logo
شخصيات لها تاريخ «68» الشيخ المراغى.. الحائر بين قصـر عابدين والأزهر الشريف

شخصيات لها تاريخ «68» الشيخ المراغى.. الحائر بين قصـر عابدين والأزهر الشريف

بوابة ماسبيرومنذ 2 أيام
انحاز للملك فاروق ضد النحاس باشا وانحاز إلى أحمد ماهر والنقراشى بهدف إضعاف حزب الوفد لمصلحة قصر عابدين تولى مشيخة الأزهر فى العام 1928 واختلف مع الملك فؤاد وفى العام 1935 عاد لمنصبه بعد ثورة طلبة الأزهر التى طالبت بعودته هاجم مكرم عبيد واعتبر وجوده فى منصب« سكرتير الوفد» هيمنة قبطية على المناصب الكبرى فى الحزب
الحيرة فى تاريخ "الشيخ المراغى" تكاد أن تكون القانون الحاكم لها، فهو مصلح كبير فى المحاكم الشرعية والأزهر الشريف، ومنحاز للملك فاروق ضد حزب الوفد، انحيازه أوصله إلى حد العداء للشعب، لأنه رفض "سيادة روح الدستور" واختار "سيادة قصر عابدين" والجالس على العرش، وتاريخه المُدوَّن شاهد على الحيرة، فهو فى نظر "شعب الأزهر" مصلح وقائد ثورة علمية وإدارية، وفى نظر "شعب مصر" رجل سياسة يتدثر بالدين ويزعم أنه من مدرسة "الإصلاح بالحاكم" التى ابتدعها الإمام محمد عبده الذى أحدث الإصلاح فى الأزهر معتمداً على دعم "الخديو عباس حلمى الثانى" ولكن هذا الإصلاح مات فى مهده بموت الإمام، وطرد "عباس" من قصر عابدين، وجاء ـ المراغى ـ برؤية جديدة وحيرة تغلف روحه، فأصاب وأخطأ، أصاب فى الأزهر، وأخطأ فى حق الشعب باقترابه من فاروق والمندوب السامى البريطانى ..
من المهم أن يعرف القارئ العزيز أن "المراغى" نسبة إلى قرية "المراغة" وهى فى الوقت الحالى مركز إدارى يتبع محافظة سوهاج، ويشكّل مع مركز "طهطا" و"طِما" و"جهينة" الموطن الذى اختارته قبائل تغريبة "بنى هلال" العائدة من بلاد المغرب العربى والأندلس مقراً لها، وفى هذا الموطن جماعات كبيرة من "الأشراف" من عِترة الرسول الأعظم، منهم الحسينى ومنهم الحسنى، فالشيخ رفاعة الطهطاوىّ ينتمى إلى الحسن بن على، والشيخ المراغى ينتمى إلى الحسين، صلوات الله على جدهم النبى الخاتم، وهذه الجماعة "الشريفة" احترفت حرفة العلم الدينى، وامتازت على العرب بقربها من النبى واتصالها بالنسب الطاهر، وهؤلاء لهم مهابة وقداسة عند المسلمين كافة، وكانت "المراغة" فى القرن التاسع عشر قرية صغيرة، وفى القرن العشرين تمددت، واستقلت عن "طهطا" وأصبحت "سوهاج" عاصمة المحافظة، بعد أن كانت "جِرجَا " هى "عاصمة المديرية" قبل دخول كلمة "محافظة" فى سجل الحُكم المحلى، وفى الفترة التى نبغ فيها الطالب الأزهرى "محمد مصطفى المراغى" وحصل على "العالِميّة" كان هناك شيخ آخر يجلس بالقرب من عباس حلمى الثانى "خديو مصر الأخير" اسمه "الشيخ على يوسف" درس فى الأزهر واحترف صناعة الصحف، وهو من قرية "بلصفورة" التى تتبع "سوهاج" وقبلهما كان "رفاعة الطهطاوى" الرائد الذى نبغ فى الأزهر، وسافر إلى باريس فى زمن "محمد على" وعاد ليقود "النهضة" ويفتح الأبواب التى أغلقها "المماليك" و"العثمانيون" ويمنح النابغين من أبناء القرى والعزب مفتاح الأمل، ويلهم الحالمين منهم بالنموذج، نموذج العالِم الذى بلغ بعلمه وحده المرتبة العليا وأصبح من خِلصاء السلطان..
لكن الحال فى زمن "محمد مصطفى المراغى" لم يكن مطابقاً الحال الذى كان فى زمن "رفاعة الطهطاوى" أو زمن "الشيخ على يوسف" فهو من مواليد العام 1881 العام الذى تفجرت فيه "الثورة العرابية"، ولقى ربه فى العام 1945 أى فى العام الذى انتهت فيه الحرب العالمية الثانية التى أهلكت الحرث والنسل والبلاد والعباد، وعانت "مصر" خلالها الشقاء والجوع، بحكم خضوعها لجيش الاحتلال البريطانى، الذى كان يحارب جيوش المحور على أرضنا، ويسرق أقوات أهلنا ويستخدم جنودنا وسلاحنا فى حربه، وكان "الأزهر الشريف" مركزاً من مراكز الثورة فى زمن العرابيين، وكذلك فى زمن ثورة 1919، وكان من رجال الأزهر شيخ حائر بين الثورة والإصلاح، هو "الإمام محمد عبده" وهو الذى غرس بذرة الإصلاح فى صحن الجامع الأزهر، وبه تأثر "الشيخ المراغى" وهو من امتحنه فى امتحان "العالِميّة" واستضافه فى بيته إعجاباً بنبوغه، ونمت بينهما روابط المحبة، وكان نهج ـ محمد عبده ـ هو إصلاح الأزهر، لأنه كان يرى أن صلاح الأمة الإسلامية ينبع من صلاح الجامع الأزهر، واستطاع أن يحقق بعض ما تمنّى فى زمن الخديو عباس حلمى الثانى حسب قول المستشرق "تشارلز آدمس" فى كتابه "الإسلام والتجديد فى مصر" الذى ترجمه "عباس محمود" ..
ـ كان الشيخ "محمد عبده" يعتقد أنه إذا أصلح الأزهر، فقد أصلح حال المسلمين، وكان يتمنى لو أنه استطاع إصلاح الإدارة والتعليم فيه، ووسَّع من مناهجه حتى تشمل بعض العلوم الحديثة، وتَقوىَ وجوه الشبه بينه وبين غيره من الجامعات الأوربية، بل كان يود فوق ذلك، لو أنه استطاع أن يجعل للإسلام طابعاً جديداً، وأن يصلحه داخل حدود "الأزهر" نفسه، وهو مهبط العلوم الدينية ومركزها القوىّ، ويومئذ يحق له أن يتوقّع نشر هذه الإصلاحات فى مصر وفى العالم الإسلامى كله، ولمّا عاد ـ الشيخ ـ من منفاه استأنف جهاده فى هذا السبيل وسعى فى إقناع الشيخ "محمد الإنبابى" شيخ الأزهر حينذاك، بإدخال بعض العلوم الحديثة فى مناهجه وأدرك من المعارضة التى كان يلقاها أن جهوده فى إصلاح الأزهر لن تثمرإلا إذا كان مُؤيَّداً من أمير البلاد، ولكن "الخديو توفيق" ضَنَّ عليه بهذا التأييد، فلمّا تُوفّى "توفيق" وخلفه ولده "عباس حلمى الثانى" تقدم ـ الشيخ ـ إليه بخطة إصلاح الأزهر، ووفّق إلى استصدار قانون تمهيدى فى 15 يناير 1895 فشكّل مجلساً لإدارة الأزهر من كبار شيوخه الذين يمثلون المذاهب الأربعة ومثَّل "الحكومة" فيه الشيخ محمد عبده، وصديقه الشيخ "عبد الكريم سلمان"، ومع أن ـ محمد عبده ـ كان مؤيداً من الخديو عباس معزّزاً بسلطان الحكومة إلا أنه أحب أن يجرى الإصلاح بإقناع شيوخه فبدأ باستمالتهم بزيادة رواتبهم، ثم وجّه عنايته إلى مساكن "المجاورين" الذين يعيشون على "جِرَاية " لاتكفيهم فسعى إلى زيادتها .
وهذا النهج الإصلاحى هو نفسه الذى اتبعه "الشيخ المراغى" وهو الشيخ الذى تولى مشيخة الأزهر مرتين، الأولى فى العام 1928 وانتهت فى العام 1930 وكان فيها المصلح الذى يريد الإصلاح، والظروف المحيطة تقاومه نهجه..
ثورة الأزهر
الشيخ خالد محمد خالد، هو واحد من تلاميذ الشيخ المراغى وكان من الأزهريين الذين طالبوا بعودة ـ الشيخ ـ إلى مشيخة الأزهر وفى مذكراته التى حملت عنوان "قصتى مع الحياة" رسم ـ الشيخ خالد ـ مشهد ثورة الأزهرالتى أرغمت "الملك فؤاد" على استدعاء المراغى وتعيين شيخاً للجامع الأزهر:
ـ الإمام المراغى، كنت ولا أزال أقول عنه إنه جاء الحياة ليمثّل عظمة الأزهر وجلال العلم وكبرياء العلماء، كنا نعرف ونحن طلاب أنه الرجل الذى يحمل استقالته فى جيبه، لتكون رهن أنامله حين يتعرض شخصه أو منصبه لغَمزٍ أو تطاولٍ، وفى مشيخته الأولى التى لم يمكث فيها سوى عامين اثنين، فقد شجر خلاف بينه وبين ملك مصر "فؤاد" فى العام 1930 وترك استقالته وغادر منصبه قوياً أبيّاً، تاركاً الدرس لمن يريد أن يفهم أن "صحن الأزهر" أنقى وأبقى وأعظم وأكرم من "قصر عابدين"وأن شيخ الأزهر بما يحمل من رسالة هو أيضاًـ وفى أعلى مستوى ـ صاحب جلالة ..
ويضيف الشيخ خالد محمد خالد قوله عن الشيخ المراغى:
ـ آتاه الله بسطةً فى الجسم والعلم، وكان لتكوينه المنظور إيقاع متناسق وفريد، فهو فى مشيته وحركته وابتسامته وصوته المتأنّق فى غير تصنّع أو تكلُّف، وكلماته التى تنحدر فى هدوء ودِعَةٍ وبريقٍ كأنها لؤلؤ منثور، ووجهه المشع ُّ هيبةً وجلالاً رغم سُمرته، كأنما أُختير من بين ملايين الوجوه ليكون وجه "محمد مصطفى المراغى" ينفرد به ويتمم كماله الخَلْقى والخُلُقىّ، ولعل من أصدق ما وُصِف به الإمام الأكبر قول "مكرم عبيد" فى رثائه:
ـ كان إذا تكلّم أقنع، وإذا سَكَتَ أسمع..
ولم أحظَ بلقاءٍ شخصىٍّ مع إمامنا "المراغى" إلا مرة واحدة، وذلك حين أخرجتُ مجلة "صيحة الأزهر" وتمنيّت أن يشرّفها بكلمة منه فى عددها الأول..، أما "ثورة الأزهر" فهى بدأت بالتململ، ثم الرفض، ثم إعلان المطالب، ثم تنظيم الصفوف، ثم فرض الحق المُرتَجىَ، ثم الإضرابات والمظاهرات، ثم المقاومة الباسلة، ثم مجابهة السلطة بالقوّة حتى استخدام السلاح، وقبل ذلك كان التصميم على النصر والقسم على بلوغه مهما يكن الثمن، وحين هتف "الباقورى" من فوق منبر الأزهر:
ـ إمّا تحت راية المراغى، وإمّا إلى القرى ننفع الأهل وينتفع بنا الوطن..
كان ـ الباقورى ـ يقدم أجمعَ صيغة لميثاق الثورة، وأروع تصميم على بلوغ غايتها..ولكن لماذا كانت الثورة؟
..على أثر استقالة "الإمام المراغى" عام 1930، خَلَفه فى منصب المشيخة "الإمام الظواهرى" رحمهما الله تعالى وأحبَّ "الملك فؤاد" الشيخ الظواهرى خلال السنوات التى شغل فيها منصب شيخ الأزهر، كان "الظواهرى" وديعاً مُطيعاً، وكنا نسمع أن الملك فؤاد يتفاءل به وبصالح دعواته، وكان المأخذ الأكبر عليه، هو "التقتير" على العلماء الذين لم يكن يتجاوز راتب الحديثين منهم ثلاثة جنيهات، بينما يكون هناك فائض فى ميزانية الأزهر يرده الشيخ آخر السنة إلى وزارة المالية..، كان علم الثورة المرفوع هو "المراغى" الذى كان اسمه يمثّل نداء النجدة للذين طال عليهم الأَمَد وهم مظلومون، وشُكِّلت لجان الثورة فى كل المعاهد والكليات، وشُكِّل الاتحاد برئاسة الشيخ "الباقورى" ونائبه الشيخ "محمد نايل" وعضوية نَفَرٍ من الطلبة النُّجباء، وكان الشيخان ـ الباقورى ونايل ـ طالبين فى السنة النهائية للتخصص.
الأستاذ الأكبر
قصة كفاح ـ الشيخ المراغى ـ هى قصة النبوغ والتفوق، وهناك كتاب مهم يرصد قصة حياته، كتبه "أنور الجندى" فى العام 1952 وأصدرته "دار المعارف ـ القاهرة" أى بعد رحيل ـ الأستاذ الأكبر بسبع سنوات، احتوى الكتاب تفاصيل نبوغ ونجاح ـ المراغى ـ فى المناصب والمواقع التى تولاها:
ـ تاريخ "الإمام المراغى" كله يدل على النبوغ والتفوق وقد بدا هذا جليّاً منذ أيام الدروس الأولى فى الأزهر، فقد عُرِف عنه أنه كان لا يحضر إلا الدروس الرئيسية وحدها، ثم ينصرف إلى الدراسة الخاصة التى كان يرتبها وفق حاجاته العلمية، وقد أتاح له هذا الاتجاه أن يدرس عدة سنوات دراسية فى سنة واحدة، فكان أصغر من حَمَل "العالِميّة" إذ حصل عليها وسِنّه ثلاثة وعشرون سنة، وظل طوال حياته على هذا النهج، فكان أصغر من وَلِىَ القضاء وقاضى القضاة، وعضو المحكمة الشرعية، ورئيس المحكمة الشرعية، ورئيس المحكمة العليا، وأصغر من أحرز عضوية هيئة كبار العلماء وأصغر شيوخ الأزهر سنّاً، ولم يتوقف عن جهاده فى سبيل الوطن والعقيدة والأزهر، ولم يدع فرصة من الفرص يمكن أن يعلن فيها اسم مصر أو الإسلام عالياً إلا انتهزها وأخذ منها بأوفى نصيب، وهو الذى وقف فى وجه عاصفة "التبشير المسيحى" التى اجتاحت مصروالشرق، وهو الذى أدخل العلوم الحديثة واللغات الأوربية إلى الأزهر، وهو الذى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، وهو الذى دعا إلى ترجمة القــرآن، وهو الذى ألغى الطلاق "ثلاث مرات" فى مرة واحدة.
وفى السودان، كانت للشيخ المراغى حكايات ومعارك من أجل رفعة القضاء الشرعى فيه وترقية المستوى العلمى لقضاته، فقد ولى منصب "قاضى القضاة" ومنح قضاة القُطر الشقيق من علمه ووقته، واستقدم قضاة مصريين للعمل معه، وكان هو المشرف على القسم الشرعى فى "كلية غوردون" حتى يضمن تخريج قضاة يخدمون الناس بعلم وافر، وكان رمزاً للنزاهة والتَّرفُّع، فلم يسع لكسب المال، بل سعى لحفظ كرامة المسلمين وعمل على نشرالإسلام، ومن الحكايات التى حكاها ـ عبد الحميد رشوان ـ الذى عمل معه قرابة أربعين عاماً، أنه استعاد "الأوقاف" التى سلبها الإنجليز، واعتنى بمسجد "الخرطوم" الذى أنشأته وزارة الأوقاف المصرية، وعندما تفجرت ثورة 1919 كتب بخط يده بياناً وأمضاه، دعا فيه الناس للمساهمة المالية لدعم الثورة، وقد أُرسِل هذا البيان إلى كافة أنحاء السودان، وتبرع المصريون والسودانيون للثورة، وأبرق ـ المراغى ـ إلى "محمود سليمان باشا" رئيس اللجنة المركزية للوفد فى القاهرة وأعلمه بوجود المال الذى تبرع به الناس، وانتهى الأمر إلى إرسال المبلغ مع "محمد العشماوى" القاضى المدنى بالخرطوم، على أن يتم توزيعه على الجمعيات الخيرية الإسلامية والقبطية فى مصر وتولى الجمعيات توزيعه على المنكوبين والمحتاجين الذين أضيروا من أحداث الثورة .
××ويروى أنورالجندى فى كتابه "الإمام المراغى" حكاية تدل على وفاء المروى عنه لذكرى أستاذه "الشيخ محمدعبده" فيقول :
ـ كانت السيدة "رضا بنت سعدبن حمادة" حرم الأستاذ الشيخ محمد عبده تأخذ معاشاً شهرياً قدره "جنيه ونصف" فى الشهرـ من الحكومة ـ وبعض مرتبات من الجمعية الخيرية الإسلامية والخاصة الملكية، لا تتجاوز فى مجموعها الثلاثين جنيهاً، وكانت سيدة كريمة لا ترد سائلاً، وكانت تتردد عليها كثيرات من المحتاجات حتى ركبتها الديون واستدانت أكثر من ثلاثمائة جنيه، وكانت هناك سيدات كريمات منهن والدة المغفورله "محمد محمود باشا" يساعدنها على سبيل القرض، حتى استبد بها الحال، وعلم ـ المراغى ـ بما تعيشه السيدة حرم أستاذه، واستطاع أن يتواصل مع "على ماهر باشا" وكان وزيراً للمالية فى حكومة "محمد محمود باشا، ورفع قيمة المعاش من "جنيه ونصف" إلى خمسة عشر جنيهاً، ومنح السيدة "رضا" فى يدها مبلغ خمسمائة جنيه لتسدد ديونها، وسددت السيدة ما عليها، ثم عاجلها الموت رحمها الله.
إصلاح الأزهر
وكانت عودة الشيخ المراغى إلى مشيخة الأزهر، وحصوله على لقب الأستاذ الأكبرثمرة ثورة الأزهريين الذين أرغموا بنضالهم الملك فؤاد على إعادة الشيخ إلى منصبه، وحقق الشيخ ما تمناه أستاذه ـ الإمام محمد عبده ـ فجعل الأزهر ثلاث كليات هى "اللغة العربية والشريعة وأصول الدين، وجعل فى الكليات تخصصات ولغات أجنبية، وجعل الابتدائى والثانوى فى معاهد مخصوصة، وحدد سنوات الدراسة فى كل مرحلة، واهتم بالوعظ والإرشاد والفتوى، وجعل التوعية بالإسلام مهمة الأزهر و جعل الأزهريين يعيشون العصر بدلاً عن القطيعة معه وهو نفسه القائل فى كلمة له:
ـ الأزهر هو البيئة التى يُدرس فيها الإسلام الذى أوجد أمماً من العدم، وخُلِقت تحت لوائه مدينة فاضلة، وكان له الأثر الضخم فى الأرض، فهو يوحى بطبعه إلى شيوخه وأبنائه واجبات إنسانية ويُشعرهم بفروض صورية ومعنوية، يُعَدُّون قاصرين آثمين أمام الله والناس إذا تهاونوا فى أدائها وإنهم لا يستطيعون أداء الواجب لربهم ودينهم ولعهدهم وأنفسهم إلا إذا فهموا هذا الدين وأجادوا معرفته ولغته وفهموا روح الاجتماع واستعانوا بمعارف الماضين.
والشيخ المراغى رحمه الله كان يرى أن الأزهر دوره كبير فى تعليم الأمم الإسلامية المعارف وهدايتها إلى أصول الدين، وعرض الإسلام على الأمم غير المسلمة عرضاً صحيحاً فى ثوب نقى خالٍ الغواشى المشوِّهة لجماله والعمل على إزالة الفوارق المذهبية أو تضييق شُقَّة الخلاف بينها.
مع الملك فاروق
دكتور عبد العظيم رمضان -أستاذ التاريخ الحديث- قدم فى كتابه "الصراع بين الوفد والعرش" التحليل الدقيق لموقف الشيخ المراغى من قصر عابدين، فى عهدى الملك فؤاد والملك فاروق:
ـ استمرت علاقة التحالف بين القصر والأزهر طوال عهد الملك فؤاد، ونظراً لأن القصر كان على علاقة تحالف أخرى مع الإنجليز فى إطار متطلبات المصالح البريطانية، فلم يكن هناك مفر من أن يتأثر الأزهر بهذه العلاقة، ولذلك حين اتجهت السياسة البريطانية فى ربيع 1935 ـ تحت ضغط الحركة الوطنية ـ إلى تقديم ترضيات للجماهير المصرية على حساب القصر، فرضت على الملك فؤاد إخراج "الشيخ الظواهرى" من منصب شيخ الأزهر وتعيين الشيخ "مصطفى المراغى" ولم يجد مفراً من إجابة الطلب، وعلى هذا النحو عندما اعتلى "فاروق" العرش، كان الشيخ المراغى على صلة صداقة بالسلطات البريطانية منذ أن كان موظفاً كبيراً فى السودان، وكان من الطبيعى أن تلعب العلاقة الجديدة بين الشيخ المراغى والملك فاروق دوراً فى الصراع الدائر بين القصروالوفد، فقد أيَّد الأزهر فكرة إقامة حفلة دينية فى القلعة بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، يُقلد فيها شيخ الأزهر ـ الملك فاروق ـ سيف جدّه محمد على، ويؤم "فاروق" الملك الصبى الناس على اعتبار أنه الإمام الذى ينوب عنه الأئمة وتصدر باسمه أحكام الشريعة، وكان الغرض من هذه الحفلة هو تدعيم "فاروق" وتهيئة السبيل لتنصيبه خليفةً، وكانت الدعوة للخلافة الإسلامية تجرى فى ذلك الحين على قدم وساق من جانب الأزهر ومن جانب "الإخوان المسلمين" الذين زحفت جموعهم يوم مباشرة الملك فاروق سلطته الدستورية تبايعه على كتاب الله وسنة رسوله، لكن "النحاس" وقف موقفاً صلباً فى وجه هذا الغرض.
وكانت معركة ثانية بين الشيخ المراغى شيخ الأزهر و زعيم الوفد "النحاس باشا" لمناسبة سفرـ النحاس، إلى مؤتمر مونترو الخاص بإلغاء الامتيازات الأجنبية، فقد شارك فى حملة تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية على الأجانب المقيمين فى مصر بعد إلغاء المحاكم المختلطة وهى إحدى مظاهر الامتيازات الممنوحة للأجانب، وبالطبع هذا المطلب لن يرضى عنه الأجانب فتقع المعركة بين الوفد وممثلى الدول الأوربية ويتعطل القرار وتبدو حكومة الوفد فاشلة فى عيون الشعب المصرى، وكانت معركة ثالثة ضد "جناح النحاس ومكرم عبيد" لصالح جناح "أحمد ماهر والنقراشى" زعم فيها ـ الشيخ المراغى ـ أن الوفد خاضع للسيطرة القبطية وهى نفس المقولة التى كان يرددها "ماهر والنقراشى" وهذا الموقف يخدم "الملك فاروق" فى النهاية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تغييرات جديدة بمركز البحوث الزراعية لرفع الكفاءة ودفع عجلة الإنتاج
تغييرات جديدة بمركز البحوث الزراعية لرفع الكفاءة ودفع عجلة الإنتاج

مصر اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • مصر اليوم

تغييرات جديدة بمركز البحوث الزراعية لرفع الكفاءة ودفع عجلة الإنتاج

كتبت أسماء نصار الأحد، 06 يوليو 2025 12:05 ص اطلع علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على حركة التغيرات التي تم تنفيذها بمركز البحوث الزراعية لتجديد الدماء ولتحقيق مزيد من التطوير في أداء قطاعات الوزارة والمراكز البحثية التابعة لها. أكد وزير الزراعة على أن الوزارة قامت ولا تزال بجهود كبيرة من أجل تطوير الجهاز الإداري بالوزارة، وشدد فاروق على ضرورة الدفع بالشباب في المواقع القيادة لرفع معدلات الأداء والإنجاز. من جانبه أصدر الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية مجموعة قرارات جديدة لتنفيذ توجيهات علاء فاروق بالدفع بقيادات فاعلة لتنفيذ أهداف المركز والوزارة وقد شملت القرارات تكليف كل من: ١-الدكتور زكريا بسطاوي محمد حسن مديرا لمحطة بحوث كوم امبو ٢- الدكتور ايمن عبد اللطيف مديرا تنفيذيا لمشروع النظم الزراعية بالاسماعلية ٣-الدكتور حسن محمد فؤاد جلال مشرفا علي مشروع تطوير النظم الزراعية بالاسماعيلية ٤-الدكتور ياسر مبروك مندور مديرا لمحطة بحوث الإنتاج الحيواني بسخا ٥-الدكتور ماهر محمد عبد الحافظ مديرا لمحطة البحوث الزراعية بالخارجة والمحطة الإقليمية بالوادي الجديد ٦-الدكتور احمد مصطفي ابو شوشة مديرا لمحطة بحوث سدس ٧-الدكتور محمد يوسف حسين مديرا لمحطة بحوث بطامية والمحطة الإقليمية بالفيوم ٨- الدكتور اسعد رضا حسن مديرا لمحطة البحوث بالنوبارية ٩-الدكتور محمد عطوة جمال الدين مديرا للمحطة الإقليمية بشرق الدلتا وسيناء والبساتين بالقصاصين ونقل رئيس مركز البحوث الزراعية شكر وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للقيادات السابقة متمنيا لهم التوفيق في مهامهم الجديدة المؤكده اليهم ، وثقته في القيادات الجديدة بانه سيقوموا بمواصلة العمل الدؤوب لرفع الكفاءة في المحطات البحثية لمزيدا من التقدم في كافة المجالات المرتبطة. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

30 يونيو.. عطاء لا ينقطع
لحظات فارقة.. وطوق نجاة
30 يونيو.. عطاء لا ينقطع
لحظات فارقة.. وطوق نجاة

بوابة الأهرام

timeمنذ 7 ساعات

  • بوابة الأهرام

30 يونيو.. عطاء لا ينقطع لحظات فارقة.. وطوق نجاة

سياسيون: 30 يونيو أنقذت الدولة.. ومهدت للإصلاح والبناء والتنمية.. والنجاح تحقق بالوعى والاصطفاف الهضيبى: التفاف الشعب مع دولته أنقذها من الانهيار.. والوعى كان العامل الحاسم فى إحباط المخطط قنديل: كانت ثورة على محاولة تحويل الوطن إلى ساحة لتجريب نموذج أحادى يختزل الدين فى خطاب سلطوى فهمى: أعادت لمصر مكانتها وأوقفت اختطاف الوطن فى ذكرى ثورة 30 يونيو الـ 12 أكد سياسيون وخبراء انها كانت لحظة فارقة أنقذت الدولة المصرية ومهدت لعهد الإصلاح والبناء والتنمية، وانها كانت انعكاسا للمعدن الأصيل للشعب المصرى، وان الشعب أنقذ دولته من السقوط على يد جماعة الإخوان، حيث إن الغالبية العظمى من الشعب خرجت فى كل ميادينها لتعبر عن رفضها لحكم هذه الجماعة والمطالبة بإنقاذ مصر، ووقف الشعب المصرى خلف دولته حفاظا عليها وعدم شق الصف، فكانت 30 يونيو طوق النجاة من نفق الظلام وبطش هذه الجماعة الإرهابية، ونجاح الثورة يرجع لوعى المصريين ووطنيتهم وإدراكهم بأهمية الاصطفاف الوطنى والتلاحم،ووعى الشعب كان العامل الحاسم فى إحباط المخطط، وان نتائج ثورة 30 يونيو اعادت لمصر مكانتها الإقليمية والدولية و تحقق الكثير من أهدافها وآمالنا معقودة على استكمالها لبناء الجمهورية الجديدة فكانت الثورة انطلاقة حقيقية نحو مسيرة بناء وتعمير شاملة. الدكتور ياسر الهضيبى، سكرتير عام حزب الوفد وعضو مجلس الشيوخ، يرى أن يوم 30 يونيو 2013 يمثل محطة تاريخية فارقة فى حياة الشعب المصرى، حيث تجلت الإرادة الشعبية فى أبهى صورها، فقد خرج نحو 33 مليون مواطن فى مشهد غير مسبوق للدفاع عن هوية الدولة المصرية وإنقاذها من مخطط كاد أن يؤدى إلى انهيارها. وأوضح الهضيبى أن المصريين، كما عهدهم التاريخ منذ أيام الهكسوس، يتوحدون فى وجه الأخطار المحدقة بوطنهم، مشيرًا إلى أن انضمام الشعب إلى رجال الشرطة فى حماية الشوارع عقب الثورة ساهم فى استعادة الأمن دون تسجيل جريمة واحدة، فى دلالة واضحة على وحدة الصف الوطنى. وأضاف أن مشهد 30 يونيو عكس المعدن الأصيل للشعب المصرى، الذى التف حول قواته المسلحة ورجال الشرطة دفاعًا عن الوطن، ليقفوا سويًا فى وجه محاولات إسقاط الدولة ودفعها إلى أتون الفوضى. وتابع: «فى 3 يوليو، بدأت مرحلة جديدة بقرارات تاريخية شملت تعديل الدستور، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية». وشدد الهضيبى على أن وعى الشعب كان العامل الحاسم فى إحباط المخطط، لافتًا إلى أن حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى، والحرائق وأعمال التخريب، كشفت للجميع خطورة المرحلة، ما دفع المصريين للتحرك دفاعًا عن الدولة، وإنقاذها من السقوط فى نفق مظلم، وإعادة توجيهها نحو طريق الاستقرار السياسى والاقتصادى. وذكر أن الاحتياطى النقدى فى تلك الفترة كان قد تراجع إلى نحو 5 مليارات دولار بعد أن كان 36 مليارًا، فى مؤشر على خطورة الوضع آنذاك. وعن دور حزب الوفد، أوضح الهضيبى أن الحزب كان فى طليعة القوى الوطنية التى واجهت جماعة الإخوان الإرهابية، وساهم فى كشف أكاذيبها ونواياها الحقيقية. وأكد أن الحزب لعب دورًا محوريًا فى تعبئة الشارع المصرى عبر تنظيم الندوات، واستضافة جبهة الإنقاذ فى مقره الرئيسى، وفتح مقراته فى المحافظات لدعم حملة «تمرد». وقال الدكتور خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ، نائب رئيس حزب الوفد: «الواقع، حين يُلامس الإرادة الجمعية، يتحول إلى معنى.. والمعنى، إذا تجسد فى فعل، يصبح ثورة، ففى صباح يوم الثلاثين من يونيو، شعرتُ أن التاريخ، على ثقله، قد قرر أن يتحرك مرة أخرى من قلب القاهرة. ليست تلك الحركة الميكانيكية للتاريخ، التى تتبع قوانين السوق أو تفاعلات المصالح المجردة، بل تلك اللحظة الإنسانية النادرة حين تسترد الجماعة الوطنية وعيها، وتقرر أن تُعيد تعريف ذاتها، وهويتها، ومسارها. أضاف أن 30 يونيو لم تكن مجرد ثورة ضد حكم سياسى أو إدارة فاشلة، بل كانت ــ فى جوهرها ــ ثورة على اختزال الإنسان، وعلى محاولة تحويل الوطن إلى ساحة لتجريب نموذج أحادى يختزل الدين فى خطاب سلطوى، ويختزل السياسة فى بيعة لا حوار فيها، ولا تنوع، وأنه حين أعلن الجيش المؤسسة الوطنية التى لم تُختزل انحيازه للشعب، شعرت أن الدولة العميقة بمعناها الإيجابى، تلك التى تحتفظ بالذاكرة والخبرة والتوازن، قد اختارت ألا تسقط فى فخ الدولة الشمولية أو الطائفية. يوم فاصل حاتم رسلان عضو الهيئة العليا سكرتير مساعد الوفد قال إن ثورة الثلاثين من يونيو تعد يوما فاصلا فى تاريخ مصر، حيث استشعر الشعب الخطر الداهم على الهوية المصرية ومسار الدولة الوطنية وأن هناك خطرا وجوديا على أركان الدولة المصرية، ولذلك القوى السياسية المصرية وعلى رأسها حزب الوفد دعت إلى تكوين جبهة الإنقاذ فى بيت الأمة استشعارا بخطورة الموقف والتصدى إلى كافة الخروقات والعبث بالدستور والقانون ومناشدة كافة القوى أن تتحمل مسئوليتها ورفض الإعلان الدستورى الذى جاء تقويضا للدستور والقانون ومن هنا كانت جبهة الإنقاذ تلبية لرأى عام عريض من الشعب وهى المبادرة الاولى والحاضنة السياسية لتلك الثورة الشعبية الزاخرة وأصبح حزب الوفد فى اجتماعات وترتيبات متواصلة ليلا ونهارا، وقمنا بجمع مئات الآلاف من التفويضات الشعبية وفتح الحزب مقراته ومقره العام لكافة القوى السياسية والأحزاب والنقابات العمالية و نقابة الفلاحين لترتيب المظاهرات التى كانت تخرج من الوفد أو فى الأماكن الأخرى وكانت فترة الإعداد أهم من أيام الثورة حيث إعداد الحشود وترتيبات الثورة لتكون ثورة سلمية وجدير بالذكر أن الوفد عرض عليه فى تحالف انتخابى نسبة 35% للوفد ورفض وانسحب من لجنة إعداد دستور 2012 فالوفد ضمير الأمة ليست شعارا بل هو بيت الأمة وحزبها ويظهر تاريخه وأصالته فى مواقفه. الخروج الكبير وأكد مصطفى رسلان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أميـن صندوق المسـاعد، انه كانت الدعوة لمظاهرات يوم 30 يونيو 2013 هى البداية للانتفاضة من نظام حكم محمد مرسی وجماعة الاخوان المسلمين فقد عزم الشعب على الخروج يومها بعد الدعاوى التى أطلقتها القوى الشعبية وجبهة الانقاذ الوطنى والأحزاب المختلفة، وقع يومها الكثير من القتلى والجرحى من المتظاهرين وتم إحراق مكتب جماعة الإخوان فى المقطم. ومع بداية اليوم الثانى ا يوليو 2013 وهى البداية الفعلية للثورة اصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها المشهور بإمهال القوى السياسية 48 ساعة لتحقيق مطالب المتظاهرين وجموع الشعب المصرى، وذلك بعد ان انتشر عنف الجماعة وتهديدها بإشعال النار فى البلاد. وأوضح أن الشعب المصرى صبر على حكم محمد مرسى وجماعته عاما كاملا، تحول فيه الجهاز الرئاسى والادارى للبلاد إلى اسرة حاكمة تابعة لمرشد الاخوان المسلمين وصلت إلى تعيين من عليهم أحكام جنائية فى مناصب وزارية، هذا بخلاف رصد اتصالات مع الجماعات الارهابية فى سيناء لانفصالها عن مصر بدعم من قوى خارجية مقابل أموال للجماعة قد تم تحويلها فعلا، كل هذا كان يتم رصده عن طريق الشرفاء من الوطن الذين أدركوا الخطر القادم وان الانتظار قد يعرض امن وسلامة البلاد للخطر واستكمل حديثه، انه فى يوم الثلاثاء 3 يوليو أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى بعد لقاء القوى السياسية والدينية والسيادية إنهاء حكم الإخوان على ان يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكانت هذه بداية الخروج من النفق الذى أدخلتنا فيه الجماعة المحظورة عندما احتلت الثورة منذ بدايتها فكــان رد الشعب أقوى من كل التحديات، عاشت مصر وعاش شعبهــا وعــاش رئيسهـــا وقال الدكتور ياسر حسان أمين صندوق الوفد، إن ثورة 30 يونيو ذكرى خالدة ويعتز بها، موضحا أنه شارك فى ثورة 30 يونيو هو ووالدته وأخته، وذكر أن والدته رحمة الله عليها فى ذلك الوقت كانت مريضة فى مراحل متأخرة ورغم ذلك صممت أن تنزل وتشارك، وسرنا على اقدامنا مسافة طويلة، ومكثنا عند قصر الاتحادية ما يقرب من 10 ساعات، والتقطنا صورا للذكرى، وكانت الطائرات الهليكوبتر تحلق حولنا فى السماء لتعطى لنا نوعا من الاطمئنان، بسبب الاعتداءات التى حدثت قبلها بفترة على الموجودين امام قصر الاتحادية. إغلاق نفق الفوضى النائب المهندس حازم الجندى عضو مجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا فى حزب الوفد أكد أن ثورة 30 يونيو جاءت بمثابة طوق النجاة الذى أنقذ الوطن من بطش جماعة الإخوان الإرهابية التى كانت تدبر لمصر السقوط فى مكائد من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار والقضاء على مفهوم الدولة الكامل، والسقوط فى نفق الفوضى والاضطراب الذى سقطت فيه دول مجاورة، لافتا أن نجاحها عبر بنا من تحديات ضخمة على رأسها القضاء على الإرهاب الذى كان يستهدف القضاء على الأخضر واليابس الى بر الأمان. وقال: «نجاح ثورة 30 يونيو ما كان له أن يحدث لولا وعى المصريين ووطنيتهم وإدراكهم الجيد بأهمية الاصطفاف الوطنى والتلاحم والتماسك المجتمعى خلف القيادة السياسية والوقوف إلى جانب مؤسسات الدولة الوطنية التى كاد الإخوان أن ينقضوا عليها ولولا ترابط المصريين ووقوف القوات المسلحة والشرطة وانحيازها للوطن والشعب ما نجحت الثورة». أضاف أنه كان لهم دور بارز فى دعم الإرادة الشعبية الرافضة لحكم الإقصاء والهيمنة التى اتبعتها الجماعة الاخوانية، وانحيازة إلى دولة القانون والدستور والمواطنة، حيث شارك الوفديون فى مختلف المحافظات فى الحراك الشعبى السلمى، وكانوا فى طليعة الصفوف التى طالبت بحماية الدولة المدنية وإنقاذ مؤسسات الوطن من التآكل والانهيار. وأكد عضو مجلس الشيوخ أنه كان هناك دور حيوى كبير للشعب والأحزاب فى دعم ثورة 30 يونيو خاصة بعدما انحرف نظام محمد مرسى عن المسار الصحيح لإدارة الدولة وبدأ فى فرض هيمنة تيار دينى واحد على الدولة، فشارك الوفد فى تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى، لمعارضة سياسات الإخوان، وضم العديد من الأحزاب المدنية الليبرالية واليسارية والشخصيات العامة وكافة الطبقات والفئات من المواطنين الرافضين لحكم الاخوان، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ كانت من أبرز وأكبر الكيانات التى دعت للتظاهر يوم 30 يونيو وساهمت فى نجاحها. عودة مصر لمكانتها أكد د . طارق فهمى استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان ذكرى 30 يونيو استعادت لمصر مكانتها الاقليمية والدولية، وهو امر مهم للغاية بعد سنوات من عمر الثورة المجيدة. وأوضح فهمى ان تقييمنا للثورة يقام على عدة نقاط رئيسية، انها أعادت السلطة والحكم للمصريين بعد أن ظلت جماعة محدودة الأفق يمكن أن تخطف الوطن. وتعتبر مصر دولة ممر ودولة الخلافة الكبرى، كما أنها أعادت تقديم مصر فى دوائر جديدة فى السياسة الخارجية المصرية وان الرئيس السيسى استحدث دائرة إقليم شرق المتوسط كأولوية مهمة للمصالح الكبرى ورسم الحدود. رسمنا الحدود مع قبرص أيام عدلى منصور ثم مع اليونان ومع عهد الرئيس السيسى الاستدارة شرقا لدول ليس لدينا معها اى خلافات كبرى مثل الصين وآسيا والهند وقام الرئيس بزيارات الى ماليزيا وسنغافورة وعدد من الدول. وأضاف ان مصر الثورة حرصت على تجديد دوائر السياسة الخارجية المصرية فى نطاقها الإقليمى والدولى والعمل على تقديم مصر للمجتمع الدولى مرة أخرى وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن أحداث الثورة المجيدة وأوضح ان السياسة المصرية الخارجية بعد ثورة 30 يونيو ركزت على نقاط رئيسية الأولى بناء دوائر جديدة وفقا للمصالح المصرية والاستراتيجية، والنقطة الثانية هى محاولة نقل صورة حقيقية لما جرى فى مصر بعد الثورة وما تلاها ودور مصر خاصة أنها لم تتورط فى اى قضية إقليمية مندلعة وتورط الآخرون فى ذلك، النقطة الثالثة والأهم بناء مقربة سياسية مختلفة قائمة على فكرة السياسات الأكثر حضورا وتوقعا فى العالم وهذا برز من الدور الاستباقى، كما أن الدبلوماسية الرئاسية لعبت دورا كبيرا وبارزا فى هذا السياق ونستطيع أن نقول إن الدبلوماسية الرئاسية أعادت مصر إلى الوجهة الدولية بفضل اتصالات ولقاءات الرئيس السيسى وسفرياته للخارج، وهذا أدى إلى إعادة تعريف المشهد السياسى بكل تفاصيله وكل المحددات والركائز، النقطة الرابعة ان ركائز السياسة الخارجية المصرية ومحدداتها بنيت على منطق الرشادة السياسية والقدرة على تأكيد الحضور المصرى فى القضايا الإقليمية والقضايا محل الاهتمام المشترك.

"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب
"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب

البورصة

timeمنذ 17 ساعات

  • البورصة

"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب

منذ انطلاقها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة 'بريكس'، التي تضم مجموعة من الاقتصادات الناشئة، تحدياً في إيجاد هدف مشترك يربط بين دولها. لكن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما ساعدت في حل هذه المعضلة. يُتوقع أن يتفق قادة 'بريكس'، المجتمعون في مدينة ريو دي جانيرو هذا الأسبوع خلال قمة يستضيفها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على بيان مشترك يدين 'تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية غير المبررة' و'الرفع غير المبرر' للرسوم الجمركية. وهذه صياغة مماثلة للتي أقرها وزراء خارجية الدول المؤسسة، المتمثلة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، خلال أبريل، وأكد عدد من المسؤولين أن هذا النص سيظل ضمن البيان الختامي. ورغم أن البيان لن يذكر على الأرجح الولايات المتحدة بالاسم، إلا أن المجموعة تُرسل رسالة واضحة إلى إدارة ترمب عشية الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو لبدء تطبيق رسومه الجمركية. وأكد السفير زوليسا مابهونغو، كبير مفاوضي جنوب أفريقيا (المعروف أيضاً بـ'شيربا')، في مقابلة أن جميع أعضاء المجموعة متفقون على أن 'هذه الرسوم الجمركية غير مجدية'، مضيفاً: 'إنها لا تخدم الاقتصاد العالمي، ولا تدعم التنمية'. في الوقت الذي يُنفر فيه ترامب حلفائه التقليديين ويتبع أجندته 'أمريكا أولاً'، تسعى مجموعة 'بريكس' إلى شغل الفراغ الذي تركه الرئيس الأمريكي. والنتيجة أن المجموعة، التي لطالما افتُرض أنها بديلٌ للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأت الآن تُقدم نفسها كمدافع عن نفس القيم الجوهرية، بما في ذلك التجارة الحرة والتعددية. وخلال اجتماع بنك التنمية الجديد، الذراع التمويلية لـ'بريكس'، صرح الرئيس البرازيلي لولا قائلاً إن 'التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية'. في السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، خلال إفادة صحفية عقدتها في بكين يوم الأربعاء، أن الصين ستعمل مع الدول الأعضاء على 'تعزيز الشراكة الاستراتيجية لمجموعة بريكس، والدفاع عن التعددية'. ورغم أن سياسة ترامب أسهمت في تقريب مواقف دول المجموعة، إلا أن 'بريكس' لا تزال على الأرجح بعيدة تماماً عن بلوغ التأثير العالمي الذي لطالما سعى إليه أعضاؤها. في هذا السياق، يغيب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن اجتماع 'بريكس'، رغم زيارته الرسمية للعاصمة برازيليا في نوفمبر الماضي وتأكيد حضوره المرتقب لقمة المناخ 'كوب 30' (COP30) التي تستضيفها البرازيل لاحقاً هذا العام. كما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الحضور لتجنيب الحكومة البرازيلية الحرج الناجم عن اضطرارها اعتقال رئيس مطلوب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. منذ تأسيسها في عام 2009، عانت مجموعة 'بريكس' الأصلية طويلاً من غياب القيم المشتركة بين أعضائها، الذين لا يجمعهم سوى قواسم مشتركة محدودة، أبرزها كونهم اقتصادات ناشئة كبرى تسعى إلى نيل دور أكثر تأثيراً في الشؤون العالمية التي تهيمن عليها واشنطن والغرب. ومع انضمام دول جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، تعزز التمثيل العالمي للمجموعة، إذ باتت 'بريكس' الجديدة تمثل نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وما يقارب نصف سكان العالم. لكن هذا التوسع السريع يهدد أيضاً بتقويض درجة التماسك بين الأعضاء. من اللافت أن تكتل 'بريكس' يشهد انقساماً حول مسألة الإشارات إلى الحرب، حيث تعارض كل من روسيا والصين إدراج أي إشارات بارزة بهذا الشأن، وفقاً لما أفادت به عدة وفود مشاركة. في المقابل، تضغط مصر باتجاه تضمين فقرة تتعلق بالسلام والأمن في الشرق الأوسط، في إشارة واضحة إلى رغبتها في التوصل إلى حل للحرب الدائرة على حدودها في غزة، بحسب شخص مطلع على الأمر. تطرح سياسات ترمب العدوانية معضلة أمام المجموعة. على الرغم من أن الرسوم الجمركية التي فرضها أسهمت في توليد نوع من التوافق المشترك داخل التكتل، إلا أن بعض الأعضاء يحرصون على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة والصين. من المفارقات أن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول 'بريكس' في حال تخلت عن الدولار الأمريكي في تجارتها الثنائية قد دفع العديد من الدول إلى تطوير أنظمة دفع محلية وأدوات مالية بديلة تُسهل التجارة والاستثمار فيما بينها. ومع ذلك، أكد مسؤولون برازيليون أن فكرة التخلي عن الدولار ليست مطروحة للنقاش. سجلت التجارة بين الدول الخمس المؤسسة لمجموعة 'بريكس' نمواً بنسبة 40% بين عامي 2021 و2024، لتصل إلى 740 مليار دولار سنوياً، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي. تبدي حكومة لولا تفاؤلاً إزاء إمكانية إحراز تقدم بين القادة بشأن بدائل جماعية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن التهديدات التجارية التي يلوح بها ترامب دفعت الدول إلى السعي لبناء أرضية مشتركة وإقامة شراكات جديدة، بحسب ما أفاد به مسؤولان برازيليان مطلعان على مجريات النقاشات. وأضاف المسؤولان أن 'بريكس' تناقش أيضاً، وللمرة الأولى، آليات لتعزيز تمويل المناخ بين الدول الأعضاء، وهي قضية اكتسبت أهمية متزايدة منذ انسحاب ترمب من اتفاق باريس للمناخ. في هذا السياق، تواصل الصين تعاونها مع بقية دول 'بريكس' بشأن قضايا المناخ، في محاولة لإبراز نفسها كحليف أكثر وداً وموثوقية من الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، عقدت بكين، إلى جانب إندونيسيا، محادثات مع البرازيل بشأن جدول أعمال قمة المناخ السنوية للأمم المتحدة. من جهتها، لا ترى الهند أي عقبات كبيرة أمام التوصل إلى إعلان مشترك خلال القمة، وفقاً لمسؤول حكومي مطلع على التحضيرات، والذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحديثه عن قضايا دبلوماسية جارية. ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة رسمية إلى البرازيل عقب اختتام قمة ريو. كما يتهيأ الرئيس لولا لاستقبال كل من نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، والجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، في مناسبات رسمية متتابعة. مع ذلك، لا تزال الانقسامات قائمة بين أعضاء 'بريكس'، وخاصة بين أعضائها القدامى والوافدين الجدد. فقد اعترضت مصر وإثيوبيا على دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو أحد المحاور القليلة التي جمعت أطراف التكتل سابقاً. تبقى هناك توترات كامنة بين أكبر اقتصادين في المجموعة، إذ تتنافس الصين والهند على قيادة 'بريكس' والجنوب العالمي بأسره. ويعتزم رئيس الوزراء الهندي مودي استغلال رئاسة بلاده للمجموعة عام 2026 لترسيخ مكانته كزعيم دولي، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من تغيب الرئيس الصيني شي عن قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند. وفي وقت تسعى فيه 'بريكس' لإثبات أنها أكثر من مجرد اختصار دعائي، فإن غياب شي مجدداً عن القمة قد يُعطي انطباعاً سلبياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store