logo
الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية قد يسبب «تعفّن الدماغ»

الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية قد يسبب «تعفّن الدماغ»

الوسط٠٤-٠٦-٢٠٢٥
في زمنٍ أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من يوميات الأطفال والبالغين، يتصاعد جدل صحي وعلمي حول الآثار العميقة للاستخدام المفرط للمنصات الرقمية، وخصوصًا ما يسمى بـ«تعفّن الدماغ» أو Brain Rot، وهو المصطلح الذي اختارته جامعة أكسفورد للنشر ليكون «كلمة العام» في 2023، دلالة على القلق المتزايد من التأثيرات المعرفية والنفسية للانغماس الرقمي.
يعرف «تعفّن الدماغ» بأنه التدهور العقلي أو الفكري المحتمل نتيجة الإفراط في استهلاك محتوى سطحي أو غير محفّز، وهي ظاهرة باتت مألوفة في عصر «التمرير المستمر» على منصات مثل «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك»، حيث يغيب الوعي ويتحوّل التصفح إلى عادة تلقائية، وفقا لـ «يورنيوز».
تقول الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا، الدكتورة أندريانا بينيتيز، الطبية، إن هذا النمط من الاستهلاك يشبه «الوجبات السريعة العقلية»، مضيفة أن الجرعة الزائدة من المحتوى الرديء قد تؤدي إلى إرهاق ذهني وفقدان الحس الإدراكي، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الآلية العصبية لتأثير الشاشات لا تزال غير مفهومة بالكامل، وأن الأدلة العلمية ما زالت غير قاطعة.
-
-
-
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يقضي نصف المراهقين الأميركيين ما لا يقل عن أربع ساعات يوميًا أمام الشاشات، بينما يبلغ المعدل اليومي لدى البالغين أكثر من ست ساعات. وعلى الرغم من عدم وجود إرشادات فدرالية دقيقة تحدد سقفًا «آمنًا» لاستخدام الشاشات، فإن بعض البيانات تشير إلى ارتباط بين الاستخدام المفرط ومشكلات صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الانتباه، خاصة بين المراهقين.
اضطرابات معرفية وسلوكية
تحليلٌ حديث صدر ضمن مشروع «التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين»، وهو أضخم دراسة طويلة المدى حول نمو الدماغ في الولايات المتحدة، كشف أن الاستهلاك المكثف للشاشات منذ الطفولة قد يرتبط باضطرابات معرفية وسلوكية، فضلًا عن أعراض جسدية كالألم والغثيان والدوخة.
وتربط دراسات أخرى بين الإفراط في استهلاك المحتوى الرقمي وانخفاض التفاعل العاطفي، والتعب الذهني، وضعف الذاكرة، وتراجع القدرة على اتخاذ القرار.
يشير مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية، الدكتور كونستانتينو إيدوكولا، إلى أن الخطر لا يكمن فقط في ما «تفعله» الشاشات بالدماغ، بل في ما «تمنعه». فكل ساعة نقضيها أمام الشاشة تعني وقتًا ضائعًا من التفاعل الاجتماعي أو الحركة الجسدية، وهما عنصران حيويان لتطور الدماغ، خصوصًا في مراحله المبكرة.
ويضيف: «الدماغ ينمو عبر خبرات متنوعة، من اللعب إلى الحوار الحقيقي، من الحواس إلى التحديات الاجتماعية. وإذا جرى استبدال هذه التجارب بعوالم افتراضية محدودة، فقد يصبح النمو المعرفي أكثر هشاشة».
المدة ليست العامل الوحيد الذي يجب الانتباه إليه، فنوعية المحتوى لا تقل أهمية، بحسب بينيتيز، التي تحذر من «التعرض المتكرر لمحتوى سلبي ومشوّه قد يؤثر على نظرتنا للواقع ويُضعف التماسك الذهني».
وتشبه بينيتيز الاستخدام المعتدل بـ«كيس رقائق بطاطس بين حين وآخر»، بينما يصبح الخطر حقيقيًا عندما يتحول ذلك إلى عادة مستمرة.
ولذا، تدعو الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى تصميم خطط عائلية لاستخدام الشاشات، توازن بين التعلم والترفيه، وتشجع أنشطة بعيدة عن العالم الرقمي مثل الموسيقى والرياضة والرسم.
كما تؤكد أهمية المحتوى الإيجابي والمحفز، باعتباره وسيلة لتعزيز الإبداع والتعلم، وليس بالضرورة سببًا للقلق.
هل هناك طريق للنجاة؟
الاعتراف بوجود مشكلة هو الخطوة الأولى. تقول بينيتيز: «التوعية الرقمية لا تعني الابتعاد عن التكنولوجيا، بل تعني التعامل معها بذكاء. نحن لا نحتاج إلى مقاطعة الشاشات، بل إلى إعادة هندسة علاقتنا بها».
ويختم الدكتور إيدوكولا بقوله: «لكل شيء حدّ. المشكلة ليست في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في الاستخدام اللاواعي الذي قد يحوّل الأداة إلى إدمان، والتسلية إلى فوضى معرفية».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صيحة "كوكتيل الكورتيزول" تجتاح الإنترنت.. وأطباء يحذرون
صيحة "كوكتيل الكورتيزول" تجتاح الإنترنت.. وأطباء يحذرون

أخبار ليبيا

timeمنذ 19 ساعات

  • أخبار ليبيا

صيحة "كوكتيل الكورتيزول" تجتاح الإنترنت.. وأطباء يحذرون

الوكيل الإخباري- انتشر ما يُعرف بـ'كوكتيل الكورتيزول' على مواقع التواصل، خصوصًا 'تيك توك'، كمشروب يُروَّج له باعتباره وسيلة طبيعية لخفض التوتر، زيادة الطاقة، والمساعدة في إنقاص الوزن. اضافة اعلان ويتكون الكوكتيل عادة من ماء جوز الهند، عصير برتقال أو ليمون، رشة ملح، وأحيانًا مغنيسيوم أو بودرة التارتار. ورغم أن تجارب شخصية أظهرت تحسنًا لدى بعض المستخدمين، حذر خبراء تغذية من المبالغة في فعالية هذا المشروب. حيث أكدت أخصائية التغذية سامانثا كاسِتي أن بعض المكونات مثل المغنيسيوم تساعد في تهدئة الأعصاب، وماء جوز الهند يرطّب الجسم، لكنها شددت على أن مشروبًا واحدًا لا يخفض الكورتيزول بشكل مباشر. بدوره، أشار الطبيب مير علي إلى أن الكوكتيل قد يُقلل الشهية، لكنه لا يُغني عن اتباع نظام غذائي صحي، فيما شددت جولي أبتون على غياب الأدلة السريرية التي تثبت فاعلية هذا المشروب في تقليل التوتر أو فقدان الوزن. ورغم أن المشروب يُعتبر آمنًا عند تحضيره في المنزل وتناوله باعتدال، إلا أن هناك محاذير صحية لمرضى السكري، ومرضى الكلى، أو من يتناولون المغنيسيوم بكثرة. ويُجمع الخبراء على أن التوازن الحقيقي لهرمون الكورتيزول يعتمد على نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد، تقليل الكافيين، ممارسة الرياضة، وتناول طعام متوازن، وليس على 'مشروبات ترند' قصيرة الأجل. لبنان 24

دراسة تكشف فعالية أدوية شبيهة بـ«أوزمبيك» في علاج الصداع النصفي
دراسة تكشف فعالية أدوية شبيهة بـ«أوزمبيك» في علاج الصداع النصفي

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

دراسة تكشف فعالية أدوية شبيهة بـ«أوزمبيك» في علاج الصداع النصفي

أثبتت العلاجات المعتمدة على محفزات «جي إل بي-1»، التي تباع تجاريا بأسماء مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي» و«ساكسيندا»، فعاليتها في إنقاص الوزن بشكل كبير. لكن تعكف عديد الدراسات على كشف طبقات إضافية من المنافع التي يمكن أن تعود منها على الجسم. وأظهرت محفزات مستقبلات «جي إل بي-1»، المصممة في المقام الأول لعلاج السكري من النوع الثاني، فعالية في الحفاظ على صحة القلب والدماغ والكبد والكلى، ويبدو أن لها فعالية في علاج الصداع النصفي أو الشقيقة، كما نقل موقع «ساينس ألرت». آليات جديدة لعلاج الصداع النصفي وجدت دراسة إيطالية محدودة، شملت 31 مريضا يعانون ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وصداعا نصفيا متكررا أو مزمنا، أن بعض العلاجات المعتمدة على محفزات «جي إل بي-1» لها فعالية في تقليل ألم الصداع النصفي. وحصل المشاركون على جرعة يومية من «ليراجلوتيد»، وهو منبه لمستقبلات «جي إل بي-1»، ولاحظ الباحثون تحسن في درجة الألم. وبعد 12 أسبوعا من التجربة، انخفض عدد أيام الصداع النصفي شهريا من متوسط 19.8 يوم إلى 10.7 يوم فقط، أي ما يعادل النصف. كما خلصت الدراسة إلى أن الآليات التي تحكم فعالية «ليراجلوتيد» تعمل بشكل مستقل عن التأثيرات الأيضية المتعلقة بإنقاص الوزن، وذكرت: «تُظهر النتائح أن (ليراجلوتيد) يمكن أن يكون فعالا في علاج الصداع النصفي المزمن لدى مرضى السمنة، وهذا تأثير مستقل عن فقدان الوزن». نافذة أمل جديدة على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات تشمل مجموعة أكبر وأكثر تنوعا من المشاركين للتحقق من صحة النتائج، فإن الدراسة الإيطالية تفتح نافذة أمل جديدة أمام استخدام محفزات مستقبلات «جي إل بي-1» في علاج الصداع النصفي بالمستقبل. ويعاني المشاركون في الدراسة الصداع النصفي غير المستجيب للعلاج، مما يعني أن «ليراجلوتيد» أثبت فعالية في علاج ما فشلت به العقارات المتوافرة. وتعمل منشطات «جي إل بي-1» على إبطاء الشهية وتنظيم سكر الدم عن طريق محاكاة هرمون طبيعي في الجسم، يُسمى «ببتيد-1» الشبيه بالجلوكاجون الذي يُفرز بعد تناول الطعام. لذلك، تعد هذه الأدوية فعالة للغاية في إدارة داء السكري من النوع الثاني، وزيادة الوزن. وقد أظهرت دراسات سابقة أن عقار «ليراجلوتيد» وغيره من محفزات «جي إل بي-1» تساعد في تقليل الضغط داخل الجمجمة بشكل كبير، وهو السبب الرئيسي المحفز للصداع النصفي. يصيب الصداع النصفي المزمن ما يقرب من 15% من سكان العالم، ولا يتوافر سوى عدد قليل من العلاجات ذات الفعالية للجميع.

الالتهاب السحائي يغزو المنتخب الإسباني للسيدات
الالتهاب السحائي يغزو المنتخب الإسباني للسيدات

الوسط

time٢٨-٠٦-٢٠٢٥

  • الوسط

الالتهاب السحائي يغزو المنتخب الإسباني للسيدات

أعلنت مدربة المنتخب الإسباني للسيدات مونتسي تومي أن لاعبة خط الوسط أيتانا بونماتي الفائزة بالكرة الذهبية في العامين الماضيين دخلت إلى المستشفى بسبب إصابتها بالالتهاب السحائي الفيروسي، قبل أقل من أسبوع من بدء مشوار الفريق في بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025. وغابت بونماتي (27 عاماً) عن المباراة الودية التي فاز فيها المنتخب الإسباني للسيدات على نظيره الياباني 3-1 على اليابان أمس الجمعة، مع استمرار استعدادات سيدات إسبانيا للمباراة الأولى في المجموعة الثانية أمام منتخب سيدات البرتغال في الثالث من يوليو المقبل، بحسب وكالة «رويترز». لاعبة منتخب إسبانيا في المستشفى ونشرت بونماتي صورة لها وهي تشاهد المباراة من سرير المستشفى عبر خاصية القصص على تطبيق «إنستغرام». وقالت تومي للصحفيين بعد الفوز على اليابان في ليغانيس: «يقول الأطباء إنه تمت السيطرة على المرض. يمكن أن يكون الحديث عن الالتهاب السحائي مخيفاً، لكن جرت السيطرة عليه». وأضافت: «دخلت أيتانا إلى المستشفى ولا يوجد موعد نهائي حتى الآن لمعرفة المدة التي ستغيبها». - وسجلت بونماتي لاعبة برشلونة، التي فازت أيضاً بجائزة أفضل لاعبة من الاتحاد الدولي «فيفا» في عامي 2023 و2024، 30 هدفاً في 78 مباراة مع المنتخب الإسباني للسيدات، ولعبت دوراً رئيسياً في فوزها بكأس العالم في 2023 ودوري الأمم الأوروبية العام الماضي. ولم يسبق لإسبانيا، التي تضم في مجموعتها أيضا بلجيكا وإيطاليا، أن وصلت إلى نهائي البطولة القارية، إذ بلغت قبل النهائي مرة واحدة فقط في عام 1997.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store