logo
الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.. تكامل الإبداع الإنساني والتطور التقني

الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.. تكامل الإبداع الإنساني والتطور التقني

البوابةمنذ 2 أيام
شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورا غير مسبوق في السنوات الأخيرة وامتدت لتشمل مختلف جوانب الحياة وأصبحت عنصرا أساسيا في ميادين العلم والعمل معا وتعد الترجمة من أهم المجالات التي برزت فيها من أدوات مبتكرة جعلت التكنولوجيا شريكا داعما للعقل البشري في تعزيز جودة الترجمة ودقتها مع الحفاظ على بعدها الثقافي والإنساني.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
رغم ما تتميز به أدوات الذكاء الاصطناعي في الترجمة من سرعة ومرونة وتكاليف منخفضة فإنها لا تخلو من التحديات فلا يزال الذكاء الاصطناعي مفتقرا إلى الحس الثقافي والبعد الإنساني خاصة عند التعامل مع نصوص تتطلب دقة عالية مثل الترجمة الأدبية أو الدينية ولذلك يتجه كثير من خبراء الترجمة إلى تبني مبدأ التكامل بين العنصر البشري والتقنيات الحديثة لضمان أفضل جودة ممكنة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
وحول إمكانية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة أكد الدكتور والمترجم الكبير حسين محمود أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة حلوان وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر في تصريحات صحفية أنه يجب التمييز بين محورين أساسيين أولهما أدوات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمستخدم العادي بغرض التواصل والتفاهم بين البشر فهذه تسد الحاجة ولن تؤثر في هذه الحالة على أداء وعمل المترجمين أما الأدوات الموجهة للمترجمين فلابد من توظيفها والاستفادة منها واستخدامها بالشكل الإيجابي والمثمر للمترجم.
وأوضح أن المحور الآخر متعلق بطبيعة ونوعية النصوص فأدوات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الترجمة بأنواعها تستطيع أن تنتج نصوصا في وقت قياسي إلا أنها قد تشوبها بعض الأخطاء وفي حالة النصوص الأدبية فهي تنتج نصوصا قد تكون صحيحة من الناحية اللغوية ولكنها تفتقر للجانب الجمالي الأدبي في اللمسات البشرية التي تعكس ثقافة المترجم وتذوقه للنص.
وأضاف أن هناك أسرارا في اللغة يعرفها البشر ولا تعرفها الآلة حتى الآن وهي مهمة لا تستطيع أن تنجزها الأدوات التكنولوجية رغم محاولات نقل المشاعر والعواطف لكنها لن تكون مثمرة لأن الإنسان يحمل تاريخ وتراث وإدراك لن تتمكن الآلة مهما تقدمت أن تصل إلى المستوى الذي وصل إليه الإنسان.
وفيما يتعلق بالحكم على دقة الترجمة وتحمل مسئوليتها شدد على أن النص الناتج عن الترجمة لا تستطيع أدوات التكنولوجيا الحكم على صحته أو خطأه وتحمل مسئوليته حتى القانونية فوحده المترجم هو الحكم والمسئول عن الترجمة فهو من يعرف اللغة المصدر التي جاء منها النص واللغة الهدف التي ينقل إليها وهو من يستطيع تقدير دقة وجودة الترجمة، ولذلك فإنه لا خوف على المترجم ومستقبل الترجمة البشرية من أدوات التكنولوجيا الحديثة في الترجمة، ولكن يستطيع المترجم أن يستفيد مما تتيحه المصادر التكنولوجية.
بدوره قال دكتور محمد دياب، مدرس بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر :إن السنوات القليلة الماضية شهدت تطورا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي كان له أثر على مجال الترجمة والتحرير وتنوعت الطرق وتطورت لتصبح ذات كفاءة غير مسبوقة في مجال الترجمة وظهر تأثيرها على المخرج الناتج عن عملية الترجمة.
أدوات الذكاء الاصطناعي في المخرجات الآلية
وأضاف أن أهم التطورات التي تجلت في هذا الاتجاه ظهور الترجمة الآلية بعد التحرير التي يتعاون من خلالها المترجمون مع أدوات الذكاء الاصطناعي في المخرجات الآلية ما يعزز جودة الترجمة خاصة بدعم تلك الأدوات بالمفردات اللغوية مشيرا إلى أن تلك المشاركة تتضمن تصحيح العقل البشري للأخطاء المحتملة التي قد تظهر في أنظمة الترجمة الآلية والتي قد لا تعبر عن النص الأصلي بشكل كاف كما تقدم الترجمة الآلية بعد التحرير ترجمة غنية بالمعاني ودقيقة في التعبير اللغوي حيث يتم دعم أدوات الذكاء الاصطناعي بالمفردات والجذور اللغوية التي تساهم في إعطاء معنى صحيح للنص المترجم.
وأوضح أنه إلى جانب المميزات التي يمنحها دخول الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة إلا أن هناك بعض العقبات أيضا لا يمكن تجاهلها فلكي تعطي ترجمة صحيحة لابد أن تكون معززة باللغتين الأصل والهدف كما أنه ستظل هناك حاجة للإشراف البشري على الترجمة مهما بلغنا من تطور لضمان جودتها لافتا إلى أنه خلال عملية الترجمة لابد من مراعاة ظروف التعبير للمؤلف في النصوص باللغة الأصلية ومقصودة من النص ومشاعره وهو أمر يصعب على الآلة إدراكه ونقل التعبيرات بأحاسيس المؤلف ذاتها وهو ما يؤكد عدم القدرة عن الاستغناء عن العقل البشري بشكل كامل.
وفيما يتعلق بالترجمات الإسلامية على وجه الخصوص أكد أن لها طبيعة ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار فإلى الآن لم يتم تزويد أدوات الذكاء الاصطناعي بالمفردات اللغوية الكاملة والتعبيرات الإسلامية التي تستطيع من خلالها إعطاء معنى منضبط إلى حد كبير وتتطلب مراجعة مترجم متمرس في العلوم الإسلامية لتوصيل المعنى الصحيح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أمناء» جامعة الإمارات يستعرض أجندة التميز الأكاديمي وتطوير الأبحاث
«أمناء» جامعة الإمارات يستعرض أجندة التميز الأكاديمي وتطوير الأبحاث

البيان

timeمنذ 5 ساعات

  • البيان

«أمناء» جامعة الإمارات يستعرض أجندة التميز الأكاديمي وتطوير الأبحاث

حيث ارتقت من المركز 261 إلى المركز 229، مسنداً هذا الإنجاز إلى الدعم الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للجامعة. واستعرض المجلس الأجندة الشاملة التي تشمل التميز الأكاديمي، وتطوير الأبحاث، والسياسة المؤسسية. وتدشين مركز جامعة الإمارات للحوسبة فائقة الأداء لدعم أبحاث الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والشراكة الاستراتيجية مع مجلس دبي للإعلام لتعزيز الهوية الوطنية والابتكار الإعلامي. والافتتاح الرسمي لمركز فاطمة بنت مبارك لتعليم اللغة العربية في جامعة كيئو اليابانية، والمبادرة المشتركة بين جامعة الإمارات ووزارة الخارجية لإطلاق «الكرنفال الأكاديمي»، وذلك ضمن التحضيرات التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، بهدف تعزيز مفاهيم الاستدامة والأمن الغذائي.

جامعة دبي تستضيف الاحتفال بيوم القمر العالمي
جامعة دبي تستضيف الاحتفال بيوم القمر العالمي

صحيفة الخليج

timeمنذ 7 ساعات

  • صحيفة الخليج

جامعة دبي تستضيف الاحتفال بيوم القمر العالمي

تستضيف جامعة دبي يوم 20 يوليو الجاري الحدث الرئيسي للاحتفال بيوم القمر العالمي 2025، والذي يُحتفل به في هذا التاريخ من كل عام إحياءً لذكرى أول هبوط للإنسان على سطح القمر. وتم اختيار جامعة دبي من قِبل جمعية قرية القمر، وهي منظمة دولية غير حكومية تعنى بتعزيز التعاون الدولي لتطوير الاقتصاد القمري، لتكون الشريك الرسمي والمنظم للحدث الرئيسي لهذا العام. وقال الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي: «نحن فخورون باختيار الجامعة لتنظيم هذا الحدث العالمي، ما يعكس التزامنا العميق بدعم البحث العلمي والتعليم في مجال الفضاء، خاصة بعد تأسيس مختبر مركز محمد بن راشد للفضاء في الجامعة عام 2018، وبرعاية كريمة من المركز». فيما أشار الدكتور سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بالجامعة وعضو اللجنة الاستشارية ليوم القمر العالمي، إلى أن الجامعة أعدت برنامجاً مشوقاً للاحتفال يتضمن كلمة رئيسية من إدريس الحداني نائب مدير مكتب الشؤون الفضائية للأمم المتحدة في فيينا، وكلمات من رؤساء وكالات فضاء عالمية، ووكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء. من جانبه، قال الدكتور جوزيبي ريبلدي، رئيس جمعية قرية القمر: «يسعدنا أن نتعاون مع جامعة دبي في تنظيم هذا الحدث المهم، بعد أن استضفناه سابقاً في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. لقد قدمت الجامعة عرضاً متميزاً يعكس التزامها وطموحها». وأكد الدكتور نصر الصحاف، رئيس مجلس إدارة اليوم العالمي للقمر، أن القمر لا يملكه أحد، لكنه يُلهم الجميع. لهذا السبب نحن متحمسون لجلب حدثنا الرئيسي لعام 2025 إلى جامعة دبي، في بلد يشهد برنامجاً فضائياً متسارعاً ومؤثراً في مستقبل الأنشطة البشرية على سطح القمر.

باحثة من جامعة الإمارات تنال 4 براءات اختراع في تصميم الأدوية والأجهزة الطبية
باحثة من جامعة الإمارات تنال 4 براءات اختراع في تصميم الأدوية والأجهزة الطبية

البيان

timeمنذ يوم واحد

  • البيان

باحثة من جامعة الإمارات تنال 4 براءات اختراع في تصميم الأدوية والأجهزة الطبية

وقال: «تُعد هذه البراءات نتاجاً بارزاً على روح الابتكار العلمي والتميز التي نتبناها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، إن قدرة الدكتورة عرابي على ربط التخصصات، من علوم الحوسبة إلى الطب والهندسة، تُبرز قوة الجامعة كمركز بحثي محوري شامل».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store