logo
#

أحدث الأخبار مع #أندريانابينيتيز،

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟
تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

القناة الثالثة والعشرون

time٠٨-٠٦-٢٠٢٥

  • صحة
  • القناة الثالثة والعشرون

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

بينما باتت الشاشات جزءًا رئيسيًّا من حياة الأطفال والكبار، يُطرح تساؤلٌ مهم: هل الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية ضارٌ بالعقل حقًّا، أم أننا نبالغ في ربطه بمشكلات الصحة العقلية؟ التمرير المفرط لمحتوى سلبي على الإنترنت، أو الإدمان على منصات مثل إنستغرام، أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب دون وعي، كلها سلوكيات مُشتِّتة تثير تساؤلات حول تأثيرها على صحة الدماغ. لكن هل يمكن أن تؤدي فعليًا إلى تلفه؟ في العام الماضي، اختارت جامعة أكسفورد للنشر مصطلح "brain rot" (تعفن الدماغ) كعبارة للعام، وعرّفته بأنه "التدهور المفترض في الحالة العقلية أو الفكرية لشخص ما" الناتج عن الإفراط في استهلاك المواد السطحية أو غير المثيرة للتحدي على المنصات الرقمية. وقالت الدكتورة أندريانا بينيتيز، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا الطبية: "هذا ما يحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من محتوى رقمي منخفض الجودة، يُشبه من حيث التأثير السلبي الطعام السريع الضار بالصحة العقلية". ومع ذلك، تظل الآلية التي قد يؤثر بها هذا الاستهلاك على الدماغ غير واضحة، وكذلك مدى خطورته فعليًا. الوقت أمام الشاشات: تحليل للأرقام وتأثيراتها المحتملة وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يقضي نصف المراهقين في أمريكا أربع ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات، بينما تشير التقديرات العالمية إلى أن البالغين قد يقضون في المتوسط أكثر من ست ساعات يوميًا متصلين بالإنترنت. لا توجد إرشادات صحية اتحادية تحدد مقدار الوقت المناسب للبقاء أمام الشاشات يوميًا لدى المراهقين أو البالغين. إضافة إلى ذلك لا يمتلك الباحثون بيانات كافية لفهم كامل مفهوم "تعفن الدماغ" وعواقبه المحتملة. وقالت الدكتورة بينيتيز: "في الحقيقة لا توجد دراسات علمية منسجمة حول هذا الموضوع". إلا أن هناك بيانات صادرة عن CDC تشير إلى أن واحدًا من كل أربعة مراهقين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يعانون من مشاعر القلق أو الاكتئاب. وتشير بعض الدراسات إلى أن آثار الاستخدام المكثف للشاشات قد تظهر منذ سن مبكرة. فالمراهقون الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب العناد المعارض، إضافة إلى أعراض جسدية مرتبطة بها مثل الألم والدوخة والغثيان. وذلك وفقًا لتحليل نُشر عام 2024 لبيانات مشروع "التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين"، أكبر دراسة طويلة الأمد حول تطور الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة. وربطت دراسات أخرى محتملةً بين "تعفن الدماغ" وبين فقدان الإحساس العاطفي، والتعب المعرفي، وتراجع ثقة الشخص بنفسه، وضعف المهارات التنفيذية، ومنها الذاكرة والتخطيط واتخاذ القرارات. كيف ننقذ عقولنا من الفوضى الرقمية؟ ولا توجد أدلة تشير إلى أن قضاء ساعات يوميًا أمام الشاشات يُغير تركيب الدماغ البشري، لكن ما قد يكون ضارًا هو ما يُفوت خلال هذه الساعات من تجارب ضرورية، خاصة لدى الشباب الذين لا يزال دماغهم في طور النمو، وفقًا للدكتور كونستانتينو إيدوكولا، مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية في مركز ويِل كورنيل الطبي بمدينة نيويورك. وقال إن زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات يعني تقليل الوقت المخصص للنشاط البدني أو للتفاعل المباشر مع الآخرين، وهو ما يمد الدماغ النامي بتجارب حسية وعاطفية معقدة ولها أهمية كبرى في النمو. وأضاف: "يتطلب نمو الدماغ تنوعًا في الخبرات. فعندما تكون منشغلًا بهاتفك، لا تحصل على هذه التجارب الأخرى. نحن نحل التفاعلات الاصطناعية محل التفاعلات البشرية، والتي تفتقر إلى التعقيد الموجود في التجربة الإنسانية، مثل الردود اللفظية والحسية والعاطفية التي نختبرها عند التفاعل مع الآخرين". ولفتت الدكتورة بينيتيز إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمدة التعرض للشاشات، بل أيضًا بمحتواها، وقالت: "استهلاك كميات كبيرة من محتوى الإنترنت منخفض الجودة قد يعرّضك لمعلومات تشوه إدراكك للواقع وتؤثر سلبًا على صحتك العقلية". وأشارت إلى أن التنقل المستمر بين محتوى سلبي بكثافة يمكن أن يؤدي إلى إرهاق ذهني. وقالت بينيتيز إن الحد الفاصل لما يُعد "كثيرًا جدًا" لم يُحدد بعد. وبالاستناد إلى تشبيهها السابق بالوجبات السريعة، شبّهت بينيتيز فترات الاستخدام القصيرة أمام الشاشة بتناول وجبة خفيفة غير صحية من حين لآخر. وأضافت: "كيس واحد من رقائق البطاطس قد لا يكون بهذا السوء، لكن إذا كنت تأكل ثلاثة أكياس في كل مرة، فقد تصبح هذه مشكلة". الوعي الرقمي: كيف نوجه الاستخدام بمسؤولية؟ قالت بينيتيز إن مساعدة الأطفال والبالغين على استهلاك محتوى إلكتروني أكثر صحة ليس سهلًا، لأن جزءًا كبيرًا من الحياة الحديثة – من الدراسة والتسوق إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي – يعتمد على المنصات الرقمية. وأضافت: "الشاشات جزء من حياة الأطفال، وهي الطريقة التي يحصلون بها على معظم المعلومات". وأشارت إلى أنه من مسؤولية البالغين اختيار المحتوى بعناية، والتأكد من أن الأطفال يستهلكون محتوى نافعًا لهم، وبطريقة لا تسبب الإرهاق العقلي، ويجب التأكد من أنهم يمارسون التفكير النقدي أثناء استخدامهم الشاشات. كما حذّرت من التمرير المستمر قبل النوم، وقالت: "استهلاك معلومات مُثيرة والانكشاف للضوء في وقت يجب أن يهدأ فيه الجسم قد يؤثر في جودة النوم". وأوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تعِد العائلات خططًا مشتركة لاستخدام الشاشات، وتشجيع استخدام يعزز الإبداع والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، كما شدّدت على أهمية الأنشطة بعيدة عن الشاشات مثل الرياضة والفن والموسيقى وغيرها. وأشارت الأكاديمية إلى أن بعض استخدامات الشاشات يمكن أن تكون "صحية وإيجابية"، وهو رأي أيده كل من بينيتيز وإيدوكولا. وقالت بينيتيز: "يمكنك استهلاك محتوى مفيد. وهنا تكمن قيمة الاختيار". وأوضح إيدوكولا أن يكون الاستخدام الإلكتروني "ملائمًا للغرض"، مضيفًا: "لا بأس باستخدام التكنولوجيا لأداء المهام الحالية، لكن المشكلة تظهر عندما يتحول الاستخدام إلى إدمان. فكل شيء له حدّه". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية قد يسبب «تعفّن الدماغ»
الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية قد يسبب «تعفّن الدماغ»

الوسط

time٠٤-٠٦-٢٠٢٥

  • صحة
  • الوسط

الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية قد يسبب «تعفّن الدماغ»

في زمنٍ أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من يوميات الأطفال والبالغين، يتصاعد جدل صحي وعلمي حول الآثار العميقة للاستخدام المفرط للمنصات الرقمية، وخصوصًا ما يسمى بـ«تعفّن الدماغ» أو Brain Rot، وهو المصطلح الذي اختارته جامعة أكسفورد للنشر ليكون «كلمة العام» في 2023، دلالة على القلق المتزايد من التأثيرات المعرفية والنفسية للانغماس الرقمي. يعرف «تعفّن الدماغ» بأنه التدهور العقلي أو الفكري المحتمل نتيجة الإفراط في استهلاك محتوى سطحي أو غير محفّز، وهي ظاهرة باتت مألوفة في عصر «التمرير المستمر» على منصات مثل «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك»، حيث يغيب الوعي ويتحوّل التصفح إلى عادة تلقائية، وفقا لـ «يورنيوز». تقول الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا، الدكتورة أندريانا بينيتيز، الطبية، إن هذا النمط من الاستهلاك يشبه «الوجبات السريعة العقلية»، مضيفة أن الجرعة الزائدة من المحتوى الرديء قد تؤدي إلى إرهاق ذهني وفقدان الحس الإدراكي، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الآلية العصبية لتأثير الشاشات لا تزال غير مفهومة بالكامل، وأن الأدلة العلمية ما زالت غير قاطعة. - - - وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يقضي نصف المراهقين الأميركيين ما لا يقل عن أربع ساعات يوميًا أمام الشاشات، بينما يبلغ المعدل اليومي لدى البالغين أكثر من ست ساعات. وعلى الرغم من عدم وجود إرشادات فدرالية دقيقة تحدد سقفًا «آمنًا» لاستخدام الشاشات، فإن بعض البيانات تشير إلى ارتباط بين الاستخدام المفرط ومشكلات صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الانتباه، خاصة بين المراهقين. اضطرابات معرفية وسلوكية تحليلٌ حديث صدر ضمن مشروع «التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين»، وهو أضخم دراسة طويلة المدى حول نمو الدماغ في الولايات المتحدة، كشف أن الاستهلاك المكثف للشاشات منذ الطفولة قد يرتبط باضطرابات معرفية وسلوكية، فضلًا عن أعراض جسدية كالألم والغثيان والدوخة. وتربط دراسات أخرى بين الإفراط في استهلاك المحتوى الرقمي وانخفاض التفاعل العاطفي، والتعب الذهني، وضعف الذاكرة، وتراجع القدرة على اتخاذ القرار. يشير مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية، الدكتور كونستانتينو إيدوكولا، إلى أن الخطر لا يكمن فقط في ما «تفعله» الشاشات بالدماغ، بل في ما «تمنعه». فكل ساعة نقضيها أمام الشاشة تعني وقتًا ضائعًا من التفاعل الاجتماعي أو الحركة الجسدية، وهما عنصران حيويان لتطور الدماغ، خصوصًا في مراحله المبكرة. ويضيف: «الدماغ ينمو عبر خبرات متنوعة، من اللعب إلى الحوار الحقيقي، من الحواس إلى التحديات الاجتماعية. وإذا جرى استبدال هذه التجارب بعوالم افتراضية محدودة، فقد يصبح النمو المعرفي أكثر هشاشة». المدة ليست العامل الوحيد الذي يجب الانتباه إليه، فنوعية المحتوى لا تقل أهمية، بحسب بينيتيز، التي تحذر من «التعرض المتكرر لمحتوى سلبي ومشوّه قد يؤثر على نظرتنا للواقع ويُضعف التماسك الذهني». وتشبه بينيتيز الاستخدام المعتدل بـ«كيس رقائق بطاطس بين حين وآخر»، بينما يصبح الخطر حقيقيًا عندما يتحول ذلك إلى عادة مستمرة. ولذا، تدعو الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى تصميم خطط عائلية لاستخدام الشاشات، توازن بين التعلم والترفيه، وتشجع أنشطة بعيدة عن العالم الرقمي مثل الموسيقى والرياضة والرسم. كما تؤكد أهمية المحتوى الإيجابي والمحفز، باعتباره وسيلة لتعزيز الإبداع والتعلم، وليس بالضرورة سببًا للقلق. هل هناك طريق للنجاة؟ الاعتراف بوجود مشكلة هو الخطوة الأولى. تقول بينيتيز: «التوعية الرقمية لا تعني الابتعاد عن التكنولوجيا، بل تعني التعامل معها بذكاء. نحن لا نحتاج إلى مقاطعة الشاشات، بل إلى إعادة هندسة علاقتنا بها». ويختم الدكتور إيدوكولا بقوله: «لكل شيء حدّ. المشكلة ليست في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في الاستخدام اللاواعي الذي قد يحوّل الأداة إلى إدمان، والتسلية إلى فوضى معرفية».

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟
تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

يورو نيوز

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • يورو نيوز

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

التمرير المفرط لمحتوى سلبي على الإنترنت، أو الإدمان على منصات مثل إنستغرام، أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب دون وعي، كلها سلوكيات مُشتِّتة تثير تساؤلات حول تأثيرها على صحة الدماغ. لكن هل يمكن أن تؤدي فعليًا إلى تلفه؟ في العام الماضي، اختارت جامعة أكسفورد للنشر مصطلح "brain rot" (تعفن الدماغ) كعبارة للعام، وعرّفته بأنه "التدهور المفترض في الحالة العقلية أو الفكرية لشخص ما" الناتج عن الإفراط في استهلاك المواد السطحية أو غير المثيرة للتحدي على المنصات الرقمية. وقالت الدكتورة أندريانا بينيتيز، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا الطبية: "هذا ما يحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من محتوى رقمي منخفض الجودة، يُشبه من حيث التأثير السلبي الطعام السريع الضار بالصحة العقلية". ومع ذلك، تظل الآلية التي قد يؤثر بها هذا الاستهلاك على الدماغ غير واضحة، وكذلك مدى خطورته فعليًا. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يقضي نصف المراهقين في أمريكا أربع ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات، بينما تشير التقديرات العالمية إلى أن البالغين قد يقضون في المتوسط أكثر من ست ساعات يوميًا متصلين بالإنترنت. لا توجد إرشادات صحية اتحادية تحدد مقدار الوقت المناسب للبقاء أمام الشاشات يوميًا لدى المراهقين أو البالغين. إضافة إلى ذلك لا يمتلك الباحثون بيانات كافية لفهم كامل مفهوم "تعفن الدماغ" وعواقبه المحتملة. وقالت الدكتورة بينيتيز: "في الحقيقة لا توجد دراسات علمية منسجمة حول هذا الموضوع". إلا أن هناك بيانات صادرة عن CDC تشير إلى أن واحدًا من كل أربعة مراهقين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يعانون من مشاعر القلق أو الاكتئاب. وتشير بعض الدراسات إلى أن آثار الاستخدام المكثف للشاشات قد تظهر منذ سن مبكرة. فالمراهقون الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب العناد المعارض، إضافة إلى أعراض جسدية مرتبطة بها مثل الألم والدوخة والغثيان. وذلك وفقًا لتحليل نُشر عام 2024 لبيانات مشروع "التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين"، أكبر دراسة طويلة الأمد حول تطور الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة. وربطت دراسات أخرى محتملةً بين "تعفن الدماغ" وبين فقدان الإحساس العاطفي، والتعب المعرفي، وتراجع ثقة الشخص بنفسه، وضعف المهارات التنفيذية، ومنها الذاكرة والتخطيط واتخاذ القرارات. ولا توجد أدلة تشير إلى أن قضاء ساعات يوميًا أمام الشاشات يُغير تركيب الدماغ البشري، لكن ما قد يكون ضارًا هو ما يُفوت خلال هذه الساعات من تجارب ضرورية، خاصة لدى الشباب الذين لا يزال دماغهم في طور النمو، وفقًا للدكتور كونستانتينو إيدوكولا، مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية في مركز ويِل كورنيل الطبي بمدينة نيويورك. وقال إن زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات يعني تقليل الوقت المخصص للنشاط البدني أو للتفاعل المباشر مع الآخرين، وهو ما يمد الدماغ النامي بتجارب حسية وعاطفية معقدة ولها أهمية كبرى في النمو. وأضاف: "يتطلب نمو الدماغ تنوعًا في الخبرات. فعندما تكون منشغلًا بهاتفك، لا تحصل على هذه التجارب الأخرى. نحن نحل التفاعلات الاصطناعية محل التفاعلات البشرية، والتي تفتقر إلى التعقيد الموجود في التجربة الإنسانية، مثل الردود اللفظية والحسية والعاطفية التي نختبرها عند التفاعل مع الآخرين". ولفتت الدكتورة بينيتيز إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمدة التعرض للشاشات، بل أيضًا بمحتواها، وقالت: "استهلاك كميات كبيرة من محتوى الإنترنت منخفض الجودة قد يعرّضك لمعلومات تشوه إدراكك للواقع وتؤثر سلبًا على صحتك العقلية". وأشارت إلى أن التنقل المستمر بين محتوى سلبي بكثافة يمكن أن يؤدي إلى إرهاق ذهني. وقالت بينيتيز إن الحد الفاصل لما يُعد "كثيرًا جدًا" لم يُحدد بعد. وبالاستناد إلى تشبيهها السابق بالوجبات السريعة، شبّهت بينيتيز فترات الاستخدام القصيرة أمام الشاشة بتناول وجبة خفيفة غير صحية من حين لآخر. وأضافت: "كيس واحد من رقائق البطاطس قد لا يكون بهذا السوء، لكن إذا كنت تأكل ثلاثة أكياس في كل مرة، فقد تصبح هذه مشكلة". قالت بينيتيز إن مساعدة الأطفال والبالغين على استهلاك محتوى إلكتروني أكثر صحة ليس سهلًا، لأن جزءًا كبيرًا من الحياة الحديثة – من الدراسة والتسوق إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي – يعتمد على المنصات الرقمية. وأضافت: "الشاشات جزء من حياة الأطفال، وهي الطريقة التي يحصلون بها على معظم المعلومات". وأشارت إلى أنه من مسؤولية البالغين اختيار المحتوى بعناية، والتأكد من أن الأطفال يستهلكون محتوى نافعًا لهم، وبطريقة لا تسبب الإرهاق العقلي، ويجب التأكد من أنهم يمارسون التفكير النقدي أثناء استخدامهم الشاشات. كما حذّرت من التمرير المستمر قبل النوم، وقالت: "استهلاك معلومات مُثيرة والانكشاف للضوء في وقت يجب أن يهدأ فيه الجسم قد يؤثر في جودة النوم". وأوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تعِد العائلات خططًا مشتركة لاستخدام الشاشات، وتشجيع استخدام يعزز الإبداع والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، كما شدّدت على أهمية الأنشطة بعيدة عن الشاشات مثل الرياضة والفن والموسيقى وغيرها. وأشارت الأكاديمية إلى أن بعض استخدامات الشاشات يمكن أن تكون "صحية وإيجابية"، وهو رأي أيده كل من بينيتيز وإيدوكولا. وقالت بينيتيز: "يمكنك استهلاك محتوى مفيد. وهنا تكمن قيمة الاختيار". وأوضح إيدوكولا أن يكون الاستخدام الإلكتروني "ملائمًا للغرض"، مضيفًا: "لا بأس باستخدام التكنولوجيا لأداء المهام الحالية، لكن المشكلة تظهر عندما يتحول الاستخدام إلى إدمان. فكل شيء له حدّه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store