
ثعلب البيت الأبيض.. ترامب طالب مصر بتفجير سد النهضة ويحلم بـ«نوبل للسلام»
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض فى ولايته الثانية، اعتاد وتعودنا مع ترامب على التناقضات، فما يقوله صباحا ينكره فى المساء، وما يتحدث عن فعله اليوم، يفعل عكسه غدا، حتى أصبح زعيما غير موثوق يمارس الخداع ليل نهار كما الثعالب، والضربات التى وجهها ضد المفاعلات الإيرانية الثلاثة «نطنز وأصفهان وفوردو» بعد فيض تصريحات عن الدبلوماسية والسلام خير دليل على ممارسته الخداع والمكر.
لكن هذه المرة التى سرد فيها الرئيس الأمريكى، انجازه حول إرساء السلام بين مصر وإثيوبيا، نسى أو تناسى على ما يبدو أو على الأرجح استغل جهل الأمريكيين بالقضايا الخارجية ليروج مزاعمه المتناقضة حول جهوده الدبلوماسية المزعومة بين القاهرة أديس أبابا فى هذا الملف خلال ولايته الأولى.
فى السطور التالية تعيد «فيتو» التذكير بموقف ترامب وإداراته خلال ولايته الرئاسية الأولى، تجاه قضية سد النهضة، ولعبت واشنطن دور الوسيط فى الأزمة خلال العامين 2019، 2020 بطلب مصري، واستضافت الولايات المتحدة حينها مفاوضات برعاية وزير الخزانة الأمريكى وبمشاركة من البنك الدولى، لكنها فشلت فى نهاية المطاف بعد رفض إثيوبيا التوقيع
وخرج الرئيس الأمريكى على العالم يوم الجمعة الموافق 24 أكتوبر من العام 2020، فى كلمة من المكتب البيضاوى إذاعتها وسائل الإعلام الغربية والعربية، انتقد فيها تعنت إثيوبيا فى المفاوضات التى رعتها إدارته إنذاك، وهدد أديس أبابا بأن مصر قد تلجأ إلى تفجير السد.
ترامب قال فى رسالته حرفيا: سينتهى بهم الأمر –مصر- إلى تفجير السد، قُلتها وأقولها بصوت عال وواضح: سيفجرون هذا السد، وعليهم أن يفعلوا شيئا، كان ينبغى عليهم إيقافه قبل وقت طويل من بدايته'، مبديا أسفه لأن مصر كانت تشهد اضطرابا داخليا عندما بدأ مشروع سد النهضة الإثيوبى عام 2011.
فيما يرى المراقبون أن حديث التفجير على لسان رئيس أكبر دولة فى العالم، سوف يعقبه إلقاء أطنان من المتقجرات على جسم سد، لولا عدم اندفاع القاهرة خلف الكلام المتناقض الصادر من المكتب البيضاوي.
وما يعزز مزاعم ترامب حديثه حول السلام بشأن السد، رد رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد، على الرئيس الأمريكى بالقول: إن «التصريحات بتهديدات حربية لإخضاع إثيوبيا لشروط غير عادلة كثيرة. هذه التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية هى انتهاكات واضحة للقانون الدولي».
فى نوفمبر 2020 وقبل مغادرة ترامب منصبه على خلفية فوز الرئيس السابق جو بايدن، قرر معاقبة أديس أبابا على تعنتها وقطع حزمة من المساعدات عنها، بسبب رفض التوقيع على الاتفاق الذى طرحته إدارته حول ملء وتشغيل السد.
وأثارت العقوبات الأمريكية التى أقرها ترامب، غضب إثيوبيا واستدعت سفير واشنطن لديها، وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبى أحمد علي، إنه لا توجد قوة تستطيع منع بلاده من استكمال العمل فى السد.
عد ذلك خاضت دولتا المصب (مصر والسودان) معركة دبلوماسية ضد إثيوبيا فى مجلس الأمن، بترتيبات بين وزير الخارجية السابق سامح شكري، مع نظيرته السودانية وقتها، مريم الصادق المهدى ومع اللجنة العربية فى المجلس، وانتهت هى الأخرى إلى اللا شئ.
وفيما يتعلق بالتمويل الأمريكى للسد الذى تحدث عنه ترامب فى منشوره، لم يبعد عن سياسة المكايدة ضد الديمقراطيين، وترويج مزاعم حول إهدارهم المال العام فى تمويل مشروعات تشعل الحروب بين الدول الخارجية، خاصة أنه وفقا للتقارير المعلنة والأقرب للرسمية، تعد الصين الممول الرئيس للمشروع الذى بلغت كلفته نحو 4.8 مليار دولار، إلى جانب دول أوروبية أبرزها إيطاليا وفرنسا، وتبرعات رجل أعمال أبرزهم الملياردير السعودى صاحب الأصول الإثيوبية محمد حسين العمودي.
وسارعت إثيوبيا للرد على مزاعم التمويل الأمريكى للسد، نافية على لسان وزير المياه والطاقة، هبتامو إتيفا، احتياج سد النهضة لأى مساعدات أجنبية فى إشارة إلى حديث ترامب.
اللافت فى الأمر، أنه منذ تدخل ترامب فى أزمة السد قبل سنوات، لم يطرأ تغير كما يردد للمرة الثانية على القضية من الأساس بل أكلمت إثيوبيا الملء وتتعنت فى فتح البوابات وترفض الحوار مع دولتى المصب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 18 دقائق
- فيتو
صفقة وقف إطلاق النار في غزة، وزير خارجية الاحتلال يعلن عن آخر التطورات
قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم، إن هناك مؤشرات إيجابية ظهرت في الساعات الأخيرة، تُشير إلى إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تشمل إعادة الأسرى، ووقف إطلاق النار المؤقت في قطاع غزة. وزير خارجية الاحتلال يتحدث عن صفقة وشيكة فى غزة ونقلت وسائل إعلام عبرية عن جدعون ساعر قوله: 'نتلقى إشارات إيجابية من الوسطاء بشأن التقدم في المحادثات.. الفرصة قائمة لإنجاز صفقة، لكن المسألة تتوقف على حسم القرار من الطرف الآخر 'حركة حماس"، وفق زعمه. وزعم جدعون ساعرـ أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي منفتحة على التفاوض، ولكن دون التخلي عن أهدافها الاستراتيجية في غزة. يأتي هذا التصريح في أعقاب انتشر تقارير عن حراك دبلوماسي مكثف تقوده كل من مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل لاتفاق يقضي إلى وقف إطلاق النار في غزة. ترامب يعلن موافقة إسرائيل المبدئية على وقف إطلال النار فى غزة وكان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، نشر فى وقت سابق من فجر اليوم، تدوينة على منصة 'تروث سوشيال' المملوكة له، قال فيها: أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لـ وقف إطلاق النار فى غزة، وأشاد بالجهود المصرية والقطرية فى السلام، وطالب حماس بقبولها. أما حركة حماس فأكدت في بيان لها، أنها منفتحة على الجهود الجارية، لكنها تشترط وقفًا شاملًا ودائمًا للعدوان، انسحابًا كاملًا للجيش من غزة، ضمانات دولية لتنفيذ أي اتفاق. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
بعد الضربات الأمريكية والصهيونية ..هل إيران قادرة على امتلاك قنبلة نووية؟
قدرات إيران النووية وتأثير الهجوم الأمريكي على مفاعلات فوردو وأصفهان ونطنز مازالت تثير جدلا حادا فى الأوساط العالمية خاصة عقب قرار إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنع مراقبى الوكالة من دخول الأراضى الإيرانية . البعض يذهب إلى أن الضربات الأمريكية والصهيونية استنزفت إيران إلا أن طهران لم توقف برنامجها النووي بشكل كامل . واكد خبراء ومراقبون، أن طابع هذه الهجمات، دون تغطية استراتيجية أو دبلوماسية معمقة، يجعلها مؤثرة لكنها غير حاسمة وليس لها خطط متابعة دولية وهذا يجعل البرنامج الإيراني قابلا للاستئناف كانت القناة ال12 الصهيونية قد بثت مؤخراً صورا من الأقمار الصناعية تُظهر نشاطًا إيرانيًا واضحًا في موقع نطنز النووي، عقب الهجمات الأمريكية التى استهدفت منشآت إيرانية في إطار الحرب بين إيران والكيان الصهيونى . قنبلة نووية فى هذا السياق رجحت صحيفة "مترو" البريطانية أن إيران أصبحت على مقربة من امتلاك قنبلة نووية، مشيرة إلى أن طهران تتحدث عن برنامجها النووي وتتفاوض بشأنه بشكل علني دون الاعتراف بتطوير أسلحة نووية فعلية. وأضافت الصحيفة: وفقًا لمعلومات حديثة، تعزز إيران إنتاجها للمواد المشعة منذ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية عدم الانتشار النووي عام 2018، ووصلت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الدرجة العسكرية عند 60%، وهو ما يتجاوز الحدود المسموح بها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي كان يقتصر على 3.67%. وأوضحت أنه وفقًا لوكالة الطاقة الذرية الدولية، تمتلك إيران حوالي 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بهذا المستوى، وهو كمية كافية لإنتاج حوالي 10 رؤوس حربية إذا تم تخصيبها إلى 90%. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لا تزال تواجه تحديات كبيرة، وتحتاج إلى تطوير رأس حربي وصاروخ قادر على حمله، بالإضافة إلى التأثيرات الناتجة عن الهجمات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة والكيان الصهيونى على منشآتها النووية مثل نطنز وفوردو وأصفهان. وأوضحت أن هذه الهجمات، التي وصفها الرئيس ترامب بأنها دمرت تمامًا المنشآت، قد تؤخر خطط إيران، خاصة مع تعليقها التعاون مع وكالة الطاقة الدولية، مما يجعل تقييم الضرر أكثر صعوبة لافتة إلى أنه وفقًا لمراقبين، قد تستغرق إيران أربعة أشهر لتخصيب كمية كافية لرأس حربي واحد، لكن هذا الوضع يمكن أن يتغير بسرعة إذا استمرت التوترات الإقليمية. بنية معرفية وقال الدكتور هادي دلول، مستشار القانون الدولي والفيزياء النووية، إن الحديث عن تدمير قدرات إيران النووية بالكامل غير دقيق، لأن امتلاك طهران للمعرفة التقنية "النو-هاو" يجعل من الصعب إنهاء البرنامج بالقوة العسكرية وحدها. وأكد دلول فى تصريحات صحفية أن ضرب المنشآت قد يُعطّل البنية التحتية مؤقتًا، لكن المعرفة المتعلقة بتصنيع أجهزة الطرد المركزي والأنظمة المرتبطة بها متجذرة في العقول وليست محفوظة في منشآت يمكن استهدافها. وأضاف أن إيران تتبع نظامًا علميًا لا يعتمد على احتكار المعلومة، بل توزع المهام على لجان تقنية تضم نخبة من الكفاءات، وهو ما يمنع تعطل البرنامج النووي حتى في حال غياب أو فقدان أحد أفراده. وأشار دلول إلى أن إيران طورت بنيتها التقنية بما يتيح لها الاستمرار في أنشطتها النووية دون الاعتماد على مستوردات خارجية، وهو ما يجعل مشروعها أكثر صلابة أمام الضغوط والهجمات. وشدد على أن ما جرى من استهداف لمنشأة "فوردو" لم يكن مبنيًا على معلومات دقيقة، بل على استنتاجات استخباراتية أمريكية رصدت انخفاض الحركة حول المنشأة بعد تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واعتبر دلول أن هذا دليل على أن البرنامج النووي الإيراني يستند إلى بنية معرفية يصعب قصفها، مشددًا على أن محاربة فكرة لا يمكن أن تُحسم بالصواريخ . أجهزة الطرد المركزي واعتبر خبير العلاقات الدولية الدكتور مصطفى موسى: إن ما بثته القناة 12 الصهيونية مستفز مشيرا إلى أن هذه القناة كعادتها تؤجج البينيات وبالتالى أعلنت نقلا عن الاستخبارات العسكرية الصهيونية، إن الإيرانيين بدأوا فوراً إعادة تشغيل نظام الطرد المركزي في نطنز، مع تهديدات باستئناف جهود التخصيب وقال موسى فى تصريحات صحفية : أما عن وكالة الطاقة الذرية (IAEA) فقد قال رئيس الوكالة ماريو جروسي إن سبل الوصول إلى تقييم دقيق داخل الأنفاق تحت الأرض معدومة حاليًا، وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء قد يؤدي إلى أضرار جسيمة لأجهزة الطرد المركزي. وأضاف: وكالات مثل "وايرد" المتخصصة فى المجال النووى قالت عقب الضربات بساعات قليلة أن ضرب الأنفاق ربما أحدث فجوات كبيرة في القاع، ولكن احتمال أن الأصناف الحرجة في المفاعل أو آليات الطرد المركزي بُعدت من الموقع قبل الهجمات وارد جدًا. واشار موسى إلى أن دراسات لاحقة أكدت أن إيران غالبًا نقّلت المواد المخصّبة والمعدات قبل الهجمات. الأقمار الصناعية فى المقابل قال رافائيل ماريانو جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار هائلة جراء الهجمات الأمريكية والصهيونية التي استهدفت مواقع حيوية هي "نطنز وأصفهان وفوردو"، مؤكدًا أن هذه المواقع لم تعد قيد التشغيل .وأضاف جروسى فى تصريحات صحفية : أن ما جرى ليس تدميرًا كاملًا لكنه ضرر بالغ لا يمكن إنكاره .ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي زعم أن البرنامج النووي الإيراني تراجع عقوداً إلى الوراء، أعرب عن تحفظه، قائلاً إن مثل هذه التقديرات الزمنية غالبًا ما تكون مبالغًا فيها .وشدد جروسى على أن قدرة إيران على استئناف نشاطها النووي ترتبط بالنوايا السياسية أكثر من المعطيات التقنية.وزعم أن الوكالة تمتلك معرفة دقيقة بالبنية التحتية النووية الإيرانية، وأجرت تقييمًا أوليًا استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، موضحا أن الأضرار في موقع فوردو، على سبيل المثال، شملت تدمير أجهزة الطرد المركزي بسبب استخدام قنابل خارقة للتحصينات، مما أدى إلى تعطيل النشاط تمامًا في قاعات التخصيب.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
أبو لحية لـ لدستور: ملف الهدنة يمر بلحظة مفصلية تحمل الكثير من الأمل والحذر
قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، في ضوء التصريحات الصادرة عن ترامب بشأن قرب التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، يبدو أن الملف يمر بلحظة مفصلية تحمل الكثير من الأمل، ولكن أيضًا الكثير من الحذر. الكرة في ملعب حماس الآن وتابع أبو لحية في تصريحات لـ"الدستور"، ترامب أعلن أن إسرائيل وافقت على بنود الاتفاق، وأن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، معتبرًا أن الهدنة باتت وشيكة، مشيرًا إلى دور الوسطاء، خاصة القاهرة والدوحة، الذين يبذلون جهودًا جبارة لتقريب وجهات النظر وتقديم مقترحات لتضييق فجوة الخلاف بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وأشار أبو لحية إلى أن اللافت في الأمر أن ترامب، الذي يتحرك الآن بكل قوة وطموح نحو نيل جائزة نوبل للسلام، بات مقتنعًا أن مفتاح هذا الباب الدولي الرفيع يكمن في إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما يفسر جزءًا من حماسه المفاجئ لإنجاز اتفاق الهدنة، ليس فقط كمسعى إنساني أو سياسي، بل كخطوة محسوبة ضمن طموحاته الشخصية والدولية. وأوضح، أن هذه التصريحات، رغم أهميتها، لا يمكن فصلها عن السياق الذي سمعنا فيه عبارات مشابهة سابقًا دون أن تُترجم إلى تهدئة حقيقية أو وقف فعلي للعدوان. وتابع: "علينا أن ندرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يُفَضّل استمرار الحرب، ليس انطلاقًا من ضرورات أمنية أو عسكرية بقدر ما هو مدفوع باعتبارات سياسية داخلية، حيث يشكل استمرار القتال ورقة ضغط وصرف للأنظار عن أزماته الداخلية المتفاقمة". وأشار إلى أن هذا ما يجعل فرص الوصول إلى اتفاق حقيقي محفوفة بالمخاطر، إذ قد تُفشلها حسابات نتنياهو الشخصية، رغم موافقة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية على بنود الاتفاق. الوضع الإنساني يزداد كارثية يوما بعد يوم وشدد أبو لحية على أن الوضع الإنساني في غزة يزداد كارثية يومًا بعد يوم، ومعاناة المدنيين بلغت مستوى لا يمكن وصفه إلا بأنه جحيم مفتوح على الأرض، ولم يعد هناك ما يمكن تسميته بأهداف عسكرية أو عمليات نوعية، بل نشهد حملة قتل منهجية للمدنيين الأبرياء، تجري بلا أي مبرر أمني سوى الإمعان في التدمير والانتقام الجماعي، إنها وحشية غير مسبوقة، جريمة إبادة مكتملة الأركان، تدين ليس فقط من يرتكبها، بل تدين أيضًا المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا منذ قرابة عامين من العدوان المتواصل. حرب كشفت بوضوح زيف ادعاءات النظام الدولي، وعرّت ازدواجية المعايير، وأظهرت هشاشة المؤسسات الأممية التي لم تعد قادرة حتى على إصدار موقف أخلاقي، ناهيك عن ردع الجريمة. وأوضح أبو لحية أن الحديث عن تنفيذ الهدنة قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن يبقى مرهونًا بمدى الضغط الحقيقي الذي يمكن أن تمارسه القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للجم الرغبة الإسرائيلية في استمرار حرب الإبادة. واختتم أبو لحية تصريحاته قائلا: "بالرغم من كل الشكوك المشروعة، فإن أي فرصة يجب أن تُستثمر، حتى وإن تضمنت بعض التنازلات المؤلمة، لأن وقف إطلاق النار، ولو ليوم واحد فقط، هو إنقاذ لأرواح لا تُقدّر بثمن، وهو مكسب إنساني وسياسي يجب عدم التفريط به في ظل هذا المشهد الدموي المستمر. الهدنة قد لا تنهي الحرب، لكنها قد تكون بداية طريق لإنهاء المجازر، ولإعادة فتح الباب أمام حل سياسي يضع حدًا لهذه الكارثة التاريخية".