logo
الخارجية الباكستانية: "سلوك الهند غير المسؤول" يضع دولتين نوويتين على حافة صراع كبير

الخارجية الباكستانية: "سلوك الهند غير المسؤول" يضع دولتين نوويتين على حافة صراع كبير

BBC عربية٠٩-٠٥-٢٠٢٥
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية شفقت علي خان الجمعة إن "السلوك غير المسؤول للهند وضع دولتين نوويتين على شفير نزاع كبير".
وأضاف المتحدث أن "الهستيريا الحربية للهند ينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للعالم"، في وقت تستمر المواجهة العسكرية بين البلدين رغم الدعوات الدولية الى ضبط النفس.
يأتي هذا في وقت قالت مصادر عسكرية والتلفزيون الرسمي الباكستاني الجمعة إن باكستان أسقطت "77 مسيّرة" أطلقتها الهند على أراضيها منذ ليل الاربعاء-الخميس.
وقال التلفزيون الباكستاني الجمعة "مساء (الخميس) 8 مايو/أيار، أسقطت باكستان 29 مسيّرة هندية فيما تم تدمير 48 مسيرة منذ الليلة الفائتة". وأكدت مصادر عسكرية باكستانية هذا العدد لوكالة فرانس برس، في وقت تتبادل إسلام اباد ونيودلهي الاتهامات بإطلاق كل منهما مسيّرات على أراضي البلد الآخر.
من جهتها اتهمت نيودلهي إسلام آباد الجمعة بشنّ ضربات ليلية على أراضيها، في حين أفادت السلطات الباكستانية بسقوط مدنيين ليلا في قصف مدفعي مصدره الهند.
وصباح الجمعة، أبلغت الهند عن "عدّة هجمات" لمسيّرات وطلقات باكستانية في الليل "على امتداد الحدود"، وأعلن الجيش عن
التصدي للهجمات بالمسيّرات التي قوبلت بردّ متناسب".
وتسبّبت الهجمات المتبادلة بين القوتين النوويتين بمقتل حوالي خمسين مدنيا منذ الضربات الهندية التي نفّذت الأربعاء على الأراضي الباكستانية ردّا على الهجوم المرتكب في الثاني والعشرين من أبريل/نيسان في الشطر الهندي من كشمير.
وتتّهم الهند باكستان بدعم "جماعة إرهابية" تشتبه في أن هجومها أودى بحياة 26 شخصا في مدينة باهالغام السياحية، فيما تنفي إسلام آباد بشدّة أيّ ضلوع لها في الحادثة.
وسرعان ما ردّ الجانب الباكستاني على الصواريخ الهندية، في مواجهة عسكرية هي الأعنف بين البلدين منذ أكثر من عقدين.
توتر في جانبي كشمير
وفي كشمير الهندية أغلقت المدارس أبوابها بالكامل، فضلا عن المناطق المحاذية لباكستان في ولايتي البنجاب وراجستان. وأغلق 24 مطارا في شمال غرب الهند لأسباب أمنية.
بينما قتل أربعة مدنيين، بينهم طفلة، ليل الخميس الجمعة في كشمير الباكستانية بقصف مدفعي مصدره الهند، وفق ما أفاد مسؤولان وكالة فرانس برس.
وقال عديل خان ضابط الشرطة في كوتلي "قصفت القوّات الهندية مناطق مدنية ليلا، ما أودى بأربعة مدنيين، بينهم طفلة في عامها الثاني". وأكّد مصدر حكومي محلي الحصيلة، ما يرفع إجمالي القتلى المدنيين إلى 36 منذ الأربعاء في باكستان وكشمير الباكستانية، بحسب المصادر الرسمية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير أولي يكشف ملابسات تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية، لكن دون نتيجة نهائية
تقرير أولي يكشف ملابسات تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية، لكن دون نتيجة نهائية

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

تقرير أولي يكشف ملابسات تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية، لكن دون نتيجة نهائية

خلُص تحقيق أولي في حادثة تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية منتصف يونيو/حزيران الماضي، إلى أن مفاتيح التحكم في ضخ الوقود إلى محركي الطائرة انتقلت من وضع التشغيل إلى الإيقاف، قبل لحظات من تحطم الطائرة الذي أدّى إلى مقتل 260 شخصاً. ولم يقدم التقرير الذي أصدره "مكتب التحقيق في حوادث الطائرات" الهندي أي استنتاجات حول المسؤول عن الكارثة، لكنه أشار إلى سؤال وجهه أحد الطيارين لزميله عن سبب قطعه الوقود، ليجيبه الطيار الثاني بأنه لم يفعل. وكانت طائرة من طراز "بوينغ 787-8 دريملاينر" متجهة من أحمد آباد غربي الهند إلى لندن، عندما تحطمت وقُتل جميع ركابها البالغ عددهم 242 شخصاً باستثناء شخص واحد، بالإضافة إلى 19 شخصاً كانوا على الأرض، وذلك بعد ثوانٍ من إقلاعها. وذكر مكتب التحقيق الهندي في تقريره المكون من 15 صفحة أنه بمجرد أن وصلت الطائرة إلى أقصى سرعة مسجلة لها، "انتقل مفتاحا الوقود للمحرك 1 والمحرك 2 من وضع التشغيل إلى الإيقاف واحداً تلو الآخر بفارق زمني قدره ثانية واحدة". وأضاف التقرير نقلاً عن التسجيل الصوتي من قمرة القيادة وقت وقوع الحادثة: "يُسمع أحد الطيارين وهو يسأل الآخر لماذا أوقف مفتاح الوقود. فيجيبه الآخر بأنه لم يفعل ذلك"، قبل أن تبدأ الطائرة بالهبوط بسرعة. ثم عادت مفاتيح الوقود إلى وضع التشغيل وبدأ المحركان باستعادة طاقتيهما، في الوقت الذي أرسل فيه أحد الطيارين نداء استغاثة. وسأل مراقبو الحركة الجوية الطيارين عن المشكلة، لكنهم سرعان ما شاهدوا الطائرة تهوي وتتحطم، حيث استدعوا فرق الطوارئ إلى موقع الحادث. وأكد المكتب أن التحقيق جار وأنه تم "طلب أدلة ومعلومات إضافية من الجهات المعنية". وكانت الطائرة تقل 230 راكباً بينهم 169 هندياً و53 بريطانياً وسبعة برتغاليين وكندياً واحداً، بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم. وأصيب العشرات من الأشخاص على الأرض. ونجا مواطن بريطاني بأعجوبة، وشوهد وهو يخرج من بين حطام الطائرة قبل أن يتلقى العلاج في المستشفى ويغادر. وتداولت وسائل الإعلام ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر الطائرة وهي تقلع من مدرج المطار، ثم سرعان ما عادت للهبوط باتجاه الأرض، قبل أن تصطدم بمبنى كان يُستخدم كسكن للأطباء في كلية طبية، وتظهر على إثر التحطّم كرة من النار. وأشار التقرير إلى أن أحد المحركات أُعيد تشغيله وعاد إلى وضعه الطبيعي، فيما أًعيد تشغيل المحرك الثاني لكن "دون التمكّن من إيقاف تباطؤه"، قبل أن تتحطم الطائرة. وذكر التقرير كذلك أن خمسة مبانٍ على الأقل دُمرت عندما تحطمت الطائرة في منطقة سكنية مكتظة في أحمد آباد غربي الهند. والطائرة المنكوبة هي من طراز "بوينغ 787-8 دريملاينر"، وهو طراز أُطلق قبل 14 عاماً. ولم يتضمن التقرير الأولي أي إجراءات موصى بها لمشغّلي ومصنعّي الطائرة أو المحرك الذي تستخدمه. وتُشغّل شركة طيران الهند أسطولاً يضم أكثر من 190 طائرة، منها 58 طائرة من نوع بوينغ، وفقًا لموقعها الإلكتروني.

ما جائزة نوبل للسلام التي يرى ترامب أنه أهلٌ لنيلها؟
ما جائزة نوبل للسلام التي يرى ترامب أنه أهلٌ لنيلها؟

BBC عربية

timeمنذ 5 أيام

  • BBC عربية

ما جائزة نوبل للسلام التي يرى ترامب أنه أهلٌ لنيلها؟

عندما سلّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة ترشيح رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، لم يكن الحدث مجرد لفتة دبلوماسية عابرة، بل لحظة جديدة أعادت واحدة من أرفع الجوائز العالمية إلى صدارة النقاش السياسي والإعلامي. نتنياهو قال إن ترامب "يصنع السلام في منطقة تلو الأخرى"، في إشارة إلى دوره في اتفاقات أبراهام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. ولم يكن هذا الترشيح الوحيد، فقد أعلنت باكستان في وقت سابق عن نيتها ترشيح ترامب، مشيدة بدوره في خفض التوتر مع الهند، لكن الترشيحات لم تمر بهدوء، وواجهت انتقادات واسعة، خاصة في ظل التطورات الميدانية التي شهدها الشرق الأوسط. بهذا الترشيح، عادت جائزة نوبل للسلام إلى دائرة الضوء، لا بسبب الأسماء فحسب، بل بسبب الأسئلة القديمة المتجددة التي تطرح نفسها مع كل ترشيح مثير: من يملك حق الترشيح؟ ومن يقرر؟ وبأي معايير تُمنح الجائزة التي تحمل اسم السلام؟ ما هي جائزة نوبل للسلام؟ تُعد جائزة نوبل للسلام واحدة من أكثر الجوائز شهرةً وتقديراً في العالم، وتعود جذورها إلى وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، الذي أوصى عند وفاته عام 1896 بتخصيص ثروته لتأسيس جوائز تُمنح لمن قدّم أعظم إسهام في خدمة الإنسانية، في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام. وتُمنح جائزة السلام تحديداً في النرويج، بخلاف الجوائز الأخرى التي تُمنح من قبل لجان سويدية، وقد كانت تلك رغبةً شخصيةً من نوبل نفسه، دون أن يوضح السبب في وصيته. وصدرت أول جائزة نوبل للسلام عام 1901، ومنذ ذلك الحين، باتت تُمنح سنوياً في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، في العاصمة النرويجية أوسلو، تزامناً مع ذكرى وفاة نوبل، بينما يُعلن اسم الفائز عادة في شهر أكتوبر/تشرين الأول. وبين عامي 1901 و2024، مُنحت جائزة نوبل للسلام 105 مرة لـ142 فائزاً، من بينهم 111 شخصاً و31 منظمة. وتعد الولايات المتحدة تُعد الدولة الأكثر حصولاً على الجائزة عبر مواطنيها، تليها فرنسا، والمملكة المتحدة، وقد حصلت 19 امرأة على الجائزة حتى عام 2024، من بينهن الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي، التي فازت بها عام 2014 وكانت أصغر الحائزين عمراً (17 عاماً). وأكبر الحائزين سناً كان جوزف روتبلت، الذي فاز عام 1995 عن عمر ناهز 87 عاماً. ورغم انتظامها السنوي، لم تُمنح الجائزة في 19 مناسبة، تحديداً في أعوام اندلعت فيها الحروب العالمية أو ساد فيها الاضطراب الدولي، ومن أبرز فترات الانقطاع كانت: أعوام الحرب العالمية الأولى: (1914، 1915، 1916، 1918)، وأعوام الحرب العالمية الثانية: (1939–1943) في بعض الحالات، كانت اللجنة تمتنع عن منحها لأسباب تتعلق بعدم وجود مرشّح يستوفي الشروط، أو تعذر التوافق. هل يقتصر الترشيح على الدول والحكومات؟ من المثير أن الدول والحكومات ليست هي الجهة الرئيسية لترشيح الأسماء لنيل جائزة نوبل للسلام، بل إن النظام الأساسي للجائزة لا يمنح حق الترشيح للدول ويعتمد على أفراد ومؤسسات محددين تنطبق عليهم شروط دقيقة، وهو ما يجعل الترشيحات في كثير من الأحيان مسألة شخصية أو رمزية أكثر منها رسمية. بحسب قواعد مؤسسة نوبل، يحق للجهات التالية تقديم ترشيحات سنوية: - أعضاء البرلمانات الوطنية والحكومات من مختلف دول العالم - رؤساء الدول - أساتذة الجامعات في مجالات الفلسفة، والحقوق، والعلوم السياسية، والتاريخ، والدين - الحائزون السابقون على جائزة نوبل بجميع فروعها - أعضاء المحاكم الدولية - مدراء ومعهدو مراكز الأبحاث في مجال السلام والنزاعات الدولية - رؤساء منظمات دولية معينة لها صفة مراقب في الأمم المتحدة وفي عام 2024، بلغ عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام 286 مرشحاً، وكان أعلى عدد من الترشيحات قد سُجّل في عام 2016، وبلغ 376 مرشحاً. وبينما يحتفظ معهد نوبل في أوسلو بسرية قائمة المرشحين الكاملة لمدة 50 عاماً – وفقاً لقواعد صارمة – يختار بعض المرشِّحين إعلان ترشيحاتهم للعامة، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند ترشيحه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تُفتح أبواب الترشيح مع بداية كل عام وتُغلق في 31 يناير كانون الثاني، بينما يتم الإعلان عن الفائز أو الفائزين بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول، على أن يُقام حفل تسليم الجائزة في 10 ديسمبر/أيلول في أوسلو، النرويج. وعادة ما تقوم اللجنة المسؤولة بعد إغلاق التشريحات، بإعداد قائمة أولية تُعرف بـ"القائمة القصيرة"، والتي تُعرض على مستشارين وخبراء دوليين مستقلين لتقديم تحليلات معمّقة عن سيرة المرشحين ودورهم في قضايا السلام. ومن المهم التأكيد أن مجرد ورود اسم شخص في قائمة المرشحين لا يعني تزكيته أو تأييداً رسمياً من اللجنة، ففي بعض السنوات، تلقت اللجنة مئات الترشيحات، بينها أسماء أثارت الجدل عالمياً، مثل أدولف هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، وستالين لاحقاً، وهنري كيسنجر الذي فاز فعلياً رغم الانتقادات. ولا تعتمد الجائزة على عدد الترشيحات، بل على قيمة العمل الفعلي الذي أسهم في تعزيز السلام، وفق المعايير التي وضعها ألفريد نوبل في وصيته الأصلية عام 1895. ماذا عن ترامب ونوبل؟ أمّا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يُخفِ يوماً رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام، فقد تلقى خلال السنوات الأخيرة عدة ترشيحات معلنة، أبرزها من أعضاء في البرلمان النرويجي والسويدي، استندوا في ترشيحهم إلى دوره في توقيع اتفاقات أبراهام، التي مهّدت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بينها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. كما أشار مؤيدوه إلى سياساته تجاه كوريا الشمالية، وانفتاحه غير المسبوق على قيادتها، إلى جانب تقليص التدخلات العسكرية الأمريكية في بعض مناطق النزاع، مقارنة بإدارات سابقة. ترامب عبّر مراراً عن فخره بهذه الترشيحات، واعتبرها دليلاً على استحقاقه الدولي، مشيراً إلى ما يراه تجاهلاً إعلامياً لإنجازاته، وفي أحد تصريحاته، قال ساخراً: "أعطوا أوباما جائزة نوبل في بداية ولايته، أما أنا فقد أنجزت أكثر منه بكثير، ولم أحصل على شيء!". وغالباً ما يقارن ترامب مبادراته في الشرق الأوسط بسجلات رؤساء أمريكيين سابقين، في إطار تأكيده على أحقيته بالجائزة.

‏من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"
‏من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"

BBC عربية

timeمنذ 6 أيام

  • BBC عربية

‏من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"

من حق القارئ أن يقول إن العنوان مبالغ فيه نوعاً ما، إذ يتساءل ما علاقة حرب غزة بكوريا الشمالية؟ وعن أي صفيحٍ نووي نتحدث؟ فالصراعات في قارة آسيا مستمرة منذ عقود طويلة. ‏ولنبدأ بالشرح علينا سريعاً أن نُذكر بحقائق عسكرية تشهدها الدول الآسيوية منذ عدة أعوام. تشارك ثلاث دول نووية آسيوية في حروب أو مواجهات عسكرية، فموسكو -إذا اعتبرنا روسيا من ضمن قارة آسيا- تشن حرباً منذ أكثر من ثلاث سنوات على أوكرانيا. وخاضت الهند والباكستان مؤخراً مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ عقود. بينما تلوح الصين بالخيار العسكري "أمام الجميع"، في النزاع مع تايوان، وفي كوريا الشمالية لا يكاد يخلو تصريح يخرج على لسان مسؤوليها إلا وتخلله تهديد نووي أو عسكري. في أقصى غرب القارة، تندلع حرب منذ عام و 9 أشهر، بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، انتشر لهيبها على شكل مواجهات وأزمات في لبنان وسوريا واليمن والعراق، هذا ناهيك عن المواجهة مع إيران. وتلك الأخيرة يهيمن عليها ملف السلاح النووي بشكل أساسي. وبعد أن قُصفت المواقع النووية الإيرانية، فعّلت باكستان أنظمة الدفاع الجوي ونشرت طائرات مقاتلة بالقرب من منشآتها النووية ومن حدود البلاد مع إيران، بعدما شنت إسرائيل هجمات على المنشآت النووية الإيرانية. وقال مسؤول استخباراتي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن "أنظمتنا على أهبة الاستعداد كإجراء احترازي..رغم أنه لا يوجد أي تهديد مباشر". ولتوضيح مدى الانتشار النووي في آسيا، عليك عزيزي القارئ أن تتابع الجزء القادم من القصة بعناية، نظراً للمعلومات المهمة والأرقام الدقيقة المتاحة لك. قارة آسيوية مُثقلة بالرؤوس النووية في قلب هذا المشهد المتفجر، تبرز خمس دول آسيوية كقوى نووية معترف بها، تملك مئات الرؤوس النووية، وتُعد أطرافاً مباشرة أو غير مباشرة في نزاعات أو مواجهات عسكرية، أو على الأقل تُلوّح باستخدام هذه الترسانة. روسيا ترسانة جاهزة للانتشار تمتلك روسيا -التي تمتد جغرافياً بين آسيا وأوروبا– أكبر ترسانة نووية في العالم، تُقدّر بنحو 4,380 رأساً نووياً في حالة انتشار عملياتي، وفق تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سبتمبر/ أيلول 2024، الغرب، من أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية. الصين: تزايد بعدد الرؤوس النووية تواصل بكين تسليح ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة. وبحسب تقرير المعهد ذاته، بلغ عدد الرؤوس النووية الصينية في العام 2024 نحو 500 رأس نووي، مقارنة بـ 410 فقط في العام الذي سبقه. الهند: بين قوتين نوويتين تملك الهند نحو 172 رأساً نووياً، وهي الدولة الوحيدة التي تخوض مواجهات حدودية مباشرة مع قوتين نوويتين أخريين في آسيا: الصين وباكستان. باكستان: النووي الإسلامي تملك إسلام أباد ما يقارب 170 رأساً نووياً، وهي القوة النووية الإسلامية الوحيدة المعترف بها دولياً، كوريا الشمالية: نووي مدمج بالعقيدة السياسية أما بيونغ يانغ، التي لا تعترف بمعاهدات نزع السلاح النووي، فتمتلك ما بين 50 إلى 70 رأساً نووياً بحسب تقديرات غربية، رغم غياب بيانات رسمية. وتُعد كوريا الشمالية الدولة الأكثر "مجاهَرة" بترسانتها النووية، إذ دمجت برنامجها النووي في خطابها السياسي والعقائدي، وغالباً ما ترفق تهديداتها بتجارب صاروخية عابرة للقارات. إسرائيل: القوة التي "لا تعترف" تمتلك إسرائيل برنامجاً نووياً غير معلن رسميًا، وتُقدّر تقارير استخباراتية غربية ترسانتها بما يتراوح بين 80 إلى 90 رأساً نووياً، لكن إسرائيل تنتهج سياسة "الغموض النووي". إيران: على عتبة القنبلة رغم أن إيران لا تمتلك حتى الآن سلاحاً نووياً، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت في 12 حزيران/يونيو 2025، تقريراً اتّهم إيران "بعدم الوفاء بالتزاماتها" المتعلقة بأنشطتها النووية. وأشارت إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران قد يقلّص الوقت اللازم لصنع سلاح نووي، رغم أنها لم تجد دليلاً على امتلاك أو تطوير أسلحة نووية حتى الآن. اعتبرت السلطات الإيرانية أن تقرير الوكالة شكّل "ذريعة" للهجمات الإسرائيلية. وعبّر عن هذا الموقف المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي اتّهم في منشور المدير العام غروسي بـ"تحويل الوكالة إلى طرف في النزاع". وفي يونيو/حزيران 2025، شنّت إسرائيل والولايات المتحدة هجمات جوية استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية في أصفهان ومشهد وبندر عباس، ضمن واحدة من أوسع العمليات الجوية في تاريخ النزاع غير المعلن بين البلدين. وعلينا أن لا ننسى؛ أن اليابان الواقعة أقصى شرق قارة آسيا هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لضربات نووية عسكرية، وهو ما لا يجعل الأمر مستبعداً بأن تتكرر الحادثة في أي دولة أخرى، في حالة تفجر أي من النزاعات التي تعصف بالقارة منذ عقود. والآن بعد هذه المعلومات، يبدو من الواضح للقارئ مدى القوة النووية التي بيد هذه الدول الآسيوية وكيف أن القارة معرضة لحرب نووية إذ ما انفلت عقال أي مواجهة من المواجهات المتعددة في القارة، لكن ننصح بمتابعة القراءة لتعرف أن القنابل النووية ليست هي السلاح الخطر الوحيد في القارة. القارة في سباق تسلح "على المكشوف" كشفت بيانات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن الهند احتلت المرتبة الثانية عالمياً في واردات السلاح بين عامي 2020 و2024، بعد أوكرانيا، إذ استحوذت على نحو 8.3 بالمئة من مجمل واردات الأسلحة العالمية، مقابل 8.8 بالمئة لأوكرانيا. ورغم هذا الترتيب المتقدم، سجّلت واردات الهند انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالفترة السابقة (2015–2019) بنسبة بلغت نحو 9.3 بالمئة، في ظل سياسة حكومية تهدف إلى تعزيز التصنيع العسكري المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج، لا سيما على روسيا. ولا تزال موسكو تُعدّ المورد الرئيسي للسلاح إلى الهند، لكنها شهدت تراجعاً لافتاً في حصتها، التي انخفضت إلى ما بين 36 و38 بالمئة من إجمالي واردات نيودلهي، بعدما كانت 55 بالمئة في الفترة السابقة، و72 بالمئة بين عامي 2010 و2014. في المقابل، حققت فرنسا صعوداً بارزاً، لتصبح الهند أكبر زبون للسلاح الفرنسي، مستحوذة على 28 بالمئة من صادرات باريس إلى الخارج. كما حافظت إسرائيل على موقعها كمورد رئيسي للهند، بحصة تقدّر بنحو 34 بالمئة من واردات البلاد العسكرية. أما باكستان، فقد سجلت نمواً لافتاً في واردات الأسلحة خلال الفترة ذاتها، بزيادة قدرها نحو 61 بالمئة مقارنة بالفترة ما بين 2015 و2019. وبهذه القفزة، أصبحت خامس أكبر مستورد للسلاح في العالم، بنسبة 4.6 بالمئة من إجمالي واردات الأسلحة العالمية. وتبدو بكين اللاعب الأبرز في تسليح باكستان، إذ وفرت لها نحو 81 بالمئة من وارداتها خلال 2020–2024، مقارنة بـ74 بالمئة في الفترة السابقة. وحلّت دول مثل هولندا وتركيا في مراتب تالية. وفي الفترة 2016–2020، كانت باكستان في المرتبة العاشرة عالمياً، مع نسبة 2.7 بالمئة من إجمالي الواردات، اعتمدت خلالها بشكل أساسي أيضاً على الصين. وفيما يتعلق بإسرائيل، فقد احتلت المرتبة 15 عالمياً على قائمة مستوردي الأسلحة في الفترة من 2020 حتى 2024، بحصة بلغت حوالي 1.9 بالمئة من السوق العالمي. وتصدّرت الولايات المتحدة قائمة المورّدين لإسرائيل، بنحو 66 إلى 69 بالمئة من إجمالي وارداتها، تلتها ألمانيا بنسبة تقارب 30 إلى 33 بالمئة، في صفقات شملت غواصات وقطعاً بحرية وذخائر ومكونات دفاعية. وسجّلت إيران أدنى مستويات استيراد للسلاح في الشرق الأوسط خلال الفترة ذاتها، بفعل العقوبات المفروضة عليها، ما دفعها إلى التركيز على تطوير قدراتها الذاتية، خاصة في المجال الصاروخي، وهو ما برز خلال المواجهات الأخيرة مع إسرائيل. وقبل الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران باسبوع واحد فقط، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن أن طهران طلبت مؤخراً "آلاف الأطنان من مكونات الصواريخ الباليستية من الصين" وبيّنت الصحيفة أن "الكمية المطلوبة تكفي لإنتاج نحو 800 صاروخ باليستي". ورغم أن هذا الاستعراض يركّز على بعض الدول فقط، إلا أنه يعكس بوضوح حجم سباق التسلح في قارة آسيا، القارة الأكبر جغرافياً وسكانياً، حيث تلقي هذه التوجهات العسكرية بظلالها على أمن المنطقة وتوازناتها المستقبلية. الجميع منتصر دون حسم في قارة تشهد توترات جيوسياسية متصاعدة، تبدو المواجهات العسكرية الأخيرة في آسيا محكومة بقاعدة واحدة: لا غالب ولا مغلوب. فبين صراعات طويلة ومواجهات قصيرة لكن مكثفة، تظهر النتائج النهائية غامضة، وكأن الجميع يخرج بانتصار ما، أو هزيمة غير واضحة المعالم. الهند وباكستان: 4 أيام من التصعيد شهدت منطقة كشمير، البؤرة المتفجرة بين الهند وباكستان، مواجهة عسكرية استمرت 4 أيام في مايو/أيار 2025، بدأت بتبادل للقصف عبر خط الهدنة، ثم تصاعدت إلى اشتباكات جوية وبريّة محدودة. ورغم سقوط عشرات الضحايا من الجانبين، لم تحقق أي من الدولتين نصراً حاسماً. وانتهت المواجهة بوساطة دولية، لكن جذور الصراع بقيت كما هي، مؤكدة أن كشمير ستظل ساحة للتوتر المتجدد. إيران وإسرائيل: 12 يوماً من الضربات المتبادلة لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران في 2025 مفاجئة، لكنها كانت الأكثر مباشرة منذ سنوات. هاجمت إسرائيل بغارات على منشآت نووية وعسكرية إيرانية.وردت طهران بصواريخ ثقيلة، واستمر القتال 12 يوماً، وشمل ضربات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لكنه انتهى دون حسم. كل طرف ادّعى تحقيق أهدافه وأعلن النصر. إسرائيل وحماس: عام و9 أشهر من الحرب غير المحسومة منذ 7 أكتوبر 2023، تدور المواجهة الأطول في المنطقة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. بعد عام و9 أشهر (حتى يوليو 2025)، لم تحقق إسرائيل "القضاء التام" على حماس، كما لم تتمكن الأخيرة من كسر الحصار أو تحقيق نصر سياسي واضح. ورغم انتهاج إسرائيل سياسة "الغموض النووي" إلا أن وزير التراث، عميحاي إلياهو، أبدى انفتاحه على خيار "القصف النووي كأحد خيارات إسرائيل خلال الحرب في غزة". غزة دُمرت، والقتلى تجاوزوا عشرات الآلاف وفق حكومة حماس، لكن المعادلة الأمنية والسياسية لم تتغير جذرياً. وكما في كل الحروب الآسيوية الأخيرة، يبدو أن الجميع يدفع الثمن، لكن لا أحد يخرج فائزاً. وحتى لو تعاملنا مع روسيا أنها جزء من قارة آسيا فأن الحرب التي تخضوها، أو العملية العسكرية كما يسميها الكرملين، ضد أوكرانيا لم تُحسم عسكرياً بعد، ولا يبدو ذلك ممكناً في المدى القريب. فبين كشمير وغزة والضربات الإيرانية-الإسرائيلية، يبدو أن "السلام الهش" هو النتيجة الوحيدة المتكررة حتى تندلع الجولة التالية، والحالات تنطبق على الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وعلى الصين وتايوان وكذلك على الصين والهند. فمن القادر على إطفاء نار هذه الحروب والمواجهات؟ لا بد أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، له الدور الأكبر في إنهاء هذه المواجهات وإن كان بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي يستدعي المزيد من الشرح المستفيض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store