
الورقة الأمنية.. وجه آخر للعدوان الصهيو-أميركي على اليمن
ويكفي أن نعلم أن المدعو حنتوس يتبنّى المذهب السلفي المتطرف، الذي أثبت انحيازه للصهاينة في كل مواقفهم، ويرى منظّروه أن اليهودية أقرب إليهم من الإسلام. ويظهر ذلك من خلال إيمانهم بقتل وإبادة كل المسلمين، والعمل على تمزيق الأمة بالفتن الطائفية، كما نرى حاليًّا في سورية، وكل ذلك بإشراف واشنطن والكيان الصهيوني، إضافة إلى الممالك الخليجية التي تتحمّل مسؤولية تأسيس الجماعات السلفية وتمويلها.
وكما هو معروف، فإن النظام السعودي لا يؤمن بخيارات الأمة الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني، ولطالما وقف حجر عثرة في وجه أي مشروع ديني أو غير ديني يهدف إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة، سواء في فلسطين أو غيرها. وليس تمويله للجماعات السلفية في اليمن لضرب الوحدة الوطنية بجديد على تاريخه التآمري على الأمة لصالح المحتل الصهيو-أمريكي. يضاف إلى ذلك أن النظام السعودي يكنّ عداءً خاصًّا لليمن منذ تأسيسه، ويرى في وحدة اليمن واستقلاله وقوته خطرًا وجوديًّا عليه، واليوم تتقاطع مصالحه مع مصالح الصهيونية العالمية في كثير من المواقف، آخرها تصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان 'صفقة القرن'. ومن يتاجر بفلسطين، فلن يبخل على اليمن بمثلها من المؤامرات.
والغريب أن كل التنظيمات الموالية للعدوان السعودي-الإماراتي دعمت الفتنة السلفية في ريمة، رغم أن الكثير من تلك التنظيمات يبدي مقتَه للتطرف السلفي في العلن، مما يؤكد أن إجماعها لا يكون إلا بتوجيهات غربية ملزمة، كما حدث عشية تأييدها للعدوان على الوطن في مارس 2015، حين توحد اليساري الملحد مع الإخواني المتأسلم إلى جانب السلفي المتطرف في مشروع واحد يخدم الصهيونية العالمية.
ولو تُركت تلك التنظيمات على حالها، لما توحدت ولا أجمعت على موقف أبدًا، لكنّ غريزة العمالة مقابل المال، وحب الخيانة، طغت على حقيقة انتماءاتهم المزعومة. فقد تحالف الاشتراكي مع من كفّروه في حرب 94، ووضع الناصري يده في يد قتلة الشهيد إبراهيم الحمدي، وخنع 'العفاشي' مجددًا لمن أحرقوا 'عفاش' وشرّدوه عام 2011. ولا جامع مشترك بينهم سوى المال السعودي والعمالة للمشاريع الأمريكية.
وقد اتضحت الرؤية أكثر بعد 'طوفان الأقصى'، حين أجمع أولئك على ما دعتهم إليه السفارة الأمريكية من تحريم نصرة الشعب الفلسطيني، حتى بالمظاهرات والتضامن الشعبي. ولن يتحرك مثل هؤلاء إلا في مشاريع تآمرية مناهضة للأمة الإسلامية وقضاياها القومية.
والتعامل معهم لا يكون بالتسامح مع دعواتهم الفتنوية، بل بفضح مؤامراتهم وكشف حقيقتهم للأمة، وعدم التساهل مع مخططاتهم التدميرية. فالتركيز اليوم يجب أن يكون على الملف الأمني، والحرب على اليمن أخلاقية بامتياز، وهي تتطلب من جميع الخونة التخلي عن أي معايير أخلاقية لضرب وحدة اليمن والتشويش على مواقفه المشرّفة تجاه القضايا القومية، وعلى رأسها ما يحدث في فلسطين.
والحق واضح للجميع، ومن يُعرض عنه فإنما يفعل ذلك لأن له مصلحة في تلك المعارضة، كما هو حال أغلب المنافقين على اختلاف تسمياتهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
زوجة الشيخ "حنتوس" ترفض العلاج في مناطق الحوثيين وتنتقل إلى تعز
زوجة الشيخ "حنتوس" ترفض العلاج في مناطق الحوثيين وتنتقل إلى تعز المجهر - متابعة خاصة الثلاثاء 08/يوليو/2025 - الساعة: 8:25 م رفضت فاطمة المسوري، أرملة الشيخ صالح حنتوس، تلقي العلاج في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، متهمة إياها بمحاولة تصفيتها بعد اغتيال زوجها داخل منزله بمحافظة ريمة، في هجوم مسلح أثار موجة غضب واسعة. وفي أول تصريح لها بعد نجاتها من الهجوم، قالت المسوري إنها رفضت العلاج في مستشفى تديره الجماعة خشية تعرضها للقتل، مؤكدة أنها انتقلت إلى مدينة تعز لتلقي العلاج في منطقة "آمنة"، على حد وصفها. وأضافت في مقابلة تلفزيونية: "رفضت العلاج لدى الحوثيين لأنهم قتلوا زوجي أمام عيني واقتحموا منزلنا بوحشية. قالوا إنني أحاول الانتحار، فقلت لهم: أنتم من تحاولون قتلي، لا أنتحر". وأسفر الهجوم، الذي وقع مطلع يونيو الجاري، عن مقتل الشيخ صالح حنتوس (70 عامًا)، أحد مشايخ محافظة ريمة ومعلمي القرآن الكريم، فيما أُصيبت زوجته بجروح بالغة. ووصفت المسوري الاقتحام بأنه "هجوم عنيف بلا مبرر"، مشيرة إلى أن أكثر من 2000 عنصر من الحوثيين مدعومين بـ150 آلية عسكرية شاركوا في الهجوم على منزل لا يضم سوى "شيخ مسن وامرأتين". الجريمة أثارت موجة استنكار في الأوساط الشعبية والحقوقية، وسط مطالبات بفتح تحقيق مستقل في الحادثة، ووقف انتهاكات الحوثيين المتكررة بحق المدنيين، والتي تشمل الاقتحامات والاغتيالات داخل المنازل في مناطق سيطرتهم. تابع المجهر نت على X #زوجة الشيخ حنتوس #مناطق الحوثيين #جماعة الحوثي #محافظة تعز


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
فرنسا تشدد قبضتها على الإخوان.. هل بدأت المواجهة الفكرية؟
المرسى- متابعات في خطوة وُصفت بأنها 'الأكثر حسماً' منذ سنوات، أعلن مجلس الدفاع والأمن القومي الفرنسي، برئاسة إيمانويل ماكرون، عن حزمة جديدة من الإجراءات الهادفة إلى تشديد القيود على جماعة الإخوان في فرنسا. وتُعد هذه الخطوة، بحسب الخبراء، بمثابة المرحلة الثالثة من سياسة الدولة الفرنسية لمواجهة ما تسميه 'الانعزالية الإسلامية'. وفي حديثه لـ'سكاي نيوز عربية'، أكد أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس رامي خليفة العلي، أن المرحلة الجديدة تتجاوز المعالجة الأمنية إلى مواجهة الإيديولوجيا التي تقوم عليها الجماعات المتطرفة. وقال العلي: 'نحن نشهد اليوم انتقالاً من المواجهة الأمنية والتنظيمية إلى البعد الأيديولوجي، وهو الأكثر تعقيداً، لأنه لا يرتبط بضرورة وجود علاقة مباشرة بين هذه الجمعيات وتنظيمات إرهابية، بل يكفي أن تنشر أفكاراً متطرفة لتصبح تحت رقابة الدولة'. وأضاف أن مواجهة الدولة الفرنسية مع 'الإخوان' بدأت بعد هجمات باريس عام 2015، ومرت بثلاث مراحل: المواجهة الأمنية والاستخباراتية، استهداف البنية التنظيمية وسحب التراخيص، المعركة الفكرية ضد الأيديولوجيا المتطرفة. وأشار العلي إلى أن هناك اختراقاً إخوانياً للمجتمع الفرنسي عبر واجهات جمعوية واجتماعية، واصفاً التقرير الحكومي الأخير الذي صدر قبل نحو شهر بـ'الخطير'، حيث أكد على تغلغل الجماعة في مفاصل الدولة الفرنسية. وأوضح العلي أن هذا التحرك جاء رغم تردد السلطات الفرنسية في السابق بسبب مخاوف من المساس بالحريات أو اتهام الحكومة بالتحامل على المسلمين. لكن مع تزايد التهديد الإيديولوجي، دعا الرئيس ماكرون إلى حوار وطني مع الجالية المسلمة في الخريف القادم، لتأكيد أن الإجراءات لا تستهدف الإسلام بل الجماعات الراديكالية. وأكد العلي أن الحكومة الفرنسية تسعى اليوم لـ'المشاركة في صياغة الإيديولوجيا الجمهورية' من خلال برامج لإعداد الأئمة، ومواجهة التمويل المشبوه، والخطاب الديني المتشدد، والكتب التي تحض على الكراهية. 'نحن أمام تحول جذري'، يقول العلي، مضيفاً: 'حتى لو لم تكن هناك صلة تنظيمية، فإن مجرد نشر قيم تتعارض مع قيم الجمهورية كالمساواة بين الجنسين أو العلمانية، سيضع الجمعيات تحت مجهر السلطات'. وعن موقف الجالية المسلمة، يرى العلي أن الموقف ليس موحداً، فـ'لا يوجد طابع عام للجالية الإسلامية، بل تيارات فكرية متعددة'، لكنه أشار إلى أن أغلبية الجالية ملتزمة بالقانون وتشعر بالارتياح لإجراءات تفصل بين الإسلام والتطرف، رغم مخاوف من استغلال القوانين من قبل اليمين المتطرف. ويحذر العلي من أن هذه الإجراءات قد تُستخدم سياسياً في الحملات الانتخابية المقبلة، مشيراً إلى أن 'اليمين الشعبوي في فرنسا ينمو بشكل مطرد'، ما قد يزيد الضغط على المسلمين الفرنسيين. ومن بين الإجراءات المتوقعة في المرحلة المقبلة: تجفيف منابع تمويل الجمعيات المرتبطة بالإخوان. حل ومصادرة أموال الجمعيات المتطرفة. تكوين أئمة فرنسيين يحملون خطاباً منسجماً مع قيم الجمهورية. مراقبة الكتب والخطب التي تروج للتشدد والعنف. ويُتوقع أن يُطرح قانون جديد بهذا الخصوص قبل نهاية الصيف، على أن يُقر مع نهاية العام الحالي، وسط جدل واسع متوقع بشأن تعريف 'القيم الجمهورية' ومن يملك حق الحكم على مخالفتها. واختتم العلي حديثه قائلاً: 'المعركة الفكرية مع جماعة الإخوان لن تكون سهلة، فهي لا تهيمن عبر السلاح، بل عبر قوة ناعمة أيديولوجية. وهذا ما يجعلها أكثر خطراً من التنظيمات التقليدية، لأنها تتسلل بهدوء إلى بنية الدولة والمجتمع'. وبهذا التحول، تضع الحكومة الفرنسية ملف الإخوان على طاولة المعالجة الفكرية والقانونية، وسط سعي دقيق للتوازن بين أمن الدولة وحماية الحريات، وبين الحفاظ على السلم الاجتماعي ومواجهة التطرف الأيديولوجي.


اليمن الآن
منذ 2 أيام
- اليمن الآن
تبرعات الشيخ ‘‘حنتوس'' لفلسطين تفضح تبريرات المليشيات الحوثية لجريمة اغتياله (وثائق)
تتواصل فضائح مليشيا الحوثي الإرهابية، في تبريراتهم لجريمة قتل الشيخ صالح حنتوس، مدير دار القرآن الكريم في محافظة ريمة (غربي اليمن). وزعمت المليشيات في بيان لها، يبرر الجريمة، أن الشيخ كان يحرض على ما أسمته "رفض مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة للقضية الفلسطينية، كما تبنّى مواقف موالية للعدوان الأمريكي الصهيوني على بلادنا، وسعى إلى إحباط الأنشطة الشعبية والرسمية المؤيّدة للمقاومة الفلسطينية"، حد تعبيرها. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، سندات تبرعات لأبناء قطاع غزة، مقدمة من الشيخ صالح حنتوس، عبر فرع جمعية الأقصى - مارب. كما أظهرت سندات أخرى، تبرعات مقدمة من الشيخ حنتوس، للمقاومة الفلسطينية، عبر مكتب حركة حماس في اليمن. وتدحض تلك الوثائق مزاعم المليشيات الحوثية، حول تبني الشيخ حنتوس، مواقف مؤيدة للاحتلال حسب ادعاءاتها، وتؤكد أن جريمة اغتياله كانت بسبب استمراره في تحفيظ القرآن الكريم، دون التزامه بتدريس ملازم الهالك حسين الحوثي.