
الأهم رد الفعل الأميركي والإسرائيلي على الرد اللبناني
وما لم تقدم السلطة عناصر مختلفة في اللقاء مع براك على خلفية امتلاكها أوراقاً قد لا ينوي الحزب الإعلان أو الكشف عنها منعاً لإضعاف موقفه أو استضعافه، فإنها ستكون في مأزق في مقابل استقواء واضح من الحزب عليها وفرض اجندته على سائر اللبنانيين بأولوية مصالحه الخاصة فحسب.
وهذا ثمن باهظ تدفعه السلطة من صدقيتها ومن احتمالات الثقة بها وخصوصاً أن هذه الثقة ضعيفة في الأصل، فضلاً عن اهتزازها بعد تأجيل البت في نزع سلاح المخيمات الفلسطينية واداء الحزب كأنه هو من يقرر ويدير الأمور وليس أركان السلطة.
فالمقاربة التي قدمتها السلطة كانت ضعيفة عبر لجنة ثلاثية من مستشارين لا يفترض أن يحلوا محل مجلس الوزراء أو لجنة وزارية تعد الرد على الافكار الأميركية وخصوصاً أن في الكواليس السياسية أحاديث عن "كارثة" بنود وقف النار الذي أبعدت عنه الدولة اللبنانية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر لا تزال تتفاعل في الأوساط السياسية، وأن الاتفاق تم على قاعدة "مجبر أخاك لا بطل".
في مقابل تصعيد الحزب، وعشية وصوله، نشر برّاك عبر حسابه على منصة " إكس" الآتي: "يستيقظ أمل لبنان! الفرصة سانحة الآن" . وتابع: "إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتوترة في الماضي، وتحقيق وعد لبنان الحقيقي بأمل (بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد) ". وقال: "كما دأب رئيس الولايات المتحدة على مشاركة العالم: لبنان مكان عظيم، بشعب عظيم. فلنجعل لبنان عظيماً من جديد ".
غير أنه في واقع الأمر لم يكتف بذلك الدفع الايجابي، بل أعاد بث تغريدة لمقال كتبه السفير اد غبريال رئيس "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" قبل أيام تحت عنوان "فرصة لبنان ام فرصة ضائعة"، يستعرض فيه ما بات يعرفه الجميع من ضرورة نزع سلاح الحزب تحت وطأة امرين "أن الرئيس ترمب معروف بعدم صبره. وإذا شعر بتردد أو تأخير من بيروت، فربما يعيد توجيه اهتمام الولايات المتحدة نحو ساحات أسرع حركة وتطوراً، وهي سوريا وإسرائيل، والخليج، حيث تتقدم المصالح الاستراتيجية الأميركية بشكل أوضح". والاخر أن "المنطقة تتغير بسرعة. هذه فرصة نادرة للبنان للحفاظ على الدعم الدولي في إعادة بنائه بعد أن مزقته الحرب، إذا أرادت بيروت أن تكون جزءاً من هذا المستقبل، فعليها أن تدرك أهمية اقتراح برّاك. الوقت يمر، لكن الخيار للبنان: اغتنام هذه الفرصة، أو التخلف عن الركب" .
وواقع الأمر أن الموقف الأميركي تكرر بمقاربات متعددة خلصت إلى أن لبنان أمام اتخاذ القرار بنزع سلاح الحزب، أو ترك اسرائيل تتخذ القرار بالنيابة عنه اذا كان عاجزاً عن ذلك أو تركه في حال الاستنقاع بالحد الادنى .
والنموذج قدمته اسرائيل ليل الاحد - الاثنين بمجموعة غارات لم تقتصر على مناطق في الجنوب فحسب بل شملت العمق لدى الحزب في منطقة بعلبك، كرسالة واضحة عما قد ينتظر لبنان مع إحراج متجدد للحزب الذي أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الاستعداد للمواجهة وتحد له في الوقت نفسه اذا كان يستطيع ذلك فعلاً بعيداً من الخطب الكلامية، علماً أن القصف الذي قامت به اسرائيل للحوثيين في اليمن ايضاً في الوقت نفسه لا يقلل من اهمية الرسالة حول عدم تهاون اسرائيل ازاء اي اعتداء ضدها وبعنف يفوق صاروخاً اطلقه الحوثيون .
كثيرون لم يتوقعوا في ظل التوتر والتجاذب المستمرين بين الولايات المتحدة وايران، على خلفية مفاوضات قريبة محتملة بين الجانبين وفقاً للسردية الأميركية ولا مفاوضات ممكنة في المدى المنظور وفقا للسردية الايرانية، وفي ظل تشدد ايراني بالإمساك بما تبقى من الاوراق الاقليمية أو أذرعها وفي مقدمها "حزب الله"، أن تسفر الجهود الأميركية مع الدولة اللبنانية عن نزع سلاح الحزب. فهذا توقيت يصعب على ايران ابتلاعه بالدرجة الاولى باعتباره يحسم هزيمتها، فيما أنها تعتبر أنها ليست في هذا الموقع وتؤكد امتلاكها أوراقاً تتحكم بها في المنطقة .
فالمقاربة الأميركية المتحركة من ضمن رؤية اقليمية تشمل طموحات وآمالاً على كل منهما بالنسبة إلى المرحلة المقبلة، مبنية على الاستفادة من ضعف الحزب ومن ضعف ايران بعد الحرب، من أجل الدفع بلبنان إلى نزع سلاح الحرب. فيما أن المقاربة الايرانية تقوم راهناً وأكثر من أي وقت مضى على مناهضة ذلك . وهؤلاء لا يزالون يعتقدون ان لبنان سيصل إلى طريق مسدود تحت وطأة المواقف التصعيدية للحزب التي تهدد بالمواجهة، والتي يخشى أن المقصود منها هو المواجهة الداخلية في ظل عجز الحزب عن توجيه سلاحه مجدداً في اتجاه اسرائيل .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 40 دقائق
- IM Lebanon
مقدمة نشرة اخبار 'الجديد' ليوم الثلاثاء 08.7.25
بعد استطلاع الأرض معاينة من الجو رصد فيها 'الهدهد' الأميركي جنوب الليطاني بجولة في مناطق القطاع للاطلاع من فوق وبأم العين على الإجراءات التي نفذها الجيش اللبناني. وعبر الزائر الأميركي توم براك عن تقديره جهود المؤسسة العسكرية في الجنوب لضمان الاستقرار وتنفيذ التفاهمات الميدانية فهل آمنت يا 'توم' استقرار جنوب النهر أصيب بضربة ليس على ضفته الشمالية بل أقصى شمال البلاد بغارة إسرائيلية في العيرونية، المنطقة الفاصلة بين طرابلس وزغرتا، أدت بحسب وزارة الصحة إلى سقوط ثلاثة شهداء وثلاثة عشر جريحا. غادر براك لبنان وهدأت الزوبعة التي أحدثتها المواقف التي أطلقها وبعدما أخذ كل طرف ما يلائمه بدأت عملية تفكيك الموقف وتشريح العناوين وفصل الإيجابي منها عن السلبي وانتهى الأمر بأن كلا فسر الأمر على هواه والثابت أن الضامن الأميركي لا 'يمون' على الإسرائيلي وهنا العقدة. وبحسب مصادر مطلعة على الورقة اللبنانية قالت للجديد إن حزب الله لم يقدم ملاحظات خطية عليها بغياب أي ضمانات تحمي لبنان. ولدى سؤال المعنيين في الحزب عن الضمانة التي يريدها كي تترجم خطيا رد حرفيا: سلاحنا هو ضمانتنا وبين الطرفين جرى تسجيل الموقف اللبناني في الدوائر الرسمية. وختم بتلازم الخطوات بين الانسحاب الإسرائيلي وبين حصرية قرار السلم والحرب والسلاح 'والحل بإيدنا' وبري 'كفى ووفى' بحسب رئيس الحكومة نواف سلام. وعلى الأمور التي قال عنها البطريرك الراعي من بعبدا إنها تحتاج إلى الانتظار فما علينا سوى انتظار انقضاء مهلة الأسبوعين وتصاعد الدخان من البيت الأبيض وتمييز الخيط الأبيض من الأسود في محادثات الدوحة في شأن صفقة وقف إطلاق النار ومعها تتجه الأنظار إلى واشنطن وقمة ترامب- نتنياهو. وبعد لقاء بينهما جرى بعيدا عن الإعلام وبقيت تفاصيله طي الكتمان وجه الرئيس الأميركي كلمة كرر فيها على مسامع نتنياهو الإنجازات الأميركية في الضربات على إيران ونوعية الأسلحة والصواريخ المستخدمة. وأما نتنياهو وبعيد وصوله إلى العاصمة الأميركية فأول لقاء جمعه بترامب كان على مائدة العشاء حيث أسهب في الحديث عن انتصاراته وتحديدا على إيران والتي غيرت وجه الشرق الأوسط بحسب قوله، وقال: هناك فرص تاريخية لتوسيع اتفاقيات أبراهام وتحقيق سلام واسع في الشرق الأوسط يشمل كل جيراننا على حد قوله. ومن على مائدة العشاء تقمص مجرم الحرب نتنياهو دور 'نوبل' وفيما كان يرشح ترامب للحصول على جائزة السلام تلقى هدية من المقاومة الفلسطينية بكمين نوعي مركب في بيت حانون أدى إلى سقوط خمسة جنود قتلى بينهم ضابط كبير وإصابة اثني عشر آخرين بجروح في رسالة على أن لا ملف يغلق في الشرق الأوسط ما دام الشعب الفلسطيني بلا دولة.


النشرة
منذ 2 ساعات
- النشرة
براك: لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل وترامب يتمتع بتركيز مذهل لكن ليس لديه صبر
أشار المبعوث الأميركي توم برّاك، في حديث للـ"LBCI"، الى أنه "لا توجد تهديدات فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم إنّ المنطقة تتغير فإذا لم ترغبوا في التغيير إذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخل". ولفت براك، الى أنه "لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل فترامب يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر". وعن كيفية حل مشكلة حزب الله ، قال "مسألة لبنانية ليست عالمية فنحن من الناحية السياسية قد صنّفناها منظمة إرهابية لذلك إذا عبثوا معنا في أيّ مكان على المستوى العسكريّ كما أوضح ترامب فسوف يواجهون مشكلة معنا". ورأى أن "نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا أكد عليها الرئيس ووزير الخارجية باستمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد"، مضيفاً "المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد". وذكر أن "الخليج يؤكّد التزامه لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ أي جداول زمنية حقيقية مهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتم ذلك بطريقة عدوانية". وتعليقًا على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح، قال "التفاوض لبنانيّ تقليديّ إذ إنها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ". ولفت براك، الى أن "ما فعله الجيش اللبنانيّ جنوبي الليطاني منذ توقيع الاتفاق مذهل رغم أنّ الاتفاق لم يثمر ثماره لما يعتبرانه الطرفان خرقًا لذلك علينا سد الثغرات". وأردف "أشعر أن الرؤساء الثلاثة صادقون ومباشرون وعندما قلت إن طريقة تسليم الرد كانت مذهلة أعني بذلك أن تتلقى ردًا لم يتم تسريبه وهذا الأمر بذاته إنجاز"، متابعاً "موقفي هو موقف غير لبنانيّ إطلاقًا فأنا لا أتفاوض على اتفاق عبر الصحافة فهذه هي (الضربة القاضية) ومن باب الاحترام للأطراف المقابلة التي نتعامل معها لا يمكنني أبدًا أن أفعل ذلك". وتابع أن "مهمتنا في سوريا واضحة وهي مكافحة داعش ولن نسحب تلك القوات حتى نتأكد من أنّ تلك الخلايا الإرهابية يتم إطفاءها بأفضل طريقة". وتعليقًا على التسريبات الصحافية في شأن تسليم طرابلس والبقاع الى سوريا، قال "هذا خيال هذا كارتون".


ليبانون ديبايت
منذ 3 ساعات
- ليبانون ديبايت
برّاك: لا اتفاق نهائي بعد... والكرة في ملعب اللبنانيين
أكّد المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان توم برّاك، في مقابلة مع قناة الـ"LBCI"، أن زيارته إلى بيروت تأتي بدافع "براعة رجل واحد وشجاعته، هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، مشيرًا إلى أن مهمته تندرج ضمن إطار مساعٍ دبلوماسية يقودها البيت الأبيض لدفع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" إلى خواتيمه. وقال برّاك: "موقفي هو موقف غير لبناني على الإطلاق، فأنا لا أتفاوض على اتفاق عبر الصحافة. هذا يُعدّ بمثابة الضربة القاضية للعمل الدبلوماسي، ومن باب الاحترام للطرف المقابل، لا يمكنني أن أفعل ذلك". وأوضح أن الولايات المتحدة لا تفرض أي شيء على اللبنانيين، وأضاف: "نحن لا نطلب شيئًا، بل قلنا للبنانيين: إذا أردتم مساعدتنا فنحن هنا لنرشد ونساعد، ولن نتدخل في سياستكم. وإذا كنتم لا تريدوننا، ببساطة، سنعود إلى بلدنا". ولفت إلى أن الاتفاق المقترح "ليس نهائيًا بعد، ولا يزال في طور التباحث"، مشيرًا إلى أن "أي اتفاق سيُعرض ضمن الآليات الدستورية المعتمدة محليًا، عبر الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة". ورداً على سؤال حول كيفية حل "مشكلة حزب الله"، قال برّاك: "هذه مسألة لبنانية، وليست شأناً عالمياً. الأميركيون صنفوا الحزب منظمة إرهابية من الناحية السياسية، وإذا عبث مع الولايات المتحدة عسكريًا، فسيواجه مشكلة واضحة". وأضاف أن موقف بلاده يقوم على "مبدأ واضح وبسيط لطالما أكده ترامب ووزير الخارجية: بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد"، مشيرًا إلى أن "هذا المبدأ لا يشمل سلاح حزب الله فقط، بل أيضًا سلاح الفلسطينيين وكل الميليشيات المسلحة". وشدّد على أن بلاده مستعدة لدعم أي مسار داخلي يقرره اللبنانيون لـ"نزع السلاح"، إن حصل ذلك عبر قرار سياسي جامع. وأضاف: "نحن لن نفرض هذا الخيار بالقوة، بل سندعم اللبنانيين إن اختاروا هم ذلك". وفي ما يخص المساعدات الخليجية، كشف برّاك أن دول الخليج "جدّدت التزامها بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والطائفة الشيعية، بشرط أن يترافق ذلك مع اتفاق حقيقي، يشمل جداول زمنية واضحة، ومهلاً واقعية، وخطة حقيقية لنزع السلاح، ليس بالضرورة بأسلوب عدواني". وعن المواقف الرافضة لتسليم سلاح "حزب الله"، كتصريح الشيخ نعيم قاسم، قال برّاك: "هذا جزء من التفاوض اللبناني التقليدي. إنها مفاوضات مستمرة إلى أن يكون الجميع مستعدين فعلاً لإبرام اتفاق حقيقي". وعن تقديره للأداء اللبناني الرسمي، أعرب عن إعجابه بجدية الرؤساء الثلاثة، قائلاً: "الطريقة التي تسلّمنا فيها الرد الرسمي كانت مذهلة، إذ لم تُسرّب، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير في السياق اللبناني". وفيما نفى وجود تهديدات أميركية، شدّد على أن "المنطقة تمرّ بمرحلة تغيير كبرى، وعلى اللبنانيين اغتنام اللحظة"، وقال: "إذا لم ترغبوا في التغيير، فقط أخبرونا... لن نتدخل". كما نفى بشكل قاطع التقارير الصحافية التي تحدثت عن تسليم طرابلس والبقاع لسوريا، وعلّق بالقول: "هذا خيال... كارتون". وختم المبعوث الأميركي حديثه بالتأكيد على أنه سيعود إلى لبنان خلال أسبوعين، قائلاً: "إذا تحقق تقدّم خلال هذه الفترة، ونال القبول السياسي اللازم، فستكون هذه معجزة... وأنا واثق من ذلك".