إيران تعلّق رسمياً تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وأقر البرلمان الإيراني في 25 حزيران/يونيو، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة التي كان مفتشوها يراقبون مختلف الأوجه المعلنة لأنشطة البرنامج النووي في إيران. ولم يحدد القانون الخطوات الاجرائية لذلك.
وصادق مجلس صيانة الدستور، الهيئة المعنية بمراجعة التشريعات في إيران ، على مشروع القانون، وأحاله على السلطة التنفيذية المعنية بتنفيذه.
وأورد التلفزيون الرسمي أن بزشكيان "صادق على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"
وجاء في النص الذي نشرته وسائل إعلام إيرانية أن التشريع يهدف إلى "ضمان الدعم الكامل للحقوق الجوهرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية" بموجب معاهدة منع الانتشار النووي، "وخصوصا تخصيب اليورانيوم".
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن إيران تسعى لصنع قنبلة نووية. وتنفي طهران ذلك وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي، لكن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأسا نووية.
وتعقيبا على الإعلان الإيراني ، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المجتمع الدولي إلى "التحرك بحزم" لوقف البرنامج النووي الإيراني.
وحثّ ساعر ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على "إعادة فرض جميع العقوبات على إيران". وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بحزم الآن ويستخدم جميع الوسائل المتاحة له لوقف الطموحات النووية الإيرانية".
وكان الأوروبيون هم من أطلقوا العملية الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل حوالى عشرين عاما، وكانوا في صدارتها.
والورقة الوحيدة المتبقية لديهم باعتراف دبلوماسيين أوروبيين أنفسهم، هي إمكان تفعيل "آلية الزناد" التي نص عليها الاتفاق النووي مع إيران المبرم في 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018.
وتسمح هذه الآلية بإعادة فرض عقوبات دولية على الجمهورية الإسلامية، ما يمنح الأوروبيين وسيلة ضغط عليها.
وفي نيويورك ، اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يثير القلق بالتأكيد".
وصرح دوجاريك للصحافيين "لقد رأينا القرار الرسمي الذي يثير القلق بالتأكيد. الأمين العام (انطونيو غوتيريش) كان ثابتا في دعوته إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
* "مرحلة جديدة وأخطر" -
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غيزه، إنّ خطوة إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الذرية تعدّ "إشارة كارثية".
وقال الباحث في "مبادرة الخطر النووي" إريك بروير تعقيبا على إعلان طهران"بعد عقود من النفاذ الصارم للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى برنامج إيران النووية، ندخل الآن مرحلة جديدة أخطر".
وتابع في منشور عبر منصة إكس "مهمة فهم ما يحصل في المواقع النووية الإيرانية ، الجديدة والقديمة، ستصبح بالكامل على عاتق أجهزة الاستخبارات".
وسبق لمسؤولين إيرانيين أن دانوا بشدّة "صمت" الوكالة الدولية إزاء الضربات الإسرائيلية والأميركية.
وانتقدت إيران الوكالة لمصادقتها في 12 حزيران/يونيو على قرار يدين "عدم امتثال" طهران لالتزاماتها النووية.
وقال مسؤولون إيرانيون إنّ هذا القرار كان أحد "الأعذار" للهجوم الإسرائيلي.
والأربعاء، قال المسؤول القضائي علي مظفري إنّ مدير عام الوكالة الدولية رافايل غروسي "يجب أن يحاسب" على ما وصفه ب"الإعداد للجريمة" ضد إيران ، متهما إياه بالقيام ب"أفعال خادعة وتقارير احتيالية"، بحسب وكالة تسنيم.
* "نية خبيثة" -
وكانت إيران رفضت طلب غروسي بأن يزور مفتشو الوكالة منشآتها التي تعرّضت لضربات خلال الحرب، في ظل تساؤلات عن مصير مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 60 في المئة، القريبة من 90% اللازمة للاستخدام العسكري.
وفي أواخر حزيران/يونيو، ندّدت إيران ب"نية خبيثة" لدى غروسي، لكنها نفت وجود "تهديدات" بحقه أو بحق مفتشي الوكالة، بعد تنديدات غربية بذلك.
كما أكد بزشكيان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ تعليق التعاون مع الوكالة جاء ردا على السلوك "الهدّام" لمديرها العام.
واتهمت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة غروسي بأنه "جاسوس للكيان الصهيوني".
وكتبت متوعدة "علينا كذلك أن نقول رسميا أن (غروسي) سيحاكم وسيتم إعدامه فور وصوله إلى إيران بتهمة التجسس لحساب الموساد والمشاركة في قتل شعب بلدنا المستضعف".
والإثنين، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأن قرار مجلس الشورى وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعكس "قلق وغضب الرأي العام الإيراني".
وانتقد الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لاستمرارها في ما وصفه ب"نهج سياسي" تجاه برنامج طهران ، سائلا عن كيفية ضمان سلامة المفتشين في وقت لا يزال حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية مجهولا.
وفجر 13 حزيران/يونيو، بدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت استهدف مواقع عسكرية ونووية، تخللته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، معلنة عزمها على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية. وليل 21 إلى 22 حزيران/يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسية.
وقُتل أكثر من 900 شخص في الضربات الإسرائيلية على إيران ، حسبما أفادت السلطة القضائية.
وفي إسرائيل، قُتل 28 شخصا في الهجمات الصاروخية والغارات بطائرات بدون طيار التي نفذتها الجمهورية الإسلامية ردا على الضربات الإسرائيلية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنّ الهجمات الأميركية أعادت البرنامج النووي الإيراني عقودا إلى الوراء، رغم أنّ حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية غير واضح.
بدوره، أعلن عراقجي أن الأضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية "كبيرة".
لكنّه أكد في مقابلة مع شبكة سي بي اس، أنّه "لا يمكن القضاء على التكنولوجيا والعلم... عبر القنابل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
ترمب يوقّع تشريع خفض الضرائب والإنفاق ليدخل حيز التنفيذ
يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتوقيع على حزمة ضخمة من تخفيضات الضرائب والإنفاق لتصبح قانونًا خلال مراسم تقام اليوم الجمعة في البيت الأبيض، وذلك بعد يوم واحد من موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون على التشريع بفارق ضئيل. ومن شأن مشروع القانون، الذي سيوفر التمويل لحملة ترمب الصارمة على الهجرة، أن يجعل من التخفيضات الضريبية التي أُقرت عام 2017 أمرًا دائمًا وسط توقعات بأن يحرم ملايين الأمريكيين من التأمين الصحي، وأُقر التشريع بأغلبية 218 صوتًا مقابل 214 بعد نقاش محتدم في مجلس النواب. ومن المتوقع أن تقام مراسم التوقيع اليوم الجمعة في حوالي الساعة الخامسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة خلال احتفالية في البيت الأبيض بمناسبة عيد الاستقلال. ومن المتوقع أن تشهد المراسم استعراضًا جويًا لطائرات شبح ومقاتلات شاركت في الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية في إيران الشهر الماضي. ويمثل إقرار مشروع القانون انتصارًا كبيرًا لترمب وحلفائه الجمهوريين، الذين قالوا إنه سيعزز النمو الاقتصادي لكنهم نفوا تحليلاً توقع أن يضيف التشريع 3.4 تريليون دولار إلى ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار. وفي منشور على منصة 'إكس' أمس الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت 'السياسات المؤيدة للنمو في هذا التشريع التاريخي ستؤدي إلى طفرة اقتصادية لم نشهد مثلها من قبل'.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
حراك سعودي باتجاه واشنطن وموسكو
من موسكو، جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود على موقف بلاده حول العلاقات مع إسرائيل، رابطاً الأمر بـ"وقف إطلاق النار في غزة". وذلك بعد ساعات من لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومناقشتهما خفض التصعيد في غزة ومع إيران. وفي مؤتمر صحافي بموسكو اليوم الجمعة، شدد وزير الخارجية السعودي على أن الأولوية الآن هي للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة. وذلك بعد سؤاله عن العلاقة مع تل أبيب. ووصل وزير الخارجية السعودي أمس الخميس إلى العاصمة الروسية في زيارة رسمية، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر وزارة الخارجية الروسية بموسكو. #موسكو | سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan يلتقي معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية السيد سيرجي لافروف، وذلك خلال زيارة سموه الرسمية إلى روسيا الاتحادية — وزارة الخارجية (@KSAMOFA) July 4, 2025 وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي تلى جلسة المحادثات، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن هناك حاجة للعودة إلى مسار الدبلوماسية في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وشدد على أهمية أن تتعاون طهران بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تأمل بمشاركة الرياض في القمة الروسية العربية الأولى التي ستعقد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام في موسكو. وزير الدفاع السعودي في البيت الأبيض في غضون ذلك، اجتمع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض أمس الخميس، لمناقشة جهود خفض التصعيد مع إيران، وفق ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية. وذلك في مساعي الدولة الخليجية إلى خفض التوتر بالمنطقة بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ووفقاً لمصادر أميركية فإن الاجتماع تضمن مناقشات خفض التصعيد مع إيران وشملت المحادثات العودة إلى طاولة المفاوضات، كذلك تناولت سبل إنهاء الحرب في غزة والتفاوض في شأن إطلاق سراح الرهائن والعمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وجرت المحادثات قبل اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترمب في البيت الأبيض الإثنين المقبل. وعلى رغم أن اللقاء لم يكن مخصصاً حصرياً لموضوع التطبيع مع إسرائيل، فإن المصادر أكدت أن الحديث تطرق إلى الخطوات اللازمة للوصول إلى ذلك، وقالت المصادر إن "هناك تقدماً وتفاؤلاً على جميع الجبهات". وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الدفاعي أضافت المصادر أيضاً أن السعودية بصدد وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق دفاعي وتجاري مع الولايات المتحدة، وأن الرسالة المتبادلة بين الحليفين، هي أنهما "متفقان تماماً في الرؤى في شأن جميع القضايا". الأمير خالد بن سلمان خلال لقاء مع ترمب في البيت الأبيض عام 2018 (غيتي) بدوره، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أنه بعد اجتماعه مع ترمب، أجرى وزير الدفاع السعودي مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة الأركان الإيراني عبد الرحيم موسوي. وكان الأمير خالد بن سلمان بحث مع موسوي في الـ29 من يونيو (حزيران) "تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار". وأشار وزير الدفاع السعودي في منشور على منصة "إكس"، إلى أنه بحث أيضاً خلال الاتصال الذي تلقاه من اللواء موسوي "العلاقات الثنائية" بين السعودية وإيران "في المجال الدفاعي". ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو الأسبوع المقبل، لاستئناف المحادثات النووية، بحسب "أكسيوس". وقال ترمب للصحافيين أمس الخميس إن إيران تريد التحدث إلى الولايات المتحدة، و"قد حان الوقت لذلك". وأضاف "الولايات المتحدة لا تريد إيذاء إيران، أعلم أنهم يريدون الاجتماع، وإذا كان ذلك ضرورياً فسأقوم به". ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 57 ألف فلسطيني قتلوا في العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ الهجوم الذي قادته حركة "حماس" على إسرائيل. ووفقاً لإسرائيل، أسفر هجوم "حماس" عن مقتل 1200 شخص إلى جانب اقتياد أكثر من 250 رهينة لغزة.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الوكالة الدولية: مفتشونا غادروا إيران
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفتشيها غادروا إيران اليوم الجمعة بعدما علقت طهران رسمياً تعاونها معها. وعلقت طهران تعاونها مع الوكالة بعد حرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل تخللتها ضربات إسرائيلية وأميركية غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية، وفاقمت التوتر بين طهران والوكالة. وأفادت الوكالة في منشور على "إكس"، "غادر أعضاء فريق مفتشي الوكالة اليوم إيران بسلام عائدين إلى مقرها في فيينا، بعدما مكثوا في طهران طوال فترة النزاع العسكري الأخير". وأضافت "أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي مجدداً الأهمية الكبيرة لإجراء محادثات بين الوكالة وإيران في شأن سبل استئناف أنشطة المراقبة والتحقق الضرورية في طهران في أقرب وقت". وعلقت إيران رسمياً تعاونها مع الوكالة أول أمس الأربعاء. وأقر البرلمان الإيراني في الـ25 من يونيو (حزيران) الماضي، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويهدف القانون إلى "ضمان الدعم الكامل للحقوق الجوهرية لإيران" بموجب معاهدة منع الانتشار النووي وخصوصاً تخصيب اليورانيوم، بحسب وسائل إعلام إيرانية. وانتقدت واشنطن، التي تضغط على طهران لاستئناف المفاوضات المتوقفة إثر شن إسرائيل هجماتها في الـ13 من يونيو الماضي القرار الإيراني ووصفته بأنه "غير مقبول". وقبل ساعات قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة نفذت "هجمات كبيرة" استهدفت منشآت إيران النووية، مضيفاً "لقد محونا منشآت إيران النووية، وسنحتفي بطياري طائرات بي2 الذين نفذوا الضربات"، وأضاف أن العملية العسكرية التي استهدفت منشآت إيران النووية شاركت فيها أكثر من 30 طائرة تزود بالوقود جواً لدعم المقاتلات الأميركية. وأكد ترمب أن برنامج إيران النووي دمر بالكامل، مشيراً إلى أن إيران تطلب عقد اجتماع مع واشنطن، وقال "ربما ألتقي بمسؤولين إيرانيين"، وأشار إلى أن طهران اتصلت به وأبلغته باستهداف قاعدة العديد في قطر.