logo
«ترامب والمناور» في محادثات واشنطن!

«ترامب والمناور» في محادثات واشنطن!

صحيفة الخليجمنذ 3 أيام
عبدالله السناوي
«سنهزم هؤلاء الوحوش وسنعيد رهائننا إلى الوطن». كان ذلك تصريحاً محمّلاً برسائل بالغة الخطورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب عودته من واشنطن.
إنه إعلان صريح بنجاح مهمته في البيت الأبيض، التي تعني بالضبط الإفلات من ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء وقف إطلاق نار في غزة مع «الوحوش الفلسطينيين»!
قبل أن يغادر العاصمة الأمريكية ذكر المعنى نفسه: «إذا لم نحقق أهدافنا بالتفاوض فسوف نحققها بالقوة»، لكنه بدا عند عودته أكثر عدوانية واستعداداً للمضي في حرب الإبادة على غزة بغير سقف زمني.
بفوائض قوة يستشعرها، طلب مجدداً: «تفكيك المقاومة الفلسطينية ونزع سلاحها وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة». هذا طلب إذعان لا تفاوض قيل إنه في مراحله الأخيرة.
«لا يمكن التوصل إلى اتفاق شامل». كان ذلك توصيفاً آخر، أكثر صراحة ووضوحاً، لطبيعة الصفقة التي يمكن أن يمررها لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة قبل أن يعود إلى الحرب بعد ستين يوماً.
«إسرائيل تريد إنهاء الحرب».. كما يطلب ترامب، لكن وفق شروطها. حسب التصريحات الصادرة عن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي فإنه تجمعهما «رؤية استراتيجية واحدة».
هذا يفسر إلى حد كبير ما تستشعره إسرائيل من فوائض قوة تدعوها إلى الحرب على أكثر من جبهة بعضلات غيرها.
السؤال الرئيسي هنا: من يقود الآخر.. ترامب أم «نتنياهو» المناور؟ قبل محادثات واشنطن صرح ترامب: «سوف أكون حازماً جداً مع نتنياهو»، لكنه لم يصل إلى أي اختراق تطلّع إلى إعلانه من واشنطن حتى يكون ممكناً أن يبدو في صورة من يستحق جائزة «نوبل للسلام».
في نفس المحادثات خاطب نتنياهو بتسليمه وثيقة أرسلها إلى لجنة «نوبل للسلام» ترشحه للفوز بها، وهو يدرك أن مجرد ذكر اسمه بإرثه وجرائمه، التي استدعت استصدار مذكرة توقيف بحقه من محكمة الجنائية الدولية إهانة بالغة للجائزة.
بعد المحادثات أكد نتنياهو: «من المستحيل تماماً التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم». إنه رفض صريح لأي صفقة تنهي الحرب مرة واحدة، خشية تفكك ائتلافه الحكومي تحت ضغط وزيري الأمن القومي ايتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش المتطرفين.
لم يسجل المناور المحترف أي اختلاف مع ترامب، لكنه وضع خطوطاً حمراء باسم الأمن الإسرائيلي تجعل من فكرة الصفقة الشاملة مستحيلة تماماً.
هاجس نتنياهو مصالحه السياسية قبل الأمن الإسرائيلي خشية أن يجد نفسه خلف القضبان محكوماً عليه بالفساد والاحتيال وتقبّل الرشى إذا ما تفككت حكومته.
حرص نتنياهو، وهو في واشنطن، على الاتصال الدائم بسموتريتش، الأكثر حرصاً من بن غفير على البقاء في الحكومة، لطمأنته أنه لن يعقد أي صفقة شاملة.
لم يكن مستغرباً أن ينتحل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لنتنياهو الأعذار: «حماس رفضت نزع سلاحها وإسرائيل أبدت مرونة». الشق الأول من الكلام صحيح والشق الثاني لا دليل عليه.
ماذا يقصد بالضبط ب«مرونة إسرائيل»؟ لا شيء مطلقاً.. إنه الولاء لها قبل الإدارة، التي يخدمها.
بنى نتنياهو مناوراته مع ترامب على التمركز عند طلب أن يكون الاتفاق جزئياً ومؤقتاً لمدة ستين يوماً يستعيد خلالها عشرة أسرى إسرائيليين. بترجمة سياسية فالمعنى بالضبط خسارة المقاومة الفلسطينية نصف أوراقها التفاوضية من دون أن يفضي ذلك إلى إنهاء الحرب.
بترجمة سياسية أخرى: تخفيف ضغط حلفائه اليمينيين المتطرفين عليه من دون أن يتخلى عن استهداف العودة إلى الحرب مجدداً بذريعة فشل المفاوضات مع حماس في التوصل إلى وقف نار مستدام. هذا سيناريو شبه مؤكد، إلا إذا مارس ترامب ضغوطاً حقيقية على نتنياهو.
المشكلة هنا أنه لا يقدر على هذا الخيار وتبعاته بالنظر إلى طبيعة إدارته. لتجاوز تلك العقدة اقترح أن يحصل نتنياهو على عفو من المحاكمة، التي تتهدده في مستقبله السياسي. كان ذلك داعياً إلى انتقادات واسعة لترامب داخل إسرائيل نفسها.
المفارقة الكبرى أن الشعور الإسرائيلي الطاغي بالقوة يتناقض مع تصريحات رئيس الأركان إيال زامير عن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بأي ثمن تعبيراً عن الجو العام داخل الجيش، فلا بنوك أهداف جديدة، والخسائر في صفوفه فادحة.
رغم ذلك كله يصف نتنياهو إسرائيل بأنها أصبحت قوة عظمى، رغم تراجع مكانتها في العالم كله جراء حرب الإبادة، التي تشنها على غزة.
ثبت بيقين -حرباً بعد أخرى- أنه ليس بوسعها ربح المواجهات العسكرية وحدها. لولا تدخل الولايات المتحدة عسكرياً واستخباراتياً بعد السابع من أكتوبر (2023) لحاقت بها هزيمة استراتيجية مروّعة.
لم يتم التحقيق في حوادث السابع من أكتوبر، استقال على خلفيتها قادة عسكريون وأمنيون، غير أن المسؤول السياسي الأول يرفض الامتثال لأي تحقيق، خشية إجباره على التنحي عن منصبه.
ولولا تدخل الولايات المتحدة مرة أخرى في حربها مع إيران لما كان ممكناً أن تصمد طويلاً تحت وطأة الخسائر الفادحة، التي طالتها الصواريخ الباليستية. بنص كلام ترامب: «لقد أنقذنا إسرائيل والآن سوف ننقذ نتنياهو».
مأزق الرئيس أنه قد يبدو ضعيفاً ومنقاداً لمناور محترف. الضعف أكثر ما يزعج ترامب أن ينسب إليه، لكنه واقع الآن في أفخاخ نتنياهو.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط مستقر بعد مهلة أمريكية 50 يوماً لروسيا
النفط مستقر بعد مهلة أمريكية 50 يوماً لروسيا

صحيفة الخليج

timeمنذ 36 دقائق

  • صحيفة الخليج

النفط مستقر بعد مهلة أمريكية 50 يوماً لروسيا

استقرت أسعار النفط، الثلاثاء، بعدما هدّأت مهلة الخمسين يوماً التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب على أوكرانيا، وتجنب فرض عقوبات عليها من مخاوف السوق بشأن الإمدادات خلال الفترة المقبلة. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3 سنتات إلى 69.24 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي7 سنتات إلى 66.90 دولار. وقال جيوفاني ستونوفو، محلل السلع لدى (يو.بي.إس) «التركيز منصب على دونالد ترامب. كانت هناك مخاوف من احتمال استهدافه روسيا بعقوبات فورية، لكنه منحها مهلة 50 يوماً إضافية». وأضاف «تبددت تلك المخاوف بشأن شح إضافي وشيك في السوق. هذا هو الخبر الرئيسي». وكانت أسعار النفط قد ارتفعت عقب الأنباء عن العقوبات المحتملة، لكن المكاسب تبددت لاحقاً، إذ أثارت مهلة الخمسين يوماً آمالاً في تجنب العقوبات. وقال محللون لدى (آي.إن.جي)، في مذكرة الثلاثاء، إنه إذا مضى ترامب ونفذ العقوبات التي لوح بها «فسيغير ذلك توقعات سوق النفط بشكل جذري». وأضافوا في المذكرة «الصين والهند وتركيا هي أكبر مشتري النفط الخام الروسي. وسيتعين على هذه الدول الموازنة بين فوائد شراء النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة وعائدات صادراتها إلى الولايات المتحدة». وأعلن ترامب، الاثنين، أنه سيزود أوكرانيا بأسلحة جديدة، وهدد السبت بفرض رسوم جمركية 30% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، على غرار تحذيرات مماثلة لدول أخرى. وقد تؤدي الرسوم الجمركية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، الأمر الذي قد يقلص الطلب العالمي على الوقود ويؤدي إلى انخفاض أسعار النفط. وأظهرت بيانات اليوم الثلاثاء تباطؤ الاقتصاد الصيني في الربع الثاني من العام. وتتأهب الأسواق لأن يكون النصف الثاني من العام أضعف، وسط فقدان الصادرات قوتها الدافعة واستمرار انخفاض الأسعار وتراجع ثقة المستهلكين. من ناحية أخرى، نقل تقرير إعلامي روسي عن الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص قوله إن المنظمة تتوقع طلباً «قوياً جداً» على النفط في الربع الثالث من العام، وأن تحافظ السوق على توازنها على الأجل القريب. (رويترز)

الطائرات والسيارات في صلب الرد الأوروبي المحتمل على رسوم ترامب
الطائرات والسيارات في صلب الرد الأوروبي المحتمل على رسوم ترامب

البيان

timeمنذ 36 دقائق

  • البيان

الطائرات والسيارات في صلب الرد الأوروبي المحتمل على رسوم ترامب

تعد الطائرات والسيارات في صلب القائمة التي أعدتها المفوضية الأوروبية ردا على الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها، على الرغم من سعي بروكسل لإعطاء فرصة للمفاوضات. وكان الرئيس الأميركي فاجأ الاتحاد الأوروبي في نهاية الأسبوع بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على جميع الواردات من الاتحاد اعتبارا من الأول من أغسطس، ولا تزال المفوضية الأوروبية تأمل في التوصل إلى حل تفاوضي مع الولايات المتحدة قبل انتهاء هذه المهلة. سيتحاور ماروس سيفكوفيتش المفوض المسؤول عن هذه المفاوضات مع إدارة ترامب نيابة عن الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، مع نظيره الأميركي الثلاثاء بعد مكالمة هاتفية أولى الاثنين، وقال أولوف جيل أحد المتحدثين باسمه "نمر حاليا بأدق مرحلة من المفاوضات، ونسعى جاهدين للتوصل إلى اتفاق مبدئي قبل الموعد النهائي"، وأضاف "لما كنا شاركنا في هذه المفاوضات لو لم نكن نعتقد أنها ستنجح". في الوقت نفسه، تعمل أوروبا على ردها على رسوم ترامب الجمركية وقد أعدت المفوضية قائمة بالمنتجات الأميركية التي قد تفرض رسوم جمركية عليها في المقابل، وقدمتها إلى الدول الأعضاء يوم الاثنين. لن تخضع الواردات المستهدفة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 72 مليار يورو، لرسوم جمركية إلا إذا فشل الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن رفع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. وتشمل الوثيقة المكونة من 202 صفحة، السيارات والطائرات الأميركية والفواكه الطازجة والأسماك والبلاستيك والمواد الكيميائية والادوات الكهربائية، وتشمل القائمة صادرات أميركية رئيسية مثل فول الصويا ولوازم منزلية مثل ماكينات الخياطة. كانت المفوضية قد أعدت قائمة أولى بالمنتجات الأميركية التي ستُفرض عليها ضرائب ردا على دفعة سابقة من الرسوم الجمركية الأميركية وتم تعليقها لإعطاء المفاوضات فرصة وتجنب حرب مع أكبر شريك تجاري.

بعد تهديده مصير حكومة نتيناهو.. انتقادات إسرائيلية لحزب «يهدوت هتوراة»
بعد تهديده مصير حكومة نتيناهو.. انتقادات إسرائيلية لحزب «يهدوت هتوراة»

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

بعد تهديده مصير حكومة نتيناهو.. انتقادات إسرائيلية لحزب «يهدوت هتوراة»

القدس - أ ف ب تعرض حزب «يهدوت هتوراة» الإسرائيلي، لانتقادات شديدة، بسبب قراره الانسحاب من الائتلاف الحكومي اليميني، في ظل نزاع يتعلق بتجنيد اليهود المتشددين في الجيش الذي يسعى إلى تعزيز قواته لمواصلة الحرب في قطاع غزة. وبانسحاب الحزب من الحكومة، يبقى ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مع غالبية بفارق مقعد واحد في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً. ويعد ملف تجنيد اليهود المتشددين قضية شائكة في المجتمع الإسرائيلي وداخل حكومة نتنياهو. ووفقاً لترتيب يعود إلى تأسيس إسرائيل في العام 1948، تم إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية شرط أن يكرسوا وقتهم للدراسة الدينية بالكامل. ولطالما حرصت الأحزاب المتشددة على مطالبة نتنياهو بالتزام إعفاء ناخبيهم من التجنيد، لكن تغيرت الظروف بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً في غزة. وفي وقت متأخر من الاثنين، أعلن الحزب أنه سينسحب من الائتلاف الحكومي بسبب فشل الحكومة في الحفاظ على التزامها بإعفاء طلاب «اليشيفيا»، أو المدارس الدينية، من أداء الخدمة العسكرية. وستدخل استقالات النواب حيز التنفيذ بعد 48 ساعة. وإثر قرار الحزب، أعلن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة، ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الهجوم الإسرائيلي البري في القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 458 قتيلاً وفقاً لبيانات الجيش. وقال عضو المعارضة في الكنيست أفيغدور ليبرمان عبر منصة إكس الثلاثاء: «حتى مع وصول هذا الخبر إلى مكاتب رئيس الوزراء وقادة الائتلاف، استمروا بكل قوتهم في الدفع بقانون التهرب من الخدمة، بدون التفكير في الجنود بالميدان الذين يحتاجون إلى شركاء لتحمل العبء معهم». وأحدثت النقاشات بشأن تعديل قانون التجنيد ضغوطاً على الحكومة. وشكل الائتلاف اليميني المتشدد في 2022 ويعتمد على تحالف بين حزب الليكود اليميني والأحزاب اليمينية المتشددة، وتلك المتشددة دينياً. أما حزب «شاس» المتشدد فقال، إنه سيعقد اجتماعاً الأربعاء: «لإجراء مناقشة حاسمة بشأن استمرار تفويض شاس في الحكومة» بعد «الهجمات الحادة وغير المقبولة على وضع علماء التوراة» في ما يخص الخدمة العسكرية. وإذا انسحب حزب شاس من الائتلاف، ستفقد حكومة نتنياهو الأغلبية ما يعوق قدرتها على العمل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store