logo
لماذا نشعر أحياناً أننا لا نعرف أنفسنا؟

لماذا نشعر أحياناً أننا لا نعرف أنفسنا؟

مجلة سيدتيمنذ 14 ساعات

أحياناً، نقف أمام مرآة أرواحنا ونشعر وكأننا نحدق في وجه غريب.. هذه اللحظات التي نشعر فيها أننا لا نعرف أنفسنا ليست ضعفاً، بل هي جزء من رحلتنا المستمرة في اكتشاف الذات. الإنسان بطبيعته كائن معقّد، تتداخل فيه الذكريات، المشاعر، التجارب، والتطلعات، ومع مرور الوقت وتغير الظروف، قد نجد أنفسنا قد ابتعدنا قليلاً عما كنا نظنه "نحن".
الأسباب خلف شعور الغربة عن الذات:
إليك الجواب عن هذا السؤال وفق موقعVery well mind الذي يعرض بعض الأسباب.
الأسباب النفسية:
الوهم الداخلي: نعتقد أحياناً بأننا نعرف أفكارنا ومشاعرنا بوضوح، لكننا غالباً نُعيد بناء فهمنا لأنفسنا اعتماداً على تصورات وافتراضات مسبقة، وليست وعياً حقيقياً.
الأخطاء الإدراكية والتحيزات الذاتية.
تأثير الفاعل والمراقب: نُرجع تصرفاتنا إلى الظروف، بينما يراها الآخرون انعكاساً لشخصيتنا.
التحيّز لحماية الذات: نُبرّر أخطاءنا حفاظاً على صورتنا أمام أنفسنا، مما يعوق رؤيتنا لعيوبنا.
انعدام النقد البنّاء: غياب آراء خارجية موضوعية يحدّ من وعينا بأنفسنا. فالرؤية من زاوية واحدة تَحدُّ من اكتشاف أبعاد خفية في شخصياتنا.
اللاوعي التكيّفي: نسبة كبيرة من قراراتنا ومشاعرنا تنبع من اللاوعي. هذا يجعل فكرة "معرفة الذات بالكامل" أقرب إلى الوهم منها إلى الحقيقة.
الجذور المبكرة: تجارب الطفولة، مثل الإهمال أو الصدمات، تُضعف تشكّل هوية متماسكة. كما أن آليات الدفاع النفسي (كالإنكار أو الإسقاط) تُبعدنا عن الإدراك الواعي للذات.
ما رأيك متابعة كيف تعكس اهتمامات الشباب شخصياتهم؟
الأسباب الاجتماعية والسلوكية:
تعدد الهويات: نؤدي أدواراً عديدة في الحياة (أم، موظف، صديق...)، وأحياناً يتضارب سلوكنا بين هذه الأدوار حتى نفقد شعورنا بهويتنا الحقيقية.
الضغط الاجتماعي: السعي الدائم لتلبية توقعات الآخرين قد يجعلنا نبتعد عن ذواتنا الأصيلة، ونعيش نسخة مصمّمة لإرضاء المجتمع لا أنفسنا.
الانفصال بين الفكر والسلوك: عندما تتعارض قناعاتنا مع تصرفاتنا اليومية، نشعر بتصدّع داخلي وفقدان للتماسك النفسي.
ما العمل؟ كيف نبدأ بفهم أنفسنا؟
تقبل عدم اليقين
الوعي أننا لا نتعرف إلى ذواتنا بالكامل يُحررنا من الضغط الزائد لفرض شخصية ثابتة. فالحكمة تُبنى على القبول بأن هويتنا مرنة ومتطوّرة.
ملاحظة السلوك بدلاً من التركيز على الفكر فقط.
أبحاث مثل تلك التي قام بها تيموثي ويلسون تنصح بمراقبة سلوكنا، تسجيله (فيديو مثلاً) ومراجعته؛ لأن السلوك أصدق مرآة لنا من الأفكار الداخلية.
القبول الذاتي واللطف الداخلي
يركّز خبراء مثل ليزا فايرستون وكريستين نيف على ضرورة تطوير "الرحمة الذاتية" بدل القسوة الداخلية، مما يسمح بنظرة أكثر صراحة وودّاً لنا تجاه ذواتنا.
سواء من الأصدقاء المقربين أو العائلة أو مختصين، فالتغذية الراجعة الموضوعية تساعدنا على رؤية جوانب غرباء عنها، سواء كانت نقاط قوة أو ضعف.
استكشاف عبر العلاج والتدريب
العلاج السلوكي الجدلي مفيد في حالات ضعف الهوية كما في اضطراب الشخصية الحديّة.
الاستكشاف الذاتي من خلال التأمل، الكتابة، أو التوجيه المهني يساعدنا في بناء إطار هوية أكثر وضوحاً.
نشعر أحياناً بأننا لا نعرف أنفسنا؛ لأن الوعي وجذور الهوية يُبنيان عبر طبقات الدفاعات الإدراكية، اللاوعي، الثقافات، والصدمة. لكن من خلال المنهجية، الملاحظة، القبول، النقد البنّاء، والرحمة الذاتية يمكننا الاقتراب أكثر وفهم ذواتنا الحقيقية، مع الاعتراف بأنها رحلة مستمرة وليست وجهة ثابتة.
ماذا يقول أهل الاختصاص؟
فريال حلاوي أستاذة محاضرة ومستشارة في تطوير الذات تشرح لـ"سيدتي" فقدان الاتصال بالذات، وأسبابه النفسية والاجتماعية.
لماذا نشعر أحياناً أننا لا نعرف أنفسنا؟
الرد على الألم بطريقة لا تُشبهنا: في بعض الأحيان، كرد فعل على الأذى أو الخيانة، نتصرف بطريقة لا تُشبه قيمنا أو مبادئنا، فنردّ الخيانة بالخيانة، أو الغدر بالغدر، ونشعر بعدها أن "هذا ليس أنا".
فقدان التعاطف: الحياة قد تؤلمنا لدرجة نفقد فيها إحساسنا الطبيعي بالتعاطف، رغم أننا بالأصل أشخاص متعاطفون ومحبون.
تعدّد الهويات: كل شخص لديه أكثر من هوية (أم، موظفة، أخت، صديقة...)، وكل دور يتطلب سلوكاً مختلفاً. أحياناً نشعر بتضارب بين هذه الأدوار، ونفقد وضوح هويتنا الحقيقية.
الضغط الاجتماعي: نحاول التكيف طوال الوقت مع توقعات المجتمع، ما يجعلنا نبتعد تدريجياً عن ذاتنا الأصيلة.
انفصال بين الفكر والسلوك: الكارثة الحقيقية تحدث عندما تكون لدينا أفكار أو قناعات معينة، لكننا لا نستطيع تطبيقها على أرض الواقع، وهنا نشعر فعلاً بفقدان الذات.
الخلاصة: الشعور بأننا "لا نعرف أنفسنا" هو نتيجة تراكميّة لضغوط الحياة، وتناقض بين القيم والسلوك، وتكيّف مع أدوار مختلفة لا تُعبّر دائماً عن حقيقتنا.
ومن المهم أن ندرك أن هويتنا ليست ثابتة، بل هي متغيرة ومتحركة على الدوام. فكل يوم نعيشه يمنحنا خبرات وتجارب جديدة، تؤثر في طريقة تصرفنا وتفاعلنا مع مواقف الحياة، وقد تدفعنا إلى سلوك مسارات مختلفة أو تعديل ردود أفعالنا.
غير أن الأهم من ذلك هو العودة إلى الذات، إلى المبادئ الأساسية التي تقوم عليها هويتنا، حتى لا نصبح غرباء عن أنفسنا، وحتى لا نحيا غربة داخلية عن أفكارنا وقيمنا.
قد يهمك الاطلاع كيف يؤثر اسمك في شخصيتك؟
ويجب أن نتذكّر دائماً، أنه مهما اشتدت قسوة الحياة، فلا ينبغي أن نفقد اتصالنا بذواتنا، ولا أن نسمح لقسوة الآخرين بأن تزعزع مبادئنا أو تضعف قيمنا. فالاتصال بالذات هو الحصن الوحيد الذي يحمي الإنسان من الضياع في هذا العالم المتقلّب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل الحب المفرط يضعف الذاكرة؟.. دراسة حديثة تصدم العشاق
هل الحب المفرط يضعف الذاكرة؟.. دراسة حديثة تصدم العشاق

الرجل

timeمنذ 2 ساعات

  • الرجل

هل الحب المفرط يضعف الذاكرة؟.. دراسة حديثة تصدم العشاق

رغم الصورة الرومانسية التي يُرسم بها، لا يبدو أن الحب دائمًا يجلب صفاء الذهن، فقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية بحوث الدماغ السلوكية Behavioural Brain Research أن الأشخاص الذين يعانون أعراض إدمان الحب – أي الارتباط العاطفي القهري بالشريك – يُبلّغون عن مشكلات في الذاكرة والتركيز والوظائف الإدراكية اليومية، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية. علاقة الحب بالاكتئاب وشملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 600 بالغ، تراوحت أعمارهم بين 18 و50 عامًا، خضعوا لاستبيانات دقيقة بين يوليو 2022 ومايو 2023. وقد قسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على شدة الأعراض، وتبيّن أن الذين ظهرت عليهم أعراض شديدة أو متوسطة لإدمان الحب عانوا تراجعًا واضحًا في الذاكرة والانتباه، وتزايدًا في نوبات القلق والاكتئاب. الحب والسوشيال ميديا ومن أبرز نتائج الدراسة، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يُعد مؤشرًا قويًا على تفاقم أعراض إدمان الحب، فكلما زادت مراقبة الشريك عبر المنصات الرقمية، تفاقمت المشاعر القهرية، وتدهور الأداء العقلي. وأوضحت التحليلات الإحصائية أن القلق والاكتئاب الوسيطان الأساسيان في هذه العلاقة، حيث يؤثران سلبًا في الإدراك الذاتي والقدرة الذهنية. وعلى الرغم من أن الدراسة اعتمدت على التقييم الذاتي، فإنها سلّطت الضوء على أحد أوجه المعاناة العاطفية التي قلّما تُؤخذ على محمل الجد في العيادات النفسية، إذ رُبطت أعراض إدمان الحب بانخفاض المرونة النفسية، وسوء مهارات المواجهة، وارتفاع احتمال استخدام أدوية نفسية. ويُشير الباحثون إلى أن علاج القلق والاكتئاب لدى هذه الفئة قد يُخفف من الأثر الإدراكي السلبي، داعين إلى تعزيز التوعية الرقمية والوقاية النفسية، خاصة بين الشباب الذين يواجهون علاقات عاطفية غير مستقرة في بيئة رقمية ضاغطة. الدراسة حملت عنوان: "أعراض الإدمان العاطفي وشكاوى الإدراك الذاتي: الدور الوسيط للاكتئاب والقلق وتأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي Love addiction symptoms and subjective cognitive complaints: The mediator role of depression and anxiety and the impact of social media use".. وأعدها فريق من الباحثين بقيادة جيانباولو ماغي، ونُشرت في 30 يونيو 2025.

برعاية وزير الصحة.. بين "التخصصي" و"نوبكو"توقيع مذكرة تفاهم لدعم سلاسل الإمداد والتموين الطبي
برعاية وزير الصحة.. بين "التخصصي" و"نوبكو"توقيع مذكرة تفاهم لدعم سلاسل الإمداد والتموين الطبي

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

برعاية وزير الصحة.. بين "التخصصي" و"نوبكو"توقيع مذكرة تفاهم لدعم سلاسل الإمداد والتموين الطبي

برعاية معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وقّع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية "نوبكو"، تهدف إلى وضع إطار عام للتعاون، لتنظيم ودعم سلاسل الإمداد الطبي، وتطوير خدمات التموين والمنصات الرقمية، وتعزيز تبادل الخبرات في مجالات تطوير الأعمال وتقنية المعلومات. وحضر مراسم توقيع المذكرة في مقر وزارة الصحة بمدينة الرياض، معالي الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد بن إبراهيم الفياض، والرئيس التنفيذي لشركة نوبكو المهندس فهد بن محمد الشبل. وتنص المذكرة على التعاون في عدد من المجالات، من أبرزها: تطوير منصة السوق الإلكترونية للمشتريات، وتقديم الخدمات اللوجستية، وتوحيد وربط أدلة الأصناف، إضافة إلى تعزيز التكامل في الخدمات السريرية، ونقل المعرفة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يسهم في رفع كفاءة التشغيل وتحسين جودة الخدمات الصحية. يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب "براند فاينانس" (Brand Finance) لعام 2024، كما أدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة "نيوزويك" (Newsweek). وبهذه المناسبة أعربت "نوبكو" عن فخرها بهذا التعاون البناء، مؤكدة التزامها بتسريع وتيرة التحول في قطاع المشتريات الصحية، وتوظيف التقنيات الحديثة لدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، وترسيخ مكانة المملكة مركزًا إقليميًا عالميًا رائدًا في مجالي الصحة والاقتصاد. تجدر الإشارة إلى أن "نوبكو"، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، تُعدّ الجهة الوطنية الرائدة في مجالات الشراء الموحد والتخزين والتوزيع للمنتجات الطبية في المملكة، وتسعى منذ تأسيسها عام 2009 إلى رفع كفاءة منظومة الرعاية الصحية من خلال حلول لوجستية مبتكرة ومتكاملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store