
دمشق تغلق مؤقتاً الممر الإنساني إلى السويداء بعد خرق اتفاق الهدنة
تزامن هذا التعقيد مع مواصلة إسرائيل توغلاتها، وشنّ حملات مداهمة في القرى السورية الحدودية، رافقها تحليق للطيران في أجواء الجنوب السوري.
وأعلنت السلطات السورية، الأحد، إغلاق ممر بصرى الشام الإنساني بشكل مؤقت لحين تأمين المنطقة، وفق بيان رسمي، بعد ساعات قليلة من إعلان مصدر أمني سوري أن «المجموعات الخارجة عن القانون» خرقت اتفاق وقف النار في السويداء وهاجمت قوات الأمن الداخلي وقصفت عدة قرى في ريف محافظة السويداء.
صورة جوية تُظهر الدخان يتصاعد في سماء السويداء وسط الاشتباكات بين الدروز والبدو 19 يوليو (د.ب.أ)
وقال مصدر أمني، في تصريحات نقلتها قناة «الإخبارية السورية» الرسمية، إن خروقات وقف إطلاق النار أدت إلى «استشهاد عنصر من الأمن الداخلي، وإصابة آخرين»، لافتاً إلى أن الهجمات تزامنت مع «السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها»، كما أن الهجمات «تؤكد عزم المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية، تؤثر على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى أهلنا في المحافظة».
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الاشتباكات بدأت بهجومٍ شنّه مقاتلو العشائر، بعد سيطرة فصائل السويداء على اثنين من التلال، الحديد والأقرع، اللذين كانا تحت سيطرة الأمن العام بضفته قوات فصل بين الفصائل المحلية ومقاتلي العشائر. وقد انسحبت قوى الأمن العام بعد تعرضها لهجوم وسيطرة فصائل السويداء على تل حديد. وأفاد موقع «درعا 24» بوصول سبعة مصابين من الأمن العام إلى مشفى بصرى الشام في ريف درعا، على أثر الاشتباكات على محور تل الحديد في السويداء، مشيراً إلى وصول إصابات أخرى إلى مشفيَي الحراك وإزرع من موقع الاشتباكات.
قوات الأمن الداخلي تستعيد السيطرة على نقطة تل حديد بريف السويداء بعد طرد المجموعات الخارجة عن القانون منها#الإخبارية_السورية pic.twitter.com/6Jg6qUWg9l
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) August 3, 2025
من جهته، نقل مصدر أمني للإخبارية، مساء، أن قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على النقاط التي تقدّمت إليها العصابات المتمردة في تل الحديد وريمة حازم وولغا بريف السويداء، وجرى تأمين المنطقة ووقف الاشتباكات؛ حفاظاً على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أحمد الدالاتي، لتلفزيون سوريا، بأن الهجوم منظم بدأ بتمهيد ناري بالدبابات والهاونات والمضادات أسفرت الهجمات عن وقوع شهداء من عناصر الأمن الداخلي، وإصابة آخرين. وأعطينا الأمر بالرد على مصادر النيران، وتواصلنا مع الوسطاء؛ لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
وتابع الدالاتي أن «سلوك العصابات الحالي يدل بشكل قطعي على أن وجود الدولة هو الحل الوحيد لضمان أمن المحافظة، وأن العصابات تستغل نفوذها داخل المحافظة لتمرير أجندات شخصية وخارجية على حساب مصلحة البلد».
في السياق نفسه، قالت مصادر من داخل السويداء، لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، إن الأوضاع داخل المدينة مستقرة نسبياً، إلا أنه جرى خرق للهدنة في الريف الغربي، وحصلت اشتباكات بين فصائل السويداء ومقاتلي العشائر، كما حصلت حالات قنص. ووفق المصادر، فإن الاشتباكات حصلت لأنه لا يزال هناك أسرى لم يجرِ تحريرهم لدى مقاتلي العشائر، وهناك مدنيون محاصَرون وجثامين في الشوارع لم يسمح بدفنها، ما أدى إلى تجدد اشتباكات على محور «ثعلة ـ تل حديد ـ ولغا»، وقد تقدمت الفصائل المحلية في السويداء، واستعادت السيطرة على عدة نقاط.
كانت السلطات السورية قد وقّعت، الشهر الماضي، اتفاقاً متعدد المراحل مع مجموعات مسلّحة في السويداء، لوقف إطلاق النار، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وتركيا والأردن، وذلك بعد اشتباكات دموية شهدتها المحافظة، بين مقاتلي العشائر البدوية ومجموعات مسلّحة في السويداء.
من معارك اليوم بمحافظة السويداء (السويداء24)
في سياق متصل، طفت على السطح خلافات داخلية بين قيادات المجموعات المسلّحة في السويداء بعد ظهور زعيم المجلس العسكري طارق الشوفي، في مقطع فيديو تحدّث فيه عن اختطافه من قِبل قائد غرفة العمليات في المجلس العسكري، وإجباره على الظهور في فيديو ليقول إنه على تواصل مع الحكومة في دمشق.
ووفق مصادر متقاطعة في السويداء، فإن قادة المجموعات يتبعون سليمان الهجري، نجل الشيخ حكمت، والخلافات بينهم ليست جديدة، ومنها ما يتعلق بتقاسم طرق التهريب في المنطقة. كما أشارت المصادر إلى وجود انقسامات في مواقف الزعامات الروحية في السويداء بين الشيخين يوسف جربوع وحمود الحناوي من جانب، والشيخ حكمت الهجري من جانب آخر، إذ ينحو الشيخان جربوع وحناوي باتجاه إيجاد مَخارج سياسية للوضع في السويداء تُخفف معاناة المدنيين، في حين يتشدد الشيخ الهجري بتزعمه المجلس العسكري والمجموعات المسلحة في مواقفه المناهضة للحكومة في دمشق، بالاستناد إلى الدعم الإسرائيلي. كما يبرز، في هذا الإطار، موقف الشيخ ليث البلعوس، زعيم مضافة الكرامة، بمواقفه المتعاونة مع الحكومة في دمشق.
وقُتل في أحداث السويداء ما لا يقل عن 814 شخصاً؛ بينهم 34 سيدة، و20 طفلاً، وستة أشخاص من الطواقم الطبية، وشخصان من الطواقم الإعلامية، في محافظة السويداء منذ اندلاع التوترات، في 13 يوليو (تموز) الماضي، وفق إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
تأتي التطورات في الجنوب السوري في ظل مواصلة القوات الإسرائيلية توغلها في القرى السورية الحدودية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة«إكس»، إن قوات «اللواء 226»، بقيادة «الفرقة 210»، قامت، ليل الأحد - السبت، بالتعاون مع «الوحدة 504»، بعملية استجواب عدد من المشتبَه فيهم بتجارة بالسلاح في قرية حضر بريف القنيطرة، كما جرت مداهمة أربع مناطق بشكل متزامن، وعثرت على وسائل قتالية عدة تاجر بها المشتبَه فيهم، لافتاً إلى أن قوات «الفرقة 210» تنتشر في المنطقة «لمنع تموضع عناصر «إرهابية» على الحدود السورية»، وفق زعمه.
كانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن القوات الإسرائيلية استولت على أحد المنازل الواقعة على الطريق الواصل بين حضر وطرنجة بريف القنيطرة. وأفاد موقع «تجمُّع أحرار حوران» باستقدام القوات الإسرائيلية عربات عسكرية ونحو 40 عنصراً إلى المنزل، وتحويله إلى مقر لهذه القوات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ دقيقة واحدة
- صحيفة سبق
ضبط 8 مخالفين لنظام البيئة لاستغلالهم الرواسب في منطقة تبوك
ضبطت القوات الخاصة للأمن والحماية (8) مقيمين مخالفين لنظام البيئة لاستغلالهم الرواسب بمنطقة تبوك. وأوضحت القوات أنه تم ضبط (8) معدات تستخدم في نقل الرمال وتجريف التربة يعمل عليها (8) مقيمين من الجنسيات اليمنية والباكستانية والمصرية والنيبالية، وتم تطبيق الإجراءات النظامية بحقهم. وحثت على الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية من خلال الاتصال على الأرقام (911) بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة، وستعامل جميع البلاغات بسرية تامة دون أدنى مسؤولية على المبلغ.


عكاظ
منذ 15 دقائق
- عكاظ
أوقف الحرب.. مسؤولون إسرائيليون سابقون يستنجدون بترمب
استنجد مسؤولون إسرائيليون سابقون، بينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإنهاء حرب غزة. وجاء في رسالة مفتوحة لنحو 550 مسؤولا من أنصار حركة «قادة من أجل أمن إسرائيل» وزعت على الإعلام اليوم(الإثنين): «رأيُنا المهني أن حماس لم تعد تشكل تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل»، مع دعوة ترمب إلى «توجيه» قرارات الحكومة والمطالبة بـ«وقف الحرب في غزة». وقال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) عامي أيالون، وهو أحد الموقعين على الرسالة، «في البداية كانت هذه الحرب حرباً عادلة، دفاعية، لكن عندما حققنا جميع الأهداف العسكرية، لم تعد هذه الحرب عادلة... إنها تودي بإسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها». ومن بين الموقعين على الرسالة ثلاثة رؤساء سابقين لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، وهم: تمير باردو، وإفرايم هاليفي، وداني ياتوم. وإلى جانب أيالون، وقع على الرسالة أربعة رؤساء سابقين لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهم نداف أرغمان، ويورام كوهين، ويعقوب بيري، وكارمي غيلون، بالإضافة إلى وزيري الدفاع السابقين إيهود باراك وموشيه (بوغي) يعالون، ورئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس. وجاء في الرسالة أن الجيش الإسرائيلي حقق منذ فترة طويلة الهدفين اللذين يمكن تحقيقهما بالقوة: تفكيك التشكيلات العسكرية لحماس وإنهاء حكمها. أما الهدف الثالث، والأهم، فلا يمكن تحقيقه إلا من خلال صفقة: إعادة جميع الرهائن إلى الوطن... أما ملاحقة كبار قادة حماس المتبقين، فيمكن تنفيذها لاحقا. وأكدت الرسالة أن الرئيس ترمب يتمتع بمصداقية لدى غالبية الإسرائيليين، ويمكنه الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب واستعادة الرهائن. ويرى الموقعون أن وقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام ترمب لتشكيل تحالف إقليمي يدعم سلطة فلسطينية مُصلحة لتتولى إدارة قطاع غزة بدلا من حكم حماس. واندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60839 فلسطينيا معظمهم من المدنيين. وتواجه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ضغوطا دولية متزايدة للموافقة على وقف لإطلاق النار يقضي بإطلاق سراح الرهائن وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الإغاثية وعلى رأسها التابعة للأمم المتحدة، إلا أن أطرافا داخل إسرائيل، بينهم وزراء في حكومة نتنياهو اليمينية، يطالبون بمواصلة الحرب وإعادة احتلال غزة. أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 18 دقائق
- الشرق السعودية
مصرع الفنانة السورية ديالا الوادي في دمشق
في حادثة أثارت صدمة وحزنًا عميقين في الأوساط الفنية السورية والعربية، لاقت مصرعها الفنانة ديالا صلحي الوادي، حاملة الجنسيتين السورية والبريطانية، وابنة الموسيقار العراقي الراحل صلحي الوادي، مساء الأحد، داخل منزلها في حي المالكي الراقي بالعاصمة دمشق. ووفق المعلومات الأولية التي كشفتها وسائل إعلام محلية، فإن الجاني تسلل إلى منزل الضحية بعد أن تتبّع تحركاتها مسبقاً، وأقدم على خنقها بيديه حتى فارقت الحياة، قبل أن يستولي على مبالغ مالية ومجوهرات ثم يلوذ بالفرار. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الجريمة كانت مدبرة بغرض السرقة، وأن القاتل استغل وجود الضحية بمفردها في المنزل. نقابة الفنانين في دمشق أكدت نبأ الوفاة في بيان رسمي، ناعية الراحلة التي عُرفت بهدوء شخصيتها وابتعادها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، ومؤكدة تعاونها الكامل مع الجهات المختصة لكشف ملابسات الجريمة وتقديم القاتل للعدالة. من جانبها، باشرت الأجهزة الأمنية التحقيقات، حيث تعمل على مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط منزل الضحية، وجمع البصمات والأدلة الجنائية لتحديد هوية الجاني ومكان اختبائه، ولم تعلن السلطات بعد عن توقيف أي مشتبه به في القضية. ديالا الوادي، التي وُلدت لأب موسيقي بارز وأم سورية، عاشت بين دمشق ولندن، وقدمت أعمالًا فنية وغنائية محدودة لكنها لاقت تقديراً بين النخب الفنية، عُرفت برقيها وابتعادها عن الصخب الإعلامي، ما جعل خبر مقتلها صدمة مضاعفة لجمهورها وزملائها. وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأحد إلى ساحة نعي ورثاء للراحلة، حيث عبّر فنانون ومثقفون عن حزنهم العميق، مطالبين بسرعة كشف ملابسات الجريمة ومحاسبة مرتكبيها.