
الكونغرس يُقرّ مشروع الموازنة المثير للجدل ويمنح ترامب انتصارًا سياسيًا جديدًا على الديمقراطيين
وكان الكونغرس قد أقر مشروع الزعيم الجمهوري الذي يتضمن إعفاءات ضريبية واسعة وخفضًا في الإنفاق، منهياً بذلك أيامًا من النقاشات والتصويتات في مبنى الكابيتول.
وصوّت الجمهوريون في مجلس النواب لصالح المشروع الذي تبلغ قيمته 4.5 تريليون دولار (3.8 تريليون يورو)، ليُقرّ نهائيًا في الكونغرس يوم الخميس، متغلبين على سلسلة من التحديات، وناجحين في تمريره قبل الموعد النهائي في 4 يوليو.
وجاء التصويت بفارق ضئيل، حيث أُقر المشروع بأغلبية 218 صوتًا مقابل 214،وذلك بعد انضمام عضوين جمهوريين إلى جميع الديمقراطيين المعارضين.
وقد بذل قادة الحزب الجمهوري جهودًا كبيرة خلال الليل، فيما مارس الرئيس ترامب بنفسه ضغوطًا على عدد من المترددين لدفعهم إلى التراجع عن معارضتهم، ما أتاح في النهاية إحالة المشروع إليه لتوقيعه وتحويله إلى قانون.
في المقابل، عمد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز من نيويورك، إلى تأخير التصويت من خلال إلقاء خطاب مطوّل استمر أكثر من ثماني ساعات، مسجّلًا بذلك رقمًا قياسيًا في محاولة لعرقلة تمرير المشروع.
وعن ذلك قال، رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "لدينا عمل كبير يجب أن ننهيه".
وتابع: "من خلال مشروع قانون واحد كبير وجميل سنجعل هذا البلد أقوى وأكثر أمانًا وازدهارًا من أي وقت مضى."
وتمثل النتيجة فوزًا كبيرًا للرئيس وحزبه الذي نجح في تكرير حزمة تعبر عن أفكاره في 800 صفحة.
الإعفاءات الضريبية وتخفيضات شبكة الأمان
يركز مشروع القانون بشكل رئيسي على تمديد إعفاءات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار (ما يعادل 3.8 تريليون يورو)، كانت قد أُقرّت في عام 2017 خلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى، ومن المقرر أن تنتهي قريبًا لو لم يتخذ الكونغرس إجراءً لتمديدها. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن إعفاءات ضريبية جديدة.
من بين هذه الإعفاءات الجديدة، يسمح القانون للعمال بخصم الإكراميات التي يحصلون عليها وأجر العمل الإضافي من دخلهم الخاضع للضريبة، كما يتيح خصمًا يصل إلى 6,000 دولار (5,105 يورو) لمعظم كبار السن الذين يكسبون أقل من 75,000 دولار (63,822 يورو) سنويًا.
علاوة على ذلك، يتضمن المشروع استثمارًا كبيرًا يصل إلى حوالي 350 مليار دولار (297 مليار يورو) في مجالات الأمن القومي، ويتضمن تمويلًا لأجندة ترامب الخاصة بالترحيل، بالإضافة إلى دعم تطوير نظام الدفاع "القبة الذهبية" لحماية الولايات المتحدة.
ومن أجل تعويض الإيرادات الضريبية التي ستُفقد في حال تطبيق الإعفاءات، تتضمن الحزمة اقتطاعات بقيمة 1.2 تريليون دولار (تريليون يورو) من برامج الرعاية الصحية الطبية وبرامج دعم الغذاء، ويتم ذلك بشكل رئيسي عبر فرض متطلبات عمل جديدة على المستفيدين، بما في ذلك بعض الآباء والأمهات وكبار السن. كما يشمل المشروع تقليصًا كبيرًا في الإعفاءات الضريبية الممنوحة لمشروعات الطاقة الخضراء.
ويقدر مكتب الميزانية بالكونجرس أن الحزمة ستضيف 3.3 تريليون دولار (2.8 تريليون يورو) إلى العجز على مدى العقد، وسيصبح 11.8 مليون شخص إضافي بدون تغطية صحية.
إلا أن جودي أرينجتون، رئيس لجنة الموازنة في مجلس النواب قال: "كانت هذه فرصة الأجيال لتقديم مجموعة الإصلاحات الأكثر شمولاً وأهمية من الإصلاحات المحافظة في التاريخ الحديث، وهذا بالضبط ما نقوم به".
اتحاد الديمقراطيين ضد "مشروع القانون القبيح"
وكان الديمقراطيون قد اتحدوا ضد مشروع القانون باعتباره هبة ضريبية للأغنياء تُحمّل على كاهل الطبقة العاملة والأكثر ضعفًا في المجتمع، وهو ما وصفوه بـ"القسوة المتدرجة".
وقد تصاعد التوتر في القاعة.
إذ شرع حكيم جيفريز خطابه في الساعة 4:53 صباحًا، وانتهى في الساعة 1:37 بعد الظهر، محققًا رقمًا قياسيًا استمر ثماني ساعات وأربع وأربعين دقيقة، حيث جادل ضد ما أسماه "مشروع قانون ترامب القبيح الكبير".
وقد قال جيفريز، الذي استخدم حق الزعيم في النقاش غير المحدود: "نحن أفضل من هذا"، وقرأ رسالة تلو الأخرى من الأمريكيين الذين تحدثوا عن اعتمادهم على برامج الرعاية الصحية.
وتابع جيفريز: "لم أتخيل أبدًا أنني سأقف في قاعة مجلس النواب لأصف هذا الوضع كمسرح جريمة".
وأضاف: "هذا حقًا مسرح جريمة يهدد صحة وسلامة ورفاهية الشعب الأمريكي". و "نحن لا نرغب في أن نكون جزءًا من هذا الأمر".
وكان تمرير الحزمة عبر الكونجرس تحديًا منذ البداية، إذ واجه الجمهوريون صعوبات في كل مرحلة تقريبًا، متشاجرين في مجلسي النواب والشيوخ، وغالبًا ما نجحوا بفارق صوت واحد فقط.
فقبل أيام، نجحوا في تمرير الحزمة في مجلس الشيوخ بعد أن كسر نائب الرئيس جي دي فانس التعادل في التصويت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 ساعات
- فرانس 24
ما هي معاهدة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل؟
01:53 نشرت في: 04/07/2025 من أجل لقمة العيش.. موت على أعتاب مراكز توزيع المساعدات في غزة 04/07/2025 أول انتصار سياسي لترامب في ولايته الثانية.. إقرار مشروع قانون الموازنة 04/07/2025 كيف يمكن تفسير تكثيف روسيا هجماتها على أوكرانيا بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين؟ 04/07/2025 روسيا تصبح أول دولة تعترف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان 04/07/2025 روسيا شنت أحد أكبر الهجمات منذ بدء الحرب على أوكرانيا بعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب 04/07/2025 قتل الفلسطينيين على أبواب مراكز المساعدات في غزة.. مشهد يومي يتكرر 04/07/2025 اليونان تكافح لليوم الثالث إطفاء حرائق اندلعت في جزيرة كريت 04/07/2025 الولايات المتحدة: ما هي دلالات إقرار "القانون الكبير والجميل"؟ 04/07/2025 ممرضة كندية في "أطباء بلا حدود" تروي "جحيم 3 أسابيع في غزة"


فرانس 24
منذ 4 ساعات
- فرانس 24
حماس تؤكد استعدادها للدخول "بكل جدية" في مفاوضات لتنفيذ مقترح الهدنة في غزة
أعلنت حركة حماس الجمعة أنها على استعداد كامل للشروع في مفاوضات جادة بشأن آلية تنفيذ المقترح الأخير لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، والذي طرحه الوسطاء الإقليميون. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في وقت سابق عن "مقترح نهائي" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في الحرب المستمرة منذ نحو 21 شهرا بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من الطرفين خلال الساعات المقبلة. وكان ترامب قال إنه سيكون "حازما جدا" مع نتانياهو بشأن الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد وقفا سريعا أيضا.


فرانس 24
منذ 5 ساعات
- فرانس 24
زيلينسكي يبحث تعزيز حماية الأجواء الأوكرانية مع ترامب بعد هجوم روسي واسع
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة عبر تطبيق تليغرام إنه اتفق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية على تعزيز حماية أجواء أوكرانيا. وأكد "تطرقنا إلى الاحتمالات على صعيد الدفاع الجوي واتفقنا على العمل معا لتعزيز حماية مجالنا الجوي"، متحدثا عن "محادثة معمقة". يأتي ذلك بعدما أعلن الكرملين الجمعة أنه من غير الممكن حاليا أن يحقق أهدافه في هجومه المستمر على أوكرانيا عبر "الوسائل الدبلوماسية"، وبالتالي سيواصل عملياته ضد عدو يواجه صعوبات ميدانية. ونفذت روسيا أوسع هجوم بمسيرات منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022. ولم يقدم الرئيس الأوكراني أي تفاصيل، في وقت لا تزال تشهد البلاد ضربات روسية بسبب افتقارها إلى أنظمة دفاع جوي تغطي كامل أراضيها بشكل فعال. ويأتي ذلك غداة اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، انتهى بدون أي إعلان هام بشأن تسوية النزاع. وفي إشارة إلى تعطل محادثات السلام رغم استئنافها في أيار/مايو، أقرّ الرئيس الأمريكي الخميس بعدم إحراز "أي تقدم" خلال اتصاله مع بوتين. ولم يُعلن عن الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين الروس والأوكرانيين، بعد شهر من آخر اجتماع لم يثمر أي نتيجة في تركيا. وتطالب روسيا كييف خصوصا بالتخلي عن أربع مناطق تحتلها موسكو جزئيا، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها بقرار أحادي في 2014، بالإضافة إلى تخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتعتبر أوكرانيا هذه المطالب غير مقبولة. وأكد الرئيس الروسي مرارا لنظيره الأمريكي أن موسكو "لن تتخلى عن أهدافها". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة: "ما دام ذلك يبدو متعذرا، سنواصل العملية الخاصة" في أوكرانيا. "الليل اتسم بالعنف والأرق" وليلا، أطلقت روسيا 550 مقذوفا باتّجاه أوكرانيا، من بينها 539 مسيّرة وصواريخ بعضها بالستي. واستهدفت العاصمة كييف خصوصا، فضلا عن دنيبرو (وسط) وسومي (شمال) وخاركيف (شمال شرق) وتشيرنيغيف (شمال)، بحسب سلاح الجو الأوكراني. وقال زيلينسكي إن "الليل اتسم بالعنف والأرق. واستهدف الهجوم العاصمة بشكل رئيسي" مشيرا إلى إصابة 23 شخصا على الأقلّ. وأكّد الناطق باسم الجيش الأوكراني يوري إيغنات أن روسيا استخدمت "أكبر عدد" من المسيّرات في هجوم واحد منذ اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022. وأعلنت أوكرانيا إسقاط 270 مقذوفا وتحييد 208 بالتشويش الإلكتروني. واكد الجيش الروسي استهداف مطار عسكري ومصفاة نفط. وأفادت السلطات باندلاع عشرات الحرائق بفعل الضربات، خصوصا في كييف. وتسبّب القصف بتضرّر مبنى للسفارة البولندية في كييف، بحسب ما أفادت وارسو. وفي سياق هذه الضربات الروسية المتزايدة، أعلنت ألمانيا أنها تُجري "مباحثات مكثفة" حول إمكان شراء منظومات باتريوت للدفاع الجوي من الولايات المتحدة لصالح أوكرانيا. وأعلنت الولايات المتحدة، الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 2022، الثلاثاء تعليق إرسال شحنات أسلحة معينة إلى كييف تشمل صواريخ لمنظومة "باتريوت" للدفاع الجوي. وفي مقابل تخلي الولايات المتحدة عن مساعدة أوكرانيا، يستمر الأوروبيون في إظهار دعمهم لكييف، رغم قدرات صناعية عسكرية محدودة. إلى ذلك، أعلنت القوّات الروسية الجمعة أنها سيطرت على بلدة جديدة في الشرق الأوكراني. كذلك كشف الجيش الروسي عن عملية جديدة لتبادل الأسرى مع أوكرانيا مشيرا إلى أنها جزء من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين موسكو وكييف خلال محادثات في إسطنبول الشهر الماضي.