
بعد مغادرتها السنغال: نهاية النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا.
8 جويلية، 09:00
مرحلة تاريخية جديدة في علاقة فرنسا بمنطقة الساحل، دشنتها الانسحابات الفرنسية المتتالية من القواعد العسكرية في المنطقة.
ورأى خبراء أفارقة وفرنسيون، أن انسحاب فرنسا المتسارع من قواعدها العسكرية في منطقة الساحل، وآخرها قاعدة روفيسك في السنغال، يؤشر إلى مرحلة 'تاريخية' من تآكل النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، وسط صعود قوى بديلة وتحوّلات جيوسياسية متسارعة تعيد رسم ملامح الوجود الخارجي في القارة.
السنغال أمام اختبار كازامانس.. شرارة معزولة أم نذير انفجار قادم؟
ويقول الدكتور سليمان تراوري، الباحث في الشؤون الأفريقية بمركز الدراسات الأمنية في باماكو، في حديث لـ'العين الإخبارية'، إن 'المغزى الحقيقي لتسليم القواعد العسكرية لا يكمن فقط في عدد الجنود أو المواقع، بل في رمزية التراجع الفرنسي أمام موجة أفريقية تطالب باستقلال أمني وسياسي كامل'.
وأضاف أن 'فرنسا فقدت شرعيتها الشعبية والأمنية في الساحل، ولم تعد شريكاً موثوقاً لدى العديد من الحكومات أو الشعوب'.
أما الباحث الفرنسي جان-لوك مورييه، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) في باريس، فيرى في حديث لـ'العين الإخبارية' أن 'انسحاب فرنسا من قاعدة روفيسك في السنغال، هو نهاية تدريجية ولكن حتمية لدور فرنسا كضامن أمني تقليدي في الساحل'.
وتابع أن 'فشل العمليات العسكرية الطويلة مثل برخان، وتصاعد الخطاب المعادي لفرنسا، مكّنا قوى جديدة مثل روسيا وتركيا وحتى الصين من التقدم بثبات في فراغ النفوذ الذي تتركه باريس'.
ويشير مورييه إلى أن انسحاب فرنسا من السنغال، الدولة التي كانت تُعد من آخر حلفائها المستقرين، يمثل 'نقطة تحول دالة' في مسار العلاقة الفرنسية-الأفريقية.
ويرى أن المرحلة المقبلة ستتطلب من باريس مراجعة كاملة لاستراتيجيتها الخارجية في القارة إذا ما أرادت الحفاظ على أي دور سياسي أو اقتصادي فعّال.
واستعادت السلطات السنغالية، القاعدة العسكرية الفرنسية في روفيسك، لتكون بذلك رابع منشأة عسكرية تُسلّم من طرف الجيش الفرنسي منذ بداية العام، ضمن عملية انسحاب تدريجية للقوات الفرنسية.
وسبق أن سلمت قاعدتين في مارس 2025، ومن المرتقب استكمال عملية التسليم بانسحاب نهائي في 18 جويلية.
تسليم روفيسك
وكما حدث في حالات التسليم السابقة، جرت عملية تسليم قاعدة روفيسك عبر توقيع محضر رسمي فقط، دون تنظيم أي مراسم احتفالية تشير إلى انتقالها الرسمي إلى السيادة السنغالية.
وتقع القاعدة على بعد نحو 30 كيلومترًا جنوب العاصمة دكار، وكانت منذ عام 1960 بمثابة محطة إرسال راديو مشتركة بين فروع القوات الفرنسية، تُستخدم للتواصل مع السفن والغواصات الفرنسية على طول الساحل الأطلسي.
وغادر نحو عشرين جنديًا فرنسيًا كانوا متمركزين فيها قبل أيام.
إغلاق قاعدة روفيسك يمثل محطة إضافية في مسار إنهاء الوجود العسكري الفرنسي الدائم في السنغال. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، كان لا يزال نحو 250 جنديًا فرنسيًا متمركزين بصفة دائمة على الأراضي السنغالية.
وتُختتم هذه العملية بتسليم قاعدتين أخيرتين في العاصمة دكار: إحداهما تقع في المطار، والأخرى الأوسع نطاقًا، وهي معسكر جايّ (Camp Geille)، الممتد على مساحة تقارب 5 هكتارات في حي أوكام وسط دكار، في وقت لاحق هذا الشهر.
وعلى عكس قاعدة روفيسك، من المرتقب تنظيم مراسم عسكرية رسمية خلال هذا الحدث الختامي، إيذانًا بانتهاء مرحلة طويلة من الوجود الفرنسي العسكري في البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحفيين بصفاقس
منذ 14 ساعات
- الصحفيين بصفاقس
بعد مغادرتها السنغال: نهاية النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا.
بعد مغادرتها السنغال: نهاية النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا. 8 جويلية، 09:00 مرحلة تاريخية جديدة في علاقة فرنسا بمنطقة الساحل، دشنتها الانسحابات الفرنسية المتتالية من القواعد العسكرية في المنطقة. ورأى خبراء أفارقة وفرنسيون، أن انسحاب فرنسا المتسارع من قواعدها العسكرية في منطقة الساحل، وآخرها قاعدة روفيسك في السنغال، يؤشر إلى مرحلة 'تاريخية' من تآكل النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، وسط صعود قوى بديلة وتحوّلات جيوسياسية متسارعة تعيد رسم ملامح الوجود الخارجي في القارة. السنغال أمام اختبار كازامانس.. شرارة معزولة أم نذير انفجار قادم؟ ويقول الدكتور سليمان تراوري، الباحث في الشؤون الأفريقية بمركز الدراسات الأمنية في باماكو، في حديث لـ'العين الإخبارية'، إن 'المغزى الحقيقي لتسليم القواعد العسكرية لا يكمن فقط في عدد الجنود أو المواقع، بل في رمزية التراجع الفرنسي أمام موجة أفريقية تطالب باستقلال أمني وسياسي كامل'. وأضاف أن 'فرنسا فقدت شرعيتها الشعبية والأمنية في الساحل، ولم تعد شريكاً موثوقاً لدى العديد من الحكومات أو الشعوب'. أما الباحث الفرنسي جان-لوك مورييه، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) في باريس، فيرى في حديث لـ'العين الإخبارية' أن 'انسحاب فرنسا من قاعدة روفيسك في السنغال، هو نهاية تدريجية ولكن حتمية لدور فرنسا كضامن أمني تقليدي في الساحل'. وتابع أن 'فشل العمليات العسكرية الطويلة مثل برخان، وتصاعد الخطاب المعادي لفرنسا، مكّنا قوى جديدة مثل روسيا وتركيا وحتى الصين من التقدم بثبات في فراغ النفوذ الذي تتركه باريس'. ويشير مورييه إلى أن انسحاب فرنسا من السنغال، الدولة التي كانت تُعد من آخر حلفائها المستقرين، يمثل 'نقطة تحول دالة' في مسار العلاقة الفرنسية-الأفريقية. ويرى أن المرحلة المقبلة ستتطلب من باريس مراجعة كاملة لاستراتيجيتها الخارجية في القارة إذا ما أرادت الحفاظ على أي دور سياسي أو اقتصادي فعّال. واستعادت السلطات السنغالية، القاعدة العسكرية الفرنسية في روفيسك، لتكون بذلك رابع منشأة عسكرية تُسلّم من طرف الجيش الفرنسي منذ بداية العام، ضمن عملية انسحاب تدريجية للقوات الفرنسية. وسبق أن سلمت قاعدتين في مارس 2025، ومن المرتقب استكمال عملية التسليم بانسحاب نهائي في 18 جويلية. تسليم روفيسك وكما حدث في حالات التسليم السابقة، جرت عملية تسليم قاعدة روفيسك عبر توقيع محضر رسمي فقط، دون تنظيم أي مراسم احتفالية تشير إلى انتقالها الرسمي إلى السيادة السنغالية. وتقع القاعدة على بعد نحو 30 كيلومترًا جنوب العاصمة دكار، وكانت منذ عام 1960 بمثابة محطة إرسال راديو مشتركة بين فروع القوات الفرنسية، تُستخدم للتواصل مع السفن والغواصات الفرنسية على طول الساحل الأطلسي. وغادر نحو عشرين جنديًا فرنسيًا كانوا متمركزين فيها قبل أيام. إغلاق قاعدة روفيسك يمثل محطة إضافية في مسار إنهاء الوجود العسكري الفرنسي الدائم في السنغال. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، كان لا يزال نحو 250 جنديًا فرنسيًا متمركزين بصفة دائمة على الأراضي السنغالية. وتُختتم هذه العملية بتسليم قاعدتين أخيرتين في العاصمة دكار: إحداهما تقع في المطار، والأخرى الأوسع نطاقًا، وهي معسكر جايّ (Camp Geille)، الممتد على مساحة تقارب 5 هكتارات في حي أوكام وسط دكار، في وقت لاحق هذا الشهر. وعلى عكس قاعدة روفيسك، من المرتقب تنظيم مراسم عسكرية رسمية خلال هذا الحدث الختامي، إيذانًا بانتهاء مرحلة طويلة من الوجود الفرنسي العسكري في البلاد.


الصحراء
منذ 6 أيام
- الصحراء
فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية جديدة في إطار انسحابها من البلاد
سلم الجيش الفرنسي، الثلاثاء، قاعدة "روفيسك" إلى الحكومة السنغالية، وهي رابع منشأة عسكرية يتم إخلاؤها في إطار خطة الانسحاب الكامل من البلاد. وينتظر أن يسلم الجيش للسنغال قاعدتين فرنسيتين في منتصف يوليو الجاري، ليكتمل رحيل القوات الفرنسية التي يرجع تاريخ وجودها إلى أكثر من قرن من الزمن. تسليم القاعدة جرى من دون أي مراسم رسمية، واقتصر على توقيع بين الجانبين الفرنسي والسنغالي حضره بعض القادة العسكريين من البلدين، ومسؤولون من سفارة فرنسا في دكار. وتقع القاعدة على بُعد نحو 30 كيلومترًا جنوب العاصمة دكار، وكانت تُستخدم منذ عام 1960 كمحطة بث إذاعي تابعة للجيش الفرنسي، تُسهم في التواصل مع السفن والغواصات المنتشرة على طول السواحل الأطلسية. وشهدت الأسابيع الأخيرة مغادرة نحو 20 عسكرياً من القوات الفرنسية كانوا يتمركزون في القاعدة، ويتولون تسييرها منذ عدة أعوام. وتدخل الخطوة ضمن مراحل إنهاء الوجود العسكري الفرنسي في السنغال.


الصحراء
منذ 6 أيام
- الصحراء
فرنسا تسلم قاعدة روفيسك للسنغال ضمن خطة الانسحاب الكامل
سلّمت القوات الفرنسية، أمس الثلاثاء، قاعدة روفيسك إلى الحكومة السنغالية، لتكون بذلك رابع منشأة عسكرية يتم إخلاؤها في إطار خطة الانسحاب الكامل من البلاد. ومن المنتظر أن تتسلّم السنغال قاعدتين فرنسيتين في 18 يوليو/تموز الجاري، ليكتمل رحيل القوات الفرنسية التي يرجع تاريخ وجودها إلى أكثر من 100 عام. وقد تم تسليم القاعدة من دون أي مراسم رسمية، واقتصر الحدث على توقيع بين الجانبين حضره بعض القادة العسكريين من البلدين، ومسؤولون من سفارة باريس في دكار. وتقع قاعدة روفيسك على بُعد نحو 30 كيلومترًا جنوب العاصمة دكار، وكانت تُستخدم منذ عام 1960 كمحطة بث إذاعي تابعة للجيش الفرنسي، تُسهم في التواصل مع السفن والغواصات المنتشرة على طول السواحل الأطلسية. وفي الأسابيع الماضية، غادر نحو 20 عسكريا من القوات الفرنسية كانوا يتمركزون في القاعدة، ويتولون تسييرها منذ عدة أعوام. وتعدّ هذه الخطوة محطّة إضافية من مراحل إنهاء الوجود العسكري الفرنسي في دولة السنغال، التي تطلق عليها الأجيال المثقفة في غرب أفريقيا "باريس الصغيرة". ومن المقرر أن يكتمل رحيل القوات الفرنسية من السنغال في 18 يوليو/تموز الجاري، حيث سيتم تسليم القاعدة التي تقع وسط مطار العاصمة دكار، وكذا المنشأة الواقعة في حي بلاتو قرب ميناء المدينة. ويأتي انسحاب القوات الفرنسية نتيجة لقرار اتخذته الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس باسيرو ديوماي فاي الذي قال إن الوجود العسكري الفرنسي في بلاده يتعارض مع السيادة واحترام الدول المستقلة. المصدر: الصحافة الفرنسية نقلا عن الجزيرة نت