
بعد 17 عاماً من «أحداث 7 مايو»... سلاح «حزب الله» عبء عليه وعلى لبنان
لا تزال الأحداث التي تعرف بـ«7 (أيار) مايو 2008» تحفر في ذاكرة اللبنانيين، رغم مضي 17 عاماً على اجتياح «حزب الله» العاصمة بيروت ومناطق من جبل لبنان عسكرياً، ويعود القلق من تكرار هذه المأساة عند كلّ منعطف سياسي يستفزّ «الحزب»، خصوصاً مع ارتفاع الأصوات لدى جمهور «الحزب» التي تطالبه بتنفيذ «7 أيار جديد»، رداً على المطالبة بتسليم السلاح للدولة، وهذا ما برز في كلام نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، محمود قماطي، الذي كرر مقولة إن «اليد التي ستمتدّ إلى سلاح المقاومة ستقطع».
صحيح أن الظروف الراهنة مختلفة عما كانت عليه في عام 2008، فـ«الحزب»؛ الذي خرج مهزوماً من حربه الأخيرة مع إسرائيل، لا يتمتّع بالقوة والنفوذ اللذين كانا له قبل 17 عاماً، لكنّ ثمة من يتخوّف من الذهاب بعيداً وقلب الطاولة داخلياً، وتقويض مشروع بناء الدولة الذي يقوده رئيس الجمهورية جوزيف عون، بعد انتهاء دور «الحزب» في جنوب نهر الليطاني وانتقال قدراته العسكرية إلى الداخل. غير أن الوزير السابق رشيد درباس عدّ أن «الخوف الأمني من سلاح (حزب الله) لم يعد موجوداً؛ لأن هذا السلاح بات عبئاً عليه وليس على اللبنانيين». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «سلاح (الحزب) وُجد لأهداف إقليمية، والآن انتفى هذا الدور بعد الحرب الأخيرة، وهذا السلاح سيُنسى؛ لأنه بات دون وظيفة»، عادّاً أن «أي محاولة لتعكير الأمن ستواجَه بتدخل الجيش اللبناني، كما حدث مع حركة (حماس) التي تلقت رسائل حاسمة في الساعات الأخيرة وسارعت إلى تسليم عناصرها الذين حاولوا العبث بالأمن في لبنان من خلال إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة».
وترتفع الأصوات في الداخل اللبناني الداعية إلى التخلّص من سلاح «الحزب»، بوصف ذلك ممراً إلزامياً لإعادة بناء الدولة. ورأى درباس أن «(الحزب) لن يسلّم سلاحه في الوقت الراهن، وهذا لا يمنع من المضي في عملية بناء الدولة ومؤسساتها بحيث يصبح هذا السلاح دون جدوى»، داعياً إلى «عدم رهن كل شيء في البلد بتسليم السلاح»، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن «(الحزب) لن يغامر بـ(7 أيار جديد)؛ لأن ذلك يمثل انتحاراً كبيراً».
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (رويترز)
ثمة قراءات تدعو إلى التحسب لما يمكن أن يذهب إليه «الحزب» إذا ما وجد نفسه أمام حتمية تسليم السلاح، وإمكانية قلب الطاولة في الداخل لخلق واقع أمني يعزز وضعه من جديد، لكنّ المعارض الشيعي علي الأمين، عدّ أن «الظروف التي نشأت فيها أحداث (7 أيار 2008) مختلفة عن الظروف القائمة اليوم»، مشيراً إلى أن «الوضع الداخلي والإقليمي الذي ساعد (حزب الله) على تلك العملية المشؤومة اختلف كلياً، ولم يعد بوارد القيام بمغامرة كهذه؛ لأنه بات يفتقد الحلفاء الداخليين والإقليميين». وقال الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إذا فكّر (الحزب) في (7 أيار جديد)، فقد يكون (7 أيار شيعياً)؛ أي إنه يتحضر لمواجهة أي ظاهرة شيعية قد تساهم في مناهضته، لذلك يغلق على هذه البيئة ويتصرف على قاعدة أنها ملك له ولا يسمح باختراقها أو الدخول إليها».
لا يغيب عن أدبيات جمهور «حزب الله» مطالبته بتنفيذ «7 أيار جديد»؛ رداً على الدعوات المتكررة لحصرية السلاح بيد الدولة. وشدد علي الأمين على أنه «إذا اتخذ (الحزب) أي خطوة مشابهة، فهي خطوة انتحار؛ لأنه لن يحقق أي نتيجة سياسية أو أمنية أو عسكرية». أما عن ارتفاع وتيرة التهديد من قبل قيادات «الحزب»، والتلويح بـ«قطع اليد التي تمتدّ إلى السلاح»، فيذكّر الأمين بأن «اليدّ التي امتدت إلى سلاح (الحزب) هي اليد الإسرائيلية التي اغتالت قادته خلال الحرب ومستمرة في الاغتيالات حتى الآن، وليست يداً لبنانية أو عربية». وأضاف: «إذا كان (الحزب) جاداً في تهديداته فالأولى به أن يردّ على العمليات الإسرائيلية. لذلك؛ فمشكلته الآن مع إسرائيل ومع القرارات الدولية التي تطالب بنزع سلاحه».
وزعم «حزب الله» أن اجتياح بيروت وجبل لبنان عسكرياً، الذي تسبب في قتل 71 مدنياً، جاء رداً على القرار الذي اتخذته حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في 5 مايو 2008 والذي قضى بتفكيك شبكة اتصالات «الحزب» في بيروت، وإقالة رئيس جهاز أمن مطار بيروت الدولي يومها العميد وفيق شقير، بعد اتهامات لـ«الحزب» بزرع كاميرات مراقبة تابعة لـ«الحزب» على أسوار المطار، ومراقبة حركة الطائرات منه وإليه. وشدد الأمين على أن «التهديدات الجديدة من قادة (الحزب) تعبّر عن حالة ارتباك، وتعدّ هروباً من واقع خسارته الحرب الأخيرة، ومحاولة استعراض قوّة في الداخل، لكن ذلك لن يلغي المطالبة بتسليم سلاحه للدولة». ولفت إلى أن «عناد (الحزب) قد يؤخر تسليم السلاح ويكون عائقاً أمام بسط سلطة الدولة على أراضيها وإنهاء واقع السلاح غير الشرعي». وشدد الأمين على أن «(الحزب) بدأ يسوّق رواية أن سلاحه يشكل حماية للشيعة في وجه الأطراف اللبنانية الأخرى وليس إسرائيل، لكنّ هذا الشعار لا يقنع الشيعة الذين أدركوا أن السلاح لم يعد مصدر أمانٍ لهم».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
مصادر وزارية للعربية.نت والحدث.نت: لبنان سيستبق زيارة باراك بخطوات رسمية عدة تُدرج ضمن ورقة عمل موحّدة
وضع ملف سلاح حزب الله على سلَم أولويات السلطات اللبنانية بدفع إقليمي ودولي مشترك. واتت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك الى بيروت الأسبوع الماضي لتُحرّك عجلة الاتصالات بين المسؤولين اللبنانيين من أجل التوصل الى خريطة طريق تُقدّم للخارج عبر المبعوث الأميركي لتسليم سلاح الحزب، في مقابل تكثيف الضغط على إسرائيل لتبدأ انسحابها من النقاط الخمسة التي تحتلها بجنوب لبنان. ورقة موحّدة حول السلاح: وفي الاطار، أتى لقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام أمس، من أجل إعداد ورقة رسمية موحّدة حول سلاح حزب الله، على أن يعقد لقاء اليوم بحسب معلومات لـ "العربية.نت والحدث.نت" بين الرئيس سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري لاستكمال البحث بمسألة السلاح للخروج بورقة موحّدة بين الرئاسات الثلاثة تُقدّم للمبعوث الأميركي في زيارته الثانية إلى بيروت. وأوضحت مصادر وزارية لـ"العربية.نت والحدث.نت" "أن لبنان سيستبق زيارة باراك بخطوات رسمية عدة تُدرج ضمن ورقة عمل موحّدة تُقدّم للمبعوث الاميركي الذي يعود إلى بيروت مجدداً في السابع من يوليو المقبل". جلسة للحكومة حول سلاح حزب الله: ولفتت المصادر إلى "ان أولى هذه الخطوات تتمثّل بتحديد جلسة لمجلس الوزراء قريباً يُخصص جزء كبير منها لمناقشة بند حصر السلاح، على أن يكون الجزء الاخر من الجلسة للبحث بخطوات متكاملة ذات صلة". وكشفت المصادر "أن توم باراك قدّم خلال زيارته بيروت ورقة عمل تشمل ثلاث نقاط أساسية لترتيب الوضع اللبناني ووضعه على مسار الاستقرار. -الاولى حصر كل السلاح غير الشرعي، لاسيما سلاح حزب الله بيد السلطات اللبنانية. -الثاني، انسحاب إسرائيل من النقاط الخمسة التي تحتلّها جنوب لبنان. -الثالثة، إطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع. على حزب الله ان يختفي: وكان للمبعوث الاميركي توم بارك مواقف لافتة بموضوع سلاح حزب الله أطلقها عبر "العربية"، قائلا "إنه يجب على حزب الله أن يختفي". كما أعلن الزعيم الدرزي الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، "أن على الحزب أن يسلّم السلاح كما سبق هو أن فعل". علماً ان المبعوث الاميركي خصص جنبلاط دون غيره من الزعماء السياسيين خلال زيارته بيروت بعشاء جمعهما بعد ان التقى الرؤساء الثلاثة. تسليم السلاح على مراحل: وفي السياق، أوضح النائب عن الحزب الاشتراكي في بيروت فيصل الصايغ لـ"العربية.نت والحدث.نت" "أن الموقف الدولي والإقليمي واضح بموضوع السلاح وضرورة تسليمه للدولة اللبنانية على مراحل ضمن مهلة محددة أقصاها نهاية العام الحالي". "خطوة مقابل خطوة": وأشار إلى "أن الموقف اللبناني من ورقة المبعوث الاميركي يتم التعامل معها وفق مبدأ "خطوة بخطوة"، اي أن كل خطوة من لبنان يجب أن يقابلها خطوة أخرى من الجانب الاسرائيلي". وقال الصايغ "من المفترض ان يُسلّم لبنان الرسمي الى المبعوث الاميركي طرحاً أو رؤية حول كيفية جدولة تسليم سلاح حزب الله مع المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة، على ان يُترجم هذه الرؤيا بقرار بمجلس الوزراء يؤكد التزامه بنزع السلاح".


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
نعم شرق أوسط جديد
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قضى أطول مدة فوق كرسي رئاسة الحكومة الإسرائيلية، عمل بقوة على إنهاء القضية الفلسطينية، وأعلن أن أرض فلسطين التاريخية، من البحر إلى النهر هي ملك للشعب اليهودي وحده، وأصدر قانوناً تأسيسياً يشرّع لذلك، وأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، هو مغادرة كل الشعب الفلسطيني لكل أرض إسرائيل. في الدورة الماضية للجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض نتنياهو تصوراً لما سماه الشرق الأوسط الجديد، التي تمتلك فيه إسرائيل الهيمنة المطلقة. القوة العسكرية هي القلم الناري الذي يرسم خريطة الهيمنة الإسرائيلية. اهتبل نتنياهو هجوم حركة «حماس» على إسرائيل، فشنَّ حرب إبادة عنيفة شاملة على غزة، وقتل القادة السياسيين والعسكريين للحركة، ثم وجَّه آلته العسكرية إلى لبنان، وقتل قيادة «حزب الله»، ودمَّر البنية السياسية والعسكرية للحزب. دفع نتنياهو بعد ذلك بقواته لاحتلال ما بقي من مرتفعات الجولان السورية، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، شنَّ حرباً واسعة لتدمير السلاح السوري. تملك نتنياهو بعد كل ما حققه، زهوٌ نرجسيٌّ جنونيٌّ، وأعلنَ بلسانٍ يقذف رصاصَ الغرور، ولغةِ جسدٍ متعاليةٍ متحدية، أنَّه صنع شرقَ أوسط جديداً، تهيمن فيه إسرائيل وحدها، على كل ما فيه. منذ تأسيسها سنة 1948، لم تخض إسرائيل حرباً على أرضها، وبعد الضربات القوية الواسعة، التي قام بها الاستشهاديون الفلسطينيون، بنت إسرائيل الأسوارَ العالية، لتكون كل أرضها «الغيتو الجديد»، الذي يحميها من الهجمات الفدائية الفلسطينية. طرأت على المنطقة أحداث وحروب، رسَّخت الإحساس بالأمن المطلق في نفوس كلّ الإسرائيليين، فقد طُويت الصفحةُ العربية، التي كُتب فيها لسنوات سطور تحرير كامل فلسطين، وصمتتِ الأصواتُ العربية الهادرة، التي كانت ترتفع ليلاً ونهاراً داعية لتحرير كامل فلسطين المغتصبة من البحر إلى النهر. حدث تاريخي هائل، هوى كمطرقة الفيلسوف الألماني المتمرد فريدريك نيتشه، على علامات مسار الزمان والمكان في المنطقة. الثورة الإيرانية سنة 1979 التي أسقطت نظام الشاه صديق إسرائيل الحميم. علاقة آية الله روح الله الخميني قائد الثورة الإيرانية، مع القضية الفلسطينية كان لها تاريخ طويل. عندما أعلن شاه إيران اعترافه بإسرائيل سنة 1960، وأقام علاقة دبلوماسية معها، هاجمه الخميني علناً، وكال له تهماً تخرجه من ملّة الإسلام. اعتقل الشاه الخميني، لكنَّه أُرغم على الإفراج عنه بضغط من المظاهرات الشعبية الواسعة، التي عمَّت البلاد مطالبة بالإفراج عنه. قام الرئيس جمال عبد الناصر بدعم الخميني، وأرسل له 150 ألف دولار. بعد أيام قليلة من انتصار الثورة الإيرانية، أمر الخميني بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من طهران، وسلم مقرّها لمنظمة التحرير الفلسطينية. عمَّت الفوضى البلاد بعد الثورة، وتفككت القدرات العسكرية وانهارت الإدارة وتشققت البنية التحتية. أغرى كل ذلك الرئيس العراقي صدام حسين بشن حرب واسعة على إيران التي لم تعد تمتلك مؤسسة عسكرية قادرة على الحرب. استنجد قادة الثورة الإيرانية بصديقهم القديم العقيد معمر القذافي قائد ليبيا، فأرسل لهم كميات كبيرة من السلاح، وعلى رأسِها الصواريخ الطويلة المدى السوفياتية. لم يكن لدى إيران خبراء عسكريون، لهم القدرة على تشغيل تلك الصواريخ، فأرسلت طرابلس إلى طهران ضباطاً ليبيين قاموا بإطلاقها على بغداد. هذه البلاد (إيران) التي لم تكن تمتلك صواريخ، وليس لديها مَن يتقن تشغيلها، صارت اليوم تصنع الصواريخ القوية الذكية ذات الرؤوس العنقودية، وتدك كلَّ أرض إسرائيل، وتراوغ القدرات الدفاعية الإسرائيلية العالية التقنية. نتنياهو، اعتقد جازماً أنَّ الإجهازَ على القدرات العسكرية الإيرانية، ومنظومتها العلمية وبخاصة في المجال النووي، هو الضربة القاضية على خصمه الوحيد الباقي على حلبة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ووجود حليفه دونالد ترمب في البيت الأبيض، سيكون ذراعه الحديدية الضاربة. شن نتنياهو هجوماً جوياً واسعاً وقوياً على إيران؛ بذريعة تدمير برنامجها لصناعة قنابل نووية. لكن نتنياهو لم يدر بخلده أنَّه قد سعى إلى حتفه بظلفه. أمطرت إيران إسرائيل بمئات الصواريخ، وحلَّ الدمار والموت وعمَّ طوفان الرعب في وجدان جميع الإسرائيليين. لقد غربت شمس التفوق العسكري الإسرائيلي المطلق في المنطقة، وحرقت صواريخ إيران حلم نتنياهو، بالهيمنة على كامل الشرق الأوسط الجديد، الذي رسم خريطته بقلم زهوه النرجسي. نعم، نحن نعيش اليوم شرق أوسط جديداً، لا تتفرد فيه إسرائيل بالهيمنة المطلقة، بقوة السلاح والدعم الأميركي غير المحدود. الخليج العربي يشهد اليوم نهوضاً اقتصادياً وعلمياً، ودولة باكستان الإسلامية، برزت قوةً عسكريةً وعلميةً فاعلة، وجيل عربي وإسلامي جديد، مسكون بالقضية الفلسطينية. ديڤيد بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل، كان يكرر في خطاباته القول: «إن العرب لن ينسوا أبداً هذه الأرض، التي يؤمنون أنها بلادهم المقدسة، وأننا أخذناها منهم بقوة السلاح، وعلينا أن نطوّر قدرتنا العسكرية بلا كلل»، لقد فشل مشروع شرق أوسط نتنياهو الجديد، وبزغ لون زمن جديد في المنطقة.


العربية
منذ 10 ساعات
- العربية
الجيش الإسرائيلي: حزب الله يعيد تأهيل نفسه ويعرّض سكان جنوب لبنان للخطر
قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن حزب الله اللبناني يواصل رفض تسليم أسلحته للدولة اللبنانية، ما يعرض سكان الجنوب للخطر. وأكّد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن حزب الله يعيد تأهيل بنيته التحتية، ووجود أسلحة بحوزته يمثل انتهاكاً صارخاً للاتفاق بين إسرائيل ولبنان، وأن إسرائيل تتوقع من الجيش اللبناني التحرك لمصادرة صواريخ وأسلحة الجماعة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن امرأة قُتلت وأصيب نحو 20 شخصاً آخرين عقب سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، بينما قالت الدولة العبرية إن هؤلاء أصيبوا جراء انفجار ذخائر في مواقع لـ«حزب الله» استهدفها جيشها. وأفادت وزارة الصحة عن «استشهاد مواطنة»، وإصابة 14 آخرين بجروح، جراء ضربة طالت مبنى سكنياً في مدينة النبطية بجنوب لبنان. وفي حين قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الشقة استهدفت بضربة من مسيّرة، نفى الجيش الإسرائيلي هذا الأمر. وأوضح المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، أن الجيش «لم يستهدف أي مبنى»، مضيفاً: «بناء على المعلومات الموجودة بحوزتنا، فإن الحديث عن تعرض المبنى لإصابة قذيفة صاروخية، كانت داخل الموقع، انطلقت وانفجرت نتيجة الغارة». وكان الجيش أفاد بأن طائرته قصفت في منطقة الشقيف المجاورة للنبطية «موقعاً كان يُستخدم لإدارة أنظمة النيران والحماية لـ(حزب الله)»، ويعدّ «جزءاً من مشروع تحت الأرض، تم إخراجه عن الخدمة» نتيجة غارات سابقة. وأشار إلى أنه رصد «محاولات لإعادة إعماره، ولذلك تمت مهاجمة البنى التحتية الإرهابية في المنطقة»، محذراً من أن «وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكلان خرقاً فاضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». وأفادت وزارة الصحة بأن هذه الغارات أسفرت عن إصابة 7 أشخاص بجروح.