
قلب مصر الرقمي.. الأسباب الحقيقية وراء تجدد اشتعال النيران 3 مرات في سنترال رمسيس؟
سنترال رمسيس
" التاريخي بوسط القاهرة، الذي تأسس عام 1927 وأجرى منه الملك فؤاد أول مكالمة هاتفية في مصر .
بدأت النيران في إحدى صالات الطابق المخصصة لمشغلي الاتصالات، حيث تضم صالات منفصلة لكل مشغل، وامتدت إلى طوابق أخرى نتيجة شدة الحرارة واللهب، وفقًا للمهندس محمد نصر، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات .
و رغم وصول سيارات الإطفاء خلال دقائق، فقد حالت قوة الحريق دون السيطرة الفورية، ما أدى إلى استمرار الاشتعال لأكثر من 12 ساعة، مع تجدد النيران ثلاث مرات، وتطلّب الأمر عمليات تبريد مكثفة حتى صباح الثلاثاء لمنع عودة الاشتعال بعد رصد أدخنة متصاعدة .
بؤر مشتعلة تحت الأنقاض
وفقًا لبيان رسمي من الشركة المصرية للاتصالات، فإن السبب الرئيسي في تجدد الاشتعال يعود إلى وجود بؤر نيران خامدة داخل الكابلات المحترقة ومعدات الاتصالات في الطابق السابع، لم تكن مرئية خلال عمليات الإطفاء الأولية، بسبب كثافة الدخان وضيق المساحات الداخلية.
وأضافت الشركة أن البنية المعدنية للأجهزة والحوائط العازلة داخل غرف المعدات، بالإضافة إلى تمديدات الكابلات القديمة، ساهمت في احتباس الحرارة واستمرار الاشتعال داخليًا لفترة طويلة، رغم التبريد السطحي بالمياه والرغاوي.
مواد شديدة الاشتعال
وأكد مصدر هندسي داخل وزارة الاتصالات في تصريحات صحفية أن بعض الأجهزة الإلكترونية داخل السنترال تحتوي على مواد عازلة أو بطاريات داخلية من مركبات الليثيوم والبلاستيك الصناعي، وهي مواد قد تشتعل تلقائيًا من الداخل حتى بعد ساعات من إطفاء النيران الظاهرة، وهو ما يفسر تجدد اللهب رغم التبريد.
و أشار المصدر إلى أن غرف السنترال المحترقة تضم أنظمة سيرفرات رئيسية وكابلات نحاسية مغلفة بالبلاستيك، وهي قابلة للاشتعال بسهولة عند ارتفاع درجات الحرارة، وتحتاج إلى تبريد متخصص وليس فقط رش المياه.
شلل لشبكات الاتصالات والإنترنت
تسببت الكارثة في شلل غير مسبوق لشبكات الاتصالات والإنترنت على مستوى العاصمة وأجزاء من الجيزة، حيث انخفضت كفاءة الاتصالات إلى 62% من مستواها الطبيعي وفقًا لمراقبي "نت بلوكس" .
كما تعطلت خدمات الهاتف المحمول والأرضي، وانقطع الوصول إلى تطبيقات مثل فيسبوك وواتساب وتيك توك، وتوقفت أجهزة الصراف الآلي وخدمات الدفع الإلكتروني (مثل "إنستاباي" و"فوري") والمعاملات المصرفية، ما عطّل حركة الملايين من المواطنين والشركات .
حتى حركة الطيران شهدت تأخيرات محددة في مطار القاهرة الدولي بسبب تعطل أنظمة الاتصالات، قبل أن تعود تدريجيًا بفضل حلول بديلة . فيما كشف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن السبب المباشر لهذا الانهيار هو تلف كابلات رئيسية وسيرفرات حيوية داخل الغرفة المحترقة .
جهود رجال الحماية المدنية
لم تكن جهود رجال الحماية المدنية مجرد مواجهة للنيران، بل معركة ضد الزمن لإنقاذ العالقين. دفع الحريقُ عشر سيارات إطفاء إلى الموقع، وشارك فيها رجال من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، بينما فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا لمنع امتداد النيران إلى أسطح المباني المجاورة.
و واجهت الفرق صعوبات جمة بسبب شدة الحرارة وانتشار الدخان الكثيف، ما أعاق إخلاء الموظفين من الطوابق العليا. بلغت التضحيات ذروتها عندما أصيب 10 من رجال الشرطة خلال العمليات، ونقلوا مع 23 آخرين مصابين بالاختناق إلى مستشفيات القبطي وصيدناوي والمنيرة . وبرزت لحظات درامية حين حاول العاملون إنقاذ معدات الاتصالات حتى اللحظات الأخيرة، كما وصف بيان الشركة المصرية للاتصالات .
قصة 4 أبطال التهمتهم النيران
أسفر الحريق عن مأساة إنسانية تمثلت في وفاة أربعة من عمال السنترال، هم: المهندسون محمد طلعت، أحمد رجب، أحمد الدرس، ووائل مرزوق، ونعتهم الشركة المصرية للاتصالات في بيان مؤثر واصفة إياهم بأنهم "ظلوا يؤدون واجبهم حتى اللحظات الأخيرة"، ووجهت بتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسرهم .
و روى شهود عيان كيف انتشر الدخان الرمادي الكثيف فوق المبنى حتى ظهر من فوق الكباري البعيدة، فيما تجمع المواطنون قرب سياج المبنى يتابعون عمليات الإطفاء بين سيارات الإسعاف والمصابين، فيما ذكر أحد الناجين أن فرق الإطفاء استخدمت السلالم لإخراج المحاصرين، لكن شدة الدخان أعاقت بعض المحاولات .
سبب حريق سنترال رمسيس
من الناحية الفنية، رجح الخبراء أن يكون "ماس كهربائي" بسبب ارتفاع درجات الحرارة هو الشرارة الأولى للحريق، خاصة مع وجود كابلات قديمة في مبنى يقترب من مائة عام . وأشار المهندس محمد نصر إلى أن أنظمة الإطفاء الذاتي في صالات الأجهزة فشلت في التصدي للنيران بسبب شدة الحريق . أما من الناحية التاريخية، فيرى خبراء الآثار أن السنترال يمثل شاهدًا على تحولات مصر التكنولوجية، من إطلاق أول خدمة محمول (موبينيل 1998) إلى إنشاء أول وزارة اتصالات (1999)، ما يجعله رمزًا للبنية التحتية التي تحتاج صيانة استباقية .
ردود الفعل الرسمية على حريق سنترال رمسيس
ردود الفعل الرسمية جاءت سريعة وحازمة. النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات البرلمانية، طمأن المواطنين بأن التأثير "محدود" وتوقع عودة الخدمات خلال ساعات .
أما وزير الاتصالات عمرو طلعت، الذي قطع زيارته الخارجية وعاد فورًا إلى القاهرة، فقد تفقد الموقع وأعلن أن "خلال 24 ساعة ستكون كافة خدمات الاتصالات قد عادت تدريجيًا"، مشيرًا إلى نقل الخدمات إلى مراكز اتصالات بديلة، ونفى أن يعتمد النظام المصري على سنترال واحد . في الوقت نفسه، شكل محافظ القاهرة لجنة هندسية لتقييم أضرار المبنى تمهيدًا لإزالة المخلفات بعد انتهاء تحقيقات النيابة .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : "الأقزام المظلمة": فئة نجمية جديدة قد تكشف طبيعة المادة المظلمة
الجمعة 11 يوليو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - تنبأ علماء الفلك بوجود نوع جديد من الأجسام الشبيهة بالنجوم يُطلق عليه اسم 'الأقزام المظلمة'، يُعتقد أنها تتكوّن بالقرب من مركز مجرتنا، وقد تشكل خطوة حاسمة نحو فهم طبيعة المادة المظلمة. ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت فى مجلة JCAP المتخصصة فى علم الكونيات والجسيمات الفلكية، فإن هذه الأجسام لا تستمد طاقتها من الاندماج النووى كغيرها من النجوم، بل من فناء الجسيمات المظلمة داخلها. ما هى الأقزام المظلمة؟ تشير الدراسة إلى أن هذه الأجسام تشبه الأقزام البنية — وهى نجوم فاشلة لم تصل كتلتها إلى الحد المطلوب لحرق الهيدروجين — لكنها تختلف عنها بأن مصدر حرارتها ليس التفاعلات النووية، بل الجسيمات المظلمة الضخمة ضعيفة التفاعل (WIMPs) التى تتجمع داخلها وتفنى نفسها، ما يؤدى إلى توليد حرارة تخلق توهجًا باهتًا. وبينما تمتلك النجوم البنية العادية كتلة قريبة من 0.075 كتلة شمسية، فإن هذه الكتلة ترتفع فى البيئات ذات كثافة عالية من المادة المظلمة. لذا، فإن أقزامًا دون هذا الحد تظل مستقرة بفعل الطاقة الناتجة عن فناء المادة المظلمة. التوقيع الرصدى الفريد: الليثيوم-7 الميزة الفارقة التى ستساعد الفلكيين على التعرف على 'الأقزام المظلمة' هى وجود عنصر الليثيوم-7 فى غلافها الجوي. فعادةً ما تحرق الأقزام البنية هذا العنصر، لكن الأقزام المظلمة، بسبب طاقتها المنخفضة، تحتفظ به — مما يشكل بصمة يمكن رصدها عبر التحليل الطيفي. هل يمكن رصدها قريبًا؟ يشير الباحث د. ساكستين إلى أن تلسكوبات فائقة الحساسية مثل جيمس ويب الفضائى (JWST) قد تكون قادرة على رصد هذه الأجسام شديدة البرودة، خاصة فى مركز المجرة حيث تتركز كثافات عالية من المادة المظلمة (أكثر من 1000 جيف/سم³). ويمكن أيضًا إجراء مسح شامل للأقزام البنية بحثًا عن فئة فرعية نادرة تحتفظ بليثيوم غير متوقع، وهو ما قد يشير إلى وجود أقزام مظلمة. دلالة محتملة على طبيعة المادة المظلمة ويضيف ساكستين أن اكتشاف 'قزم مظلم' واحد فقط سيكون دليلًا قويًا على أن المادة المظلمة تتكون من جسيمات ثقيلة تُفنى نفسها، مثل WIMPs، وهو ما يُضعف النظريات الأخرى التى تفترض مادة مظلمة خفيفة كالأكسيونات. وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف لن يكون إثباتًا نهائيًا، إلا أنه سيشكل دفعة هائلة فى اتجاه فهم المادة المظلمة من منظور فيزيائى فلكي. تُعد هذه التنبؤات نقطة انطلاق نحو حملات رصدية مستقبلية طموحة، وقد يكون تلسكوب جيمس ويب هو المفتاح الذى يكشف الستار عن أحد أعمق ألغاز الكون.


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : 'الأقزام المظلمة': فئة نجمية جديدة قد تكشف طبيعة المادة المظلمة
الجمعة 11 يوليو 2025 05:50 صباحاً نافذة على العالم - تنبأ علماء الفلك بوجود نوع جديد من الأجسام الشبيهة بالنجوم يُطلق عليه اسم 'الأقزام المظلمة'، يُعتقد أنها تتكوّن بالقرب من مركز مجرتنا، وقد تشكل خطوة حاسمة نحو فهم طبيعة المادة المظلمة. ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت فى مجلة JCAP المتخصصة فى علم الكونيات والجسيمات الفلكية، فإن هذه الأجسام لا تستمد طاقتها من الاندماج النووى كغيرها من النجوم، بل من فناء الجسيمات المظلمة داخلها. ما هى الأقزام المظلمة؟ تشير الدراسة إلى أن هذه الأجسام تشبه الأقزام البنية — وهى نجوم فاشلة لم تصل كتلتها إلى الحد المطلوب لحرق الهيدروجين — لكنها تختلف عنها بأن مصدر حرارتها ليس التفاعلات النووية، بل الجسيمات المظلمة الضخمة ضعيفة التفاعل (WIMPs) التى تتجمع داخلها وتفنى نفسها، ما يؤدى إلى توليد حرارة تخلق توهجًا باهتًا. وبينما تمتلك النجوم البنية العادية كتلة قريبة من 0.075 كتلة شمسية، فإن هذه الكتلة ترتفع فى البيئات ذات كثافة عالية من المادة المظلمة. لذا، فإن أقزامًا دون هذا الحد تظل مستقرة بفعل الطاقة الناتجة عن فناء المادة المظلمة. التوقيع الرصدى الفريد: الليثيوم-7 الميزة الفارقة التى ستساعد الفلكيين على التعرف على 'الأقزام المظلمة' هى وجود عنصر الليثيوم-7 فى غلافها الجوي. فعادةً ما تحرق الأقزام البنية هذا العنصر، لكن الأقزام المظلمة، بسبب طاقتها المنخفضة، تحتفظ به — مما يشكل بصمة يمكن رصدها عبر التحليل الطيفي. هل يمكن رصدها قريبًا؟ يشير الباحث د. ساكستين إلى أن تلسكوبات فائقة الحساسية مثل جيمس ويب الفضائى (JWST) قد تكون قادرة على رصد هذه الأجسام شديدة البرودة، خاصة فى مركز المجرة حيث تتركز كثافات عالية من المادة المظلمة (أكثر من 1000 جيف/سم³). ويمكن أيضًا إجراء مسح شامل للأقزام البنية بحثًا عن فئة فرعية نادرة تحتفظ بليثيوم غير متوقع، وهو ما قد يشير إلى وجود أقزام مظلمة. دلالة محتملة على طبيعة المادة المظلمة ويضيف ساكستين أن اكتشاف 'قزم مظلم' واحد فقط سيكون دليلًا قويًا على أن المادة المظلمة تتكون من جسيمات ثقيلة تُفنى نفسها، مثل WIMPs، وهو ما يُضعف النظريات الأخرى التى تفترض مادة مظلمة خفيفة كالأكسيونات. وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف لن يكون إثباتًا نهائيًا، إلا أنه سيشكل دفعة هائلة فى اتجاه فهم المادة المظلمة من منظور فيزيائى فلكي. تُعد هذه التنبؤات نقطة انطلاق نحو حملات رصدية مستقبلية طموحة، وقد يكون تلسكوب جيمس ويب هو المفتاح الذى يكشف الستار عن أحد أعمق ألغاز الكون.


الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
عاجل.. مصادر تكشف لـ"الدستور" أسباب اشتعال النيران مجددًا في سنترال رمسيس: آثار خفية للحريق الأول
كشفت مصادر فنية مطلعة لـ"الدستور" عن الأسباب التقنية وراء تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس مساء اليوم، بعد يومين فقط من الحريق الأول، الذي تسبب في تعطل واسع بخدمات الاتصالات والإنترنت في القاهرة الكبرى. وأوضحت المصادر أن اشتعال النيران مجددًا ليس بالأمر المفاجئ من الناحية العلمية، حيث أن الحريق الأول خلّف آثارًا حرارية عميقة تعرف باسم "نقاط السخونة" (Hot Spots)، وهي مناطق تظل محتفظة بدرجات حرارة مرتفعة أو تلف غير ظاهر في الكابلات، الأسلاك، والعزل الداخلي، ما قد يؤدي إلى اشتعال ثانٍ عند إعادة تشغيل الكهرباء أو التوصيلات. كما أشارت إلى أن بقايا المياه المستخدمة في إطفاء الحريق قد تسربت إلى أماكن حساسة داخل السنترال، مثل لوحات التوزيع وأجهزة التشغيل الرئيسية، ما قد يؤدي إلى قفلة كهربائية أو شرارة بمجرد استعادة التيار تدريجيًا. ولفتت المصادر إلى أن الدخان والرواسب الكربونية الناتجة عن الحريق الأول تترسب على الأسلاك والمعدات وتصبح موصلة للكهرباء بدرجة معينة، مما يزيد من فرص الاشتعال مجددًا. وأوضحت أن بعض مكونات السنترال قد تعرضت لتلف داخلي دقيق أو تشققات غير مرئية نتيجة الحرارة العالية، وعند توصيل الكهرباء من جديد، قد تتعرض هذه الأجزاء لضغط كهربائي يؤدي إلى اشتعال جديد. وأكدت المصادر أن ما حدث يُعد من السيناريوهات المتوقعة فنيًا، خاصة في مراكز اتصالات ضخمة بحجم سنترال رمسيس، حيث يصعب تأمين وفحص كل نقطة في وقت قصير بعد حريق واسع النطاق. وأضافت أن الحريق الثاني محدود مقارنة بالأول، لكنه يدل على أن أعمال الصيانة لا تزال بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين للتأكد من خلو الموقع من أي أخطار كامنة. وأكدت أن فرق الطوارئ تواصل العمل على فحص كل الأسلاك والأجهزة بدقة عالية، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، وأن عملية إعادة التشغيل الكامل ستتم فقط بعد الانتهاء من الفحص الفني الكامل وتأمين جميع النقاط.