logo
هذه أبرز التصريحات بعد لقاء ترامب بنتنياهو

هذه أبرز التصريحات بعد لقاء ترامب بنتنياهو

فلسطين الآنمنذ 10 ساعات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن حركة حماس تريد التفاوض والتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربا عن اعتقاده بأنه لا توجد عراقيل أمام وقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل"، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل جيد.
وعند سؤاله عما إذا كان حل الدولتين في الشرق الأوسط ممكنا، رد ترامب بالقول "لا أعرف" وأحال الجواب إلى نتنياهو.
كما أشار إلى أن ضرب المواقع الإيرانية كان النهاية والآن "ستهدأ الأمور في الشرق الأوسط وهم يحترموننا الآن".
في المقابل قال نتنياهو، إن ترامب تحدث عن حرية الاختيار وإذا أراد سكان من قطاع غزة المغادرة لهم ذلك ومن أراد يمكنه البقاء.
وأضاف أن بإمكان الفلسطينيين حكم أنفسهم و"لكن ليس تهديدنا"، وأضاف "بإمكاننا تحقيق سلام واسع في الشرق الأوسط يشمل كل جيراننا".
واستقبل ترامب نتنياهو، مساء الاثنين، على مأدبة عشاء خاصة في البيت الأبيض، وفق وسائل إعلام عبرية.
وقالت القناة 12 "رغم أنه لن تكون هناك تصريحات أو مؤتمرات صحافية، يبدو أن أنظار الكثيرين في قطر تتجه نحو هذا العشاء الخاص، على أمل أن يُسفر عن انفراجة".
وتابعت القناة أن "الترقّب لهذا اللقاء يبدو واضحًا بين الوسطاء، خصوصًا في قطر، مع تقدّم سير المفاوضات"، مضيفة أنه "مع ذلك، هناك تفاؤل حذر، في وقت تنتظر فيه جميع الأطراف لمعرفة ما ستُسفر عنه التفاهمات بين ترامب ونتنياهو".
من جانبها، قالت القناة 14 إن "المحادثات بين ترامب ونتنياهو تتركّز على محاولة تحقيق اختراق في صفقة إعادة المحتجزين".
ووصل وفد إسرائيلي إلى الدوحة الأحد لاستئناف محادثات غير مباشرة مع حركة حماس عبر الوسطاء، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة وتبادل أسرى.
وفي وقت سابق، قال مصدر أمريكي مطّلع إن "مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة الجارية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة تشهد تقدما ملموسا على مسارات مختلفة"، مؤكدا أن "الإعلان عن اتفاق نهائي بات قريبا جدا، وقد يتم خلال الأيام الأربعة المقبلة، وقبل نهاية الأسبوع الجاري، إذا ما استمرت الأجواء الإيجابية الحالية".
وأشار المصدر، في تصريحاته، إلى أن "الأطراف المنخرطة في المحادثات أظهرت قدرا غير مسبوق من الجدية، وأن هناك تفاهمات حقيقية بدأت تتبلور بشأن ملفات أساسية، أبرزها المساعدات الإنسانية وانسحاب أو إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي داخل القطاع".
ولفت المصدر الأمريكي إلى أن "الاجتماع الأول لجولة المفاوضات الحالية عُقد مساء أمس الأحد، وتركزت المناقشات خلاله على ملف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "الساعات الماضية شهدت تقدما ملحوظا على هذا الصعيد".
وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن "الاجتماع الثاني لجولة المفاوضات عُقد صباح الاثنين، بالإضافة إلى أن الاجتماع الثالث انطلق قبل ساعات قليلة ولا يزال مستمرا إلى الآن".
وتقدر دولة الاحتلال وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 194 ألف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحليل: عملية بيت حانون تفوق استخباري كشفّ هشاشة الاحتلال وفشل مفهوم "السيطرة"
تحليل: عملية بيت حانون تفوق استخباري كشفّ هشاشة الاحتلال وفشل مفهوم "السيطرة"

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ 3 ساعات

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

تحليل: عملية بيت حانون تفوق استخباري كشفّ هشاشة الاحتلال وفشل مفهوم "السيطرة"

غزة - خاص صفا بيت حانون تلك البلدة الفلسطينية الواقعة في خاصرة شمالي قطاع غزة، لطالما تحوّلت إلى ساحة اشتباك وميدان ناري معقد يحصد أرواح جنود الاحتلال الإسرائيلي، عبر عمليات القنص والكمائن والعبوات الناسفة، التي باتت تشكل تهديدًا قاتلًا لهؤلاء الجنود. ففي مشهد وُصف بأنه "الأخطر والأصعب" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، قُتل خمسة جنود وأصيب 14 آخرون، بينهم 2 بحالة خطرة في كمين مركب وقع ببيت حانون مساء الاثنين. "كمين بيت حانون" لم يكن حدثًا عابرًا، بل شكّل تحولًا نوعيًا في مسار المواجهة، وتفوقًا استخباراتيًا ومهارة عالية في التمويه والتوقيت، أثبت أن المقاومة الفلسطينية ما زالت تُدير المعركة على أرضها بقواعدها، لا قواعد الاحتلال. وفق ما يرى محللون ومختصون وحسب إذاعة جيش الاحتلال فإن المنطقة التي وقع فيها كمين بيت حانون يسيطر عليها الجيش منذ أشهر واجتاحها أكثر من 6 مرات. وعن تفاصيل العملية، قالت الإذاعة إن مقاتلي حماس زرعوا عبوات ناسفة ضد الأفراد في المنطقة، انفجرت في قوة راجلة من كتيبة "نيتسخ يهودا" فقُتل 5 جنود وأصيب عدد آخر. وأشارت إلى أن قوة الإنقاذ التي حضرت إلى المكان تعرضت لهجوم بالصواريخ والرشاشات فوقعت المزيد من الإصابات. ضربة مركبة الباحث المختص في الشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة يرى أن عملية بيت حانون ليس مجرد كمين ميداني، بل هي ضربة مركبة مدروسة بعناية على المستوى التكتيكي وتوقيتها. ويوضح أبو زبيدة في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن العملية تأتي تزامنًا مع المفاوضات الجارية في الدوحة، وتحمل رسالة واضحة أن المقاومة لا تفاوض من موقع ضعف، بل من عمق الاشتباك والنار، ومن خلال التصدي للاحتلال. ومن وجهة نظره، فإن المقاومة اختارت توقيت العملية بعناية، بعد أشهر طويلة من المعارك المتواصلة، وبعد أن ظنّ الاحتلال أنه استطاع استنزاف قدرات المقاومة والحد منها. ويضيف أن "المقاومة فاجأت الاحتلال بكمين قاتل أدى لمقتل خمسة من جنوده، وإصابة آخرين، بينهم ضابط كبير، في منطقةٍ يُفترض أنها تقع تحت سيطرته". وتُعيد العملية، وفقًا للباحث أبو زبيدة، تشكيل ميزان المبادرة، وتُؤكد أن الاحتلال ليس من يمتلك اليد العليا العسكرية، بل يُواصل دفع الثمن كلما توغّل أكثر في القطاع. ويشير إلى أن بيت حانون تعرضت لعشرات الاجتياحات الإسرائيلية منذ بدء العدوان على القطاع، وأعلن الاحتلال مرارًا أنه يسيطر عليها، لكن رغم ذلك، نجحت كتائب القسام في زرع عبوات ناسفة ونصب كمين ناري واستهداف قوات الإنقاذ بهذه الجرأة العالية. وهذا يعني أن "مفهوم السيطرة لدى جيش الاحتلال هو وهم ودعائي لا أكثر، فالاحتلال قد يتمتد فوق الأرض، لكن المقاومة تحتفظ بالأرض والزمن في يدها". وباتت بيت حانون، يؤكد أبو زبيدة، تشكل نموذجًا لفشل المفهوم العسكري الإسرائيلي الذي يعتمد على القصف والتجريف والسيطرة، دون أن يُدرك الاحتلال أن من يملك الأرض هو من يستطيع تحويلها إلى فخاخ وكمائن بأي لحظة. ويؤكد أن ما يُبقي المقاومة صامدة بعد أشهر طويلة من الحرب غير المسبوقة، هو امتزاج الإرادة بالعقيدة، والتكتيك بالمرونة، وقدرة البنية التحتية على الصمود وارتباطها بالروح القتالية لدى المقاتلين. ويعتقد أبو زبيدة أن "المقاومة تعتمد على شبكة أنفاق ما تزال تعمل، رُغم كل محاولات التدمير الإسرائيلي، نظام عبوات وكمائن متجدد وفعال، فهي تمتلك مقاتلين مدربين على القتال في أصعب الظروف. ويتابع "واضح أن هناك قدرة مرنة لدى المقاومة على السيطرة وضبط الأمور لديها، وهي تُقاتل بذكاء لا بعدد الجنود ولا بحجم التسليح، وهي بذلك تُعيد تعريف الحرب من معركة كسر حضن إلى معركة إرادة واستنزاف وإرباك دائم". دلالات وتداعيات وعن دلالات عملية بيت حانون وتداعياتها، يرى المختص في الشأن العسكري أن العملية أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الميداني لجيش الاحتلال، وفتحت تساؤلات مؤلمة في الداخل الإسرائيلي مفادها "كيف يُقتل خمسة جنود في منطقةٍ يُفترض أنه يسيطر عليها؟، ولماذا يُكرر الجيش نفس الأخطاء في كل محور بغزة؟، وإلى متى تستمر الحرب دون نهاية واضحة؟". وحسب أبو زبيدة، فإن "العملية ستعزز الصغط على حكومة الاحتلال كي تتقدم في صفقة التبادل، لأن الخسائر البشرية المتكررة ترفع كُلفة الاستمرار في الحرب، وتِضعف الموقف التفاوضي الإسرائيلي". ومن وجهة نظره، فإن عملية بيت حانون ليست ضربة تكتيكية صغيرة، بل تحمل رسائل مفادها أن "المقاومة ما زالت تمتلك الأرض وتُسدد الضربات، من خلال المباغتة والقدرة على مواصلة المعركة بالزخم المتصاعد، وأن الاحتلال مهما أوغّل في التدمير يبقى هدفًا متحركًا في مرمى الكمين القادم للمقاومة". فشل عسكري وأما الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا فيرى أن عملية بيت حانون شكلّت رسالة استراتيجية قاسية تُؤكد فشل سياسة الحسم العسكري، وتعكس قدرة المقاومة على إدارة معركة استنزاف ذكية، تُربك الاحتلال في التوقيت والميدان والتفاوض. ويقول القرا إن العملية النوعية تمثل صفعة في التوقيت والمكان، وتأتي في لحظة حرجة سياسيًا وعسكريًا، وتحمل دلالات عميقة على أكثر من صعيد. وأبرز هذه الدلالات، أولها أنه يمثل صفعة في واشنطن، حيث يتزامن مع وجود نتنياهو في واشنطن، في زيارة مفصلية تتعلق بمستقبل الحرب وصفقة التبادل، لتأتي الضربة من غزة وتحرجه أمام حلفائه، وعلى رأسهم إدارة ترمب، وتؤكد أن المقاومة ما زالت تملك أوراق القوة. والدلالة الثانية، تتمثل في استمرارية الفعل المقاوم، إذ جاء الهجوم بعد أيام من عملية مركبة في خان يونس، ليؤكد أن المقاومة ما زالت قادرة على التخطيط والتنفيذ من النقطة صفر، رغم مرور عام وتسعة أشهر على الحرب. وأما الدلالة الثالثة، تكمن في فضح الرواية الإسرائيلية بعدما ادّعى الاحتلال أنه "مسح" بيت حانون عن الخارطة، لكن العملية من قلبها أثبتت زيف هذا الادعاء، وكشفت عن عجز استخباراتي وميداني كبير. وحسب القرا، فإن العملية تأتي في ظل شرخ متصاعد بين رئيس الأركان ونتنياهو و"الكابينت"، ما يزيد الضغط على المؤسسة السياسية، ويبرز تآكل الثقة بين الجانبين. ويوضح أن العملية دليل على فشل عملية "عربات جدعون"، وكشفت هشاشة هذه المنظومة المتطورة، التي عجزت عن رصد التحركات أو منع تنفيذ الهجوم، ما يمثل انتكاسة أمنية جديدة. ويتابع أن "العملية شكلّت ضربة لمشروع المنطقة العازلة، والتي تحدث وزير الجيش كاتس قبل ساعات فقط عن إقامتها شمال غزة، لكن عملية بيت حانون نسفت هذا الطرح، وأكدت أن اليد الطولى ما زالت للمقاومة". صدمة مزدوجة وأما الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة فقال: إن "العملية تسببت في حالة صمت ثقيل داخل المؤسسات العسكرية في تل أبيب، وأعادت إشعال الخلافات بين رئيس الأركان إيال زامير ووزراء اليمين، الذين يتبادلون الاتهامات حول الفشل المتكرر في غزة". وأشار إلى أن العملية خرجت من بين الركام والدمار في شمال غزة، وأحدثت صدمة مزدوجة داخل أوساط جيش الاحتلال ودوائر صنع القرار. وأضاف أن نتنياهو كان في واشنطن يحاول إقناع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدعم إضافي لمواصلة الحرب، بزعم أن النصر بات وشيكًا، لكن جاءت العملية لتُطيح بتلك السردية وتُظهر أن المقاومة لا تزال تملك المبادرة وتتحكم بالميدان. واعتبر أن الرسالة الأهم من العملية هي أن "لا مفاوضات تمر بينما غزة تحترق وحدها، ولا حرب بلا كلفة"، مؤكدًا أن غزة لا تزال ترسم معادلاتها بالدم والمفاجآت.

الإعلام العبري: ترامب يعرض إمكانية التوصل لاتفاق بين "إسرائيل" وسوريا مقابل إنهاء الحرب في غزة
الإعلام العبري: ترامب يعرض إمكانية التوصل لاتفاق بين "إسرائيل" وسوريا مقابل إنهاء الحرب في غزة

وكالة خبر

timeمنذ 6 ساعات

  • وكالة خبر

الإعلام العبري: ترامب يعرض إمكانية التوصل لاتفاق بين "إسرائيل" وسوريا مقابل إنهاء الحرب في غزة

نقلت وسائل إعلام عبرية، عن مصادر مقربة من البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عرض إمكانية التوصل إلى اتفاق بين "إسرائيل" وسوريا، مقابل الموافقة على إنهاء الحرب في غزة. وحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم"، اليوم الثلاثاء، أشارت إلى أن ترامب أرسل مبعوثًا إلى العاصمة دمشق، لتثبيت اتفاق بين سوريا و"إسرائيل"، على أن تكون الولايات المتحدة ضامنا له، دون أن يُسمِّ هوية المبعوث أو جدول اجتماعاته. وقال البيت الأبيض، بالأمس، إن "الأولوية القصوى" للرئيس الأمريكي هي إنهاء الحرب في غزة وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين، أن المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف سيتوجه في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى قطر حيث تجري مباحثات غير مباشرة بين "إسرائيل" وحماس. وكان ترامب قد قال الأحد إن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق هذا الأسبوع. وهذه الزيارة هي الثالثة لنتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير، وتأتي في أعقاب الأمر الذي أصدره ترامب الشهر الماضي بشن غارات جوية أميركية على مواقع إيران النووية لمساندة "إسرائيل" في هجماتها الجوية.

الإسلاميون في دائرة الاستهداف.. ضغوطات الواقع وضرورات الانفتاح !
الإسلاميون في دائرة الاستهداف.. ضغوطات الواقع وضرورات الانفتاح !

وكالة خبر

timeمنذ 6 ساعات

  • وكالة خبر

الإسلاميون في دائرة الاستهداف.. ضغوطات الواقع وضرورات الانفتاح !

منذ أن اندلعت حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي فاقت في عنفها ووحشيتها كلَّ التصورات، انكشفت هشاشة المواقف الرسمية العربية والإسلامية، بل وسقوطها الأخلاقي في كثير من الأحيان. لم تقتصر المأساة على حجم الدمار وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين، بل امتدت إلى صدمة أكبر: صمت العالم، وتواطؤ الغرب، بل ومشاركته في الجريمة من خلال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي لإسرائيل، تحت ذرائع وادعاءات مفضوحة. لقد بدا واضحًا أنَّ النظام الدولي برمّته يكيل بمكياين، ويدار بمعيار مزدوج، يُدين ضحايا الاحتلال، ويتغاضى عن جرائم المحتل، فيما يقف الشارع العربي والإسلامي عاجزًا، مكبّلاً بالمخاوف أو مُنهمكًا في أزماته الداخلية. وكان الأشد مرارة أن بعض العواصم العربية والإسلامية، بدلاً من دعم صمود الشعب الفلسطيني، ساهمت -بشكل مباشر أو غير مباشر- في تحميل الضحية مسؤولية ما جرى، بذريعة مواجهة حركة حماس ووقف مشروعها المقاوم. ولأنَّ حماس تُصنّف في نظر بعض الأنظمة بوصفها امتدادًا لمحور إقليمي تُخشى تداعياته، فإن شيطنتها باتت غطاءً ناعمًا للسكوت عن الإبادة الجماعية، وتبرير العجز الرسمي، بل وربما التآمر على المقاومة. لقد تحوّلت بعض الأنظمة -للأسف- إلى خصم داخلي لشعوبها، وللأمة، قبل أن تكون خصمًا لـحركة حماس. في ظل هذا الواقع، بات لزامًا على الإسلاميين -وقد كانوا دومًا حَمَلَة المشروع النهضوي للأمة- أن يعيدوا النظر بجرأة وصدق في خطابهم السياسي والدعوي، ويقرأوا الواقع بمنظار نقدي لا عاطفي، يتجاوز الإنكار والمظلومية إلى المبادرة والفعل. تصويب المسار .. مسؤولية لا تحتمل التأجيل أمام حجم التحديات المتصاعدة، يجب على الإسلاميين أن يتبنوا رؤية إصلاحية شاملة، تشمل عدة محاور، منها: 1. الانفتاح السياسي والمرونة البراغماتية يجب مغادرة الخطابات المؤدلجة والمتشددة نحو خطاب سياسي واقعي، عقلاني، يوازن بين المبادئ والمصالح، ويستفيد من تجارب الإسلاميين في دول كتركيا والمغرب، حيث تمكنوا -نسبيًا- من الاندماج في الحياة السياسية وتحقيق منجزات دون التفريط بالثوابت. 2. فك الارتباط بالعنف والتأكيد على السلمية ضرورة التبرؤ العلني والواضح من كلِّ أشكال العنف المسلح في الساحات الداخلية، أو تلك التي تُرتكب باسم الإسلام زورًا، وذلك لحماية المشروع الإسلامي من التصنيف الإرهابي، ولمواجهة الذرائع التي تفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية والتضييق الأمني. 3. ترتيب أولويات المشروع الإسلامي يتعين على الإسلاميين أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم؛ فالعودة إلى التربية الأخلاقية، والعمل الاجتماعي، وخدمة الناس، يجب أن تتصدر جدولهم الدعوي، مع ترك إدارة الشأن السياسي لمن يملك أدواته ومعرفته ومتطلباته، إن لم يكونوا هم مؤهلين بعد لذلك. 4. بناء علاقة إيجابية مع الأنظمة السياسية إن الجنوح إلى التصعيد والمواجهة مع الأنظمة لم يَجْنِ ثماره سوى في الدمار والدماء. الأجدر هو السعي إلى بناء جسور تواصل، والبحث عن قواسم مشتركة، وتوطين شعور الدعم والمناصرة للأنظمة ضد كلّ تهديد خارجي، في إطار شراكة تحفظ الاستقرار وتحقق المصلحة الوطنية. 5. الاستفادة من الحضور الإسلامي في الغرب إنَّ ملايين المسلمين في الغرب يشكلون فرصة ذهبية لتحسين صورة الإسلاميين، والترويج للفكر الإسلامي الوسطي، وتصحيح الصورة المشوهة التي ترسخت بعد أحداث العنف والصراعات. المطلوب دعم مؤسسات الجاليات الإسلامية لتكون منصات تواصل حضاري لا جبهات مواجهة. 6. دمج الرؤية الإسلامية بالحسابات الوطنية إنَّ الرؤية الإسلامية -بشموليتها- يجب أن تتناغم مع الواقع الوطني، وتحترم سيادة الدولة، وهويتها الجامعة، ولا يجوز أن يُنظَر إلى الإسلاميين وكأنهم مشروعٌ عابرٌ للحدود، أو فوق الدولة، بل يجب أن يكونوا شركاء في بناء الدولة، لا متجاوزين لها. 7. إدانة الفكر المتطرف والتكفيري في الحقيقة، يجب أن يكون الإسلاميون في مقدمة من يفضح الفكر المتطرف، ويفكك خطاباته، ويرفض ثقافة الإقصاء والتكفير. إن التنديد العلني بالفكر العنيف، وتقديم بدائل فكرية ناضجة، يمثل حماية للتيار الإسلامي ذاته، وتجديدًا لمصداقيته في عيون الشعوب. 8. تبني نهج المراجعة الدائمة إنَّ الحركة الإسلامية التي لا تُراجع نفسها، ولا تستفيد من تجاربها، هي حركة مرشحة للتآكل والعزلة، فالنقد الذاتي ليس تهديدًا للوحدة، بل تجديدٌ للحياة، وتصحيحٌ للمسار، وضمانٌ للاستمرار في بيئة متغيرة وسياق دولي لا يرحم الضعفاء. تحولات فكرية لافتة... نحو خطاب واقعي ووسطي من اللافت خلال السنوات الأخيرة، أن عددًا متزايدًا من الرموز الفكرية والدعوية والسياسية المحسوبة على التيار الإسلامي بدأت تميل نحو خطاب أكثر توازنًا وواقعية، يدعو إلى وسطية السلوك، وتبني علاقات عقلانية مع الأنظمة العربية، والتخلي عن منطق الصدام أو التحدي العبثي. هذه التحولات لا تعكس فقط نضجًا فكريًا، بل أيضًا قراءة عملية لتطورات المشهد الإقليمي والدولي. في المغرب، يبرز د. سعد الدين العثماني بقوله: علينا أن ندرك أن الإصلاح لا يمكن أن يتم ضد الدولة، بل بالتعاون معها". أما د. أحمد الريسوني، فدعا إلى فقه الموازنات، قائلاً: من لا يراعي الواقع في اجتهاده، فاجتهاده باطل أو قاصر". في الجزائر، دعا الشيخ أبو جرة سلطاني إلى الاندماج الواعي في مؤسسات الدولة. وأكد د. عبد الرزاق مقري أن: العمل من داخل النظام هو الطريق الأسلم لحماية البلاد". بينما شدد د. فاروق تيفور على أن:ا لإسلام السياسي لن يكون له مستقبل ما لم يطور علاقته مع الدولة". في مصر، رأى د. محمد سليم العوا أن: المجتمعات لا تُقاد من على المنابر فقط"، بينما أكد هشام جعفر أن: "التحول من خطاب الجماعة إلى خطاب الأمة يتطلب عقلًا يعترف بتعقيدات الدولة". في الأردن، دعا د. رحيل غرايبة إلى مشروع وطني جامع، وقال د. صبري سميرة: "إن المراجعة فضيلة، والتعاون مع النظام حين يكون في خدمة الوطن لا ينتقص من الموقف بل يعززه". أما في فلسطين، فقد أكد الشيخ عماد حمتو أن: السياسة الشرعية ليست معركة شعارات"، بينما قال الشيخ فيصل مولوي (رحمه الله): العمل الإسلامي ينبغي أن يكون إصلاحيًا في صلب الدولة لا خصمًا دائمًا لها". ومن السودان، قال د. جعفر شيخ إدريس: العمل الإسلامي إن لم يُقَم على فقه المقاصد وفهم السنن والوعي بالواقع، فسيتحوّل إلى حماسٍ معزول عن الحكمة". كلُّ هذه المراجعات تعكس نضجًا داخل أوساط التيار الإسلامي، وتؤشر إلى إدراك متنامٍ بأن المرحلة لم تعد تتحمل خطاب المواجهة أو منطق التغيير القسري، وأن فرص الإصلاح الحقيقي تكمن في التفاهمات لا في التناحر، وفي البناء التراكمي لا في الهدم الثوري. ختاماً، إن لم تتجدد آليات العمل الإسلامي، فإن السنن الكونية لا تحابي أحدًا، وسيدفع الإسلاميون ثمن الجمود والتكلّس، إذ إنَّ مستقبل الإسلام السياسي مرهون بقدرته على التجدد والتكيف، فالسنن الإلهية لا تجامل، ومن لا يغيّر يُستبدل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store