
السفير الإيراني لدى السعودية: الرياض لعبت دوراً فاعلاً لمنع التصعيد
وبعد مضي قرابة عامين على إعادة التواصل الدبلوماسي بين الرياض وطهران، يرى السفير عنايتي في حوار مع "الشرق الأوسط"، أن ما تحقق خلال هذه الفترة "يعادل إنجاز سنوات"، عازياً ذلك إلى "قوة وجوهر العلاقات" بين البلدين.
واعتبر الدبلوماسي الإيراني الموقف السعودي من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على بلاده "مشرفاً"، مشيراً إلى أن الرياض لعبت دوراً فاعلاً في تهدئة الأوضاع والضغط لتفادي التصعيد. وقال: "نرحب بأي دور لإخواننا في المملكة، خاصة سمو الأمير محمد الذي كان دائماً معنا".
يحمل السفير الإيراني سجلاً طويلاً من العمل في السعودية؛ إذ تعود بداياته إلى عام 1990 حين شغل منصب قنصل لبلاده في جدة، قبل أن يُعيَّن قائماً بالأعمال في الرياض مطلع الألفية، ليعود بعد أكثر من عقدين سفيراً في 2023، حاملاً معه خبرات متراكمة في الشأن الإقليمي.
اعتداءات "سافرة" على إيران
وصف السفير الإيراني الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على بلاده بأنها "سافرة"، موضحاً أن طهران كانت منخرطة حينها في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة. وقال: "هوجمت إيران منتصف الليل في حين كان الناس نائمين في بيوتهم، واستُشهد من استُشهد. هذا اعتداء سافر بكل معنى، ورأينا من حقنا المشروع، وبناءً على ميثاق الأمم المتحدة، أن نرد الصاع صاعين، ونُري العدو أن إيران لا تدخل في الحرب، لكنها تدافع عن نفسها بقوة وصمود".
تماسك دول الإقليم
قال عنايتي إن ردود الفعل الإقليمية على الهجمات الإسرائيلية عكست تماسكاً واضحاً، مشيراً إلى أن أول اتصال تلقاه وزير الخارجية الإيراني جاء من نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان لإدانة "الاعتداء السافر"، تلاه بيان من "الخارجية" السعودية. وأضاف: «تُوجّت هذه المواقف المشرفة باتصال هاتفي من سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالرئيس بزشكيان لإدانة واستنكار الاعتداءات، وبعد ذلك اتصال من الرئيس بزشكيان بأخيه الأمير محمد، إلى جانب مواقف عدة من دول مجلس التعاون تجاه الجمهورية الإسلامية".
محمد بن سلمان "دائماً معنا"
أشاد السفير بالجهود السعودية الأخيرة للتهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، قائلاً: "هذه جهود مباركة ورحبنا بها، ونرى أن للمملكة دوراً في تهدئة المواقف والأمور، والضغط لمنع الاعتداءات، وهذا دور مشرّف. وفي الحوارات والاتصالات واللقاءات الثنائية، أكدت إيران دور المملكة ومواقفها المشرفة؛ من تنديد بالاعتداءات، وتوظيف الجهود لمنع هذا الاعتداء. وأيضاً نرحب بأي دور لإخواننا في المملكة، خاصة سمو الأمير محمد الذي كان دائماً معنا".
400 ألف إيراني زاروا السعودية
أوضح الدكتور عنايتي أن العلاقات شهدت تقدماً كبيراً منذ عودتها، مشيراً إلى أن ما تحقق خلال عامين يعادل منجزات عدة سنوات، وأضاف: "ما جنيناه من هذه العلاقات طوال العامين لا أحد يتخيل أنه تحقق في سنتين، بل في عدة سنوات، وكأن العلاقات لم تُقطع، وهذا يدل على جوهر وصميم هذه العلاقات".
وقال السفير: "هذه السنة، أكثر من 200 ألف معتمر إيراني جاءوا، ولو أضفنا عدد الحجاج أيضاً فسيكون هناك 400 ألف إيراني زاروا المملكة خلال عام، وهذا مؤشر إيجابي جداً. كل هذه الأعداد جاءت للمملكة وتعرفت عليها عن كثب".
زيارة خالد بن سلمان
علّق السفير على زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران، قائلاً: "إيران اعتبرتها زيارة سيادية ومهمة جداً، ونقطة انعطافة تاريخية في العلاقات". وأضاف: "هذه الزيارة ولقاء سموه بالرئيس بزشكيان، وسماحة المرشد، ولقاؤه برئيس هيئة الأركان (الذي قضى في الأحداث الأخيرة)، أوجدت انطباعاً بين الطرفين أننا شركاء في بناء الإقليم، والانطباع للطرف الإيراني كان جداً رائعاً".
وتابع: "مخططون لأن نكمل ما يترتب على هذه الزيارة، ونرى أنها ساعدت العلاقات الإيرانية - السعودية أن تدخل من علاقات روتينية إلى علاقات جذرية".
العلاقات والتطلعات
يرى السفير عنايتي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بحاجة إلى المزيد من الجهود لتعزيزها، مبيناً أن هناك اتفاقيات قيد البحث والدراسة. وقال: "لدينا الاتفاقية العامة للتجارة والاقتصاد والاستثمار والثقافة والشباب والرياضة، وقد تم التأكيد عليها في اتفاق بكين، وهناك اتفاقية ثانية لتفادي الازدواج الضريبي تمت مناقشتها والتوقيع عليها بالأحرف الأولى، وتقدمنا بمشروع اتفاقية لدعم وتشجيع الاستثمار المتبادل، واتفاقية للنقل البري يمكنها أن تلحق المملكة والإمارات وسلطنة عمان بالضفة الشمالية وتصبح ممراً لآسيا الوسطى".
وعن دور بلاده في الإقليم قال الدكتور علي رضا عنايتي إن طهران تؤيد نموذجاً للأمن الإقليمي يستند إلى التنمية والاقتصاد والثقافة، وليس إلى القوة العسكرية. ورداً على سؤال حول نظرة البعض لدور إيران كعامل زعزعة، قال: "نحن لسنا دخلاء على الإقليم لنلعب دوراً ونحمله عليه، نحن جزء من الإقليم ومن أبنائه ونعيش فيه".
وأضاف: "لدينا مشتركات ثقافية وتاريخية ودينية كثيرة في المنطقة، وإذا ما حدث أي اختلاف في بعض الرؤى السياسية، فلا يفسد للود قضية. هذا الاختلاف يمكن تداركه بآلية وحيدة وهي الحوار، وليس هناك سبيل أفضل - بل لا بديل عنها - لما يحصل بين أخ وأخ، بين جار وجار، بين قضية وأخرى".
وأكد أن "أمننا الجماعي واحد. لا يمكننا الحديث عن الأمن المجزّأ. نحن نردد ونكرر ما نسمع من الإقليم: الأمن المبني على التنمية. نحن مع هذه اللافتة. عندما يُبتعد عن الأمن القائم على العتاد والذخائر والعسكرة، والجيوسياسة والسياسة، يمكن استبدال بذلك الأمن المرتكز على التنمية والاقتصاد والتجارة والثقافة والشعوب".
**هذا المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 17 دقائق
- صحيفة سبق
إيران تعلن عن أضرار بالغة في منشآتها النووية وتؤكد مقتل 935 شخصًا في الضربات الإسرائيلية
أقرت الحكومة الإيرانية بتعرض مواقعها النووية لأضرار جسيمة، عقب الضربات التي شنتها الولايات المتحدة مؤخرًا. وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني إن "مواقعنا النووية تضررت بشدة"، مؤكدة أن عددًا من المسؤولين في البلاد أيدوا ذلك. وجاء هذا التصريح ردًا على مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إيران طلبت بدء مفاوضات، وأن الهجوم أدى إلى تدمير منشآتها بالكامل، وفق موقع "روسيا اليوم". وأوضحت مهاجراني أنه "لم يُحدد بعد موعد للمفاوضات، ومن غير المرجح أن يكون قريبًا"، مضيفة أن "العدو لا يدرك حضارة إيران الممتدة لآلاف السنين، والتي تمنعنا من القبول بأي إهانة لقيادتنا". وكشفت مهاجراني عن حصيلة أولية للضحايا، مشيرة إلى أن وزارة الصحة أعلنت استشهاد 935 شخصًا وإصابة 5646 آخرين، بينهم نساء وأطفال، نتيجة الهجمات الأخيرة. وفي سياق الرد الدبلوماسي، أوضحت المتحدثة أن الحكومة بدأت منذ الساعات الأولى للعدوان مراسلات رسمية مع مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية، مؤكدة أن "ما ارتكبه الكيان الصهيوني يُعد جريمة وفق القانون الدولي"، وأن لجنة قانونية خاصة شُكلت لتوثيق تلك الانتهاكات ضمن رئاسة الجمهورية.


عكاظ
منذ 34 دقائق
- عكاظ
«مليشيات نتنياهو» تثير غضب المعارضة الإسرائيلية
فضحت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أساليب القمع والإهانة «الممنهجة» التي يتعرّض لها متظاهرون إسرائيليون معارضون لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكشفت تشكيل «مليشيا شبه رسمية» تُلاحق المحتجين حتى داخل منازلهم. ووثقت الصحيفة في تقرير لها، اليوم (الثلاثاء)، عمليات اقتحام منازل متظاهرين من قِبل مجموعات يُطلق عليها المحتجون «باسيج نتنياهو»، إذ يخضع المعتقلون لتفتيش جسدي «مهين»، بما في ذلك التفتيش العاري وتكبيل الأيدي. ونشرت الصحيفة حادثة قالت إنها تكشف «منهجية الإذلال»، إذ شاركت فتاة 14 عاماً بهدوء في تظاهرة أمام منزل وزير الاقتصاد نير بركات، مطالبة بعودة الأطفال الرهائن، وعندما لاحظت والدتها اقتراب شرطي من ابنتها، نزلت لحمايتها وهي ترتدي قبعة كُتبت عليها «الديمقراطية»، وسرعان ما تطور الموقف إلى اشتباك لفظي، اتُهمت على أثره الأم بـ«حمل لافتات تحريضية». وحسب «هآرتس»، فقد تم تكبيل الأم وسحبها إلى شاحنة أمام المارة، واقتيدت إلى مركز الشرطة، وأُجبرت على خلع ملابسها لتفتيش جسدي «قسري»، قبل أن يُفرج عنها بعد 4 ساعات. ونقلت الصحيفة عن الأم قولها: شعرت بأنني كنت مختطفة، هذه الإهانات لا تُطبّق على المستوطنين المسلحين الذين يعتدون على الجيش ويحرقون مواقعه. وحسب شهود عيان تضم «باسيج نتنياهو» أفراداً لا يرتدون زي الشرطة الرسمي، ما يثير تساؤلات حول صفتهم القانونية، ويتنقلون بمجموعات صغيرة، ويركزون على «التخويف والإذلال الممنهج» من خلال مداهمات وتفتيشات جسدية، ومنع التجمعات أو حتى التعبير عن الرأي. وأكدت الصحيفة أن هذه الممارسات تتزامن مع حملات «تحريض رسمية» ضد وسائل الإعلام المستقلة، في ظل تصاعد انتقادات الداخل الإسرائيلي للخطاب الحكومي الذي يعتبر المحتجين «عملاء» أو «خونة». ورأت أن هذه الانتهاكات تكرّس تحوّل إسرائيل إلى «نظام سلطوي قمعي»، معتبرة أن حكومة نتنياهو «لم تعد خاضعة للقانون». وأفادت بأنه من الآن فصاعداً، الطريقة الوحيدة لتجنّب مليشيا نتنياهو هي عدم التظاهر، وعدم الكتابة، وعدم الظهور على الشبكات الاجتماعية أو في الصحف.. فقط الصمت». وتتصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل منذ أشهر ضد سياسات حكومة نتنياهو، على خلفية الحرب على غزة والتشريعات المثيرة للجدل المتعلقة بالجهاز القضائي. وسبق أن هاجم نتنياهو صحيفة «هآرتس» بشدة، متهماً إياها بنشر افتراءات حول مقتل مدنيين فلسطينيين على أيدي الجيش الإسرائيلي. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 34 دقائق
- عكاظ
أمير جازان يتفقد محافظة أبو عريش ويلتقي المشايخ والأهالي
تفقد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز اليوم، يرافقه نائبه الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي محافظة أبو عريش، وذلك في إطار جولاته التفقدية لمختلف المحافظات والمراكز والقرى التابعة للمنطقة، للوقوف على مختلف المرافق والمشروعات التنموية. ووقف أمير جازان ميدانيًا على مجرى وادي عز الدين لتصريف مياه الأمطار، الواقع على الطريق الرابط بين محافظتي أبو عريش والعارضة، مستمعًا لشرح من مدير فرع وزارة النقل بالمنطقة المهندس مبارك المطوع حول الأعمال الإسفلتية وكل ما يتعلق بأعمال السلامة الجاري تنفيذها في العبارة، ونسب الإنجاز الحالية، مشددًا على ضرورة مضاعفة الجهود لإنجاز العمل على وجه السرعة المطلوبة بدقة وجودة عالية. والتقى أمير جازان خلال الجولة مشايخ وأهالي محافظة أبو عريش، باحثًا احتياجات المحافظة في مختلف المجالات الخدمية والتنموية، موجهًا بمتابعتها والرفع بها، وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين. وأوضح أن زيارة محافظة أبو عريش والالتقاء بالأهالي وتبادل وجهات النظر حول كل ما يعنى بالتنمية في المحافظة، تأتي ضمن توجيهات القيادة الرشيدة بمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية بما يلبي احتياجات المواطن والمقيم في جميع مناطق المملكة. وتضمن اللقاء كلمة لأهالي محافظة أبو عريش، ألقاها نيابة عنهم الدكتور علي بن حسين الأمير، رحب فيها نيابة عن أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها بزيارة أمير المنطقة ونائبه، مبينًا أن هذه الزيارة تأتي تأكيدًا لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين -حفظهما الله- على تتبع وتوفير أرقى الخدمات للمواطنين والمقيمين بالمملكة. وأكد أن توجيهات أمير المنطقة ومتابعته الدائمة تُعد ركيزة أساسية في دفع عجلة المشاريع التنموية والخدمية، والارتقاء بمستوى الأداء في مختلف القطاعات. حضر الجولة ولقاء الأهالي محافظ أبو عريش المكلف عبده مجرشي، وعدد من المسؤولين. أخبار ذات صلة