
المفرحات المبكيات: 3 مشاهد تكشف صرامة النظام في مواجهة اختلال السلوك
• المشهد الأول يأتي من عمق السوق المالية. حيث أعلنت هيئة السوق المالية إدانة عشرة مستثمرين خالفوا النظام ولوائحه التنفيذية، وتغريمهم بما يتجاوز 860 ألف ريال، فضلاً عن إلزام مستثمرين آخرين برد أكثر من ستة وتسعين مليون ريال من المكاسب غير المشروعة. هذا النوع من المخالفات لا يُعد شأناً رقابياً محضاً، بل يمس مباشرةً ثقة المستثمرين، ويضرب في صميم مصداقية بيئة الاستثمار. حين يدرك المواطن العادي أن تلاعباً خفياً يمكن أن يُحدث أثراً مباشراً في قرارات البيع والشراء، يشعر بأن قواعد المنافسة النزيهة قد اختلت. ورغم ذلك، فإن ما يدعو للطمأنينة هو أن الهيئة تصدّت للمخالفات بسرعة وعلانية، مؤكدة أن بيئة السوق السعودية خاضعة للمحاسبة الحقيقية، وأن العبث بالأرقام لا يقل خطراً عن التعدي على الأنظمة الأخرى.
• المشهد الثاني أكثر صدمة على المستوى الأخلاقي، حيث تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً لشبان يتحرشون بامرأتين في مكان عام، بلا رابط يسبقهم ولا سبب ظاهر، سوى اندفاع جماعي يعكس فقداناً للضابط الأخلاقي. الخطر هنا لا يكمن فقط في الفعل، بل في طبيعته العشوائية، وفي كون المعتدين لم يكونوا مجموعة واحدة، بل غرباء توحدوا فجأة في سلوك مرفوض. هذا يعكس هشاشة في البناء القيمي لبعض الفئات، ويطرح تساؤلات حقيقية حول دور الأسرة، والمجتمع، والمنصات الرقمية في توجيه السلوك. لكن، وكما هو معتاد في هذا الوطن، لم تتأخر الجهات المختصة. فقد أعلنت شرطة الرياض ضبط جميع المتورطين خلال ساعات، وإحالتهم للنيابة العامة، في رسالة واضحة أن كرامة المرأة في المملكة ليست موضع نقاش، وأن حماية المارة مواطنين أو مقيمين أو زواراً مسؤولية وطنية لا تقبل التهاون.
• أما المشهد الثالث، فقد جاء من الشارع، حيث ظهر مجموعة من الفتية الملثمين وهم يلقون أجساماً صلبة على سيارات المارة، ويعرضون حياة الناس للخطر دون مبرر. المشهد يوحي في ظاهره بعبث طفولي، لكنه في جوهره يعكس نمطاً جديداً من التعدي المجاني على الآخرين، وكأن التكسير استعراض، وكأن السلامة العامة لم تعد أولوية في الوعي الناشئ. هذه ليست حادثة فردية بقدر ما هي مؤشّر على فراغ تربوي، وعلى غياب مفهوم الانضباط الذاتي عند بعض الفئات. وهنا أيضاً، كان تحرك وزارة الداخلية سريعاً ومباشراً، حيث تم القبض على المتورطين وإحالتهم إلى الجهات المختصة، في تأكيد جديد على أن هيبة النظام لا تغيب، وأن التعدي أيّاً كان شكله لن يُقابل بالصمت.
إن هذه المشاهد الثلاثة، ورغم اختلاف ميادينها، تشترك في دلالتها: هناك يقظة مؤسسية عالية، لكن في المقابل، هناك مظاهر سلوكية تتكرر تستدعي معالجة أعمق من مجرّد التدخل الأمني. فحين تتكرر الأخطاء، رغم وضوح العقوبات، فإن السؤال لم يعد متعلقاً بتطبيق النظام، بل بفاعلية التنشئة، ومتانة المنظومة القيمية، وحضور القدوة، واتساق الخطاب التربوي. نحن بحاجة إلى مشروع وطني متكامل يعيد الاعتبار إلى التربية السلوكية، ويرسخ مفهوم المسؤولية الفردية، ويعيد تعريف العلاقة بين الحرية والانضباط، وبين الظهور والمسؤولية.
هذا الوطن، الذي ينام المواطن فيه آمناً، ويستيقظ على بيانات الحزم والتنظيم، يستحق أن نرتقي معه أخلاقياً كما ارتقينا عمرانياً، وأن تكون منظومتنا السلوكية على قدر طموحنا التنموي؛ لأن الأمن لا يصنعه النظام فقط، بل يصنعه الضمير قبل كل شيء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
الدفاع المدني يُخمد حريقًا في مركبة بمدينة الخبر دون تسجيل إصابات
تمكنت فرق الدفاع المدني في محافظة الخبر، اليوم، من السيطرة على حريق اندلع في إحدى المركبات، دون تسجيل أي إصابات بشرية جراء الحادث. وأوضح الدفاع المدني عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" أن الفرق باشرت الموقع فور تلقي البلاغ، وتمكنت من إخماد النيران، مما ساهم في منع امتداد الحريق إلى مواقع أو مركبات مجاورة.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
"التجارة" تشهِّر بمنشأة ومخالف لحيازتهما أدوات كهربائية مغشوشة
شهّرت وزارة التجارة بمؤسسة وممثلها بعد صدور حكم قضائي نهائي يدينهما بمخالفة نظام مكافحة الغش التجاري بحيازتهما أدوات كهربائية غير مطابقة للمواصفات القياسية. وضبطت الفرق الرقابية للوزارة أثناء القيام بجولاتها التفتيشية بمحافظة خميس مشيط 125 توصيلة كهربائية مخالفة للمواصفات القياسية لدى المنشأة معروضة للبيع. وصدر حكم قضائي نهائي من محكمة الاستئناف بمنطقة عسير متضمناً فرض غرامة مالية، وإغلاق المنشأة لمدة ثلاثة أيام، ومصادرة وإتلاف المنتجات المغشوشة، ونشر الحكم على نفقة المخالفين. وتؤكد "التجارة" التصدي لمخالفي نظام مكافحة الغش التجاري وتطبيق العقوبات النظامية ضدهم، حيث ينص النظام على فرض عقوبات تصل إلى السجن ثلاث سنوات، وغرامات مالية تصل إلى مليون ريال أو بهما معًا، والتشهير بالمخالفين على نفقتهم.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
المرور: زيادة أبعاد الحمولة مخالفة مرورية تُعرض السلامة للخطر
حذّرت الإدارة العامة للمرور من خطورة تجاوز الحد المسموح به في أبعاد الحمولة المنقولة على مركبات النقل الخفيف، مؤكدة أن هذا السلوك يُعد مخالفة مرورية تعرّض السلامة العامة للخطر، وتؤثر سلبًا على انسيابية الحركة المرورية. وأوضح "المرور السعودي" أن تجاوز الأبعاد النظامية للحمولة يعرض السائق للمساءلة النظامية، وتُفرض عليه غرامة مالية تتراوح بين 500 و900 ريال، وفقًا لما ورد في لائحة الجزاءات والمخالفات المرورية. وتأتي هذه التحذيرات في إطار جهود المرور المستمرة لتعزيز السلامة على الطرق، من خلال التوعية بالمخالفات التي قد تُسبب حوادث أو تؤثر على المركبات الأخرى، داعية جميع السائقين إلى الالتزام بالأنظمة واللوائح المرورية، وتحميل البضائع وفق الضوابط الفنية المحددة. كما شدّدت الإدارة على أهمية التزام قائدي مركبات النقل الخفيف بإجراءات السلامة عند نقل الحمولات، لضمان حماية الأرواح والممتلكات، والمساهمة في الحد من الحوادث المرتبطة بسوء استخدام المركبة أو تجاوز حمولتها النظامية. الحمولة الزائدة من العوامل المؤثرة على السلامة المرورية. #المرور_السعودي — المرور السعودي (@eMoroor) July 17, 2025