
جبل البكري يواجه شبح العطش: صرخة استغاثة لـ 30 ألف نسمة في ردفان
في مديرية ردفان بمحافظة لحج، تتجلى مأساة إنسانية صامتة تهدد حياة قرابة 30 ألف نسمة في جبل البكري. فمع تبدل أنماط الطقس وتأخر المواسم المطرية نتيجة لتغيرات المناخ القاسية، يجد الأهالي أنفسهم أمام واقع قاس من الجفاف القاتل وتكاليف مياه باهظة تثقل كاهلهم الذي أضناه الفقر والبطالة.
لطالما اعتمدت مناطق جبل البكري، كغيرها من التجمعات الجبلية في اليمن، على مياه الأمطار كمصدر حياة وحيد، تخزن بعناية في صهاريج وحواجز تقليدية. لكن هذه المنظومة العريقة انهارت أمام ضربات التغيرات المناخية، تاركة خلفها آبارا جافة وسماء شحيحة لم تعد تجود بما كانت عليه.
يصف الدكتور عبدالرزاق البكري، أحد أعيان جبل البكري، الوضع بكلمات مؤلمة: "لم نعد نرى الأمطار كما في السابق، كانت الأمطار مصدر رزقنا ومياهنا، لكن اليوم باتت السماء شحيحة والآبار جافة. الوضع كارثي ولا يمكن السكوت عليه."
أسعار خيالية ومعاناة يومية: الماء سلعة لا تملكها الأيدي
في ظل هذه الأزمة الطاحنة، أصبح الاعتماد على صهاريج المياه المتنقلة (الوايتات) هو الملاذ الأخير، ولكنه ملاذ مكلف للغاية.
يكشف الشيخ نصر غانم البكري عن حجم المعاناة بقوله إن سعر الوايت الواحد من الماء يصل إلى 100 ألف ريال يمني. هذا المبلغ الهائل يمثل عبئًا لا يطاق على كاهل المواطن الذي يعاني أصلاً من انهيار اقتصادي غير مسبوق وارتفاع مهول في معدلات الفقر والبطالة.
بأسى يتحدث المواطن عبدالوهاب جابر عن صراعه اليومي: "نحن في صراع مستمر لتوفير قطرة ماء لأطفالنا. الراتب لا يكفي لسد رمقنا، فكيف لنا أن نوفر 100 ألف ريال كل فترة لشراء وايت ماء؟ الأطفال يمرضون وكبار السن يعانون. لقد أصبح الحصول على الماء حلما بعيد المنال." هذه ليست مجرد أرقام، بل هي قصص أسر تعيش على حافة الهاوية، حيث يمسي الماء أغلى من الطعام والدواء.
نداء عاجل لإنقاذ الأرواح: مشروع مياه استراتيجي ضرورة ملحة
مع تفاقم الأزمة، يطلق شيوخ القبائل والأعيان في جبل البكري نداء استغاثة عاجلاً إلى المنظمات الإنسانية والحكومة الشرعية. فغياب الحلول المستدامة لأزمة المياه في هذه المناطق يعرض حياة الآلاف لخطر العطش والأمراض، ويزيد من معاناتهم الإنسانية في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة.
يطالب الأهالي، بلسان واحد، المنظمات الدولية والإنسانية وفاعلي الخير كافة، بسرعة التحرك والعمل على تنفيذ مشروع مياه استراتيجي يغطي احتياجات مناطق جبل البكري من المياه. هذا المشروع ليس مجرد حل مؤقت، بل هو استثمار في حياة الإنسان وكرامته، وضمانة لاستدامة توفير المياه لهذه المجتمعات المحرومة التي تكاد أن تزهق أرواحها عطشًا.
هل ستصل هذه الصرخات إلى آذان صاغية قبل فوات الأوان، وقبل أن يتحول جبل البكري إلى صحراء قاحلة تبتلع أرواح سكانها؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
مشهد صادم وصرخه من اعماق الشارع في عدن .. عاملة نظافة تتسلم ألف ريال بعد شهر من العمل الشاق
وثق مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمة موظفة مريضة في صندوق النظافة وتحسين المدينة بعدن، وهي تتسلّم ألف ريال يمني فقط من راتبها الشهري البالغ 55 ألف ريال. وظهرت المرأة في الفيديو وهي تشتكي بحسرة وألم، وتتحدث عن معاناتها الصحية التي تضطرها أحيانًا للغياب، رغم تقديمها تقارير طبية تثبت حالتها. وأكدت الموظفة أنها تعود للعمل متى ما استطاعت الوقوف على قدميها، إلا أنها تفاجأت باستقطاعات شبه كلية من راتبها دون مبرر، الأمر الذي عدّه ناشطون انتهاكًا صارخًا لحقوقها الإنسانية والوظيفية. وأثار الفيديو موجة من السخط والغضب، مما وصفوه بالإهانة التي تعرضت لها السيدة، التي تعاني من أورام في البطن -حسب تأكيدها- مطالبين بفتح تحقيق فوري في القضية وفي وضع موظفي الصندوق، وإنصاف الموظفة، ومحاسبة المتسببين في هذه الاستقطاعات غير القانونية، داعين إلى إصلاح جذري في منظومة إدارة صندوق النظافة، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية للعاملين فيه، ممن يواصلون أداء واجبهم في ظل ظروف قاسية لا تليق بهم ولا بدورهم الحيوي في المدينة. وفي وقت لاحق، قالت مصادر إعلامية، نقلًا عن مصادر في صندوق النظافة، إن استقطاع راتب الموظفة، جاء نتيجة غيابها الكامل لمدة شهر، وغياب 20 يومًا في الشهر الذي سبقه، لكن إدارة الصندوق قامت لاحقًا بإعادة راتبها كاملاً، بالإضافة إلى صرف مبلغ إضافي قدره 100 ألف ريال يمني من مدير عام الصندوق، وذلك رغم عدم تقديمها أي تقارير طبية أو تواصلها مع المسؤول المباشر لتبرير غيابها خلال تلك الفترة. الرواتب صندوق النظافه عدن شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق كارثة.. ترحيل عمالة يمنية فور وصولهم للكويت التالي انكشاف المستور.. وزير يمني يفضح ممارسات غير أخلاقية لنظام طهران


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 2 أيام
- وكالة الأنباء اليمنية
توقيع تنفيذ مشروع محطة تنقية المياه للغسيل الكلوي بهيئة المستشفى الجمهوري بحجة
حجة - سبأ : وقع بهيئة المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة اليوم على عقد تنفيذ مشروع محطة تنقية المياه لمركز الغسيل الكلوي بالهيئة بتكلفة 47 مليونا و80 ألف ريال بتمويل وزارتي المالية والصحة والبيئة. ويتضمن العقد الذي وقعه رئيس الهيئة، الدكتور ابراهيم الاشول مع ممثل شركة رويال فارما الدكتور فهمي الحناني، توريد وتركيب وتشغيل وتدريب محطة تنقية المياه لمركز الغسيل الكلوي. وخلال التوقيع بحضور مديري مراكز الغسيل الكلوي بوزارة الصحة والبيئة محمد الابيض والشؤون القانونية بالهيئة فؤاد راجح.. أوضح رئيس الهيئة أهمية تنفيذ المشروع وتدريب العاملين على محطة تنقية المياه في الإسهام في تخفيف معاناة مرضى الغسيل الكلوي خاصة مع زيادة عدد حالات الإصابة بالفشل الكلوي. وثمن اهتمام وزارتي الصحة والبيئة والمالية في تمويل المشروع الذي سيسهم في تحسين الأداء الصحي في الهيئة ويخفف معاناة المرضى.. مشددا على ضرورة تنفيذ المشروع وفقا للدراسات الفنية والمواصفات المعدة مسبقاً.


اليمن الآن
منذ 2 أيام
- اليمن الآن
عقب استلام الف ريال من مرتبها الشهري فقط .. فيديو لعاملة نظافة في عدن وهي تبكي يفجر موجة غضب ومطالبات بمحاسبة المتسببين
وثق مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمة موظفة مريضة في صندوق النظافة وتحسين المدينة بعدن، وهي تتسلّم ألف ريال يمني فقط من راتبها الشهري البالغ 55 ألف ريال. وظهرت المرأة في الفيديو وهي تشتكي بحسرة وألم، وتتحدث عن معاناتها الصحية التي تضطرها أحيانًا للغياب، رغم تقديمها تقارير طبية تثبت حالتها. وأكدت الموظفة أنها تعود للعمل متى ما استطاعت الوقوف على قدميها، إلا أنها تفاجأت باستقطاعات شبه كلية من راتبها دون مبرر، الأمر الذي عدّه ناشطون انتهاكًا صارخًا لحقوقها الإنسانية والوظيفية. وأثار الفيديو موجة من السخط والغضب، مما وصفوه بالإهانة التي تعرضت لها السيدة، التي تعاني من أورام في البطن -حسب تأكيدها- مطالبين بفتح تحقيق فوري في القضية وفي وضع موظفي الصندوق، وإنصاف الموظفة، ومحاسبة المتسببين في هذه الاستقطاعات غير القانونية، داعين إلى إصلاح جذري في منظومة إدارة صندوق النظافة، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية للعاملين فيه، ممن يواصلون أداء واجبهم في ظل ظروف قاسية لا تليق بهم ولا بدورهم الحيوي في المدينة. وفي وقت لاحق، قالت مصادر إعلامية، نقلًا عن مصادر في صندوق النظافة، إن استقطاع راتب الموظفة، جاء نتيجة غيابها الكامل لمدة شهر، وغياب 20 يومًا في الشهر الذي سبقه، لكن إدارة الصندوق قامت لاحقًا بإعادة راتبها كاملاً، بالإضافة إلى صرف مبلغ إضافي قدره 100 ألف ريال يمني من مدير عام الصندوق، وذلك رغم عدم تقديمها أي تقارير طبية أو تواصلها مع المسؤول المباشر لتبرير غيابها خلال تلك الفترة.