أحدث الأخبار مع #كفاحي


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- سياسة
- الشرق الأوسط
مائة عام على كتاب هتلر: «كفاحي»
في 18 يوليو (تموز) 1925 صدرت في ميونيخ الطبعة الأولى من كتاب «الشاويش السابق أدولف هتلر» بعنوان «كفاحي». كان توزيع الكتاب عادياً لأن شهرة مؤلفه عادية. لكن سريعاً ما تغير كل شيء. وبيعت من «كفاحي» 10 ملايين نسخة بعدما أصبح مؤلفه زعيماً للحزب النازي. ولن يتوقف على سلم الصعود. الدهان السابق سوف يصبح مستشار ألمانيا، ثم سوف يقودها ومعها العالم إلى الحرب، وبعد سلسلة من الانتصارات، الهزيمة الكبرى والانتحار مع عشيقته، وبعض أركانه، في حصنه المسلح في برلين. كتاب «كفاحي» مزيج من السيرة الذاتية والآيديولوجية السياسية التي تكشف وتخفي الكثير عن هتلر. وصف المؤلف نفسه بأنه باحث عن الحقيقة، قضى طفولة سعيدة في موطنه النمسا، على الرغم من الانضباط الصارم لوالده. كانت وفاة والدته عام 1907 ضربة قاسية، وانتقل هتلر إلى فيينا، حيث واجه لأول مرة اليهود والعقيدة المعادية للسامية. زادت الحياة في فيينا من كراهيته للإمبراطورية النمساوية المجرية، وأصبح هتلر يعتقد أن ألمانيا هي الموطن الحقيقي الوحيد للثقافة الألمانية. في عام 1912، انتقل هتلر إلى ميونيخ، المدينة التي وجدها ألمانية حقاً، وفي عام 1914، سمح له اندلاع الحرب العالمية الأولى بتجربة حياة الجندي. بالنسبة لهتلر، كانت الخدمة العسكرية تتويجاً لإنجازه التعليمي ومصدر إلهام لمسيرته المهنية كخطيب. مستذكراً الأعمال البطولية للجيش الألماني. ألقى هتلر باللوم على اليهود والماركسيين في انهيار البلاد. العرق هو الموضوع الرئيسي في آيديولوجية «كفاحي». كان هتلر مقتنعاً بأن كل عرق يجب أن يحافظ على نقاوته، وإلا فسيواجه الانحدار، وكان يشعر بقلق شديد لأن العرق الآري، وخاصة الآريين الألمان، بدا أنه فشل في هذا المسعى. كان يعتقد أنه إذا أمكن الحفاظ على نقاء العرق الألماني، فإن ألمانيا ستتمكن من تحقيق الهيمنة على العالم. كان اليهود، الذين شبههم بالطفيليات، يمثلون في نظر هتلر أكبر تهديد لألمانيا. ووعد بأن الحساب مع اليهود سيتم تسويته قريباً. بالنسبة لهتلر، كانت الدولة وسيلة لتحقيق غاية أكثر أهمية: الحفاظ على العرق. كان يرى أن مهمة ألمانيا هي تأمين الأراضي التي يحتاجها السكان الآريون في المستقبل، الذين يعتقد أن عددهم سيصل إلى 250 مليون نسمة في غضون مائة عام. شدد هتلر على تفوق الخطابة على الكلمة المكتوبة. كان يفخر بقدراته كخطيب، مؤكداً أن الكلام هو الطريقة الأكثر فاعلية للاستفادة من العواطف (بدلاً من العقل)، التي من شأنها دفع الجمهور إلى العمل. في فصل لاحق، وصف هتلر الأدوار المتميزة التي تلعبها الدعاية والتنظيم، قائلاً إن الدعاية هي أفضل أداة لتجنيد الأعضاء الأساسيين للحركة، وإن التنظيم ضروري لضمان أن الأعضاء هم فقط الأتباع الأكثر قيمة.


القدس العربي
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- القدس العربي
صحيفة عبرية: انطلاقاً سفر يهوشع وإصلاحاً لـ'الظلم البريطاني' و'استعادة' الضفتين.. والبدء بـ'عملية الحرم بأيدينا2″
كان هذا مشهداً مثيراً للإعجاب ومؤثراً: رؤساء الدول الغربية، بما في ذلك الذين ينتقدون إسرائيل بسبب استمرار حربها الخاسرة في غزة، وقفوا إلى جانبها في حربها مع إيران. سبب عرض هذا الدعم واضح، وحتى روسيا بوتين – مصدر الشر والفوضى في العالم هذه الأيام – تدرك ما صرح به كل من الرؤساء البريطاني والألماني والفرنسي: لا يسمح لإيران، الدولة الديكتاتورية المتعصبة، امتلاك سلاح الإبادة الجماعية. لكن على خلفية هذا الادعاء المبرر، يجب توجيه النظر إلى دولة أخرى في الشرق الأوسط، التي تمر في السنوات الأخيرة بعمليات داخلية متسارعة وعميقة من التعصب الديني المتطرف. وفي الوقت نفسه، حسب منشورات أجنبية، لديها قدرة نووية. ألا تشكل هذه الدولة في المستقبل أي تهديد وجودي حقيقي على السلام في المنطقة، ثم السلام العالمي؟ في إسرائيل، التي ترتفع فيها حجم المجموعة السكانية الظلامية التي تعتبر الحاكم مبعوث الله، بات من غير السهل تخيل اللحظة التي ستجد فيها مؤسسة الكهانية الجديدة الثقة بالنفس، القوية بما فيه الكفاية، للبدء في تجسيد أحلامها المسيحانية الغريبة. إذا كان شخص مثل دافيد زيني سيترأس 'الشاباك'، ويقرر ذات يوم بأن مهمته ليست الدفاع عن نهج الديمقراطية في إسرائيل، بل عن النهج الديني، فإن 'الشاباك' المسيحاني سيجند قدرته الأمنية لتنفيذ عملية 'الحرم في أيدينا 2' التي ستشمل سيطرة يهودية مطلقة على الحرم الشريف، وهدم المساجد، والبدء في بناء الهيكل الثالث. يجب توسيع تطبيق هذه الخطة الإلهية، عند تطبيق سيادة كاملة لإسرائيل على أرض إسرائيل كلها. في الوقت نفسه، تحت غطاء السلاح النووي، حسب المنشورات الأجنبية، وبدعم إله إسرائيل، حسب المنشورات اليهودية، لن يتمكن أحد من الوقوف أمام الحكومة الكهانية – المسيحانية الإسرائيلية من أجل 'تطهير' الأرض بين البحر والنهر من الفلسطينيين، سواء من خلال محطات وسطية مثل المدينة الإنسانية، على شاكلة نموذج الأخلاق اليهودية، يسرائيل كاتس، أو بطرق مباشرة أكثر مستوحاة من تقليد الإبادة الجماعية في سفر يهوشع. وفي ضوء نشوة مستمرة إزاء الهزيمة التي أوقعتها قوات الحلف اليهودي المسيحاني بـ 'الدولة العظمى الإقليمية' الإسلامية، فمن يضمن أن قادة الكهانية، العنصريين المتطرفين اليهود، لن يطلقوا الخيال للأوهام الجغرافية بالحد الأعلى، الذي سيكون في مركزه شرق الأردن، الجزء الأصلي، سواء في أرض إسرائيل التوراتية أو أرض إسرائيل الانتدابية؟ حتى دافيد بن غوريون في فترة الانتداب وفي محادثاته مع الزعيم الفلسطيني موسى العلمي، عرض عليه 'تفهم إقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل، لتشمل شرق الأردن أيضاً'. ولكن في هذه الأيام، مع أمريكا الإفنغلستية، ومع روسيا التي تفرك يديها براحة إزاء أي عاصفة في الشرق الأوسط تسمح لها بمواصلة قصف أوكرانيا بدون إزعاج، ومع أوروبا المتلعثمة والتي تفقد العقل، من الذي سيوقف قيادة مسيحانية إسرائيلية واثقة بنفسها من شن الحرب على الأردن، الذي بات يخشى الآن من سيطرة إسرائيلية بعد انتهاء الحرب مع إيران، كما كتب اوفير فنتر و أميرة أورون ('هآرتس'، 1/7) بهدف إصلاح 'الظلم' البريطاني القديم وإعطاء أهمية حقيقية لشعار 'ضفتي الأردن'؟ هل يبدو هذا مبالغاً فيه ولا أساس له، وخيالياً؟ بربكم، تحدثوا الآن مع الذين ضحكوا في حينه من السيناريو الذي لا تنوي فيه حكومة إسرائيل الخضوع لأحكام المحكمة العليا، أو بدلاً من ذلك، تخيلوا محادثة خيالية في أربعينيات القرن الماضي مع الذين وضعوا أصابعهم حول الفك وضحكوا عند قراءة كتاب 'كفاحي' في عشرينيات القرن الماضي. العملية الأهم والأخطر، التي تمر بها الدولة والمجتمع في إسرائيل بسرعة كبيرة الآن، هي التدين الواسع والجذري للواقع السياسي – العام المؤسسي. والخيال الثقافي في أوساط المواطنين العاديين، الذين ينفون هذه الحقيقة أو يتجاهلونها ويعانون من عمى في الإدراك ونقص الوعي بالتاريخ. واضح أن الجمهور الديمقراطي والليبرالي في إسرائيل ما زال كبيراً ومهماً، كي يرد بحرب ضروس على الكهانية والمسيحانية. ويجب عليه عدم الاستسلام لهذا الوحش. ولكن في هذه المرحلة، قبل أن يصبح الوقت متأخراً جداً، يجب القول وبشكل واضح وحاسم بأن الثيوقراطية اليهودية الآخذة في التشكل، لا يجب أن تمتلك سلاح الإبادة الجماعية. ديمتري شومسكي هآرتس 20/7/2025


البوابة
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- البوابة
زي النهاردة.. الموحدون يهزمون قشتالة وبيجاسوس يفضح التجسس الرقمي عالميًا
في مثل هذا اليوم، 18 يوليو، وقعت على مرّ التاريخ العديد من الأحداث السياسية والعسكرية والثقافية التي شكّلت ملامح قرون متعاقبة، وكان أبرزها انتصار المسلمين في معركة الأرك عام 1195، وكشف واحدة من أخطر فضائح التجسس الرقمي في القرن الحادي والعشرين عام 2021. معركة الأرك: انتصار الموحدين بقيادة يعقوب المنصور في 18 يوليو من عام 1195، دارت معركة "الأرك" الحاسمة بين جيوش دولة الموحدين بقيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور، وقوات مملكة قشتالة بقيادة الملك ألفونسو الثامن. انتهت المعركة بانتصار كبير للمسلمين، حيث ألحقوا خسائر فادحة بجيوش قشتالة، ما أعاد التوازن العسكري في الأندلس مؤقتًا لصالح الموحدين، وخلّد اسم المنصور في التاريخ الإسلامي كقائد استراتيجي بارز. بيجاسوس: فضيحة تجسس عالمية وفي مثل هذا اليوم من عام 2021، كشفت منظمة "قصص محرّمة" الصحفية عن واحدة من أخطر عمليات التجسس التي هزت العالم. حيث استُخدم برنامج "بيجاسوس" الذي تطوره شركة "إن إس أو" الإسرائيلية لاختراق هواتف صحفيين ونشطاء وسياسيين في مختلف الدول، ما أثار موجة واسعة من الإدانات والجدل حول الخصوصية الرقمية وحرية الصحافة. أحداث بارزة في يوم 18 يوليو عبر التاريخ وشهد هذا اليوم أيضًا، في عام 64، نشوب حريق روما الكبير، أحد أسوأ الكوارث التي واجهتها المدينة في التاريخ القديم. كما وقعت في عام 1918 معاهدة صداقة وحماية بين فرنسا وموناكو، وفي 1925 نشر أدولف هتلر كتابه الشهير "كفاحي" الذي رسم أفكاره العنصرية. وفي عام 1963، حاول ناصريون بقيادة العقيد جاسم علوان تنفيذ انقلاب فاشل في سوريا على حكم الرئيس لؤي الأتاسي لإعادة الوحدة مع مصر، بينما أصدر الرئيس المصري أنور السادات في 1974 قرارًا بإنهاء مهمة الخبراء السوفييت في البلاد. وفي مثل هذا اليوم أيضًا من عام 1988، أعلنت إيران قبولها لقرار مجلس الأمن بوقف الحرب مع العراق، ما مهّد لإنهاء واحدة من أطول الحروب في الشرق الأوسط. وشهد عام 1990 التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق لإعادة توحيد ألمانيا، بعد عقود من الانقسام بين شرقية وغربية. تفجير أمني في سوريا وتقدم كورونا في 2020 وفي 2012، أدى تفجير بمبنى الأمن القومي السوري إلى مقتل كبار المسؤولين الأمنيين، بينهم وزير الدفاع ونائبه، في ضربة قوية للنظام آنذاك. وفي 2020، تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 14 مليونًا حول العالم، في وقت كان العالم يواجه موجات متتالية من التفشي. إجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وفي عام 2009، أجريت انتخابات رئاسية بموريتانيا لاختيار رئيس جديد بعد عام من الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ما أنهى فترة من الاضطراب السياسي الحاد في البلاد.
![[ مكان تحت الشمس ] لـ بنيامين نتنياهو!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fwww.sahat-altahreer.com%2Fwp-content%2Fuploads%2F2022%2F09%2Fcropped-rnaalwan.jpg&w=3840&q=100)
![[ مكان تحت الشمس ] لـ بنيامين نتنياهو!رنا علوان](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fstatic-mobile-files.s3.eu-central-1.amazonaws.com%2Fsahat-altahreer.png&w=48&q=75)
ساحة التحرير
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
[ مكان تحت الشمس ] لـ بنيامين نتنياهو!رنا علوان
[ مكان تحت الشمس ] لـ بنيامين نتنياهو! رنا علوان في تسعينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1993 أبصر الكتاب النور ، وطبعًا باللغة العبرية ، بعدها بثلاثة أعوام ، تمت ترجمته إلى اللغة العربية ، وإذا أردنا تصنيف الكتاب بحسب [دلالات عنوانه ، والطروحات السياسية الواردة فيه] ، نستطيع إدراجه ضمن الواقعية السياسية ، أما في حال أردنا تفصيلاً أكثر ضمن مستويات الواقعية ، فإن الكتاب يعدّ نموذجًا واضحًا للصيغة الواقعية المُتطرّفة التي يمتاز بها ابناء جلدة الكاتب وأمه اميركا ، الا انه امتياز ليس منفردًا ، واذا ابتغينا الدّقة في الشرح ، فتلك الواقعية تُعرف بـ ' الواقعية الهجومية '، وهي نظرية تعكس تصورًا مقدمًا بالأساس للدول العظمى بهدف تعظيم معالم قوتها وسيطرتها ضمن مبدأين أساسيين وهما : توازن القوى ، وإلقاء التبعات على الآخرين ، كما يُمكن للقارئ لمسهما بسهولة ، فالطيات حُبالى بهما من دون أي مُبالغة ، ففي كل صفحة من صفحات الكتاب الذي يقع في 438 منها يتمخض لنا ذلك ، أما ما يُميّز تاريخ 'إبصار الكتاب النور' ، فهو انه صدر في خضم مرحلة ما يُعرف بمفاوضات السلام (العربي-الإسرائيلي) ، حيث كان حينها الكاتب ، زعيمًا للمعارضة ورئيسًا لحركة الليكود هذا الكتاب ، وصفه البعض على انه اخطر من كتاب [ كفاحي لأدولف هتلر ] ، حيث يُظهر تحليلًا دقيقًا لشخصية نتنياهو السادية والشوفينية والمتناقضة التي تُحرِّض في الواقع على الكراهية والإبادة ، فضلاً عن انه يُبيّن لنا حلمه فى تأسيس نازية جديدة ، وهولوكوست أفظع من الهولوكوست الذي أقامه 'أدولف هتلر' كما ورد في كتاب 'كفاحي' ، وهنا لا يجب ان نغفل عن ذكر ، ان هذا 'الهولوكوست المذعوم بحق اليهود ، تم اظهاره خدمةً لهم وحجّة لتباكيهم عبر التاريخ ولشحذ التعاطف العالمي معهم ، لكن ما نغص ذلك لاحقًا هو ان ابناء جلدة الكيان من مفكرين وكُتّاب كذبوه بالبيّنة والتفاصيل ، فتم تسميتهم [ قصاصًا عما كتبوا 'اليهودي الكاره لنفسه '] في هذا الكتاب ، سلّط نتنياهو الضوء ، بإعتباره رمزًا من رموز اليمين المُتطرف في الكيان اللقيط ، وبوضوح ( على وجهات نظره حول الصراع [العربي_الإسرائيلي] ، ورفضه لكل عروض 'الاستسلام العربية'، وبطريقة تكشف للقارئ ، بأن نتنياهو يُضاهي بعنجهيته وتطرّفه ( كل من بن غفير وسموتريتش ) ، وبتأكيدٍ كبيرٍ على أنه 'الرئيس الكارثة' ، وهو وَصفٌ أُطلق عليه منذ بداية رئاسته لحكومة الكيان اللقيط عام 1996 إلى يومنا هذا ، وكدلالة واضحة على انه يتمتع بقدرة فائقة على الاحتيال الكبير والتفلت من الأزمات في وقتٍ واحدٍ ، وأنه سيختار الحروب مهما طال أمدها ، حتى تحقيق مخطط تهجير كل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وحتى في الأراضي المحتلة عام 1948 ، من أجل إقامة كيانهم النهائي المُغتصِب الجدير بالذكر أن نتنياهو الذي قال اليوم انها 'حرب وجودية' ، وّجه في كتابه، إتهامًا كبيرًا لليسار الإسرائيلي بإعتبارهم 'نسوا معنى أن يكون المرء يهوديًا' أي بمعنى كيف يكون مفيدًا لليهودية ، وذلك وفقًا لرؤية الأخير ، لذلك خلُص الى انه لا بد من إعادة ترتيب الأولويات السياسية ، التي عرضها على نحو تفصيلي في 'مكان تحت الشمس' … واذّ بنا نجده يُترّجم معظم ما خطّه في الكتاب على ارض الواقع ، نعم ، هي فعلاً حرب وجودية ، إمّا هم ، وإمّا نحن ( تقسيم بلداننا العربية ، وتوسع الصهيونية المقيتة ، وبالتالي إما التصدي لإهدافهم ، رغم ان هيهات هيهات أن يكون ذلك سهلاً في ظل خنوع الأعراب الأشد كفرًا ونفاقًا ) فنتنياهو يعرف من أين تُأكل الكتف ، لذلك هو لا يحتاج سوى للمكر الذي اصبح بمثابة السهل الممتنع وتحريكه في اشعال الفتن بالمنطقة ، فهو الغني عن استخدام وخسارة 'طلقة رصاص واحدة' ، بعد ان مكّنه ملوك العرب واعطائه القدرة على نسج خيوط بيته التوسعية رغم وهنها بفضل تمويلهم لبازغ الفتنة ، وهذا ما حدث ويحدث في سوريا الحبيبة في الفصل الأول والثاني من الكتاب [ النشأة التاريخية للفكر الصهيوني ] استعرض بيبي نتنياهو هذه 'النشأة للفكر' ، واعتبرها صاحبة الفضل الحقيقي في الحفاظ على الهوية اليهودية ، وحذر من خطورة التخلي أو التراخي عن التمسك بهذه المبادئ ، معتبرًا أن [ أي تنازل عن أساسيات هذا الفكر بمثابة تفريط 'بمصدر من مصادر الحياة الأساسية'] ولعلّ أهم بند من بنود هذه الأفكار ، التي سطّرها بنيامين ، هو المحافظة على أمن كيانه اللقيط ، فالأمن مطلب لا يتقدمه أي مطلب آخر ، وهو يتقدم على الاقتصاد ، والسياسية والسلام بحسب زعمه ( الأمن وفق عرض الكتاب مرتبط بالأرض ) ، وبناءً على هذه الرؤية وجه نتنياهو نقدًا شديدًا لمبدأ التفاوض مع الفلسطينيين ، والعرب عمومًا ، والذي كان قائمًا على مبدأ ' الأرض مقابل السلام ' ، ويقضي فحوى هذا الشعار العريض ، أن يتنازل الكيان الإسرائيلي الغاصب واللقيط ، عن المساحات التي أخضعها لسلطته بالقوة ، مقابل حصوله على السلام ، أما الشعار الذي اعتمده ضمن رؤيته الشاملة فقائم على مبدأ ' السلام مقابل السلام ' والترجمة العملية لهذا المبدأ ، بالمقارنة مع الخطوات التي اتخذها نتنياهو على الأرض مؤخرًا ، نجدها حاضرة في : عدم قابلية التفاوض على [ الجولان ] بإعتباره يشكل العمق الاستراتيجي للكيان اللقيط (وهذا ما شدّد عليه بن غوريون أيضًا في كتابه 'بلد بأي ثمن' مُبيّنًا اهمية الجولان ، على انها بنفس أهمية القدس ) ، وبالعودة لنتنياهو اضاف بوجوب ضم كامل مدينة القدس تحت 'السيادة الإسرائيلية' ، كما استطاع الأخير خلال مدّة قصيرة ( الحصول على تأييد أمريكي بشأن كلا البندين) … الجولان وضم القدس ،ولإكتمال الخطة التي رسم معالمها نتنياهو بُغيّة الحفاظ على 'أمن الكيان الإسرائيلي' كما ورد في الكتاب ، أعلن عن نيته [ ضم غور الأردن والضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني الغاصب ] ، فضلًا عن ضمان إستمرار التفوق العسكري والتكنولوجي 'الإسرائيلي' في المنطقة وفي سياق معالجته (الإيديولوجية والتاريخية) للعديد من الجوانب المرتبطة بالصراع ( العربي – الإسرائيلي ) ، يُعيد نتنياهو بلورة نظريته العنصرية إزاء العرب بالمُجمل ، بإعتبارهم أمة لا نفع منها ، ولا يمكن أن تستقيم في نهج الحضارة إلا من خلال سياسات القوة ، وأنه لا يمكن الوثوق بهم … [ فهم متلونون … يبدلون آراءهم ومواقفهم بسرعة عجيبة ] … وأن قادتهم السياسيون يتخذون من القضية الفلسطينية [ فزاعة لتحقيق أهدافهم الشخصية ] ، وهذه النقطة تحديدًا لا يمكن المجادلة بشأنها بحسب رأيه ، وتتوافق بالكامل مع تجربة كافة الأنظمة السياسية المحيطة بفلسطين ما لفتني في هذا الكتاب هو (ما بناه نتنياهو بُغيّة تحقيق مخططه من خلال استخدام (نظرية عنصرية كبيرة) تجاه العرب ، حيث أكدّ في أكثر من موضع أن الوسيلة الأنجع للتعامل معهم ينبغي أن تكون مبنيّة وفق صيغة القوة ولا شيء سوى القوة)وهنا لا بد لأي عاقل عربي ان يسأل كيف لمن يدّعي السلام ان يبني نظريته على مبدأ العنصرية والقوة والإبادة !!! عدونا الذي يُظهر عكس نواياه ويرتدي رداء البراءة والوداعة وهو اكثر من عليها إجرامًا ( قاتل الأنبياء والمُحلّل لكل ما حرّمه الله ، والمُعيث في الأرض فسادًا ) هذا العدو من البديهي ان تتجلى حقيقة نواياه في أحرف وكلمات بنيامين الذي رسم معالم العلاقة بين الكيان اللقيط والدول العربية وصولًا إلى مرحلة السلام ، وبإعتبار أن [ قوة الردع المُعتمدة على قوة الحسم ] هي الصيغة الوحيدة التي يمكن من خلالها العبور إلى واقع السلام ، وانها صيغة تنسجم مع الدول العربية بإعتبار أن أنظمتها استبدادية ، وهي بالضرورة صيغة مغايرة تمامًا للصيغة التي يعتمدها الكيان اللقيط في تعامله مع الأنظمة الديمقراطية حول العالم وفي استكمالٍ جلي ، اكد نتنياهو ان لا هوانة في أمن الكيان ولا في كل ما يُشكل تهديدًا عليه ، لذلك عزز هذه الرؤية في كتابه ، مؤكدًا انه لا يعترف بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني التي تتعارض مع مصلحة ' الدولة اليهودية' واشتراطاتها ، وفي مقدمتها ضمان هذا الأمن للكيان اللقيط ، وحمايته من أي اعتداء محتمل كما يرفض الكاتب في طرحه فكرة التخلي عن الضفة الغربية وهضبة الجولان ، بإعتبارها مسألة تحقق شرط كبير من شروط الأمن الذي يُفند اهميته ، إضافة لاعتماد هذه الأخيرة على هاتين المنطقتين في البعد المائي الضامن لاستمرارية تزويد الكيان بالماء النقي أما من ناحية الواقع المستقبلي فهو يسمح للكيان الإسرائيلي اللقيط أن يأخُذ مكانًا بارزًا في خريطة المنطقة ، ولقد أكد بنيامين نتنياهو في أكثر من مكان على أهمية التطبيع مع الدول العربية ، وتحديدًا الدول النفطية ، واصفًا قياداتها بعد زيارته ومسؤولين إسرائيليين لعدد من عواصمها ، بأنهم 'الحلفاء'له ولكيانه في دهاليز الكتاب وطياته يتحدث نتنياهو عن 'الحق الموضوعي' لليهود في فلسطين بحسب زعمه ، مُدّعيًا أن هذه البقعة كان يقطنها قبل قدوم المجموعات اليهودية مجموعة من السكان ' الكسالى الذين لا فائدة منهم' وأنهم لم يبادروا في إحداث تبدُل حقيقي في شكل ونمط الزراعة بفلسطين ، رغم خصوبة الأرض ووفرة المياه فيها ، وأن مظاهر التطوير والتحديث والاستثمار القصوى للأرض ، بدأت مع انطلاقة الاستيطان اليهودي في فلسطين أواسط القرن التاسع عشر ، والموضوعية العلمية تقتضي الإقرار بصحة بعض ما ذكره نتنياهو ، فالواقع التاريخي يحدثنا أن الحياة الزراعية حتى العقد الثاني من القرن العشرين ، ليس في فلسطين وحدها كانت بدائية ، ووسائل الإنتاج المستخدمة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ قرون طويلة ، وهذا راجع بالأصل إلى نمط الاقتصاد في السلطنة العثمانية ، القائم أساسًا على الجباية دون إدخال إجراءات إصلاحيّة لأي من القطاعات الاقتصادية ، وفي المجال الزراعي تحديدًا ، وكيف أن السلطنة العثمانية كانت تجبي من المزارعين ثلاثة أرباع ناتجهم السنوي ، لذلك كان من البديهي أن يعزف الناس عن الاشتغال بالأرض وتطويرها ، وقد نسب الكاتب سبب تردي القطاع الزراعي في فلسطين وعموم المنطقة ، حتى إذا جاءت الجماعات الاستيطانية اليهودية ، فأخذت تستثمر بما لديها من معارف وخبرات اكتسبتها نتيجة احتكاكها بالمجتمعات الأوربية ، وأحدثت بالفعل نقلة حقيقية في كافة المجالات المرتبطة بالزراعة ، بحسب زيفه وادّعائه ، لأن التاريخ قد بين لنا ما كانت فلسطين عليه ، وما اغتصابهم لها سوى لأنها كانت دُرة الشرق الأوسط ، ناهيك عن انه تعمّد اسقاط الصيغة التي اقتحمت من خلالها القوى العالمية المنطقة مطلع القرن العشرين ، وأنها كانت تحت شعارات ومبررات حضارية بحتة ، وهذا ديدن الرجل الأبيض الذي يطلقها بحجة الارتقاء بالشعوب المتأخرة والنهوض بها ، وتنمية قدراتها وإمكاناتها على نحو يؤهلها لكي تحكم نفسها ، وفي حقيقة الأمر ما وجودها الا ' تلبيةً لحاجة تُعزز من خلالها مظاهر الهيمنة الاستعمارية في المنطقة' ، وفي مقدمتها التمهيد لاستقبال مزيدًا من الهجرات اليهودية واستيطانهم في هذه الأرض ، كمرحلة أولى تعقبها مرحلة إعلان الكيان الصهيوني ، ولو كان للكذب والسرقة والهيمنة رب ، لكان اميركا يتحدث بيبي نتنياهو في 'مكان تحت الشمس' عن (المستقبل النوراني لإسرائيل ) حاله كحال أمه اميركا التي لا تتوانى عن إلباس بعض الأمور اللباس الديني ، فقد ذكر نبوءة اشعيا ، واشعيا هو أحد أعظم أنبياء العهد القديم عند اليهود ، ويتكون سفره من 66 إصحاحًا ، كما يُعد أحد أعمق الكتابات اللاهوتية والأدبية في الكتاب المقدس ، وقد تم جمع السفر على مدار قرنين ، بِدءًا من النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد ( وكتابته أتت بشكل شعري ما عدا عدة إصحاحات) ، وهو ما ميّزه عن غيره ، أما نهايته فيروى أنه قُتل بمنشار خشبي في زمان حكم الملك منسَّى (مَنْ ينسى) وبما ان هذا الكتاب اعتبره العديد بمثابة برنامج انتخابي ناجح ، وله الفضل الأكبر في وصوله للرئاسة ، وهو المنصب الذي احتفظ به لفترة أطول مقارنة بسابقيه ، لذلك يحاول نتنياهو جاهدًا ، لتحقيق كل ما جاء فيه على أرض الواقع ، وقد خرج مُعللاً هجوم الاحتلال بريا على قطاع غزة في أعقاب عمليته 'السيوف الحديدة' في أكتوبر/تشرين الأول على أنه سيحقق 'نبوءة إشعياء' ، ولكن المُفارقة ، هي أن هذه النبوءات من نسج الخيال ، وتتحدث عن حوادث سابقة [ ولا تتعلق بحاضر ولا بمستقبل إسرائيل ] كما زعم نتنياهو ، ومن 'تبنّوا تفسيره الثيوسياسي' يؤكدون ذلك في الكتاب اظهر نتنياهو خوفًا كبيرًا من ما اسماه ( بالخطر الحقيقي الذي يُهدد الكيان ) دون اي مساحيق تجميل ، لدرجة ان القارئ يستشعر ذلك بسهولة ، وهذا الخطر الحقيقي ممثلًا بالجمهورية الإيرانية ، ففي أكثر من موضع يستحضر نتنياهو المخاوف من امتلاك إيران للسلاح النووي ، خصوصًا في ظل حكم إسلامي راديكالي ، وهي حالة من شأنها إذا اكتملت بنجاح أن تحدث تغييرًا عميقًا في موازين القوى بالمنطقة لصالح الأخيرة ، وبرأيه ، أن هذا التغيير قد يتطور ويأخذ في التصاعد وصولاً إلى حرب إقليمية يُكمل نتنياهو سرديته طارحًا الحل ( وكيفية التصدي والمواجهة لهذا التهديد ) فنجده يحُث الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى اعتماد سياسة الحصار والمقاطعة ، وصولًا لإجراء تغيير هيكلي في الجمهورية الإسلاميةولطالما أبدى نتنياهو ، عبر السنوات الماضية ، نيّته بتوجيه ضربة عسكرية قاصمة لإيران ، وفي كل مرة كانت تعصف بدعواه أحداث وتطورات سياسية وعسكرية تعارض فكرته في التصعيد ، ومع تكرار التحفيز وتوالي الإعراض أدرك غالبية المتابعين أن القرار العسكري لا يحظى بقبول وحماسة لدى المجتمع الدولي ، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية نتنياهو الذي وصل الى الحكم بعد فترة وجيزة من اصدار الكتاب ، تمكن من تحقيق جزء غير قليل من رؤاه التي شرحها في كتابه ، ابتداءً من استبدال الصيغة الأصلية لفكرة السلام بإعتبارها صيغة تبادلية الأرض مقابل السلام والاستعاضة عنها بصيغة أحادية ، سلام مقابل سلام ، كما نجح في البدء بتنفيذ ( خارطة الشرق الأوسط الجديد ) رغم الطوفان وجبهات اسناده كما نجح في إعلان (دولته المقيتة بإعتبارها دولة قومية يهودية ، وتكثيف الاستيطان ، وانتزاع اعتراف الولايات المتحدة بإعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان اللقيط ، والتعامل مع الجولان بإعتباره جزءًا لا ينفصل عن الكيان الصهيوني ، والإستيلاء عليه بعد ان اسقطت الأيادي الخبيثة النظام في سوريا ، والعلامة الفارقة في ما حققه ، (هو النجاح في اختراق منظومة دول الخليج العربي) ، والانخراط معها في عملية تطبيع مع أنظمتها السياسية ، أما خطواته اللاحقة، التي عبر عنها من خلال وعده لناخبيه في حملته الانتخابية الأخيرة ، التي تقاسم الفوز بها مع منافسه بيني غيتس ، فستكون ضم غور الأردن والضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني ، هذه الرؤية تُبدّد النظرة لواقع المنطقة في المراحل المقبلة ، وأن لا شيء في الأفق سوى مزيد من التأزيم ، ومزيدًا من الغطرسة الصهيونية ختامًا ، يُعتبر هذا الكتاب من أبرز المراجع التي تكشف لنا حقيقة نوايا هذا الرجل ، كما تسمح لنا بالغوص في بنات افكاره ، ولهذا حظي بإهتمام وقراءة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، كما العديد من الصحفيين والباحثين السياسيين ، (حتى أن الصحفي الإسرائيلي أنشيل بيبر قد وصفه ، بأنه ثاني أهم كتاب عن تاريخ الحركة الصهيونية بعد كتاب 'دولة اليهود' لبنيامين زئيف هرتزل )أما اذا اردَتُ إضافة (رأي شخصي )هو ان مسعى وحلم نتنياهو لن يكون في نهاية المطاف سوى خراب سيرتد على هذا الكيان اللقيط ، 'ومكان تحت الشمس ' ما هو سوى تبشرة لزوال هذا السرطان2025-03-13 The post [ مكان تحت الشمس ] لـ بنيامين نتنياهو!رنا علوان first appeared on ساحة التحرير.


Independent عربية
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
السجن السياسي... عندما يصنع العقاب العنف والتطرف
تساءلت دراسة حديثة وتفصيلية للاتحاد الأوروبي حول هل تتسبب السجون في التطرف؟ وجاءت الإجابة حاسمة بأن السجون تعتبر بيئة مواتية لانتشار التطرف، أي أنها تدفع السجناء نحو "آراء سياسية أو دينية متطرفة" وهي "بيئة خصبة للتجنيد"، حيث يتواجد "عنصر الشباب الغاضب" المستعد للتلقي ولربط مهارات الإجرام بالقضايا العقائدية. وعددت هذه الدراسة حالات واضحة تدعم مخاوفها وهي سجن نيو فولسوم في الولايات المتحدة، ومؤسسة فيلثام للشباب الجانحين وسجن وايتمور في إنجلترا، وسجن فلوريميروجيس في باريس، حيث وقعت أحداث بين جماعات متطرفة متعارضة ومختلفة في أيديولوجياتها وأهدافها، وكانت هذه الحوادث القليلة استثنائية لتعزيز الاعتقاد بأن السجون تلعب دوراً في إنتاج التطرف القومي اليميني والسياسي والإسلامي المتشدد أيضاً. السجون معتزلات التنظيم ونشر الأفكار برزت في القرنين الـ20 والـ21 قيادات سياسية وعقائدية تؤكد على دور السجون السياسية المكتظة والمعتقلات التي تمارس التعذيب والسجن من دون محاكمة في تخريج العدد الأكبر من قادة وناشطي وعناصر المجموعات السياسية المتطرفة، سواء كانت يسارية أو قومية أو عرقية أو دينية. هناك شخصيات قيادية كانت متطرفة في الأصل وخرجت من السجن أكثر تطرفاً مثل أدولف هتلر الذي كتب كتابه الشهير "كفاحي" في السجن، وسيد قطب الذي كتب نظرياته الجهادية في سجون جمال عبد الناصر التي كانت مراكز لتبلور الفكر الإسلامي المتشدد، وقبلهما فلاديمير إيليتش لينين قائد الثورة البلشفية في روسيا القيصرية الناجي من عذابات النفي السيبيري. والأمثلة الحديثة لأبي مصعب الزرقاوي وأبي بكر البغدادي وغيرهما من المتخرجين من سجني غوانتنامو الأميركي وأبو غريب في العراق، وقبلهم كثر من منفذي عمليات المجموعات اليسارية الراديكالية التي برزت في ستينيات وسبعينيات القرن الـ20 مثل الجيش الأحمر الياباني، ومجموعة بادرماينهوف الألمانية. والمجموعات الفلسطينية المسلحة وكان آخر عناقيدها قائد الجناح العسكري في "حماس" يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية اللذان أمضيا فترات طويلة في المعتقلات الإسرائيلية قبل أن يُقتلا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة نتيجة لهذا التشدد الذي اكتسباه في سجون عدوّهم، واشتهر عدد من القيادات العسكرية والفكرية للجيش الإيرلندي الذين ازدادوا تشبثاً بقضيتهم داخل السجون البريطانية. وهناك قيادات متطرفة في جماعات عرقية أو دينية صغيرة وغير معروفة إلا في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية، والأمر ينطبق بالطبع على الثوريين أو المتطرفين المتخرجين من سجون البعث السوري في حقبتي حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، وسجون النظام البعثي العراقي قبل سقوط نظام صدام حسين. "داعش" نشأت في بيئة النظام البعثي (رويترز) أهم أسباب ارتفاع منسوب التطرف في السجون بحسب الدراسات الحديثة هو تعاطف المساجين والمعتقلين مع بعضهم البعض خصوصاً في حالات التعذيب، فتصبح السجون مكاناً لتنظيم المجموعات المتطرفة، وقد تصبح الأماكن الأكثر أماناً والأصغر مساحة وقدرة على تثبيت الأفكار مدعومة بالتعاطف والدعم النفسي، وهذا ما أدى إلى ظهور نظريات وأفكار مختلفة حول تطوير السجون والمعتقلات وقواعد التعامل فيها من أجل تفكيك المنظمات الإرهابية والمتطرفة على اختلاف أنواعها وأيديولوجياتها ولمنع تمدد الأفكار المتطرفة وترسخها. التضامن في بيئة السجن العدائية يؤدي الاكتظاظ في السجون والمعتقلات ذات المعاملة القاسية إلى خلق بيئات عدائية تدفع السجناء إلى البحث عن الحماية والتضامن في مجموعات مترابطة، وغالباً ما تتشكل هذه المجموعات وفقاً للانتماءات الأيديولوجية أو الدينية أو العرقية المتطرفة لشد العصبية في داخلها وبين أفرادها ما يكرس الولاء للجماعة، ويتمكن السجناء السياسيون، المعبؤون أيديولوجياً والمؤمنون بقضاياهم المتطرفة التي تتغذى على سرديات الاضطهاد والتضحية والصبر. وأثبتت الأبحاث النفسية، وكثير منها أجرتها إدارات سجون أميركية وأوروبية بعد مراقبة سجنائها ومعتقليها بأن السجناء السياسيين الذين يشعرون بالظلم وبأنهم مسجونون بسبب آرائهم ومواقفهم يصبحون أكثر تطرفاً لأنهم يحوّلون عذاباتهم الشخصية وتضحياتهم إلى دليل على صحة أيديولوجيتهم وعقائدهم وما يؤمنون به، وهنا يصبح التطرف حالة من حالات المقاومة، داخل السجون، ومراوغة مضادة بوجه السجان، ووسيلة لتضامن الجماعة. السجون الشهيرة بنتائجها العكسية اشتهرت على مدار القرن الـ20 والـ21 عدة سجون حول العالم تطورت فيها وانتشرت الأيديولوجيات المتطرفة، ومنها خلال الخمسينيات والستينيات اشتهر في مصر سجن طرة وسجون أخرى انتشر فيها الفكر الشيوعي والفكر الإسلامي المتطرف بشكل أكبر بعد حملة القمع ضد جماعة الإخوان المسلمين التي انخرط أعضاؤها في مناقشات أيديولوجية وكتابات ومناظرات أدت إلى تفوق الأفكار الأكثر تطرفاً لتفسير الإسلام، وكان كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" أحد أبرز هذه النتاجات، ودعا فيه إلى الجهاد ضد الحكومات غير الإسلامية الذي تبنته مجموعات إسلامية مختلفة وربما متناقضة في أهدافها ومنتشرة على امتداد العامل الإسلامي، وهذا الكتاب كتبه في السجن. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واشتهر سجن "المتاهة" في إيرلندا الشمالية في السبعينيات والثمانينيات الذي استخدمه أعضاء الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) كما ولو أنه معتزل للتخطيط والتفكير والتجنيد والاحتجاج، وقد اشتهرت احتجاجاتهم بالإضراب عن الطعام من أجل جذب الانتباه إلى قضيتهم، وكان أشهر قادتها بوبي ساندز الذي استغل جذب الانتباه الدولي لدعم الجيش الجمهوري الإيرلندي والتأثير في الصراع في إيرلندا الشمالية. أما في الولايات المتحدة الأميركية عرفت عدة سجون بتعزيز الأيديولوجيات القومية السوداء والتطرف الإسلامي الراديكالي، بعد التوترات العرقية والظلم الاجتماعي في الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات من القرن الـ20، وكان لتأثير كاريزما قيادات كثر في الصفين الإسلامي والأسود في أميركا دوره البارز في إعادة الاعتبار لقضاياهم، بل وأسهمت هذه الحركات داخل السجون في ظهور جماعة مثل "أمة الإسلام" Nation of Islam بين السجناء الأميركيين من أصول أفريقية. ومن هذه القيادات مالكوم إكس الذي اعتنق الإسلام في السجن، وكيفن جيمس مؤسس جماعة "الإسلام الصحيح"، إلا أن مالكوم إكس استخدم تجربته في السجن للدعوة إلى الحقوق المدنية بعد الإفراج عنه، بينما قرر كيفن جيمس الانطلاق في أنشطة عنفية. وهناك قيادات أخرى، كما مالكوم إكس استخدموا السجن كوسيلة لعرض أفكارهم السلمية للتغيير، وكان أشهرهم الزعيم الجنوب أفريقي والسجين السياسي الذي أمضى أطول مدة في السجون بسبب مطالبته بالمساواة والعدالة بين السود والبيض في بلاده، نيلسون مانديلا، ومثله أونغ سان سو تشي في ميانمار، وفاكلاف هافل في تشيكوسلوفاكيا، والمثال الأول لمثل هذه الطرق السلمية في التغيير مهاتما غاندي الذي دعا إلى مقاومة لا عنفية ضد الاستعمار البريطاني. في فرنسا اشتهر منذ بدايات القرن الحالي سجن فلوري-ميروجيس الذي أدى اكتظاظ للسجناء المسلمين فيه وبسبب التمييز المنهجي إلى خلق بيئة جيدة لنمو الأيديولوجيات الراديكالية، واشتهر من قيادات هذا السجن أميدي كوليبالي المتورط في هجمات إيل دو فرنس Île-de-France عام 2015. وأدى التعذيب والاكتظاظ في معسكري بوكاووفي سجن أبو غريب في العراق خلال العقد الأول من القرن الحالي إلى ظهور قادة تنظيم "داعش" الذين أفرزتهم "القاعدة" بعد هزيمتها العسكرية، وتخرج من هذه السجون أبو بكر البغدادي زعيم "داعش" المستقبلي. في معتقل غوانتنامو الأميركي الذي استقبل منذ عام 2002 قيادات وعناصر القاعدة المتهمين بالتخطيط لأحداث 11 سبتمبر (أيلول) من دون محاكمة، وقد عوملوا بشكل أدى إلى تعزيز السرديات حول الجهاد الفردي والتحمل الشخصي الإيماني ولعب دور الضحية المضطهدة، ما ربط المعتقلين ببعضهم بسبب المظالم المشتركة، وعزز المعتقدات المتطرفة بينهم، وما يؤكد ذلك هو عودة بعضهم إلى الأنشطة العنيفة بعد الإفراج عنهم. أسباب انتشار التطرف وهل السجن يكافحه باتت أسباب انتشار الأفكار والأيديولوجيا المتطرفة مهما كان نوعها، معروفة لمعظم العلوم الاجتماعية، وقد نشرت منظمات الأمم المتحدة المعنية مئات الدراسات حول أسباب انتشار التطرف، على رغم اختلاف أنواع التطرف بين منطقة غنية وفقيرة، وبين ثقافة وأخرى سواء كان دينياً أو سياسياً أو قومياً أو عرقياً، وتبين في معظم هذه الأبحاث أن الأنظمة القمعية والاستبدادية أول الأسباب التي قد تدفع الأفراد والجماعات والمعارضة السياسية التي تشعر بالاضطهاد، إلى البحث عن وسائل تعبير قد تكون متطرفة أو عنيفة. جماعة الإخوان المسلمين بلورت أفكارها المتطرفة في السجون (أ ف ب) والمشاعر نفسها قد تنشأ تجاه الاحتلال والاستعمار والتدخل الأجنبي، ولهذا السبب ظهرت الكثير من الأيديولوجيات المتطرفة كرد فعل دفاعي أو مقاوم خصوصاً في الدول الهشة أو الفاشلة، كأي حدث في العراق بعد الغزو الأميركي أو في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. هذا في الأسباب السياسية أما في الأسباب الاقتصادية فإن الفقر والتهميش والبطالة والفساد وغياب العدالة غالباً ما كانت عوامل مساعدة في ظهور الجماعات المتطرفة التي تجد أن فرص تحسين الحياة في داخل النظام القائم غير ممكنة، فتصبح الأفكار العنيفة أو التمرد وسيلة لتحقيق العدالة أو تغيير الواقع، خصوصاً بين فئة الشباب الذين يشعرون بعدم الجدوى وانعدام الأمل بالمستقبل الذين توفر بهم الأيديولوجيات هوية جماعية وتضامنية وقضية يناضلون من أجلها. أما التطرف العرقي فغالباً ما يبدأ نتيجة إقصاء جماعة عرقية وتهميشها، فيتحول الدفاع عن الهوية الجماعية إلى حركات متطرفة، وهذا هو نفسه سبب نشوء التطرف الديني حين تتعرض مجموعة معينة للاضطهاد أو التمييز بسبب دينها أو مذهبها. وهناك أنواع من التطرف الاجتماعي الناتج من الانغلاق الثقافي لبعض المجتمعات التي تُنتج أيديولوجيات متشددة بسبب انغلاقها على أفكار جديدة أو رفضها التنوع الثقافي والفكري، ما يدفع لتبني عقلية "نحن ضد الآخرين". وتوفر الحركات المتطرفة للأفراد إحساساً بالانتماء إلى هوية معينة بخاصة لمن يشعرون بالعزلة الاجتماعية أو النفسية، وهناك بعض الأفراد يلتحقون بالتطرف بسبب الرغبة في القيادة أو الشعور بالتفوق على الآخرين، وقد أسهمت شبكة الإنترنت في نشر الأيديولوجيات المتطرفة، وسهلت التواصل بين المتطرفين.