logo
#

أحدث الأخبار مع #الاتحادالسوفياتي

«الجد الجزار».. إرث نازي يطارد رئيسة الاستخبارات البريطانية
«الجد الجزار».. إرث نازي يطارد رئيسة الاستخبارات البريطانية

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • سياسة
  • العين الإخبارية

«الجد الجزار».. إرث نازي يطارد رئيسة الاستخبارات البريطانية

كشف تحقيق صحفي مثير أن جد رئيسة جهاز الاستخبارات البريطاني الجديدة، كان متعاونًا مع النظام النازي ويحمل لقب "الجزار" بسبب جرائمه. جاء هذا الكشف بعد تعيين بليز ميتروويلي وقت سابق من هذا الشهر كأول امرأة تتولى رئاسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) في تاريخه الممتد 116 عامًا. ووفقًا لوثائق أرشيفية نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، انشق الجد الأوكراني الأصل كونستانتين دوبروفولسكي عن الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية ليصبح المخبر الرئيسي لأدولف هتلر في منطقة تشيرنيهيف الأوكرانية. وتظهر الوثائق الألمانية التي تم الكشف عنها أن دوبروفولسكي الذي عُرف بالاسم الرمزي "العميل رقم 30"، تفاخر بمشاركته الشخصية في عمليات قتل مئات الجنود الأوكرانيين، حيث ورد في إحدى رسائله الموجهة لقادته النازيين توقيعه بعبارة "هايل (يعيش) هتلر" الشهيرة. ووصلت جرائم دوبروفولسكي إلى حد عرض الاتحاد السوفياتي مكافأة ضخمة تعادل 200,000 جنيه إسترليني بالأسعار الحالية، مقابل القبض عليه، مع وصفه في وثائق المطاردة الرسمية بأنه "أسود أعداء الشعب الأوكراني". وتشير التقارير إلى أن دوافع انتقامية كانت وراء تعاونه مع النازيين، حيث سعى للثأر من روسيا بعد مقتل أفراد عائلته ومصادرة ممتلكاتهم خلال ثورة 1917. وأكدت مصادر أن ميتروويلي (47 عامًا) لم تلتقِ بجدها قط، حيث بقيت عائلتها في أوكرانيا المحتلة نازيًا بينما فرت ووالدتها بعد تحرير المنطقة بواسطة الجيش الأحمر عام 1943. فيما صرّح متحدث باسم الحكومة البريطانية بأن "بليز ميتروويلي لم تكن تعرف جدها من جهة والدها ولم تلتقه أبدًا"، مضيفًا أن "هذا الإرث العائلي المعقد هو بالضبط ما ساهم في تشكيل التزامها العميق بمنع النزاعات وحماية المواطنين البريطانيين من التهديدات الحديثة". تجدر الإشارة إلى أن مسيرة ميتروويلي المهنية تمتد لعقدين من الخدمة في "MI6" منذ انضمامها عام 1999، حيث عملت في مهام عبر أوروبا والشرق الأوسط. وكانت تشغل منصب رئيس الفرع التقني قبل ترقيتها التاريخية لقيادة الجهاز. وقد سبق لها الدراسة في جامعة كامبريدج حيث برعت في رياضة التجديف وفازت بسباق القوارب المرموق عام 1997، مما يعكس مسارًا مهنيًا وإنسانيًا منفصلًا تمامًا عن إرث جدها المظلم. aXA6IDM4LjEzLjEzNy43MCA= جزيرة ام اند امز US

"كلمات الحرب"... قلم في مواجهة مدفع
"كلمات الحرب"... قلم في مواجهة مدفع

Independent عربية

timeمنذ 8 ساعات

  • ترفيه
  • Independent عربية

"كلمات الحرب"... قلم في مواجهة مدفع

"ألا تزال تعتقد بأن العالم شاسع؟ وأنه إن كانت هناك حرب في مكان ما، فليس لها تأثير في مكان آخر؟ وأنك تستطيع الجلوس بسلام حتى تنقضي، متجاهلاً كل ما تراه؟ نستغرق في النوم كما لو أن الحرب القائمة ضمن حدودنا لم تصل بعد إلى عامها الخامس أصلاً. كما لو أن الشيشان بعيدة من أوروبا بمثل بعد القمر". بهذه الأسئلة يبدأ فيلم "كلمات الحرب" الذي يروي جزءاً من سيرة الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا. أسئلة لم تنتهِ صلاحيتها بعد، على رغم مرور أكثر من 20 عاماً عليها وعلى رغم تغير وجهات القتال. العمل الذي أخرجه البريطاني جيمس سترونغ وكتبه إريك بوبن حول شجاعة آنا في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال حرب الشيشان الثانية وانتقادها العلني لنظام فلاديمير بوتين، يستكشف الفترة ما بين عام 1999 حتى عام 2006 ويتابع العنف المتصاعد الذي يهدد استقرار المنطقة، من خلال تقارير صحافية عرضت للعالم الظلم والانحطاط، مما جعلها في النهاية عدواً لبوتين وسلطته على البلاد. جسدت ماكسين بيك شخصية آنا بوليتكوفسكايا وقام سياران هيندز بدور رئيس تحريرها دميتري موراتوف وجيسون إيزاك بدور زوجها ألكسندر بوليتكوفسكي. ويعتمد سترونغ على أسلوب سردي يحاكي الوثائقيات، مما يضفي مصداقية وواقعية على الأحداث، مسلطاً الضوء على أهمية حرية الصحافة والتحديات التي يواجهها الصحافيون في بيئات قمعية. الحرب حرب الشيشان الثانية، نزاع عسكري بين القوات الروسية والجماعات المسلحة الشيشانية، امتد من عام 1999 حتى عام 2009 بصورة رسمية. وتميزت هذه الحرب بأنها أكثر دموية وتعقيداً من الحرب الأولى (1994-1996)، وأسفرت عن إعادة فرض السيطرة الروسية على جمهورية الشيشان بعدما كانت تمتعت بحكم شبه مستقل. ويقدّر عدد القتلى بعشرات الآلاف، بينهم مدنيون كثر، وأدت الحرب إلى دمار هائل للبنية التحتية، بخاصة في غروزني التي اعتبرت آنذاك "أكثر مدينة مدمرة في العالم". وأسفر ذلك عن تصاعد القبضة الأمنية الروسية بقيادة فلاديمير بوتين الذي استخدم الحرب لصعوده السياسي ووصوله إلى الرئاسة، وسيطرة نظام قديروف على الشيشان، في ظل تحالف قوي مع الكرملين، وانتشار التطرف الإسلامي خارج حدود الشيشان نحو جمهوريات شمال القوقاز. في أحد المشاهد، يقول صحافي، "لا أحتاج إلى مراسل حربي، فالجميع لديه واحد من هؤلاء. نحن بحاجة إلى مراسلة شعبية حساسة، متعاطفة، ولكن أيضاً صارمة العقل، مستعدة لمواجهة الأقوياء من خلال طرح الأسئلة الصعبة". والمراسلة التي تنطبق عليها هذه المواصفات هي آنا بوليتكوفسكايا، وكانت تكتب عن أمور بسيطة في روسيا، لكن حين انغمست في حرب الشيشان، اكتشفت الفظائع التي يقوم بها الجيش الروسي هناك، وباتت صوتاً لمهمشي هذا البلد. تضليل إعلامي واللافت هنا أن الجمهور الروسي لم يكُن يعلم شيئاً عما يحصل في هذه الحرب لأن الإعلام بكل بساطة كان يستقي معلوماته من مصادر رسمية مضللة. ويقول المتهكمون إننا نعيش في عصر "ما بعد الحقيقة"، حيث مصادر الأخبار منقسمة ومنعزلة، ولا يوجد فهم مشترك للمفاهيم الرئيسة مثل الحقائق أو الإثبات أو المنطق النقدي. وأحد أسباب ذلك، التضليل المتعمد الذي كان الاتحاد السوفياتي ينشره عبر محو الأشخاص الذين لا يحظون بالقبول في الصور التاريخية، قبل أيام الـ"فوتوشوب" بوقت طويل، حتى إن روسيا "الديمقراطية" الجديدة أوائل التسعينيات واصلت السيطرة على المعلومات في الحقبة السوفياتية. ومع ذلك، كانت لدى ميخائيل غورباتشوف رؤية لصحافة أكثر استقلالية. فاستخدم الأموال التي حصل عليها من جائزة "نوبل" للسلام (1990) في إنشاء صحيفة لم تكُن الحكومة تسيطر عليها. وكانت تسمى "نوفايا غازيتا" التي تعني صحيفة على الطراز الجديد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعلم غورباتشوف أن المجتمع القائم على الثقة والعدالة والحقيقة، وحده الذي يمكن أن يحافظ على الديمقراطية. ومن خلال تقارير بوليتكوفسكايا، نشرت الصحيفة قصصاً عن الحرب الروسية في الشيشان. حاول الروس إيقافها بالتهديدات والإساءات والسموم. وحطموا جهاز التسجيل الخاص بها وتسببوا في طرد زوجها، وهو صحافي تلفزيوني روسي بارز، من العمل. وأخيراً، أطلقوا عليها النار. أكثر الأجزاء المؤثرة في الفيلم تفاعلات بوليتكوفسكايا مع المدنيين في الشيشان الذين يشعرون في البداية بالقلق بسبب خبرتهم مع الصحافيين الذين لا يهتمون إلا بالدعاية. إن استماع بيك إليهم مؤثر للغاية، وتجعلنا نرى كيف أن تعاطف بوليتكوفسكايا مهم في كسب ثقتهم بقدر التزامها إخبار العالم بما تراه. وهذا له نتيجة مفجعة في وقت لاحق من الفيلم عندما تخبرها السلطات الروسية بأنها تحتاج إليها للتفاوض حول وضع الرهائن لأنها الوحيدة التي يثق بها الإرهابيون. وأدى إيمانها بقدرتها على إيجاد حل سلمي والتزامها حماية حتى الإرهابيين من الشيشان إلى وضع ثقتها في المكان الخطأ. يصف المنتج التنفيذي شون بن الفيلم بأنه "شخصي أكثر منه جدلي"، ومن الواضح أنه ليس جدلياً. فحجته الوحيدة هي قول الحقيقة. إنه فيلم درامي تقليدي يستند إلى قصة حقيقية، لكنه ليس شخصياً حقاً. فهو لا يُظهر لنا أبداً سبب استعداد بوليتكوفسكايا لتحمل أخطار نقل هذه القصة أو مدى تحملها المسؤولية عن وفاة كثير من الرهائن. ضعف الحبكة ومن أضعف أجزاء الفيلم المشاهد مع عائلة بوليتكوفسكايا، فمن المفهوم أن زوجها (جيسون إيزاك) وأطفالها البالغين منزعجون للغاية من الأخطار التي تتعرض لها والوقت الذي تقضيه بعيدة منهم، لكن هذه المقاطع تبدو وكأنها ساذجة. وأفضل المشاهد مع رئيس تحريرها ديمتري (سياران هيندز) الذي يعجب بها ويدعمها ولكنه على استعداد للتصدي لها عندما تفقد وجهة نظرها. والمشهد الأقوى في العمل محادثتها الحذرة مع أحد الروس الذين أرسلوا لتخويفها، والذي يؤدي دوره إيان هارت بذكاء ماكر ولمسة من الذكاء. يوصف بوتين ضمن العمل بـ"المستبد المتوحش المتعطش للسلطة"، "بوتين يحتقرنا نحن الشعب"، كما تقول بوليتكوفسكايا وهي تتعمق في الشكاوى ضد القوات الروسية في الشيشان، مع وصف مباشر للتعذيب والمجازر والمقابر الجماعية التي تنقلها مباشرة إلى الكاميرا بتأثير قوي. وانتقدت تقارير بوليتكوفسكايا الجريئة والحماسية عن حرب الشيشان الثانية الكرملين والجيش الروسي وفلاديمير بوتين شخصياً بشدة. (وحقيقة أنها قتلت في يوم عيد ميلاده لم تكُن مصادفة بالتأكيد.) وبعد مرور 19 عاماً على وفاتها، لا تزال بطلة شعبية لمقاومة الاستبداد، بخاصة في ظل تصاعد القمع في كل مكان والتهديدات المستمرة للصحافيين. بالنظر إلى كل ذلك، فإن الفيلم يستحق الاحترام لموضوعه، على رغم أنه عرض بسيط جداً لقصة بوليتكوفسكايا، لكنه عمل مليء بالعاطفة المبجلة والـ"كليشيهات". ويشار أيضاً إلى أن عائلة بوليتكوفسكايا لم تمنح الفيلم مباركتها، وقد لا يكون بعضهم سعيداً، على سبيل المثال، بالشخصيات المكتوبة بصورة ركيكة لنظرائهم الخياليين، كابنها إيليا (هاري لوتاي) الذي يبدو مزعجاً ومغروراً حتى عندما تكون مشاعره مفهومة. عملت بوليتكوفسكايا كمفاوضة بين قوات الأمن الروسية والإرهابيين الشيشان، بخاصة خلال الحصار بمسرح دوبروفكا في موسكو، وهو حدث كارثي يستحق صناعة فيلم أكثر ديناميكية من الحركة البطيئة والصوت الخافت المقدم هنا. سُمّمت الصحافية الروسية لاحقاً على متن طائرة متجهة إلى بيسلان، حيث قصفت مدرسة مليئة بالأطفال على يد الإرهابيين أيضاً. نجت بوليتكوفسكايا من محاولة الاغتيال تلك تحديداً، لكن المحاولة الثانية عام 2006 وخفت صوت الصحافية الاستقصائية أخيراً. يُحسب للفيلم أنه يذكرنا قبل تتر النهاية، بأن بوليتكوفسكايا لم تكُن وحدها، إذ قُتل أكثر من 1700 صحافي خلال السنوات الـ25 الماضية بسبب تغطيتهم لقصص كان أصحابها على استعداد للقتل لإبقاء الأمر سراً. ويقول منتج الفيلم شون بين إن "فيلم 'كلمات الحرب' تكريم لآنا بوليتكوفسكايا وللصحافيين في جميع أنحاء العالم الذين تعد تقاريرهم الشجاعة عن الحروب الوحشية وانتقادهم الصريح للقادة المتوحشين أمراً ضرورياً لحرياتنا جميعاً". سيرة آنا ستيبانوفنا بوليتكوفسكايا (1958 - 2006) صحافية وكاتبة وناشطة حقوق إنسان روسية عرفت بمعارضتها للحرب الشيشانية الثانية وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2006، تعرضت لإطلاق النار عليها وقتلت أمام المجمع السكني الذي تقطنه، وهي عملية اغتيال لم تُحل، وما زالت تثير اهتمام المجتمع الدولي. صنعت بوليتكوفسكايا شهرتها من تغطية الأحداث في الشيشان. وتحولت مقالاتها بعد عام 1999، حول الأوضاع في الشيشان إلى كثير من الكتب التي نشر معظمها خارج روسيا، وتابع القراء الروس تحقيقاتها ومنشوراتها من خلال صحيفة "نوفيا غازيتا" الروسية المعروفة بتحقيقاتها التي تغطي الشؤون السياسية والاجتماعية الروسية الحساسة. ومنذ عام 2000، نالت كثيراً من الجوائز الدولية، بينها جائزة "يونيسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة عن سنة 2007 (بعد وفاتها). وعام 2004، نشرت أشهر أعمالها كتاب "روسيا بوتين". ولفتت قصة آنا بوليتكوفسكايا انتباه العالم بعد أن ظهرت انتقاداتها الصريحة لحكم فلاديمير بوتين للشيشان والفظائع المكثفة التي ارتكبت خلال الحرب. وفي شباط (فبراير) 2001، وبينما كانت تحقق في عمليات الاغتصاب والضرب والقتل التي ارتكبها الجيش الروسي في قرية خاتوني، اعتقلها الجيش الروسي واحتجزها لمدة ثلاثة أيام، بزعم أن أوراق اعتمادها الصحافية لم تكُن سليمة. وخلال تلك الفترة، ذكرت أن الجنود الروس هددوها بإطلاق النار عليها واغتصابها وإيذاء أطفالها. تخرجت بوليتكوفسكايا في جامعة موسكو الحكومية بشهادة في الصحافة عام 1980، وعملت في كثير من الصحف التجارية قبل أن تنتقل إلى صحيفة "أوبشايا غازيتا" الأسبوعية التي عملت لديها من 1994-1999، ثم انتقلت إلى صحيفة "نوفايا غازيتا" عام 1999. وهي مؤلفة كتاب "حرب قذرة: مراسلة روسية في الشيشان". قُتلت بوليتكوفسكايا في السابع من أكتوبر 2006، بعد إطلاق النار عليها أمام شقتها وسط موسكو. وقالت الشرطة إنه عُثر إلى جانب جثتها على مسدس وأربعة فوارغ رصاصات فارغة، وأشارت التقارير إلى أن عملية القتل تمت بالتعاقد. واجهت بوليتكوفسكايا احتمال الموت برزانتها المميزة. وقالت خلال مقابلة مع صانع الأفلام إريك بيرغكراوت "يقولون إنك إذا تحدثت عن الكارثة يمكن أن تتسبب في وقوعها. وهذا هو السبب في أنني لا أقول أبداً بصوت عالٍ ما أخشاه. فقط حتى لا يحدث ذلك". كانت تعتقد بأن مهمتها تقديم تقرير عن "الحرب القذرة" في الشيشان التي شنها نظام بوتين في خريف عام 1999. وبحلول وقت وفاتها، كانت بوليتكوفسكايا قامت بما لا يقل عن 50 رحلة إلى الشيشان، وهو مكان وحشي وخطر تجنب معظم الصحافيين الروس الآخرين القيام به. ومن الخطاب الذي ألقته لدى قبولها جائزة الشجاعة في الصحافة "من المتعارف عليه أن الصحافيين يذهبون إلى الأماكن التي تندلع فيها الحروب والكوارث لأن الناس والعالم يريدون معرفة الحقيقة والأخبار عن هذه الأحداث. في روسيا الأمور اليوم عكس ذلك تماماً. فالناس لا يريدون معرفة الحقيقة حول الحرب الدائرة. لقد تعرضوا لعملية غسيل دماغ أيديولوجية قوية ودُفعوا إلى الاعتقاد بأن الأحداث في الشيشان ليست سوى عملية مكافحة الإرهاب، وهم لا يريدون معرفة حقيقة ما يحدث هناك. إنهم لا يريدون أن يسمعوا عن الجرائم التي يرتكبها الجيش أو عن معاناة السكان المدنيين أو عن آلاف الضحايا من جميع الأطراف. لذا، فإن شجاعة الصحافي في مثل هذه الظروف تتمثل في إعطاء هذه المعلومات إلى الناس، رغماً عنهم إلى حد كبير، وجعلهم يفكرون في المأساة التي تمر بها البلاد، والتفكير في ضرورة وقف ذلك".

ادعاءات النصر بين إسرائيل وإيران
ادعاءات النصر بين إسرائيل وإيران

قدس نت

timeمنذ 9 ساعات

  • سياسة
  • قدس نت

ادعاءات النصر بين إسرائيل وإيران

بقلم: رجب أبو سرية بقلم رجب أبو سرية / رغم أن مشروع قرار مساءلة الرئيس دونالد ترامب، في مجلس النواب، الذي جرى يوم الثلاثاء لم ينجح، إلا أنه يفسر بشكل كبير إعلانه المفاجئ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، رغم أنه ليس هو المخول بإعلان ذلك القرار نيابة عن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية، وبعد رد ايراني، أصاب الكبرياء الأميركي في مقتل، نقصد قصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، والتي تعد أهم قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وهذا له معنى واحد، وهو أن ترامب بعد ان خدع المشرعين الأميركيين بالذات بإعلانه الأسبوع الماضي، بأنه منح نفسه مدة اسبوعين ليفكر إن كان سيتدخل عسكرياً الحرب أم لا، لكنه أرسل طائراته بعد ذلك بأربع وعشرين ساعة فقط مرفقة بقرار قصف المفاعلات النووية الإيرانية بما فيها «فوردو» أهم مفاعل نووي ايراني، اي انه اكتفى بالتدخل بضربة خاطفة، دون الدخول في حرب طويلة الأمد. في الحقيقة كان المراقبون قد رجحوا التدخل الأميركي بهذا الشكل، قبل يوم الأحد، اي قبل ان يعلن ترامب نفسه إطلاق عملية مطرقة منتصف الليل، وبعد عشرة ايام من بدء الحرب الساخنة بين إسرائيل وإيران، وذلك بشكل مخالف للدستور الأميركي الذي يجبر الرئيس على أخذ موافقة مسبقة من الكونغرس قبل ان يعلن الحرب على اية دولة اخرى، وبالتحديد حين لا يكون دخوله الحرب دفاعاً عن النفس، او رداً على عملية عسكرية معادية ضد الولايات المتحدة، الأمر الذي لم تقم به إيران، بل واكثر من ذلك، هو اعتدى على ايران من أجل إسرائيل وليس من أجل أميركا، واذا كانت الضربة الأميركية المباشرة ضد إيران، والرد الإيراني على العديد، قد كانا بمثابة خاتمة للحرب التي كان كل الشرق الأوسط يتخوف من وقوعها، وكذلك إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فإن إعلان وقف إطلاق النار، ومن قبل ترامب بالتحديد، يعتبر مدخلاً لتقييم حرب استمرت 12 يوماً، بين اكبر قوتين عسكريتين في الشرق الأوسط، تدعي كل منهما بأنها حققت النصر، بعد إعلان وقف إطلاق النار! في محاولة منا للاقتراب من نتيجة النصر والهزيمة هنا او هناك، لابد من الإشارة أولاً الى ان ذلك المفهوم قد اختلف تماماً، عما كان عليه حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ففي تلك الحرب وقبلها كان النصر يعني أن يلحق طرف الهزيمة العسكرية الماحقة بالطرف الآخر، لدرجة ان يحتل ارضه ويسقط نظامه، وأن يفرض عليه صك الاستسلام، كما حدث مع الاتحاد السوفياتي والحلفاء الغربيين من جهة، ومع ألمانيا النازية واليابان من جهة ثانية، حيث ان كلا من ألمانيا واليابان تخضعان لمعاهدتي الاستسلام، والتي تتضمن تحديد المسموح به لهما من امتلاك السلاح، وحتى وجود قواعد عسكرية لمن كان عدواً على ارضها، كما هو حال الوجود الأميركي في ألمانيا حتى اليوم، أما في الحرب الباردة، فمجرد سقوط الأنظمة الشيوعية في شرق أوروبا، وتفكك الاتحاد السوفياتي اعتُبرا هزيمة للمعسكر الاشتراكي وانتصاراُ للمعسكر الرأسمالي في الحرب الباردة، ومثل هذه النتيجة لم تتحقق لا في إيران ولا في إسرائيل، وهذا يسمح لكلا البلدين الادعاء بأنه حقق النصر وألحق الهزيمة بعدوه ! لن نتعجل القراءة ونقول، بأن التنجية كانت لا غالب ولا مغلوب، بل نقول، بأن الطرفين قد تضررا نتيجة المواجهة العسكرية، وانطلاقاً من زاوية ان احدهما هو الذي بادر للدخول في المواجهة العسكرية، فإن تتبع إعلانه للأهداف التي من أجلها اطلق الحرب، هو المسار الصحيح للمقاربة التي نسعى اليها، ولا احد يختلف حول ان إسرائيل، كانت تسعى منذ زمن طويل الى شن الحرب على ايران، بحجة غزة أو من دونها، لكنها كانت تسعى لتلك الحرب بالمشاركة الأميركية، وخلال مسيرة عشرة أعوام مضت، يمكن القول بأن إسرائيل نجحت جزئياً هنا، وفشلت جزئياً هناك، باختصار فشلت في منع باراك أوباما من توقيع الاتفاق ضمن مجموعة الخمس+1 مع إيران عام 2015، لكنها نجحت عام 2018 في دفع ترامب لتعطيل العمل بذلك الاتفاق، ثم نجحت في افشال محاولة بايدن العودة للعمل به عام 2020، كما فعلت الأمر نفسه مع ترامب، خلال مهلة الـ 60 يوماً التي منحها للتفاوض مع ايران، بعد ان ذهب اليها ضد الرغبة الإسرائيلية. ثم عادت إسرائيل لتكسب نقطة بإطلاق الحرب على إيران في اليوم الحادي والستين، متذرعةً بأن مهلة ترامب قد انقضت دون التوصل لاتفاق افضل من اتفاق 2015، فضلاً عن فرض الاستسلام بالتفاوض مع ايران، حيث تضمن المقترح الأميركي وقف ايران لتخصيب اليورانيوم بأية نسبة، اي حرمانها من حقها الطبيعي في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، لكن حرب إسرائيل ظلت ناقصة دون التدخل الأميركي اللازم، لتحقيق الأهداف التي أعلنتها، وكانت تدمير محطات التخصيب النووي، وتدمير القوة الصاروخية الإيرانية التي اعتمدتها ايران كرادع للقوة الجوية الإسرائيلية التي تتفوق فيها منذ عقود على كل دول الشرق الأوسط مجتمعة، كذلك إسقاط النظام الإيراني، وقد قامت بتسمية العملية من أجل هذا الهدف باسم «الأسد العائد»، اي إعادة نظام بهلوي الامبراطوري الذي كان يحكم إيران قبل خمسين سنة، اي قبل ثورة الخميني التي أقامت النظام الحالي. إيران بدورها لم ترفع اي شعار من خلال الحرب، وفقط قالت بأنها تسعى الى تحقيق معادلة الردع، والحفاظ على حقها بامتلاك الطاقة النووية، لا أكثر ولا أقل، فهل حققت اسرائيل أهدافها التي أعلنتها ام لا، وهل حققت إيران ما التزمت بتحقيقه تجاه حلفائها وشعبها ام لا ؟ هذا هو السؤال الذي يكشف عما آلت اليه الحرب، والتي لم تسقط من السماء على اي حال، بل جاءت في سياق حالة العداء بين الدولتين المستمرة منذ خمسين سنة، وبشكل أوضح منذ اربعين سنة، أي منذ ظهور المقاومة الشيعية اللبنانية في جنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي له بعد عام 82، ودعم إيران بلا حدود لتلك المقاومة. ومع إعلان ترامب وقف إطلاق النار، الذي كشف كما أشرنا، بأن أقصى ما يمكنه السير عليه هو تلك الضربة الخاطفة، وليس الانخراط في حرب طويلة الأمد مع ايران لصالح إسرائيل، سارع الإسرائيليون الى الإعلان عن تحقق الأهداف التي وضعوها لتلك الحرب، لكن عدم سقوط النظام، يؤكد بأن هدفهم بهذا الشأن لم يتحقق، أما قصف «العديد»، وقصف بئر السبع، الذي ادى لمقتل خمسة إسرائيليين وجرح العشرات، وذلك ليلة إعلان وقف إطلاق النار، يؤكد ايضا بان تدمير القوة الصاروخية لم يتحقق، فيبقى ما يخص مواقع المفاعلات النووية، وهذا الأمر غامض، ولا يمكن لأحد أن يعرف على وجه الدقة ان كانت كل المفاعلات قد تدمرت بالكامل، أي بنسبة 100%، أو انها تضررت بنسبة كبيرة او صغيرة، او ان الضرر تفاوت بين محطة واخرى، والأهم من كل هذا وذاك، أنه لا بد من القول، بأن إيران دولة عميقة ودولة كبرى اقليمياً، وإسرائيل تعلن منذ سنوات رغبتها في تدمير تلك المحطات، فلا يعقل بأن أيران كانت تعتمد فقط على القوة الصاروخية، وهي تعلم بأنه ليس لديها قوة الدفاع الجوي، التي من شأنها منع الطائرات الإسرائيلية من الوصول والقصف، وان صواريخها هي للرد بعد القصف، لذلك على الأرجح ان تكون قد اتخذت احتياطاتها منذ وقت طويل، خاصة وان لجان التفتيش لم تكن تصل تماما، بعد تعليق الاتفاق منذ عام 2018. لذلك فإن ما يرجحه العقل، هو كما حدث مع منصات إطلاق الصواريخ التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية الأولى، ورغم ذلك ظهرت الصواريخ بكل أنواعها في الرد بعد ذلك، ان إيران نسجت شبكة خداع للإسرائيليين بوضع منصات صواريخ وهمية، وفعلت شيئاً من هذا القبيل مع المحطات النووية، ومن السهل عليها ان تقوم بتخبئة اليورانيوم المخصب، والذي يقدر بنحو 500 كغم بما يصنع 10 قنابل نووية، كذلك أجهزة الطرد المركزي، في مواقع اكثر أماناً، وأبعد عن عيون التجسس، فيما مواقع المحطات هي التي تعرضت للقصف والضرر، وهذا ما تحدث عنه الرئيس الإيراني فور إعلان وقف اطلاق النار. هناك ضرر لحق بإيران ان كان على مستوى القدرة على استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية بما يؤجل هذا الاستخدام، أياماً او أسابيع او أشهر، يرتبط الأمر بحجم الضرر، ومعالجته، كذلك لحق ضرر بإسرائيل، اقتصادي وسياسي ومجتمعي، ولم يتغير الشرق الأوسط، بل تحقق الردع، لذلك قد يكون وقف إطلاق النار مجرد استراحة محاربين. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

ادعاءات النصر بين إسرائيل وإيران
ادعاءات النصر بين إسرائيل وإيران

جريدة الايام

timeمنذ 20 ساعات

  • سياسة
  • جريدة الايام

ادعاءات النصر بين إسرائيل وإيران

رغم أن مشروع قرار مساءلة الرئيس دونالد ترامب، في مجلس النواب، الذي جرى يوم الثلاثاء لم ينجح، إلا أنه يفسر بشكل كبير إعلانه المفاجئ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، رغم أنه ليس هو المخول بإعلان ذلك القرار نيابة عن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية، وبعد رد ايراني، أصاب الكبرياء الأميركي في مقتل، نقصد قصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، والتي تعد أهم قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وهذا له معنى واحد، وهو أن ترامب بعد ان خدع المشرعين الأميركيين بالذات بإعلانه الأسبوع الماضي، بأنه منح نفسه مدة اسبوعين ليفكر إن كان سيتدخل عسكرياً الحرب أم لا، لكنه أرسل طائراته بعد ذلك بأربع وعشرين ساعة فقط مرفقة بقرار قصف المفاعلات النووية الإيرانية بما فيها «فوردو» أهم مفاعل نووي ايراني، اي انه اكتفى بالتدخل بضربة خاطفة، دون الدخول في حرب طويلة الأمد. في الحقيقة كان المراقبون قد رجحوا التدخل الأميركي بهذا الشكل، قبل يوم الأحد، اي قبل ان يعلن ترامب نفسه إطلاق عملية مطرقة منتصف الليل، وبعد عشرة ايام من بدء الحرب الساخنة بين إسرائيل وإيران، وذلك بشكل مخالف للدستور الأميركي الذي يجبر الرئيس على أخذ موافقة مسبقة من الكونغرس قبل ان يعلن الحرب على اية دولة اخرى، وبالتحديد حين لا يكون دخوله الحرب دفاعاً عن النفس، او رداً على عملية عسكرية معادية ضد الولايات المتحدة، الأمر الذي لم تقم به إيران، بل واكثر من ذلك، هو اعتدى على ايران من أجل إسرائيل وليس من أجل أميركا، واذا كانت الضربة الأميركية المباشرة ضد إيران، والرد الإيراني على العديد، قد كانا بمثابة خاتمة للحرب التي كان كل الشرق الأوسط يتخوف من وقوعها، وكذلك إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فإن إعلان وقف إطلاق النار، ومن قبل ترامب بالتحديد، يعتبر مدخلاً لتقييم حرب استمرت 12 يوماً، بين اكبر قوتين عسكريتين في الشرق الأوسط، تدعي كل منهما بأنها حققت النصر، بعد إعلان وقف إطلاق النار! في محاولة منا للاقتراب من نتيجة النصر والهزيمة هنا او هناك، لابد من الإشارة أولاً الى ان ذلك المفهوم قد اختلف تماماً، عما كان عليه حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ففي تلك الحرب وقبلها كان النصر يعني أن يلحق طرف الهزيمة العسكرية الماحقة بالطرف الآخر، لدرجة ان يحتل ارضه ويسقط نظامه، وأن يفرض عليه صك الاستسلام، كما حدث مع الاتحاد السوفياتي والحلفاء الغربيين من جهة، ومع ألمانيا النازية واليابان من جهة ثانية، حيث ان كلا من ألمانيا واليابان تخضعان لمعاهدتي الاستسلام، والتي تتضمن تحديد المسموح به لهما من امتلاك السلاح، وحتى وجود قواعد عسكرية لمن كان عدواً على ارضها، كما هو حال الوجود الأميركي في ألمانيا حتى اليوم، أما في الحرب الباردة، فمجرد سقوط الأنظمة الشيوعية في شرق أوروبا، وتفكك الاتحاد السوفياتي اعتُبرا هزيمة للمعسكر الاشتراكي وانتصاراُ للمعسكر الرأسمالي في الحرب الباردة، ومثل هذه النتيجة لم تتحقق لا في إيران ولا في إسرائيل، وهذا يسمح لكلا البلدين الادعاء بأنه حقق النصر وألحق الهزيمة بعدوه ! لن نتعجل القراءة ونقول، بأن التنجية كانت لا غالب ولا مغلوب، بل نقول، بأن الطرفين قد تضررا نتيجة المواجهة العسكرية، وانطلاقاً من زاوية ان احدهما هو الذي بادر للدخول في المواجهة العسكرية، فإن تتبع إعلانه للأهداف التي من أجلها اطلق الحرب، هو المسار الصحيح للمقاربة التي نسعى اليها، ولا احد يختلف حول ان إسرائيل، كانت تسعى منذ زمن طويل الى شن الحرب على ايران، بحجة غزة أو من دونها، لكنها كانت تسعى لتلك الحرب بالمشاركة الأميركية، وخلال مسيرة عشرة أعوام مضت، يمكن القول بأن إسرائيل نجحت جزئياً هنا، وفشلت جزئياً هناك، باختصار فشلت في منع باراك أوباما من توقيع الاتفاق ضمن مجموعة الخمس+1 مع إيران عام 2015، لكنها نجحت عام 2018 في دفع ترامب لتعطيل العمل بذلك الاتفاق، ثم نجحت في افشال محاولة بايدن العودة للعمل به عام 2020، كما فعلت الأمر نفسه مع ترامب، خلال مهلة الـ 60 يوماً التي منحها للتفاوض مع ايران، بعد ان ذهب اليها ضد الرغبة الإسرائيلية. ثم عادت إسرائيل لتكسب نقطة بإطلاق الحرب على إيران في اليوم الحادي والستين، متذرعةً بأن مهلة ترامب قد انقضت دون التوصل لاتفاق افضل من اتفاق 2015، فضلاً عن فرض الاستسلام بالتفاوض مع ايران، حيث تضمن المقترح الأميركي وقف ايران لتخصيب اليورانيوم بأية نسبة، اي حرمانها من حقها الطبيعي في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، لكن حرب إسرائيل ظلت ناقصة دون التدخل الأميركي اللازم، لتحقيق الأهداف التي أعلنتها، وكانت تدمير محطات التخصيب النووي، وتدمير القوة الصاروخية الإيرانية التي اعتمدتها ايران كرادع للقوة الجوية الإسرائيلية التي تتفوق فيها منذ عقود على كل دول الشرق الأوسط مجتمعة، كذلك إسقاط النظام الإيراني، وقد قامت بتسمية العملية من أجل هذا الهدف باسم «الأسد العائد»، اي إعادة نظام بهلوي الامبراطوري الذي كان يحكم إيران قبل خمسين سنة، اي قبل ثورة الخميني التي أقامت النظام الحالي. إيران بدورها لم ترفع اي شعار من خلال الحرب، وفقط قالت بأنها تسعى الى تحقيق معادلة الردع، والحفاظ على حقها بامتلاك الطاقة النووية، لا أكثر ولا أقل، فهل حققت اسرائيل أهدافها التي أعلنتها ام لا، وهل حققت إيران ما التزمت بتحقيقه تجاه حلفائها وشعبها ام لا ؟ هذا هو السؤال الذي يكشف عما آلت اليه الحرب، والتي لم تسقط من السماء على اي حال، بل جاءت في سياق حالة العداء بين الدولتين المستمرة منذ خمسين سنة، وبشكل أوضح منذ اربعين سنة، أي منذ ظهور المقاومة الشيعية اللبنانية في جنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي له بعد عام 82، ودعم إيران بلا حدود لتلك المقاومة. ومع إعلان ترامب وقف إطلاق النار، الذي كشف كما أشرنا، بأن أقصى ما يمكنه السير عليه هو تلك الضربة الخاطفة، وليس الانخراط في حرب طويلة الأمد مع ايران لصالح إسرائيل، سارع الإسرائيليون الى الإعلان عن تحقق الأهداف التي وضعوها لتلك الحرب، لكن عدم سقوط النظام، يؤكد بأن هدفهم بهذا الشأن لم يتحقق، أما قصف «العديد»، وقصف بئر السبع، الذي ادى لمقتل خمسة إسرائيليين وجرح العشرات، وذلك ليلة إعلان وقف إطلاق النار، يؤكد ايضا بان تدمير القوة الصاروخية لم يتحقق، فيبقى ما يخص مواقع المفاعلات النووية، وهذا الأمر غامض، ولا يمكن لأحد أن يعرف على وجه الدقة ان كانت كل المفاعلات قد تدمرت بالكامل، أي بنسبة 100%، أو انها تضررت بنسبة كبيرة او صغيرة، او ان الضرر تفاوت بين محطة واخرى، والأهم من كل هذا وذاك، أنه لا بد من القول، بأن إيران دولة عميقة ودولة كبرى اقليمياً، وإسرائيل تعلن منذ سنوات رغبتها في تدمير تلك المحطات، فلا يعقل بأن أيران كانت تعتمد فقط على القوة الصاروخية، وهي تعلم بأنه ليس لديها قوة الدفاع الجوي، التي من شأنها منع الطائرات الإسرائيلية من الوصول والقصف، وان صواريخها هي للرد بعد القصف، لذلك على الأرجح ان تكون قد اتخذت احتياطاتها منذ وقت طويل، خاصة وان لجان التفتيش لم تكن تصل تماما، بعد تعليق الاتفاق منذ عام 2018. لذلك فإن ما يرجحه العقل، هو كما حدث مع منصات إطلاق الصواريخ التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية الأولى، ورغم ذلك ظهرت الصواريخ بكل أنواعها في الرد بعد ذلك، ان إيران نسجت شبكة خداع للإسرائيليين بوضع منصات صواريخ وهمية، وفعلت شيئاً من هذا القبيل مع المحطات النووية، ومن السهل عليها ان تقوم بتخبئة اليورانيوم المخصب، والذي يقدر بنحو 500 كغم بما يصنع 10 قنابل نووية، كذلك أجهزة الطرد المركزي، في مواقع اكثر أماناً، وأبعد عن عيون التجسس، فيما مواقع المحطات هي التي تعرضت للقصف والضرر، وهذا ما تحدث عنه الرئيس الإيراني فور إعلان وقف اطلاق النار. هناك ضرر لحق بإيران ان كان على مستوى القدرة على استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية بما يؤجل هذا الاستخدام، أياماً او أسابيع او أشهر، يرتبط الأمر بحجم الضرر، ومعالجته، كذلك لحق ضرر بإسرائيل، اقتصادي وسياسي ومجتمعي، ولم يتغير الشرق الأوسط، بل تحقق الردع، لذلك قد يكون وقف إطلاق النار مجرد استراحة محاربين.

ما قالته الحرب (1-2)
ما قالته الحرب (1-2)

المشهد اليمني الأول

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • المشهد اليمني الأول

ما قالته الحرب (1-2)

عندما جرّبت إسرائيل والولايات المتحدة الاستثمار في اللحظة الخاطفة، بدأت تصريحات ترامب تدعو إيران إلى استسلام غير مشروط، لكنّ إيران امتصّت اللحظة، فتغيّرت اللهجة الأميركية وصولًا إلى مرحلة وقف إطلاق النار. فشل الرهان الإسرائيلي والأميركي على اللحظة الخاطفة في الثالث عشر من حزيران؛ ومع فشل تلك اللحظة لم يعد من الممكن أن نعود إلى اللحظة التي سبقت ذلك الرهان، والتي سبقت الحرب كلها. كان الرهان الأكبر على إحداث خلل في النظام السياسي، وخلل في القيادة العسكرية، بالتزامن مع تحريك خلايا نائمة أعدّ لها الموساد طويلاً، للهجوم بالمسيرات من داخل إيران، والانقضاض على مؤسسات الدولة وإلحاق الضرر ببنيته العسكرية؛ وتحديداً أنظمة الدفاع الجوي. ليس من الغرابة في شيء، ولا هوساً بنظرية المؤامرة، القول إن انطلاق المفاوضات غير المباشرة نفسها، التي سبقت الحرب، كانت ستاراً لتلك اللحظة، وجزء من خطة التضليل الاستراتيجي لواشنطن و'تل أبيب'. ما حدث، أقلّه عسكرياً، كأنه نسبياً حرب أكتوبر 1973 معكوسة، فبعد نجاح اللحظة الخاطفة للجيشين المصري والسوري؛ بادر الاتحاد السوفياتي آنذاك إلى طرح مشروع لوقف إطلاق النّار، رفض هنري كسنجر المقترح، لأنه يرى أن التوقيت المناسب لأي وقف لإطلاق النّار يحدث على أكتاف وضعية ميدانية مناسبة لـ'إسرائيل'، واستمرت المماطلة إلى حين لحظة 'ثغرة الدوفرسوار'، لتكون بذلك نهاية الحرب مناسبة لواشنطن و'تل أبيب'. عندما جرّبت 'إسرائيل' والولايات المتحدة الاستثمار في اللحظة الخاطفة، بدأت تصريحات ترامب تدعو إيران إلى استسلام غير مشروط، ولكن إيران امتصت اللحظة وتجاوزتها؛ وبتوظيفها الفعّال لقدراتها الصاروخية خلقت واقعاً ميدانياً جديداً لما بعد الصدمة؛ وتغيّرت اللهجة الأميركية وصولاً إلى البحث عن فعل تفاوضي جديد عبر وسيط الترويكا الأوروبية؛ والقفز بعدها إلى مرحلة وقف إطلاق النّار. وإذا كانت 'إسرائيل' عام 1973 وقفت على قدميها بفعل جسر النار الأميركي، بعد أن طلب كسنجر من معاونيه عدم إيقاظ نيكسون من النوم لأنه شخص انفعالي وقد يربك المشهد، فإيران الهادئة بكلّها، استعادت المبادرة بمحض روافعها الداخلية الخاصة، الداخلية الخاصة تماماً. الألم وقلق الاستنزاف أوقفا الحرب إذا كان مبدأ الحروب الطويلة يغيب عن العقيدة الأمنية الإسرائيلية، أو أن تحديثات هذه 'العقيدة' لم تتكيف مع هذه الفكرة، فإن الثابت في العقيدة الأمنية هو استكمال الحرب التي تبدأ إلى حين إنهاء الطرف الآخر، وتحقيق جميع الأهداف المرسومة، طالما أن ذلك ممكناً، وبأقل تكلفة. عندما تتوقف 'إسرائيل' عن الحرب، تأكد أنها تتوجع، وأنها شعرت بنفسها على أعتاب أزمة استراتيجية قابلة للاستمرار. عندما يقول موقع 'غلوبس' أن كل صاروخ إيراني تسبّب ب 4 آلاف طلب تعويض، وأن الحرب تسبّبت في إخلاء أكثر من 18 ألف إسرائيلي، انتقلوا إلى العيش في الفنادق والمساكن المستأجرة، وعندما تنقل 'رويترز' أن شركة 'العال' للطيران استقبلت 25 ألف طلب للسفر خلال الحرب؛ فهذا ليس إلا جزءاً من القصة. فالجزء الأكبر الذي تقلق منه 'إسرائيل' هو تسييل النتائج المؤجلة؛ وتقف في مراجعة مرتجفة للتاريخ؛ وتتذكر أن 14 ألف مستوطن غادروا أراضي فلسطين المحتلة بعد الانتفاضة الأولى، التي كانت انتفاضة حجر، و27 ألفاً غادروا بعد الانتفاضة الثانية، و500 ألف بقوا في أماكنهم في الخارج ولم يعودوا بعد أن بدأ 'طوفان الأقصى'، و83 ألفاً غادروا عام 2024 بتداعيات 'طوفان الأقصى'. 'إسرائيل' ببساطة تخشى من لحظة التسييل هذه، وهي تدرك أن ما يقارب 800 ألف مستوطن غادروا فلسطين المحتلة منذ تأسيس الكيان إلى ما قبل الطوفان بسنتين. هل تعود أطياف الهاغاناه التي حرقت سفينة باتريا عام 1940 لمنع المستوطنين من مغادرة فلسطين؟ انتقام الجغرافيا عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على إيران، وضع المخيال العام تصورات عدة لطبيعة الحرب التي قد تحدث؛ فإذا كانت 'إسرائيل' تعتمد على المقاتلات الحربية في طلعاتها الجوية، بدعم أميركي، لتعتدي على الأراضي الإيرانية، فكيف يمكن لإيران أن ترد من بعد 2000 كم، من دون استخدام مقاتلات حربية مماثلة؟ عندما ركّزت إيران في استثمارها العسكري في البرنامج الصاروخي، استند قرارها إلى مجموعة من العوامل، منها: 1. طبيعة الجغرافيا الوسيطة واصطفافها السياسي واحتضانها لمجموعة من القواعد العسكرية الأميركية، التي تدعم الجانب اللوجستي للمقاتلات الحربية (الوقود، الصيانة، إلخ…). تفهّمت إيران حساسية هذه الجغرافيا؛ وبدلاً من التوتير، ذهبت إلى خيار آخر؛ وهو الدبلوماسية المرنة مع هذه الجغرافيا، تحت عنوان حسن الجوار. 2. إمكانات السباق في مجال المقاتلات الحربية: تحدّى المفكر الاقتصادي المصري جلال أمين، في كتابة 'خرافة التقدم والتخلف' النماذج السائدة في تقييم التأخر عن النموذج الغربي، وينطلق في كل ذلك، من اعتماد مبدأ خصوصية التجربة، فإذا كان الغرب طوّر نموذجه الخاص، فليس بالضرورة أن تحاول تقليده وتسير خلفه، وبذلك أنت بكل بساطة لست متخلفاً عنه! وإذا كان أمين يركز جهوده في الاجتماع والاقتصاد، فالتجربة العسكرية الإيرانية تقدم محاكاة لفكرة أمين عسكرياً، فاعتماد البرنامج الصاروخي هو تحدّ لمعايير تقييم التقدم العسكري، فإذا كان الغرب يعدّه الطائرة المقاتلة، فعدّه الإيرانيون الصواريخ الدقيقة! 3. التكلفة. يكمن اللغز العسكري الإيراني في الوصول بدقة إلى بنك أهداف في عمق استراتيجي ضيّق، قد يتوزّع على 10 آلاف كم مربع، محاط بغابة من المضادات الجوية على امتداد الجغرافيا المحيطة، براً وبحراً، وكل ذلك مع تحييد عنصر قوة إيراني من المعركة (القوة البرية). في المقابل، تمتد إيران على مساحة مليون و600 ألف كم مربع، ليس من السهل تغطيتها بالكامل بأنظمة الدفاع الجوي. ولكن هذه المعادلة الجغرافية، التي حملت تعقيداتها الخاصة، وتجاوزتها إيران بنموذج الصواريخ الدقيقة، حملت معها أيضاً هداياها التاريخية، فاستهداف محطة بازان في حيفا، كان يعني استهداف 49% من حاجة 'إسرائيل' إلى وقود المركبات الصغيرة، و59% من حاجتها إلى وقود الشاحنات والقطارات، وبذلك تكون هذه المحطة عصباً أساسياً لقطاع النقل، وإذا توسّعت دائرة الاستهداف أكثر، لتطال المنشآت التي تغذي قطاع الكهرباء؛ حقول غاز ليفاثيان وتامار؛ عندها تكون المشكلة الإسرائيلية الطاقوية مركبة؛ نقل وكهرباء.. في المقابل، إيران التي تنتج سنوياً 365 ألف جيجا واط من الكهرباء، فإن الجغرافيا الواسعة نفسها، التي تعطي بنك أهداف واسعاً، تحمل معها خيارات بديلة متعددة لمنشآت الطاقة! وإذا كان معهد وايزمان يشكل عقدة مركزية في العقل البحثي الإسرائيلي (الحلقة الأولى في سلسلة البحث كمركز للعلوم الطبيعية، أو باعتباره تركة غربية ثمينة تشبه خطوط إنتاج السلاح والقواعد العسكرية إبان الحرب العالمية الثانية، أو باعتباره حلقة مركزية في التواصل مع الشركات التكنولوجية الناشئة عبر الوحدة 8200، أو بصلته بالأبحاث النووية)، فإن عقدة مركزية كهذه غير موجودة في إيران. في الانتقال من الجغرافيا إلى الديمغرافيا، راهنت 'إسرائيل' على اغتيال العلماء النوويين، كما فعلت سابقاً مع يحيى المشدّ وسميرة موسى، ومع الخزان البشري الكبير لإيران من العلماء النوويين، تجد 'إسرائيل' نفسها محصورة بمروحة من العلماء، الذين يسهل اصطيادهم في المؤتمرات العلمية في أوروبا، المنشورة أوراقها على الإنترنت، ولكن إيران لم تفعل ذلك! إلى جانب 'انتقام الجغرافيا'، كان ثأر الشخصية الإيرانية المستقلة، التي أثبتت مجدداً أنها عصية على الإخضاع! روسيا والصين…. استجابة أسرع للخطر؟ 12 يوماً من الحرب، ربما لم تكن كافية لكشف حدود الدعم التي يمكن أن تذهب بها روسيا والصين. ومع أن كلا الطرفين قدّما موقفاً سياسياً داعماً لإيران، إلا أنّ ضرورات تغيير النظام الدولي وتحديثه تحتاج لما هو أبعد! في استطلاع لآراء عدد من الباحثين والمفكرين أجرته RT، يقول المفكر الروسي ألسكندر ديوغين، إذا سقطت إيران، فالتالي هو روسيا. ولا يجد من مانع من إثارة ملفات نووية لها أيضاً. وفي المقاربة بين 'إسرائيل' وأوكرانيا، اللتين لم تكونا موجودتين أصلاً، يرى أن دورهما الوظيفي هو نفسه، كيان وظيفي للغرب الجماعي (Collective West's Proxy). والسؤال الذي يطرح نفسه على روسيا بإلحاح؛ ليس أن تحارب أو لا، فهي أساساً تحارب في أوكرانيا، ولكن السؤال هو كيف؟ وبسرعة! الجرس الذي يقرعه ديوغين مرتبط تحديداً بعامل السرعة، والمبادرة، وإذا كانت مؤشرات كثيرة تظهر هبوط الغرب، إلا أنه ما زال شرساً ومبادراً. لروسيا خاصرتان يبحث الغرب عن إيلامها منهما؛ الأولى من الغرب تشهد حرباً طاحنة مع الأطلسي في أوكرانيا، أما الثانية فمن الجنوب، من آسيا الوسطى، وإيران بوابتها الجغرافية الأوسع. هل كانت روسيا تحتمل الانتظار؟ يفخر الروس بإنجاز كبير في آسيا الوسطى في عهد بوتين، وهو تفكيك القواعد العسكرية الأميركية التي كانت هناك، ومن ذلك القاعدة الأميركية في أوزبكستان التي تفككت عام 2005، والقاعدة العسكرية في قرغيزيا التي تفكّكت عام 2005، وعندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، صرّح بوتين بإمكانية استخدام القواعد العسكرية الروسية لمراقبة النشاطات الإرهابية، وكأنها سخرية انتقامية للتاريخ… هل كانت روسيا تحتمل العودة عن كل هذا؟ تستورد الصين الطاقة من مصادر متعددة، وتقول المصادر الغربية أن حجم وارداتها من إيران بالذات أعلى مما تقوله التقارير الإحصائية المختلفة، وأنها تستورد 90% من صادرات إيران النفطية. ولكن الاضطراب الطاقوي الأكبر الذي يرتد على الصين في حال اضطراب إيران؛ أولاً أن 45% من وارداتها النفطية تمر عبر مضيق هرمز، وثانياً أن إيران مصدر تزويد طاقة موثوق في الخليج، لا تغير سياساته الضغوط الأميركية. المصالح الاستراتيجية الروسية والصينية مع إيران تفرض استجابة أسرع في التعامل مع أي تهديد ضد إيران: 1. أكدت الحرب على إيران انتهاء فرضية الإراحة المتبادلة في الساحات الاستراتيجية الثلاث؛ بمعنى أن الضغط الأميركي في أوكرانيا يخفف منه في غرب آسيا أو العكس. واشنطن لا تتبنى تجميداً استراتيجياً لفعاليتها في أي من الساحات، مع إمكانية تبديل الأولويات تكتيكياً. 2. عنوان 'عالم متعدد الأقطاب' لا يمكن أن يعمل من دون الاستجابة السريعة للأحداث، وما صدر في 'إعلان قازان' في أكتوبر 2023، من ضرورة إعادة هيكلة الهيئات الدولية، وتفعيل عملها، يتطلب ضغطاً أكبر من داخلها وخارجها، وقد برز مثال الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه الحرب كعنوان بارز. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد فرج

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store