
ماذا بعد رفض المحكمة العليا الحد من صلاحيات ترامب؟
وجاء الحكم، الذي حظي بتأييد 6 قضاة مقابل 3، تعليقا على أمر تنفيذي أصدره ترامب في وقت سابق، يقضي بحرمان الأطفال المولودين على الأراضي الأميركية لوالدين دخلا البلاد بشكل غير قانوني أو بتأشيرات مؤقتة من حق الحصول التلقائي على الجنسية.
وكانت منظمات مدافعة عن المهاجرين ومدّعو 22 ولاية قد رفعوا دعاوى قضائية ضد القرار، مما دفع 3 قضاة فدراليين إلى إصدار أوامر على مستوى البلاد لتعليق تطبيقه.
وبعد صدور قرار المحكمة العليا، ظهر ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض واصفا الحكم بأنه "انتصار للدستور، ومبدأ الفصل بين السلطات، وسيادة القانون"، مشيرا إلى أن القرار يعيد التوازن بين السلطة التنفيذية والقضائية، ويمنع "حفنة من القضاة اليساريين" من تعطيل السياسات التي انتخب من أجل تنفيذها، على حد تعبيره.
وركز قرار المحكمة العليا على نقطة جوهرية تتعلق بما إذا كان يحق للمحاكم الفدرالية الدنيا إصدار أوامر قضائية تشمل كافة الأراضي الأميركية، واعتبرت الأغلبية المحافظة في المحكمة أن إصدار أحكام بهذا الاتساع الجغرافي قد يتجاوز الصلاحيات التي منحها الكونغرس للمحاكم.
وبينما اعتبر المدافعون عن القرار من أنصار ترامب أن الحكم "منطقي وتأخر صدوره لعقود"، وأكدوا أنه يحمي الولايات من فوضى قضائية قد تنشأ عن صدور أحكام متضاربة من محاكم مختلفة، يرى منتقدوه أن القرار يحد من قدرة القضاء على كبح السياسات الفدرالية الضارة، خاصة في ملفات كالهجرة والبيئة وحقوق الأقليات.
ويحذر هؤلاء من أن تطبيق السياسات في بعض الولايات دون غيرها قد يحدث خللا قانونيا ويمس مبدأ المساواة أمام القانون، كما يُضعف آلية الفصل بين السلطات في نظام الحكم الأميركي.
وبحسب الخبير القانوني صموئيل براي، فإن "الأحكام القضائية على المستوى الوطني" هي ابتكار حديث ازداد استخدامه في العقدين الأخيرين لمواجهة الأوامر التنفيذية الصادرة عن إدارات باراك أوباما ودونالد ترامب و جو بايدن ، موضحا أن هذه الأوامر لا تقيد الحكومة تجاه المدعين فقط، بل تجاه جميع المواطنين.
وأضاف أن القرار سيغير طريقة تعامل المعارضين مع السياسات الفدرالية، حيث يتوقع أن تزداد الدعاوى الجماعية، التي تتيح حماية عدد أكبر من الأشخاص، إلى جانب توجه متزايد نحو رفع قضايا باسم الولايات ضد الحكومة الفدرالية لحماية حقوق مواطنيها.
جذور الخلاف
تاريخيا، أصدر الكونغرس في عام 1937 قانونا يقيد قدرة القضاة على وقف البرامج الفدرالية بشكل فردي، وألزم بتشكيل لجان قضائية ثلاثية للنظر في الطعون، مع إمكانية استئناف القرارات مباشرة أمام المحكمة العليا. غير أن الأوامر القضائية واسعة النطاق التي أوقفت قرارات رئاسية -خاصة المتعلقة بالهجرة- أصبحت محور معركة بين السلطة التنفيذية والقضاء في السنوات الأخيرة.
ويؤكد مؤيدو المحكمة العليا أن القرار يعيد الأمور إلى نصابها، في حين يراه منتقدون خطوة خطيرة تقوض أدوات الرقابة القضائية على السلطة التنفيذية، وتضعف قدرة المواطنين على التصدي لانتهاكات محتملة.
وبينما ينظر أنصار ترامب إلى القرار كخطوة نحو تعزيز سلطات الرئيس، يرى خصومه فيه تهديدا للتوازن المؤسسي الذي يقوم عليه النظام الأميركي، وإضعافا لدور القضاء كضامن للحقوق الدستورية.
ماذا يعني أمر المحكمة العليا؟
يعني الحكم أن استخدام الأحكام القضائية كخيار لمنع أوامر ترامب التنفيذية قد انتهى فعليا، ويعني القرار أيضا أن المحاكم الفدرالية لا يمكنها إصدار أحكام قضائية على المستوى الوطني، ولن تستطيع المحاكم الفدرالية والدنيا أن تحد قرارات السلطة التنفيذية.
كما يعني القرار أيضا أن المدعين سيغيرون الطريقة التي يرفعون بها القضايا إلى المحاكم الفدرالية، وسيتم الاتجاه إلى الدعاوى الجماعية، لأن مثل هذه الإجراءات يمكن أن توفر الحماية لأكثر من مجرد مدعٍ (شخص) فردي.
ونتيجة لذلك فالقاعدة الفدرالية للإجراءات المدنية رقم 23، والمعروفة أيضا باسم القاعدة 23، والتي تشير إلى عملية قانونية للتصديق على دعوى قضائية جماعية في محكمة فدرالية، ستكون "ساحة المعركة الرئيسية التالية لإدارة ترامب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 24 دقائق
- الجزيرة
ترامب يؤكد حاجة أوكرانيا للباتريوت ويعرب عن استيائه لاستمرار بوتين بالحرب
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الدفاعات الجوية الأوكرانية بحاجة إلى صواريخ باتريوت ، معربا عن خيبة أمله بسبب عدم إنهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القتال. وأضاف ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أنه أجرى اتصالا هاتفيا "جيدا" مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأكد أنه "يشعر بعدم الرضا" بعد اتصاله مع بوتين، إذ قال إنه يرفض العمل على وقف إطلاق النار. وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من صواريخ باتريوت بناء على طلب زيلينسكي، اعتبر ترامب أنها تحتاج إليها "للدفاع"، لأنها تتعرض لضربات شديدة، حسب قوله. وأشاد ترامب بفاعلية صواريخ باتريوت، واصفا إياها بأنها "مذهلة للغاية". وبشأن آفاق وقف إطلاق النار، وصف ترامب الوضع بأنه "صعب جدا"، مشيرا إلى أنه يبدو أن بوتين "مصمم على أن يذهب إلى أبعد مدى ويستمر في قتل الناس"، ورأى أن ذلك "ليس جيدا". وقال ترامب إنه تحدث أيضا مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن طلب أوكرانيا الحصول على صواريخ باتريوت. اتصال مع زيلينسكي من جهته، قال زيلينسكي إنه ناقش مع ترامب مسألة الدفاعات الجوية، واتفقا على العمل على زيادة قدرات كييف في الدفاع الجوي، في ظل تصاعد الهجمات الروسية. وذكر مصدر لرويترز أنه تلقى إفادة بشأن الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينسكي بأنهما متفائلان بإمكانية استئناف إمدادات باتريوت بعد المحادثة التي وصفاها بأنها "جيدة للغاية" بينهما. وطالبت أوكرانيا واشنطن بأن تبيع لها مزيدا من صواريخ باتريوت وأنظمة أخرى تعدها أساسية للدفاع عن مدنها في مواجهة الغارات الجوية الروسية المكثفة. وأثار قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا تحذيرات من كييف من أن هذه الخطوة ستضعف قدرتها على التصدي للضربات الجوية والتقدم في ساحة المعركة. تصعيد ميداني متبادل ميدانيا، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أنها نفذت قصفا استهدف مطار بوريسوغليبسك في مقاطعة فورونيج الروسية، الذي يضم قاعدة لطائرات حربية روسية من طرازات متعددة. وأضافت الهيئة أن الضربة شملت أيضا مستودعا يحتوي على قنابل جوية، إضافة إلى طائرة تدريب قتالية. وأظهرت صور لحظة استهداف مسيّرة أوكرانية مبنى في مدينة تشيبوكساري الروسية صباح اليوم السبت، وذلك غداة ما وُصف بأنه أكبر هجوم روسي على عدة مدن أوكرانية، من بينها العاصمة كييف. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا نفذت هجمات بـ322 مسيّرة انتحارية تركزت بشكل خاص على مقاطعة خميلنيتسكي غربي البلاد. من جانبهم، أفاد مسؤولون روس بأن الدفاعات الجوية أسقطت عشرات الطائرات المسيّرة الأوكرانية في مناطق متفرقة داخل البلاد، ومن بينها اثنتان في محيط مدينة سان بطرسبورغ ثاني كبرى المدن الروسية. وسبق أن تلقت كييف صواريخ باتريوت وذخائر من الولايات المتحدة في هيئة مساعدات خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. وانتقد ترامب سلفه لإرساله أسلحة إلى أوكرانيا من دون مقابل، وأشرف منذ توليه منصبه على مراجعة جذرية للعلاقات مع كييف. وتواصل روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا للعام الثالث على التوالي، وسط إصرار موسكو على ربط إنهاء الحرب بتراجع كييف عن مساعيها للانضمام إلى التكتلات العسكرية الغربية، وهو ما ترفضه أوكرانيا، معتبرة ذلك تدخلا في شؤونها.


الجزيرة
منذ 27 دقائق
- الجزيرة
مفتي القاعدة السابق: بن لادن كاد يُقتل في أول غارة أميركية على أفغانستان
متفرقات عندما نفذ تنظيم القاعدة هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لم يكن الأفغان يتوقعون تلك الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على بلادهم، وظنوا أن أقصى ما يمكنها فعله هو اغتيال كافة أعضاء التنظيم. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أردوغان يرسم خطوطه الحمراء بسوريا ويطالب ترامب بوقف قتل المجوعين بغزة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، على الخطوط الحمراء لبلاده في سوريا وعدم القبول بخطة تشرعن المنظمات الإرهابية أو امتداداتها، وقال إنّه طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل بشأن إطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة. وصرح أردوغان للصحفيين، في طريق عودته من قمة اقتصادية في أذربيجان، بأن جهود السلام مع الأكراد ستكتسب زخما مع بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلقاء أسلحتهم، الأسبوع المقبل. وشدد على أهمية أن تكون سوريا مستقرة وسلمية وقوية لأن ذلك سيعود بالنفع على جيرانها، وستدعم أيضا سلامهم وأمنهم. وقال أردوغان إن الإدارة السورية ستتخذ خطوات أسرع نحو التنمية بعد قرار الولايات المتحدة وأوروبا رفع العقوبات. وأشار إلى أن عملية إعادة بناء العلاقات بين تركيا وسوريا تتقدم بوتيرة متسارعة. وأدلى أردوغان بهذه التصريحات في وقت يستعدّ الحزب لتنظيم مراسم لإتلاف السلاح في كردستان العراق من المرجّح أن تقام بين 10 و12 يوليو/تموز. وفي أواخر فبراير/شباط، دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان (76 عاما) القابع في زنزانة انفرادية بجزيرة إمرالي قبالة سواحل إسطنبول منذ عام 1999، الحزب إلى حل نفسه والتخلي عن العمل المسلح. غزة وعن الأوضاع في غزة، أشار الرئيس التركي إلى أنه طلب من نظيره الأميركي دونالد ترامب التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات في قطاع غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنّها أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص. وقال أردوغان إنّه التقى ترامب في قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في نهاية يونيو/حزيران، وقال له إنّ "هناك أشخاصا يُقتلون في طوابير (انتظار الحصول على) الطعام. يجب أن تتدخّل كي لا يتمّ قتل هؤلاء الأشخاص". وشدد على أن الخروقات المتكررة لإسرائيل لاتفاقات وقف إطلاق النار لم تحقق هدوءا دائما في المنطقة قائلا "نعمل هذه المرة لتجنب تكرار الأمر نفسه". وأشار إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل فتح الباب لخطوة مشابهة في غزة أيضا، وإلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أظهرت مرارا حسن نيتها في هذا الشأن. "إف 35" وفي سياق آخر، أعرب أردوغان عن اعتقاده بأن نظيره الأميركي دونالد ترامب سيلتزم بالاتفاق المبرم بين البلدين وسيتم تسليم أنقرة مقاتلات " إف 35" خلال ولاية ترامب الحالية. وأكد أن ملف مقاتلات "إف 35" بالنسبة إلى أنقرة ليس مجرد قضية متعلقة بالتكنولوجيا العسكرية بل أيضا خطوة لتأسيس شراكات قوية في المنصات الدولية وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي (ناتو). وشدد على أن تركيا تريد امتلاك هذه المقاتلات من أجل أمنها قبل أي شيء آخر، وقال إنه يعتقد بأن ترامب سيلتزم بالاتفاق الذي أبرمناه وسيتم تسليم تركيا المقاتلات بشكل تدريجي خلال فترة ولايته. وأوضح أن فرض بعض الدول حصارا على واردات تركيا بمجال الصناعات الدفاعية، دفعها للعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بهذا الخصوص.