logo
رأس السنة الهجرية: عادات المسلمين في استقبالها

رأس السنة الهجرية: عادات المسلمين في استقبالها

سائحمنذ 8 ساعات

رأس السنة الهجرية ليس مجرد حدث تاريخي يُذكر كل عام، بل هو مناسبة تُجدد الارتباط بجذور الهوية الإسلامية، وتستدعي لحظة تأمل في معاني التضحية والثبات. يرتبط هذا اليوم بحدث الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، والتي لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت تحولًا في مسار الدعوة الإسلامية، ونقطة انطلاق لبناء الدولة والمجتمع الإسلامي. ولهذا، يحتفي المسلمون في مختلف أنحاء العالم ببداية العام الهجري الجديد كرمز لبدء عهد جديد يحمل في طياته الأمل والنية الصالحة والاستعداد للتغيير.
يمثل هذا اليوم فرصة لإحياء القيم التي صاحبت تلك الرحلة التاريخية، مثل الصبر، والثقة بالله، والإخلاص في العمل، وهي قيم ما زال المسلمون بحاجة إلى تذكّرها وتطبيقها في واقعهم اليومي. لذلك، يتجاوز الاحتفاء به الطابع الاحتفالي البحت، ليحمل طابعًا تأمليًا وروحيًا عميقًا يعزز من علاقة الفرد بدينه وتاريخه.
عادات المسلمين في استقبال رأس السنة الهجرية
تختلف طرق الاحتفال برأس السنة الهجرية من بلد إلى آخر، لكنها غالبًا ما تتسم بالهدوء والروحانية. ففي بعض الدول الإسلامية، يُعقد عدد من الندوات والمحاضرات التي تسلط الضوء على دروس الهجرة النبوية، كما تُقرأ السيرة النبوية في المساجد والبيوت، وتُرفع الدعوات بأن يكون العام الجديد عامًا مباركًا مليئًا بالخير والتوفيق. كما يقوم بعض الناس بصلة الرحم، وزيارة الأقارب، والتصدق، وقراءة القرآن، في محاولة لبدء العام الجديد بأعمال صالحة تقرّبهم من الله.
أما في الدول التي تعتمد التقويم الميلادي إداريًا، فيتم الاحتفال بشكل رمزي، كأن تُنشر بطاقات التهاني عبر وسائل التواصل، ويُرسل الناس الأمنيات الطيبة لبعضهم البعض. وتزداد أهمية هذه المناسبة لدى من يربطون بداية العام الجديد بوضع أهداف شخصية وروحية، ومراجعة النفس، وفتح صفحة جديدة.
فرصة للتأمل والتجديد
رأس السنة الهجرية يُعد وقتًا مناسبًا لإعادة النظر في ما مضى، ولتقييم الذات ووضع نوايا لعام قادم أكثر قربًا من القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام. كثيرون يستغلون هذه المناسبة لتدوين أهدافهم، سواء على مستوى العبادة أو العلاقات أو الإنجازات الشخصية. وقد بات من الشائع أن يستغل المسلمون هذا اليوم في مشاركة القصص والدروس التي تحملها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وما رافق الهجرة من مواقف ملهمة تُعد مرجعًا في الثبات والعزم.
رأس السنة الهجرية ليس يومًا للاحتفال بحدث تاريخي فحسب، بل هو تذكير سنوي بأهمية البدايات الجديدة المبنية على الإيمان والنية الصادقة. إنها لحظة روحانية وفرصة شخصية وجماعية لإعادة وصل المسلم بماضيه، وشحذ همته لبناء مستقبل أفضل على خطى الهجرة المباركة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مكة المكرمة تستعد لاستقبال موسم العمرة 1447 هـ
مكة المكرمة تستعد لاستقبال موسم العمرة 1447 هـ

رائج

timeمنذ 2 ساعات

  • رائج

مكة المكرمة تستعد لاستقبال موسم العمرة 1447 هـ

جهّزت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بفرعها في منطقة مكة المكرمة (1013) مسجدًا وجامعًا في المنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة، وذلك ضمن خطة متكاملة لاستقبال المعتمرين والزوار مع انطلاق موسم العمرة لعام 1447هـ. وشملت الاستعدادات متابعة أعمال الصيانة والتشغيل والنظافة، إلى جانب تكثيف الجولات الرقابية لمتابعة أداء الشركات المشغلة والتأكد من جودة الخدمات المقدمة، فضلًا عن تنفيذ برامج صيانة دورية للمرافق لضمان استمرار جاهزيتها على مدار الساعة. ويأتي ذلك في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تهيئة بيوت الله لضيوف الرحمن، بما يوفر لهم بيئة إيمانية مريحة تُمكّنهم من أداء الشعائر بكل يسر وطمأنينة.

استبدال كسوة الكعبة المشرفة مع بداية العام الهجري الجديد
استبدال كسوة الكعبة المشرفة مع بداية العام الهجري الجديد

رائج

timeمنذ 6 ساعات

  • رائج

استبدال كسوة الكعبة المشرفة مع بداية العام الهجري الجديد

استبدلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم، كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة السنوية، حيث تم تفكيك الكسوة القديمة وتركيب الجديدة، ثم تثبيتها في أركان الكعبة وسطحها. ويبلغ وزن الكسوة الجديدة 1415 كيلوغراما، وارتفاعها 14 مترا، وهي مكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب. ويبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، بالإضافة إلى سبع قطع تحت الحزام و17 قنديلا أسفل الحزام وأربع صمديات، وقطعة واحدة تمثل زخرفة الميزاب. وتستهلك الكسوة التي تتم صناعتها في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، نحو 825 كلغ من الحرير الخام الذي صبغ باللون الأسود، و120 كلغ من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوغراما من أسلاك الفضة الخالصة و410 كيلوغرامات من القطن الخام.

رأس السنة الهجرية: عادات المسلمين في استقبالها
رأس السنة الهجرية: عادات المسلمين في استقبالها

سائح

timeمنذ 8 ساعات

  • سائح

رأس السنة الهجرية: عادات المسلمين في استقبالها

رأس السنة الهجرية ليس مجرد حدث تاريخي يُذكر كل عام، بل هو مناسبة تُجدد الارتباط بجذور الهوية الإسلامية، وتستدعي لحظة تأمل في معاني التضحية والثبات. يرتبط هذا اليوم بحدث الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، والتي لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت تحولًا في مسار الدعوة الإسلامية، ونقطة انطلاق لبناء الدولة والمجتمع الإسلامي. ولهذا، يحتفي المسلمون في مختلف أنحاء العالم ببداية العام الهجري الجديد كرمز لبدء عهد جديد يحمل في طياته الأمل والنية الصالحة والاستعداد للتغيير. يمثل هذا اليوم فرصة لإحياء القيم التي صاحبت تلك الرحلة التاريخية، مثل الصبر، والثقة بالله، والإخلاص في العمل، وهي قيم ما زال المسلمون بحاجة إلى تذكّرها وتطبيقها في واقعهم اليومي. لذلك، يتجاوز الاحتفاء به الطابع الاحتفالي البحت، ليحمل طابعًا تأمليًا وروحيًا عميقًا يعزز من علاقة الفرد بدينه وتاريخه. عادات المسلمين في استقبال رأس السنة الهجرية تختلف طرق الاحتفال برأس السنة الهجرية من بلد إلى آخر، لكنها غالبًا ما تتسم بالهدوء والروحانية. ففي بعض الدول الإسلامية، يُعقد عدد من الندوات والمحاضرات التي تسلط الضوء على دروس الهجرة النبوية، كما تُقرأ السيرة النبوية في المساجد والبيوت، وتُرفع الدعوات بأن يكون العام الجديد عامًا مباركًا مليئًا بالخير والتوفيق. كما يقوم بعض الناس بصلة الرحم، وزيارة الأقارب، والتصدق، وقراءة القرآن، في محاولة لبدء العام الجديد بأعمال صالحة تقرّبهم من الله. أما في الدول التي تعتمد التقويم الميلادي إداريًا، فيتم الاحتفال بشكل رمزي، كأن تُنشر بطاقات التهاني عبر وسائل التواصل، ويُرسل الناس الأمنيات الطيبة لبعضهم البعض. وتزداد أهمية هذه المناسبة لدى من يربطون بداية العام الجديد بوضع أهداف شخصية وروحية، ومراجعة النفس، وفتح صفحة جديدة. فرصة للتأمل والتجديد رأس السنة الهجرية يُعد وقتًا مناسبًا لإعادة النظر في ما مضى، ولتقييم الذات ووضع نوايا لعام قادم أكثر قربًا من القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام. كثيرون يستغلون هذه المناسبة لتدوين أهدافهم، سواء على مستوى العبادة أو العلاقات أو الإنجازات الشخصية. وقد بات من الشائع أن يستغل المسلمون هذا اليوم في مشاركة القصص والدروس التي تحملها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وما رافق الهجرة من مواقف ملهمة تُعد مرجعًا في الثبات والعزم. رأس السنة الهجرية ليس يومًا للاحتفال بحدث تاريخي فحسب، بل هو تذكير سنوي بأهمية البدايات الجديدة المبنية على الإيمان والنية الصادقة. إنها لحظة روحانية وفرصة شخصية وجماعية لإعادة وصل المسلم بماضيه، وشحذ همته لبناء مستقبل أفضل على خطى الهجرة المباركة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store