logo
صحيفة دولية : عودة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تصعيد محسوب بأهداف متعددة

صحيفة دولية : عودة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تصعيد محسوب بأهداف متعددة

الأمناء منذ يوم واحد
تجدّدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بعد توقف دام قرابة شهرين، لكنها عادت هذه المرة بحدة أكبر، وسط إدانات دولية واسعة. وخلال الأيام الماضية، أعلنت جماعة الحوثي استهداف وإغراق السفينتين التجاريتين 'إترنيتي سي' و'ماجيك سيز' في البحر الأحمر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ومفقودين من طاقمي السفينتين اللتين تم تدميرهما. وتُعد هذه من أعنف الهجمات التي شنّها الحوثيون على سفن تجارية منذ بدء عملياتهم العسكرية، التي يقولون إنها دعم لغزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وفي أول كلمة له بعد إغراق السفينتين، قال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، في كلمة مصوّرة، إن 'العمليات البحرية الأخيرة نُفذت بالاشتراك بين القوات البحرية والصاروخية والطيران المسيّر، ردًا على محاولة إعادة تشغيل ميناء أم الرشراش (إيلات) الإسرائيلي، وانتهاك قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة من قبل بعض شركات النقل البحري.'
وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان لها، مقتل ثلاثة بحارة وإصابة عدد من الأشخاص جراء 'الهجوم الإرهابي غير المبرر الذي شنه الحوثيون على سفينتي الشحن المدنيتين (إم في ماجيك سيز) و(إترنيتي سي) في البحر الأحمر.'
واعتبر البيان أن 'هذه الهجمات تمثل تهديدًا مستمرًا لحرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري الإقليمي، ينفذه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.' كما أدانت بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وجهات دولية أخرى هذه الهجمات، محذرة من عواقبها على الأمن البحري العالمي والبيئة في اليمن والمنطقة. وفي السياق ذاته، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرغ، مساء الخميس الماضي، أن هناك عددًا من المفقودين من طاقم السفينة التجارية 'إترنيتي سي' التي هاجمها الحوثيون.
وأعرب في بيان عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير من قبل أنصارالله (الحوثيين) في البحر الأحمر، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى غرق السفينة التجارية 'إترنيتي سي' في 8 يوليو، وأسفر عن وفيات وإصابات. كما أعرب عن قلقه البالغ من الهجوم السابق وغرق السفينة التجارية 'ماجيك سيز' في 6 يوليو، مشددًا على أن هذه الحوادث تزيد من المخاطر التي تهدد أرواح المدنيين، والملاحة الدولية، والاستقرار الإقليمي.
وفي لهجة تحذيرية، حثّ جروندبرغ الحوثيين على وقف الهجمات التي من شأنها تأجيج التوترات داخل اليمن ومحيطه، والبناء على الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر، وتقديم ضمانات مستدامة تضمن سلامة جميع من يستخدمون هذا الممر المائي الحيوي.
مستوى جديد من التصعيد
أمام هذه التطورات، يُثار تساؤل بشأن الأسباب التي دفعت الحوثيين إلى تصعيد عملياتهم في البحر الأحمر بشكل أعنف من ذي قبل. واعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والجماعات المسلحة، عدنان الجبرني، أن تطورات البحر الأحمر تمثل مرحلة جديدة بالنسبة إلى الحوثيين، ومستوى تصعيدي جديد يُعدّون له منذ يناير الماضي، بإشراف مباشر من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
وقال الجبرني في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن الحوثيين، ومن خلال إحياء الحظر البحري الذي أعلنوه في يونيو 2024 على الشركات التي تبحر سفنها إلى إسرائيل، يستعرضون تطور قدراتهم البحرية، بتنفيذ عمليات منسقة بين أفرع قواتهم.
وأشار إلى أن استهداف السفينتين تم باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية، بالإضافة إلى قوات هندسة لتفجير السفن. ولفت إلى أن هذه الهجمات تشكّل أيضًا رسالة إلى حاملات الطائرات الأميركية حول ما قد تواجهه في حال قررت الولايات المتحدة العودة إلى شن عمليات ضد الجماعة.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في مايو الماضي عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بوساطة عمانية، التزمت بموجبه الجماعة بعدم استهداف السفن الأميركية مقابل وقف واشنطن الهجمات على اليمن.
الحفاظ على سمعة الجماعة
يأتي هذا التصعيد الحوثي بعد أيام من حادثة أثارت ضجة واسعة، تمثلت في محاصرة وقتل معلم القرآن، الشيخ صالح حنتوس، في منزله بمديرية السلفية بمحافظة ريمة شمالي اليمن. وأثارت الحادثة موجة غضب عارمة في اليمن والمنطقة، ولفتت أنظار الرأي العام العالمي، وسط إدانات شديدة محلية ودولية لأفعال الجماعة التي تدّعي نصرة غزة.
وقال الصحافي والمحلل السياسي صدام الحريبي، إن عودة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر جاءت بعد حالة ركود أصابت أنصار الجماعة والمتعاطفين معها، خصوصًا في أعقاب الجريمة بحق الشيخ صالح حنتوس. وأوضح أن تلك الجريمة أسهمت في تراجع صورة الجماعة، التي كانت قد حظيت بتعاطف واسع في الأوساط العربية والإسلامية، قبل أن تتآكل تلك السمعة نتيجة الانتهاكات الأخيرة.
وأضاف الحريبي أن الجماعة لجأت إلى استئناف الهجمات كوسيلة للهروب من السخط الشعبي، ومحاولة لتغيير مسار الجدل القائم، معتبرًا أن التصعيد يأتي ضمن إستراتيجية لصرف الأنظار عن أزماتهم الداخلية.
كما أشار إلى أن هذه الهجمات لا يمكن فصلها عن الدور الإيراني، مؤكدًا أن طهران تسعى عبر الحوثيين إلى إرسال رسائل ضغط إلى خصومها، بينما تزعم الجماعة أن عملياتها تأتي نصرةً لغزة. وختم بالقول إن 'الحقيقة هي أن جماعة الحوثي تنفذ أجندة إيرانية تخدم مصالح طهران، في وقت يدفع فيه اليمنيون الثمن من دمائهم ومقدراتهم، ليكونوا ضحايا معركة لا تمثلهم.'
مستقبل هجمات الحوثيين
في كلمته الأخيرة، توعّد زعيم الحوثيين باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي ضد أي سفينة تتجه إلى إسرائيل. وأكد أن 'ما حصل في البحر الأحمر رسالة واضحة لكل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي، بأنها ستُعامل بالحزم، ولا يمكن السماح لها بالمرور عبر مسرح العمليات المعلن عنه.'
وعن مستقبل هذه التطورات، يرى الصحافي رهيب هائل أن هجمات الحوثيين ستستمر في البحر الأحمر طالما تواصلت الحرب على قطاع غزة. وأضاف أن الجماعة تربط وقف عملياتها بوقف 'العدوان الإسرائيلي على غزة'، مشيرًا إلى صعوبة تراجع الجماعة عن هذه الهجمات التي عززت من رصيدها لدى بعض الأوساط بدعوى 'نصرة غزة'، ولا ترغب في خسارة هذا التعاطف، رغم الكلفة الباهظة.
وتابع 'الحوثيون يشعرون بنشوة كبيرة ولن يتراجعوا عن موقفهم، خصوصا بعد اتفاق الولايات المتحدة معهم لوقف المواجهات بين الطرفين الذي يعتبرونه نجاحا لهم.' ويمثّل البحر الأحمر واحدًا من أهم الممرات المائية في العالم، إذ تمرّ عبره نسبة كبيرة من التجارة الدولية، ويرتبط بشكل مباشر بالأمن الاقتصادي العالمي.
ولا ينعكس أي اضطراب في هذا الممر الحيوي، مثل الهجمات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، فقط على حركة السفن، بل يهدد استقرار أسواق الطاقة وسلاسل الإمداد. ويكتسب البحر الأحمر أهمية إضافية بفضل موقعه الرابط بين قناة السويس ومضيق باب المندب، ما يجعله محط أنظار القوى الإقليمية والدولية التي تتزاحم لتأمين مصالحها فيه، وسط حضور عسكري متزايد.
وعلى المستوى القانوني، تُعد الهجمات على السفن المدنية خرقًا واضحًا لقانون البحار واتفاقيات الأمم المتحدة التي تكفل حرية الملاحة وسلامة السفن في المياه الدولية. ورغم وجود قرارات أممية سابقة تدين استهداف الممرات البحرية، فإن واقع التنفيذ على الأرض يبقى محدودًا، خصوصًا في ظل تعقيدات النزاع اليمني وتداخل الأدوار الدولية فيه.
وشهدت القدرات العسكرية للحوثيين تحوّلًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، لاسيما في المجال البحري، حيث باتت الجماعة قادرة على تنفيذ عمليات مركّبة باستخدام طائرات مسيّرة، وصواريخ دقيقة، وزوارق مفخخة، وهي تكتيكات تعكس تأثير الخبرات الإيرانية في تدريب وتطوير هذه الأساليب، ضمن نمط من 'الحرب غير المتكافئة' التي تُستخدم فيها أدوات منخفضة الكلفة لإحداث تأثير واسع.
ويهدد استمرار هذه العمليات البحرية بتشديد العزلة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مع ما يحمله ذلك من تبعات على الوضع المعيشي والإنساني في اليمن. فكل تصعيد جديد يثير مخاوف من ردود أفعال عسكرية قد توسّع رقعة الحرب، وتفاقم معاناة السكان الذين يعيشون أساسًا في ظروف مأساوية منذ سنوات. كما أن انخراط الجماعة في صراع يتعدى حدود اليمن، يضع البلاد أمام مخاطر التحوّل إلى ساحة صراع إقليمي دائم، يدفع ثمنه المواطن اليمني في حياته وأمنه ولقمة عيشه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تسرّع إنتاج منظومة دفاعية لاعتراض الصواريخ الباليستية
إسرائيل تسرّع إنتاج منظومة دفاعية لاعتراض الصواريخ الباليستية

الموقع بوست

timeمنذ 2 ساعات

  • الموقع بوست

إسرائيل تسرّع إنتاج منظومة دفاعية لاعتراض الصواريخ الباليستية

وقالت في بيان: "وقّع المدير العام لوزارة الدفاع اللواء (احتياط) أمير برعام، الأمر الذي سيسمح بتسريع إنتاج صواريخ سهم بشكل ملحوظ". وبالعربية يسمى الصاروخ "سهم"، وبالعبرية "حيتس"، وبالإنجليزية "آرو"، وهو مخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية. وأضاف البيان: "في إطار هذه الصفقة، ستزوّد صناعات الفضاء الإسرائيلية وزارة الدفاع بكمية إضافية كبيرة من صواريخ سهم". وتملك إسرائيل 3 منظومات للدفاع الجوي، هي "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، و"مقلاع داود" لاعتراض الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فضلا عن منظومة "سهم". وزعمت الوزارة أن "نظام سهم الذي يجري تطويره وإنتاجه بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية (MDA)، أظهر قدرات اعتراضية هائلة خلال حرب السيوف الحديدية (إبادة غزة)، وعملية 'الأسد الصاعد' (العدوان على إيران)". وقالت: "تُعد شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) المطور الرئيسي لنظام سهم، بالتعاون مع شركة ستارك الأمريكية". غير أن وسائل إعلام دولية، بينها صحيفة التلغراف البريطانية، أكدت أن تلك المنظومات فشلت في مرات عديدة باعتراض صواريخ أطلقتها جماعة الحوثي في اليمن وسقط أحدها بمطار بن غوريون. فضلا عن صواريخ إيران التي ردت بها على العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوما بدءا من 13 يونيو/ حزيران الماضي، وضربت مواقع استراتيجية وعسكرية وطاقية حساسة في إسرائيل، لتسفر عن مقتل وإصابة العشرات وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات. والأربعاء، كشفت القناة 12 العبرية عن توقف ميناء إيلات الإسرائيلي عن العمل بداية من الأحد المقبل، لعجزه عن سداد ديونه إثر انخفاض حاد في إيراداته جراء حصار بحري تفرضه صواريخ جماعة الحوثي اليمنية. ونهاية يونيو الماضي، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن تقييمات سياسية وأمنية تشير إلى أن وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران لم ينه المعركة بين الطرفين، وأن جولة جديدة من الحرب "قد تندلع قريبا"، وهو ما أكدته أيضا صحف إيرانية ودولية. وترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 198 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

أزمة مياه تعز تشعل الاحتجاجات.. تعرف على الأسباب
أزمة مياه تعز تشعل الاحتجاجات.. تعرف على الأسباب

الأمناء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأمناء

أزمة مياه تعز تشعل الاحتجاجات.. تعرف على الأسباب

تواجه مدينة تعز اليمنية أزمة مياه خانقة تدخل شهرها الثاني، وسط احتجاجات شعبية وتصاعد حدة المعاناة اليومية بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار. فجّرت أزمة المياه الخانقة التي تعيشها تعز احتجاجات شعبية واسعة تنديدًا بتفاقم الأزمة التي دخلت شهرها الثاني تواليًا. وخرج عشرات المواطنين، الخميس، للاحتجاج في شوارع تعز، حيث أضرموا النار في إطارات السيارات وشلّوا حركة المرور في موجة غضب تندد بتفاقم أزمة المياه التي تضرب المدينة المحاصرة من قِبل الحوثيين منذ 10 أعوام. وطالب المحتجون السلطات الموالية للإخوان بسرعة معالجة وإنهاء أزمة المياه في مدينة تعز، وتحسين الخدمات وعودتها، ووقف تدهور الأوضاع في المدينة التي تقف على أعتاب أزمة جديدة كل يوم. وأدّت أزمة المياه إلى ارتفاع سعر صهريج المياه سعة 5 آلاف لتر من 24 ألف ريال يمني (نحو 8 دولارات) إلى 120 ألف ريال يمني (أي ما يعادل 42 دولارًا أمريكيًا). أزمات متفاقمة وقال سعيد القراضي، أحد المحتجين، لـ"العين الإخبارية" إن "المدينة تعاني من شحّة المياه، حيث يصطف المواطنون في طوابير طويلة منذ الصباح للحصول على جالون واحد سعة 20 لترًا". وأوضح المواطن اليمني أنه كان "يدفع قيمة صهريج المياه سعة 20 ألف لتر نحو 10 آلاف ريال يمني، لكن في ظل الأزمة ارتفع السعر إلى 40 ألفًا، ولم نجده، وأصبح الحصول على صهريج بمثابة حلم بعيد المنال". كما انعدمت "مياه الشرب، حيث كنا نشتري جالون المياه سعة 20 لترًا بقرابة 100 ريال، وحاليًا ارتفع إلى 2000 ريال يمني ولا نحصل عليه إلا بشق الأنفس بعد التنقل من حارة إلى أخرى"، وفقًا للمواطن اليمني. وأكد القراضي أنه يقضي كامل يومه في البحث عن جالون مياه، وأن "الأزمة شديدة، والمسؤولون لا يشعرون بما يعانيه المواطن، وهناك آبار مغلقة تحت سيطرة مسلحين موالين للإخوان". وأضاف بصوت متحشرج وباكٍ: "نحن نموت عطشًا، وظروفنا صعبة، لا يوجد لدينا مال لشراء المياه في ظل تآكل قيمة المرتبات وانهيار العملة. نحن نعيش حالة هي الأصعب منذ عقود". أسباب متعددة وتفاقمت الأزمات في مدينة تعز بشكل كبير، ابتداءً من ارتفاع إيجارات المنازل السكنية التي أصبحت تُدفع بالعملة الصعبة، وصولًا إلى انهيار العملة، وانقطاع الكهرباء، وانتهاءً بأزمة المياه المميتة. وأرجع مصدر مسؤول في تعز، لـ"العين الإخبارية"، أزمة المياه التي تضرب المدينة إلى "الجفاف وقلة الأمطار بدرجة رئيسية، ثم سيطرة ميليشيات الحوثي على حقول المياه شرقي المحافظة". وأوضح المصدر أن "مصادر المياه في مدينة تعز تعتمد حاليًا على آبار بلدة الضباب، وهي آبار سطحية محفورة يدويًا وقد جفّ العديد منها بسبب شحّ الأمطار، بالإضافة إلى الآبار الإسعافية داخل المدينة، وعددها 29 بئرًا، تنتج مجتمعة 3200 متر مكعب، وهي كمية قليلة جدًا". وأشار المصدر إلى أنه "قبل الحرب الحوثية، كانت مدينة تعز تعتمد على حقول مائية شمال شرق المدينة، وكانت تنتج قرابة 17 ألفًا و500 متر مكعب تقريبًا، لكن مع سيطرة الحوثيين تفاقمت الأزمة إلى حد كبير". ولفت إلى أن شبكة المياه في تعز تعرّضت للتدمير والتخريب بالحرب الحوثية، والنهب من قبل مسلحي الإخوان، وهي بحاجة ماسة إلى الصيانة وإعادة التأهيل. ما قاله المصدر أكده نائب مدير مؤسسة المياه بتعز، عبده علي، الذي أرجع الأزمة إلى "عدم سقوط الأمطار، وسيطرة ميليشيات الحوثي على 7 حقول مائية كانت تغذي مدينة تعز، بما فيها حقول الحيمة، الحوجلة، العامرة، كلابة، والضباب". وقال علي لـ"العين الإخبارية" إن "مدينة تعز تعيش أزمة خانقة جدًا، بما في ذلك مياه الشرب التي لم تعد متوفرة بسبب جفاف آبار المواطنين في بلدة الضباب وشارع الثلاثين بمحيط المدينة"، مشيرًا إلى تأثيرات الجفاف والتغيرات المناخية على هذه الآبار الإسعافية. وأوضح أن "من ضمن أسباب أزمة المياه، فتح المعابر القريبة من المدينة، والتي شكّلت ضغطًا كبيرًا، فضلًا عن النزوح الكبير إلى داخل المدينة وتزايد عدد السكان بشكل كبير"، لافتًا إلى تدفّق "الآلاف يوميًا من مناطق سيطرة الحوثيين إلى مدينة تعز، ما سبّب ضغطًا هائلًا وزاد من استهلاك الفرد للمياه". وأشار إلى أن "ارتفاع درجة الحرارة كان أيضًا سببًا آخر للأزمة، حيث زاد من استهلاك المياه بشكل كبير"، لافتًا إلى وجود أسباب أخرى إدارية ومالية وفنية، في إشارة إلى العبث الإخواني بمؤسسات الدولة. وحثّ المسؤول في مؤسسة المياه بتعز الأمم المتحدة على التدخل لحل هذه الإشكالية، وإجبار ميليشيات الحوثي على ضخ المياه إلى المدينة، لإنهاء هذه الأزمة المميتة.

تحذير أوروبي لإيران: التقدم نحو اتفاق نووي أو إعادة فرض العقوبات
تحذير أوروبي لإيران: التقدم نحو اتفاق نووي أو إعادة فرض العقوبات

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

تحذير أوروبي لإيران: التقدم نحو اتفاق نووي أو إعادة فرض العقوبات

أعلنت باريس أن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي أبلغوا الخميس نظيرهم الإيراني عزمهم على إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على بلاده إذا لم تُحرز تقدماً على صعيد التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الوزراء الأوروبيين أكدوا للوزير الإيراني عباس عراقجي "تصميمهم على استخدام آلية (سناب باك) - التي تسمح بإعادة فرض كل العقوبات الدولية على إيران - في حال عدم إحراز تقدم ملموس" على طريق التوصل "بحلول نهاية الصيف" إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. تقرير: الضربة الأميركية دمرت موقعاً نووياً إيرانياً ذكرت شبكة (إن.بي.سي نيوز) الخميس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين، أن تقييماً أميركياً جديداً خلص إلى أن الضربات الأميركية في يونيو لم تدمر في الأغلب سوى واحد من ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وقالت إن الموقعين الآخرين لم يلحق بهما حجم الضرر نفسه. وأشار تقرير الشبكة، نقلاً عن مسؤولين حاليين، إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الهجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية نجح في تأخير قدرات تخصيب اليورانيوم به بما يصل إلى عامين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف التقرير أن المنشأتين الأخريين لم تتضررا بالقدر نفسه، وربما تسبب الهجوم في إضعافهما فقط إلى درجة يمكن معها استئناف التخصيب في الأشهر القليلة المقبلة إذا أرادت إيران ذلك. ولم يتسن التحقق بعد من تقرير الشبكة. وقالت آنا كيلي المتحدثة باسم البيت الأبيض لـ "رويترز" في بيان مرسل بالبريد الإلكتروني "كما قال الرئيس وتحقق الخبراء، فإن عملية مطرقة منتصف الليل قضت تماماً على قدرات إيران النووية". وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون بارنيل لشبكة (إن.بي.سي) أن الرئيس دونالد ترمب "كان واضحاً والشعب الأميركي يعلم أن المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز محيت جميعها تماماً. لا شك في ذلك". وشنت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي، وقالت إن تلك المواقع جزء من برنامج موجه لتطوير أسلحة نووية. وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية. وأشار تقييم أولي في يونيو من وكالة استخبارات الدفاع إلى أن الضربات ربما لم تؤد إلا إلى تراجع البرنامج النووي الإيراني لأشهر. لكن مسؤولين في إدارة ترمب قالوا إن هذا التقييم ليس موثوقاً به، لتركز بدلاً منه على معلومات مخابرات ذكرت أن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الضربات على موقع فوردو النووي تسببت في أضرار جسيمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store