
أمام زحف الذكاء اللأصطناعي: هل تبقى أرزاقنا في أمان؟
في السنوات الأخيرة، ومع التقدم الكبير من الذكاء الاصطناعي، خصوصاً على المنصات أو المقالات العلمية، أصبح جزءاً كبيراً من محتوى مقالات وتقارير، وأحياناً أبحاث تكتب بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، كما أنه يمكن أن يكون يوجد تجاوز فيه الذكاء الاصطناعي بدون قصد، بل وربما يكون خطأ!
استطاع أن الذكاء الاصطناعي فعلياً يساهم بفعالية في بعض الوظائف، خاصة تلك التي تعتمد على إنتاج مواد أولية، كانت تتطلب وقت وجهد لإنجازها، مثل: تحرير النصوص، البحث، الترجمة، تحليل البيانات..الخ، ولكن هذه الإنجازات لا تعني أنه يمكن أن يحل مكان الإنسان كلياً، خاصة في بعض التخصصات. بل تبقى بعض الوظائف، خاصة تلك التي تتطلب مهارات تواصل وتعاطف أو اتخاذ قرارات أخلاقية، بعيدة عن متناول الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، على الأقل.
من القطاعات التي يبدو فيها الذكاء الاصطناعي مفيد، هو: قطاع الرعاية الصحية، حيث يمكن استخدامه في مراجعة نتائج الفحوصات الطبية، و/أو المساعدة في تشخيص بعض الأمراض، بل وتقديم خطط علاجية مبدئية. ومع ذلك، فإن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات طبية مصيرية، مثل العمليات الجراحية أو العلاج الكيميائي، يظل محفوف بالمخاطر، ويحتاج إلى رقابة بشرية صارمة، وضمنت القوانين التنظيمية لهذا القطاع -في السعودية- حتى حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع.
وبالمثل، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتقديم محتوى تعليمي مخصص لكل طالب، وتحليل نقاط القوة والضعف لديه، ولكن يظل دور المعلّم البشري لا غنى عنه، خاصة في الجوانب النفسية والتربوية، وتوجيه الطلاب وتنمية مهارات التفكير النقدي لديهم، وهي مهارات يصعب على الذكاء الاصطناعي إتقانها.
وفي السنوات الأخيرة، برز ما يسمى بمهارات التفكير النقدي، والابتكار، والقدرة على التكيّف، والتواصل، في مقدمة المهارات المطلوبة في سوق العمل. وهذه المهارات قد تكون هي المفتاح للتكامل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، بحيث يتمكن الإنسان من استخدام هذه الأدوات بذكاء لتحقيق نتائج أفضل، دون الاعتماد الكامل عليها. كما أن المهارات الشخصية (soft skills) تظل من المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي التفوق فيها على الإنسان.
من المهم أن نعي أن الذكاء الاصطناعي لا يعني اختفاء دور العنصر البشري، بل مكمل له، فالعقل البشري يتمتع بمرونة، وإبداع، واتخاذ قرارات مبنية على القيم، وهي صفات لا تزال بعيدة عن الذكاء الاصطناعي. وعلينا أن نُعدّ الأجيال القادمة لهذا التغيير، من خلال تعليمهم مهارات القرن ٢١، التي تركز على الإبداع، الذكاء العاطفي، العمل الجماعي، وحل المشكلات، وهي مهارات لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعوضها.
دعونا نعتبر الذكاء الاصطناعي أداة تُعيننا في عملنا لا أن تأخذ مكاننا، فالاستخدام الأمثل له، هو الاستخدام الذي يعزز قدراتنا كبشر، لا أن يحل محلنا.
ويعتبر التوازن، وربما هو مفتاح التعامل الصحي مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. فكما أن تجاهل هذه التقنيات قد يجعلنا متأخرين، فإن الاعتماد الكامل عليها قد يهدد بعض الوظائف، ويجعلنا نفقد بعض المهارات التي نحتاجها للحفاظ على ريادتنا، ومكانتنا في الصفوف الأولى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 13 دقائق
- صحيفة سبق
"الوطني للأمن السيبراني": ثغرات في منتجات Apple.. والتحديث الفوري ضرورة لحماية الأجهزة
أصدر المركز الوطني الإرشادي للأمن السيبراني تحذيرًا أمنيًا دعا فيه المستخدمين إلى المبادرة بتحديث منتجات Google، بعد إعلان الشركة عن تحديثات أمنية جديدة لمعالجة عدد من الثغرات التي قد تُستغل في الهجمات السيبرانية. وأكد المركز أن التحديثات الصادرة تشمل متصفح Google Chrome على أنظمة Windows وMac وLinux، مشددًا على أهمية تثبيت التحديثات بشكل فوري لتفادي المخاطر الأمنية المحتملة.


الشرق للأعمال
منذ 32 دقائق
- الشرق للأعمال
زوكربيرغ يؤسس مجموعة لتطوير "الذكاء الفائق" في "ميتا"
أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" عن إعادة هيكلة كبيرة في وحدة الذكاء الاصطناعي لدى الشركة، تشمل التزاماً بتطوير ما وصفه بـ"الذكاء الفائق"، أي أنظمة قادرة على إنجاز المهام بمستوى يعادل البشر أو يتفوق عليهم. وفي مذكرة داخلية اطّلعت عليها "بلومبرغ"، كتب زوكربيرغ للموظفين يوم الإثنين، أن جهود الذكاء الاصطناعي في "ميتا" ستندرج تحت مجموعة جديدة تُدعى "ميتا سوبر إنتيليجينس لابز" (Meta Superintelligence Labs). سيقود المجموعة الجديدة ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "سكايل إيه آي" (Scale AI) الناشئة المتخصصة في تصنيف البيانات. وسيتولى وانغ منصب كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في الشركة. "الذكاء الفائق في مرمى البصر" وصف زوكربيرغ وانغ بأنه "المؤسس الأكثر إثارة للإعجاب في جيله"، مضيفاً أن نات فريدمان، الرئيس التنفيذي السابق لـ"غيت هاب" (Github)، "سيتعاون مع أليكس لقيادة المجموعة"، وسيرأس عمل "ميتا" على المنتجات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والبحوث التطبيقية. وكانت "بلومبرغ" قد أفادت سابقاً بأن زوكربيرغ يسعى لتشكيل فريق متخصص في الذكاء الفائق. وكتب زوكربيرغ في المذكرة الداخلية: "مع تسارع وتيرة تقدم الذكاء الاصطناعي، أصبح تطوير الذكاء الفائق في مرمى البصر"، مضيفاً: "أعتقد أن هذه ستكون بداية عصر جديد للبشرية، وأنا ملتزم تماماً ببذل كل ما يلزم لكي تتمكن ميتا من قيادة هذا المسار". أصبح الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى لزوكربيرغ هذا العام، في ظل تنافسه مع شركات مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل" التابعة لـ"ألفابت"، لتطوير نماذج متقدمة ومساعدين ذكيين يسعى لأن يصبحوا أدوات منتشرة في كل مكان. تشمل هذه الاستثمارات تطوير البنية التحتية، مثل الشرائح الإلكترونية ومراكز البيانات، إلى جانب توظيف الكفاءات وعمليات الاستحواذ. استثمارات وتعيينات استراتيجية كانت "ميتا" قد استثمرت في وقت سابق من هذا الشهر 14.3 مليار دولار في "سكايل"، بالتزامن مع تعيين وانغ في منصبه الجديد. كما أجرت الشركة محادثات للاستحواذ على "بيربليكسيتي إيه آي" (Perplexity AI Inc) و"رانواي إيه آي" (Runway AI Inc)، ومن المتوقع أن تستحوذ على شركة ناشئة صغيرة تدعى "بلاي إيه آي" (PlayAI)، متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمحاكاة الأصوات البشرية. بالإضافة إلى الفريق المُعاد هيكلته، أعلن زوكربيرغ عن 11 تعييناً جديداً في مجال الذكاء الاصطناعي، من بينهم باحثون سابقون في "أوبن إيه آي" و"جوجل" و"أنثروبيك". ويضم الفريق الجديد أسماء بارزة مثل جاك راي وبي سون من "ديب مايند" (DeepMind) وجيا هوي يو، شو تشاو بي، شينغجيا تشاو، وهونغيو رين، من "أوبن إيه آي"، وجويل بوبار من "أنثروبيك"، والذي سبق له العمل لدى "ميتا" لأكثر من عقد. وكانت "بلومبرغ" قد كشفت عن بعض هذه التعيينات في تقارير سابقة.


العربية
منذ 6 ساعات
- العربية
مايكروسوفت: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض
أعلنت شركة مايكروسوفت أنها حققت "خطوة حقيقية نحو الذكاء الطبي الفائق"، بحسب ما قاله مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لذراع الذكاء الاصطناعي في الشركة، موضحة أن أداتها الجديدة يمكنها تشخيص الأمراض بدقة تزيد أربع مرات عن الأطباء البشر، وبكلفة أقل بكثير. في تجربة أجرتها الشركة، استخدم الفريق 304 حالة طبية منشورة في مجلة New England Journal of Medicine، وابتكر اختبارا أطلق عليه اسم "معيار التشخيص المتسلسل"، يقوم فيه نموذج لغوي بتفكيك كل حالة إلى خطوات مشابهة لما يفعله الطبيب للتشخيص. وبُني النظام الجديد، المسمى MAI Diagnostic Orchestrator (MAI-DxO)، ليقوم بتوجيه الاستفسارات إلى عدة نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي، مثل: GPT من OpenAI، Gemini من Google، Claude من Anthropic، Llama من Meta، وGrok من xAI، بطريقة تُشبه النقاش الجماعي بين مجموعة من الأطباء المتخصصين، وفقا لتقرير نشره موقع "Wired". أبرز نتائج التجربة وتفوّق النظام على الأطباء البشر بنسبة 80٪ دقة مقابل 20٪ فقط. كما تمكّن من تقليل التكاليف بنسبة 20٪ عبر اختيار اختبارات وإجراءات طبية أقل تكلفة. وأوضح سليمان أن "آلية التنسيق بين نماذج الذكاء المتعددة بأسلوب يشبه النقاش الجماعي هي ما سيدفعنا نحو الذكاء الطبي الفائق". كما كشفت الشركة أنها استعانت بعدد من باحثي الذكاء الاصطناعي من غوغل، ما يعكس حدة المنافسة المتزايدة في هذا المجال بين عمالقة التكنولوجيا. مستقبل النظام واستخداماته لم تُقرر مايكروسوفت بعد ما إذا كانت ستطرح التقنية تجاريا، لكنها قد تدمجها في محرك بحث Bing لمساعدة المستخدمين على تشخيص أمراضهم، أو تطوير أدوات دعم للأطباء لتحسين رعاية المرضى أو أتمتة بعض مهام التشخيص. والنماذج متعددة الوسائط مثل هذه قد تصبح أدوات تشخيص عامة، لكن ما زالت هناك تحديات مثل التحيّز في البيانات التدريبية أو عدم شموليتها لكافة الفئات السكانية.