
فرقة 'الفناير' المراكشية: الفن الجاد والتطور المتواصل أساس الاستمرارية في زمن التحديات الرقمية
أكدت مجموعة الراب المغربية 'الفناير'، خلال ندوة صحفية نظمت الأربعاء بفضاء فيلا الفنون بالرباط، أن علاقتها بجمهورها تظل أحد أعمدة استمرارها، معتبرة أن هذا الارتباط الإنساني والعاطفي يشكل بالنسبة لها وقودا حقيقيا للإبداع والعطاء.
وعلى هامش مشاركة 'الفناير' في الدورة العشرين لمهرجان موازين، قال أعضاء المجموعة إنهم سعداء جدا بالتواجد ضمن برمجة هذه الدورة، التي تتيح لهم فرصة تجديد الصلة بجمهورهم الواسع، الذي ظل وفيا لأعمالهم طيلة سنوات.
وتطرقت المجموعة إلى التحولات التي تعرفها الساحة الفنية في ظل بروز وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها، مشيرة إلى أن هذه الوسائط فرضت إيقاعا جديدا على الفنانين، حيث 'لم تعد الشهرة حكرا على الأسماء الفنية'، بل أصبحت متاحة للجميع.
وفي هذا الصدد، أبرز المؤلف والملحن محسن تيزاف، عضو المجموعة، أن هذا الوضع يفرض تحديات مضاعفة، ويستدعي من الفنان التشبث بجودة العمل، والوفاء لخصوصيته الإبداعية.
وفي ردهم على سؤال حول سر استمرارية المجموعة وتماسكها، أكد أعضاء 'الفناير' أن ذلك يرجع إلى تراكم من العمل الجاد والمثمر، وإلى رؤية فنية واضحة، مشيرين إلى أنهم يواصلون اليوم جني ثمار مسار طويل من المثابرة والاجتهاد، مبني على الاحترام المتبادل والأساس الصلب.
كما عبرت المجموعة عن إيمانها بأهمية التطور الفني كشرط للبقاء، موضحة أن الجمهور، خاصة فئة الشباب، لا يزال متعطشا لتلقي إنتاجات جديدة، شرط أن تكون أصيلة وتحترم الذوق العام.
وشدد الفنانون على أن هويتهم الفنية تستمد جوهرها من الموروث الثقافي المغربي، من خلال استلهام عناصر غنائية وموسيقية من فنون شعبية عريقة كعيساوة وكناوة، إلى جانب التأثر برواد الأغنية الملتزمة من قبيل 'ناس الغيوان' و'جيل جيلالة'، مع الحرص على تقديم توليفات جديدة، قوامها الكلمة الهادفة والإيقاع الخفيف واللحن السلس.
يذكر أن 'الفناير' مجموعة راب مغربية تأسست سنة 2001 بمدينة مراكش، وتتميز بدمج الراب الغربي بالألحان والأهازيج المغربية العتيقة كالدقة المراكشية وفنون عيساوة والموسيقى الصحراوية والأمازيغية وغيرها.
من أشهر أعمال المجموعة ألبوم 'لفتوح' (2004) الذي ضم أغاني بأهازيج مراكشية تقليدية، وأغنية 'ما تقيش بلادي' تضامنا مع ضحايا الأعمال الإرهابية بتاريخ 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، إضافة إلى ألبوم 'يد الحنا' (2007).
وشكل التعاون مع الفنانة سميرة سعيد محطة بارزة في مسار المجموعة، إذ أسهم بشكل كبير في تعزيز حضورها العربي والدولي، لاسيما من خلال أغنية 'Be Winner' التي حققت صدى واسعا، وتوجت بنجاح باهر مكن المجموعة من الفوز بجائزة Africa Music Awards العالمية.
وتتواصل فعاليات الدورة العشرين من مهرجان 'موازين – إيقاعات العالم'، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 28 يونيو، مقدما توليفة موسيقية غنية تجمع نجوم الغناء العربي والعالمي، وتحوّل مدينتي الرباط وسلا إلى فضاء مفتوح للقاء الثقافات والإيقاعات.
ويعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
منذ يوم واحد
- مراكش الآن
ديانا حداد والفناير يلهبان منصة النهضة بموازين
في واحدة من أقوى سهرات مهرجان موازين إيقاعات العالم، أضاءت الفنانة اللبنانية ديانا حداد وفرقة الفناير منصة النهضة بحفل استثنائي سجل حضوراً جماهيرياً قياسياً. احتشد عشرات الآلاف من محبي الفن والموسيقى في ليلة فنية لا تُنسى، تأكيداً على مكانة المهرجان كأحد أضخم الفعاليات الموسيقية عالمياً. افتتحت ديانا حداد فقرتها بإطلالة أنيقة بالقفطان المغربي، في لمسة تكريمية للثقافة المحلية، حظيت بإعجاب الجمهور وأضفت طابعاً خاصاً على الأمسية. قدمت 'البرنسيسة' باقة من أشهر أغانيها التي رددها معها الحاضرون بحماس، وسط تفاعل كبير وتصفيق متواصل. وفي مفاجأة فنية مميزة، دعت ديانا النجم المغربي الدوزي للصعود إلى المنصة، حيث قدما معاً دويتو أغنية 'العيون عينيا'، في أداء مشترك جمع بين القوة والإحساس، وأشعل حماس الجمهور بشكل غير مسبوق. أما فرقة الفناير، فقد ألهبت الأجواء كعادتها بعروض موسيقية متميزة جمعت بين الحداثة والإيقاعات التراثية الأصيلة، مؤكدين بذلك مكانتهم كواحد من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية والعربية. يأتي هذا الحفل الجماهيري ضمن سلسلة العروض الفنية الكبرى التي يقدمها مهرجان موازين في دورته الحالية، والتي تؤكد مرة أخرى على مكانته كأحد أضخم المهرجانات الموسيقية في العالم، وعلى الشغف المتجدد للجمهور المغربي بالفن الراقي والمتنوع الذي يقدمه المهرجان كل عام.


طنجة 7
منذ 2 أيام
- طنجة 7
فضيحة تنظيمية تهز قصر الفنون في طنجة بسبب FUSION FESTIVAL
فضيحة تنظيمية غير مسبوقة شهدها قصر الفنون في طنجة، بسبب مهرجان يدعى FUSION FESTIVAL الذي كان من المقرر أن يقام بين 22 و25 يونيو 2025. المهرجان، الذي روّج له منظموه على نطاق واسع كحدث ثقافي وفني بارز بمشاركة عدد من المؤسسات والمنشآت الخاصة، تحول إلى كارثة تنظيمية. هذه الكارثة أثارت غضب الجمهور ومقاطعة نجوم كبار. مما أدى إلى إلغاء جميع فعالياته وسط موجة من الانتقادات. بداية المهرجان: تنظيم فوضوي انطلق المهرجان بآمال كبيرة، حيث جذبت الدعاية المكثفة التي روجت لمشاركة فنانين بارزين مثل فرقة 'ناس الغيوان'، نجاة عتابو، عبد العزيز الستاتي، وحميد القصري. آلاف الجماهير اشترت تذاكرها للاستمتاع بأمسيات فنية استثنائية. لكن الواقع كان صادمًا. منذ اليوم الأول، عانى المهرجان من تنظيم سيء للغاية. الحضور تفاجأ بفنانين مغمورين لم يتم الإعلان عنهم مسبقًا، بدلاً من النجوم الموعودين. هذا الخلل أثار استياء الجمهور، خاصة في حفل 'ناس الغيوان'، حيث لم يكن الأداء على مستوى التوقعات. مقاطعة الفنانين: نجاة عتابو والستاتي ينسحبان تصاعدت الأزمة عندما قرر نجوم المهرجان، نجاة عتابو وعبد العزيز الستاتي، مقاطعة الحدث وعدم الظهور على المسرح. وكشفت نجلة الفنانة نجاة عتابو في تصريح لها أن الإدارة فشلت في الالتزام بالتعهدات المالية والتنظيمية. حيث رفضت دفع أجور الفنانين كما كان متفقًا. ورغم انتقال الفنانين إلى طنجة واستعدادهم لإحياء الحفلات، إلا أن هذا الخلل دفع النجمين إلى اتخاذ قرار الانسحاب. هذا القرار زاد من إحباط الجمهور الذي كان يترقب أداءهما بحماس. اليوم الختامي: وعد كاذب بحفل حميد القصري في محاولة يائسة لاحتواء الأزمة، أعلنت إدارة المهرجان أن اليوم الختامي سيتضمن حفلاً تعويضيًا للفنان حميد القصري. لكن هذا الوعد لم يكن سوى خيبة أمل جديدة. فقد غاب القصري عن الحفل، تاركًا الجمهور في حالة من الإحباط والاستياء. هذا الإخفاق المتكرر أثار تساؤلات حول مصداقية المنظمين وقدرتهم على إدارة حدث بهذا الحجم. بيان الإدارة: اتهامات متبادلة وتبريرات مثيرة للجدل بعد انتهاء أيام المهرجان بشكل كارثي، أصدرت إدارة FUSION FESTIVAL بيانًا رسميًا أعلنت فيه إلغاء المهرجان بالكامل. وفي خطوة أثارت جدلاً واسعًا، حملت الإدارة الفنانين المسؤولية عن الفشل. ادعت أن بعضهم رفض تلقي أجورهم بطريقة قانونية وطالبوا بتسلمها نقدًا. الإدارة اعتبرت هذا مخالفًا للقوانين وقواعد الميزانية. هذا البيان لم يُقنع الجمهور، بل زاد من حدة الانتقادات، حيث اعتبره الكثيرون محاولة للتهرب من المسؤولية وتبرير الفشل التنظيمي. تداعيات الفضيحة: خسارة الثقة ودعوات للمحاسبة هذه الفضيحة لم تؤثر فقط على سمعة مهرجان FUSION FESTIVAL، بل ألقت بظلالها على صورة قصر الفنون كواحد من أبرز المراكز الثقافية في طنجة. الجمهور، الذي تكبد تكاليف التذاكر والتنقل، طالب برد الأموال ومحاسبة المنظمين على سوء الإدارة. كما أثارت الحادثة نقاشًا واسعًا حول ضرورة وضع معايير صارمة لتنظيم الفعاليات الثقافية في مؤسسة قصر الفنون. لضمان عدم تكرار مثل هذه التجارب المخيبة. لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X


مراكش الآن
منذ 2 أيام
- مراكش الآن
فرقة 'الفناير' المراكشية: الفن الجاد والتطور المتواصل أساس الاستمرارية في زمن التحديات الرقمية
أكدت مجموعة الراب المغربية 'الفناير'، خلال ندوة صحفية نظمت الأربعاء بفضاء فيلا الفنون بالرباط، أن علاقتها بجمهورها تظل أحد أعمدة استمرارها، معتبرة أن هذا الارتباط الإنساني والعاطفي يشكل بالنسبة لها وقودا حقيقيا للإبداع والعطاء. وعلى هامش مشاركة 'الفناير' في الدورة العشرين لمهرجان موازين، قال أعضاء المجموعة إنهم سعداء جدا بالتواجد ضمن برمجة هذه الدورة، التي تتيح لهم فرصة تجديد الصلة بجمهورهم الواسع، الذي ظل وفيا لأعمالهم طيلة سنوات. وتطرقت المجموعة إلى التحولات التي تعرفها الساحة الفنية في ظل بروز وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها، مشيرة إلى أن هذه الوسائط فرضت إيقاعا جديدا على الفنانين، حيث 'لم تعد الشهرة حكرا على الأسماء الفنية'، بل أصبحت متاحة للجميع. وفي هذا الصدد، أبرز المؤلف والملحن محسن تيزاف، عضو المجموعة، أن هذا الوضع يفرض تحديات مضاعفة، ويستدعي من الفنان التشبث بجودة العمل، والوفاء لخصوصيته الإبداعية. وفي ردهم على سؤال حول سر استمرارية المجموعة وتماسكها، أكد أعضاء 'الفناير' أن ذلك يرجع إلى تراكم من العمل الجاد والمثمر، وإلى رؤية فنية واضحة، مشيرين إلى أنهم يواصلون اليوم جني ثمار مسار طويل من المثابرة والاجتهاد، مبني على الاحترام المتبادل والأساس الصلب. كما عبرت المجموعة عن إيمانها بأهمية التطور الفني كشرط للبقاء، موضحة أن الجمهور، خاصة فئة الشباب، لا يزال متعطشا لتلقي إنتاجات جديدة، شرط أن تكون أصيلة وتحترم الذوق العام. وشدد الفنانون على أن هويتهم الفنية تستمد جوهرها من الموروث الثقافي المغربي، من خلال استلهام عناصر غنائية وموسيقية من فنون شعبية عريقة كعيساوة وكناوة، إلى جانب التأثر برواد الأغنية الملتزمة من قبيل 'ناس الغيوان' و'جيل جيلالة'، مع الحرص على تقديم توليفات جديدة، قوامها الكلمة الهادفة والإيقاع الخفيف واللحن السلس. يذكر أن 'الفناير' مجموعة راب مغربية تأسست سنة 2001 بمدينة مراكش، وتتميز بدمج الراب الغربي بالألحان والأهازيج المغربية العتيقة كالدقة المراكشية وفنون عيساوة والموسيقى الصحراوية والأمازيغية وغيرها. من أشهر أعمال المجموعة ألبوم 'لفتوح' (2004) الذي ضم أغاني بأهازيج مراكشية تقليدية، وأغنية 'ما تقيش بلادي' تضامنا مع ضحايا الأعمال الإرهابية بتاريخ 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، إضافة إلى ألبوم 'يد الحنا' (2007). وشكل التعاون مع الفنانة سميرة سعيد محطة بارزة في مسار المجموعة، إذ أسهم بشكل كبير في تعزيز حضورها العربي والدولي، لاسيما من خلال أغنية 'Be Winner' التي حققت صدى واسعا، وتوجت بنجاح باهر مكن المجموعة من الفوز بجائزة Africa Music Awards العالمية. وتتواصل فعاليات الدورة العشرين من مهرجان 'موازين – إيقاعات العالم'، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 28 يونيو، مقدما توليفة موسيقية غنية تجمع نجوم الغناء العربي والعالمي، وتحوّل مدينتي الرباط وسلا إلى فضاء مفتوح للقاء الثقافات والإيقاعات. ويعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.