
الصين وإيران... دعم عسكري سري أم نأي بالنفس؟
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتفقد فيها مسؤول إيراني طائرة J-10C، ففي العام الماضي وخلال زيارة لمعرض تشو هاي الجوي في الصين، شوهد قائد القوات الجوية الإيرانية، العميد حميد واحدي، يتفقد المقاتلة الصينية.
منذ وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل"، تصدرت الصين عناوين الأخبار، إذ أفادت تقارير إعلامية بأن الصين قد تساعد إيران في إعادة بناء قدراتها العسكرية، وأن إيران مهتمة بالحصول على طائرات J-10C، وأرسلت الصين إلى إيران صواريخ أرض- جو HQ-9B ورادارات صينية من نوع KJ1000 التي بإمكانها التشويش على أنظمة طائرات الشبح الموجودة لدى كل من "إسرائيل" وأميركا.
إلا أن الصين سارعت إلى نفي صحة التقارير التي تحدثت عن تسليم بكين أنظمة دفاع جوي لطهران مقابل إرسال شحنات نفطية إلى الصين، أو إرسال الأخيرة معدات تصنيع صواريخ إلى إيران، وأكدت أنها لا تصدّر أسلحة إلى الدول التي تمر بحالة حرب، وتفرض رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني.
وتجري دول عديدة، منها مصر، مشاورات مع الصين حول شراء أسلحة تشمل الطائرة المقاتلة J-10C، كما تفيد تقارير بامتلاك مصر وباكستان وتركمنستان وأوزبكستان والمغرب صواريخ HQ-9B. وفي خطوة جريئة نوعاً ما بالنسبة إلى بكين التي دائماً ما تلتزم التكتم حول المسائل العسكرية، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية أن الصين مستعدة لتقاسم إنجازات تطوير معداتها مع الدول الصديقة.
أبدت إيران اهتمامها بطائرة J-10C منذ نحو عقدين. في عام 2015، كانت طهران على وشك شراء ما يصل إلى 150 مقاتلة من طراز J-10C، لكن الصفقة تعثرت بسبب إصرار الصين على الدفع بالعملة الأجنبية بينما عرضت إيران مقايضة النفط والغاز، كما عرقل حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران الصفقة. وفي عام 2020، رفعت هذه القيود واستؤنفت المفاوضات وانخفض نطاق الصفقة إلى 36 طائرة، لكنّ الطرفين فشلا مجدداً في الاتفاق على الدفع.
بحسب التقارير الإعلامية، دعمت الصين إيران عسكرياً في الماضي عبر تزويدها بمعدات صاروخية، بل زعمت التقارير أن شحنات مكوّنات كيميائية تستخدم في إنتاج الصواريخ قد أرسلت إلى طهران.
والدعم العسكري الصيني لإيران كان حديث وسائل الإعلام الغربية خلال الاشتباكات بين طهران و "تل أبيب"، حيث أشارت إلى أن طائرتَي شحن عملاقتين غادرتا الصين في اتجاه إيران وأغلقتا إشارات التتبع الجوي قبيل دخولهما المجال الجوي الإيراني.
اليوم 08:42
اليوم 08:30
أثار احتمال حصول إيران على الطائرة المقاتلة قلق "إسرائيل" التي حثّت الصين على كبح جماح طموحات إيران النووية، معتبرة أن بكين هي الوحيدة القادرة على التأثير على إيران.
تتعامل الصين بحذر شديد مع مسألة دعم إيران عسكرياً. فهي من ناحية، ترى أن خسارة إيران ستؤدي إلى خسارتها لشريك استراتيجي لها في المنطقة، كما أنها تحصل على النفط الإيراني بأسعار مخفضّة.
ومن ناحية أخرى، هناك العديد من العوامل التي تأخذها بكين في الحسبان عند مساعدتها لطهران عسكرياً؛ إذ تدرك أن تقديم الدعم العسكري لإيران يمكن أن يؤثر على علاقاتها مع "إسرائيل"، والتي شهدت بالفعل فتوراً منذ عملية "طوفان الأقصى".
كما أن بكين تأخذ في الاعتبار الحفاظ على مصالحها وعلاقاتها مع واشنطن، خصوصاً في ظل المحادثات التجارية الجارية بين الطرفين، والحديث عن لقاء مرتقب بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ.
وتدرك الصين أن تعاونها مع إيران قد يعدّ مسألة حساسة بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تربطهما علاقات وثيقة ببكين.
من المحتمل أن تكون الصين تدعم إيران عسكرياً عبر أطراف ثالثة كباكستان مثلاً، أو تقدم مساعدات عسكرية لها من دون الإعلان عن ذلك صراحة، إذ إن من خصائص السياسة الصينية الإبقاء على المواضيع الحساسة، لا سيما العسكرية، طيّ الكتمان. فمثلاً، عندما تمكنت طائرات J-10C الصينية الصنع من إسقاط طائرات "رافال" أثناء الاشتباكات بين الهند وباكستان، صرّحت وزارة الخارجية الصينية بأنها ليست على دراية بمسألة استخدام باكستان لطائرات J-10C. واتى التصريح الصيني في أعقاب ادعاء رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف استخدامهم لهذا النوع من الطائرات الصينية لإسقاط طائرات حربية هندية. مع العلم أن الصين شريك أساسي لباكستان، ويقدّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن بكين هي أكبر مورد للأسلحة العسكرية إلى باكستان حيث تزوّدها بأكثر من 80% من مخزونها من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والصواريخ.
بعد إسقاط باكستان طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي بصواريخ صينية الصنع أطلقتها طائرات J-10C، صرّح وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، للبرلمان بأنه أبلغ الصينيين بذلك وكانوا سعداء. واحتفت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بهذا الإنجاز، إذ كان بمنزلة الاختبار الأول لهذه الطائرات التي أثبتت قدراتها الكبيرة. وبالتالي، فإن إرسال أسلحة صينية جديدة إلى إيران يمكن أن يشكل تجارب لهذه الأسلحة في حال عادت "إسرائيل" لضرب إيران مجدداً.
وبالنسبة إلى حصول إيران على مقاتلة J-10C الصينية، قد يكون هناك بعض العقبات مثل طريقة الدفع كما حصل خلال المرات السابقة، ولكن بعد العدوان الإسرائيلي على طهران، قد يتم التوافق على طريقة للدفع ترضي الجانبين. ومن ناحية أخرى، إذا رأت الصين أن دعم إيران بهذه المقاتلة سوف يضر بمصالحها حينها ربما تدعمها بأسلحة عسكرية لا تشكل حساسية لبعض الدول.
بالمحصلة، صحيح أن الصين تدعو دائماً إلى حلّ الخلافات بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وتصرّح دائماً بأنها لا تزوّد أطرافاً متورطة في نزاعات بالأسلحة، لكن الصين التي تسارع إلى تحديث أسلحتها وتعدّ رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، تنظر إلى مصالحها بالدرجة الأولى لذلك، ومما لا شك فيه، فإن السلطات الصينية تقيّم الفوائد التي يمكن أن تجنيها من وراء مساعدة إيران عسكرياً مع أخذها بعين الاعتبار مصالحها لدى الدول الأخرى التي يشكل التعاون العسكري الصيني-الإيراني مسألة حساسة لها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 18 دقائق
- LBCI
بدر: نهيب بالدولة السورية أن تقوم بكل ما هو لازم لحماية الدروز واحتواء الأحداث
رأى النائب نبيل بدر في بيان أنه "في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير ومحاولات استغلال الأحداث الأخيرة في سوريا، يبرز موقف وليد بك جنبلاط الرافض لتحويل الدروز إلى ورقة بيد إسرائيل كموقف وطني صادق يجسد الزعامات التي تُقدّم ثوابت الانتماء القومي على حسابات الظرف والاعتبارات الضيقة". وقال: "إن الدروز في لبنان وسوريا ليسوا فقط إخوة في المصير، بل هم ركن أصيل من الهوية الوطنية العربية الجامعة، وشركاء في صون وحدة هذه الأرض وكرامتها. ومن هنا، نهيب بالدولة السورية أن تقوم بكل ما هو لازم لحماية هذا المكوّن الكريم، واحتواء الأحداث، ومعالجة تداعياتها بحكمة ومسؤولية، لأن الفوضى لا تخدم إلا إسرائيل، أما الاستقرار فيرسخ وحدة المنطقة ويحمي نسيجها العربي".


صدى البلد
منذ 32 دقائق
- صدى البلد
إيران وإسرائيل .. مؤشرات على جولة تصعيد جديدة وتدخل صيني محتمل في المشهد
تصاعدت وتيرة التصريحات المتبادلة بين إيران وإسرائيل خلال الأيام الأخيرة، وسط تقارير دولية تُشير إلى اقتراب "جولة ثانية" من المواجهة العسكرية بين الجانبين، بعد أسابيع من الهدوء النسبي الذي أعقب وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منحه "الضوء الأخضر" لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، في حال واصلت طهران تطوير برنامجها النووي، مشيرة إلى أن ترامب "لا يعارض" الخطط الإسرائيلية، لكنه يفضل مواصلة الضغط عبر القنوات الدبلوماسية لتجنب تصعيد عسكري جديد في المنطقة. وتأتي هذه التطورات في وقت يُعيد فيه الطرفان تقييم مواقفهما بعد جولة سابقة من التصعيد العسكري، أدت إلى ضربات متبادلة طالت منشآت نووية ومواقع عسكرية في إيران، وردود صاروخية استهدفت العمق الإسرائيلي، إلى جانب تدخل محدود للقوات الأمريكية. الصراع والحرب النفسية فيما دخلت الصين على خط الصراع والحرب النفسية بين إيران وإسرائيل، حيث أبلغ وزير الخارجية الصيني، وانج يي، نظيره الإيراني اليوم الأربعاء، أن بلاده ستواصل دعم إيران في حماية سيادتها الوطنية وكرامتها، مؤكدًا معارضة الصين لما وصفه بـ"سياسات الهيمنة والاستقواء"، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية عقب جولة من المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، شدد وانج على أهمية التزام طهران بعدم تطوير أسلحة نووية، مع احترام حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مؤكدًا أن بكين مستعدة للعب دور بناء في تسوية الملف النووي الإيراني والحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. يأتي ذلك بعد أيام من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، حيث زار وزير الدفاع الإيراني عزيز نصر زاده الصين، للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، وعقد لقاءات جانبية مع مسؤولين عسكريين صينيين، وسط اهتمام إيراني بشراء المقاتلة J-10C. وكشفت مصادر إعلامية أن إيران تلقت شحنة بطاريات صواريخ أرض جو من الصين لإعادة بناء أنظمة دفاعية عقب الصراع الذي استمر لمدة 12 يومًا مع إسرائيل، وفقًا لتصريحات أوردتها وكالة أنباء "مهر" الإيرانية. وفي ظل الحديث عن تعاون عسكري متنامٍ بين بكين وطهران، سارعت الحكومة الصينية إلى نفي التقارير التي أشارت إلى تسليمها أنظمة دفاع جوي لإيران، أو إرسالها معدات تُستخدم في تصنيع الصواريخ، مؤكدة التزامها بوقف تصدير الأسلحة إلى الدول التي تعيش حالة حرب، وفرضها رقابة صارمة على المواد ذات الاستخدام المزدوج. إلا أن التقارير الغربية أشارت إلى وجود مؤشرات دعم عسكري صيني خلال المواجهات الأخيرة بين طهران وتل أبيب، حيث رُصدت طائرتا شحن صينيتان ضخمتان توجهتا إلى إيران، وأغلقتا إشارات التتبع الجوي لدى دخول المجال الجوي الإيراني. وكانت إسرائيل شنت في 13 يونيو حملة قصف استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، وأدت إلى مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين، في حين ردت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، وشهد النزاع تدخلًا أمريكيًا مباشرًا، حيث استهدفت غارات أمريكية موقع تخصيب اليورانيوم في فوردو، ومنشآت في أصفهان ونطنز، لترد إيران بقصف قواعد أمريكية في قطر والعراق دون تسجيل إصابات. وفي 24 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، بعد تصعيد كاد يشعل حربًا شاملة في المنطقة. الملف النووي الإيراني يعود للواجهة وقد أدى هذا التصعيد إلى تجميد المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، التي بدأت في أبريل بهدف إعادة إحياء اتفاق 2015، وتظل مسألة تخصيب اليورانيوم العائق الأكبر في تلك المحادثات، إذ تصر إيران على حقها في التخصيب، بينما تعتبر واشنطن هذا الأمر "خطاً أحمر". وتُعد إيران الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم أن سقف التخصيب المحدد في اتفاق 2015 كان 3.67% فقط، ويُشار إلى أن تصنيع سلاح نووي يتطلب تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، ما يثير مخاوف أوروبية وأمريكية متجددة


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
الجيش السوري ينسحب من السويداء تطبيقًا للإتفاق المبرم بين الدولة السورية ومشايخ العقل في المدينة وبعد انتهاء مهمته في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون
الجيش السوري ينسحب من السويداء تطبيقًا للإتفاق المبرم بين الدولة السورية ومشايخ العقل في المدينة وبعد انتهاء مهمته في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون آخر الأخبار مشاهدات عالية شارك