logo
#

أحدث الأخبار مع #فرانزفانون

كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي
كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي

خبر صح

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • خبر صح

كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي

أشار الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة جورجتاون ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، إلى العواقب المأساوية لمحاولات الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، حيث ستخلق جيلًا جديدًا لا يعرف سوى لغة العنف، مؤكدًا أن 'الأطفال الذين نشأوا تحت صمت القصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة'. كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي مقال مقترح: الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ينظم مؤتمرًا حول 'الإرهاب في غرب أفريقيا' وكتب مأمون فندي عبر صفحته الشخصية على منصة 'إكس': 'قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة، يجب أن تحاوروا 'حماس' الآن، لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، هل كان سيرى 'حماس' كحركة معتدلة، أقرب إلى 'حزب الخضر' في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟ وتابع قائلاً: 'ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد مجرد حادث عابر، بل أصبح زمنًا مؤسِّسًا لجيل جديد، فكما كتب فانون، الاستعمار لا يقتل الجسد فقط، بل يُعيد تشكيل الذات ويُنتج أجيالًا 'تتنفّس الغضب'، وفي هذا السياق، قد تبدو 'حماس' لاحقًا كحركة إصلاحية مقارنةً بجيل وُلد من رماد الحرب'. اقرأ كمان: كيفية الحصول على معاشات تكافل وكرامة لشهر يونيو 2025 بالخطوات قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة: حاوروا 'حماس' الآن لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، هل كان سيرى 'حماس' كحركة معتدلة، أقرب إلى 'حزب الخضر' في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟ ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد حادثًا عابرًا،…. — Mamoun Fandy (@mamoun1234). وأضاف مأمون: 'حنّة آرنت تُحذّر من أن إغلاق الفضاء السياسي يحوّل العنف إلى اللغة الوحيدة الممكنة، الأطفال الذين نشأوا تحت صمت القصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة، أغامبين يصف البشر في هذا السياق بأنهم 'حياة عارية'، وفرويد يحدّثنا عن التروما الجماعية التي تفعّل غريزة الموت، بينما يرى زيغمونت باومان أن غياب النظام الإنساني يُفضي إلى وحشية ممنهجة'. وأوضح: 'جيل ما بعد الإبادة لن يطالب بعدالة قانونية، بل بثأر كوني، حينها، قد تبدو أيديولوجية 'حماس' اليوم وكأنها حركة بيئية، حاوروا 'حماس' الآن، قبل أن تحاوروا جيلًا يرى أكل لحوم البشر فعلًا مبرّرًا'. واختتم مأمون فندي حديثه قائلًا: 'ما تفعله إسرائيل اليوم ليس إلا إعادة تدوير مشوّهة لهولوكوستها، ترى التهديد في كل حجر، فتخيّل كيف سيرى الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم'. محلل سياسي: هذه الجولة من الحرب انتهت لكن الصراع مستمر أكد المحلل السياسي العراقي لقاء مكي أن الصراع بين إسرائيل وإيران لم ينته بعد، مؤكدًا أن 'الحرب انتهت لكن الصراع مستمر'. كتب مكي عبر صفحته الشخصية على منصة 'إكس': 'ادعاء النصر ليس عيبًا، فذلك طبيعي ومتوقع لاسيما في الحروب غير المحسومة بنتائج محسوسة مثل احتلال العواصم، أو تدمير الجيوش، أو هرب الغزاة'. وتابع: 'في الحرب الأخيرة، كان متوقعًا أن تحتفل كل من إسرائيل وإيران بالنصر، فلكل منهما أسبابه وزاوية نظره، لكن المهم هنا، هو النتائج الاستراتيجية لهذه الحرب، وما سيظهر من آثار على قدرات وسلوك كل من الطرفين'. واختتم: 'هذه الجولة من الحرب انتهت لكن الصراع مستمر، وهو صراع كبير ومتعدد المستويات والعناوين، ولن ينتهي بالطرق الدرامية التي تعطي للنصر أو الهزيمة معنى واضحًا ومباشرًا'.

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس
في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

بينما تدخل الأزمة الدبلوماسية الحادة بين الجزائر وفرنسا عامها الأول قريباً، دون أي بوادر لانفراجها، تنظم إحدى القنصليات الجزائرية في باريس أسبوعاً من النشاطات الثقافية والرياضية احتفاءً بمرور 63 سنة على الاستقلال. ووفق الصحيفة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر»، فقد أعدَّت قنصلية الجزائر في نانتير بضواحي باريس «أسبوعاً للاحتفال بذكرى الاستقلال»، يبدأ من الأول من يوليو (تموز)، وينتهي في السادس من الشهر ذاته. ويشارك في هذه التحضيرات «تجمع 16 أكتوبر 1961» الذي يحمل عنواناً لتاريخ مظاهرات كبيرة للمهاجرين الجزائريين من أجل الاستقلال، و«جمعية سيتي 2000» التي ينشط بها مهاجرون جزائريون. وتحت شعار «المشاركة والذاكرة والود»، تتضمن النشاطات عرضاً لفيلم مخصص للطبيب فرانز فانون، وهو مناضل من جزر مارتينيك، ناهض الاستعمار وعاش بين الجزائريين في خمسينات القرن الماضي. بالإضافة إلى عروض عن أبرز الرياضيين الجزائريين الذين عاشوا في فرنسا، خصوصاً لاعبي كرة القدم. ومن المقرر، وفق برنامج التظاهرة الذي أعدته القنصلية، إقامة بطولة كرة قدم نسائية في الخامس من يوليو المصادف للذكرى الثالثة والستين للاستقلال. ومن المنتظر مشاركة 12 فريقاً و140 رياضية في هذه البطولة. وأشارت القنصلية إلى أبرز محطات الاحتفال بالذكرى، حيث تحدثت عن مشاركة عارضين للحرف اليدوية الجزائرية لتكريم التراث الثقافي والحرفي الجزائري، بالإضافة إلى مباراة استعراضية يشارك فيها لاعبون سابقون وفنانون معروفون «لتكون لحظة مؤثرة من الاحتفال الجماعي»، وفق تعبير القنصلية. كما تتضمن الفعالية «استقبالاً ودياً» ينظمه القنصل الجزائري في نانتير حول «كسكسي الصداقة»، حيث سيجري تكريم وتسليم جوائز لقدامى المحاربين في ثورة الاستقلال (1954 - 1962) «تقديراً لجهودهم ووفاءً لذكراهم»، بحسب القنصلية التي دعت في بيان إلى «الحضور بكثافة من أجل الاحتفال معاً بالثقافة والتاريخ والأخوة». ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة بين البلدين قبل نحو عام، تُستخدم مفردات من قبيل «الود» و«الصداقة» و«الأخوة» من جانب الجزائر، بعدما حلَّت الملاسنات الحادة بين كبار المسؤولين والاتهامات الخطيرة بـ«التآمر» ضد أمن واستقرار البلدين محلّ التهدئة والشراكة الإيجابية التي طبعت العلاقات سابقاً. تُعدُّ قضايا الذاكرة والاستعمار من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، وقد زادها تعقيداً ملفا الهجرة النظامية وغير النظامية، إضافة إلى تباعد المواقف بشأن نزاع الصحراء. ومنذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحكم في الجزائر نهاية عام 2019، صعَّدت السلطات الجزائرية من لهجتها بشأن مطلب «الاعتراف بجرائم الاستعمار» من قِبل فرنسا، وضرورة تقديم اعتذار رسمي عنها. ورغم بعض الخطوات الإيجابية بادر بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مثل إدانته الاستعمار خلال زيارته للجزائر بوصف أنه مرشح للرئاسة في 2017، لا يزال الجدل حول ملف «الذاكرة» محتدماً. وتأجلت عدة مرات زيارة تبون إلى باريس رداً على زيارة ماكرون للجزائر في عام 2022، رغم التوصل إلى اتفاق ثنائي بشأنها. وقد أربكت عدة حوادث هذا المشروع، أبرزها قضية هروب الطبيبة والمعارِضة أميرة بوراوي إلى فرنسا عبر تونس في فبراير (شباط) 2023، رغم خضوعها لأمر قضائي يمنعها من السفر. الناشطة المعارضة أميرة بوراوي (الشرق الأوسط) ووجَّهت الجزائر حينها اتهامات إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية بالوقوف وراء عملية الإجلاء، علماً بأن بوراوي تحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية. وقد طوى البلدان «أزمة بوراوي» بعد شهرين، لتُستأنف مجدداً الترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس الجزائري إلى باريس. غير أن العلاقات سرعان ما شهدت انتكاسة جديدة حين رفضت فرنسا تسليم الجزائر أغراضاً شخصية تعود إلى الأمير عبد القادر، رمز المقاومة الشعبية في بدايات الاستعمار، وعلى رأسها سيفه وبُرنسه اللذان يُحتفظ بهما في قصر بوسط فرنسا قضى فيه فترة من أسره خلال القرن التاسع عشر. لكن الواقعة التي فجَّرت سلسلة من الخلافات المتتالية، تمثَّلت في إعلان قصر الإليزيه دعمه سيادة المغرب على الصحراء في نهاية يوليو 2024. فقد سحبت الجزائر سفيرها من فرنسا فوراً رداً على هذا الإجراء، وأوقفت التعاون الأمني معها خصوصاً في مجال محاربة الإرهاب في الساحل وتبادل المعلومات حول الجهاديين في كامل هذه المنطقة والمغرب العربي وحوض المتوسط، كما جمَّدت إصدار التصاريح القنصلية للسلطات الفرنسية الخاصة بترحيل المهاجرين الجزائريين غير النظاميين في فرنسا. الكاتب المسجون بوعلام صنصال (متداولة) وتصاعدت وتيرة التوتر بسرعة خلال الشهور التالية، تجلَّت بشكل خاص في اعتقال الجزائر الكاتب بوعلام صنصال، الحامل للجنسيتين الجزائرية والفرنسية، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ثم الحكم عليه بالسجن خمس سنوات نافذة بتهمة «المس بالوحدة الترابية». وجاء ذلك على خلفية تصريحات مثيرة أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، زعم فيها أن «أجزاء من غرب الجزائر تعود إلى المغرب». الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي في 6 مارس 2025 (الرئاسة الجزائرية) وبينما لاحت بوادر صلح بين البلدين حينما زار وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو الجزائر في السادس من أبريل (نيسان) 2025، عادت التوترات من جديد وبأكثر حدّة بسبب اعتقال الأمن الفرنسي موظفاً قنصلياً جزائرياً وسجنه بتهمة خطف واحتجاز اليوتيوبر المعارض، أمير بوخرص، اللاجئ بفرنسا، حيث طردت الجزائر 12 دبلوماسياً من السفارة الفرنسية، وردَّت باريس بطرد عدد مماثل من الموظفين من الدبلوماسيين الجزائريين المعتمدين لديها.

نغوغي واثيونغو.. تحرر يبدأ من اللسان
نغوغي واثيونغو.. تحرر يبدأ من اللسان

العربي الجديد

time٠٣-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • العربي الجديد

نغوغي واثيونغو.. تحرر يبدأ من اللسان

كان الطبيب النفسي والفيلسوف الاجتماعي المارتينيكي المتعاطف مع الثورة الجزائرية فرانز فانون في مسعاه إلى دراسة المركزية الغربية الاستعمارية ونقدها، يسمّي عملية إحلال خصوصيات حضارية طارئة ووافدة مكان خصوصيات أخرى متجذّرة ومتراكمة بـ"العصارة الإمبريالية". التقط الروائي والقاصّ والمسرحي و الأكاديمي الكيني نغوغي واثيونغو الذي رحل عن عالمنا الأربعاء الفائت، هذه الإشارة مبكراً، فأعلن انسلاخه عن التبعية للمركزية البريطانية التي ظلّت بلاده تابعة لها، في إطار الكومنولث، حتى بعد استقلالها عام 1963، بدءاً بتغيير اسمه "جيمس" إلى اسم محلّي هو "نغوغي"، الذي يعني "المتمسّك بالحق"، ووصولاً إلى الاستغناء عن الإنكليزية لغةً ل لكتابة ، إذ كان قد نشر بها روايتين وضعته في الواجهة، هما: "لا تبكِ أيها الطفل" و"حبّة حنطة"، وشرع في الكتابة بلغته المحليّة المعروفة بـ"الكيكويو". لقد فهم واثيونغو أن موجة التحرّر التي اجتاحت أفريقيا خلال خمسينيات القرن العشرين وستينياته ستظلّ شكلانية إذا لم تتحرّر الألسنة الأفريقية من التبعية اللغوية للغرب الإمبريالي، باعتبار "اللغة مأوى الوجود". وفهمت المركزية البريطانية خطورة هذه الدعوة الوليدة، على امتداداتها الثقافية الخادمة لمصالحها السياسية والاقتصادية، فكانت هي من هندس مؤتمر الكتّاب الأفارقة باللغة الإنكليزية عام 1962، فحاصرته من خلال استبعاده من منابرها الثقافية والإعلامية، ومن خلال حلفائها في السلطة الكينية التي سجنته عام 1977، فما كان منه إلا أن رجمها بروايته "شيطان على الصليب" التي وصفتها السلطة النائبة عن الاستعمار باسم الديانة المسيحية. استعمل مصطلح "القنبلة الثقافية" للتعبير عن آثار تبعية أفريقيا غير أنَّ كتاب "تصفية استعمار العقل"، الذي صدرت ترجمته العربية عن "دار التكوين" عام 2011، بقلم الشاعر العراقي سعدي يوسف، يظلّ "بيانه" الفكري والفلسفي الذي يلخّص نظرته إلى الاستعمار الغربي، ليس فقط بوصفه قوة عسكرية، بل أيضاً –وهذا هو الأهم– بوصفه نظام علامات حضارية وثقافية وجمالية وفكرية وفلسفية يقوم على الهيمنة على الآخر وطمس علاماته. مواجهة الذات يقول واثيونغو إنَّ النقاشات الفكرية التي كان يجريها مع طلبة جامعة نيروبي وأساتذتها، خلال النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين، خاصةً "مؤتمر تعليم الأدب الأفريقي"، هي ما أسهم في انقلابه على قناعاته السابقة، ووضعه أمام أسئلة حارقة لا تقبل التهرب الذي ظلّ يهيمن على مواقف قطاع واسع من النخب الأفريقية. وبرغم اعترافه بأنّ مقالات الكتاب تحمل نغماً شخصياً مباهياً، يؤكّد أنَّ الإشكالات الراهنة لأفريقيا لم تأتِ من اختيار شخصي، بل من وضع تاريخي خاص، "كما أن الحلول أيضاً ليست مسألة قرار شخصي، بقدر ما هي نتاج تحوّل أساسي في بنى مجتمعاتنا، يبدأ بقطيعة حقيقية مع الاستعمار، وحلفائه من الحكّام المحليين". ويوضّح: "أنا أنتقد الخيار الأفرو–أوروبي لممارساتنا اللغوية، ولا أنتقص أبداً من مواهب وعبقرية الذين كتبوا بالإنكليزية والفرنسية والبرتغالية. إنني أرثي وضعاً نيوكولونيالياً جعل البرجوازية الأوروبية تسرق مواهبنا وعبقرياتنا، بعد أن سرقت اقتصادنا في القرنين الأخيرين". تحرير اللسان والقلم نقرأ منذ بدايات الكتاب أنه سيكون آخر ما سيكتبه واثيونغو بالإنكليزية، فهي في حكم وداع أخير لها، إذ سيتفرّغ للكتابة بلغة "الكيكويو" و"الكي-سواحلية"، مع تمنّيه أن تعمل الترجمة على "متابعة الحوار مع الجميع"، وهو بهذا يدعو إلى القطيعة لا المقاطعة. غيّر اسمه الغربي بآخر أفريقي، واستبدل لغة المستعمر بلغته الأفريقية إنه موقف أملاه عليه نظره إلى ما أسماه "الحقائق الأفريقية" كما هي، وفق ثنائية التراث الاستعماري الطامس والتراث المحلي المقاوِم، حيث يحظى الأول بحماية ورعاية البرجوازية العالمية بشركاتها متعددة الجنسيات، والطبقات الحاكمة الملوّحة بالعلم الوطني، لترسيخ "ثقافة قردية وببغاوية تُفرض على شعب متململ بجزمات الشرطة ورجال الدين ومثقفي السلطة والقضاة ذوي العباءات". هنا، يستعمل واثيونغو مصطلح "القنبلة الثقافية" للتعبير عن آثار التبعية الأفريقية للمركزية الغربية، منها إبادة إيمان الشعب بأسمائه ولغاته وبيئته وثقافاته وفنونه وإرثه النضالي، ومن ثم إبادة إيمانه بنفسه. إننا بصدد مثقف نقدي غيّر اسمه الغربي باسم أفريقي، واستبدل لغة المستعمر الغربي بلغته الأفريقية، حتى يحقق الانسجام المطلوب بين خطابه وسلوكه، ليتفادى جملة التناقضات والارتباكات التي تميز كثيراً من المحسوبين على النخبة المثقفة. وهو ما يحرمهم من القدرة على التأثير والتغيير، "فيتماهون مع كل ما هو منحط ورجعي، ويُحبسون داخل الشك في الصواب الأخلاقي للنضال". ولأن اللغة هي المحدِّد الهوياتي الحاسم، ظلّت –بحسب واثيونغو– بؤرة الصراع بين القوتين الاجتماعيتين المتنافستين في أفريقيا القرن العشرين. ويدين الكتاب مؤتمر برلين عام 1884، لأنه منح الحق للأوروبيين في تقسيم الفضاء الأفريقي، على أساس اقتصادي، ولكن أيضاً على أساس لغوي، حيث بات الأفارقة يرون أنفسهم من خلال اللغات الغربية، بما مهّد للمسخ والتشوّه الحضاريين، "ومن سوء الحظ أن نرى الكتّاب الذين كان عليهم أن يرسموا سبل النفاذ من ذلك التّطويق لقارتهم، يُعرّفون أنفسهم داخل الشرط اللغوي الاستعماري". ويلتقط لنا واثيونغو بعض التصرفات الدالة على التبعية اللغوية في المشهد الكيني، منها أن زميلاً له في المرحلة الإعدادية عام 1954، كان متفوقاً في المواد كلها، لكنه كان ضعيفاً في الإنكليزية، فرسب وأصبح مناوباً في إحدى الحافلات، "بينما أُلحقتُ أنا، المتفوق فيها، بإحدى أهم الثانويات في كينيا الكولونيالية". ويذهب بعيداً في رثاء المخيال الأفريقي، بالقول إنه من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، درّسوه النصوص التي تمثل المدونة الأدبية الغربية: ديكنز، إليوت، غرين، غراهام، تويست، في استبعاد واضح للأدب المحلي، حيث لم يلتقِ في تلك النصوص الحيواناتِ التي تشكل خوف الإنسان الأفريقي وشغفه، "من هنا كانت اللغة والأدب يأخذاننا أبعد فأبعد عن أنفسنا نحو نفوس أخرى". ولأن المسرح كان من أكثر الأدوات الجمالية والفكرية التي استعان بها واثيونغو في تأكيد مشروعه القائم على القطيعة المعرفية، لأنه فنّ يواجه الجمهور مباشرة، حتى يصبح شريكاً في العرض، ختم واثيونغو الذي درّس نظرية الأداء في الجامعات الأميركية، كتابه تصفية استعمار العقل بملحق تضمّن نصه المسرحي نغاهيكا ندندا، التي تروي مكابدات عائلة كيغوندا الفلاحية الفقيرة، من أجل الحفاظ على أرضها وزيادة محصولها. ويقول إنه كتب هذه المسرحية ليقول إن فهم تاريخ كينيا وأفريقيا لا يتأتّى إلا من خلال فهم مسألة الأرض، حيث تعرّض الشعب للاستحواذ على ترابه بالغزو، والمعاهدات غير المتكافئة، وبإبادة قسم من السكان، فكأنه بصدد مقاربة المسألة الفلسطينية. يصيح أحد شخوص المسرحية: "هل نزرع يا وانغيسي فاكهة البستان؟ إننا نرفض الآن أن نُستبعد في الوطن". وسام الشجاعة علينا أن نعود إلى السياق التاريخي والسياسي الذي انبثقت فيه دعوة واثيونغو، حيث اضطرت دول الاحتلال الغربي إلى الخروج عسكرياً من الفضاء الأفريقي، تحت ضغط المدّ التحرّري العام، لتخلفها أنظمة محلية عسكرية تعمل على صيانة المصالح الغربية أكثر مما تصون مصالح شعوبها، لندرك حجم الشجاعة التي تحلّى بها صاحب بتلات الدم، وحجم الضغوط والاضطهادات التي تعرّض لها، إذ ليس سهلاً في ذلك السياق أن تكتب بأعلى صوتك: "إنّ أفريقيا تريد أن تستردّ اقتصادها، سياستها، ثقافتها، لغاتها، كُتّابها الوطنيين جميعاً". * شاعر وكاتب من الجزائر فنون التحديثات الحية المسرحيون الجزائريون والهاجس النقابي

إنجاز طبي غير مسبوق بمستشفى فرانز فانون: عمليتان جراحيتان دقيقتان تُنفذان لأول مرة في الجزائر - الوطني : البلاد
إنجاز طبي غير مسبوق بمستشفى فرانز فانون: عمليتان جراحيتان دقيقتان تُنفذان لأول مرة في الجزائر - الوطني : البلاد

البلاد الجزائرية

time٢٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • البلاد الجزائرية

إنجاز طبي غير مسبوق بمستشفى فرانز فانون: عمليتان جراحيتان دقيقتان تُنفذان لأول مرة في الجزائر - الوطني : البلاد

أصيل محمد بن فرحات _ شهد مستشفى فرانز فانون بولاية البليدة، يوم الجمعة، إنجازًا طبيًا مميزًا تمثل في إجراء عمليتين جراحيتين دقيقتين تُنفذان لأول مرة في الجزائر، تحت إشراف البروفيسور ولد العربي سيد أحمد، رئيس مصلحة جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى. استهدفت العملية الأولى علاج تضخم غدة البروستات باستخدام تقنية "Rézume" الأمريكية الحديثة، والتي تعتمد على بخار الماء بدرجة حرارة 60 مئوية. وتتميز هذه التقنية بانعدام النزيف تقريبًا، وتقليل الحاجة إلى القسطرة البولية، مما يسمح للمريض بمغادرة المستشفى في نفس اليوم. أما العملية الثانية، فقد خُصصت لعلاج العجز الجنسي، خاصة لدى المرضى الذين خضعوا لعمليات استئصال البروستات نتيجة الإصابة بالسرطان. وتم خلالها زرع دعامة في الأعضاء التناسلية تمكّن المريض من استعادة حياته الزوجية الطبيعية، وهي تقنية جراحية متقدمة لا تزال نادرة في العالم العربي. وقد تم إنجاز العمليتين من قبل فريق طبي جزائري بالتعاون مع مختص لبناني قادم من مستشفيات بلجيكا، وبحضور أطباء من مختلف المستشفيات الجهوية، في إطار نقل الخبرة وتحضير الطواقم الطبية لتعميم هذه التقنيات المتطورة مستقبلًا عبر مستشفيات الوطن. ورغم ارتفاع تكلفة مثل هذه العمليات بسبب حساسية التجهيزات ودقة التقنية، أوضح البروفيسور ولد العربي أن الدولة الجزائرية وفرت كل الوسائل الطبية اللازمة لإجرائها مجانًا داخل المستشفيات العمومية، في خطوة تعكس التزام السلطات بتطوير المنظومة الصحية ومواكبة أحدث الابتكارات الطبية العالمية.

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني
فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

إذاعة قفصة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • إذاعة قفصة

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

احتضنت قاعة سينما الريو بتونس العاصمة مساء السبت 12 أفريل عرضا للفيلم الروائي الطويل (133 دق) "فانون" للمخرج الفرنسي من أصول كاريبية "جان كلود بارني"، وذلك بحضور فريق العمل وعلى رأسه الممثل الرئيسي "ألكسندر بوييه" وهو عرض من تنظيم نادي سينما تونس. ويتناول هذا الفيلم، الذي يضم عددا كبيرا من الممثلين التونسيين في أدوار ثانوية أبرزهم جمال مداني ومنصف العجنقي، مرحلة مهمة من حياة المفكر والطبيب النفسي "فرانز فانون" إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر. ويروي فيلم "فانون"، المتاح في قاعة السينما التونسية بداية من 11 أفريل)، فترة تولي "فرانز فانون" مهامه كطبيب نفسي رئيسي في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة الجزائرية، حيث اعتمد أساليب علاجية إنسانية وغير تقليدية في تعامله مع المرضى الجزائريين، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الفرنسية وزملائه في المهنة. ويتطور مسار "فانون" سريعا من طبيب إلى مناضل بعد أن يقترب من قيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية وعلى رأسهم عبان رمضان ليختار الانخراط في الكفاح من أجل استقلال الجزائر مما يجعله هو وزوجته جوزي في مواجهة مفتوحة مع السلطات الاستعمارية . وفي كلمة له خلال النقاش الذي تلا العرض، أوضح المخرج "جان-كلود بارني" أن علاقته بفكر "فانون" بدأت في سن مبكرة (16 سنة)، حين كان شابا من أصول مهاجرة في الضواحي الباريسية حيث واجه ما أسماه بـ"الصفعة العنصرية". وقال "قراءة كتب فانون ساعدتني على فهم هويتي ومكاني في المجتمع، وقد تركت أثرا عظيما في مسيرتي السينمائية التي حاولت فيها دوما أن أعكس شخصيات ذات عمق إنساني ونضالي". وأضاف "بارني" أن إنتاج الفيلم استغرق عشر سنوات من البحث والتطوير، واصفا المشروع بـ"الرحلة الفكرية والوجدانية". كما أشار إلى أن الفيلم لا يهدف إلى تقديم "فانون" كبطل مثالي وإنما كإنسان يطرح أسئلة مؤلمة حول الميز العنصري والعنف والتحرر والهوية. وقد أكد أيضا أن هذا النوع من الأفلام لا يحظى بسهولة دعم إنتاجه داخل الصناعة السينمائية الفرنسية التي اعتبرها ما تزال مائلة نحو الأعمال التجارية والكوميدية، لكنه عبّر عن سعادته بالاهتمام الجماهيري الذي حظي به الفيلم، معتبرا ذلك دليلا على وجود جمهور يبحث عن مضمون فكري وتاريخي عميق. وحول إنجاز فيلم آخر عن "فرانز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور الزحزاح وخروجه إلى السينما في الفترة نفسها (2024) مع هذا الفيلم، قال المخرج "بارني": "نحن نعيش لحظة سينمائية تتطلب التنوع لا الصدام إذ لا ينبغي أن نخاف من تعدد الأصوات بل على العكس تنوّع الأفلام هو ما يمنح الجمهور حق الاختيار والفهم. وفانون هو واحد من تلك الشخصيات التي يمكنها أن تفتح أعيننا على عوالم مهملة لكنها لا تزال تشكل حاضرنا". من جهته، تحدث الممثل "ألكسندر بوييه" عن التحديات التي واجهها في تقمص شخصية "فانون"، واصفا التجربة بأنها كانت "اختبارا إنسانيا قبل أن تكون دورا تمثيليا". وأضاف أن قراءة مؤلفات "فانون" من بينها "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" قد غيّرته بالكامل، قائلا: "لقد عملت مع مؤرخين وأطباء نفسيين وزرت الجزائر وجلست في مكتب فانون واستحضرت إنسانيته لأتمكن من تجسيده بصدق". كما أكد "بوييه" أن الدور تطلب تحضيرا جسديا وفكريا دقيقا. وشدد على أن الأهم بالنسبة إليه لم يكن الجانب النظري، بل "البحث عن الإنسان في فانون ورؤية العالم من خلاله". ووُلد "فرانز فانون" في 20 جويلية 1925 بمدينة "فور دو فرانس" في جزر المارتينيك لعائلة من الطبقة الوسطى. وانضم في سن 18 إلى قوات فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية وهناك واجه لأول مرة التمييز العنصري رغم تضحياته. وإثر نهاية الحرب تابع دراسته في مدينة ليون الفرنسية حيث تخصص في الطب النفسي وكتب رسالته الشهيرة التي تحولت إلى كتابه الأول: "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" سنة 1952. وفي سنة 1953، عُيِّن طبيبا رئيسيا في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة في الجزائر. وهناك واجه واقع الاستعمار النفسي وبدأ بتطوير نظريات علاجية تعالج آثار الاحتلال على نفسية الشعوب المضطهدة. خلال ثورة التحرير الجزائرية، انضم إلى جبهة التحرير الوطني وعمل دبلوماسيا ممثلا لها في إفريقيا بعد نفيه إلى تونس سنة 1956. ومن أبرز مؤلفاته "العام الخامس للثورة الجزائرية" (1959) و"معذبو الأرض" (1961)، وهو إصدار حمل تقديم الفيلسوف "جان بول سارتر". وتوفي "فانون" في واشنطن يوم 6 ديسمبر 1961 بسبب مرض السرطان دون أن يشهد استقلال الجزائر الذي ناضل من أجله. ورغم رحيله المبكر، بقيت أفكاره تُدرّس وتناقش في جامعات العالم واعتُبر أحد أبرز رموز الفكر المناهض للاستعمار ومؤسسا مبكرا لما يُعرف اليوم بـ"الدراسات ما بعد الكولونيالية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store