logo
م. هاشم نايل المجالي : التكنولوجيا والنفط.. من المتفوق؟

م. هاشم نايل المجالي : التكنولوجيا والنفط.. من المتفوق؟

أخبارنامنذ 2 أيام
أخبارنا :
لقد أصبح الاقتصاد المعرفي محرِّكاً رئيسياً للنمو الاقتصادي، ويعتمد بشكلٍ أساسي على تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الابتكار، فالتطوّر في التكنولوجيا أصبح له أثر كبير على الاقتصاد، وهناك دول استغلت هذا الانفتاح الرقمي من أجل تحقيق مصالح اقتصادية، والخروج من أزمات حقيقية، فالصناعات الإلكترونية الحديثة أصبحت تضاهي الصناعات في مجالات عديدة مثل صناعة الأسلحة أو غيرها، فالصين تُصدر أجهزة ومعدات إلكترونية متنوعة، صغيرة ومتوسطة، تسيطر من خلالها على الأسواق العربية بفوائدها العديدة.
كذلك التنافس في مجال الهواتف الحديثة، وشاشات التلفزيون، وغيرها، التي باتت تأخذ حيزاً كبيراً في ميزانية الاستهلاك السوقي والمنزلي والخدمي، وتؤثّر على الدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، تُشكّل أزمات حقيقية وواقعية في الدول، وتُضعف من اقتصادها، فالاستيراد لهذه الأجهزة بشكل كبير وغير عادي وغير منضبط يُشكّل خطراً كبيراً على الاقتصاد، وتحويل الأموال إلى خارج البلاد، ويُعتبر ذلك مكسباً كبيراً للدول المصنِّعة لهذه الإلكترونيات، واستطاعت أن تُخرج نفسها من العديد من الأزمات، خاصة توفر الأيدي العاملة الماهرة، وقطع الغيار، والصيانة. والمواطن في الدول النامية دائماً يبحث عن إشباع رغباته، والبحث عن حاجة جديدة، فبناء الإنسان في أي دولة هو المفتاح الرئيسي لتطوّر التكنولوجيا، والتعامل السليم معها، وتطويرها.
فالدول المتقدمة مثل الصين وألمانيا واليابان وغيرها، بعد الحرب العالمية الثانية وما لحق بها من دمار شامل، كان مفتاحها الرئيسي لإعادة البناء هو الاستثمار بالإنسان والانضباطية، فلقد أدركت بعد هذا الدمار وعبثية الحرب أن لا سبيل للنهوض من هذا الخراب إلا بالعلم والعمل، وتمّ العمل على بناء الإنسان أولاً، واستطاعت هذه الدول ردّ الكرامة والاعتبار، ولقد عملت على إيجاد (السوق الاجتماعي)، أي حرية السوق والاستثمار فيه، والاهتمام بالتوازي الاجتماعي، فكان التعليم العالي المجاني الذي يقدّم خدماته للطلبة برسوم رمزية، كذلك النظام الصحي لتلقّي العلاج المناسب مجاناً أو شبه رمزي، لا أن نجعل من التعليم حاجزاً من الصعب أن يتخطاه الطالب ليتقدّم إلى مستوى علمي متقدّم.
فتقديم الدعم والمساندة والمثابرة، وإتاحة فرص الاختبار والجودة والبحث العلمي، من أهم الأسباب المحفّزة لشبابنا نحو التطور العلمي والتقني.
لقد أصبح تطوّر الدولة يُقاس بحجم ما تملكه أو تُطبّقه من تقنية في قطاعاتها، ليُطلق عليها دولة متقدّمة. ــ الدستور
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شخصيات لها تاريخ «68» الشيخ المراغى.. الحائر بين قصـر عابدين والأزهر الشريف
شخصيات لها تاريخ «68» الشيخ المراغى.. الحائر بين قصـر عابدين والأزهر الشريف

بوابة ماسبيرو

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة ماسبيرو

شخصيات لها تاريخ «68» الشيخ المراغى.. الحائر بين قصـر عابدين والأزهر الشريف

انحاز للملك فاروق ضد النحاس باشا وانحاز إلى أحمد ماهر والنقراشى بهدف إضعاف حزب الوفد لمصلحة قصر عابدين تولى مشيخة الأزهر فى العام 1928 واختلف مع الملك فؤاد وفى العام 1935 عاد لمنصبه بعد ثورة طلبة الأزهر التى طالبت بعودته هاجم مكرم عبيد واعتبر وجوده فى منصب« سكرتير الوفد» هيمنة قبطية على المناصب الكبرى فى الحزب الحيرة فى تاريخ "الشيخ المراغى" تكاد أن تكون القانون الحاكم لها، فهو مصلح كبير فى المحاكم الشرعية والأزهر الشريف، ومنحاز للملك فاروق ضد حزب الوفد، انحيازه أوصله إلى حد العداء للشعب، لأنه رفض "سيادة روح الدستور" واختار "سيادة قصر عابدين" والجالس على العرش، وتاريخه المُدوَّن شاهد على الحيرة، فهو فى نظر "شعب الأزهر" مصلح وقائد ثورة علمية وإدارية، وفى نظر "شعب مصر" رجل سياسة يتدثر بالدين ويزعم أنه من مدرسة "الإصلاح بالحاكم" التى ابتدعها الإمام محمد عبده الذى أحدث الإصلاح فى الأزهر معتمداً على دعم "الخديو عباس حلمى الثانى" ولكن هذا الإصلاح مات فى مهده بموت الإمام، وطرد "عباس" من قصر عابدين، وجاء ـ المراغى ـ برؤية جديدة وحيرة تغلف روحه، فأصاب وأخطأ، أصاب فى الأزهر، وأخطأ فى حق الشعب باقترابه من فاروق والمندوب السامى البريطانى .. من المهم أن يعرف القارئ العزيز أن "المراغى" نسبة إلى قرية "المراغة" وهى فى الوقت الحالى مركز إدارى يتبع محافظة سوهاج، ويشكّل مع مركز "طهطا" و"طِما" و"جهينة" الموطن الذى اختارته قبائل تغريبة "بنى هلال" العائدة من بلاد المغرب العربى والأندلس مقراً لها، وفى هذا الموطن جماعات كبيرة من "الأشراف" من عِترة الرسول الأعظم، منهم الحسينى ومنهم الحسنى، فالشيخ رفاعة الطهطاوىّ ينتمى إلى الحسن بن على، والشيخ المراغى ينتمى إلى الحسين، صلوات الله على جدهم النبى الخاتم، وهذه الجماعة "الشريفة" احترفت حرفة العلم الدينى، وامتازت على العرب بقربها من النبى واتصالها بالنسب الطاهر، وهؤلاء لهم مهابة وقداسة عند المسلمين كافة، وكانت "المراغة" فى القرن التاسع عشر قرية صغيرة، وفى القرن العشرين تمددت، واستقلت عن "طهطا" وأصبحت "سوهاج" عاصمة المحافظة، بعد أن كانت "جِرجَا " هى "عاصمة المديرية" قبل دخول كلمة "محافظة" فى سجل الحُكم المحلى، وفى الفترة التى نبغ فيها الطالب الأزهرى "محمد مصطفى المراغى" وحصل على "العالِميّة" كان هناك شيخ آخر يجلس بالقرب من عباس حلمى الثانى "خديو مصر الأخير" اسمه "الشيخ على يوسف" درس فى الأزهر واحترف صناعة الصحف، وهو من قرية "بلصفورة" التى تتبع "سوهاج" وقبلهما كان "رفاعة الطهطاوى" الرائد الذى نبغ فى الأزهر، وسافر إلى باريس فى زمن "محمد على" وعاد ليقود "النهضة" ويفتح الأبواب التى أغلقها "المماليك" و"العثمانيون" ويمنح النابغين من أبناء القرى والعزب مفتاح الأمل، ويلهم الحالمين منهم بالنموذج، نموذج العالِم الذى بلغ بعلمه وحده المرتبة العليا وأصبح من خِلصاء السلطان.. لكن الحال فى زمن "محمد مصطفى المراغى" لم يكن مطابقاً الحال الذى كان فى زمن "رفاعة الطهطاوى" أو زمن "الشيخ على يوسف" فهو من مواليد العام 1881 العام الذى تفجرت فيه "الثورة العرابية"، ولقى ربه فى العام 1945 أى فى العام الذى انتهت فيه الحرب العالمية الثانية التى أهلكت الحرث والنسل والبلاد والعباد، وعانت "مصر" خلالها الشقاء والجوع، بحكم خضوعها لجيش الاحتلال البريطانى، الذى كان يحارب جيوش المحور على أرضنا، ويسرق أقوات أهلنا ويستخدم جنودنا وسلاحنا فى حربه، وكان "الأزهر الشريف" مركزاً من مراكز الثورة فى زمن العرابيين، وكذلك فى زمن ثورة 1919، وكان من رجال الأزهر شيخ حائر بين الثورة والإصلاح، هو "الإمام محمد عبده" وهو الذى غرس بذرة الإصلاح فى صحن الجامع الأزهر، وبه تأثر "الشيخ المراغى" وهو من امتحنه فى امتحان "العالِميّة" واستضافه فى بيته إعجاباً بنبوغه، ونمت بينهما روابط المحبة، وكان نهج ـ محمد عبده ـ هو إصلاح الأزهر، لأنه كان يرى أن صلاح الأمة الإسلامية ينبع من صلاح الجامع الأزهر، واستطاع أن يحقق بعض ما تمنّى فى زمن الخديو عباس حلمى الثانى حسب قول المستشرق "تشارلز آدمس" فى كتابه "الإسلام والتجديد فى مصر" الذى ترجمه "عباس محمود" .. ـ كان الشيخ "محمد عبده" يعتقد أنه إذا أصلح الأزهر، فقد أصلح حال المسلمين، وكان يتمنى لو أنه استطاع إصلاح الإدارة والتعليم فيه، ووسَّع من مناهجه حتى تشمل بعض العلوم الحديثة، وتَقوىَ وجوه الشبه بينه وبين غيره من الجامعات الأوربية، بل كان يود فوق ذلك، لو أنه استطاع أن يجعل للإسلام طابعاً جديداً، وأن يصلحه داخل حدود "الأزهر" نفسه، وهو مهبط العلوم الدينية ومركزها القوىّ، ويومئذ يحق له أن يتوقّع نشر هذه الإصلاحات فى مصر وفى العالم الإسلامى كله، ولمّا عاد ـ الشيخ ـ من منفاه استأنف جهاده فى هذا السبيل وسعى فى إقناع الشيخ "محمد الإنبابى" شيخ الأزهر حينذاك، بإدخال بعض العلوم الحديثة فى مناهجه وأدرك من المعارضة التى كان يلقاها أن جهوده فى إصلاح الأزهر لن تثمرإلا إذا كان مُؤيَّداً من أمير البلاد، ولكن "الخديو توفيق" ضَنَّ عليه بهذا التأييد، فلمّا تُوفّى "توفيق" وخلفه ولده "عباس حلمى الثانى" تقدم ـ الشيخ ـ إليه بخطة إصلاح الأزهر، ووفّق إلى استصدار قانون تمهيدى فى 15 يناير 1895 فشكّل مجلساً لإدارة الأزهر من كبار شيوخه الذين يمثلون المذاهب الأربعة ومثَّل "الحكومة" فيه الشيخ محمد عبده، وصديقه الشيخ "عبد الكريم سلمان"، ومع أن ـ محمد عبده ـ كان مؤيداً من الخديو عباس معزّزاً بسلطان الحكومة إلا أنه أحب أن يجرى الإصلاح بإقناع شيوخه فبدأ باستمالتهم بزيادة رواتبهم، ثم وجّه عنايته إلى مساكن "المجاورين" الذين يعيشون على "جِرَاية " لاتكفيهم فسعى إلى زيادتها . وهذا النهج الإصلاحى هو نفسه الذى اتبعه "الشيخ المراغى" وهو الشيخ الذى تولى مشيخة الأزهر مرتين، الأولى فى العام 1928 وانتهت فى العام 1930 وكان فيها المصلح الذى يريد الإصلاح، والظروف المحيطة تقاومه نهجه.. ثورة الأزهر الشيخ خالد محمد خالد، هو واحد من تلاميذ الشيخ المراغى وكان من الأزهريين الذين طالبوا بعودة ـ الشيخ ـ إلى مشيخة الأزهر وفى مذكراته التى حملت عنوان "قصتى مع الحياة" رسم ـ الشيخ خالد ـ مشهد ثورة الأزهرالتى أرغمت "الملك فؤاد" على استدعاء المراغى وتعيين شيخاً للجامع الأزهر: ـ الإمام المراغى، كنت ولا أزال أقول عنه إنه جاء الحياة ليمثّل عظمة الأزهر وجلال العلم وكبرياء العلماء، كنا نعرف ونحن طلاب أنه الرجل الذى يحمل استقالته فى جيبه، لتكون رهن أنامله حين يتعرض شخصه أو منصبه لغَمزٍ أو تطاولٍ، وفى مشيخته الأولى التى لم يمكث فيها سوى عامين اثنين، فقد شجر خلاف بينه وبين ملك مصر "فؤاد" فى العام 1930 وترك استقالته وغادر منصبه قوياً أبيّاً، تاركاً الدرس لمن يريد أن يفهم أن "صحن الأزهر" أنقى وأبقى وأعظم وأكرم من "قصر عابدين"وأن شيخ الأزهر بما يحمل من رسالة هو أيضاًـ وفى أعلى مستوى ـ صاحب جلالة .. ويضيف الشيخ خالد محمد خالد قوله عن الشيخ المراغى: ـ آتاه الله بسطةً فى الجسم والعلم، وكان لتكوينه المنظور إيقاع متناسق وفريد، فهو فى مشيته وحركته وابتسامته وصوته المتأنّق فى غير تصنّع أو تكلُّف، وكلماته التى تنحدر فى هدوء ودِعَةٍ وبريقٍ كأنها لؤلؤ منثور، ووجهه المشع ُّ هيبةً وجلالاً رغم سُمرته، كأنما أُختير من بين ملايين الوجوه ليكون وجه "محمد مصطفى المراغى" ينفرد به ويتمم كماله الخَلْقى والخُلُقىّ، ولعل من أصدق ما وُصِف به الإمام الأكبر قول "مكرم عبيد" فى رثائه: ـ كان إذا تكلّم أقنع، وإذا سَكَتَ أسمع.. ولم أحظَ بلقاءٍ شخصىٍّ مع إمامنا "المراغى" إلا مرة واحدة، وذلك حين أخرجتُ مجلة "صيحة الأزهر" وتمنيّت أن يشرّفها بكلمة منه فى عددها الأول..، أما "ثورة الأزهر" فهى بدأت بالتململ، ثم الرفض، ثم إعلان المطالب، ثم تنظيم الصفوف، ثم فرض الحق المُرتَجىَ، ثم الإضرابات والمظاهرات، ثم المقاومة الباسلة، ثم مجابهة السلطة بالقوّة حتى استخدام السلاح، وقبل ذلك كان التصميم على النصر والقسم على بلوغه مهما يكن الثمن، وحين هتف "الباقورى" من فوق منبر الأزهر: ـ إمّا تحت راية المراغى، وإمّا إلى القرى ننفع الأهل وينتفع بنا الوطن.. كان ـ الباقورى ـ يقدم أجمعَ صيغة لميثاق الثورة، وأروع تصميم على بلوغ غايتها..ولكن لماذا كانت الثورة؟ ..على أثر استقالة "الإمام المراغى" عام 1930، خَلَفه فى منصب المشيخة "الإمام الظواهرى" رحمهما الله تعالى وأحبَّ "الملك فؤاد" الشيخ الظواهرى خلال السنوات التى شغل فيها منصب شيخ الأزهر، كان "الظواهرى" وديعاً مُطيعاً، وكنا نسمع أن الملك فؤاد يتفاءل به وبصالح دعواته، وكان المأخذ الأكبر عليه، هو "التقتير" على العلماء الذين لم يكن يتجاوز راتب الحديثين منهم ثلاثة جنيهات، بينما يكون هناك فائض فى ميزانية الأزهر يرده الشيخ آخر السنة إلى وزارة المالية..، كان علم الثورة المرفوع هو "المراغى" الذى كان اسمه يمثّل نداء النجدة للذين طال عليهم الأَمَد وهم مظلومون، وشُكِّلت لجان الثورة فى كل المعاهد والكليات، وشُكِّل الاتحاد برئاسة الشيخ "الباقورى" ونائبه الشيخ "محمد نايل" وعضوية نَفَرٍ من الطلبة النُّجباء، وكان الشيخان ـ الباقورى ونايل ـ طالبين فى السنة النهائية للتخصص. الأستاذ الأكبر قصة كفاح ـ الشيخ المراغى ـ هى قصة النبوغ والتفوق، وهناك كتاب مهم يرصد قصة حياته، كتبه "أنور الجندى" فى العام 1952 وأصدرته "دار المعارف ـ القاهرة" أى بعد رحيل ـ الأستاذ الأكبر بسبع سنوات، احتوى الكتاب تفاصيل نبوغ ونجاح ـ المراغى ـ فى المناصب والمواقع التى تولاها: ـ تاريخ "الإمام المراغى" كله يدل على النبوغ والتفوق وقد بدا هذا جليّاً منذ أيام الدروس الأولى فى الأزهر، فقد عُرِف عنه أنه كان لا يحضر إلا الدروس الرئيسية وحدها، ثم ينصرف إلى الدراسة الخاصة التى كان يرتبها وفق حاجاته العلمية، وقد أتاح له هذا الاتجاه أن يدرس عدة سنوات دراسية فى سنة واحدة، فكان أصغر من حَمَل "العالِميّة" إذ حصل عليها وسِنّه ثلاثة وعشرون سنة، وظل طوال حياته على هذا النهج، فكان أصغر من وَلِىَ القضاء وقاضى القضاة، وعضو المحكمة الشرعية، ورئيس المحكمة الشرعية، ورئيس المحكمة العليا، وأصغر من أحرز عضوية هيئة كبار العلماء وأصغر شيوخ الأزهر سنّاً، ولم يتوقف عن جهاده فى سبيل الوطن والعقيدة والأزهر، ولم يدع فرصة من الفرص يمكن أن يعلن فيها اسم مصر أو الإسلام عالياً إلا انتهزها وأخذ منها بأوفى نصيب، وهو الذى وقف فى وجه عاصفة "التبشير المسيحى" التى اجتاحت مصروالشرق، وهو الذى أدخل العلوم الحديثة واللغات الأوربية إلى الأزهر، وهو الذى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، وهو الذى دعا إلى ترجمة القــرآن، وهو الذى ألغى الطلاق "ثلاث مرات" فى مرة واحدة. وفى السودان، كانت للشيخ المراغى حكايات ومعارك من أجل رفعة القضاء الشرعى فيه وترقية المستوى العلمى لقضاته، فقد ولى منصب "قاضى القضاة" ومنح قضاة القُطر الشقيق من علمه ووقته، واستقدم قضاة مصريين للعمل معه، وكان هو المشرف على القسم الشرعى فى "كلية غوردون" حتى يضمن تخريج قضاة يخدمون الناس بعلم وافر، وكان رمزاً للنزاهة والتَّرفُّع، فلم يسع لكسب المال، بل سعى لحفظ كرامة المسلمين وعمل على نشرالإسلام، ومن الحكايات التى حكاها ـ عبد الحميد رشوان ـ الذى عمل معه قرابة أربعين عاماً، أنه استعاد "الأوقاف" التى سلبها الإنجليز، واعتنى بمسجد "الخرطوم" الذى أنشأته وزارة الأوقاف المصرية، وعندما تفجرت ثورة 1919 كتب بخط يده بياناً وأمضاه، دعا فيه الناس للمساهمة المالية لدعم الثورة، وقد أُرسِل هذا البيان إلى كافة أنحاء السودان، وتبرع المصريون والسودانيون للثورة، وأبرق ـ المراغى ـ إلى "محمود سليمان باشا" رئيس اللجنة المركزية للوفد فى القاهرة وأعلمه بوجود المال الذى تبرع به الناس، وانتهى الأمر إلى إرسال المبلغ مع "محمد العشماوى" القاضى المدنى بالخرطوم، على أن يتم توزيعه على الجمعيات الخيرية الإسلامية والقبطية فى مصر وتولى الجمعيات توزيعه على المنكوبين والمحتاجين الذين أضيروا من أحداث الثورة . ××ويروى أنورالجندى فى كتابه "الإمام المراغى" حكاية تدل على وفاء المروى عنه لذكرى أستاذه "الشيخ محمدعبده" فيقول : ـ كانت السيدة "رضا بنت سعدبن حمادة" حرم الأستاذ الشيخ محمد عبده تأخذ معاشاً شهرياً قدره "جنيه ونصف" فى الشهرـ من الحكومة ـ وبعض مرتبات من الجمعية الخيرية الإسلامية والخاصة الملكية، لا تتجاوز فى مجموعها الثلاثين جنيهاً، وكانت سيدة كريمة لا ترد سائلاً، وكانت تتردد عليها كثيرات من المحتاجات حتى ركبتها الديون واستدانت أكثر من ثلاثمائة جنيه، وكانت هناك سيدات كريمات منهن والدة المغفورله "محمد محمود باشا" يساعدنها على سبيل القرض، حتى استبد بها الحال، وعلم ـ المراغى ـ بما تعيشه السيدة حرم أستاذه، واستطاع أن يتواصل مع "على ماهر باشا" وكان وزيراً للمالية فى حكومة "محمد محمود باشا، ورفع قيمة المعاش من "جنيه ونصف" إلى خمسة عشر جنيهاً، ومنح السيدة "رضا" فى يدها مبلغ خمسمائة جنيه لتسدد ديونها، وسددت السيدة ما عليها، ثم عاجلها الموت رحمها الله. إصلاح الأزهر وكانت عودة الشيخ المراغى إلى مشيخة الأزهر، وحصوله على لقب الأستاذ الأكبرثمرة ثورة الأزهريين الذين أرغموا بنضالهم الملك فؤاد على إعادة الشيخ إلى منصبه، وحقق الشيخ ما تمناه أستاذه ـ الإمام محمد عبده ـ فجعل الأزهر ثلاث كليات هى "اللغة العربية والشريعة وأصول الدين، وجعل فى الكليات تخصصات ولغات أجنبية، وجعل الابتدائى والثانوى فى معاهد مخصوصة، وحدد سنوات الدراسة فى كل مرحلة، واهتم بالوعظ والإرشاد والفتوى، وجعل التوعية بالإسلام مهمة الأزهر و جعل الأزهريين يعيشون العصر بدلاً عن القطيعة معه وهو نفسه القائل فى كلمة له: ـ الأزهر هو البيئة التى يُدرس فيها الإسلام الذى أوجد أمماً من العدم، وخُلِقت تحت لوائه مدينة فاضلة، وكان له الأثر الضخم فى الأرض، فهو يوحى بطبعه إلى شيوخه وأبنائه واجبات إنسانية ويُشعرهم بفروض صورية ومعنوية، يُعَدُّون قاصرين آثمين أمام الله والناس إذا تهاونوا فى أدائها وإنهم لا يستطيعون أداء الواجب لربهم ودينهم ولعهدهم وأنفسهم إلا إذا فهموا هذا الدين وأجادوا معرفته ولغته وفهموا روح الاجتماع واستعانوا بمعارف الماضين. والشيخ المراغى رحمه الله كان يرى أن الأزهر دوره كبير فى تعليم الأمم الإسلامية المعارف وهدايتها إلى أصول الدين، وعرض الإسلام على الأمم غير المسلمة عرضاً صحيحاً فى ثوب نقى خالٍ الغواشى المشوِّهة لجماله والعمل على إزالة الفوارق المذهبية أو تضييق شُقَّة الخلاف بينها. مع الملك فاروق دكتور عبد العظيم رمضان -أستاذ التاريخ الحديث- قدم فى كتابه "الصراع بين الوفد والعرش" التحليل الدقيق لموقف الشيخ المراغى من قصر عابدين، فى عهدى الملك فؤاد والملك فاروق: ـ استمرت علاقة التحالف بين القصر والأزهر طوال عهد الملك فؤاد، ونظراً لأن القصر كان على علاقة تحالف أخرى مع الإنجليز فى إطار متطلبات المصالح البريطانية، فلم يكن هناك مفر من أن يتأثر الأزهر بهذه العلاقة، ولذلك حين اتجهت السياسة البريطانية فى ربيع 1935 ـ تحت ضغط الحركة الوطنية ـ إلى تقديم ترضيات للجماهير المصرية على حساب القصر، فرضت على الملك فؤاد إخراج "الشيخ الظواهرى" من منصب شيخ الأزهر وتعيين الشيخ "مصطفى المراغى" ولم يجد مفراً من إجابة الطلب، وعلى هذا النحو عندما اعتلى "فاروق" العرش، كان الشيخ المراغى على صلة صداقة بالسلطات البريطانية منذ أن كان موظفاً كبيراً فى السودان، وكان من الطبيعى أن تلعب العلاقة الجديدة بين الشيخ المراغى والملك فاروق دوراً فى الصراع الدائر بين القصروالوفد، فقد أيَّد الأزهر فكرة إقامة حفلة دينية فى القلعة بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، يُقلد فيها شيخ الأزهر ـ الملك فاروق ـ سيف جدّه محمد على، ويؤم "فاروق" الملك الصبى الناس على اعتبار أنه الإمام الذى ينوب عنه الأئمة وتصدر باسمه أحكام الشريعة، وكان الغرض من هذه الحفلة هو تدعيم "فاروق" وتهيئة السبيل لتنصيبه خليفةً، وكانت الدعوة للخلافة الإسلامية تجرى فى ذلك الحين على قدم وساق من جانب الأزهر ومن جانب "الإخوان المسلمين" الذين زحفت جموعهم يوم مباشرة الملك فاروق سلطته الدستورية تبايعه على كتاب الله وسنة رسوله، لكن "النحاس" وقف موقفاً صلباً فى وجه هذا الغرض. وكانت معركة ثانية بين الشيخ المراغى شيخ الأزهر و زعيم الوفد "النحاس باشا" لمناسبة سفرـ النحاس، إلى مؤتمر مونترو الخاص بإلغاء الامتيازات الأجنبية، فقد شارك فى حملة تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية على الأجانب المقيمين فى مصر بعد إلغاء المحاكم المختلطة وهى إحدى مظاهر الامتيازات الممنوحة للأجانب، وبالطبع هذا المطلب لن يرضى عنه الأجانب فتقع المعركة بين الوفد وممثلى الدول الأوربية ويتعطل القرار وتبدو حكومة الوفد فاشلة فى عيون الشعب المصرى، وكانت معركة ثالثة ضد "جناح النحاس ومكرم عبيد" لصالح جناح "أحمد ماهر والنقراشى" زعم فيها ـ الشيخ المراغى ـ أن الوفد خاضع للسيطرة القبطية وهى نفس المقولة التى كان يرددها "ماهر والنقراشى" وهذا الموقف يخدم "الملك فاروق" فى النهاية.

السفير الأمريكي في تل أبيب: حماس لا مستقبل لها بغزة وترمب يقود الشرق الأوسط نحو نقطة تحوّل تاريخية
السفير الأمريكي في تل أبيب: حماس لا مستقبل لها بغزة وترمب يقود الشرق الأوسط نحو نقطة تحوّل تاريخية

رؤيا

timeمنذ 5 ساعات

  • رؤيا

السفير الأمريكي في تل أبيب: حماس لا مستقبل لها بغزة وترمب يقود الشرق الأوسط نحو نقطة تحوّل تاريخية

مايك هاكابي: الرئيس ترمب يريد إنهاء الحرب ونتنياهو يريد ذلك زعم السفير الأمريكي لدى تل أبيب، مايك هاكابي، أن حركة حماس "لا مستقبل لها في غزة"، مدعيا أن المسؤولية في وقف إطلاق النار باتت الآن بالكامل على عاتق الحركة، بعد أن وافقت تل أبيب على عرض هدنة لمدة 60 يومًا، وفقًا لما أعلنه الرئيس دونالد ترمب. وزعم هاكابي، في مقابلة مع القناة 12 العبرية الخميس، إن "الرئيس ترمب يريد إنهاء الحرب، ونتنياهو يريد ذلك، وكذلك الشعبان الأمريكي و"الإسرائيلي"، لكن حماس وحدها تعرقل هذا المسار"، مضيفًا: "يجب على حماس أن تفهم أن الأمر قد انتهى". اقرأ أيضاً: ترمب: اتصالي مع بوتين لم يحقق تقدمًا وأريد أن أرى أهل غزة آمنين وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر أن حماس لم تعد طرفًا مقبولًا في مستقبل غزة، قائلاً: "الاعتقاد بأن حماس ستبقى في غزة يشبه القول إن النازيين كان يمكنهم البقاء في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية". وحول تفاصيل صفقة المحتجزين، لم يؤكد السفير الإفراج عن جميع المحتجزين، لكنه قال: "أي تقدم أفضل من الجمود"، لافتًا إلى أن اللقاءات الثلاثة التي جمعت ترمب بنتنياهو منذ يناير تعكس "شراكة حقيقية وليست مجرد تحالف". تهديدات حازمة لإيران وفيما يخص إيران، أكد هاكابي أن الرئيس ترمب ملتزم تمامًا بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وقال: "تفجيرات فوردو ونطنز كانت رسالة واضحة، ومن لا يفهم الرسالة عليه أن ينظر حوله جيدًا"، مشيرًا إلى أن أي محاولة إيرانية لإحياء المشروع النووي ستواجه بردّ صارم. تعاطف شخصي مع نتنياهو وتطرق السفير إلى قضية محاكمة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن منشورات ترمب في هذا الشأن تعبّر عن "تعاطف شخصي وليس تدخلًا"، موضحًا أن "الرئيس ترمب يرى نمطًا مشابهًا لما يتعرض له من ملاحقات قانونية في الولايات المتحدة". شرق أوسط جديد يلوح في الأفق واختتم هاكابي المقابلة بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية تقترب من "نقطة تحوّل تاريخية" في الشرق الأوسط، قائلًا: "نحن لا نتحدث فقط عن هدنة في غزة، بل عن إعادة تشكيل للنظام الإقليمي. توسع اتفاقيات إبراهيم أصبح وشيكًا وسيشمل دولًا لم تكن ضمن الحسابات قبل أشهر".

فنون / أستاذ علوم سياسية: المجتمع الدولي أثبت عجزه الكامل عن ردع إسرائيل أو محاسبتها
فنون / أستاذ علوم سياسية: المجتمع الدولي أثبت عجزه الكامل عن ردع إسرائيل أو محاسبتها

خبر مصر

timeمنذ 10 ساعات

  • خبر مصر

فنون / أستاذ علوم سياسية: المجتمع الدولي أثبت عجزه الكامل عن ردع إسرائيل أو محاسبتها

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن المجتمع الدولي أثبت عجزه الكامل عن ردع إسرائيل أو محاسبتها، مؤكدًا أن الأمم المتحدة فقدت فعاليتها، وأصبحت قراراتها غير مُلزمة ولا تُنفّذ، وذلك في ظل الحماية الأميركية المطلقة لتل أبيب. وأضاف خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، تعليقًا على دعوة مقررة أممية لحظر شامل ضد إسرائيل، أن ما ترتكبه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية لا يمكن وصفه إلا بـ"البلطجة"، موضحًا أن هذه الممارسات تحظى بدعم أميركي مباشر، بما في ذلك تمرير صفقات سلاح في الوقت ذاته الذي يُناقش فيه وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي باتت صارخة، متسائلًا عن جدوى الدعوات الأممية في ظل الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون يوميًا في غزة والضفة الغربية، سواء من تدمير أو تهجير أو معاناة إنسانية. وأوضح د. سلامة أن النظام الدولي الحالي بُني بعد الحرب العالمية الثانية ليخدم مصالح الدول الكبرى، وهو ما يمنح الولايات المتحدة القدرة على تعطيل أي محاسبة حقيقية لإسرائيل، حتى في وجود أدلة واضحة على ارتكابها جرائم حرب. ولفت إلى أن واشنطن وصلت إلى حد فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية عندما شرعت في فتح تحقيقات ضد إسرائيل. كما حذر من محاولات متعمدة لتقزيم القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية سياسية إلى مجرد أزمة إنسانية، في مسعى لإلغاء حق العودة وتصفية عمل مؤسسات مثل "الأونروا"، عبر خلق بدائل أمنية أو مقاولين يتولون تقديم المساعدات بما يخدم رواية الاحتلال. واختتم د. حسن سلامة بالتأكيد على أن ما يجري هو صراع على الهوية والحقوق الوطنية، لا يمكن حصره في الجانب الإنساني فقط، وأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تاريخية في دعم منظومة الاحتلال وتقويض كل آليات العدالة الدولية. بتاريخ: 2025-07-03

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store