
السياحة في الأعمال الدرامية
في إحدى الدول المشهورة بالسياحة لوحظ أن السائحين يتوافدون على أحد الأحياء القديمة هناك للتجول فيه والتقاط الصور التذكارية.
التوافد الكثيف على هذا الحي الذي لم يكن جاذباً للسائحين ولا معروفاً لديهم من قبل كان بسبب مسلسل شهير صُوّرت معظم أحداثه في هذا الحي القديم، لكن الدعاية الإعلامية غير المباشرة المخفية ضمن أحداث المسلسل رسخته في وجدان المتابعين فعدوه مكاناً تفضل زيارته، ولولا هذه الدعاية التي اختبأت بذكاء بين أحداث المسلسل لما عرفه أحد.
وفي إحدى القرى السويسرية يتواجد السياح الهنود بشكل لافت ومستغرب؛ لكن الاستغراب يزول بعد ما نعلم أن السبب هو الدعاية الإعلامية الواردة في القصة الآنفة الذكر.
كان منتجو الأفلام الهندية يصورون أحداث الأفلام في منطقة كشمير الجبلية ذات الطبيعة الخضراء الجميلة. وعندما قامت الحرب في كشمير انتقل المنتجون لتصوير أفلامهم إلى إحدى مناطق سويسرا لأن طبيعتها الجبلية وتضاريسها الجميلة تشبه جبال كشمير وتضاريسها.
تصوير الأفلام والمسلسلات في أي منطقة والتركيز على مكامن الجمال فيها بالتصوير الاحترافي البديع هو دعاية غير مباشرة لهذه المنطقة ودعوة ذكية لزيارتها واكتشافها، والنتيجة المؤكدة انتعاش اقتصادي وتلاقح ثقافي يحقق في نهايته مصالح أخرى تعد ولكنها لا تحصى. ما أود قوله: لماذا لا يقوم منتجو المسلسلات السعودية الشهيرة ذات الشعبية الكبيرة بتصوير أحداثها في المناطق السياحية في المملكة والتركيز على مكامن الجمال فيها، وإبراز خصائصها الفريدة وتنوعها الثقافي والتاريخي وعاداتها الاجتماعية الغنية بالتفاصيل الجميلة كما تفعل المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية الأخرى.
في كل جهات السعودية الأربع كنوزٌ سياحية مخبوءة تنتظر المكتشفين، وأخرى مُكتشفة تنتظر المعلنين. كنوز في الشمال يعانق فيها الجمال عراقة التاريخ، وفي صيف الجنوب جمال أخضر يتوشح بالضباب ويلتحف السحاب، والشتاء الرطب البارد على الشواطيء شرق البلاد وغربها يسر الناظرين. هذه الأماكن الباذخة الجمال، والكنوز البالغة الكمال تبحث عن منتجين يجيدون توظيف الدعاية السياحية بذكاء داخل الأعمال الدرامية، والذكاء سمة السعوديين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
«سينما حي» تطلق برنامجًا ثقافيًا وأنشطة تفاعلية
أطلقت "سينما حي"، إحدى مبادرات مؤسسة "فن جميل"، فعاليات برنامجها الثقافي الترفيهي في مدينة جدة، الذي يستمر حتى السادس من يوليو الجاري، ضمن تجربة سينمائية تفاعلية، تهدف إلى استحضار أجواء الطفولة وتعزيز الروابط الثقافية بين الأجيال. ويستهدف البرنامج العائلات ومحبي المحتوى الطفولي، عبر عروض يومية لأعمال كرتونية كلاسيكية تركت أثرًا كبيرًا في ذاكرة المشاهد العربي، وذلك على فترتين يوميًا، تتخللها أنشطة فنية تفاعلية مستوحاة من شارات الأعمال المعروضة. ويأتي هذا البرنامج امتدادًا لالتزام "سينما حي" بتقديم تجارب سينمائية مبتكرة تسهم في دعم الحوار الثقافي، وتوسيع حضور السينما كوسيلة للتعلم والتقارب، من خلال محتوى يعكس الذاكرة البصرية المشتركة. وتعد "سينما حي" أنموذجًا للعرض السينمائي خارج الإطار التقليدي، وتضم مرافق متعددة تشمل مسرحًا يتسع لـ 168 مقعدًا، وغرفة عرض خاصة، ومكتبة وسائط متعددة، ومعرضًا تعليميًا، بتصميم معماري مستوحى من تاريخ السينما الخليجية.


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
السياحة في الأعمال الدرامية
للدعاية الإعلامية تأثير يشبه فِعل السحر، والصورة تغني عن ألف كلمة، والدعاية الإعلامية مألوفة ومعروفة منذ فجر التاريخ لدى الأفراد والكيانات، ولقد استخدمتها الدول قديماً وحديثاً أداة ضمن أدوات قوتها الناعمة، والنعومة في كثير من الأحيان تفعل ما لا تستطيع الخشونة فعله، وتستخدم الدعاية الإعلامية عبر الكلمة والصورة على نطاق واسع في المجال الحربي والسياسي والثقافي لتوجيه الناس إلى فكرة محددة للوصول إلى هدفٍ مقصود، ولأن القطاع السياحي في أي دولة يعد ذراعاً من أذرعتها الاقتصادية والثقافية فقد كانت الدعاية الإعلامية حاضرة بوضوح وذكاء للترويج السياحي. في إحدى الدول المشهورة بالسياحة لوحظ أن السائحين يتوافدون على أحد الأحياء القديمة هناك للتجول فيه والتقاط الصور التذكارية. التوافد الكثيف على هذا الحي الذي لم يكن جاذباً للسائحين ولا معروفاً لديهم من قبل كان بسبب مسلسل شهير صُوّرت معظم أحداثه في هذا الحي القديم، لكن الدعاية الإعلامية غير المباشرة المخفية ضمن أحداث المسلسل رسخته في وجدان المتابعين فعدوه مكاناً تفضل زيارته، ولولا هذه الدعاية التي اختبأت بذكاء بين أحداث المسلسل لما عرفه أحد. وفي إحدى القرى السويسرية يتواجد السياح الهنود بشكل لافت ومستغرب؛ لكن الاستغراب يزول بعد ما نعلم أن السبب هو الدعاية الإعلامية الواردة في القصة الآنفة الذكر. كان منتجو الأفلام الهندية يصورون أحداث الأفلام في منطقة كشمير الجبلية ذات الطبيعة الخضراء الجميلة. وعندما قامت الحرب في كشمير انتقل المنتجون لتصوير أفلامهم إلى إحدى مناطق سويسرا لأن طبيعتها الجبلية وتضاريسها الجميلة تشبه جبال كشمير وتضاريسها. تصوير الأفلام والمسلسلات في أي منطقة والتركيز على مكامن الجمال فيها بالتصوير الاحترافي البديع هو دعاية غير مباشرة لهذه المنطقة ودعوة ذكية لزيارتها واكتشافها، والنتيجة المؤكدة انتعاش اقتصادي وتلاقح ثقافي يحقق في نهايته مصالح أخرى تعد ولكنها لا تحصى. ما أود قوله: لماذا لا يقوم منتجو المسلسلات السعودية الشهيرة ذات الشعبية الكبيرة بتصوير أحداثها في المناطق السياحية في المملكة والتركيز على مكامن الجمال فيها، وإبراز خصائصها الفريدة وتنوعها الثقافي والتاريخي وعاداتها الاجتماعية الغنية بالتفاصيل الجميلة كما تفعل المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية الأخرى. في كل جهات السعودية الأربع كنوزٌ سياحية مخبوءة تنتظر المكتشفين، وأخرى مُكتشفة تنتظر المعلنين. كنوز في الشمال يعانق فيها الجمال عراقة التاريخ، وفي صيف الجنوب جمال أخضر يتوشح بالضباب ويلتحف السحاب، والشتاء الرطب البارد على الشواطيء شرق البلاد وغربها يسر الناظرين. هذه الأماكن الباذخة الجمال، والكنوز البالغة الكمال تبحث عن منتجين يجيدون توظيف الدعاية السياحية بذكاء داخل الأعمال الدرامية، والذكاء سمة السعوديين.


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
فوز ثلاث روايات سعودية بالتحويل السينمائي
في إنجاز ثقافي جديد يضاف إلى المشهد الروائي السعودي، أعلنت جمعية الأدب المهنية فوز رواية "ابنة ليليت" للروائي أحمد السماري، مع روايتي "وجوه الحوش" للروائي حسين علي حسين، و"الحفائر حفرة الجبل" للروائي خالد النمازي، اختيرت لتحويلها إلى سيناريوهات سينمائية قابلة للإنتاج، وذلك ضمن مشروع "تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو سينمائي 2025"، بعد منافسة محتدمة بين الأعمال السردية التي وصلت إلى القائمة القصيرة. رواية "ابنة ليليت" استطاعت أن تفرض حضورها ضمن مبادرة تُعدّ الأولى من نوعها في المملكة، تجمع بين الرواية وفن السينما في إطار استراتيجي يهدف إلى إبراز الإنتاج الأدبي المحلي ضمن رؤية ثقافية شاملة. وقد مرّت الأعمال المختارة بمراحل تقييم دقيقة، قامت عليها لجنة إشرافية تضم نخبة من خيرة النقاد والسينمائيين السعوديين. وعبّر الروائي أحمد السماري عن سعادته بهذا التتويج، قائلاً: "تحويل الرواية إلى سيناريو سينمائي هو نقلة نوعية تمنح النص حياة جديدة وتفتح أفقاً بصرياً أوسع لتأمل الشخصيات والثيمات. وأتوجّه بخالص الشكر والتقدير لجمعية الأدب المهنية على هذه المبادرة النوعية، ولكل القائمين على المشروع، واللجنة المشرفة التي بذلت جهداً كبيراً في تقييم الأعمال. كما أخص بالشكر الكبير القراء الكرام الذين لم يكتفوا بقراءة الرواية، بل أغدقوا عليها من وقتهم واهتمامهم، سواء عبر المقالات النقدية أو التفاعل الثرّي في وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الفوز هو ثمرة لتلك الثقة والمحبّة". الرواية، التي تصدّرت التداول الثقافي على منصة "إكس" لعام 2024، وحققت انتشاراً واسعاً خلال أشهر من صدورها، ستخضع الآن لمعالجة سينمائية بالشراكة مع كتّاب سيناريو محترفين، في خطوة تؤكد النجاح النوعي في صناعة المحتوى المحلي. يُذكر أن جمعية الأدب المهنية تسعى، من خلال هذا المشروع، إلى بناء جسر حيوي بين الكتابة الروائية والشاشة الكبيرة، بما يُسهم في خلق بيئة إنتاجية تواكب التحولات الثقافية في المملكة، وتمنح الرواية السعودية مكانتها المستحقة ضمن المشهد البصري العربي.