
غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل صمت العالم
"وداع لا ينتهي، ألم مقيم لا يهدأ، ودماء تسيل دون أن تجد من يوقفها ومجازر متواصلة"، هكذا يتكرر المشهد ذاته كل يوم منذ أكثر من 630 يوما في قطاع غزة ، تلك البقعة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترا مربعا، والتي استخدم فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي ترسانته العسكرية المدمرة، مستهدفًا ما يزيد على مليوني فلسطيني محاصرين فيها.
فمنذ أكثر من 630 يوما، تعيش غزة تحت وابل من الغارات والقصف والتجويع والحصار، في مشهد يومي يتكرر دون توقف، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا، استثمره الناشطون لتسليط الضوء على المأساة التي حاقت بالقطاع وساكنيه، في ظل مواصلة إسرائيل حربها بلا هوادة ضد الفلسطينيين عبر قتلهم وتجويعهم وحصارهم بشتى الطرق.
في السياق ذاته، وصف الناشطون المشهد اليومي في قطاع غزة بأنه يتكرر صباحا بشكل مأساوي، حيث تُجمع أكوام الجثث داخل المستشفيات، وسط صدمة الأهالي وعجز الطواقم الطبية، بينما يواصل العالم مشاهدة ما يحدث بصمت مطبق.
وأشاروا إلى أن هذه الإبادة الجماعية غير المسبوقة في التاريخ يرتكبها كيان وصفوه بـ"الوحشي"، الذي لا يولي أي احترام للقيم أو الأعراف الإنسانية، ويعتمد على ترويج رواية مظلومية زائفة لتبرير جرائمه.
وأضاف نشطاء آخرون أنه في بقعة صغيرة محاصرة منذ أكثر من 630 يوما، يُحاصر أكثر من مليوني إنسان بلا طعام ولا شراب، تحت نيران أعتى أنواع الأسلحة، ويجرب عليهم المحتل كل ما يخطر في ذهن مجرم حرب.
إعلان
وكتب أحد النشطاء أن "المشهد اليومي في غزة وداع ينهش القلوب، ألم يزرع الجراح عميقًا، ودم يسيل بلا هوادة. 630 يوما من الحصار والجحيم، والعالم يكتفي بالمشاهدة والصمت المذنب، وكأن حياة الأطفال لا تعني شيئا سوى أرقام على صفحات النسيان".
وأضاف ناشط آخر: "630 يوما.. وكأن الزمن في غزة يُقاس بعدد الأكفان، لا بعدد الساعات".
وأشار مدونون إلى أن "630 يوما، وآذان غزة لا تسمع سوى هدير الطائرات، ودوي الاستهدافات، وصراخات الوداع الأخيرة، والموت يحاصر غزة من كل الجهات".
ووصف آخرون غزة بأنها "الجرح الذي لا ينزف فقط، بل يصرخ في وجه العالم، في ظل صمته عن الإبادة المتواصلة بحقه".
وأضافوا: "تخيل أن تصحو كل يوم على 90 جنازة و211 مصابا، ثم تنام لتستيقظ على العدد نفسه من الضحايا، طوال 630 يوما متواصلة من القتل والدمار في قطاع غزة".
ويشير ناشطون إلى أنه لو حاول أحد أن يحمل كل شهيد من غزة في يومٍ واحد، فسيحتاج إلى 154 سنة متواصلة لإتمام الجنازات، بمعدل جنازة واحدة كل يوم.
وتساءل ناشطون آخرون: "هل بقي في هذا العالم إنسان لم تتبلد مشاعره بعد كل هذا الموت؟".
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل -بدعم أميركي- شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 186 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
بعد انتقادات إسرائيلية لهتافات "الموت لجيش الاحتلال".. وزير بريطاني يرد: أصلحوا بيتكم أولا
في تصريح أثار تفاعلا واسعا، انتقد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنغ، السفارة الإسرائيلية على خلفية إدانتها لهتافات رُددت في مهرجان غلاستونبري 2025، قائلا: "أنصحهم بإصلاح بيتهم أولا، بالنظر إلى سلوك مواطنيهم من المستوطنين في الضفة الغربية". وأضاف في مقابلة لشبكة سكاي نيوز أن "العنف الذي يمارسه المستوطنون أصبح مفضوحا ولم يعد من الممكن التغاضي عنه"، في إشارة واضحة إلى الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاء تصريح ستريتنغ ردا على بيان أصدرته السفارة الإسرائيلية في لندن، أعربت فيه عن "صدمتها العميقة" من هتافات الجمهور خلال عرض فرقة "بوب فايلان" في المهرجان، والتي تضمنت شعارات مثل "الموت للجيش الإسرائيلي" و"حرروا فلسطين". وقد أشار الوزير البريطاني إلى أن تعامل إسرائيل مع الحرب على غزة وسلوك مستوطنيها يضعف دعم حلفائها لها حول العالم. أثار مهرجان غلاستونبري 2025، أحد أبرز الفعاليات الموسيقية الصيفية في المملكة المتحدة، موجة جدل واسعة بعدما تحوّلت بعض عروضه إلى منصات لهتافات سياسية عبّر من خلالها الجمهور عن تضامنه مع القضية الفلسطينية ورفضه للجيش الإسرائيلي. وبرزت هذه الأجواء بشكل خاص خلال عروض فرقتي الراب "بوب فايلان" و"نيكاب". ففي أثناء أداء فرقة "بوب فايلان" الإنجليزية، ردد الجمهور هتافات من بينها: "الموت للجيش الإسرائيلي" و"حرروا فلسطين"، في مشهد نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مباشرة عبر منصتها الرقمية "آي بلاير"، مما أثار موجة انتقادات من سياسيين وإعلاميين اتهموا الشبكة بالسماح ببث رسائل سياسية مثيرة للانقسام. وفي أول رد رسمي، أجرت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، اتصالًا بمدير عام "بي بي سي"، تيم ديفي، طالبت فيه بتوضيح عاجل بشأن آليات الرقابة والمراجعة التحريرية التي سبقت بث العرض. إعلان وقال متحدث باسم الوزيرة إن ناندي "تدين بشدة التصريحات التهديدية التي أطلقتها فرقة بوب فايلان خلال المهرجان"، مشيرا إلى أنها طلبت توضيحا رسميا بشأن إجراءات البث، كما رحبت بقرار الشبكة عدم إعادة العرض على منصة "آي بلاير". أعلام فلسطين في سماء غلاستونبري رفع عدد من المحتفلين أعلام فلسطين وغيرها من الرايات خلال عرض فرقة "نيكاب" الأيرلندية في مهرجان غلاستونبري 2025، في لحظة اتسمت بالحمولة السياسية الواضحة وسط أجواء مهرجانية صاخبة. جاء عرض الفرقة بعد أيام من الجدل الذي سبق صعودها إلى المسرح، خاصة بعد أن أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قرارها بعدم بث العرض مباشرة، تجنبًا -وفقا لما نقلته صحيفة الغارديان- لما وصفته بـ"الانحياز السياسي"، في إشارة إلى المواقف المؤيدة لفلسطين التي طبعت مشاركات "نيكاب" السابقة. وخلال العرض، وجّه أعضاء الفرقة هتافات حادة ضد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي كان قد صرّح قبل المهرجان بأن مشاركتهم "لا تليق" بالمناسبة. وردا على ذلك، شكرت الفرقة منظّمَي المهرجان مايكل وإيميلي إيفيس على موقفهما الرافض لضغوط الإلغاء، وحيّت حركة "العمل من أجل فلسطين"، التي تواجه مساعي حكومية لإدراجها على قوائم المنظمات المحظورة. ورغم أن "بي بي سي" نقلت معظم فقرات المهرجان، فإنها قررت عدم بث عرض "نيكاب" بشكل مباشر، واكتفت بالإشارة إلى إمكانية طرحه لاحقا عبر منصتها الرقمية "آي بلاير"، وهو ما فُسّر على نطاق واسع كمحاولة لتفادي تصعيد الجدل السياسي. الفرقة التي تُعرف بأسلوبها الغنائي الصادم، واجهت انتقادات واسعة بسبب مقاطع سابقة ظهر فيها أعضاؤها وهم يرددون شعارات مثل "تحيا حماس، يحيا حزب الله". وفي تبريرهم لذلك، أوضحوا أن الهتافات كانت جزءا من الأداء المسرحي، وأن رفع الأعلام -ومنها علم المقاومة- جاء دون تنسيق مسبق منهم. دعم فني رغم الضغوط ورغم توقيع أكثر من 30 مسؤولا في القطاع الموسيقي على رسالة تدعو لإقصاء "نيكاب" من جدول المهرجان، فإن الفرقة حظيت بدعم واسع من فنانين بارزين، تجاوز عددهم الـ100، من بينهم "ماسيف أتاك"، و"بولب"، و"آني ماك"، و"بول ويلر". وكانت "نيكاب" قد أثارت جدلا مماثلا في مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن عرضت خلال أدائها رسائل تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بدعم أميركي". وعلى إثر ذلك، واجهت الفرقة دعوات لإلغاء تأشيراتها في الولايات المتحدة، مما أدى لاحقا إلى إلغاء عدد من عروضها هناك.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة
يشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد على اجتماع أمني في ظل دعوات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوضع حد للحرب على غزة والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتسريبات من جيش الاحتلال تؤكد أن الحرب بلغت مداها. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية ببدء الاجتماع الأمني بمشاركة نتنياهو وعدد من أعضاء المجلس الوزاري المصغر وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، في مقر قيادة الجيش الجنوبية وذلك لحسم مستقبل الحرب. واستبق نتنياهو الاجتماع بالقول إن "النصر على إيران فتح فرصا عدة أمام إسرائيل بينها استعادة الرهائن من غزة". وحسب موقع يسرائيل هيوم، يُتوقع أن يقدم رئيس أركان الجيش تحديثات عملياتية خلال الاجتماع، مؤكدًا الاقتراب من السيطرة الكاملة على 75% من قطاع غزة. كما نقلت يسرائيل هيوم عن مصادر حكومية نفيها بشكل استباقي ادعاء الجيش إكماله خطة " عربات جدعون". وقالت هذه المصادر إنّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تُهزم بعد وإن أهداف الحرب المعلنة لم تتحقق حتى الآن. ويأتي ذلك في ظل تسريبات في الإعلام الإسرائيلي أكدت أن الجيش يعارض احتلال غزة بالكامل ويوصي بإبرام صفقة تبادل. وقالت القناة 12 الإسرائيلة إن قيادة الجيش وفي مقدمتها رئيس الأركان تطالب القيادة السياسية بتحديد الخطوات المقبلة بغزة. فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن القيادة الأمنية ترى ضرورة ترجمة الإنجاز في إيران وغزة للتوصل إلى اتفاق يعيد المحتجزين. بدورها، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الجيش يرى أن حرب غزة بلغت مداها، رغم أن نتنياهو يصر على موقفه باستمرار القتال إن لم يتم التوصل لصفقة. ترامب ونتنياهو وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع دعوة الرئيس ترامب لإنجاز اتفاق بشأن غزة واستعادة المحتجزين، وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" اليوم الأحد "أنجزوا الاتفاق بشأن غزة. استعيدوا الرهائن". ورد نتنياهو على تلك الدعوة بالقول إن عمله مع الرئيس ترامب سيجعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى. وقال مسؤول إسرائيلي إنه يجري وضع خطط لزيارة نتنياهو إلى واشنطن خلال الأسابيع المقبلة، ولكنه رفض مناقشة محور الزيارة. وأثار ترامب، أمس الأول الجمعة، توقعات بالتوصل إلى اتفاق، قائلا إنه قد يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل، وقال ردا على أسئلة الصحفيين "نحن نعمل على ملف غزة ونحاول إيجاد حل له". ومن المقرر أن يتوجه كبير مستشاري نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في وقت سابق، إنه رغم التقدم المحرز فإن ذلك لم يصل إلى مرحلة إرسال وفد للتفاوض، مشيرة إلى أن الخلاف الرئيسي يتمحور حول شروط إنهاء الحرب، والضمانات التي تطالب بها حركة حماس. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين استغرابهم من تفاؤل الرئيس ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل، مؤكدين أن إسرائيل لم تُبلّغ بأي تغيير أو تقدم يبرر هذا التفاؤل، ولا توجد مؤشرات على مرونة في موقف حركة حماس أو نتنياهو بشأن إنهاء الحرب. وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الإسرائيليين أن أحد التقديرات يشير إلى أن تفاؤل ترامب قد يكون محاولة لاستثمار الزخم السياسي بعد انتهاء الحرب مع إيران لتحقيق إنجاز سياسي إضافي. ورغم أنهم أكدوا وجود اتصالات ومحادثات مكثفة في الكواليس لكنهم نفوا وجود نتائج ملموسة أو اختراق حقيقي حتى الآن.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
المقاومة تصعد عملياتها ومقتل جندي إسرائيلي بمعارك شمال غزة
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- عن تنفيذ عدد من العمليات العسكرية ضد جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ، تركز أغلبها في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال معارك شمال القطاع. وقالت كتائب القسام إن مقاتليها استهدفوا برج جرافة عسكرية بقذيفة الياسين 105 ، مما أدى لاشتعال النيران فيها بمنطقة بني سهيلا شرق خان يونس، كما قالت إنها قصفت حشودا من جنود الاحتلال في منطقة معن جنوبي المدينة بقذائف هاون. من جهتها، قالت سرايا القدس إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في عبسان الكبيرة شرق خان يونس بعبوة برميلية زرعت مسبقا، كما أعلنت أنها قصفت أمس السبت بقذائف هاون تجمعات جنود وآليات إسرائيلية توغلت في محيط شارع 5 شمال خان يونس. حدث أمني خطير في غضون ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في كتيبة الهندسة القتالية "601" خلال معارك شمال قطاع غزة. وبالتزامن مع ذلك تحدثت مواقع إسرائيلية عن حدث أمني خطير في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأشارت إلى "تبادل إطلاق نار كثيف في موقع الحدث الأمني الخطير"، مضيفة أن الرقابة العسكرية تفرض حظر نشر على تفاصيل هذا الحدث. وقد دأبت فصائل المقاومة في قطاع غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات العسكرية للمقاومة ضد قوات الاحتلال. كما دأبت الفصائل على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبّدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. إعلان ويأتي ذلك ضمن مواجهات الفصائل الفلسطينية مع قوات الاحتلال في قطاع غزة، إذ تشن إسرائيل حرب إبادة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مخلّفة أكثر من 185 ألف فلسطيني شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.