logo
#

أحدث الأخبار مع #نقد

كتابات نحبّها وأخرى لا نحبّها
كتابات نحبّها وأخرى لا نحبّها

صحيفة الخليج

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • صحيفة الخليج

كتابات نحبّها وأخرى لا نحبّها

للناس فيما يقرؤون أهواء، فقد تأسر كتب معينة أفئدة الكثيرين، فتنال شهرةً واسعة وتحظى بتعليقات ومقالات عديدة في وسائل الإعلام المختلفة وقد يُتوَّج أصحابها بجوائز أدبية مرموقة عنها، لتصبح سبباً في تحقيق المزيد من الشهرة لهم ولكتبهم، حين تجعل منها محطّ الأنظار ولكن هذا لا يمنع أن هناك نسبة ليست قليلة من القرّاء، ناهيك عن النقّاد، لهم رأي آخر في هذه الأعمال وباعثي على طرق هذا الموضوع، منشور يعود إلى أكثر من سنة، لكاتبة مصرية شابة اسمها منى مراد، تقول فيه باللهجة المصرية: «مش بحب كتابات نجيب محفوظ ولا ماركيز، أنا عارفة أني هتهاجم بس ده رأي شخصي». توالت التعليقات على هذا المنشور حتى بلغت نحو 130 تعليقاً وعلى خلاف ما توقعت كاتبته فإن عدد من «هاجموها» يكاد لا يُعدّ على الأصابع وإن كان هذا الهجوم اتخذ منحى الاستهجان إن صحّ القول، حيث كتب أحدهم: «بالتأكيد أنت لم تقرأي لا لهذا ولا لذاك وبالتالي كان هذا رأيك»، فيما سألها آخر: «أنت قرأت إيه لهما؟»، وسأل ثالث: «ما هي الأشياء التي لم تعجبك، الفكرة، السرد، البناء التصاعدي للرواية، البعد الزمكاني في الروايات..الخ؟». اللافت أن أغلبية التعليقات نحت منحى التفهم لذائقة الكاتبة وإليكم نماذج منها: «تتهاجمي ليه.. كل قارئ وميوله»، «كلّ واحد حر»، «هذه مسألة أذواق.. ليس من الضروري أن يحبّ كل الناس هذين الكاتبين»، «كلّ ما يتعلق بالذوق الشخصي ليس محل تعليق أو انتقاد.. هكذا ينبغي أن يكون»، «لك ذلك فالناس فيما يعشقون مذاهب»، فيما رأى البعض أن الأمر لا يقتصر على الذائقة وحدها وإنما يدخل في خانة حرية الرأي، فأحدهم قال: «دي حرية رأي محدش يقدر يعارضك» وشاركه الرأي شخص آخر كتب: «لك مطلق الحرية.. أنا بعض مؤلفات طه حسين لا تروق لي». لم يخل الأمر من تعليقات ساخرة من فكرة القراءة نفسها، كالتعليق الذي قال صاحبه: «أنت عاوزه تقولي إن لسه فى ناس بتقرأ كتب؟»، أو قول شخص آخر: «حاولي تديهم فرصة تانية ولو فعلاً لسه قافلة منهم أنا أوعدك بسحب جميع رواياتهم من المكتبات». هناك من اقترح على الكاتبة بعض المخارج للتغلب على عدم محبّتها لكتابات محفوظ وماركيز، كالنصيحة التي وجهها أحدهم لها بأن تقرأ لماركيز بعض رواياته القصيرة (النوفيلا) مثل «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه»، أو «أحداث موت معلن» وتقرأ لمحفوظ «فوق هضبة الهرم» و«الشيطان يعظ»، مؤكداً أنها ستحب الاثنين لو فعلت ذلك، أما الأديب المخضرم أحمد الخميسي فقد اقترح على الكاتبة بدائل للاثنين قائلاً: «اقرأي يوسف إدريس وبهاء طاهر ح تحبيهم».

شهادات كُتاب ونقاد عرب على أعمال نبيل سليمان
شهادات كُتاب ونقاد عرب على أعمال نبيل سليمان

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

شهادات كُتاب ونقاد عرب على أعمال نبيل سليمان

أصدرت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، في سلسلة «نقد» طبعة جديدة وموسّعة من كتاب «مجنون المجاز- أو نبيل سليمان مبدعاً وناقداً» من إعداد وتقديم الناقد السوري نذير جعفر. وقد ضمّ الكتاب أربعاً وأربعين مساهمة، توزعت بين شهادات على تجربة نبيل سليمان الروائية، ودراسات لعدد من أعماله الروائية والنقدية. جاء الكتاب في 456 صفحة من القطع الكبير، وصمم الغلاف هادي أبو الماس. وكانت الطبعة الأولى من الكتاب قد صدرت عن «دار الحوار» في سوريا عام 2008 في 294 صفحة من القطع المتوسط. في مقدمة الكتاب نقرأ أن «لغة الرواية عند نبيل سليمان هي محفل متنوع بمستوياتها المجازية والإبلاغية والجمالية، وأنه (ورشة) إبداعية، لا تكلّ ولا تملّ. وقد أضحى بيته في مدينة الرقة ثم بيته في حلب، وأخيراً في اللاذقية وبلدته (البودي)، منتدى لأجيال من الكتاب والمثقفين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والآيديولوجية والإثنية، منذ سبعينيات القرن الماضي حتى وقتنا الراهن». غلاف كتاب مجنون المجاز تناولت الدراسات التي ضمّها الكتاب سبع عشرة رواية من روايات نبيل سليمان، وستة من كتبه النقدية. ومن هذه الدراسات، كما من الشهادات، ما ضمته الطبعة الأولى من الكتاب، ومنها ما هو جديد في الطبعة العراقية. في الشهادات، اختار إدوار الخراط لنبيل سليمان لقب «الإنسان الجوهري»، وعدّه عبد الرحمن منيف من المؤسسين للرواية في سوريا، كما وصفه بالمهجوس بتطوير فن الرواية. أما يمنى العيد فكتبت أن سيرة نبيل سليمان في كتابة الرواية العربية هي سيرة البحث عن «بنى لأشكال تروي حكايتنا، وتبدع لغة لمتعة القراءة». وقد وصف خليل صويلح رواية نبيل سليمان «تاريخ العيون المطفأة» بالسجادة السردية. كما قارن نزار العاني بين هذه الرواية وبين رواية «العمى»، وخلص إلى أن عميان نبيل سليمان غير عميان جوزيه سارماغو. وعن «تاريخ العيون المطفأة» كتب فيصل دراج أنها «قدمت اقتراحاً فنياً متميزاً في مجال الرواية السياسية العربية». الروائي الكويتي طالب الرفاعي استذكر الاعتداء الذي تعرض له نبيل سليمان في 31/01/2001، وذلك بينما كتب عن رواية «سمر الليالي»، فرأى أنها لا تشبه إلا نفسها، وأنها تخوض في المسكوت عنه، وقال: «وإذا بدا صوت المؤلف أعلى نبرة ووضوحاً في فصول الرواية الأخيرة، فربما لهذا السبب أو لغيره ناله ما ناله من اعتداء غادر كاد يودي بحياته». وقد حددت شيرين أبو النجا موقف نبيل سليمان بأنه ينبذ العنف والظلم والطائفية. واعتمدت في ذلك على رواية «مدائن الأرجوان» التي وصفتها بالكتابة الصعبة في زمن أصعب، وبالكتابة المستحيلة. في مساهمة واسيني الأعرج في هذا الكتاب، رأى أن نبيل سليمان لجأ في رواياته الأربع (أطياف العرش- سمر الليالي– في غيابها– مجاز العشق) إلى تاريخ الحواشي «التاريخ الداخلي للأفراد والجماعات الذي تتضح من خلاله الانكسارات والتاريخ الهش الصادق». ووصف رواية «دلعون» بأنها «نصّ الحافات بين متعة حكي الليالي وقسوة الموضوع الذي ينز دماً». وتساءل: هل هذه الرواية هي رواية الخيبات والتسلط المستمر؟ ورأى أنها سيرة جيل من الثوار والزبانية على حد سواء، وصلت إلى أقصى حدودها. وعدَّ واسيني الأعرج أن رواية «حجر السرائر» هي «رواية دمشقية بامتياز». وقد أجمل الروائي الجزائري الكبير قوله في نبيل سليمان، فرأى فيه علامة ثقافية عربية، ناهيك من كونه روائياً كبيراً يصنع في كل نص عالماً جديداً. وما يميزه هو وقوفه على كل الحواف الخطيرة، وفي أعماله ما يوحي باتساع الرؤية وباتساع المشروع الروائي وتنوعه. عن رواية «في غيابها» رأى إبراهيم خليل أنها منسجمة مع ما بعد الحداثة. وشبَّه صبحي حديدي عمل نبيل سليمان في هذه الرواية بإدارة لعبة شطرنج مفتوحة بين أحجار المكان ومربعات الزمان. وشبه تقنيات السرد فيها بالمدرسة النقطية في الرسم. وعن روايات (مجاز العشق– دَرَج الليل.. دَرَج النهار– سمر الليالي– في غيابها) كتب عزت القمحاوي أن العناق بين السِّيَري والروائي يُكتمل بها. وعن أحدث روايات نبيل سليمان، وهي «تحولات الإنسان الذهبي– 2022» كتب سعيد يقطين أن نبيل سليمان من الروائيين العرب القلائل الذين تختزل حياتهم في كتابة الرواية. على الرغم من أن لنبيل سليمان اثنين وثلاثين كتاباً في النقد الأدبي، فإن نصيبها من كتاب «مجنون المجاز» كان 6 دراسات فقط، منها ما كتبته سميحة خريس عن كتاب «بمثابة البيان الروائي» ونادين باخص عن كتاب «أخيولات روائية للقمع والطائفية». وفي غير الرواية والنقد كتب وفيق سليطين عن كتاب نبيل سليمان «الماركسية والتراث العربي الإسلامي» الذي صدر في طبعة وحيدة عام 1988، كما كتب أحمد عمر عن كتاب «الثقافة بين الظلام والسلام» فوصفه بأنه «يتميز بالمساجلة الديمقراطية التي ندرت في هذه الأيام» وقد صدر الكتاب عام 1996. في ختام كتاب «مجنون المجاز» جاءت قائمة بالكتب المنشورة عن أعمال نبيل سليمان، وهي أربعة عشر كتاباً، وقائمة بالدراسات التي تناولت أعمال نبيل سليمان ضمت واحدًا وأربعين كتاباً. ولعل «مجنون المجاز» -بكل ما تقدم- يكون إضافة مهمة للمكتبة العربية.

"فيلة صغيرة في بيت كبير" لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل
"فيلة صغيرة في بيت كبير" لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل

الجزيرة

time٢٠-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

"فيلة صغيرة في بيت كبير" لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل

كالسراب الذي يخدع العطشان السائر لأيام في صحراء قاحلة، تخدع كلمة "رواية" المنقوشة على غلاف نص "فيلة صغيرة في بيت كبير" القارئ. وهذه الخدعة لم تقف فقط عند حدود الغلاف الأمامي، بل تربعت في الغلاف الخلفي أيضا. قد يتساءل العامة عن سبب اللغط الدائم بخصوص تصنيف العمل، وما أهمية ذلك إن كان العمل جميلا؟ ماذا يهم القارئ إن كان النص رواية أو قصة قصيرة أو متتالية قصصية أو حتى سيرة ذاتية أو غيرية؟ بالطبع نحتفي كقراء ونقاد بالعمل الجيد ونشجع صاحبه، ولكن في نهاية المطاف، للرواية، كما الشعر وكما المسرحية، خصائص وميزات تختلف عن بقية الفنون الأدبية، وتقديم عمل على أنه رواية وهو في الواقع غير ذلك، لا يقل خيبة عن شرائك تذكرة لفيلم سينمائي للتفاجؤ فور دخولك قاعة العرض بأن الفيلم الذي وعدت نفسك برؤيته ليس إلا مسرحية. هل هذا يقلل دور المسرحية على حساب الفيلم؟ بالطبع لا، فللمسرحية جمهورها كما السينما، ولكن لماذا خلط الأوراق؟ يقول قائل إننا في زمن الحداثة الأدبية حيث تتقاطع أجناس الأدب وتضيع المسافات بين الرواية والقصة والمسرحية، وحتى الشعر، وهذا في الواقع أزمة تدعونا للوقوف عند عتبتها ومساءلة أنفسنا: من قرر تجريد الأجناس الأدبية من لبناتها؟ وما قيمة الأدب إن خلطنا حابله بنابله؟ ومن قال إن الإبداع يعني الفوضى وهدم ركائز نقدية عمرها مئات السنوات؟ بيت نور أبو فراج كان جميلا، لكنه أغلق نوافذه على عالم الرواية السحري الذي وعدنا به غلاف النص: رواية "فيلة صغيرة في بيت كبير"، لتبدأ قراءة العمل مشدوها بلغة ورقة ودقة لغة الكاتبة في التعبير والوصف عن أزماتها النفسية وعلاقتها بذاتها وبالآخر من حولها، سواء كان هذا الآخر أفراد أسرتها، مجموعة أصدقاء، البيوت والمدن التي عاشتها وعاشت بها، وحتى بذاتها المفقودة في بلد يتأرجح فوق سكة الحرب الصدئة. الذات الحاضرة.. والشخصيات الغائبة بفصول قصيرة لم يتعد أغلبها أربع صفحات، كتبت نور قصتها. وأسمح لنفسي أن أقول قصتها وفقا للكثير من المعلومات التي ضختنا بها الرواية "إن آمنا أنها كذلك" عن بطلة العمل، من سنها ودراستها واسمها ورغبتها في الكتابة وغيرها من التفاصيل الأخرى التي تركتنا مقيدين بفكرة أن نور تكتب عن نور، ونور من نور. نص نور يبدأ من الذات، ويمر وينتهي بها، وهنا كانت حتمية موت أية شخصية قد تنافس نور في سيرتها المحكية عن لسانها. وإن غابت الشخوص عن الرواية فماذا يبقى منها؟ قد نقول تبقى الحبكة، التي بدورها كانت مفقودة هي الأخرى، فالعمل يبدأ وينتهي من دون خيط رابط للأحداث شبه المغيبة، فنور تنتقل من فكرة لأخرى ومن مشهد لآخر كمن يقفز بين جبال عائمة، تهتز بعنف مع كل قفزة لأنها لا تقف على أساس صلب. وبالحديث عن الذات، واحدة من أهم سمات الرواية الناجحة أن يكون صوت القص منفصلا عن صوت الكاتب، وهذا ما لم تنجح به الكاتبة. فنور الكاتبة كانت نسخة مطابقة لنور في الكتاب، وهذا ليس أمرا تعاب عليه الكاتبة لو لم يبوب عملها بـ "رواية". "فيلة صغيرة في بيت كبير" هو أقرب لأدب الشذرات، أو الخواطر التي يعدها الكثير من النقاد وأنا منهم ضربا من الكتابة، لكنها ليست جنسا أدبيا فنيا تحكمه قواعد لغوية وبنى معمارية كتابية. الرواية.. معمار سردي له شروط أزمة هذا النص أنه يفتقد إلى التحول الفني الأدبي، ونقول هنا الأدبي لأنه يشمل الرواية وغيرها من فنون الكتابة كالقصة وحتى الشعر في بعض الأحيان. أنت تقرأ النص وتفرغ منه من دون تحول، صدمة، تقرأ بصوت واحد لا يقابله أي صوت آخر، لا مسافات جمالية. أنت لا تقرأ عن شخصية، بل عن الكاتبة نفسها، عن همومها ومشاكلها وصراعاتها الداخلية النفسية وعن المجتمع الذي جزأها إلى شخصيتين، رافضة وخانعة، صادقة وكاذبة، قوية وضعيفة، اجتماعية ومنطوية، لتأتي الحرب وتكمل هذا الفصام في شخصيتها المتشظية. لنذكر هنا كتابنا ودور نشرنا بأن الرواية هي معمار سردي أدبي له أسس وتقنيات. شخصيات تتطور، أزمنة وأمكنة تتغير، حبكات وقصص تنمو، صراعات تتناضح، نهاية قد ترضيك وقد تخيب آمالك، ونفهم أن تغيب واحدة من هذه الخصائص عن رواية ما، ولكن غيابها جمعاء وإصرار دار النشر أو الكاتب أو كائن من يكون أن يحشر العمل ضمن خانة الرواية قسرا، فهذا يسقط العمل مهما كان جماله وعمقه. من الواجب والأمانة أن أذكر أن لا غبار على لغة نور في هذا النص… التي هي الأخرى لم تكن روائية، لكنها لغة عميقة في المعنى، دقيقة في الوصف، متأنية في التعبير، صادقة بمشاعرها، ويكاد يكون النص خاليا من الأخطاء النحوية والدلالية، وهذا الأمر بات نادرا ندرة الألماس في الرواية العربية خلال العقدين الأخيرين. "فيلة صغيرة في بيت كبير" نص جميل على صعيد الأفكار المطروحة واللغة السلسة والتقسيم الفني الجذاب للفصول، غلافه أنيق وعنوانه ذكي. في حوار مع الكاتبة نور أبو فراج في نادي صناع الحرف للقراءة عبر زوم، ذكرت الكاتبة أنها غير مقتنعة بأن كتابها هو رواية بالفعل. لكن أحدهم قرأ المخطوطة قبل نشرها وقال لها إنها رواية. هذه الفكرة تثلج الصدر، فعلى أقل تقدير نجد من يشاطرنا الرأي بأن هذا النص ليس رواية. والأجمل أن من يشاطرك هذا الرأي هو كاتب العمل نفسه.

توصياتخمسة كتب يوصي محمد آيت لعميم بقراءتها
توصياتخمسة كتب يوصي محمد آيت لعميم بقراءتها

الرياض

time١٩-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرياض

توصياتخمسة كتب يوصي محمد آيت لعميم بقراءتها

في هذه الزاوية سيأخذنا الناقد والأكاديمي المغربي محمد آيت لعميم أحد الوجوه البارزة في المشهد الثقافي المغربي والعربي، إذ أسهم في إثراء المكتبة العربية بمؤلفات نقدية ودراسات وترجمات وأعمال إبداعية إلى عوالم القراءة والرواية من خلال ما اطلع عليه مؤخراً ويوصي القراء بقراءتها: "ذهول ورعدة" للكاتبة البلجيكية إيميلي نوتومب تعالج الروائية عبر شخوصها وساردها تسلط شركة يابانية، حيث الأوامر التي تنزل بشكل هرمي تبدو عبثية وفيها نوع من العنصرية المبطنة والمعلنة ضد المجتمع الغربي، لقد أبرزت الرواية بشكل قوي هذا الإحساس بالعبث للوجه الآخر لليابان، من خلال تفكيك العلاقات داخل يوميموطو الشركة العملاقة التي تلتهم العاملين فيها، وتجعل كل واحد منهم جلاداً وضحية في الآن نفسه. لم يشفع لبطلة الرواية ولادتها في إحدى المقاطعات اليابانية كنصاي، بل ظل ينظر إليها على أنها غريب يمثل الذهنية الغربية. "مانديل بائع الكتب القديمة" ستيفان زفايغ رواية قصيرة الحجم هائلة المحتوى، من مادة قليلة صنع زفايغ تحفة أدبية خالدة، وهنا تكمن قوة هذه الرواية القصيرة. تحكي الرواية بشكل مشوق عبر تقنية التذكر قصة رجل غريب الأطوار يدعى جاكوب مانديل، بائع كتب قديمة، كان يقتعد طيلة حياته طاولة في زاوية مقهى غلوك في مدينة فيينا وهو الذي صنع مجد ذلك المقهى حيث كان أساتذة الجامعة والطلاب من كل فج يحجون إليه، فقد كان بمثابة فهرس كوني جوال، يعرف كل الكتب بجميع طبعاتها وأماكن صدورها وتواريخ الإصدار. كان مظهره قذراً، ضامراً، أشعث دميم الخلقة وصاحب ذاكرة جبارة. خلف جبينه الشاحب القذر، كما لو أنه مغطى برغوة رمادية، نقش كما ينقش على البرونز، بيد شاحبة خفية، كل اسم وكل عنوان مطبوع على الصفحة الأولى لكتاب. وسواء صدر الكتاب أمس أو قبل مائتي عام، بوسعه أن يذكر كل شيء عنه. يتذكر كل الكتب بوضوح عميق، التسفير والرسوم والنسخ المطابقة للأصل. يعرف المكتبات أكثر من أصحابها. كان لا يملك شيئاً عدا سحر التذكر الذي لا يضاهي. وخارج الكتب، كان هذا الرجل الغريب يجهل العالم. فتجليات الحياة لا تغدو ملموسة لديه إلا حينما تتحول إلى حروف مطبوعة في وريقات كتاب. "أيام إيمانويل كانط الأخيرة" توماس دي كوينسي يتناول لحظات مهمة في حياة الفيلسوف الألماني الكبير كانط، الذي "لا يوجد فيلسوف على الإطلاق، باستثناء أرسطو، يستطيع الادعاء بأنه يضاهي كانط في مدى التأثير الذي مارسه على عقول الناس". وربما هذا هو الأمر الذي يسوغ صياغة هذه النبذة من حياته التي تبرز أن الفلسفة كانت لديه منوال تفكير ونمط عيش في آن معاً. إذ كان كانط صارماً في حياته صرامة نسقه الفلسفي، ويقدس الواجب في معاملاته اليومية إذ جعله منشودًا لذاته. دي كوينسي تناول مرحلة الطفولة والتحصيل المعرفي والنبوغ المبكر لكانط، والحياة اليومية لديه ثم أخيراً يرصد اللحظات الأخيرة قبل أن يتهاوى الجسد النحيل في غياهب الموت مربياً خاصاً لأبناء بعض العائلات، ثم تولى كرسي الرياضيات وبعده سيتولى كرسي المنطق والميتافيزيقا. كان كانط يستفسر دوماً عن أحوال تلاميذه السابقين، وكانت تغمره السعادة حين تصله عنهم أخبار سارة. "عمارة السعادة" آلان دو بوتون يتناول الكتاب بأسلوب مشرق ومشوق سؤال الجمال والوظيفة في العمارة منذ القديم إلى اليوم، ويبرز طبيعة المعمار الذي يوفر السعادة للساكنة. ومن خلال عرضه يمرر مجموعة من النظريات الهندسية والمعمارية التي كانت من وراء تطور العمارة، وتداخل الأساليب العمرانية عبر الأزمنة، وفي هذا الكتاب يبين الصلات الخفية بين المباني التي نسكنها وبين حسن أحوال الناس على المدى البعيد، إذ ما الذي يجعل بيتاً من البيوت ذا جمال حقيقي؟ ولماذا تبدو بيوت جديدة كثيرة قبيحة جداً؟ ولماذا نخوض نقاشات حادة حول الأرائك واللوحات؟ وهل يمكن إيجاد حل لتباين الأذواق؟ للإجابة عن هذه الأسئلة يتناول دو بوتون مباني كثيرة من الأكواخ الخشبية إلى ناطحات السحاب، إنها جولة طويلة حول تاريخ العمارة والتصميمات الداخلية. "مغامرات قارض الكتب" سام سافاج ترحل بنا الرواية في عالم الكتب والمكتبة، وفي العوالم السفلى حيث الجرد فيرمين يجد نفسه وأسرته عالقين في قبو مكتبة. كان المكان الدافئ العفن الذي لجأ إليه هو مقام كتب، ومتحف لكنوز منسية، ومقبرة ما لم يقرأ وما هو غير قابل للقراءة، لقد كانت الكتب التي مزق أو التهم ترسم له مسار حياته، فأولى لحظات كفاحه من أجل الوجود والبقاء على قيد الحياة كانت هي تمزيق رواية موبي ديك، وهو أمر قد يشرح طبيعته المغامرة. أما حين يشعر أنه متوحش منبوذ، فإنه يكون مقتنعاً بأن الذنب ذنب دونكيشوط. كان فيرمين يعيش مع والدته و12 من إخوته التي صنعت كومة هائلة من الورق وراحت تسحبها بجهد عظيم، وتجرها إلى ذلك الكهف الصغير المظلم الذي عثرت عليه. ففرمين ولد ونام ورضع فوق الهيكل المشوه للتحفة الفنية الأقل قراءة في العالم. رواية فينغاز ويك لجويس، هذه الرواية المتاهية، والإليغورية نلمح فيها بورخيس ومقبرة الكتب المنسية، وهي رحلة طويلة مع الكتب، وإعطاؤها أبعادًا تاويلية أخرى منظوراً إليها من خلال قارض كتب يتمتع بموسوعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store