
من غزة إلى كوريا الشمالية قارة تغلي على "صفيح نووي"
تشارك ثلاث دول نووية آسيوية في حروب أو مواجهات عسكرية، فموسكو -إذا اعتبرنا روسيا من ضمن قارة آسيا- تشن حرباً منذ أكثر من ثلاث سنوات على أوكرانيا. وخاضت الهند والباكستان مؤخراً مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ عقود.
بينما تلوح الصين بالخيار العسكري "أمام الجميع"، في النزاع مع تايوان، وفي كوريا الشمالية لا يكاد يخلو تصريح يخرج على لسان مسؤوليها إلا وتخلله تهديد نووي أو عسكري.
في أقصى غرب القارة، تندلع حرب منذ عام و 9 أشهر، بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، انتشر لهيبها على شكل مواجهات وأزمات في لبنان وسوريا واليمن والعراق، هذا ناهيك عن المواجهة مع إيران. وتلك الأخيرة يهيمن عليها ملف السلاح النووي بشكل أساسي.
وبعد أن قُصفت المواقع النووية الإيرانية، فعّلت باكستان أنظمة الدفاع الجوي ونشرت طائرات مقاتلة بالقرب من منشآتها النووية ومن حدود البلاد مع إيران، بعدما شنت إسرائيل هجمات على المنشآت النووية الإيرانية. وقال مسؤول استخباراتي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن "أنظمتنا على أهبة الاستعداد كإجراء احترازي..رغم أنه لا يوجد أي تهديد مباشر".
ولتوضيح مدى الانتشار النووي في آسيا، عليك عزيزي القارئ أن تتابع الجزء القادم من القصة بعناية، نظراً للمعلومات المهمة والأرقام الدقيقة المتاحة لك.
قارة آسيوية مُثقلة بالرؤوس النووية
في قلب هذا المشهد المتفجر، تبرز خمس دول آسيوية كقوى نووية معترف بها، تملك مئات الرؤوس النووية، وتُعد أطرافاً مباشرة أو غير مباشرة في نزاعات أو مواجهات عسكرية، أو على الأقل تُلوّح باستخدام هذه الترسانة.
روسيا ترسانة جاهزة للانتشار
تمتلك روسيا -التي تمتد جغرافياً بين آسيا وأوروبا– أكبر ترسانة نووية في العالم، تُقدّر بنحو 4,380 رأساً نووياً في حالة انتشار عملياتي، وفق تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سبتمبر/ أيلول 2024، الغرب، من أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية.
الصين: تزايد بعدد الرؤوس النووية
تواصل بكين تسليح ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة. وبحسب تقرير المعهد ذاته، بلغ عدد الرؤوس النووية الصينية في العام 2024 نحو 500 رأس نووي، مقارنة بـ 410 فقط في العام الذي سبقه.
الهند: بين قوتين نوويتين
تملك الهند نحو 172 رأساً نووياً، وهي الدولة الوحيدة التي تخوض مواجهات حدودية مباشرة مع قوتين نوويتين أخريين في آسيا: الصين وباكستان.
باكستان: النووي الإسلامي
تملك إسلام أباد ما يقارب 170 رأساً نووياً، وهي القوة النووية الإسلامية الوحيدة المعترف بها دولياً،
كوريا الشمالية: نووي مدمج بالعقيدة السياسية
أما بيونغ يانغ، التي لا تعترف بمعاهدات نزع السلاح النووي، فتمتلك ما بين 50 إلى 70 رأساً نووياً بحسب تقديرات غربية، رغم غياب بيانات رسمية. وتُعد كوريا الشمالية الدولة الأكثر "مجاهَرة" بترسانتها النووية، إذ دمجت برنامجها النووي في خطابها السياسي والعقائدي، وغالباً ما ترفق تهديداتها بتجارب صاروخية عابرة للقارات.
إسرائيل: القوة التي "لا تعترف"
تمتلك إسرائيل برنامجاً نووياً غير معلن رسميًا، وتُقدّر تقارير استخباراتية غربية ترسانتها بما يتراوح بين 80 إلى 90 رأساً نووياً، لكن إسرائيل تنتهج سياسة "الغموض النووي".
إيران: على عتبة القنبلة
رغم أن إيران لا تمتلك حتى الآن سلاحاً نووياً، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت في 12 حزيران/يونيو 2025، تقريراً اتّهم إيران "بعدم الوفاء بالتزاماتها" المتعلقة بأنشطتها النووية. وأشارت إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران قد يقلّص الوقت اللازم لصنع سلاح نووي، رغم أنها لم تجد دليلاً على امتلاك أو تطوير أسلحة نووية حتى الآن.
اعتبرت السلطات الإيرانية أن تقرير الوكالة شكّل "ذريعة" للهجمات الإسرائيلية. وعبّر عن هذا الموقف المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي اتّهم في منشور المدير العام غروسي بـ"تحويل الوكالة إلى طرف في النزاع".
وفي يونيو/حزيران 2025، شنّت إسرائيل والولايات المتحدة هجمات جوية استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية في أصفهان ومشهد وبندر عباس، ضمن واحدة من أوسع العمليات الجوية في تاريخ النزاع غير المعلن بين البلدين.
وعلينا أن لا ننسى؛ أن اليابان الواقعة أقصى شرق قارة آسيا هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لضربات نووية عسكرية، وهو ما لا يجعل الأمر مستبعداً بأن تتكرر الحادثة في أي دولة أخرى، في حالة تفجر أي من النزاعات التي تعصف بالقارة منذ عقود.
والآن بعد هذه المعلومات، يبدو من الواضح للقارئ مدى القوة النووية التي بيد هذه الدول الآسيوية وكيف أن القارة معرضة لحرب نووية إذ ما انفلت عقال أي مواجهة من المواجهات المتعددة في القارة، لكن ننصح بمتابعة القراءة لتعرف أن القنابل النووية ليست هي السلاح الخطر الوحيد في القارة.
القارة في سباق تسلح "على المكشوف"
كشفت بيانات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن الهند احتلت المرتبة الثانية عالمياً في واردات السلاح بين عامي 2020 و2024، بعد أوكرانيا، إذ استحوذت على نحو 8.3 بالمئة من مجمل واردات الأسلحة العالمية، مقابل 8.8 بالمئة لأوكرانيا.
ورغم هذا الترتيب المتقدم، سجّلت واردات الهند انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالفترة السابقة (2015–2019) بنسبة بلغت نحو 9.3 بالمئة، في ظل سياسة حكومية تهدف إلى تعزيز التصنيع العسكري المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج، لا سيما على روسيا.
ولا تزال موسكو تُعدّ المورد الرئيسي للسلاح إلى الهند، لكنها شهدت تراجعاً لافتاً في حصتها، التي انخفضت إلى ما بين 36 و38 بالمئة من إجمالي واردات نيودلهي، بعدما كانت 55 بالمئة في الفترة السابقة، و72 بالمئة بين عامي 2010 و2014.
في المقابل، حققت فرنسا صعوداً بارزاً، لتصبح الهند أكبر زبون للسلاح الفرنسي، مستحوذة على 28 بالمئة من صادرات باريس إلى الخارج. كما حافظت إسرائيل على موقعها كمورد رئيسي للهند، بحصة تقدّر بنحو 34 بالمئة من واردات البلاد العسكرية.
أما باكستان، فقد سجلت نمواً لافتاً في واردات الأسلحة خلال الفترة ذاتها، بزيادة قدرها نحو 61 بالمئة مقارنة بالفترة ما بين 2015 و2019. وبهذه القفزة، أصبحت خامس أكبر مستورد للسلاح في العالم، بنسبة 4.6 بالمئة من إجمالي واردات الأسلحة العالمية.
وتبدو بكين اللاعب الأبرز في تسليح باكستان، إذ وفرت لها نحو 81 بالمئة من وارداتها خلال 2020–2024، مقارنة بـ74 بالمئة في الفترة السابقة. وحلّت دول مثل هولندا وتركيا في مراتب تالية. وفي الفترة 2016–2020، كانت باكستان في المرتبة العاشرة عالمياً، مع نسبة 2.7 بالمئة من إجمالي الواردات، اعتمدت خلالها بشكل أساسي أيضاً على الصين.
وفيما يتعلق بإسرائيل، فقد احتلت المرتبة 15 عالمياً على قائمة مستوردي الأسلحة في الفترة من 2020 حتى 2024، بحصة بلغت حوالي 1.9 بالمئة من السوق العالمي. وتصدّرت الولايات المتحدة قائمة المورّدين لإسرائيل، بنحو 66 إلى 69 بالمئة من إجمالي وارداتها، تلتها ألمانيا بنسبة تقارب 30 إلى 33 بالمئة، في صفقات شملت غواصات وقطعاً بحرية وذخائر ومكونات دفاعية.
وسجّلت إيران أدنى مستويات استيراد للسلاح في الشرق الأوسط خلال الفترة ذاتها، بفعل العقوبات المفروضة عليها، ما دفعها إلى التركيز على تطوير قدراتها الذاتية، خاصة في المجال الصاروخي، وهو ما برز خلال المواجهات الأخيرة مع إسرائيل.
وقبل الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران باسبوع واحد فقط، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن أن طهران طلبت مؤخراً "آلاف الأطنان من مكونات الصواريخ الباليستية من الصين" وبيّنت الصحيفة أن "الكمية المطلوبة تكفي لإنتاج نحو 800 صاروخ باليستي".
ورغم أن هذا الاستعراض يركّز على بعض الدول فقط، إلا أنه يعكس بوضوح حجم سباق التسلح في قارة آسيا، القارة الأكبر جغرافياً وسكانياً، حيث تلقي هذه التوجهات العسكرية بظلالها على أمن المنطقة وتوازناتها المستقبلية.
الجميع منتصر دون حسم
في قارة تشهد توترات جيوسياسية متصاعدة، تبدو المواجهات العسكرية الأخيرة في آسيا محكومة بقاعدة واحدة: لا غالب ولا مغلوب.
فبين صراعات طويلة ومواجهات قصيرة لكن مكثفة، تظهر النتائج النهائية غامضة، وكأن الجميع يخرج بانتصار ما، أو هزيمة غير واضحة المعالم.
الهند وباكستان: 4 أيام من التصعيد
شهدت منطقة كشمير، البؤرة المتفجرة بين الهند وباكستان، مواجهة عسكرية استمرت 4 أيام في مايو/أيار 2025، بدأت بتبادل للقصف عبر خط الهدنة، ثم تصاعدت إلى اشتباكات جوية وبريّة محدودة. ورغم سقوط عشرات الضحايا من الجانبين، لم تحقق أي من الدولتين نصراً حاسماً. وانتهت المواجهة بوساطة دولية، لكن جذور الصراع بقيت كما هي، مؤكدة أن كشمير ستظل ساحة للتوتر المتجدد.
إيران وإسرائيل: 12 يوماً من الضربات المتبادلة
لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران في 2025 مفاجئة، لكنها كانت الأكثر مباشرة منذ سنوات. هاجمت إسرائيل بغارات على منشآت نووية وعسكرية إيرانية.وردت طهران بصواريخ ثقيلة، واستمر القتال 12 يوماً، وشمل ضربات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لكنه انتهى دون حسم. كل طرف ادّعى تحقيق أهدافه وأعلن النصر.
إسرائيل وحماس: عام و9 أشهر من الحرب غير المحسومة
منذ 7 أكتوبر 2023، تدور المواجهة الأطول في المنطقة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. بعد عام و9 أشهر (حتى يوليو 2025)، لم تحقق إسرائيل "القضاء التام" على حماس، كما لم تتمكن الأخيرة من كسر الحصار أو تحقيق نصر سياسي واضح.
ورغم انتهاج إسرائيل سياسة "الغموض النووي" إلا أن وزير التراث، عميحاي إلياهو، أبدى انفتاحه على خيار "القصف النووي كأحد خيارات إسرائيل خلال الحرب في غزة".
غزة دُمرت، والقتلى تجاوزوا عشرات الآلاف وفق حكومة حماس، لكن المعادلة الأمنية والسياسية لم تتغير جذرياً. وكما في كل الحروب الآسيوية الأخيرة، يبدو أن الجميع يدفع الثمن، لكن لا أحد يخرج فائزاً.
وحتى لو تعاملنا مع روسيا أنها جزء من قارة آسيا فأن الحرب التي تخضوها، أو العملية العسكرية كما يسميها الكرملين، ضد أوكرانيا لم تُحسم عسكرياً بعد، ولا يبدو ذلك ممكناً في المدى القريب.
فبين كشمير وغزة والضربات الإيرانية-الإسرائيلية، يبدو أن "السلام الهش" هو النتيجة الوحيدة المتكررة حتى تندلع الجولة التالية، والحالات تنطبق على الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وعلى الصين وتايوان وكذلك على الصين والهند. فمن القادر على إطفاء نار هذه الحروب والمواجهات؟ لا بد أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، له الدور الأكبر في إنهاء هذه المواجهات وإن كان بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي يستدعي المزيد من الشرح المستفيض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
استئناف جولة مفاوضات التهدئة.. والبحث يتركز على خارطة جديدة للانسحاب الإسرائيلي
غزة- 'القدس العربي': لا يزال وسطاء التهدئة يعملون في المفاوضات 'غير المباشرة' بين حركة حماس وإسرائيل، على إيجاد حلول لأزمة التفاوض التي عطلت إتمام الصفقة، بسبب رفض إسرائيل سحب قواتها إلى خطوط الانسحاب التي جرى التوصل إليها في التهدئة السابقة في يناير وانهارت في مارس الماضي. وعلمت 'القدس العربي' أن المفاوضات التي عقدت على مدار الأيام الماضية، ورغم أنه جرى خلالها التوافق على الأمور الفنية الخاصة بعملية تبادل الأسرى، من حيث مواعيد التسليم والأعداد، إلا أنها اصطدمت بخارطة الانسحاب التي قدمها الوفد الإسرائيلي، والذي يضم موفدا عن الجيش الإسرائيلي وآخر عن جهاز 'الشاباك' أيضا. خارطة انسحاب مرفوضة وتشمل الخارطة الإسرائيلية التي أصر الوفد الإسرائيلي على جعلها أمرا واقعا في المفاوضات، ورفضتها حركة حماس، استمرار بقاء جيش الاحتلال في عدة مناطق تقع في عمق قطاع غزة، منها مناطق في الشمال وأخرى في محيط 'محور نتساريم' وسط القطاع، فيما كانت نسبة الاحتلال الأكبر لأراضي قطاع غزة في مناطق الجنوب، حيث تشمل الخرائط بلدات كاملة تقع في الجهة الشرقية والشمالية لمدينة خان يونس، بالإضافة إلى مدينة رفح التي يريد الاحتلال إبقاء مراكز المساعدات التابعة لـ'مؤسسة غزة الإنسانية' فيها. ومن أجل تمرير المخطط الرامي لإبقاء احتلال مدينة رفح ما بين 'محوري فيلادلفيا وموراج'، قدم الوفد الإسرائيلي مقترحا يقوم على أساس عودة المنظمات الأممية لإدخال وتوزيع المساعدات، مع بقاء مراكز التوزيع الأربعة التي أقامها واحد في وسط القطاع قرب 'محور نتساريم' وثلاثة في مدينة رفح، تقع ما بين 'محوري فيلادلفيا وموراج'، وهو أمر يستدعي استمرار احتلال المناطق المحيطة بها، ما يعني عدم الانسحاب من رفح تحديدا. ويدور الحديث أن خارطة إسرائيل تشمل بقاء احتلال ما نسبته 40% من مناطق قطاع غزة، بينها مدينة رفح، ونقاط استراتيجية أخرى، تحول القطاع إلى أوصال مقطعة. وقد فاجأت الخارطة الإسرائيلية الجديدة الوسطاء كما فاجأت حركة حماس التي ذهبت إلى المفاوضات وفقا لنص المقترح الجديد للاتفاق برعاية الوسطاء على الأمور الفنية الخاصة بالمساعدات والتبادل وضمانات عدم عودة الحرب، باعتبار أن خريطة الانسحاب ستكون كما الخريطة السابقة التي جرى تنفيذها عند بدء العمل باتفاق التهدئة الذي دخل حيز التنفيذ في 18 يناير الماضي، وانتهى يوم 2 مارس، قبل أن تطرح إسرائيل الخارطة الجديدة التي انتهت مفاوضات الأسبوع الماضي دون أن تحدث أي اختراق في الملف، بسبب التعنت الإسرائيلي. المعلومات التي حصلت عليها 'القدس العربي'، أشارت إلى أن حركة حماس استنتجت بعد التشدد الإسرائيلي بخصوص خارطة الانسحاب وطلبها البقاء في عدة مناطق، أن هناك خطة إسرائيلية لعودة الحرب من جديد، تسمح بعودة توغل قوات الاحتلال بشكل أسهل من المرة السابقة، خاصة وأن الأمر ارتبط بتصريحات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول عدم الموافقة على صفقة كاملة، وتلويحه بعودة الحرب و'هزيمة حماس'. إبقاء الاحتلال وفي هذا السياق، كان باسم نعيم، القيادي في حماس وعضو وفدها المفاوض، قال: 'بالتأكيد معنيون، ومن اليوم الأول للمفاوضات، بالوصول الى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أقرب فرصة ممكنة، حرصا على شعبنا ومستقبله في القطاع'. وأضاف في منشور على صحفته في 'فيسبوك': 'لكن لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال وتسليم شعبنا لمعازل تحت سيطرة جيش الاحتلال على غرار معسكرات الاعتقال النازية'، لافتا إلى أن هذا ما يعرضه الاحتلال حتى اللحظة في جولة المفاوضات الراهنة. وأوضح أن الاحتلال يصر على بقاء سيطرته على مدينة رفح جنوب 'محور موراج'، إضافة لتعميق تواجده العسكري على طول القطاع بناء على الواقع القائم حاليا بعد 2 مارس 2025، كما يصر على الحفاظ على آلية المساعدات القائمة 'مصائد الموت'، دون أن ضمانات لإنهاء الحرب، وختم بالقول: 'ما فشل فيه نتنياهو على مدار 22 شهر بالحرب والمجاعة لن يأخذه على طاولة'. وكان نتنياهو قال: 'علينا الإصرار على اتخاذ القرارات الصحيحة، وإطلاق سراح الرهائن، وانهيار حماس، والحفاظ على أمننا'. بحث الخارطة الجديدة وتجدر الإشارة إلى أن وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل وأبرزهم إيتمار بن غفير، يرفضون عقد صفقة تهدئة، وهددوا بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو والعمل على انهياره. هذا وقد توقفت المفاوضات غير المباشرة السبت والأحد، حيث أعطيت الوفود والوسطاء وقتا للتشاور مع قياداتها، من أجل العودة من جديد لعقد مفاوضات أخرى، بهدف تجاوز نقاط الخلاف، فيما لم يجر بعد بسبب التعثر الذي حصل الأسبوع الماضي، تحديد موعد دقيق لوصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى قطر للمشاركة في هذه المحادثات، خاصة وأنه كان يخطط لزيارة المنطقة نهاية الأسبوع الماضي، اعتقادا بأن ذلك الموعد سيكون مناسبا للإعلان عن عقد الصفقة الجديدة. ويدور الحديث أن الوفد الإسرائيلي تعهد بالعودة بخارطة جديدة تشمل نقاط انتشاره في قطاع غزة خلال مدة التهدئة (60 يوما)، بناء على طلب الوسطاء المصريين والقطريين، والذين طالبوا خلال الأيام الماضية بتدخل أمريكي بهدف دفع إسرائيل لتغيير الخارطة السابقة، التي تعبق التفاوض. وستعرض في جلسة التفاوض الجديدة الخارطة التي وعد وفد إسرائيل بتقديمها، حيث تنتظر حركة حماس ذلك لتحدد موقفها من التطور الجديد. لكن هذه المفاوضات وتقديم الخارطة الجديدة استبقت بتصريحات لمنسق الشؤون العربية في وزارة الجيش الإسرائيلية ألون أفيتار، قال فيها: 'إسرائيل لن تعود الى حدود السادس من أكتوبر'. وقال أفيتار خلال لقاء على قناة 'i24news' الإسرائيلية: 'إسرائيل لن تعود ولا مرة الى حدود السابع من أكتوبر، التواجد البري على طول حزام الأمان هو أمر نهائي، ولا يوجد تردد ونقاش بين الأحزاب حول هذا الشرط، الدفاع العسكري لن يكون على خط الكيبوتسات (مستوطنات غلاف غزة)، بل في الداخل'، وكان يقصد داخل حدود قطاع غزة. وأضاف: 'توجد حساسية حول هذا الموضوع، وإسرائيل تتفهم ذلك، خصوصا أمام مصر حيال قضية تأسيس المدينة الإنسانية جنوب غزة'. كما استبقت المفاوضات الجديدة بأن أبدت الإدارة الأمريكية تفاؤلا حيال الأمر، وقال ويتكوف إنه 'متفائل' بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. في المقابل، هناك مخاوف كبيرة في حال لم يجر التوصل إلى حلول حول الخلاف القائم بشأن خارطة الانسحابات، حيث كشفت تقارير عبرية النقاب أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حذرت من أنه في حال عدم إحراز تقدم ملموس في المفاوضات الجارية حاليا، فمن المتوقع أن يصادق المستوى السياسي على تنفيذ هجوم عسكري نحو قلب مدينة غزة. هذا وخلال يومي توقف المفاوضات، واصل الوسطاء اتصالاتهم مع حركتي حماس والمسؤولين الإسرائيليين، فيما عقدت حماس لقاء مع وفد حركة الجهاد الإسلامي، ركز على بحث ما يدور في أروقة المفاوضات 'غير المباشرة'.


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
حماس تتهم نتنياهو بتعطيل التفاوض.. والوسطاء يسعون لتضييق فجوات اتفاق الهدنة
'القدس العربي': قال مسؤول مطلع على المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإثنين، إن الوسطاء يبحثون 'آليات مبتكرة' من أجل 'تضييق الفجوات المتبقية' بين وفدي التفاوض في الدوحة. وكشف إعلام مصري، الاثنين، عن تحركات مكثفة أجراها الوسطاء بهدف تذليل العقبات التي تعيق المفاوضات غير المباشرة. جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية عن مصادر لم تسمها، بينما تشهد الدوحة مفاوضات بشأن الاتفاق منذ نحو أسبوع. ووفق المصادر ذاتها، 'عقد رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد، اجتماعًا مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، في إطار الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة'، دون تحديد موعده ومكانه. كما أجرى اللواء حسن رشاد 'لقاءات مكثفة مع وفود المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي'، وفق المصدر ذاته. و'تهدف الاتصالات المصرية إلى دفع الجهود الحالية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتذليل للعقبات التي تعيق التوصل لاتفاق بغزة'. وكشفت المصادر ذاتها أن 'مصر وقطر تتفقان على أهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى (الفلسطينيين) والمحتجزين (الإسرائيليين)'. ولفتت إلى أن 'الوسطاء المصريين والقطريين والولايات المتحدة، يكثفون اتصالاتهم ولقاءاتهم مع كافة الأطراف لدفع جهود التوصل للتهدئة بغزة'. 🔴 مصادر للقاهرة الإخبارية: ⭕ رئيس المخابرات المصرية يعقد لقاءات مع رئيس الوزراء القطري ووفود المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ⭕ اللقاءات تهدف إلى دفع الجهود الحالية لوقف إطلاق النار وتذليل العقبات التى تعيق التوصل إلى اتفاق ⭕ #مصر و #قطر تتفقان على أهمية التوصل… — القاهرة الإخبارية – AlQahera News (@Alqaheranewstv) July 14, 2025 من جانبها، اتهمت حركة حماس السبت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمد إفشال جولات التفاوض بشأن التهدئة، وجرّ جيشه إلى 'حرب عبثية بلا أفق' تهدد حياة الأسرى الإسرائيليين وتنذر بكارثة استراتيجية لإسرائيل. وقالت الحركة في بيان، إن 'نتنياهو يتفنن في إفشال جولات التفاوض الواحدة تلو الأخرى، ولا يريد التوصل إلى أي اتفاق، ويواصل الزج بجيشه وكيانه في معركة خاسرة تهدد حياة الجنود والأسرى'. وأوضحت أن مقاوميها يخوضون 'حرب استنزاف تفاجئ العدو يومياً بتكتيكات مبتكرة تفقده زمام المبادرة رغم تفوقه الناري والجوي'، مضيفة أن 'كلما طال أمد الحرب، زاد غرق جيش الاحتلال في رمال غزة المتحركة، وازداد انكشافه أمام ضربات المقاومة النوعية'. وأكدت حماس أن ما يروّج له نتنياهو من 'نصر مطلق' ليس سوى 'وهم كبير لتغطية هزيمة ميدانية وسياسية مدوية'. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر، وفشل الجهود الدولية في تحقيق تقدم ملموس في مسار التهدئة أو تبادل الأسرى. (وكالات)


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
القسام تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية جنوبي قطاع غزة- (فيديو)
غزة: أعلنت كتائب 'عز الدين القسام' الجناح المسلح لحركة حماس، الاثنين، استهداف ناقلة جند إسرائيلية يعتليها عسكري شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت 'القسام'، في بيان، إن مقاتليها استهدفوا 'ناقلة جند صهيونية من نوع (نمر) يعتليها أحد الجنود الصهاينة بقذيفة الياسين 105، قرب مفترق شارع 5 مع السطر الغربي شمال مدينة خانيونس جنوب القطاع'. وأوضحت أن مقاتليها رصدوا 'تدخل الطيران المروحي للإخلاء'، في إشارة لوقوع إصابات في صفوف القوة الإسرائيلية. وحتى الساعة 12.37 (ت.غ)، لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعقيب حول ذلك. وتأتي هذه العمليات في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (وكالات)