logo
بعد حادث الطريق الإقليمي وحريق سنترال رمسيس.. رسائل طمأنة من الحكومة للشعب المصري

بعد حادث الطريق الإقليمي وحريق سنترال رمسيس.. رسائل طمأنة من الحكومة للشعب المصري

صدى البلدمنذ 8 ساعات
حريق سنترال رمسيس وحادث الطريق الاقليمي
قدّم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، رسائل مهمة اليوم للشعب المصري، حول كيفية الحد من الحوادث الأخيرة التي حدثت، وجهود الدولة لتطوير الطرق، خاصة الطريق الدائري الإقليمي، إضافة إلى الحديث عن حريق سنترال رمسيس وكيف واجهت الدولة تلك المشكلة.
وإليكم أبرز التصريحات:
تنفيذ 7 آلاف كيلو .. مدبولي: الطرق تحتاج صيانة دورية مهما كان الإنفاق عليها
قدّم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خالص التعازي لكل الضحايا المواطنين المصريين الذين فقدوا حياتهم في حادثي الطريق الإقليمي وحريق سنترال رمسيس، داعيا الله عز وجل أن يتغمدهم الله برحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.
وقال إن الدولة المصرية عملت على وجود شبكة متطورة في الطرق، مؤكدا أنه نفذنا 7 آلاف كيلو من الطرق مع رفع كفاءة 8 آلاف كيلو من الطرق وتحويلها لطرق حقيقية.
وتابع أن كل هذه الطرق مهما كان الإنفاق عليها تحتاج إلى أعمال صيانة، وإصلاح دوري خاصة مع حجم الاستخدام والكثافة الموجودة على الطرق.
الحكومة تعلن أولوية إتاحة وحدات بديلة لهذه الفئات بقانون الإيجار القديم
أكد أن قانون الإيجار القديم قانون به حساسية شديدة ومعقد خاصة أنه يعالج أزمة على مدار 60 سنة، مشيرًا إلى أنه كان هناك نقاشات كبيرة داخل البرلمان حول حقيقة المستأجرين الأصليين وكبار السن، ومحدودي الدخل غير القادرين على توفير المسكن البديل.
وقال إن وزارة الإسكان تعرّض بعد شهر من صدور القانون كيفية حماية حقوق المستأجرين الأصليين حتى نضمن من عدم تأثرهم من تبعات هذا القانون.
وتم عقد اجتماعات مع خبراء ووزراء وتم العمل على وضع ضوابط لهذا الإطار، وسنعمل على توفير البديل لمن يستحق قبل نهاية الـ 7 سنوات بفترة كافية، وسيكون هناك منصة خاصة لحجز الوحدات البديلة للمستأجرين خلال 3 شهور.
وتابع أن الدولة نجحت في حل مشكلة 300 ألف وحدة في مناطق غير آمنة، ونفذت برامج إسكان ناجحة قادرة على التعامل مع ملف المستأجرين.
وأشار إلى أنه وجهت وزارة الإسكان بوضع برنامج خاص داخل صندوق الإسكان الاجتماعي مخصص فقط لإتاحة الوحدات البديلة للمستأجرين الأصليين بوحدات الإيجار القديم ولهم أحقية فيها، ومن يثبت أحقيته وعدم وجود وحدات أخرى لهم سيكون لهم الأحقية والأولوية في الحصول على وحدات بطريقة مباشرة دون وجود نظام القرعة في المشروعات المخصصة لذلك.
رئيس الوزراء: لم نعتمد على سنترال رمسيس وحده فى تقديم خدمة الاتصالات للمواطنين
قال إن حريق سنترال رمسيس أثر نسبيًا على خدمات الاتصالات للمواطنين مؤكدًا أنه تم نقل خدمات الإنترنت والاتصالات من سنترال رمسيس وفق خطة الطوارئ عقب الحريق .
وتابع أن قطاع الاتصالات لم يعتمد على سنترال رمسيس وحده فى تقديم الخدمة للمواطنين.
وعلى جانب آخر أضاف أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحديد أسباب الحوادث والعمل على تحسين السلامة المرورية على الطرق لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل، معربًا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدًا أن الحكومة تواصل متابعة تطورات الوضع الصحي لهم وتقديم كافة سبل الرعاية الطبية اللازمة.
علاقاتنا قوية بالدول الأفريقية.. الوزراء: لن نسمح بالمساس بحقوق مصر في مياه النيل
قال إن مصر تربطها علاقات مع كل دول العالم ولا نعادي أحد وعلاقتنا مع الدول الأفريقية قوية وهناك احترام متبادل، ولكن دون المساس بحق مصر في مياه نهر النيل.
وأضاف: أننا نتحرك في كافة الطرق فيما يخص سد النهضة، متابعًا: رئيس الوزراء الإثيوبي أكد في تصريحه على أنه لن يتم الإضرار أو المساس بحق مصر والسودان في مياه نهر النيل، ودعا مصر والسودان إلى استئناف التعاون سويا مرة أخرى في هذا الأمر.
وشدّد على أن مصر لن تسمح بالضرر في حقها الخاص بـ مياه نهر النيل، ونحن لسنا ضد أي تنمية في الدول الأفريقية.
حرق سنترال رمسيس تمهيداً لبيعه| رد ناري من الحكومة
أكد أن حرق مبني سنترال رمسيس لبيعه منطق غريب، متابعا أن الحل السهل اطلب من وزير الاتصالات نقل المبني لمكان آخر لبيعه دون الحرق.
وتابع أن كل ما يتردد في شأن بيع مبني سنترال رمسيس غير حقيقي وكلها شائعات بدون منطق.
وأكمل أنه تم وضع تصور لإعادة إحياء منطقة وسط البلد بأكملها.
نسعى لتعظيم الاستفادة.. رئيس الوزراء: الحديث عن بيع أصول الدولة غير صحيح
أكد أنه نحن في أوضاع شديدة الاضطراب، ونعمل في ظروف غير مستقرة تؤثر على مناخ الاستثمار العالمي.
وقال إنه نسعى لتعظيم الاستفادة من أصول الدولة لتحقيق الاستفادة، مؤكدا أنه سيتم دمج المراجعتين الخامسة والسادسة مع صندوق النقد الدولي.
وتابع أن الحديث عن أن الدولة تبيع أصولها غير صحيح، ولكن ما يتم هو شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وما تم من طرح عدد من شركات المطارات، يتم خاصة في وجود شركات محترفة من القطاع الخاص، وستعمل على تحقيق الربح بصورة أكبر.
رئيس الوزراء: لجنة تنفيذية للعمل على خفض معدلات الحوادث في مصر
أكد أن معدلات حوادث الطرق في مصر، أعلى من المعدلات العالمية ولكنها غير مرتبطة بشبكة الطرق أو الصيانة، مشيرًا إلى أنه وجه، بناء على توجيهات الرئيس السيسي، بوجود لجنة تنفيذية للعمل على خفض معدلات الحوادث في مصر.
وقال إن الجانب التوعوي والأمني هام في هذا الاطار لخفض معدلات الحوادث.
وتابع أن وزير الداخلية عرض المخالفات التي تتم على الطرق في مصر، وكان معدل المخالفات كبيرا، منها ممارسات عدم ربط الحزام، والتحدث في التليفون المحمول اثناء القيادة مع الكشف عن المواد المخدرة.
رئيس الوزراء: تقدّمنا من المركز 118 إلى 18 عالميًا في جودة الطرق
قال إن الدولة المصرية استثمرت بصورة كبيرة في إنشاء شبكة متطورة من الطرق، موضحًا أننا نجحنا في تنفيذ 7 آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة، إضافةً إلى رفع كفاءة أكثر من 8 آلاف كيلومتر.
وأضاف أن هناك حجمًا هائلًا من العمل قامت به الدولة المصرية، لكن كل هذه الطرق، مهما كان الإنفاق عليها، تحتاج دائمًا إلى أعمال صيانة وإصلاح دوري.
وأوضح أن هذه النجاحات، رغم أهميتها، لم تؤدِّ بعد إلى خفض كافٍ في معدل حوادث السيارات، حيث لا تزال مصر تتجاوز المتوسط العالمي في هذا المعدل غير المقبول. فرغم جهودنا في تطوير البنية التحتية، لا يزال متوسط الحوادث أعلى من المتوسط العالمي، وهذا غير مقبول.
وتابع قائلًا: إن جودة شبكة الطرق في مصر شهدت قفزة كبيرة على الصعيد العالمي، مشيرًا إلى أن مصر تقدّمت من المرتبة 118 إلى المرتبة 18 عالميًا، بفضل زيادات ملحوظة في مخصصات صيانة الطرق.
مدبولي: نسعى لتعظيم الاستفادة من الأصول لتحقيق القيمة العادلة للدولة
قال إن نسبة النمو الإجمالي للاقتصاد المصري ستفوق المتوقع.
وأضافأن البنك المركزى أعلن ان احتياطى العملة الأجنبية بلغ 48. 7 دولار مؤكدا أن الإجراءات الاقتصادية في مسارها الصحيح.
وتابع قائلا: 'الاقتصاد المصري يتعافى ويحقق التنمية المستهدفة وتم تحقيق الفائض الأولي المتفق عليه ومرونة سعر الصرف وترشيد الإنفاق العام، وزيادة ومساهمة القطاع الخاص فى حجم الاستثمار بالارقام المتفق عليها'.
وأكد أننا نسعى لتعظيم الاستفادة من أصول الدولة لتحقيق القيمة العادلة للدولة.
الوزراء: إدخال سفينتي تغويز إلى الخدمة بداية من الأسبوع القادم
قال إنه اعتبارا من الأسبوع القادم سيتم دخول سفينتيي تغويز إلى الخدمة، منوها بأن ما حدث من تأخير في وصول السفن كان بسبب بعض الإجراءات الفنية.
وأضاف أننا أصبح لدينا منظومة كاملة من الغاز الطبيعي في مصر.
وفي سياق آخر: قال إن الدولة المصرية استثمرت بصورة كبيرة في إنشاء شبكة متطورة من الطرق، موضحًا أننا نجحنا في تنفيذ 7 آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة، إضافةً إلى رفع كفاءة أكثر من 8 آلاف كيلومتر.
رئيس الوزراء: التداعيات السياسية ألقت بظلالها على فعاليات مجموعة قمة البريكس
قال ان منظمة البريكس تسعى للتبادل التجارى بالعملة المحلية وهذا سيخفف الضغط عن العملة الصعبة.
وأضاف أن هناك اجماعا دوليا على ضرورة إصلاح هيكلة فوائد الديون التى تعيق الدول فى تنمية الإصلاحات الهيكلية .
وتابع قائلا :هناك إجماع دولى كامل على تأثير الأحداث الجيوسياسية على مؤشرات الاقتصاد وتحقيق المستهدفات على مستوى العالم.
وأوضح أن التداعيات السياسية ألقت بظلالها على فعاليات مجموعة قمة البريكس، مؤكدا على دور مصر الثابت فى دعم القضية الفلسطينية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يُجنّب لبنان شبح التصعيد العسكري؟
هل يُجنّب لبنان شبح التصعيد العسكري؟

IM Lebanon

timeمنذ 8 دقائق

  • IM Lebanon

هل يُجنّب لبنان شبح التصعيد العسكري؟

كتب ابراهيم العرب في 'اللواء': تزامناً مع وصول الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت لتسلُّم الردّ اللبناني على المبادرة الأميركية الجديدة، تبلورت ملامح الموقف الرسمي، ففي أساسيات الردّ، تشديد على أن لبنان التزم بالقرار 1701، وباتفاق وقف إطلاق النار، وعمل على تفكيك بنية حزب الله العسكرية في جنوب نهر الليطاني، لكن الردّ لم يتحدث عن العمل في شمال الليطاني، ولم يحدّد مهلة زمنية لذلك. خصوصاً في ظل تمسّك «حزب الله» المطلق بسلاحه ورفضه غير المباشر أي نقاش بشأن حصر القوة بيد الدولة. ولا يبدو الرد اللبناني بأنه شفى «الغليل» الأميركي، فالمبادرة الأميركية، من وجهة نظر واشنطن، تنطلق من قناعة بأن استقرار لبنان وإعادة إعمار مناطقه المتضررة لا يمكن أن يتحققا في ظل وجود قوة مسلّحة موازية لمؤسسة الجيش. ومن هنا، اشترطت الورقة الأميركية ضمانات صريحة بعدم وجود تنظيمات عسكرية خارج إطار الشرعية. في المقابل، استند «حزب الله» في دوائره المغلقة إلى ما وصفه بـ«الانتصار» في الصمود أمام القصف الإسرائيلي و«منع الاجتياح الكامل» لجنوب لبنان، ليبرّر احتفاظه بالسلاح، معتبراً أن الظروف غير ملائمة لأي نقاش من هذا النوع. لا سيما أن بعض المقرّبين منه رأوا أن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 جاء نتيجة خطأ بالحسابات وشروط مجحفة وسوء بالتفاوض، لا بفعل ضغط عسكري على الحزب. ورغم حرص الرؤساء اللبنانيين الثلاثة على تهدئة الداخل وتفادي التصعيد، فإنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن استعادة النقاط اللبنانية الخمس المحتلة ووقف العدوان الإسرائيلي يتطلبان دعماً أميركياً واضحاً، وسط وصول رسائل تحذّر من أن إضاعة هذه الفرصة قد تعيد لبنان إلى دوامة التصعيد العسكري الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يبرز دور رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كوسيط أساسي قادر على تليين موقف الحزب من خلال الضغط عليه، خاصة مع دخول المملكة العربية السعودية على خط الوساطة من خلال الأمير يزيد بن فرحان، الذي أعلن استعداد بلاده تقديم ضمانات لدعم إعادة الإعمار شرط الالتزام بالإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة. لكن الخطر لا يكمن فقط في المواقف السياسية، بل في ترجمتها على الأرض. فبينما كان البحث جارياً في مصير سلاح «الحزب»، شهدت شوارع بيروت ظهوراً مسلحاً علنياً خلال ذكرى عاشوراء، على بُعد مئتي متر من السراي الحكومي. هذا الاستعراض، الذي حمل شعارات طائفية، مثّل انقلاباً على روح المناسبة، التي لم يكن ليريدها الإمام الحسين رضي الله عنه إلّا ذكرى وحدة وعدالة، لا مناسبة لاستعراض القوة. وما يهدّد السلم الأهلي حقيقةً، ليس فقط وجود سلاح خارج الشرعية، بل أيضاً استغلال الشعائر المقدّسة لتحقيق أهداف فئوية غير مشروعة. وقد دان رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام هذه العراضات المسلّحة واعتبرها «غير مقبولة بأيّ شكل»، مطالباً وزيري الداخلية والعدل باتخاذ إجراءات فورية تحفظ هيبة الدولة. وسرعان ما تحرّكت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فأوقفت عدد من المشاركين في هذه العراضات، مؤكدة أن بيروت ليست ساحة مستباحة، بل عاصمة يجب أن تُحمى. هذه الخطوة، شكّلت رسالة واضحة بأن الدولة قادرة على بسط سلطتها، وأن الأمن لا يُفرض بالشعارات، بل بالقرار الحازم والعمل الميداني. وفي هذا السياق بالذات، لا بدّ من استحضار القيم التي مثلها الإمام الحسين – قيم الرحمة والعدالة والإصلاح – والتي تتناقض كلياً مع مشاهد الاستقواء بالسلاح. فحصر السلاح بيد الدولة لا يتعارض مع روحية عاشوراء، بل هو امتداد طبيعي لها. وكما لا يُبنى الاستقرار في ظل ازدواجية السلاح، لا تُحفظ المناسبات الدينية بالاستعراضات المسلحة، بل بالالتزام بالقانون ومنطق الدولة. وعليه، فإن «حزب الله» يقف اليوم أمام مفترق طرق: إما الانخراط في مشروع الدولة والتخلّي التدريجي عن السلاح ضمن تسوية وطنية تحفظ الاستقرار وتعزز مؤسسات الدولة، أو الإصرار على معادلة ازدواجية السلاح والسلطة، بما يحمله ذلك من مخاطر داخلية وعربية. والمبادرة الأميركية تتيح للحزب فرصة جدية للخروج من حالة العزلة، خصوصاً أنها تتكامل مع مضمون اتفاق الطائف، الذي نصّ بوضوح على تسليم جميع الميليشيات أسلحتها للدولة. هذا البند، الذي لم يُستكمل تنفيذه بسبب ظروف إقليمية سمحت بوضع استثنائي تمثّل في استمرار «الحزب» بالتسلّح، وهو ما بات يتطلّب، كما شدّد الرئيس نواف سلام، إعادة التأكيد على تطبيق كامل لبنود الطائف، في طليعتها احتكار الدولة وحدها لوسائل القوة. ولكن يُستشفّ من تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك في القصر الجمهوري، أنّ واشنطن تُفضل أن يتولى لبنان معالجة ملف سلاح حزب الله بنفسه، ولا تنوي التدخّل مباشرةً، بمعنى أنها تريد أن يتم سحب السلاح بشكل علني ورسمي، من خلال إصدار قرار واضح في مجلس الوزراء يلتزم بحصر السلاح بيد الدولة، ويتضمن آلية تنفيذية مفصّلة وجدولاً زمنياً دقيقاً للتنفيذ؛ فيما يرفض حزب الله طرح هذا الملف في مجلس الوزراء، محذراً من أن اتخاذ مثل هذا القرار قد يؤدي إلى اهتزاز الحكومة ودخول البلاد في أزمة سياسية جديدة قد تفتح الباب أمام توترات داخلية. وهنا يبرز التساؤل المشروع: هل يُمكن فعلاً اتخاذ قرار من هذا النوع في مجلس الوزراء في ظل الانقسام السياسي الحاد؟ وإن حصل، فهل ستُرفق به آلية تنفيذية تضمن التطبيق الفعلي، أم سيبقى حبراً على ورق في مواجهة الوقائع المعقّدة؟ ويبقى أن نؤكد، في الختام، أن حماية بيروت من الفوضى مسؤولية جماعية لكل القوى السياسية والدينية والاجتماعية، تماماً كما أن التمسّك بذكرى عاشوراء وتنوّعها وقدسيتها هو الترجمة الفعلية لقيمها. فالعاصمة ليست ساحة للاستقواء على أحد، بل منارة للعيش المشترك. وبيروت التي دفعت أثماناً باهظة في حروب الآخرين، تستحق أن تُحمى وتُكرّم، لا أن تُرعب وتُستباح. فبالله عليكم، احموها وأكرموها قبل فوات الأوان.

10 Jul 2025 06:37 AM هل يُجنَّب لبنان شبح التصعيد العسكري الإسرائيلي؟
10 Jul 2025 06:37 AM هل يُجنَّب لبنان شبح التصعيد العسكري الإسرائيلي؟

MTV

timeمنذ 19 دقائق

  • MTV

10 Jul 2025 06:37 AM هل يُجنَّب لبنان شبح التصعيد العسكري الإسرائيلي؟

تزامناً مع وصول الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت لتسلُّم الردّ اللبناني على المبادرة الأميركية الجديدة، تبلورت ملامح الموقف الرسمي، ففي أساسيات الردّ، تشديد على أن لبنان التزم بالقرار 1701، وباتفاق وقف إطلاق النار، وعمل على تفكيك بنية حزب الله العسكرية في جنوب نهر الليطاني، لكن الردّ لم يتحدث عن العمل في شمال الليطاني، ولم يحدّد مهلة زمنية لذلك. خصوصاً في ظل تمسّك «حزب الله» المطلق بسلاحه ورفضه غير المباشر أي نقاش بشأن حصر القوة بيد الدولة. ولا يبدو الرد اللبناني بأنه شفى «الغليل» الأميركي، فالمبادرة الأميركية، من وجهة نظر واشنطن، تنطلق من قناعة بأن استقرار لبنان وإعادة إعمار مناطقه المتضررة لا يمكن أن يتحققا في ظل وجود قوة مسلّحة موازية لمؤسسة الجيش. ومن هنا، اشترطت الورقة الأميركية ضمانات صريحة بعدم وجود تنظيمات عسكرية خارج إطار الشرعية. في المقابل، استند «حزب الله» في دوائره المغلقة إلى ما وصفه بـ«الانتصار» في الصمود أمام القصف الإسرائيلي و«منع الاجتياح الكامل» لجنوب لبنان، ليبرّر احتفاظه بالسلاح، معتبراً أن الظروف غير ملائمة لأي نقاش من هذا النوع. لا سيما أن بعض المقرّبين منه رأوا أن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 جاء نتيجة خطأ بالحسابات وشروط مجحفة وسوء بالتفاوض، لا بفعل ضغط عسكري على الحزب. ورغم حرص الرؤساء اللبنانيين الثلاثة على تهدئة الداخل وتفادي التصعيد، فإنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن استعادة النقاط اللبنانية الخمس المحتلة ووقف العدوان الإسرائيلي يتطلبان دعماً أميركياً واضحاً، وسط وصول رسائل تحذّر من أن إضاعة هذه الفرصة قد تعيد لبنان إلى دوامة التصعيد العسكري الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يبرز دور رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كوسيط أساسي قادر على تليين موقف الحزب من خلال الضغط عليه، خاصة مع دخول المملكة العربية السعودية على خط الوساطة من خلال الأمير يزيد بن فرحان، الذي أعلن استعداد بلاده تقديم ضمانات لدعم إعادة الإعمار شرط الالتزام بالإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة. لكن الخطر لا يكمن فقط في المواقف السياسية، بل في ترجمتها على الأرض. فبينما كان البحث جارياً في مصير سلاح «الحزب»، شهدت شوارع بيروت ظهوراً مسلحاً علنياً خلال ذكرى عاشوراء، على بُعد مئتي متر من السراي الحكومي. هذا الاستعراض، الذي حمل شعارات طائفية، مثّل انقلاباً على روح المناسبة، التي لم يكن ليريدها الإمام الحسين رضي الله عنه إلّا ذكرى وحدة وعدالة، لا مناسبة لاستعراض القوة. وما يهدّد السلم الأهلي حقيقةً، ليس فقط وجود سلاح خارج الشرعية، بل أيضاً استغلال الشعائر المقدّسة لتحقيق أهداف فئوية غير مشروعة. وقد دان رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام هذه العراضات المسلّحة واعتبرها «غير مقبولة بأيّ شكل»، مطالباً وزيري الداخلية والعدل باتخاذ إجراءات فورية تحفظ هيبة الدولة. وسرعان ما تحرّكت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فأوقفت عدد من المشاركين في هذه العراضات، مؤكدة أن بيروت ليست ساحة مستباحة، بل عاصمة يجب أن تُحمى. هذه الخطوة، شكّلت رسالة واضحة بأن الدولة قادرة على بسط سلطتها، وأن الأمن لا يُفرض بالشعارات، بل بالقرار الحازم والعمل الميداني. وفي هذا السياق بالذات، لا بدّ من استحضار القيم التي مثلها الإمام الحسين - قيم الرحمة والعدالة والإصلاح - والتي تتناقض كلياً مع مشاهد الاستقواء بالسلاح. فحصر السلاح بيد الدولة لا يتعارض مع روحية عاشوراء، بل هو امتداد طبيعي لها. وكما لا يُبنى الاستقرار في ظل ازدواجية السلاح، لا تُحفظ المناسبات الدينية بالاستعراضات المسلحة، بل بالالتزام بالقانون ومنطق الدولة. وعليه، فإن «حزب الله» يقف اليوم أمام مفترق طرق: إما الانخراط في مشروع الدولة والتخلّي التدريجي عن السلاح ضمن تسوية وطنية تحفظ الاستقرار وتعزز مؤسسات الدولة، أو الإصرار على معادلة ازدواجية السلاح والسلطة، بما يحمله ذلك من مخاطر داخلية وعربية. والمبادرة الأميركية تتيح للحزب فرصة جدية للخروج من حالة العزلة، خصوصاً أنها تتكامل مع مضمون اتفاق الطائف، الذي نصّ بوضوح على تسليم جميع الميليشيات أسلحتها للدولة. هذا البند، الذي لم يُستكمل تنفيذه بسبب ظروف إقليمية سمحت بوضع استثنائي تمثّل في استمرار «الحزب» بالتسلّح، وهو ما بات يتطلّب، كما شدّد الرئيس نواف سلام، إعادة التأكيد على تطبيق كامل لبنود الطائف، في طليعتها احتكار الدولة وحدها لوسائل القوة. ولكن يُستشفّ من تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك في القصر الجمهوري، أنّ واشنطن تُفضل أن يتولى لبنان معالجة ملف سلاح حزب الله بنفسه، ولا تنوي التدخّل مباشرةً، بمعنى أنها تريد أن يتم سحب السلاح بشكل علني ورسمي، من خلال إصدار قرار واضح في مجلس الوزراء يلتزم بحصر السلاح بيد الدولة، ويتضمن آلية تنفيذية مفصّلة وجدولاً زمنياً دقيقاً للتنفيذ؛ فيما يرفض حزب الله طرح هذا الملف في مجلس الوزراء، محذراً من أن اتخاذ مثل هذا القرار قد يؤدي إلى اهتزاز الحكومة ودخول البلاد في أزمة سياسية جديدة قد تفتح الباب أمام توترات داخلية. وهنا يبرز التساؤل المشروع: هل يُمكن فعلاً اتخاذ قرار من هذا النوع في مجلس الوزراء في ظل الانقسام السياسي الحاد؟ وإن حصل، فهل ستُرفق به آلية تنفيذية تضمن التطبيق الفعلي، أم سيبقى حبراً على ورق في مواجهة الوقائع المعقّدة؟ ويبقى أن نؤكد، في الختام، أن حماية بيروت من الفوضى مسؤولية جماعية لكل القوى السياسية والدينية والاجتماعية، تماماً كما أن التمسّك بذكرى عاشوراء وتنوّعها وقدسيتها هو الترجمة الفعلية لقيمها. فالعاصمة ليست ساحة للاستقواء على أحد، بل منارة للعيش المشترك. وبيروت التي دفعت أثماناً باهظة في حروب الآخرين، تستحق أن تُحمى وتُكرّم، لا أن تُرعب وتُستباح. فبالله عليكم، احموها وأكرموها قبل فوات الأوان.

هل يُجنّب لبنان شبح التصعيد العسكري؟
هل يُجنّب لبنان شبح التصعيد العسكري؟

المركزية

timeمنذ 26 دقائق

  • المركزية

هل يُجنّب لبنان شبح التصعيد العسكري؟

تزامناً مع وصول الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت لتسلُّم الردّ اللبناني على المبادرة الأميركية الجديدة، تبلورت ملامح الموقف الرسمي، ففي أساسيات الردّ، تشديد على أن لبنان التزم بالقرار 1701، وباتفاق وقف إطلاق النار، وعمل على تفكيك بنية حزب الله العسكرية في جنوب نهر الليطاني، لكن الردّ لم يتحدث عن العمل في شمال الليطاني، ولم يحدّد مهلة زمنية لذلك. خصوصاً في ظل تمسّك «حزب الله» المطلق بسلاحه ورفضه غير المباشر أي نقاش بشأن حصر القوة بيد الدولة. ولا يبدو الرد اللبناني بأنه شفى «الغليل» الأميركي، فالمبادرة الأميركية، من وجهة نظر واشنطن، تنطلق من قناعة بأن استقرار لبنان وإعادة إعمار مناطقه المتضررة لا يمكن أن يتحققا في ظل وجود قوة مسلّحة موازية لمؤسسة الجيش. ومن هنا، اشترطت الورقة الأميركية ضمانات صريحة بعدم وجود تنظيمات عسكرية خارج إطار الشرعية. في المقابل، استند «حزب الله» في دوائره المغلقة إلى ما وصفه بـ«الانتصار» في الصمود أمام القصف الإسرائيلي و«منع الاجتياح الكامل» لجنوب لبنان، ليبرّر احتفاظه بالسلاح، معتبراً أن الظروف غير ملائمة لأي نقاش من هذا النوع. لا سيما أن بعض المقرّبين منه رأوا أن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 جاء نتيجة خطأ بالحسابات وشروط مجحفة وسوء بالتفاوض، لا بفعل ضغط عسكري على الحزب. ورغم حرص الرؤساء اللبنانيين الثلاثة على تهدئة الداخل وتفادي التصعيد، فإنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن استعادة النقاط اللبنانية الخمس المحتلة ووقف العدوان الإسرائيلي يتطلبان دعماً أميركياً واضحاً، وسط وصول رسائل تحذّر من أن إضاعة هذه الفرصة قد تعيد لبنان إلى دوامة التصعيد العسكري الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يبرز دور رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كوسيط أساسي قادر على تليين موقف الحزب من خلال الضغط عليه، خاصة مع دخول المملكة العربية السعودية على خط الوساطة من خلال الأمير يزيد بن فرحان، الذي أعلن استعداد بلاده تقديم ضمانات لدعم إعادة الإعمار شرط الالتزام بالإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة. لكن الخطر لا يكمن فقط في المواقف السياسية، بل في ترجمتها على الأرض. فبينما كان البحث جارياً في مصير سلاح «الحزب»، شهدت شوارع بيروت ظهوراً مسلحاً علنياً خلال ذكرى عاشوراء، على بُعد مئتي متر من السراي الحكومي. هذا الاستعراض، الذي حمل شعارات طائفية، مثّل انقلاباً على روح المناسبة، التي لم يكن ليريدها الإمام الحسين رضي الله عنه إلّا ذكرى وحدة وعدالة، لا مناسبة لاستعراض القوة. وما يهدّد السلم الأهلي حقيقةً، ليس فقط وجود سلاح خارج الشرعية، بل أيضاً استغلال الشعائر المقدّسة لتحقيق أهداف فئوية غير مشروعة. وقد دان رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام هذه العراضات المسلّحة واعتبرها «غير مقبولة بأيّ شكل»، مطالباً وزيري الداخلية والعدل باتخاذ إجراءات فورية تحفظ هيبة الدولة. وسرعان ما تحرّكت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فأوقفت عدد من المشاركين في هذه العراضات، مؤكدة أن بيروت ليست ساحة مستباحة، بل عاصمة يجب أن تُحمى. هذه الخطوة، شكّلت رسالة واضحة بأن الدولة قادرة على بسط سلطتها، وأن الأمن لا يُفرض بالشعارات، بل بالقرار الحازم والعمل الميداني. وفي هذا السياق بالذات، لا بدّ من استحضار القيم التي مثلها الإمام الحسين – قيم الرحمة والعدالة والإصلاح – والتي تتناقض كلياً مع مشاهد الاستقواء بالسلاح. فحصر السلاح بيد الدولة لا يتعارض مع روحية عاشوراء، بل هو امتداد طبيعي لها. وكما لا يُبنى الاستقرار في ظل ازدواجية السلاح، لا تُحفظ المناسبات الدينية بالاستعراضات المسلحة، بل بالالتزام بالقانون ومنطق الدولة. وعليه، فإن «حزب الله» يقف اليوم أمام مفترق طرق: إما الانخراط في مشروع الدولة والتخلّي التدريجي عن السلاح ضمن تسوية وطنية تحفظ الاستقرار وتعزز مؤسسات الدولة، أو الإصرار على معادلة ازدواجية السلاح والسلطة، بما يحمله ذلك من مخاطر داخلية وعربية. والمبادرة الأميركية تتيح للحزب فرصة جدية للخروج من حالة العزلة، خصوصاً أنها تتكامل مع مضمون اتفاق الطائف، الذي نصّ بوضوح على تسليم جميع الميليشيات أسلحتها للدولة. هذا البند، الذي لم يُستكمل تنفيذه بسبب ظروف إقليمية سمحت بوضع استثنائي تمثّل في استمرار «الحزب» بالتسلّح، وهو ما بات يتطلّب، كما شدّد الرئيس نواف سلام، إعادة التأكيد على تطبيق كامل لبنود الطائف، في طليعتها احتكار الدولة وحدها لوسائل القوة. ولكن يُستشفّ من تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك في القصر الجمهوري، أنّ واشنطن تُفضل أن يتولى لبنان معالجة ملف سلاح حزب الله بنفسه، ولا تنوي التدخّل مباشرةً، بمعنى أنها تريد أن يتم سحب السلاح بشكل علني ورسمي، من خلال إصدار قرار واضح في مجلس الوزراء يلتزم بحصر السلاح بيد الدولة، ويتضمن آلية تنفيذية مفصّلة وجدولاً زمنياً دقيقاً للتنفيذ؛ فيما يرفض حزب الله طرح هذا الملف في مجلس الوزراء، محذراً من أن اتخاذ مثل هذا القرار قد يؤدي إلى اهتزاز الحكومة ودخول البلاد في أزمة سياسية جديدة قد تفتح الباب أمام توترات داخلية. وهنا يبرز التساؤل المشروع: هل يُمكن فعلاً اتخاذ قرار من هذا النوع في مجلس الوزراء في ظل الانقسام السياسي الحاد؟ وإن حصل، فهل ستُرفق به آلية تنفيذية تضمن التطبيق الفعلي، أم سيبقى حبراً على ورق في مواجهة الوقائع المعقّدة؟ ويبقى أن نؤكد، في الختام، أن حماية بيروت من الفوضى مسؤولية جماعية لكل القوى السياسية والدينية والاجتماعية، تماماً كما أن التمسّك بذكرى عاشوراء وتنوّعها وقدسيتها هو الترجمة الفعلية لقيمها. فالعاصمة ليست ساحة للاستقواء على أحد، بل منارة للعيش المشترك. وبيروت التي دفعت أثماناً باهظة في حروب الآخرين، تستحق أن تُحمى وتُكرّم، لا أن تُرعب وتُستباح. فبالله عليكم، احموها وأكرموها قبل فوات الأوان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store