
إسناد المهام المنزلية للأبناء يرسّخ قيمة العمل الجماعي
في هذا الصدد، أوضح مختصون وأولياء أمور، أن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية، كترتيب غرفهم، والمشاركة في إعداد المائدة، وشراء الأغراض المنزلية، تنعكس إيجاباً على شخصية الأبناء ومستقبلهم، وترسخ قيم العمل الجماعي كما تعزز مهارات الاعتماد على النفس والانضباط والشعور بالانتماء، والاندماج الأسري، وتعزيز قدرتهم على التخطيط.
وأكدوا أنه يمكن تحفيزهم على المشاركة في الأعمال المنزلية، من خلال منحهم المكافآت المادية، وبناء شخصيات قوية ومسؤولة، وتنمية المهارات اللازمة لمستقبل أفضل، شريطة أن يتم ذلك بشكل متوازن ومدروس، أما المكافآت المادية، فيجب أن تكون وسيلة تحفيز، لا وسيلة إغراء دائمة، حتى لا تتحول إلى أداة لفقدان الحافز الداخلي.
وقال الدكتور ممدوح مختار استشاري علم النفس العلاجي، إن إسناد مهمة معينة للطفل، وتحميله مسؤولية إنجازها، يغرس فيه مهارة القيادة، وتنظيم الوقت وتحمل النتائج، وهي مهارات أساسية لبناء شخصية متزنة ومستقلة.
نتائج عكسية
وأشار مختار إلى أنه يجب أن تتناسب المهام مع عمر الطفل وقدراته، لتكون محفزة، وليست مثبطة، كما أن إنجاز الطفل للمهام ومكافأته على ذلك، يعزز ثقته بنفسه، وحذرت من أن الضغط المفرط أو فرض المهام دون توجيه، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل العناد، أو الشعور بالظلم والإحباط.
العمل الجماعي
إلى ذلك، أوضح الدكتور بدر الجابري المستشار النفسي الأسري في جودة الحياة، أن المكافآت المادية قد تكون مفيدة إذا استخدمت بذكاء، كأن تقدم على فترات متباعدة، أو ضمن خطة لتعزيز سلوك إيجابي معين، دون أن تكون هي الدافع الوحيد، لأن الهدف الأهم، هو ترسيخ قيمة العمل الجماعي والتعاون في نفس الطفل، دون مقابل دائم.
كما قالت إيمان حسين «تربوية»: إن بعض الأهالي يعتبرون أن الدراسة هي المهمة الأساسية لأطفالهم، ويشفقون عليهم، ولا يحملونهم أي مهام خلال إجازة العام الدراسي، لينالوا قسطاً من الراحة، ويتمكنوا من ممارسة هواياتهم الشخصية خلالها، استعداداً لاستقبال العام الدراسي ومشقاته من جديد.
ورأت أنه لتشجيع الطفل على المشاركة، يجب تحويل المهام المنزلية إلى أوقات ممتعة، وفي حال رفض القيام بمهامه، فمن الأفضل محاولة فهم مصدر تردده، ودعمه بدلاً من معاقبته، مشيرة إلى أهمية التعامل مع المهام بالتعاطف والإبداع، لتعزيز السلوك الإيجابي والتعاوني لدى الأبناء.
وقالت ريهام فوزي (معلمة): إن تخصيص مبلغ مالي مقابل إنجاز الأعمال المنزلية، يعد مدخلاً لتعليم الأطفال قيمة المال والعمل، محذرة من أن الإفراط في هذا الأسلوب، قد يزرع سلوكاً مشروطاً في نفس الطفل، وقد يجعله لا يقوم بأي واجب إلا مقابل مكافأة، إذ إن ربط كل سلوك إيجابي بالمقابل المادي، خطر على المدى الطويل.
وأجمع عدد من أولياء الأمور على أنه في النهاية، لا توجد وصفة واحدة تناسب كل الأطفال أو كل البيوت، لكنهم أكدوا أن الهدف الأسمى، ليس إنجاز المهام، بل بناء شخصية مستقلة، قادرة على تحمل المسؤولية.
وقالت سمر عبد الله، وهي أم لثلاثة أطفال: أحرص دائماً، لا سيما خلال فترة العطلة الصيفية للأبناء، على تخصيص مهام لكل ابن وابنة من أبنائي، حتى لو كانت بسيطة، شريطة أن تتلاءم مع أعمارهم، وأحياناً أقدم لهم مكافآت رمزية.
وأضافت: لاحظت من خلال هذه الطريقة، تحسناً لافتاً في سلوكهم، مقارنة بأقرانهم من أفراد العائلة أو أصدقائهم، وزيادة في حسهم بالمسؤولية، وانعكس إيجاباً على شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم.
ورأى علي أحمد، أن ربط الأعمال المنزلية بالمكافآت المالية غير مجدٍ، ويقول إنه جرب هذا الأسلوب مع أبنائه، لكنه وجد أنهم أصبحوا يساومونه على كل شيء، مشيراً إلى أن الأفضل أن يفهموا أن المساعدة في شؤون البيت واجب عليهم، وليس خدمة مدفوعة.
مسؤولية أسرية
وقالت نادية غريب: إن الأطفال يحتاجون إلى إدراك أهمية إسهامهم في البيئة التي يوجدون فيها، وهو ما يفسر ضرورة مشاركتهم في الأعمال المنزلية، ويعد الأطفال الذين هم على وعي بأهمية دورهم داخل العائلة، أقل عرضة للشعور بتدني احترامهم لذواتهم.
وفي منزل فاطمة المزروعي، تلتزم ابنتها «مريم»، البالغة من العمر عشر سنوات، بترتيب غرفتها كل صباح، والمساعدة في تنظيف المائدة بعد العشاء، كل مهمة تسجل في جدول أسبوعي، يقابلها مبلغ رمزي في نهاية الأسبوع، وبالنسبة لوالدتها، هذا «راتب مصغر»، هدفه تعليم مريم قيمة الجهد والنقود.
لكن في منزل آخر، ترفض ريهام مراد هذا الأسلوب تماماً، وتؤمن أن الأعمال المنزلية جزء من المسؤولية الأسرية، التي لا تقاس بثمن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
«الصحة» تقلص متطلبات خدمات حيوية بنسبة 50% ضمن «تصفير البيروقراطية»
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إنجاز إعادة تصميم وهندسة مجموعة من خدماتها الحيوية، وخفضها بنسبة 50%، وذلك ضمن المرحلة الثانية من برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية، الذي أطلقته حكومة الإمارات للوصول إلى منظومة خدمات حكومية بلا تعقيد، وتجربة متعاملين أسرع وأسهل وأكثر تأثيراً، بما يُحدِث فرقاً في جودة حياة الأفراد وكفاءة عمل المؤسسات. وشملت الحزمة الأولى، التي أطلقتها الوزارة في هذه المرحلة، خدمات الترخيص والاعتماد للمهن والمنشآت الصحية التي خضعت لإعادة تصميم شاملة، وتم تقليص إجراءاتها وتبسيط متطلباتها من 32 إلى 16 خدمة فقط، ما أسهم في خفض زمن الحصول عليها، ورفع كفاءتها التشغيلية، وتعزيز الامتثال لمستهدفات البرنامج. واعتمدت الوزارة خلال المرحلة الثانية خريطة طريق واضحة محورها الإنسان، انصبت على التسهيل عليه وتحسين خدمات الترخيص والاعتماد للمتعاملين والمهنيين الصحيين، وارتكزت على محاور رئيسة عدة، أبرزها تبسيط الإجراءات، وتقليل عدد المستندات، وحذف المتطلبات المكررة أو غير الضرورية، ودمج الأنظمة الرقمية ورفع كفاءتها، وتقليل عدد التطبيقات الذكية المستخدمة، واختصار الوقت والكُلفة والجهد، وتعزيز التكامل مع الجهات الشريكة لتبادل البيانات، وربط الأنظمة الرقمية للتسهيل على المتعاملين في الحصول على الخدمة بشكل أسرع وأسهل، كما أولت الوزارة اهتماماً بقياس الأثر من خلال دراسات واستبانات لقياس رضا المتعاملين، وتنسجم جهود الوزارة مع أهداف البرنامج لتحقيق 100% من برنامج تصفير البيروقراطية الرقمية. وأكّد وكيل الوزارة، الدكتور محمد سليم العلماء، أن إنجاز المرحلة الثانية من برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية في الوزارة يأتي تجسيداً لتوجيهات حكومة الإمارات بتقديم خدمات أكثر كفاءة وجودة وأبسط في الإجراءات توفر على المتعاملين الجهد والوقت والعبء، ضمن نهج حكومي مرن واستباقي يواكب متطلبات المستقبل ويحقق التنمية المستدامة ويعزز تنافسية الدولة، ويرتكز على الابتكار وإشراك فئات المجتمع والشركاء، وتمكين فرق العمل المتميّزة، وتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكامل الرقمي بين الجهات الحكومية. وأوضح الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة قائد فريق تصفير البيروقراطية الحكومية في الوزارة، عبدالله أهلي، أن الوزارة تعتمد نهجاً تشاركياً قائماً على ورش تصميم مع الشركاء والمتعاملين، وتحليل تجربة المستخدم، لضمان أن تكون الخدمات الجديدة أكثر سلاسة وأقل كُلفة. • «الصحة» تعتمد خريطة طريق جديدة ترتكز على محاور عدة، أبرزها تقليل عدد المستندات، وحذف المتطلبات المكررة وغير الضرورية، والتكامل مع الجهات الشريكة لتبادل البيانات، وربط الأنظمة الرقمية لتوفير الخدمة بشكل أسرع وأسهل للمتعاملين.


سكاي نيوز عربية
منذ 5 ساعات
- سكاي نيوز عربية
10 أعراض قد تنذر بانخفاض خطير في ضغط الدم
وبحسب مختصين، فإن ضغط الدم يعد منخفضا عندما يقل عن 90/60 ملم زئبق، ما قد يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية. وفيما يلي أبرز 10 أعراض قد تشير إلى أن ضغط دمك منخفض جدا: الدوخة والإغماء الشعور بالدوار أو الإحساس بأن الغرفة تدور من حولك قد يكون مؤشرا على تدني تدفق الدم إلى الدماغ. وفي حالات أشد، قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي المؤقت. التعب والإرهاق المزمن انخفاض الضغط قد يؤدي إلى إنهاك بدني وذهني، يظهر على شكل ضعف عام أو ما يعرف بـ"ضباب الدماغ". هذا النوع من التعب قد يؤثر سلبا على التركيز والحالة المزاجية والإنتاجية. الارتباك الذهني الارتباك ومشاكل التركيز قد تنجم عن نقص الأوكسجين والغذاء الذي يصل إلى المخ، خاصة لدى كبار السن أو من يعانون من مشاكل صحية مزمنة. خفقان القلب خفقان مفاجئ أو شعور بتسارع ضربات القلب قد يكون رد فعل طبيعي للجسم لتعويض ضعف الدورة الدموية الناجم عن انخفاض الضغط. تشوش الرؤية الرؤية الضبابية أو غير الواضحة قد تكون علامة على أن الدم لا يصل بكمية كافية إلى العينين أو الدماغ. وفي حالات نادرة، قد يحدث فقدان مؤقت للرؤية في إحدى العينين. ألم في الرأس أو الرقبة ألم الرقبة والكتفين أو خلف الرأس قد يكون نتيجة "الهبوط الانتصابي"، وهي الحالة التي ينخفض فيها الضغط فجأة عند الوقوف. ويعرف هذا النوع من الألم بألم "علاقة المعطف". الغثيان أو التقيؤ الشعور بالغثيان أو التقيؤ، خاصة بعد تغيير الوضعية أو مباشرة بعد الجراحة، قد يكون بسبب تراجع تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي أو جذع الدماغ. برودة الأطراف عندما يحاول الجسم الحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء الأساسية، قد يقلل التروية الدموية إلى الأطراف، ما يسبب برودة في اليدين والقدمين وتغير لون الجلد في بعض الحالات. ضيق التنفس رغم ندرته، فإن الشعور بضيق في التنفس قد يحدث إذا كان الدم لا يضخ بكفاءة نحو الرئتين، ما يؤثر على عملية تبادل الغازات الحيوية. ألم في الصدر في بعض الحالات الخطيرة، قد يتسبب انخفاض الضغط في ألم بالصدر يشبه الذبحة الصدرية. وغالبا ما يوصف هذا الألم بثقل أو ضيق خلف عظمة القص، وقد يمتد إلى الذراعين أو الفك.


صحيفة الخليج
منذ 5 ساعات
- صحيفة الخليج
سرطان الرئة نمو غير منضبط لخلايا الشعب الهوائية
يشكل سرطان الرئة إحدى المشكلات المرضية الشائعة بين الأشخاص ولا يزال السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان حول العالم، بنحو 1,8 مليون حالة وفاة 18% في عام 2023، بحسب التقديرات الصادرة عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهو يبدأ في الظهور عندما تنمو خلايا غير طبيعية بطريقة غير منضبطة داخل الرئتين ويتطور في صمت، ويُعد التدخين عاملاً أساسياً للإصابة، ويتسبب في نحو 85% من جميع الحالات، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتشمل الأعراض السعال الذي لا يزول، والألم الصدري وضيق النفس، وفي السطور القادمة يسلّط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً. يقول د. محمد عزام زيادة، استشاري طب الأورام، إن الإصابة بسرطان الرئة تحدث عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، وعادة تنجم هذه الحالة بسبب تلف في الحمض النووي، ويعدُّ التدخين أحد الأسباب الرئيسية للمرض، إلا أن التعرض لمواد كيميائية خطرة أخرى قد يلعب دوراً كبيراً أيضاً. ويتابع: «عندما تتضرر خلايا الشعب الهوائية، تبدأ بالتكاثر بشكل غير منتظم، ما يؤدي إلى تكوّن أورام خبيثة، وفي حال عدم اكتشافها وعلاجها في مراحل مبكرة، فإنها تنتشر داخل الرئة بأكملها، ما يتسبب في ضعف وظيفة الجهاز التنفسي، ومع مرور الوقت، تنتقل أورام الرئة إلى أعضاء أخرى في الجسم (الانتشار السرطاني)، ما يزيد من تعقيد التداوي؛ لذا يُعدُّ الاكتشاف المبكر والتدخل العلاجي السريع أمرين بالغَي الأهمية في السيطرة على تأثير سرطان الرئة لدى المرضى». يوضح د. عزام أن احتمالية الإصابة بسرطان الرئة تزداد بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، إذ تُظهر الإحصائيات أن أغلبية حالات التشخيص الجديدة تُسجل لأشخاص تجاوزوا سن الستين، ويرتبط ذلك بتراكم عوامل الخطر على مدى السنوات؛ مثل: التدخين لفترات طويلة أو التعرض المستمر للمواد الضارة والملوثات البيئية. ويضيف: «تشير الدراسات إلى أن الرجال يواجهون خطراً أعلى نسبياً؛ مقارنة بالنساء، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع نسب التدخين بين الذكور، إضافة إلى التعرض المهني لمواد كيميائية وصناعية معينة، ومع ذلك، لا يعني أن الفئات الأصغر سناً أو النساء في مأمن كامل، إذ يمكن لعوامل مثل العوامل الوراثية أو التعرض المستمر للتلوث الهوائي أو التدخين السلبي أن تزيد من احتمالية الإصابة في مراحل عمرية أبكر». ويذكر د. عزام أن أعراض سرطان الرئة تتعدد وتختلف شدتها من شخص لآخر، وعادة ما تكون غير واضحة في المراحل المبكرة للمرض، ما يصعب اكتشافه في وقت مبكر، ومن العلامات الشائعة التي ترافق الإصابة: السعال المزمن أو المصحوب بالدم أو البلغم الدموي، ألم في الصدر يزداد عند التنفس العميق أو السعال، ضيق وصعوبة في التنفس بشكل طبيعي، وفقدان الوزن غير المبرر ونقص الشهية، الإرهاق المستمر والشعور الدائم بالتعب دون سبب واضح. ويتابع: «يعاني المريض التهابات صدرية متكررة؛ مثل: الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية، وبحة أو تغيراً ملحوظاً في الصوت، وتظهر أعراض أخرى مثل تورم الوجه أو الرقبة نتيجة ضغط الورم على الأوعية الدموية الكبرى مع تقدم المرض، أو ألم في العظام في حال انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، يُوصى بمراجعة الطبيب فور ظهور أي من هذه العلامات، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة ككبار السن والمدخنين، كونها تتشابه مع أمراض تنفسية بسيطة مثل نزلات البرد أو التهابات الشعب الهوائية. أسباب وعوامل يؤكد د. حسان جعفر، استشاري طب الأورام، أن سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان خطورة وانتشاراً، كونه يتطور في صمت، ولا تظهر أعراضه بوضوح إلا في مراحل متقدمة، ما يؤدي إلى فقدان فرص العلاج الشافي لدى كثير من المرضى، وهنا تكمن أهمية التشخيص المبكر ورفع الوعي العام بالعلامات والعوامل المسببة، ما يتيح التدخل العلاجي الناجح، ويوفر فرصاً أفضل للحياة، ويعتمد ذلك على الفحص السريري، والأشعة المقطعية منخفضة الجرعة، تنظير القصبات، الخزعة، وتحليل البلغم، إلى جانب اختبارات وظائف الرئة. ويتابع: «يمثل التدخين السبب الرئيسي لنحو 85% من حالات سرطان الرئة، لكنه ليس العامل الوحيد؛ حيث إن التعرض للتدخين السلبي، والملوثات البيئية مثل غاز الرادون والأسبستوس، إضافة إلى العوامل الوراثية وبعض المشكلات الطبية المزمنة، تزيد من خطر الإصابة حتى لدى غير المدخنين». يوضح د. جعفر أن هناك نوعين رئيسيين من سرطان الرئة: سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، ويعتبر الأكثر عدوانية وينمو بسرعة إلا أنه يستجيب عادة للعلاج الكيميائي والإشعاعي، وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وهو الأكثر شيوعاً، وله عدة أنواع فرعية، وعادة ما يُعالج بالجراحة والعلاج الموجه، وتجدر الإشارة إلى أن الدعم النفسي والاجتماعي خلال رحلة التداوي، يلعب دوراً مهماً في دعم جودة الحياة. ويشير د. جعفر إلى أن الفحص المبكر أهم خطوة نحو الوقاية، وسلاح في وجه هذا المرض الصامت، كونه يضاعف فرص التعافي والشفاء بنسبة تصل إلى أكثر من 65% في المراحل المبكرة، مقارنة بنسب أقل بكثير في المراحل المتقدمة، ويجب التوعية المجتمعية بأهمية الفحوص الدورية حتى في غياب الأعراض، حيث إن هناك عوامل طبية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة؛ مثل: حالات مثل الانسداد الرئوي المزمن، التليف الرئوي، الالتهابات الرئوية المزمنة، ضعف المناعة، والتعرض المهني للغبار والمواد الكيميائية، وضرورة الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي، وتقليل التعرض للملوثات البيئية والمواد المسرطنة المهنية، وتحسين جودة الهواء الداخلي، والالتزام بنمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة. مضاعفات وتداوٍ يذكر د. أفصل محمد، مختص جراحة الأورام، أن سرطان الرئة يتسبب في العديد من المضاعفات، ومن أبرزها: مشاكل في الجهاز التنفسي ضيق في التنفس، وانصباب جنبي (تراكم السوائل حول الرئتين)، وانسداد مجرى الهواء، انتشار إلى الدماغ أو العظام أو الكبد أو الغدد الكظرية، متلازمة الوريد الأجوف العلوي، ما يؤدي إلى ضغط الورم على الوريد الكبير، وبالتالي تورم في الوجه أو الذراعين، متلازمات الأباعد الورمية أو اضطرابات مرتبطة بالهرمونات تسببها الخلايا السرطانية؛ مثل: فرط كالسيوم الدم، والعدوى المتكررة بالالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية الناتج عن ضعف وظائف الرئة، ألم في الصدر، أو العظام (في حال انتشاره)، أو آلام مرتبطة بالأعصاب في حالات أورام بانكوست. يوضح د. محمد أن مراحل سرطان الرئة تُصنف بحسب حجم الورم، إصابة العقدة، النقائل، وتنقسم كالآتي: • المرحلة 0: سرطان موضعي أو خلايا غير طبيعية في البطانة فقط. • المرحلة الأولى: ورم صغير، دون إصابة العقدة الليمفاوية. • المرحلة الثانية: يزيد حجم الورم أو ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة. • المرحلة الثالثة: انتشار موضعي إلى العقد الليمفاوية في الصدر. • المرحلة الرابعة: انتشار خبيث إلى أعضاء وأجهزة بعيدة. يشير د. محمد إلى أن الخيارات العلاجية لعلاج سرطان الرئة تعتمد على نوع ومرحلة المرض؛ وهي تشمل: الجراحة (استئصال الفص، أو استئصال الإسفين) لحالات سرطان الرئة صغير الخلايا في مراحله المبكرة، والعلاج الإشعاعي للأورام الموضعية أو الرعاية التلطيفية، ويستخدم العلاج الكيميائي في حالة سرطان الرئة صغير الخلايا وسرطان الرئة صغير الخلايا المتقدم، أما العلاج الموجه فهو من الطرق الحديثة التي تكافح السرطانات ذات الطفرات المحددة (مستقبل عامل نمو البشرة، والمثبطات)، إضافة إلى العلاج المناعي الذي يستهدف تعزز جهاز المناعة، وتركز الرعاية التلطيفية على تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. ويتابع: تسهم بعض الاستراتيجيات في إدارة سرطان الرئة وإبطاء تفاقم المرض والتحكم في الأعراض، ومن بينها: الإقلاع عن التدخين لمنع المزيد من الضرر، إعادة التأهيل الرئوي الذي يعمل على تحسين التنفس والقدرة على التحمل، الدعم الغذائي الذي يُساعد في الحفاظ على القوة أثناء العلاج، إدارة الألم بالأدوية، أو التخدير العصبي، أو العلاج الإشعاعي، ومراقبة المضاعفات عن طريق إجراء فحوص تصويرية واختبارات مخبرية منتظمة للكشف عن تكرار المرض أو انتشاره. 6 سلوكيات تدعم صحة الجهاز التنفسي 1. يعد الإقلاع عن التدخين (التبغ والسجائر الإلكترونية) من أهم العادات الصحية، التي تفيد في الحد من الإصابة بسرطان الرئة، مع ضرورة الابتعاد عن التعرض للتدخين السلبي. 2. يوصي الأطباء بالحفاظ على تعزيز صحة الرئة، وذلك عن طريق تقوية عضلات الصدر، بالاهتمام بممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية بشكل يومي يستغرق من 20 إلى 30 دقيقة. 3. تشير الأبحاث العلمية إلى أهمية المواظبة على التنفس العميق، والتنفس الحجابى الذي يسهم في زيادة سعة الرئة، كما يفيد الشهيق والزفير لعدد أربع مرات، أو التنفس من البطن، في تجديد الشعور بالاسترخاء والهدوء، والتخلص من الإجهاد والتوتر الذي يؤثر سلباً في أجهزة الجسم الحيوية. 4. يحذر خبراء الصحة من الجلوس لوقت طويل في محيط المدافئ ومواقد حرق الأخشاب، أو ممارسة التدريبات الرياضية في الأماكن التي تتسم بالتهوية السيئة، أو المزدحمة ولا يمكن التنفس فيها بشكل سليم. 5. تزداد فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي لدى الأشخاص الذين لا يحصلون على الساعات الكافية من الراحة والنوم، كونها تؤثر سلباً في الجهاز المناعي. 6. يعزز فيتامين (د) صحة الرئتين، وخاصة لدى مرضى الانسداد الرئوي أو الربو، حيث وجدت الدراسات أن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يسبب قصوراً في وظائف الرئة، ويمكن الحصول عليه عن طريق التعرض لأشعة الشمس في غير أوقات الذروة، أو الأطعمة، مثل: الأسماك الدهنية أو صفار البيض أو الجبن أو المكملات الغذائية، بشرط أن تكون تحت إشراف الطبيب.