هو بناء "ذكاء اصطناعي عام" (A.G.I)، وهو اختصار لآلة قادرة على القيام بكل ما يستطيع الدماغ البشري القيام به، و"الذكاء الفائق"، إذا أمكن تطويره، سيتجاوز "الذكاء الاصطناعي العام" في قوته.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
هل يستخدم "ميتا إيه آي" صورك من الهاتف؟
يبدو أنّ شركة ميتا تطمع في الحصول على صور المستخدمين كلّها، بما في ذلك السرية منها وغير المنشورة، من أجل استخدام محتمل لتدريب ذكائها الاصطناعي "ميتا إيه آي". وعند فتح المستخدمين لتطبيق " فيسبوك " على هواتفهم واختيار إضافة صورة أو فيديو من ألبوم الكاميرا إلى قصصهم، تظهر شاشة تسألهم عمّا إذا كانوا يرغبون في الاشتراك في "المعالجة السحابية للحصول على أفكار إبداعية من ألبوم الكاميرا". شروط "ميتا إيه آي" بحسب موقع تك كرانتش التقني، تقول النافذة المنبثقة: "أفضل ما في ألبوم صورك، مُختار بعناية لك: احصل على أفكار مثل الكولاجات، والملخصات، وإعادة تصميم الذكاء الاصطناعي ، أو سمات مثل أعياد الميلاد أو التخرج. ولإنشاء أفكار لك، سنختار المحتوى من ألبوم صورك ونرفعها إلى سحابتنا باستمرار، بناءً على معلومات مثل الوقت، والموقع، والسمات. أنت وحدك من يرى هذه الاقتراحات. لن يُستخدم محتواك للاستهداف بالإعلانات. سنتحقق منها لأغراض السلامة والنزاهة". وبالنقر على "السماح"، يوافق المستخدم على شروط "ميتا إيه آي"، وهي قائمة طويلة لا يقرأها عادة، لهذا قد لا ينتبه إلى أن الذكاء الاصطناعي ميتا إيه آي يحلّل المحتوى وملامح الوجه، ويستخدم معلومات مثل التاريخ ووجود الأشخاص أو الأشياء في هذه المحتويات. اقتصاد دولي التحديثات الحية "ميتا" تسعى لجمع 29 مليار دولار لتمويل مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي "ميتا" تردّ نقل "تك كرانتش" عن متحدثة باسم "ميتا" أن هذا الاختبار لا يُستَخدم لتدريب الذكاء الاصطناعي، بالرغم من شروط الشركة التي تسمح بذلك، وأوضحت أنه "نستكشف طرقاً لتسهيل مشاركة المحتوى على فيسبوك من خلال اختبار اقتراحات المحتوى الجاهز للمشاركة والمُختار بعناية من ألبوم صور المستخدم. هذه الاقتراحات متاحة للاشتراك فقط، وتُعرض لك فقط، ما لم تُقرّر مشاركتها، ويمكن إيقافها في أي وقت. قد تُستَخدَم وسائط عرض الصور لتحسين هذه الاقتراحات، ولكنّها لا تُستخدم لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي في هذا الاختبار". وأفاد "تك كرانتش" بأن "فيسبوك" يختبر حالياً الاقتراحات في الولايات المتحدة وكندا، ولكن من الواضح أن النافذة المنبثقة لم يلاحظها جميع المستخدمين.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
صراع الشركات الكبرى على عباقرة الذكاء الاصطناعي
في وادي السيليكون، تنشغل ألمع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي في الحديث عما يُعرف بـ"القائمة"، وهي مجموعة منتقاة تضم أكثر الباحثين والمهندسين تميزاً وموهبة. هذه القائمة يجرى إعدادها منذ أشهر من قِبل مارك زوكربيرغ الصورة مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ مارك زوكربيرغ مبرمج إلكتروني أميركي ومؤسس موقع فيسبوك، أشهر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم، قبل أن يصبح اسمه "ميتا". أسّس "فيسبوك" مع عدد من زملائه أثناء دراسته في جامعة هارفارد عام 2004، ووصل عدد مستخدميه إلى مليار عام 2012، ووصلت ثروة مارك زوكربيرغ، وفق تقديرات فوربس، في مارس 2025 نحو 216 مليار دولار. الذي يسعى لاستقطاب هؤلاء النجوم للعمل في مشروعه الجديد في شركة ميتا . وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، تضم القائمة أسماء بارزة مثل الباحث في الرؤية الحاسوبية واللغة متعددة الوسائط لوكاس باير، والمتخصص في تقنيات التعرف التلقائي على الكلام يو تشانغ، والخبير في التعلم الآلي واسع النطاق ميشا بيلينكو. كلهم يحملون شهادات دكتوراه من جامعات عريقة مثل بيركلي وكارنيغي ميلون. معظمهم قضوا سنوات في شركات بارزة مثل "أوبن إيه آي" في سان فرانسيسكو و"ديبمايند" التابعة لـ"غوغل" في لندن، وهم في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات من العمر. هذه المواهب لم تحظَ بهذا القدر من الاهتمام والتقدير من قبل، وتحولت الآن إلى "كنوز" نادرة تتنافس عليها شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر مليارات الدولارات في الثورة المقبلة. زوكربيرغ وخطته لجذب نجوم الذكاء الاصطناعي في قلب هذا السباق المحموم في قطاع الذكاء الاصطناعي، يقود مارك زوكربيرغ حملة استقطاب لهؤلاء الباحثين الموهوبين، ويعرض حزم تعويض تصل إلى 100 مليون دولار لبعض النجوم الاستثنائيين. الهدف هو تكوين فريق "الذكاء الفائق" ، وهو مشروع يسعى لتطوير ذكاء اصطناعي متفوق على الذكاء البشري، وهو توجه طموح وجريء يعكس رغبة "ميتا" في أن تكون في طليعة السباق التكنولوجي بعد إخفاق نموذجها الأخير الذي أُطلق في إبريل/ نيسان الماضي. يشبه أحد المرشحين الذين تواصلت معهم "وول ستريت جورنال" هدف "ميتا" بـ"نقل دم" من أفضل مختبرات الذكاء الاصطناعي في البلاد إلى مختبر الشركة الجديد. لكن مجتمع الباحثين في هذا المجال محدود، والولاءات بينهم تتجاوز إطار الشركات، حيث يتبادلون المعلومات ويخططون مستقبلاً مشتركاً، ويتفاوض بعضهم ككتل، في حين يحصل آخرون على عروض مغرية للبقاء في شركاتهم الأصلية. يقود فريق "الذكاء الفائق" في "ميتا" ألكسندر وانغ، البالغ من العمر 28 عاماً، ابن فيزيائيين مهاجرين من الصين يعملان في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو. بدأ وانغ اهتمامه بريادة الأعمال منذ الصف التاسع، حين أنشأ مع صديق له مستند "غوغل" يضم أفكاراً لمشاريع ناشئة. وفي خطوة غير مسبوقة، دفعت "ميتا" هذا الشهر 14 مليار دولار مقابل حصة في شركته "سكيل إيه آي"، مما يجعل هذه الصفقة من بين الكبريات في تاريخ وادي السيليكون. أما لوكاس باير الذي انضم حديثاً إلى فريق "ميتا"، فنشأ في بلجيكا وكان يحلم بتصميم ألعاب فيديو. تخرج في الهندسة الميكانيكية، لكنه سرعان ما اتجه إلى الذكاء الاصطناعي بعد إدراكه أن الفيزياء الكمومية ليست مجاله. عندما تقدم لوظيفة مهندس برمجيات في "غوغل" قبل أكثر من عقد رفض طلبه، مما دفعه لمتابعة دراسة الدكتوراه، متخصصاً في الرؤية الحاسوبية وإدراك الروبوتات. حين بدأ مسيرته المهنية، تلقى عروضاً من معظم مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى باستثناء "ميتا" التي لم ترد عليه. لكنه اليوم يتلقى اتصالات مباشرة من مارك زوكربيرغ نفسه. بعد ست سنوات قضاها باحثاً رئيسياً في "غوغل برين" و"ديبمايند"، أسس مكتب "أوبن إيه آي" في زيورخ، قبل أن ينضم مع زملائه إلى "ميتا". كبار المسؤولين التنفيذيين، مثل سام ألتمان (أوبن إيه آي) وإيلون ماسك (إكس إيه آي) وسوندار بيتشاي (غوغل)، يشاركون مباشرة في جهود جذب الباحثين، من خلال دعوات للعب البوكر أو لقاءات عشاء خاصة. زوكربيرغ يشرف شخصياً على مجموعات دردشة مع مسؤولين في "ميتا" لمتابعة استراتيجيات التوظيف واختيار أفضل الوسائل للتواصل مع المرشحين، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال". وفي هذا السياق، فإن مختبرات بارزة مثل "أنثروبيك" و"أوبن إيه آي"، تتخذ إجراءات أمنية صارمة لحماية الاكتشافات البحثية. الباحثون يعملون في طوابق مغلقة، غالباً ما تُسدل فيها الستائر لمنع الرصد. وفي شركة "سيف سوبر إنتليجنس"، يُطلب من المتقدمين للمقابلات ترك هواتفهم داخل قفص "فاراداي" لمنع إرسال واستقبال إشارات لاسلكية، وذلك خشيةً من التجسس الصناعي. هذا القلق دفع مسؤولي "أنثروبيك" لدعوة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحدث إلى الموظفين حول المخاطر المحتملة التي قد يتعرضون لها. تكنولوجيا التحديثات الحية وادي السيليكون يتوشح بالبزة العسكرية الأميركية الاستثمار في الكفاءات البشرية مع الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي، يُعامل الباحثون اليوم كنجوم دوري كرة السلة الأميركي، إلا أن تقييم أدائهم وعائد الاستثمار منهم يختلفان بسبب غموض أبحاثهم وتعقيدها. يعتمد الرؤساء التنفيذيون على مؤشرات مثل عدد الأوراق البحثية وعدد الاقتباسات كمقياس لجودة العمل. وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإن زوكربيرغ نفسه يغوص في قراءة الأوراق البحثية، ويبحث بين سطورها عن المهندسين والعلماء الأكثر موهبة، ويشارك في مجموعات دردشة خاصة مع مسؤولي التوظيف لوضع استراتيجيات جذبهم، مع التركيز على التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو "واتساب". المهارات المطلوبة لا تقتصر على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب، بل تشمل إلماماً عميقاً بالرياضيات المتقدمة، مثل حساب التفاضل والتكامل، والجبر الخطي، ونظرية الاحتمالات، وشهادات دكتوراه من جامعات مثل بيركلي وستانفورد وكارنيغي ميلون ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث لا تتجاوز معدلات القبول 1%. ترى شركات التكنولوجيا أن دفع رواتب ضخمة لفرق الذكاء الاصطناعي هو استثمار منطقي مقارنة بالتكاليف الهائلة للبنية التحتية اللازمة لتشغيل هذه التقنيات، والتي تشمل مراكز البيانات والعتاد الإلكتروني المكلف. خلال العام الحالي، تخطط "ميتا" لاستثمار نحو 70 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، بينما تنفق "أمازون" و"مايكروسوفت" و"ألفابت" مبالغ مماثلة أو أكبر. ومع ذلك، يوضح المطلعون في هذا المجال أن الباحثين لا يجذبهم المال فقط، بل توفر الشركات الكبرى البيئة المناسبة للابتكار من خلال توفير القدرة الحاسوبية والبيانات والبنية التحتية والتجارب الحرة. التحديات على الرغم من العروض المغرية، يواجه زوكربيرغ صعوبات في جذب بعض كبار النجوم، بسبب سجل "ميتا" المتأخر في الذكاء الاصطناعي التوليدي. بعد إطلاق نموذج Llama 4 من دون ضجة كبيرة، ابتعد بعض الباحثين عن المشروع، بل وحذفوه من سيرهم الذاتية. كما لم يستطع زوكربيرغ إقناع إيليا سوتسكيفر، الشريك المؤسس لـ"أوبن إيه آي"، ومدير الأبحاث مارك تشين، بالانضمام إلى "ميتا". يتسم مجتمع الباحثين في الذكاء الاصطناعي بترابط شديد، حيث يعيش بعضهم معاً في بيوت جماعية في سان فرانسيسكو، يتبادلون الأفكار والأوراق العلمية التي قد تحمل سر الاختراق الكبير المقبل. على سبيل المثال، الطالب بيل بيبلز، الذي أتم أطروحته في بيركلي عام 2023، شكر زميله تيم بروكس على التشابه في اهتماماتهما البحثية. كلاهما انضم إلى "أوبن إيه آي"، وقادا مشروع مولّد الفيديو النصي "سورا" عام 2024، قبل أن ينتقل بروكس إلى "ديبمايند"، بينما بقي بيبلز في "أوبن إيه آي" رغم محاولات "ميتا" لاستقطابه.