
21 شهراً على الحرب.. هل تخرج الهدنة من عنق الزجاجة؟
في غزة، ينتظرون على أحر من الجمر، هدنة تغذي ما تبقى لهم من أمل طال انتظاره، وحياة لم تعرف الهدوء منذ بداية الحرب، حيث تقاس الليالي بالغارات وليس بالساعات، وبعدّاد الموت الذي يزهق أرواح الأبرياء.
ثمة حالة من التفاؤل الحذر فرضت نفسها في غزة، إذ كل دقيقة تتوقف فيها الحرب، قد تنقذ حياة جريح ينتظر فتح المعبر، وإن أعلنت الهدنة بالفعل، سيشرب النازحون الماء حتى الارتواء، ولن يصدّقوا أن الحرب توقفت، حتى يروا سماء غزة بلا طائرات، كما يقولون.
في الأوساط السياسية، يرى مراقبون أن الموقف الأمريكي شكّل تحولاً، أنتج ضغطاً سياسياً على إسرائيل، لوقف الحرب في غزة، وهذا التوجه لم يهبط على غزة عبثاً، فواشنطن تريد التفرغ لإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت في الإقليم.
وفي الدوحة، يبدو مسار المفاوضات استكشافياً، قبل الغوص في التفاصيل، ومما رشح لـ«البيان» أن المتفاوضين ينتظرون قراراً من واشنطن، والأمر منوط بشكل كبير ومطلق، بنتائج مباحثات ترامب مع نتانياهو.
المؤشرات تقول إن الرئيس الأمريكي يريد بالفعل لهذا الاتفاق أن يتم، وفي تل أبيب هناك تيارات معارضة أخذت تغير من مواقفها، وحتى نتانياهو نفسه، أعاد التأكيد بأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أهمية قصوى بالنسبة له، فيما الجيش الإسرائيلي وضع حكومته أمام خيارات محدودة، إما فرض حكم عسكري على غزة وهذا ينطوي على مغامرة بأرواح المحتجزين، أو التوصل إلى اتفاق، وعليه، فكل المعطيات تؤشر على الذهاب نحو هدنة ثانية.
المحلل السياسي محمد دراغمة، يرى أن مسار المفاوضات في الدوحة يبدو فنياً وتفصيلياً لبنود التهدئة، فعندما يتفق ترامب مع نتانياهو على بدء تنفيذ الاتفاق، يمكن جسر الخلافات حول قضايا من نوع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، وأين سينتشر الجيش الإسرائيلي، وأماكن توزيع المساعدات الإنسانية.
ويواصل: «هذه تصبح تفاصيل صغيرة، أمام الصورة الكبرى وهي نية ترامب بإنهاء الحرب في غزة، من خلال التوصل إلى هدنة الـ60 يوماً، ومن ثم الذهاب للصفقة الأشمل، التي تتناول شروط إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى الترتيبات الإقليمية».
ووسط أجواء من الترقب والقلق، يتابع أهالي غزة، الأنباء القادمة من الدوحة وواشنطن على حد سواء، وتتزايد آمالهم في وقف الحرب، التي أكملت شهرها الـ21، وأتت على كل شيء في قطاع غزة، وفي الشوارع والأحياء المدمرة، وحتى في خيام النزوح، يلتف الغزيون حول أجهزة الراديو، والهواتف النقالة المزودة بخدمة الانترنت، مترقبين كل جديد بشأن مفاوضات التهدئة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 36 دقائق
- صحيفة الخليج
قتلى بقصف إسرائيلي على غزة.. ومفاوضات الهدنة تواجه «تعثراً»
قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً منذ فجر اليوم السبت، في قصف شنه على مناطق في غزة، فيما أفاد مصدران فلسطينيان مطلعان بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه «تعثراً» نتيجة إصرار إسرائيل على تقديم خريطة للانسحاب تبقي بموجبها نحو 40 في المئة من مساحة القطاع تحت سيطرتها العسكرية. وقال أحد المصدرين لوكالة فرانس برس: «إن مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس» وقال المصدر الثاني: «إن إسرائيل تواصل سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة». وفي سياق آخر، أفادت مصادر طبية بمقتل 16 فلسطينياً منذ فجر اليوم السبت، في قصف شنه الجيش الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أن «أمّاً وأطفالها الثلاثة قتلوا في قصف استهدف غرب مدينة غزة، مشيرة إلى أن 4 نساء قتلن، وأُصيب 10 مواطنين آخرين، في قصف استهدف منزلاً قرب مدرسة يافا في حي التفاح شرقي المدينة». وأشارت إلى مقتل مواطنين في قصف استهدف شقة سكنية في حي الشيخ رضوان شرق غزة، كاشفة عن مقتل طفلة وإصابة آخرين، جراء قصف طيران الجيش الإسرائيلي الحربي منزلاً غرب النصيرات. وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للجيش الإسرائيلي قصفت خيمة تؤوي نازحين في مخيم المناصرة بدير البلح، ما أدى إلى مقتل مواطن وزوجته وأطفاله ووفق الوكالة انتشلت طواقم الدفاع المدني والإسعاف جثماني قتييلن من منطقة الشيخ ناصر في خان يونس ونُقلا إلى مجمع ناصر الطبي.


سبوتنيك بالعربية
منذ ساعة واحدة
- سبوتنيك بالعربية
لافروف يعلق على تصريحات ترامب بشأن استئناف الاتصالات بين واشنطن وبيونغ يانغ
لافروف يعلق على تصريحات ترامب بشأن استئناف الاتصالات بين واشنطن وبيونغ يانغ لافروف يعلق على تصريحات ترامب بشأن استئناف الاتصالات بين واشنطن وبيونغ يانغ سبوتنيك عربي أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم السبت، أن روسيا الاتحادية وكوريا الديمقراطية الشعبية، سمعتا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول ضرورة... 12.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-12T07:03+0000 2025-07-12T07:03+0000 2025-07-12T07:03+0000 روسيا كوريا ترامب سيرغي لافروف بيونغ يانغ وأضاف لافروف في تصريحات للصحفيين: "بالنسبة للولايات المتحدة، ربما لاحظتم أن الرئيس ترامب، تحدث عن استئناف الاتصالات مع كوريا الشعبية الديمقراطية، بما في ذلك على المستوى الأعلى، ونحن سمعنا ذلك، وأصدقاؤنا في كوريا سمعوا ذلك أيضا، وهذا كل ما في الأمر حتى الآن".وقد استُقبل لافروف بحفاوة وترحيب رسمي وشعبي، حيث تجمّع حشد من المواطنين حاملين الزهور، بينما اصطف حرس الشرف لتحيته. وحيّا الوزير الروسي الحضور قائلًا: "مرحبًا"، وتقدّمت منه فتاة ترتدي الزي التقليدي وقدّمت له باقة من الزهور.وتُعقد هذه المحادثات، في وقت تحتفل فيه كوريا الديمقراطية الشعبية، بافتتاح منتجع سياحي جديد في وونسان، الذي بدأ باستقبال أول دفعة من السياح في 1 يوليو/ تموز الجاري. وكان زعيم كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ أون، قد حضر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مراسم اختتام أعمال البناء في منطقة وونسان- كالما السياحية، بحضور السفير الروسي في بيونغ يانغ، ألكسندر ماتسيغورا.لافروف: كوريا الديمقراطية تقرر بنفسها مسألة تقديم المساعدة لروسيا في العملية العسكرية الخاصة بيونغ يانغ سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي روسيا, كوريا, ترامب, سيرغي لافروف, بيونغ يانغ


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ترامب وماسك.. إلى أين؟
هكذا هي السياسة، «صديق الأمس قد يصبح عدو اليوم»، والعكس صحيح، وهذا تماماً ما يحدث راهناً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصديقه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إذ انتهى «شهر العسل»، وبعد أن كان ماسك أحد أقرب حلفاء الرئيس في قطاع الأعمال الأمريكي ومتبرعاً رئيسياً ومستشاراً أول لترامب، انقلب الود إلى مرحلة كسر عظم، وتراشق واتهامات خطرة بينهما، ونعوت قاسية على منصات التواصل، وذلك على خلفية مشروع الإنفاق الضريبي، الذي رأى ماسك أنه «كارثة» لا بدّ من تجنبها، ووصفه بأنه «شر مقيت» وسيزيد من العجز الاتحادي بتريليونات الدولارات، بينما تزداد قناعة ترامب بأنه «جميل وضخم»، وسيضيف للخزانة الأمريكية مليارات الدولارات. «زواج المصالح» انتهى بما لم يتوقعه أحد، وخروج الخلاف بين الرجلين إلى العلن بهذا الشكل من الحدة، يُنذر بأن وضعاً جديداً يُرسم في المشهد الأمريكي، إذ إن ماسك وضع نصب عينيه مجابهة ترامب إلى أبعد نقطة، من دون حفظ خط الرجعة، أو الإستناد إلى لغة دبلوماسية، معتمداً على ركيزتين أساسيتين، أولهما أنه كما كان عنصراً فاعلاً في نجاح ترامب بالانتخابات بتمويل حملته بنحو 300 مليون دولار وتنظيم حملات لتشجيع الناخبين على التصويت في بعض الدوائر الانتخابية المتأرجحة، فبإمكانه أن يقلب الطاولة على ترامب ويسهم في تأجيج الشارع ضده. وثانيهما إعلانه عن نيته تشكيل «حزب أمريكا» الذي وصفه بأنه يُمثّل 80% من الطبقة المتوسطة، واتبع نيته تلك باستطلاع آراء جمهوره على منصة «إكس»، الذين أيدوا بدورهم الحزب الجديد ب65.4%، وهذا له تداعيات سياسية خطرة، تتمثّل بتوجيه سهامه نحو بعض المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ خلال الانتخابات النصفية المزمع تنظيمها العام المقبل، ما يؤدي إلى سحب أصوات من نواب في أوضاع هشّة، ودعم مرشّحين يتواجهون مع هؤلاء الذين يختارهم الرئيس في الجولة التمهيدية، حيث إن حزب الملياردير لن يفوز بمقاعد، لكنه قد يدفع نواباً جمهوريين للسقوط أمام خصومهم. وعلى الرغم من أن ماسك يحاول اتباع سياسة العصا والجزرة مع ترامب عبر تخفيف حدة انتقاداته للأخير بقوله إنه نادم على بعض منشوراته ضده، فإن التوتر لايزال قائماً، خصوصاً بعد رد الرئيس الأمريكي بقسوة على شريكه السابق، والذي وضعه على رأس وزارة الكفاءة الحكومية، إذ عبّر عن خيبة أمله، كما هدد ترامب ب«إنهاء العقود الحكومية» الممنوحة لماسك، مضيفاً: «لقد ألغيت اللوائح التي كانت تُجبر الناس على شراء سيارات كهربائية لا يريدها أحد». الخلاف بين رئيس أقوى دولة في العالم، والإمبراطور المالي الذي يقود أقوى الشركات عالمياً، في الأرض والفضاء، ليس أمراً عابراً وستكون له تداعياته التي ربما يكون أقلها خطراً ولادة حزب جديد قد يزعزع المشهد الأمريكي بأسره.