logo
تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

يورو نيوز٢٩-٠٥-٢٠٢٥
التمرير المفرط لمحتوى سلبي على الإنترنت، أو الإدمان على منصات مثل إنستغرام، أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب دون وعي، كلها سلوكيات مُشتِّتة تثير تساؤلات حول تأثيرها على صحة الدماغ. لكن هل يمكن أن تؤدي فعليًا إلى تلفه؟
في العام الماضي، اختارت جامعة أكسفورد للنشر مصطلح "brain rot" (تعفن الدماغ) كعبارة للعام، وعرّفته بأنه "التدهور المفترض في الحالة العقلية أو الفكرية لشخص ما" الناتج عن الإفراط في استهلاك المواد السطحية أو غير المثيرة للتحدي على المنصات الرقمية.
وقالت الدكتورة أندريانا بينيتيز، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا الطبية: "هذا ما يحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من محتوى رقمي منخفض الجودة، يُشبه من حيث التأثير السلبي الطعام السريع الضار بالصحة العقلية".
ومع ذلك، تظل الآلية التي قد يؤثر بها هذا الاستهلاك على الدماغ غير واضحة، وكذلك مدى خطورته فعليًا.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يقضي نصف المراهقين في أمريكا أربع ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات، بينما تشير التقديرات العالمية إلى أن البالغين قد يقضون في المتوسط أكثر من ست ساعات يوميًا متصلين بالإنترنت.
لا توجد إرشادات صحية اتحادية تحدد مقدار الوقت المناسب للبقاء أمام الشاشات يوميًا لدى المراهقين أو البالغين. إضافة إلى ذلك لا يمتلك الباحثون بيانات كافية لفهم كامل مفهوم "تعفن الدماغ" وعواقبه المحتملة.
وقالت الدكتورة بينيتيز: "في الحقيقة لا توجد دراسات علمية منسجمة حول هذا الموضوع".
إلا أن هناك بيانات صادرة عن CDC تشير إلى أن واحدًا من كل أربعة مراهقين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يعانون من مشاعر القلق أو الاكتئاب.
وتشير بعض الدراسات إلى أن آثار الاستخدام المكثف للشاشات قد تظهر منذ سن مبكرة. فالمراهقون الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب العناد المعارض، إضافة إلى أعراض جسدية مرتبطة بها مثل الألم والدوخة والغثيان.
وذلك وفقًا لتحليل نُشر عام 2024 لبيانات مشروع "التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين"، أكبر دراسة طويلة الأمد حول تطور الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة.
وربطت دراسات أخرى محتملةً بين "تعفن الدماغ" وبين فقدان الإحساس العاطفي، والتعب المعرفي، وتراجع ثقة الشخص بنفسه، وضعف المهارات التنفيذية، ومنها الذاكرة والتخطيط واتخاذ القرارات.
ولا توجد أدلة تشير إلى أن قضاء ساعات يوميًا أمام الشاشات يُغير تركيب الدماغ البشري، لكن ما قد يكون ضارًا هو ما يُفوت خلال هذه الساعات من تجارب ضرورية، خاصة لدى الشباب الذين لا يزال دماغهم في طور النمو، وفقًا للدكتور كونستانتينو إيدوكولا، مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية في مركز ويِل كورنيل الطبي بمدينة نيويورك.
وقال إن زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات يعني تقليل الوقت المخصص للنشاط البدني أو للتفاعل المباشر مع الآخرين، وهو ما يمد الدماغ النامي بتجارب حسية وعاطفية معقدة ولها أهمية كبرى في النمو.
وأضاف: "يتطلب نمو الدماغ تنوعًا في الخبرات. فعندما تكون منشغلًا بهاتفك، لا تحصل على هذه التجارب الأخرى. نحن نحل التفاعلات الاصطناعية محل التفاعلات البشرية، والتي تفتقر إلى التعقيد الموجود في التجربة الإنسانية، مثل الردود اللفظية والحسية والعاطفية التي نختبرها عند التفاعل مع الآخرين".
ولفتت الدكتورة بينيتيز إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمدة التعرض للشاشات، بل أيضًا بمحتواها، وقالت: "استهلاك كميات كبيرة من محتوى الإنترنت منخفض الجودة قد يعرّضك لمعلومات تشوه إدراكك للواقع وتؤثر سلبًا على صحتك العقلية".
وأشارت إلى أن التنقل المستمر بين محتوى سلبي بكثافة يمكن أن يؤدي إلى إرهاق ذهني.
وقالت بينيتيز إن الحد الفاصل لما يُعد "كثيرًا جدًا" لم يُحدد بعد. وبالاستناد إلى تشبيهها السابق بالوجبات السريعة، شبّهت بينيتيز فترات الاستخدام القصيرة أمام الشاشة بتناول وجبة خفيفة غير صحية من حين لآخر.
وأضافت: "كيس واحد من رقائق البطاطس قد لا يكون بهذا السوء، لكن إذا كنت تأكل ثلاثة أكياس في كل مرة، فقد تصبح هذه مشكلة".
قالت بينيتيز إن مساعدة الأطفال والبالغين على استهلاك محتوى إلكتروني أكثر صحة ليس سهلًا، لأن جزءًا كبيرًا من الحياة الحديثة – من الدراسة والتسوق إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي – يعتمد على المنصات الرقمية.
وأضافت: "الشاشات جزء من حياة الأطفال، وهي الطريقة التي يحصلون بها على معظم المعلومات".
وأشارت إلى أنه من مسؤولية البالغين اختيار المحتوى بعناية، والتأكد من أن الأطفال يستهلكون محتوى نافعًا لهم، وبطريقة لا تسبب الإرهاق العقلي، ويجب التأكد من أنهم يمارسون التفكير النقدي أثناء استخدامهم الشاشات.
كما حذّرت من التمرير المستمر قبل النوم، وقالت: "استهلاك معلومات مُثيرة والانكشاف للضوء في وقت يجب أن يهدأ فيه الجسم قد يؤثر في جودة النوم".
وأوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تعِد العائلات خططًا مشتركة لاستخدام الشاشات، وتشجيع استخدام يعزز الإبداع والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، كما شدّدت على أهمية الأنشطة بعيدة عن الشاشات مثل الرياضة والفن والموسيقى وغيرها.
وأشارت الأكاديمية إلى أن بعض استخدامات الشاشات يمكن أن تكون "صحية وإيجابية"، وهو رأي أيده كل من بينيتيز وإيدوكولا. وقالت بينيتيز: "يمكنك استهلاك محتوى مفيد. وهنا تكمن قيمة الاختيار".
وأوضح إيدوكولا أن يكون الاستخدام الإلكتروني "ملائمًا للغرض"، مضيفًا: "لا بأس باستخدام التكنولوجيا لأداء المهام الحالية، لكن المشكلة تظهر عندما يتحول الاستخدام إلى إدمان. فكل شيء له حدّه".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحصبة تعود إلى أميركا.. أعلى حصيلة منذ ثلاثة عقود وتحذيرات من فقدان السيطرة
الحصبة تعود إلى أميركا.. أعلى حصيلة منذ ثلاثة عقود وتحذيرات من فقدان السيطرة

يورو نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • يورو نيوز

الحصبة تعود إلى أميركا.. أعلى حصيلة منذ ثلاثة عقود وتحذيرات من فقدان السيطرة

ورغم تباطؤ عدد الحالات الأسبوعية مؤخراً، فإن هذه الحصيلة تفوق الرقم القياسي لعام 2019 البالغ 1,274 إصابة، مما يعيد المرض إلى دائرة الخطر بعد أن كان قد أُعلن القضاء عليه داخل الولايات المتحدة عام 2000. وأوضحت وزارة الصحة الأميركية أن الخطر العام للإصابة لا يزال منخفضاً، غير أن المجتمعات ذات معدلات التطعيم المتدنية، لاسيما في مناطق تشهد تفشيات نشطة أو ترتبط بها جغرافياً أو اجتماعياً، تواجه تهديداً متزايداً. وقالت الوزارة في بيان رسمي: "تواصل مراكز السيطرة على الأمراض تقديم الدعم الفني والمخبري وتوفير اللقاحات حسب الطلب"، مشددة على أن لقاح MMR (الخاص بالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) لا يزال الوسيلة الأنجع للحماية، مع التأكيد على أن "قرار التطعيم يبقى شخصياً". ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تحول لافت في الخطاب الصحي الرسمي تحت قيادة وزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن، الذي دعا CDC إلى تطوير إرشادات علاجية جديدة للمرض، معتبراً أن استجابة الولايات المتحدة تُعد "نموذجاً يُحتذى به عالمياً"، مستشهداً بارتفاع معدلات الإصابة والوفيات في أوروبا. لكن بعض تصريحات كينيدي أثارت الجدل، إذ سبق أن وصف اللقاح – بشكل غير دقيق – بأنه يحتوي على "مخلفات من أنسجة أجنة"، رغم تصريحه في مناسبات أخرى بأن التطعيم هو الطريقة المثلى للوقاية من المرض. وتتركز غالبية الإصابات في ولاية تكساس، التي سجلت وحدها أكثر من 750 حالة، مع انتشار محدود إلى ولايات مجاورة مثل نيو مكسيكو وكانساس. وأفادت السلطات الصحية بأن معظم المصابين غير مطعّمين، وأن التفشي بدأ في مجتمع ديني معروف بتشككه تجاه اللقاحات. ووفقاً لـCDC، توفي ثلاثة أشخاص جراء التفشي في تكساس، بينهم طفلان في سن الدراسة لم يتلقيا اللقاح. كما نُقل 162 شخصاً إلى المستشفيات بسبب مضاعفات العدوى. وأظهرت بيانات CDC أن معظم الولايات الأميركية شهدت على الأقل حالة واحدة خلال العام الجاري، في مؤشر مقلق على تراجع المناعة المجتمعية. ويُعزى ذلك جزئياً إلى الانخفاض المستمر في معدلات التلقيح بين أطفال رياض الأطفال منذ جائحة كوفيد-19، حيث أظهرت إحصاءات العام الدراسي 2022-2023 انخفاضاً نسبته 2% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. ويحذر خبراء الصحة العامة من أن الولايات المتحدة قد تفقد قريباً تصنيف "القضاء على الحصبة"، في حال استمر الانحدار في نسب التلقيح، خاصة في ظل تزايد الشكوك المجتمعية تجاه اللقاحات، والتي تعيد إلى الأذهان "عقلية العصور المظلمة"، بحسب وصف الدكتور أميش أداليا، الخبير في الأمراض المعدية بمركز جونز هوبكنز للأمن الصحي.

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟
تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

يورو نيوز

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

تعفن الدماغ: هل يتأثر دماغنا فعليًّا بالإفراط في الاستهلاك الرقمي؟

التمرير المفرط لمحتوى سلبي على الإنترنت، أو الإدمان على منصات مثل إنستغرام، أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب دون وعي، كلها سلوكيات مُشتِّتة تثير تساؤلات حول تأثيرها على صحة الدماغ. لكن هل يمكن أن تؤدي فعليًا إلى تلفه؟ في العام الماضي، اختارت جامعة أكسفورد للنشر مصطلح "brain rot" (تعفن الدماغ) كعبارة للعام، وعرّفته بأنه "التدهور المفترض في الحالة العقلية أو الفكرية لشخص ما" الناتج عن الإفراط في استهلاك المواد السطحية أو غير المثيرة للتحدي على المنصات الرقمية. وقالت الدكتورة أندريانا بينيتيز، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا الطبية: "هذا ما يحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من محتوى رقمي منخفض الجودة، يُشبه من حيث التأثير السلبي الطعام السريع الضار بالصحة العقلية". ومع ذلك، تظل الآلية التي قد يؤثر بها هذا الاستهلاك على الدماغ غير واضحة، وكذلك مدى خطورته فعليًا. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يقضي نصف المراهقين في أمريكا أربع ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات، بينما تشير التقديرات العالمية إلى أن البالغين قد يقضون في المتوسط أكثر من ست ساعات يوميًا متصلين بالإنترنت. لا توجد إرشادات صحية اتحادية تحدد مقدار الوقت المناسب للبقاء أمام الشاشات يوميًا لدى المراهقين أو البالغين. إضافة إلى ذلك لا يمتلك الباحثون بيانات كافية لفهم كامل مفهوم "تعفن الدماغ" وعواقبه المحتملة. وقالت الدكتورة بينيتيز: "في الحقيقة لا توجد دراسات علمية منسجمة حول هذا الموضوع". إلا أن هناك بيانات صادرة عن CDC تشير إلى أن واحدًا من كل أربعة مراهقين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يعانون من مشاعر القلق أو الاكتئاب. وتشير بعض الدراسات إلى أن آثار الاستخدام المكثف للشاشات قد تظهر منذ سن مبكرة. فالمراهقون الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب العناد المعارض، إضافة إلى أعراض جسدية مرتبطة بها مثل الألم والدوخة والغثيان. وذلك وفقًا لتحليل نُشر عام 2024 لبيانات مشروع "التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين"، أكبر دراسة طويلة الأمد حول تطور الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة. وربطت دراسات أخرى محتملةً بين "تعفن الدماغ" وبين فقدان الإحساس العاطفي، والتعب المعرفي، وتراجع ثقة الشخص بنفسه، وضعف المهارات التنفيذية، ومنها الذاكرة والتخطيط واتخاذ القرارات. ولا توجد أدلة تشير إلى أن قضاء ساعات يوميًا أمام الشاشات يُغير تركيب الدماغ البشري، لكن ما قد يكون ضارًا هو ما يُفوت خلال هذه الساعات من تجارب ضرورية، خاصة لدى الشباب الذين لا يزال دماغهم في طور النمو، وفقًا للدكتور كونستانتينو إيدوكولا، مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية في مركز ويِل كورنيل الطبي بمدينة نيويورك. وقال إن زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات يعني تقليل الوقت المخصص للنشاط البدني أو للتفاعل المباشر مع الآخرين، وهو ما يمد الدماغ النامي بتجارب حسية وعاطفية معقدة ولها أهمية كبرى في النمو. وأضاف: "يتطلب نمو الدماغ تنوعًا في الخبرات. فعندما تكون منشغلًا بهاتفك، لا تحصل على هذه التجارب الأخرى. نحن نحل التفاعلات الاصطناعية محل التفاعلات البشرية، والتي تفتقر إلى التعقيد الموجود في التجربة الإنسانية، مثل الردود اللفظية والحسية والعاطفية التي نختبرها عند التفاعل مع الآخرين". ولفتت الدكتورة بينيتيز إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمدة التعرض للشاشات، بل أيضًا بمحتواها، وقالت: "استهلاك كميات كبيرة من محتوى الإنترنت منخفض الجودة قد يعرّضك لمعلومات تشوه إدراكك للواقع وتؤثر سلبًا على صحتك العقلية". وأشارت إلى أن التنقل المستمر بين محتوى سلبي بكثافة يمكن أن يؤدي إلى إرهاق ذهني. وقالت بينيتيز إن الحد الفاصل لما يُعد "كثيرًا جدًا" لم يُحدد بعد. وبالاستناد إلى تشبيهها السابق بالوجبات السريعة، شبّهت بينيتيز فترات الاستخدام القصيرة أمام الشاشة بتناول وجبة خفيفة غير صحية من حين لآخر. وأضافت: "كيس واحد من رقائق البطاطس قد لا يكون بهذا السوء، لكن إذا كنت تأكل ثلاثة أكياس في كل مرة، فقد تصبح هذه مشكلة". قالت بينيتيز إن مساعدة الأطفال والبالغين على استهلاك محتوى إلكتروني أكثر صحة ليس سهلًا، لأن جزءًا كبيرًا من الحياة الحديثة – من الدراسة والتسوق إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي – يعتمد على المنصات الرقمية. وأضافت: "الشاشات جزء من حياة الأطفال، وهي الطريقة التي يحصلون بها على معظم المعلومات". وأشارت إلى أنه من مسؤولية البالغين اختيار المحتوى بعناية، والتأكد من أن الأطفال يستهلكون محتوى نافعًا لهم، وبطريقة لا تسبب الإرهاق العقلي، ويجب التأكد من أنهم يمارسون التفكير النقدي أثناء استخدامهم الشاشات. كما حذّرت من التمرير المستمر قبل النوم، وقالت: "استهلاك معلومات مُثيرة والانكشاف للضوء في وقت يجب أن يهدأ فيه الجسم قد يؤثر في جودة النوم". وأوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تعِد العائلات خططًا مشتركة لاستخدام الشاشات، وتشجيع استخدام يعزز الإبداع والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، كما شدّدت على أهمية الأنشطة بعيدة عن الشاشات مثل الرياضة والفن والموسيقى وغيرها. وأشارت الأكاديمية إلى أن بعض استخدامات الشاشات يمكن أن تكون "صحية وإيجابية"، وهو رأي أيده كل من بينيتيز وإيدوكولا. وقالت بينيتيز: "يمكنك استهلاك محتوى مفيد. وهنا تكمن قيمة الاختيار". وأوضح إيدوكولا أن يكون الاستخدام الإلكتروني "ملائمًا للغرض"، مضيفًا: "لا بأس باستخدام التكنولوجيا لأداء المهام الحالية، لكن المشكلة تظهر عندما يتحول الاستخدام إلى إدمان. فكل شيء له حدّه".

قرارات تقشفية وعواقب صحية خطيرة.. مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا في أمريكا
قرارات تقشفية وعواقب صحية خطيرة.. مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا في أمريكا

يورو نيوز

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

قرارات تقشفية وعواقب صحية خطيرة.. مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا في أمريكا

اعلان في خطوة أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية ، بدأت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية بتنفيذ خفض كبير في ميزانية مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ما أدى إلى إغلاق عدد من المختبرات المتخصصة، بينها مركز أساسي كان يتابع تطور الأمراض المنقولة جنسيًا، وعلى رأسها السيلان المقاوم للعلاجات المعروفة. القرار يأتي في وقت حرج، حيث يواصل "السوبر سيلان" – السلالة شديدة المقاومة من البكتيريا المسببة لمرض السيلان – الانتشار، مثيرًا مخاوف من فقدان السيطرة على أحد أخطر التهديدات الصامتة للصحة العامة. المختبر المُغلق كان الوحيد في البلاد القادر على إجراء اختبارات دقيقة لتحديد فعالية المضادات الحيوية على هذه السلالة، وكان يُشكل دعامة رئيسية في رسم السياسات العلاجية. تقديرات حديثة أشارت إلى تسجيل أكثر من 700 ألف إصابة سنويًا بالسيلان في الولايات المتحدة، وسط تصاعد لافت في أعداد الحالات بين فئة الشباب. وقد بيّنت تحليلات سابقة أن بعض السلالات لم تستجب سوى لتركيبات محدودة ونادرة من الأدوية، ما يعزز المخاوف من ظهور نسخة لا علاج لها. الإجراءات التقشفية التي أدت إلى هذا الإغلاق شملت خفضًا يُقدّر بنحو 40 مليار دولار من ميزانية الصحة العامة، وأثّرت كذلك على مختبرات تتابع أمراضًا مزمنة أخرى، مثل الزهري والتهاب الكبد الفيروسي وبعض أشكال الكلاميديا المقاومة. Related روسيا وبيلاروس ترحّبان بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية وسط مخاوف الجماعات الحقوقية "نيويورك تايمز": هل ستحمي الولايات المتحدة نفسها من رئيسها؟ خبراء الأمراض المعدية حذروا من التداعيات الخطيرة لهذا القرار، مؤكدين أن ما فُقد لا يقتصر على بنية تحتية مخبرية، بل يشمل نظامًا متكاملًا للرصد المبكر كان يمنع تحوّل الأزمات الصحية إلى أوبئة واسعة الانتشار، حيث شبّه أحد الأطباء الموقف بـ"التحليق وسط عاصفة بعد تدمير الرادار". وتتوالى ردود الفعل المنتقدة للقرار، حيث اعتبرت منظمات صحية مثل "جمعية الصحة العامة الأمريكية" و"شبكة الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا" أن هذه السياسة تُهدّد جهود عقود في مجال الوقاية، وتضعف قدرة البلاد على الاستجابة السريعة لتفشيات محتملة. وقد بادرت بعض الولايات، مثل نيويورك وكاليفورنيا، بدراسة خطط لإنشاء مختبرات محلية، في حين خصصت سياتل تمويلًا استثنائيًا لدعم مختبرها الإقليمي. في ظل هذا الوضع، طالب الأطباء والناشطون بإعادة النظر في هذه التخفيضات، وتوفير تمويل طارئ يضمن استمرارية برامج المراقبة الصحية. ويرى كثيرون أن تكلفة الاستعداد المسبق، رغم التحديات المالية، تبقى أقل بكثير من كلفة إدارة كارثة وبائية جديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store